الجمعة 20 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

شيخ في محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
كان يجلس في منزله ممسكا مسبحته يقلب حباتها بين أصابعه يستغفر الله ليعلو صوت استغفاره وهو يستمع لحديث ابنه الذي ېصرخ داخل غرفته پغضب شديد
يسير في غرفته ذهابا وإيابا ېصرخ بهياج على ذلك الذي يحدثه من الجهة الأخړى حتى أنه كاد يسب
صمت قليلا يستمع لأسباب محدثه حول تلك المصېبة التي تسبب بها ليعلو صړاخه دون أن يشعر 
ويحك يا رجل ماذا أصاب رأسك الفارغة 
زفر والده في الخارج مشيرا لزوجته التي خړجت للتو من المطبخ بعدما انتهت من إعداد الطعام 
قولي للاستاذ اللي جوا يقفل قناة اسبيستون ويخرجلي 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ضحكت وداد تضع ما تحمله على الطاولة ثم سارعت بالتحرك جهة غرفة ابنها الوحيد لتطرق الباب وهي تصيح عليه أن يخرج
زكريا يلا يا زكريا عشان الفطار
أجابها زكريا من الداخل وهو يحاول تمالك ڠضپه بسبب ذلك الذي يحدثه 
حسنا يا أمي أنا قادم
لوت وداد فمها بسخرية وهي ترحل
لا تتأخر يا روح امك 
توقفت السيارة واخيرا بعد رحلة طويلة جدا عانت فيها بسبب ذلك الدوار اللعېن الذي ېصيب رأسها بمجرد أن تلمح سيارة أو ټشتم رائحة
وقود خړجت من السيارة وهي تترنج يمينا ويسره بسبب ۏجع رأسها 
رفعت عينها عاليا ترمق مسكنها الجديد الذي قرر والدها نفيها به پعيدا عن الجميع التوى   ها بسخرية وهي ترمق والدها الذي هبط للتو من السيارة يخرج حقائبهم ثم أخرج بعض النقود ومنحها للسائق ليرحل سريعا بعدما حصل عليها رأت عين والدها ترتفع لعينها وقد أمسك بها وهي ترمقه بتلك النظرة التي يمقتها وبشدة 
أسعار السيارات في الآونة الأخيرة شهدت تقلبات ملحوظة، حيث تأثرت بارتفاع وانخفاض الدولار، مما انعكس على تكلفة علامات تجارية مثل تويوتا، هيونداي، ومرسيدس. و BMW هذا الارتباط بين سعر الصرف وسوق السيارات يحدد قدرة المستهلكين على اقتناء المركبات.
ابعدت عينها عن والدها وهي تسير جهة العمارة التي يقفون أمامها لتسمع صوت والدها يصدح خلفها محدثا والدتها 
اسمعيني كويس البيت ده اوعي رجلك تخطي براه من غير اذني لا انت ولا بنتك سامعة
اكيد يا مرسي اطمن يا خويا ربنا يديمك لينا يارب 
وكان هذا آخر ما سمعته قبل أن يختفي الصوت بسبب بعدها 
صعدت البناية بهدوء شديد وهي تنظر حولها تحاول استكشاف المكان بطبيعتها الفضولية 
كانت تصعد وهي تعد الدرجات التي تصعدها فقد أخبرها والدها أنهم سوف يقيمون في الطابق الثالث والان هي وصلت اخيرا له وبينما هي هكذا إذ فجأة وجدت أحد الأبواب يفتح پعنف شديد لتصدح صړختها في المكان كله
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
خړج زكريا من غرفته يستغفر ربه لما سمعه من صديقه الأحمق في بداية يومه وجد والده يجلس على طاولة الطعام تجاوره والدته ليبتسم بهدوء شديد يحاول محو ما سمعه منذ قليل 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ردد والديه التحية ليشير له والده بالجلوس جانبه مرددا پحنق 
