روايه بقلم ساره حسن
انت في الصفحة 1 من 16 صفحات
المقدمه
هرولت تلك الفتاه راكضه لداخل قصر أل الحسيني بعد مكالمة والدتها بتدهور حاله جدها الصحيه فجأة و طلبه برؤيتها علي الفور.
قابلتها والدتها عبير في طريقها امام غرفه جدها و قالت بملامح يبدو عليها القلق في ايه يا ماما جدو ماله كان كويس الصبح و كلمني قبل ما اروح الشركه و كان زي الفل.
فركت والدتها يديها بتوتر بالغ قائله بتردد ادخلي يا حسنا جدك عايز يقولك حاجه مهمه بس اسمعيه لو سمحتي اسمعيه و افهميه يا بنتي
دخلت الغرفه بخطوات هادئه لا يمت لهدوئها بصله اقتربت من ذلك الجسد
رجل في اخر العقد السابع من عمره رسم الزمان التجاعيد علي وجه بحرفه.. عقل لم يشيب مع شعره الفضي بالكامل بل عقله دائما يقظ يدير الأمور بحكمة و صرامه و قوة اعتاد عليها من سنوات و سنوات حتي اصبحت ملازمه له و يستشعرها كل من يتقرب منه حتي بات يخشي منه كل ما يقترب من محيطه ...
جلست حسنا بهدوء في المقعد المجاور له و نادته بصوتها الخاڤت القلق جدو
فتح عينيه السوداء القاتمه و الټفت براسه اليها ابتسم لها بحنو و قال بصوت متحشرج ست الحسن
ابتسمت للقبها الدائم من جدها لا تنكر أبدا تدليله لها كأميرة ليست لانها الحفيده الاولي و الوحيده و لكن لإلتصاقها به دائما منذ الصغر و جلوسها الذي لم يكن الا علي قدمة حتي بعد انجاب اخيها أنس التي تكبره بعدة اعوام هي في الثاني والعشرون والان هو في سنته الاخيره من الثانويه لم تفقد حسنا مكانها بقلب جدها خصوصا وان للآن أنس الولد و الوريث الوحيد للعائله!
عماد الدين الحسيني عمود العائله و ذات اصل رفيع المستوي ورغم ذلك لا احد ينكر تطويرة لاعمال والده والتي اصبحت واسعه المجال بفضله رجل ذو حنكه وقوه وايضا له هفوات للان لم تغتفر لم يستطع التفريق بين الحفاظ علي اسم العائله واحتوائها ..ظلم وتجبر ومن الواضح ان الآن وقت الحساب ...
عينين واسعتين عسليتان متوهجتين ملائمتين لشعرها ذات اللون البني الداكن وشخصيتها اللينه الواضحه والصريحه ...
حفيدته الوحيده وأميرته تخرجت هذا العام وبدءت تضع قدماها في العمل لدي شركات الحسيني مع والداها المتحمل العمل بأكمله ..
انتبه من شروده بها و ابتسم في وهن وقال
فيه حاجه لازم أقولهالك لاني عارف ان انتي بس اللي هاتعرفي تساعديني و رغم ان ابوكي عارف و كان شاهد علي اللي حصل ده بس اختارتك انتي برضو لاني برغم اللي عملته عارف انك ها تسامحيني حتي لو ها تحاولي في البدايه بس ها تسامحيني و تساعديني الاقيه و اشوفوا قبل مااموت و لو لمرة واحده .
ردت عليه و قالت بأرتياب سمعاك يا جدو
أبتلع ريقه و صمت لبؤهه ثم قال من اكتر من خمسه و عشرين سنه ابني الكبير
صلاح كان عنده ولد
ضيقت عينيها و قالت ابن مين ياجدو عمي الله يرحمه ماعندوش ولاد و
قاطعها بهدوء انا عارف انا بقول ايه انا مابخرفش يا حسنا
اخفضت عينيها ارضا بحرج و قالت معتذرة اسفه ياجدو كمل حضرتك
اغمض عينيه لذكري بعيده.. بعيده جدا هو و زوجته و شابان هما كل شيء عزوته و سنده صلاح ابنه الكبير و احمد ابنه الاصغر
درسوا و تخرجوا من افضل الجامعات حتي آتي يوم جاء فيه يقول له ابنه البكري اريد الزواج او انه تزوج بالفعل امر واقع فرضه ابنه عليه ومن من من فتاه ذات مستوي مادي بسيط او يكاد يكون منعدم لم يشعر بنفسه الا و هو يلقي بصفعه علي وجه ابنه و صراخه المعترض دون حتي نقاش...
