السبت 23 نوفمبر 2024

الشيطان المتملك

انت في الصفحة 12 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


لماذا يتحدث معها بلطف و هدوء...يبدو أنها المرحلة الثانية من خطته لإصابتها بالجنون..
عقدت حاجبيها پذعر و هي تتخيل حدوث هذه الفكرة لتتمسك بحافة الغطاء و كأنه سيحميها
من هذا الۏحش الذي يجلس بجانبها متربصا بها.
إنتقلت ببصرها إلى الباب الذي كان يطرق بخفوت
دقات متتالية قبل أن يفتح و تطل من ورائه زينب حاملة صينية طعام....

إتجه نحوها شاهين ليأخذها منها ثم يشير لها بالانصراف.. جلس بجانبها على الجهة الأخرى
واضعا الصينية فوق ساقيه...
نظر إلى الأطباق برهة قبل أن يغمس الملعقة
في صحن الشوربة و يرفعها إلى فمها....
حدقت به ببلاهة و هي تبعد رأسها في آن واحد
غير مستوعبة بما يحصل لتسمعه يخبرها
لازم تاكلي عشان تاخذي الدواء... الدكتورة قالت إن جسمك ضعيف و عندك بداية أنيميا فلازم تتغذي
كويس عشان تتحسني....يلا إفتحي بقك...
قالها و هو يقرب منها المعلقة لتتناولها كاميليا بصمت
أنهت طعامها بصعوبة مع محايلات شاهين المستمرة ليجعلها تاكل اكبر كمية ممكنة من الاكل ثم ناولها بعضا من أقراص الدواء و كوبا من العصير الطازج لتناولهم أيضا بدون مناقشة او كلام...
خرج شاهين من الحمام بعد أن غسل يديه جيدا ثم تمدد إلى جانبها من جديد و هو يتأمل وجهها الفاتن رغم ذبولها...حاسة بإيه في حاجة بټوجعك.
ردد شاهين سؤاله العجيب على مسامعها لتضحك كاميليا في داخلها باستهزاء على تمثيله الرائع حسب
ظنها أخذت نفسا عميقا و هي تشجع نفسها على مسايرته حتى ينكشف قناعه و يعود من جديد إلى مظهره الحقيقي...
كويسة..
أجابته بصوتها الناعم بنبرة خاڤتة لا تكاد
تسمع ليبتسم لها قبل أن يقول
فادي طول النهار مبطلش سؤال عليكي و منامش غير لما شافك...النهاردة نام بدري عشان لعب كثير مع عمر و مراته.....
أومأت له برأسها بتردد و هي لا تدري ما ينبغي عليها فعله...دقات قلبها تتسارع بشكل مخيف و هي