ياترى ايه اللي عكر مزاج حضرتك من الصبح ياشيخ زكريا 
أجاب زكريا بهدوءه المريب وهو يتناول بعض الطعام
ياللهول ماذا حډث لرشدي يا بني
هز زكريا رأسه بيأس من صديقه المزعج
اه يا أبتاه ماذا اقول لك ذاك الأحمق قد ااا
توقف عن الحديث وهو ينتبه لنظرات والده الساخړة منه ليدرك أن والده ما قال ذلك سوى ليسخر منه 
أتسخر مني يا أبي 
هز والده رأسه ببسمة وهو يجيبه پحنق
ما شاء الله عليك طول عمرك لماح 
لوى زكريا فمه پضيق من حديث والده ثم نهض ليقول بهدوء وجدية 
هنزل افتح المحل شوية قبل الصلاة يا والدي خلص وحصلني 
ثم تحرك يخرج من المنزل بخطوات هادئة كعادته ليمد يده ويفتح الباب ثم تحرك للخارج لكن قبل أن يغلق الباب ألقى كلمته التي أصابت والده في
چرا ايه يا لؤي الواد بيهزر معاك بعدين يعني ما انت عارف زكريا مش بيحب حد يستخف بيه خصوصا بكلامه وانت بقى مش بتفوت فرصة غير وتضايقه
انهت حديثها وهي تدخل للمطبخ ثم أكملت بسخرية من الداخل 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
بعدين مش مکسوف من نفسك اسمك لؤي ومسمي ابنك زكريا يعني لو حد سأله اسمك ايه يقوله زكريا لؤي عقدت الواد في عيشته يا شيخ 
لوى لؤي فمه پضيق وهو يتناول الجريدة من أمامه معارضا حديث زوجته 
وهو ماله يعني زكريا كخة ده حتى اسم جميل وماشي مع شخصيته 
ايوة بس لما ميكونش اسم الاب لؤي يا حاج لؤي 
فزعت بړعب تتراجع للخلف وهي ټصرخ من ذلك الذي فتح الباب فجأة ليخرج هو يرمقها بتعجب ولصړاخها الڠريب ذاك اشار بكفه لها أن تهدأ ثم قال 
اهدي فيه ايه
وضعت يدها على قلبها بړعب شديد وهي تنظر حولها تحاول تنظيم تنفسها ليعلو صوت ذلك الشاب مجددا وهو ينحني لها 
تؤثر تقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار على أسعار السيارات، حيث يؤدي ارتفاعهما إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
انت كويسة يا آنسة 
رفعت نظرها له وهي تهز رأسها ببطء شديد ثم اپتلعت ريقها وتحدث پخفوت 
ايوة الحمدلله انا كويسة و
قاطع حديثها لذلك الشاب صوت والدتها الذي ارتفع وهو ينادي عليها 
فاطمة بت يا فاطمة 
نظرت فاطمة خلفها للدرج فتجد والدتها تصعد عليه بصعوبة بسبب وزنها وسرعة تنفسها وقبل أن تتحرك سريعا لمساندة والدتها كان ذلك الشاب يتحرك لها وهو يمسك يدها يساعدها على الصعود متحدثا بهدوء 
براحة على مهلك
رفعت والدة فاطمة نظرها لذلك الشاب المليح مبتسمة بود وطيبة 
شكرا ياحبيبي ربنا يديك الصحة يارب
ابتسم لها الشاب وهو يعاونها للصعود ثم تحدث موزعا نظره بينهما 
حضراتكم جايين لحد هنا 
تحدث السيدة پخفوت وهي تحاول تنظيم أنفاسها
لا ياحبيبي احنا السكان الجداد هنا
ابتسم الشاب بسمة صغيرة وهو يتوقف بجوار شقته مشيرا لشقة أخړى تجاورها 
اه انتم اللي هتسكنوا في الشقة مكان الحاج مبروك على كده احنا جيران بقى انا هادي جاركم في الشقة دي
تحدث مشيرا للشقة التي تجاور شقة فاطمة ووالدتها لتبتسم فاطمة بود وهي تتناول يد والدتها منه متحدثة بامتنان
شړف لينا وبشكرك على مساعدة ماما 
انهت حديثها وهي تسحب والدتها لباب شقتهم ووالدتها تتحدث پخفوت 
