الشيطان المتملك
كل مكان... يا ريتك ما قلتيلي انت كده قلقتيني اكثر و زودتي خۏفي... و إنت عارفة كويس إن مفيش في إيدي حاجة أعملها .
إبتسمت لها فتحية لتطمئنها قائلة يا بنتي أصبري على رزقك انا اصلا كنت مستنية الوقت المناسب عشان أحكيلك الحكاية دي لما يكون عندي الحل المناسب و الحمد لله لقيته بس لازم تسمعيني كويس و تنفذي اللي بقوله بالحرف الواحد .
سالم عبد الله إسم وهمي داه من أكبر المنافسين لشاهين بيه
و مها هانم كانت إستنجدت بيه زمان لما عرفت إنها حامل.. المسكينة كانت خاېفة جدا على إبنها و كانت مستعدة إنها تضحي بنفسها المهم البيبي يعيش و فعلا هو كان راجل شهم جدا ووافق إنه يساعدها بس للاسف شاهين بيه عرف و إتهمها بإنها كانت بټخونه و عاوزة تهرب مع الراجل داه.... .
فتحية بتأكيد أيوا و كل الناس اللي هنا عارفين بس شاهين بيه وقتها نبه علينا و حذرنا إن اللي حيتكلم في الموضوع داه حيقطع عيشه و مش كده و بس هددنا بالسجن..
صمتت فتحية قليلا و هي تتنهد بتأسف لتكمل المهم انا من يومين رحتله لشركته بس بعد ما تبهدلت فضلت اسبوع كامل و انا بحاول آخذ موعد عشان اقابله المهم انا طلبت منه إنه يساعدك و هو وافق و على فكره هو يعرفك... قصدي شاف صورك في الفرح.
فتحية بتأكيد يا بنتي داه رجل أعمال يعني عنده أساليبه داه يقدر حتى يجيب جيش بتاع حرس و يهجم على الفيلا و ياخذك المهم إنت توافقي هو اكيد عنده الف طريقة ....
كاميليا طيب و إيه المقابل اكيد هو مش عاوز يساعدني لله كده او إني صعبت عليه... .
بينه و بين جوزك عداوة و منافسة يعني هو مستعد يعمل أي حاجة عشان يأذيه و هو كمان ممكن
يساعدك في الأول بس بعدين إنت و شطارتك بقى داه إنت تقدري تسيطري عليه و تخليه زي الخاتم في إصباعك لو عرفتي تستغلي جمالك داه عشان هو راجل عادي يعني مش قفل زي البيه....
في غرفة المكتب كان شاهين يحدق بشاشة الحاسوب بتركيز لا يكاد يرمش بعينيه حتى لا تفوته أي حركة او كلمة او تعبير يصدر عن كاميليا...
كان ينتظر إجابتها بفارغ الصبر و داخل قلبه يتمنى ان لا تخيب ظنه فهو من وضع لها الاختبار الاخير و امر فتحية بالدخول إليها و سرد روايات خيالية لا اساس لها من الصحة حتى يكتشف ردة فعلها...
لاينكر مدى إعجابه بها و بجمالها منذ اول لحظة رآها فيها لكن هذا لا يكفي فمها زوجته الأولى أيضا كانت على قدر كبير من الجمال و لكنها في الاخير خانته بعد أن قدم لها قلبه على طبق من ذهب....
و في الآونة الاخيرة وجد انه يميل إليها و لكنه دائما يمنع نفسه من الانجراف مع تيار الحب مرة أخرى حتى لا ينصدم ومن جديد لذلك قرر ان يختبرها... .
ضحكت كاميليا بسخرية من كلام فتحية المتناقض قبل أن تردف بازدراء واضح لا واضح إني فهمتك غلط... إنت عاوزني أخون جوزي و أبيعه و أبيع نفسي لراجل ثاني و ياعالم بقى يمكن يكون أسوأ .
فتحية بتوتر صدقيني اللي إسمه سالم داه راجل غني جدا و له نفوذه و هو الوحيد اللي يقدر يخلصك و كمان حيساعدك عشان ټنتقمي من شاهين بيه.
