روايه بقلم دينا الفخراني
..
ماذا ستفعل ان علمت باقى الحقيقه أستكمل معه ما بدأه أم ستنسحب بصمت ..وليت الصمت مع حالته يجدى
أوقف السياره فى جانب الطريق والتقط هاتفه يبحث فى بعض الصور حتى وجد ضالته ..فأخذ يتأملها بحنان جارف كأنها يحفظ كل خليه من خلاياها فى اركان قلبه حتى لايعد القلب يرى اى شئ عداها وبشجن قال
_ وحشتينى اوى يا حبيبتى ..خلاص هاتجنن حاسس انى شايل فوق طاقتى مش قادر اكون مع واحده غيرك ولو حتى بالاسم
وقف يتأمل تلك الصورالتى التقطها لمحبوبته خلسه ...يحاول قدر المستطاع ان يطفئ نيران عشقه المتزايده بها ..لكن عبثا محاولاته فهو غارق بالعشق حتى النخاع ..وما تلك النيران سوى شوق لها .شوق ملئ قلبه وعقله معا وانطلق يغزو جميع الجسد من الرأس حتى أخمص القدمين ..زفر بلوعه وتمتم بعشق
فتحت نافذتها تستقبل نسمات الهواء وتستنشق عبير المكان ملأت صدرها منه وزفرته على مهل
_ يااه مصر كانت وحشانى اوى
_ هيا فعيا حيوه.. هيا فعلا حلوه
_ حلوه بعقل ده كفايه الدفا اللى فى شوارعها والامان اللى فى حيطانها وو..ااا....ايه ده حبيبه انتى نمتى
_ ادخل
ليدلف للداخل رجل كبير ظهر عليه الشيب ولم يتخطاه الوقار فظل معه يرافقه اينما كان
بادل نظرات العتاب من عينيها بإبتسامه حنونه وهو يراها تتزمر
_ بقى كده يا خالو تستأذن قبل ما تدخل ده حتى البيت بيتك
ابتسمت بحرج فربت على كتفها بحنان
_ تعالى نقعد بره شويه واحشنى القاعده معاكى ...اما المقروضه اللى نامت دى فانا نفسى اقعد معاها عشان توحشنى قاعدتها
_ حبيبه ...حبيبه عاوز تقعد معاها يبقى وهى بتاكل او تخطفلك حلم تقابلها فيه وهى نايمه
ربت على ظهرها بهدؤ
_ مش كل حاجه يا بنتى بتتفهم وبيتعرفلها سبب ..ده قدرك ولازم تعيشيه...انك تكونى عصفور مقيد جوا عشه ولا عصفور حر بره عشه اختيار صعب ..اللى حواليكى قرروا ياخدوه بدالك ..عشان ما تتعذبيش فى الاختيار
الفصل الخامس
بخطى لاهثه قطعت درجات السلم ..لتصطدم بوليد الذى على ما يبدو انه ايضا على عجله من امره ...فلم يهتم لها لكنها تشبثت بذراعه قائله
_ بقولك ايه ...فى تاكسى تحت حاسبه ..عشان انا معييش فلوس
كاد وليد ان يوافق لكنه استدرك قائلا
_ نعم يا اختى هى مين دى اللى ممعهاش فلوس ...وبعدين انتى مش كنتى نازله مع حسام وكان عندكوا مشاوير كتير
هربت بعينيها عن اخيها لا تود الكذب ولا تعرف بماذا تجيب ..فغيرت مجرى الحديث للتخذ موضع الھجوم
_ انت مالك ...وبعدين انت اصلا رايح فين ومستعجل اوى كده
ثم وكأنه تذكر
_ شوفتى كنتى هتأخرينى ...عن اذنك انا ماشى
تركته يذهب لكن رافقه صوتها يصدح من خلفه
_ متنساش تحاسب التاكسى
صعدت باقى الخطوات وطرقت الباب بهدؤ وهى تحاول تمالك اعصابها ...لكيلا يشعر اهلها بأى شئ
فتحت ساميه الباب وهى تتسأل من الطارق ..لتقابل إبنتها بدهشه
_ سلمى ...انتى مافتحتيش بمفتاحك ليه ...وبعدين ايه اللى جابك بدرى كده ...وفين حسام ..انتوا مش كنتوا هتخلصوا مشاويركوا وتتعشوا سوا ...سلمى انا مش بكلمك
كانت سلمى تنظر لموضع أقدامها وهى تلعب بقدميها ..كطفل مل الوقوف فأخذ يلعب بالحصى متناسيا وقوفه
رفعت رأسها ببطء ويظهر عليها التفكير الشديد لتجيب والدتها
_ هى الأسئله دى كلها إجبارى
زفرت والدتها بغيظ وعادت للداخل فخطت سلمى خلفها تبحث عن الموجودين بالمنزل
_ هو بابا مش هنا ولا ايه
فتجيبها الام وهى تقلب الصحن المعدنى الذى بين يديها بهمه
_ لا يا حبيبتى ..نزل عشان وراه كام مشوار ..ووليد كمان نزل
لم تشعر الا وهى تحتضن والدتها وكأنها تطلب منها الامان لتقول بشرود
_ ماما ..انا مش عايزه اتجوز
فتضربها الأم على رأسها بخفه وتقول بمزاح
_ ما انتى اتجوزتى يابت انتى
..ولا انتى نسيتى
كانت سلمى لا تزال على شرودها ...فأجلستها الأم أمامها وقالت بطيبه
_ ما تقلقيش كل البنات بتقول كده لما يقرب الفرح بتحس ان خلاص دخلت فى الجد ..بس المشكله ان البنات دى بتفرح فى الاول
بتفرح لفتره بحاجه جديده كان نفسها فيها ..بس انتى ما فرحتيش انتى حسيتى بالقلق بدرى اوى يا حبيبتى