الشيطان المتملك
رأيك تروحي معايا بدل الدكتور أنور....
أخذت هند من يده الملف لتتصفح الأوراق باهتمام واضح قبل أن تهتف بجد دا انا أكون محظوظة جدا عشان أحضر المؤتمر الطبي داه....
رفعت رأسها نحوه ترمقه بابتسامة قبل أن تسترسل
في كلامها بجد حتاخذني معاك يا دكتور أيهم .
أيهم بإيجاب طبعا إنت دكتورة شاطرة جدا و تستاهلي فرصة زي دي.... .
بعد نصف ساعة كانت هند تتجه نحو مكتبها أخرجت هاتفها من جيبها لتتصل بأيعد الذي أجاوبها فورا بصوت بدا عليه الضيق
أيوا يا دكتورة هند .
هند متهيألي سمعت كل حاجة بنفسك يا دكتور.
أسعد بصوت مټألم أيوا سمعت و تأكدت كمان قبل
ما أسمع حوارك معاك.... المستشفى كلها بتتكلم عليكم.
الناس كلها سمعت إلا مراته الهبلة لسه نايمة هاي وذانها..
قاطعها أسعد بجدة و هو يلكم سطح مكتبه بقوة هاتفا بحنق إحترمي نفسك و إياكي تجيبي سيرتها على لسانك القذر داه... انا عارف كويس إنت غايتك إيه بس ميهمنيش.. انا كل اللي يهمني ليليان.... ليليان و بس .
أغلق هاتفه في وجهها و هو يشتمها پغضب عمري ماشفت في حقارتهم هما الاثنين بس إيه لايقين على بعض جدا... انا لازم اتصرف مش حسيب ليليان تحت رحمة الواطي جوزها...
دخلت السيارات إلى بوابة المزرعة الكبيرة لتشهق هبة بإعجاب و هي تخرج رأسها من نافذة السيارة لتتأمل المساحات الخضراء الشاسعة التي كانت
تمتد لأميال بعيدة ليضحك عليها عمر و هو يجذبها
إلى الداخل قائلا بتعملي إيه يا مچنونة أقعدي مكانك.....
هبة بحماس المكان تحفة يا عمر
مش قادرة أستنى
توقفت السيارات أمام الفيلا لتفتح هبة باب السيارة بسرعة و تسير باتجاه عمر الذي مازال يضحك على
چنونها أمسكت يده لتحثه على السير نحو الحدائق الخضراء التي سلبت أنفاسها بجمالها الطبيعي
الخلاب ليوقفها عمر هامسا في اذنها يا مچنونة مش دلوقتي إستني شوية ندخل جوا نرتاح شوية
و بعدين حنطلع كلنا مع بعض.
دفع الكرسي ببطئ أمامه ثم إلتفت إلى فتحية قائلا
خذي فادي لأوضته عشان يغير هدومه....
أومأت له بطاعة ثم أمسكت فادي من يده لتدخل به الفيلا....لحقتها كاميليا بسرعة إلى الداخل لتدفعها
بعيدا عن الصغير و هي تهمس لها پغضب مش
قلتلك قبل كده مش عاوزة أشوفك قدامي و لو صدفة... سيبي الولد و إياكي تقربي منه ثاني .
فتحية بصوت منخفض بس البيه هو اللي أمرني و انا مقدرش أقله لا....
إستدارت كاميليا لتجد البقية يدخلون الفيلا... شاهين
يدفع كرسي والدته بحذر أمامه و ورائهما عمر و هبة يتحدثان بهمس و يضحكان....
شاهين بتساؤل في إيه
كاميليا بتلعثم و لا حاجة.... انا كنت بقول لفتحية
إن أنا حهتم بفادي....
شاهين بهدوءبس إنت تعبانة... سيبيها حتاخذه فوق تغيرله هدومه و حتنزله... .
حدقت كاميليا بفتحية عدة ثوان قبل أن تختطف يد
فادي منها بحركة سريعة قائلة بنفي لا مفيش داعي... انا حبقى أعمله كل حاجة .
لم تنتظر حتى تسمع جوابه لتجر الصغير ورائها
تاركة شاهين يبتسم بخبث قبل أن يشير للاخرى
بالانصراف.
أمضت هبة كامل اليوم و هي تتجول في المزرعة
فاستمتعت بمشاهدة الحيوانات و ركبت بلاك حصان عمر و لعبت مع اللايجرز هي و فادي عكس كاميليا التي رفضت الاقتراب منهم و إكتفت بالجلوس مع ثريا لمشاهدتهم من بعيد....
و في المساء حضر لهم الخدم وليمة كبيرة في الحديقة.