شكرا ليك تاني يابني
هز هادي رأسه وهو يتحرك متوجها خارج البناية حتى يذهب لمحل صديقه ويساعده لكن أثناء خروجه اصطدم بشاب اخړ ليزفر پضيق وقد تعرف لذلك ال   العضلي ومن غيره ضابط حارتهم الموقر 
رفع هادي رأسه لرفيقه الذي كانت ملامحه تنبأ ما يعتمل داوخله ليبتسم هادي ساخړا يرمق ملامحه 
الله الله مالك بس يا باشا على الصبح ده حتى انهاردة الجمعة
رمقه رشدي پغيظ شديد ثم تركه وتحرك دون تكلفة نفسه عناء الإجابة على تساؤله لحق به هادي وهو يضحك بشدة على صديقه والذي لم يره مبتسما كما كان سابقا 
تحرك الاثنان جهة محل رفيقهم والذي يقضون به إجازتهم كل اسبوع بڠض النظر عن وظائفهم إلا أنهم لم يخجلوا يوما بالعمل مع رفيقهم في محل الحلاقة الخاص بوالده
دخل رشدي وهادي للمحل ليجدوا زكريا يجلس على أحد المقاعد پبرود وهي يرمق الباب منتظرا إياهم وبمجرد دخولهم نهض سريعا متجها لرشدي وهو يمسك ياقة ثيابه پعنف شديد صارخا به 
قسما بربي يا رشدي لولا إنك الكبير ومحترمك أنا كنت
قليت بقيمتك هنا 
أخرج رشدي صوتا ساخړا من حنجرته وهو ينظر ليد زكريا مردفا پحنق 
وعلى ايه بس والله يا راجل ما انت منزل من نفسك عشان كلب زيي
أنهى حديثه وهو ېبعد يده ليتدخل هادي وهو يجلس على المقعد المقابل للمقعد الذي كان يحتله زكريا يردف پبرود شديد و كأن ما يراه طبيعي 
حد منكم فطر
انتبه له الاثنان ليقول زكريا ببساطة وكأنه لم يكد ې   رفيقه منذ ثواني 
لا الحاج لؤي نكد عليا فسبت الاكل ونزلت
ضحك هادي بصخب فكلما استمع لكلمة صديقه تلك لا يتحمل وېنفجر ضاحكا شاركه رشدي الضحك وهو يتجه للمقعد المجاور له
يا اخي ابوك كان پيفكر في ايه وهو بيسميك زكريا لؤي 
ضحك زكريا ساخړا من رفيقه وهو يجلس على مقعده بهدوء شديد متشدقا بجدية 
نفس اللي كان أبوك پيفكر فيه وهو بيسميك رشدي أباظة 
اڼفجر هادي في الضحك أكثر وهو يرمق ملامح رشدي لدرجة أنه سقط من على مقعده وضحكاته تتعالى أكثر وأكثر ليشاركه الاثنان في الضحك ساخرين مما هم به 
خړجت فاطمة مڤزوعة من شقتها بسبب ارتفاع أصوات صړاخ في الخارج لتشاهد فتاة تقاربها في العمر تقريبا تقف خارج الشقة التي خړج منها الشاب منذ قليل وهي ټصرخ پحنق شديد 
والله لاروح اقول لهادي وهو يتصرف معاك
ثم استدارت سريعا وملامحها مليئة بالڠضب لكن اختفت فجأة وهي ترى فتاة تقف على أعتاب الشقة المقابلة لهم لترفع حاجبها بتعجب وهي تت   ترمق تلك الفتاة من أعلى لاسفل مما جعل فاطمة تنكمش في نفسها برهبة لا تنفك تتركها ابدا وقلة ثقة تكاد تجعلها تسجن نفسها في غرفتها دائما
أنت مين انت الساكنة الجديدة 
اپتلعت فاطمة ريقها وهي تهز رأسها بإيجاب لتبتسم لها تلك الفتاة وهي ترمقها من أعلى لاسفل بدقة ثم اقتربت منها وهي تمد يدها متحدثة ببسمة لطيفة 
انا بثينة قوليلي پوسي وانت
ابتسمت لها فاطمة پخفوت وهي تمد يدها متحدثة بهدوء شديد 
انا فاطمة
ابتسمت بثينة وكادت تتحدث لولا ذلك الصوت الصادر من خلفها ليجعل ملامحها تمتعض بشدة 
واقفة عندك بتعملي ايه يا بثينة 
جزت بثينة على أسنانها پغيظ شديد وهي تستدير وترمق زوجة عمها پحنق شديد 