تتخيل يده التي كان يحركها بشكل عفوي أثناء كلامه ټصفعها في أي لحظة....
تأوهت بخفوت عندما حاولت الاعتدال في مكانها
لتتفاجئ بيديه التي تسللت وراء ظهرها ليساعدها على الجلوس و يضع ورائها وسادة أخرى قائلا
لو عاوزة حاجة ثانية قوليلي بس متتحركيش
لوحدك إنت لسه تعبانة..
فركت يديها بتوتر قبل أن تتحدث بصوت متقطع 
ممكن تنادي زينب عشان... تساعدني....آخذ شاور.
ربت شاهين على يديها بحنان ممررا أصابعه على
على بشرتها الناعمة ليشعر بتذبذبها و إرتعاشها
تحت لمساته قائلا 
ثواني و الحمام يكون يكون جاهز... .
اومأت كاميليا له بالايجاب و هي تضم كفيها
إلى بعضهما مطئطئة رأسها بصمت... لم تنظر إليه
حتى عندما وقف من أمامها لكنها إستشعرت
إبتسامته المرتسمة على شفتيه قبل أن يستدير
إلى الحمام وراءه...
عقدت حاحبيها عندما سمعت صوت المياه المصطدمة برخام البانيو لتتساءل كامليا في نفسها
بحيرة يا نهار إسود داه دخل عشان يحضر الحمام
بنفسه.... اكيد مخطط لحاجة جديدة الظاهر الزفتة
فتحية كان معاها حق عاوز يجنني بالبطيئ قبل
ما يرميني في مستشفى المجانين.... لالا انا لازم أتصرف...لازم ألاقي طريقة أهرب بيها و إلا حيكون
مصيري زي مها دي... ياترى هي فين و عاملة إيه
طردت أفكارها جانبا عندما لمحته يخرج من باب
الحمام متجها نحوها... رفعت عينيها نحوه ليتجده
ينحني نحوها و يحملها بخفة بين ذراعيه و كأنها
لاتزن شيئا
ضحك بمرح و هو يدخل بها إلى الحمام من جديد و يضعها بلطف على حافة البانيو قائلا بمشاكسة
بساعد أميرتي الصغيرة عشان تاخذ شاور قبل النوم.. يلا حساعد عشان تقلعي هدومك.....
قاطعته پذعر قائلة لالا خلاص انا ممكن أكمل لوحدي...
همهم شاهين بنفي تؤتؤ حساعدك... مفيش إعتراض يلا...
متمتما في أذنها بخبثمكسوفة ليه...انا شفت كل حاجة قبل كده على فكرة....أدمعت عينيها من الاحراج و هي تضم قميصها المفتوح تخفي به جسدها عنه تجاوزها ليفتح الخزانة ليعبث بعلب الشامبو و سوائل الاستحمام
الكثيرة ليختار من بينها ما يروقه...
أمسك بثلاثة علب ليسكب إحداها في حوض الاستحمام و يفتح صنبور المياه من جديد
حتى تتشكل رغوة كثيفة على سطح المياه....
...حعد من واحد لخمسة يلا....
واحد.... إثنين......
أسرعت كاميليا لتخلع باقي ثيابها ثم تقفز داخل حوض الاستحمام تخبئ جسدها تحت الرغوة البيضاء... فتح شاهين عينيه ثم أمسك بعلبة شانبو
يقرأ تعليماتها بصوت عال لشعر حريري و إنسيابي....أكمل حديثه و كأنه يفكر بصوت عال متهيألي مش محتاجاها عشان إنت شعرك حلو لوحده بس ريحتها حلوة خلينا نجربها.....
سكب بعضا منها على شعرها ثم غرف بعض المياه النظيفة ليبلل بها شعرها و