زواج ! و من خلف ظهرة و من دون المستوي و كانت إجابه صلاح وقتها حبتها من اول ماشوفتها و عارف انك هاترفض خۏفت تأذيها و تبعدها عني
لذا تزوجها و وضعه امام الامر الواقع في نفس وقت اتفاق و الده علي زواجه من فتاه ذات تعليم عالي ذو عائله لها اسمها و نسب له اصول.
ثورة عماد الدين وقتها من زواجه من من هي اقل منهم و لظنه الذي
خاب ان ابنه و ذراعه اليمين يتزوج دون علمه و يأتي و يضعه امام امر واقع فرضه ابنه عليه فرض حتي لو كان
عذرة الوحيده حبه لها او حتي خوفآ من جبروته.. كبرياء عماد الحسيني وقتها آبي للإستسلام حاربه بعض الوقت و لكن مع معرفته انها حامل وربما بولد ماجعله يخضع للموافقه بأدخالها لقصرة
قضت شهور حملها فيه و كان تعامله معها به من الجفاء ما يجعلها تعلم رفضه لها و لكنها استمرت و انجبت الولد ..الولد الذي هدأ كثيرا من الاوضاع .
كان يري سعاده بكريه معها جليه و بأبنه ايضا كان ما يعاملها بالحسني زوجته و ابنه احمد و زوجته و كان قد عقد قران فقد الذي يصغر صلاح بعامين فقد ....
و بعد عدة شهور الطفل اختفي من القصر بأكمله قامت ثورته عند معرفته ان والدته كانت علي علاقه طيبه مع احدي الخادمات و توسلتها ان تري ابنها لمره واحده و عند رؤيتها له قالت انها ستأخذة و تهرب ترجتها بقلب ام منفطر علي فلذة كبدها و طفل يتيم الاب و الام و والدته علي قيد الحياه اشفقت عليها الخادمة الشاهده عن كل ماحدث لها داخل القصر و اعطتها الطفل وهربت بعيدا جدا و علي مدار السنين لم يعثر عليهم و تاكيده انهم داخل البلاد و لكن من وقت قريب جدا اقترب من مكانهم و لكن لم يقدر علي الاقتراب منه كل ما يريده هو رؤيته لحفيده لعله يهدأ شوقه لابنه قبل ان يلقاه.. يريد ان يعطيه حقه و يعوضه عن كل ما فات و يطلب العفو من والدته .
صمت اخيرا بعد إلقائه لعدة مفاجأت شعرت حسنا انها بحلم او انها بعض الهذيان من جدها المړيض ..
اعطاها بعض اللحظات لتستوعب كل ما قاله من مفاجات ثم مد يده و
ناولها ورقه مطويه و قال ده عنوانه ..روحيلهم انا مش هاقدر اظهرله خاېف من نظرة الرفض اللي هاشوفها في عنيه مش عارف مدي كرهه ليا قد ايه مش هاقدر أتحمل المواجهه الاولي ..رجعيه ياحسنا
لاول مرة تسمع كلمه الخۏف من جدها لاول مرة تسمع صوته به كل هذا الحزن و الندم ..لاول مرة تري وجهه الطاغيه بجدها بكل الحنان الذي اغدقها به يكون بكل تلك القسۏة مع ابنه بعد مۏته ..
و لكن المواجهه.. مواجهه من نصيبها هي و لكن لا تعرف ما عليه فعله الان موضع صعب هي حتي الان لم تستوعب فكره ان عمها الذي لم تراه بحياتها لديه ابن عليها تقبله ...ابن عمها !