أكملت كلامها عندما وجدت أم كاميليا تنظر لها باهتمام خذي معاكي البيه الصغير و بكده حتحرقي قلبه عليه و حترجعي اللي عمله فيكي ثالث و مثلث .
لم تشعر كاميليا بنفسها و هي ترفع يدها و تصفع فتحية صڤعة قوية لتصرخ الأخرى بفزع و تقف من مكانها تحدق بها پصدمة....
وقفت كاميليا أمامها ترمقها بنظرات غاضبة تكاد تفتك بها قبل أن ترفع سبابتها في وجهها بټهديد و هي تقول بنبرة محذرة حقتلك يا فتحية و الله العظيم لاقټلك و أخلص الناس منك... بقى دي
جزاة العيلة اللي دخلتك بيتها و شغلتك عندها... إيه اللي خلاكي تخونيهم و تحطي إيدك في إيد عدوهم ها جاوبيني... عاوزاني أبقى خاېنة زيك بعتي نفسك عشان شوية فلوس بالرغم من إني متأكدة لو كنتي قلتي لثريا هانم كانت إدتك الفلوس اللي إنت عاوزاها بس نقول إيه الطمع و الخېانة بيجروا في ....
إنت تنسي كل الكلام الهايف اللي إنت قلتهولي من شوية عشان مش حيحصل مش حخون جوزي مهما عمل فيا و أذاني و ملكيش دعوة بيا بعد النهاردة... مش عاوزة اشوفك قدامي و لو بالصدفة
بس حبقى مراقباكي و لو شفتك قربتي من فادي عشان انا كده كده مبقاش عندي حاجة اخاڤ عليها.... و دلوقتي إطلعي برا مش طايقة أشوف وشك برا... برا....صړخت كاميليا بهيجان و هي تدفع فتحية خارج الغرفة ثم تغلق الباب وراءها پعنف....
إستندت على الباب و هي تشعر بساقيها
تعجزان عن حملها لتسقط علي الارض بضعف....
لطمت رأسها بيدها عدة مرات و هي تصرخ بصوت باكي يا رب يارب انا حعمل إيه دلوقتي...انا حتجنن خلاص معتش فاهمة حاجة... هو عاوز ايوا...
وقفت كاميليا من مكانها لتبدأ بالدوران في الغرفة كالمچنونة و هي تتمتم پضياع لا هما عاوزين يجننوني.... كذابة فتحية كذابة و خاېنة عاوزاني اخون جوزي و اروح للراجل داه بس انا مستحيل اعمل كده.... انا مش خاېنة..... مقدرش اعمل كده فادي الصغير بيحبني ايوا هو بيحبني.... و انا مستحيل أذيه...
جلست على السرير و هي لاتزال تجذب خصلات شعرها پجنون بس هو حيقتلني... شاهين الألفي اللي هو جوزي عاوز ېقتلني او يرميني في مستشفى المجانين زي ما عمل مع مراته الاولانية.....
انا لازم احكيله على فتحية و انبهه هي ممكن ټأذي فادي.... بس انا كمان مش عاوزة أذيها هي يمكن كانت محتاجة فلوس عشان كده دخلت نفسها في المؤامرة دي.... كل حاجة بتحصل بسبب الفلوس انا كمان ضيعت نفسي بسبب الفلوس.....حعمل إيه أنا لازم أتصرف إهدي... إهدي يا كاميليا عشان تقدري تفكري كويس .... .
القت على الفراش و هي تشعر بتعب شديد يغزو لتهمس بيأس انا احسن حاجة نفسي و ارتاح منهم كلهم.... انا مليش مكان في العالم داه انا خاېفة....
إنكمشت على نفسها كجنين في بطن أمه و هي تتمتم بشرود...
طرقت فتحية باب المكتب ليأذن لها شاهين بالدخول....
فتحت الباب ثم دخلت بخطوات مترددة لتجده يجلس وراء مكتبه مركزا في شاشة الحاسوب...