بعد بعض الوقت إستأذنتهم ثريا للذهاب إلى النوم
فهي متعودة دائما على الخلود إلى النوم في وقت مبكر كذلك فادي الذي داهمه النعاس بين أحضان
كاميليا و التي أصرت على أخذه بنفسها إلى غرفته
و الاهتمام به و قد لاحظ الجميع ذلك فهي طوال اليوم كانت تعامل فتحية معاملة غريبة و لاتسمح
لها بالاقتراب منها او من الصغير..
دلفت هبة غرفة نوم فادي لتجد كاميليا تدثره بالغذاء جلست على حافة الفراش تنتظرها حتى تنهي ما تفعله.
نظرت لها كاميليا بتعجب متسائلةمالك يا هبة
عاوزة حاجة
هبة بإيجاب أيوا عاوزة أتكلم معاكي شوية
في كلام كثير اوي لازم نحكيه لبعض إنت إحكيلي
على حياتك الجديدة بعد الجواز و
انا ححكيلك
عني انا و عمر.....
قاطعتها كاميليا فجأة بصوت خاڤت هبة إنت معاكي موبايل صح
قلبت هبة عينيها بعدم إعجاب لأسلوب صديقتها
ظنا منها ان تحاول مماطلتها لتجيبها بملل أيوا
أخرجت الهاتف من جيبها لتختطفه كاميليا من يدها ثم تتجة بسرعة إلى الباب تغلقه باحكام و تضغط أزرار الهاتف بارتعاش..... بعد ثواني سمعت صوت
نور و هي تقول أهلا ياهبة إزيك...
قبضت كاميليا على الهاتف بيديها الاثنتين و هي تضغط پعنف على شفتها السفلى محاولة عدم البكاء عند سماع صوت أختها بعد ثلاثة أسابيع طويلة
كاميليا بصوت متحشرج انا كاميليا يا نور..... إزيكيا حبيبتي واحشاني....
قفزت نور من مكانها لتصرخ بصوت متحمس كامي
إزيك إنت يا قلبي واحشاني عاملة إيه و ليه تلفونك مقفول طول الوقت.....
مسحت كاميليا دموعها التي إنهمرت بصمت ثم تحدثت بصعوبة انا كويسة يا نور متقلقيش.... انا كنت برا مصر ووصلنا النهاردة....و خذت تلفون هبة عشان أكلمكم.... ماما فين عاوزة اكلمها .
نور بفرحةماما في المطبخ إستني شوية حخليها تكلمك....
كاميليا باندفاع لا يانور خلاص يا حبيبتي انا حبقى أكلمكم وقت ثاني....سلميلي عليها و قوليلها
إن انا كويسة و بابا و كريم كمان .
نور حاضر حقلها بس إنت حتيجي إمتى عندنا
كاميليا بحزن حاولت أن تخفيه مش عارفة بس قريب إن شاء الله يلا مع السلامة يا نور حكلمك بكرة... .
أنهت المكالمة بسرعة دون أن تسمع جواب نور
مخافة ان يسمعها أحد الخدم و ينقل الاخبار لزوجها.
تنفست الصعداء و هي تبتسم لهبة رغم الدموع التي
كانت تلمع في مقلتيها...لتسارع الأخرى باحتضانها
رغم عدم فهمها لما يحصل معها.
بعد أن هدأت كاميليا إبتعدت عنها لتجلس على حافة
الفراش بجانبها.
هبة بعدم فهم أنا مش فاهمة حاجة إنت ليه كدبتي
على نور و قلتيلها إنك كنتي برا مصر...
كاميليا بصدق عشان شاهين أخذ تلفوني مقدرتش
أكلمهم من يوم ما تجوزت...
شهقت هبة غير مصدقة لما اتفوه به صديقتها متسائلة بس ليه
كاميليا بنبرة مستسلمة منعني إني أكلم عيلتي او أي حد أعرفه....
هبة باستدراك و انا إلى كنت فاكراكي بتقضي شهر العسل عشان كده قافلة موبايلك .
تنهدت كاميليا بحزن قبل أن تردف بصوت مخټنق انا مقدرش أحكيلك كل إلي حصل معايا بالتفصيل بس اللي أقدر أقولهولك إني شفت كل أنواع العڈاب و الذل معاه...كل اللي حكيتلك عنه زمان ميجيش نقطة في بحر اللي عشته في الأيام اللي فاتت... حاسة إني كابوس فظيع و مش قادرة أصحى منه
بس إللي مهون عليا إني قدرت أنقذ عيلتي من الفقر
و أمنت مستقبل نور و كريم عشان ميتعذبوش زيي...
أجهشت كاميليا بالبكاء و هي تتذكر كل العڈاب الذي تعرضت له لتضمها نور إلى صدرها محاولة تهدئتها...
.
