روايه بقلم دينا الفخراني
طفل عشر سنين اخدنى علمنى وشغلنى معاه احيانا كنت بغير من ولاده انى مش عندى اب زيهم وكمان انا عمرى ما كان عندى الجرأه انى اعتبره زى ابويا ...مع انه عمره ما حسسنى بالنقص او انى مش ابنه..... بس ولاده كانو كفيلين انهم يحسسونى بكده كل ما يشوفونى مش عارف ليه ..كنت وسطهم متأكد انى يتيم و فقير وخدام عندهم لحد ما جه عمو رامز وهو بېموت وكتبلى جزء صغير من ثروته عشانى ...يمكن عشان كده هما اعتبرونى غشتهم وسړقت ابوهم بس والله انا شغلت الفلوس دى وكسبت ولما نجحت فى شغلى رجعتلهم الفلوس دى تانى ولولا خوفى من ربنا كنت اديتهلهم بالفايده كمان ...اصل كده مش خساره فى الراجل اللى ربانى وعلمنى وخلانى السبب فى اللى انا فيه دلوقتى ولولاه الله اعلم كنت هاكون فين دلوقتى.. وبعد ده كله لسه فى عيون اللى حواليا نصاب وحرامى
لكنها لم تبالى فهذا الرجل مصطنع فى كل شئ فلا مشكله ان يكون ايضا فى مشاعره ...وجهت انظارها ناحية محمود والذى كان يبدو عليه انه مازال تحت تأثير ذكرياته
_ مش فاهمه برضه ايه دخلى فى الموضوع
نظر حسام اليها قبل ان يشيح بوجهه ناحية محمود والذى ظهر عليه جليا الاسى
_ خلاص الوقت اتأخر وانتى لازم تروحى ...وبكره نبقى نتقابل وتعرفى الباقى ...ودلوقتى يلا عشان اوصلك
نظرت اليه بارتباك ...ودت لو صړخت به لا اريد منك شيئا ولكنها مقيده بواجب اللباقه..فردت ببرود
_ مفيش داعى انا هاروح..
لم يمهلها فرصة ان تكمل جملتها حتى ثار بها
_ انت عارفه الساعه كام دلوقتى ....وعايزه تروحى لوحدك
نظر الى محمود والذى بدا عليه الألم لتذكره ما حرص دوما على نسيانه ..وزفر بهدوء
_ خلاص هوصلك لبره لحد اخوكى ما يجى ياخدك
تتبع نظراتها وهى تنظر له ثم لمحمود فأكمل بحزم
_ هو محتاج يقعد لوحده شويه ...هوصلك وارجعله تانى
سارت بجواره وهى تتطلب اخاها الذى استجاب سريعا واخبرها انه أت...لم تنتظر منه اى مبادره بحوار لكنه ادهشها عندما تكلم قائلا
رمقته بثبات وهى تقول
_ انا عمرى ما هطلع خصوصيات حد من غير اذنه ...وثانيا بقى لو عاوزنى ياريت توصلى زى النهارده كده ..تستأذن من بابا
فتح فمه ليرد عليها لكنه توقف عندما رأى شاب مقبلا عليهم تعرف عليه من اول وهله فهو يشبهها لحد كبير
_ بالمناسبه انا عينى عسلى مش سوده
لم تنتظر منه رد فقالت ما قالت وذهبت ...وفى ثوانى كانت ركبت تاكسى مع اخيها واختفت عن نظره
بينما وقف هو صامتا للحظات يحاول استيعاب ما قالت ...هذه الفتاه حقا مجنونه ....وستلقى به يوما ما ناحية الجنون
_ مشيت
_ ايوه
_ تفتكر هتوافق
_ مش بمزاجها... لازم توافق
اومأ محمود رأسه وعاد كل منهم لصمته وشروده كل يفكر فى ما يخصه وما سيأتى عليهم ...ثم ما لبث ان استأذن حسام من اجل عمله وظل محمود وحيدا...على ما يبدو ان الوحده قدره
الفصل الرابع
تململت بضيق فى الفراش ...ليس سهلا عليها كل ما يحدث تشعر ان الماء ينسكب من بين يديها ....تتمنى ان يكون كل ما يحدث حلم بل كابوس مزعج ستستيقظ منه بعد قليل ...
تقلبت بضيق... فوقع نظرها على ذلك الخاتم الذى يزين اصبعها ..وشعرت بغصه وهى تتذكر صاحب هذا الخاتم ...لا تصدق انها اصبحت الان زوجة ذلك المعتوه
دفنت رأسها فى وسادتها ..لا تريد الاعتراف بهذا الواقع الذى اصبح الزاما عليها...فتسلل اليها صوت والدتها وقد دخلت غرفتها وتظنها نائمه فتحاول ايقاظها
_ يلا يا سلمى يا حبيبتى ...اصحى ...حسام مستنيكى ....يلا يابنتى الراجل مستنى
نهضت بتكاسل وزفرت بملل فأخر شىء تتمناه فى هذه الحياه هو لقاء هذا المغرور
ارتدت ملابسها على مهل فهى لا تحترق شوقا لرؤياه ...وخرجت بوجه عابس لتستقبلها والدتها متزمره
_ ايه ده يا سلمى كل ده بتلبسى وفى الاخر تلبسى ده
_ ايه ياماما وحش
_ لا حلو ..بس فى احلى
_ والله بقى يا ماما انا مرتاحه كده....وبعدين اصلا الحكمه مش فى اللبس الحكمه فى اللى لابس اللبس ...وبنتك ما شاء الله قمر
_ انت هتقوليلى مين يشهد للعروسه .....يالا روحى لجوزك منتظرك فى الصالون مع اخوكى
بدا عليها الضيق وهى تستمع لوالدتها فقالت بتذمر طفولى
_
بس هو مش جوزى ...احنا بس كتبنا الكتاب ...فمتقوليش جوزى ده
طالعتها والدتها بإستغراب
_ يابنتى مش قبل كده قولت خطيبك اعترضتى ودلوقتى جوزك برضوه اعترضتى ...يعنى اقوله ايه
سلمى بتفكير
_ الراجل
اللى