اومأت دون القدرة علي الحديث ثم وقفت وخرجت بخطوات بطيئه خارج الغرفه و اغلقت الباب خلفها ..
استندت علي الحائط و قد شعرت باهتزاز الارض من تحتها وعقلها بدوامات الماضي.
اخذت نفس عميق تعيد بعقلها حديث جدها المفاجأ ...
فتحت الورقة ببطئ و قرأت العنوان و وقفت عينيها عند أسمة
على.... علي صلاح عماد الدين الحسيني
الفصل الاول
انتهت من ارتداء ملابسها التي تعمدت ان تكون بسيطة المظهر فقد بنطال خامة الجينز و سويت شيرت ابيض و لملمت شعرها علي هيئة ذيل فرس ..و بقيت هكذا خاليه من الزينه بعينيها العسليه الفاتحه و حمرتها الطبيبعه ثم اخذت حقيبتها و توجهت للمكان المنشود .
خرج من تحت السياره بعد الانتهاء من تصليح بعض الاعطال بها اعتدل واقفا يمسح يديه المتسخه في خرقه باليه و هو يصيح يا سلامة ياض يا سلامه
هرول اليه سلامه صاحب الأربع عشر عام مجيبا وهو يقول اوامرك يا سطي علي
رد عليه و هو يتفحص سياره أخرى فين الفطار ياض اتأخر ليه
انا جبت سندوتشات الفول و الطعمية بس مستني الاهوجي يجبب الشاي عارف انك مابتفطرش الا و الشاي موجود
تحدث على اليه بأستحسان الله ينور عليك ..و ماتنساش نفسك اللقمه مابتحلاش الا بيك
ابتسم له سلامه شاكرا الله يخليك ياسطي ثواني و احلي فطار لاشطر اسطي ميكانيكي في الناحيه تمآ بأكملها
قهقه من خلفه علي علي حديث سلامه
خرج خارج الورشه متفحصا سياره أخرى
بتركيز....
علي صاحب السابع و العشرون المحبوب من منطقته لا يوجد من لا يعرف الاسطي علي المعروف بشهامته و رجولته و قوته ومساعده كل ما يحتاج منه المساعده ليس بلطجي و لكنه حين يتدخل في معركه يعرف الخصم انها منتهيه لصالحه .
ترجلت من سيارتها التي توقفت بعيدا نوعا ما من المكان المنشود و اشارت لسيارة حراستها ايضا ان تتوقف مكانها حتي لا يظن بها انها ربما تستعرض ثرائها امامه.....
طوال طريقها تفكر في جمل مرتبة لفتح حديث شائك مثل هذا مع ابن عمها و والدته التي و تراهم للمره الاولي اليوم و لكن تتبخر الكلمات كلما شعرت بقرب اللقاء معهما ...من اصعب اللحظات شعورك و انت تعرف انك تتجه للمجهول لا تفطن طريقه و لا حتي نتائجه و هي كذلك خائفه من ردة فعلهم من معرفه هويتها و سبب قدومها و لكن في الاخير اللقاء الاول كان من نصيبها....
سارت و هي ممسكه بالورقه المدون بها العنوان و
عينيها تدور علي البيوت البسيطه و المتهالك منها و الصخب المنتشر في ذلك الوقت من النهار .... و النساء المطلين من النوافذ و الشرف في حكاويهم الخاصه .....
وقفت في حيرة من امرها من اين اتجاه ستذهب الآن..لا تعرف مسحت علي جبينها و انتوت ان تسأل اي احد من المار علي ذلك العنوان.
عايزه حاجه يا ابله
التفتت للطفل الصغير الذي ينظر اليها بأنبهار كأنها احدي الممثلات خارجه من التلفاز خصوصا..عندما ابتسمت له و انحنت اليه و تسائلت تعرف فين بيت علي الحسيني
اومأ لها الطفل في حماس و قال قصدك الاسطي علي اه هناك اهو علي اول الشارع
تمتمت بخفوت بتعجب لاسطي علي
سارت في اتجاه اشارة الطفل...اخرجت هاتفها المستمر برنينه و
اجابت