رفع رأسه ببطئ نحوها ليرمقها بحدة و هو يرمي لها
رزمة من المال قائلا بجمودخذي دول و اخرجي برا....
فركت فتحية يديها بتوتر و هي تجيبه بصوت هامسبس انا عملتك كده مش عشان الفلوس يا بيه....
قلتلك خدي الفلوس و إطلعي برا... صړخ في آخر كلامه لټخطف فتحية النقود و تغادر بسرعة دون الالتفات
ورائها.....
نفخ شاهين أنفاسه پغضب قبل أن يغلق الحاسوب و يرميه جانبا... وضع رأسه بين يديه بحيرة و قد ظهرت صورتها أمام عينيه...
قفز من مكانه فجأة و هو يتذكر كلماتها الأخيرة ليتملكه الخۏف الشديد و هو يتخيلها تنفذ ټهديدها صباحا ....
فتح باب الغرفة و هو يلهث بشدة بسبب صعوده السريع للدرج....
تنفس العداء عندما وجدها نائمة على السرير كما رآها عبر الكاميرا منذ قليل.... اكمل سيره نحوها ليجدها تهذي بخفوت بكلمات غير مسموعة و ووجها و متعرقان بشدة...
إنحنى إلى مستواها ليتحسس حرارتها ليجدها مرتفعة قليلا عن معدلها الطبيعي... جذب علبة المناديل كم الطاولة الصغيرة الموضوعة بجانب السرير ليمسح لها وجهها و هو يتفرس ملامحها بلهفة و خوف...
اما كاميليا فكانت في عالم آخر لا تشعر بشيئ حولها
كل ماتشعر به هو الألم الشديد الذي يكاد يفتك بكامل ....
أخذ شاهين هاتفه ليصل بعمر ليستدعي الطبيبة لها
و التي لم تتأخر كثيرا فحصتها تحت أنظار شاهين الذي صمم على المكوث معها و حقنتها بخافض للحرارة ثم طمئنته عليها و أعطته ورقة فيها اسماء عدة أدوية ليحضرها لها.
أغلق شاهين باب الغرفة وراء الطبيبة ثم عاد مرة أخرى ليتمدد بجانب كاميليا التي كانت تغط في نوم عميق...
جذبها نحوه ليشعر بحرارة جسدها المرتفعة تنتقل إلى ثم لف ذراعه حول متمتما في أذنها بصوت هامسمش حتخونيتي صح.... انا قلبي كان حاسس إنك مش زيها... إنت ملاك ملاكي انا... و انا من النهاردة بوعدك إني حمسك إيدك و مش حسيبها ثاني و حعوضك على كل لحظة عڈاب عشتيها معايا..... بحبك.
الفصل الخامس و العشرون
الساعة العاشرة ليلا.....
إستيقظت كاميليا على ملمس يدين ناعمتين تداعبان شعرها بحنان إبتسمت قبل أن تفتح عينيها و هي تتخيل والدتها و هي تلاعب شعرها عندما كانت صغيرة لكنها سرعان ما نشلها من حلمها الجميل صوت أكثر شخص تمقته في حياتها...
إنت كويسة يا حبيبتي....
سألها شاهين بنبرة حنونة لأول مرة تظهر في صوته...
إتسعت عيناها بړعب و هي تتململ في الفراش محاولة الإبتعاد عنه رغم ثقل جسدها و الصداع الرهيب الذي ألم برأسها بسبب حركتها المفاجئة...
إبتسم لها شاهين عندما لاحظ ذعرها ليبتعد عن الفراش و هو يقول بصوت هادئ متحنبا إخافتها
حاولي متتحركيش كثير عشان إنت لسه تعبانة.
إبتلعت ريقها و هي تنظر إليه بحيرة.. عقلها مازال مصډوما لا يستوعب ما يحصل أمامها... هل هو نفسه شاهين زوجها مالذي حصل معه حتى يبتسم لها كم بدا مختلفا و.... وسيما لو لم يكن هو نفسه شاهين الألفي لقالت انه أوسم رجل رأته في حياتها..
لكن