يدلكه بنعومة و حذر...
إستمر في مساعدتها دون كلل او ملل و كأنها طفلة صغيرة حتى إنتهت ليسارع في الاخير بلف جسدها بمنشفة كبيرة و يحملها نحو غرفة الملابس....لتجفف شعرها و ترتدي ملابسها..
بعد عدة دقائق طويلة كانت تتمدد بنعاس تحت الغطاء السميك تراقب شاهين و هو يمشط شعره
و يرش بعضا من عطره ذو الرائحة النفاذة قبل
إن يتوجه إلى السرير و يتمدد بجانبها...
قبل طويلة قبل أن يهمس الحمد لله حرارتك
بقت عادية نامي دلوقتي عشان بكرة حنسافر
المزرعة...عمر مصمم نروح هناك عشان يغير جو
هو و مراته....
رجعت كاميليا بذاكرتها عدة أسابيع إلى الخلف و تحديدا تلك الأيام المريعة التي قضتها في ذلك
المكان الكريه....و تلك الحيوانات المخيفة تأففت في داخلها و هي تتخيل ما سيحدث لها من عڈاب هذه المرة. لكن أمام صديقتها ... لم تشعر بأجفانها التي
إنغلقت تدريجيا لتنسحب رويدا رويدا و تغط في سبات عميق بسبب تأثير الدواء.
في غرفة عمر.....
رمت هبة هاتفها جانبا بعد أن شاهدت عمر و هو
يدلف الغرفة و على وجهه علامات التعب...
إبتسمت على مظهره المتذمر ليرتمي بجانبها قائلا
إضحكي.... إضحكي انا حيلي إتهد و انا بلاعب فادي بيه طول النهار عشان أنسيه صاحبتك... و هو
مش راضي...اموت و أعرف هي كانت بتتعامل معاه
إزاي.
هبة بضحك فعلا هو متعلق بيها جدا من أول يوم جات فيه الفيلا و تقريبا هو السبب ان صاحبك
إتجوزها....
إلتفت عمر نحوها و هو يرفع حاجبيه بشقاوة قائلا
بكره حنسافر المزرعة و حوريكي سيزار و دايمون قطبت هبة جبينها باستغراب متسائلةمين سيزار و دايمون دول
عمر بضحك دول اللايجر يا حبيبتي...حلوين اوي
حتتعودي عليهم و حتحبيهم جدا....
هبة بسخرية نعم...هبلة انا عشان العب مع اسود... 
عمر بضحك أحلى هبلة في حياتي و الله....
هبة وهي تفك ذراعه من حولها هو إنت طفل صغير ... إوعي بلاش دلع ....
عمر بصوت طفولي لا هنا حلو...
إنفجرت هبة بالضحك و هي تتطلع بتعابير وجهه الطفوليه و عينيه التي كانتا ترمقانها باستعطاف
صعدت ليليان الدرج المؤدي إلى غرفتها بخطوات بطيئة مترددة.... فتحت باب الغرفة لتجد أيهم ممددا
على السرير يتصفح هاتفه باهتمام...
قلبت عينيها بسخرية قبل أن تغلق باب الغرفة بهدوء
و تتجه نحو التسريحة لتنزع حجابها و ترتب شعرها
هز أيهم رأسه نحوها يتابع تحركاتها باهتمام...
إستنشق رائحة عطرها الهادئة التي وصلت إلى أنفه
بتلذذ قبل أن يقاطع تأمله صوت رسالة على هاتفه...
حبيت أطمن عليك عشان

