جبرني الله بعد صبري
"ياستي روِّحي بس كدا شوفي ناسك ونرغي بعدين"
مشينا مع بعض، شيلت بنتها ومسكت ابنها في إيدي وقعدت أشتريلهم ألعاب وحلويات، خدتها لحد بيتها وجيت أمشي مامتها صممت أقعد معاها شوية، دخلت الصالون وزوجها كان قاعد في الصالة مع صاحبه.
وبعد نص ساعة لاقيت أمها داخلة بخطوات سريعة وشدت صاحبتي من جنبي وقعدت هي وقالت: " بصي بقى ياسِت البنات أكيد انتي عارفة إن محدش مننا مرتب حاجة وكله بترتيب ربنا ، واللي هقوله ليكي ده ترتيب من ربنا لقلبك، اللي بره ده مدير جوز بنتي في الشغل، من ساعة ما شافك في المطار وهو مبيتكلمش غير عليكي معانا .. هو طالب الحلال يابنتي واظن إنتي عارفة إن بناتي وأزواجهم مبيقربوش منهم حد وحش ها إيه رأيك! "
سكت شوية ولسه بقولها بس أنا سنِّي...
قاطعتني في الكلام وقالت: " هو قابل بكل ظروفك "
ولإن صاحبتي سوية وبتحبني شوفت عيونها بتملع من الفرحة، طلبت منهم مُهلة أصلي إستخارة وأفكر والحمد لله حسيت براحة وطمأنينة غير عادية، خطبني شهرين واتجوزنا وسافرنا كلنا.
ومر سنتين وبقيت ٤٠ سنة!
وكنت كل ما أعيط على الخِلفة كان يحضني ويقول:
" إن شاء أعطى وإن أعطى أبهرك بعطائه "
وفي يوم جه من شغله لقاني مغرقة المخدة دموع فدخل أتوضى وشدني من إيدي وصلى بيا ركعتين قيام!
وقررت أكشف بدون علم زوجي، وكلمت صاحبتي نزلت معايا لدكتورة مشهورة جدًا في السعودية، وأول ما خلصت كشف بقولها: " قوليلي أعمل إيه يادكتورة أنا نفسي أخلف، حتى لو هعمل عملية بس المهم أشوف لنفسي ولاد؟ "
ضحكت وقالت: " كل اللي هتعمليه إنك هتاخدي بالك من نفسك لإنك مش بس بقيتي حامل ده انتي في بطنك ٣ تؤام كمان "
من فرحة قلبي بقيت أقعد وأقوم، وأضحك وأعيط وأقف وأمشي، وأستغفر وأسبح.
معقولة ربنا رحيم بينا للحد ده؟
عيطت ليلة واحدة بدعاء المضطر وسورة البقرة بس!
حقيقي ربنا أقرب لينا بشكل يخليك تفكر إنه بيسمعلك أنت بس وإن مفيش غيرك بيتكلم معاه ويدعيله!
فحقيقي ربنا:
يرزُق بالأسباب ، وبدون الأسباب ، وبضد الأسباب ، وباستحالة الأسباب ، وعلى أهون الأسباب .
نِعمَ الرَّبُّ رَبُّنَا