مش عارفة أقلك إيه يا كامي أنا و الله مكنتش أعرف إن كل داه حصل معاكي.... بس... بس انا شايفاه بيتعامل معاكي
كويس داه بيهتم بيكي أكثر من إبنه حتى...
إبتعدت عنها كاميليا و هي تمسح عينيها الباكيتين قائلة متغركيش المظاهر اللي إنت شفتيه غير الحقيقة....إحنا تأخرنا و لازم ننزل بس أرجوكي
متحيبيش سيرة لماما او نور مش عاوزاهم يقلقوا
عليا....
أومأت لها هبة بالموافقة رغم حزنها الشديد على
صديقتها الوحيدة التي كانت تعاني لوحدها طوال
المدة الماضية....
في الأسفل......
دخل شاهين و عمر إلى داخل الفيلا بسبب البرد الشديد في الخارج.... جلسا في الصالون يتحدثان
في أمور العمل و الشركات لحين مجيئ الفتيات....
نفخ شاهين بملل و هو ينظر إلى درج الفيلا كل دقيقة متجاهلا سخرية عمر منه الحب ۏلع في الذرة.... و الله عشت و شفت شاهين الألفي واقع....
فينك يا أيهم عشان تشوف اللي أنا شايفه.
رماه شاهين بالوسادة قبل أن يهتف بحنق لا خفة... بقلك إيه خليك ساكت أحسن انا اللي فيا مكفيني دلوقتي.
تفادي عمر الوسادة بحركة سريعة و هو يقهقه باستمتاع... لاحظ إبتسامة شاهين التي إرتسمت فجأة على شفتيه لينظر إلى حيث ينطر هو ليجد كاميليا و هبة تنزلان الدرج....
جلست هبة بجانب عمر و قد إرتسمت على وجهها
علامات الضيق ترمق شاهين بنظرات غاضبة و و كأنها سهام ڼارية تمنع نفسها بصعوبة من الانقضاض عليه و إشباعه ضړبا و لكما على إيذائه لصديقتها....
تنحنحت قليلا قبل أن تتحدث هو ممكن الليلة تبات معايا كاميليا أصلها واحشاني جدا....
لم تكمل كلامها حتى قاطعها شاهين بلهجة حادة طبعا لا.... إيه الغباء داه.... و تبات معاكي ليه....
تفاجأت هبة بوقاحته لترفع بصرها لعمر الذي كان يكتم ضحكته بينما إبتسمت كاميليا بغير مرح و هي
الفصل السادس و العشرون
أشعل شاهين سېجاره لينفث دخانه پغضب و هو يجلس في شرفة جناحه.. منذ نصف ساعتين و هو يجلس وحيدا ينتظر صعود كاميليا التي تعمدت
البقاء و السهر قليلا مع هبة لتختار معها بعض الملابس و الأغراض الخاصة بالعروس من الانترنت ...
نظر لساعته ليجدها الحادية عشر ليلا.. زفر بحنق و هو يطفئ بقية السېجارة داخل المنفضة البلورية و يقف متجها إلى الخارج و في داخله عزم على أن يجرها من شعرها إلى هنا بعد أن يلقن صديقتها درسا لن تنساه حتى لا تتجرأ مرة أخرى و تأخذها منه....
ما إن إمتدت يداه إلى مقبض الباب ليفتحه حتى فتح فجأة و أطلت من ورائه كاميليا ليبتسم
شاهين بفرح كطفل صغير يرى امه....
أسرع ليحتضنها بقوة غير مبال بدهشتها التي ظهرت جليا على ملامح وجهها الفاتنة...
إبتعد عنها ليحاوط وجهها بين يديه يتأملها بعشق حقيقي و كأنه لأول مرة يراها لا يدري مالذي أصابه حتى أصبح لت يطيق فراقها و لو لدقيقة واحدة
هتف بعد صمت طويل قائلا بعتابكل داه تأخير... قاعدة مع صحبتك و سيباني هنا لوحدي...
إبتسمت كاميليا بسخرية و هي تجيبه بتحفظ كنت بطمن على فادي عشان كده تأخرت... انا آسفة.
قالتها بنبرة خاڤتة تدل على ضعفها أمامه ليسارع شاهين بتبديد ذلك الشعور بقوله لا متتأسفيش... خلاص محصلش حاجة بس.....إنت وحشتيني اوي في الساعتين اللي إنت قعدتيهم مع صاحبتك.
نظرت له بعدم تصديق لبرهة من الزمن قبل أن تزيح عيناها عنه و تبعد يداه برفق قائلةمعلش انا تعبانة ممكن نتكلم بكرة....
أكملت جملتها و هي تتثائب بتعب و تتجه نحو الحمام لتستحم و تغير