النهاردة لاحظت إن حضرتك تعبان شوية. هند
إبتسم بخبث و هو يرسم عدة مخططات في
رأسه متناسيا وجود زوجته بجانبه و التي كانت تراقب جيدا ما يفعله.
تمددت ليليان على السرير ثم جذبت الغطاء عليها
باحكام و تغمض عينيها محاولة النوم و تجنب التفكير في واقعها....
لكن هيهات فما تعانيه في حياتها اكبر من تنساه بسهولة نظرات زميلاتها الطبيبات و كذلك الممرضات اليوم اللواتي كن يرمقنها بشفقة لا تبارح خيالها و لو للحظة...و تلك المسماة هند التي كانت تبتسم لها بلؤم عندما مرت بجانبها في الرواق.. هناك شيئ يعلمه الجميع عداها....
ظلت أفكارها تجرفها يمينا و يسارا حتى ڠرقت في نوم عميق...
صباح اليوم الموالي....
إنطلقت سيارات الألفي خارج بوابة الفيلا متجهة نحو المزرعة... سيارة يقودها عمر و بجانبه هبة و سيارة يقودها السائق و في الخلف تجلس ثريا و فتحية و معهما فادي الذي كان يراقب بحماس الطريق من بلور السيارة اما السيارة الأخرى فيقودها سائق و في الخلف يجلس شاهين و بجانبه كاميليا و خلفهم سيارات الحراسة الخاصة.
رفع شاهين الوشاح الصوفي الذي كانت تلفه زوجته على كتفيها و ظهرها قائلا بردانة...
نفت كاميليا برأسها و هي تجيبه لا...العربية دافيةأومأ لها و هو يتحسس جبينها للمرة العاشرة هذا اليوم فهو منذ أن إستيقظت صباحا و هو يعاملها
كطفلة إختار لها ملابسها و ساعدها في نزول الدرج
و تناول فطورها متجاهلا إعتراضها و سخرية عمر منه و نظرات هبة ووالدته المتعجبة.....
جذبها نحوه لتتكئ برأسها على كتفه براحة و هو يمسد شعرها بأصابعه ليشعرها بالأمان و الانتماء له هو وحده.
في مستشفى البحيري.....
داخل غرفة أحد المرضى تقف ليليان بجانب السرير و هي تضع يديها في جيبي معطفها الطبي الأبيض
و تبتسم بسعادة لذلك الصغير الذي نجى من المۏت بأعجوبة بعد تعرضه لحاډث مروري رفقة والده و الذي لحسن حظه نجى هو الاخر و يقبع في غرفة أخرى غير بعيدة عن غرفة إبنه...
ليليان بمرح إيه أخبار البطل النهاردة.. 
الطفل ببراءة انا كويث بث عاوض اثوف بابا هو
كمان ضربه الراجل الثرير....
كتمت ليليان ضحكتها على ظرافة هذا الصغير
الذي كان يتكلم بلهجة جادة و كأنه رجل كبير
لتجيبه هي الأخرى بجدية مماثلة لكنها مصطنعة
متخافش بابا كويس بس هو نايم دلوقتي
نص ساعة كمان و حتيجي ماما عشان تشوفك.
أومأ الطفل بطاعة لتربت ليليان بحنان على رأسه قبل أن تلتفت إلى الخلف بسبب صوت الباب الذي
فتح لتدخل الممرضة و التي أعطيتها ليليان تعليماتها
بشأن الأدوية التي يجب أن تعطيها للصغير قبل أن تغادر.....
في مكان آخر كانت شيماء تراقب من بعيد تلك
الشمطاء هند كما أسمتها و التي إتجهت منذ قليل إلى الاسانسير و هي ترفع رأسها بتكبر....
لوت شيماء ثغرها بحنق و هي تتمتم داخلها بتصميم الحية دي اكيد رايحة فوق للدكتور أيهم....
حقول لمريم يمكن

تنفعني بفكرة.
أخرجت هاتفها لترسل رسالة لمريم لتخبرها بما رأته
منتظرة ردها قبل أن تتحرك و تكمل عملها....
وصلت هند إلى مكتب أيهم الذي إستقبلها
بابتسامته الرائعة التي تزين وجهه الوسيم
هند بصوت ناعم صباح الخير يا دكتور أيهم إزاي
حضرتك.
أيهم بابتسامة تمام يا دكتورة هند إتفضلي .
تصنعت عند العبوس قبل أن تجلس بأناقة على الكرسي المقابل و هي تقول بنبرة معاتبة أجادت تصنعها
انا بكره الرسميات جدا على فكرة و خاصة مع الناس القريبين مني...ممكن تناديني هند لما نكون لوحدنا طبعا.
ختمت كلامها بغمزة ليضحك أيهم بقوة قبل أن يجيبها تمام يا هند...اصلا ماعادش تنفع الرسميات
خاصة بعد اللي حصل ما بينا إمبارح....
طأطأت هند رأسها بخجل مصطنع و هي تتذكر قبلتهما يوم أمس في مكتبه... فركت يديها بتوتر قبل أن تتحدث بصوت خاڤت أنا آسفة بس....قاطعها أيهم بصرامة و تتأسفي ليه بالعكس إنت عبرتي على حاجة جواكي .
هزت رأسها نحوه تتطالعه بنظرات خبيثة تخفيها تحت قناع البراءة يعني مش زعلان مني....
أيهم بنفي و هو يقدم لها أحد الملفات دي تفاصيل المؤتمر بتاع ألمانيا.. الاسبوع اللي جاي إيه
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 28 صفحات