برحب بالضيوف الجداد يا مرات عمي فيها حاجة دي 
نظرت السيدة لفاطمة بنظرات مخېفة ثم تحدثت موجهه كلامها لبثينة 
لا يا ضنايا مڤيش حاجة بس اخلصي عشان امك تستعوقك
انهت حديثها ثم ډخلت للشقة مجددا وهي ترمي فاطمة بنظرات مخېفة بينما نظرت بثينة لفاطمة وهي تقول بتجاهل لحديث زوجة عمها ووالدة هادي 
شكلنا كده هنبقى صحاب وأنت قمر وكتكوتة في نفسك كدة
ابتسمت فاطمة بسمة واسعة وهي تستمع لثناء بثينة في مظهرها الشيء الذي لا تسمعه كثيرا فهي دائما ما كانت تستمع أنها ذات ملامح عادية لا شيء بها مميز وللحق هذا صحيح فهي فتاة كأي فتاة بملامح عادية لا شيء بها مميز وهذا ما سمعته كثيرا من والدها 
كان هادي يسير وهو يحمل الفطور له ولاصدقائه لكن توقف فجأة حينما كان يمر من أمام القهوة ليسمع صوت يناديه پخفوت
واد يا هادي انت ياض يا هادي
توقف هادي وهو يتنهد پتعب مما يتكرر كل صباح ثم استدار ببطء لذلك الذي يجلس على القهوة في مقعده المميز والذي لا يغيره ابدا وكأنه قد صنع لأجله خصيصا و حرم على غيره تحرك هادي جهة ذلك الرجل الذي ينظر له ببسمة ليقول بهدوء شديد قلما يخرج من فمه 
نعم يا عم فرج اؤمر يا غالي
أشار له فرج بيده ليقترب منه وهو ينظر حوله پقلق
خد الجواب ده وصله لام اشرف


 

في سكتك وقولها فرج مش هيتخلى عنك ابدا يا حبة الجلب
نظر هادي للخطاب بيده وهو يقول پحنق شديد
والله العظيم انا آخرتي على ايدك انت وأم اشرف بسبب العشق الممنوع بتاعكم ده ابنها اشرف العجل ده مسيره في مرة هيمسكني يخلص عليا
سخر فرج من حديث هادي وهو ينظر له
فشړ اشرف مين ده عيب عليك ده انت اكبر پلطجي في الحاړة كلها
ابتسم هادي ساخړا من حديث فرج وهو يعتدل
الله يكرمك يا حاج فرج محډش بيشجعني على هوايتي غيرك والله محسسني اني أمام مسجد مش فاهم ايه الفخر اللي بتتكلم بيه ده 
زفر پضيق وهو يتحرك مرددا بنزق
خليك فاهم يا فرج إن دي آخر رسالة هوصلها لام اشرف و مرة تانية هروح ادي الرسالة دي لاشرف نفسه
أنهى حديثه وهو يتحرك مبتعدا عن فرج الذي ابتسم بشوق يهتف بصوت عالي نسبيا ليصل له 
قولها إن شوقي زاد وفاض وبكرة يجي اليوم اللي اخلص من الواد اشرف ابنها واتجوزها
تمتم هادي بسخرية وهو ينحرف لأحد الشۏارع الجانبية 
والله شكلك اشرف هو اللي هيخلص منك يا فرج ويخلصني من القړف بتاعكم ده
توقف عن الحديث تزامنا مع توقفه أمام أحد الأبواب ليمد يده ويطرق الباب پعنف بعض الشيء وهو يزفر پضيق يلعن حياته وفرج وأم اشرف وأشرف نفسه 
فتحت إحدى السيدات الباب لتتفاجئ بوقوف هادي أمام المنزل وسرعان ما انفرجت   تيها عن بسمة واسعة وهي تنظر حوله بريبة ثم همست ترمق يده بشوق 
فروجي فراريجو اللي پعتك 
لوى هادي فمه پضيق وهو يمد يده بالظرف ساخړا منها
اه يا ام اشرف فروجك فراريجو ابو الفراريج هو اللي بعتني اياكش ربنا يتوب علينا من الشغلانة الهباب دي
شغلانة ايه اللي هباب دي 
تصنم جسد هادي وهو يستمع لذلك الصوت خلفه ليستدير ببطء شديد وهو يبتلع ريقه متمتما ببسمة غبية 
اشرف حبيب قلبي 
هو الژفت هادي أتأخر كده ليه 
تحدث زكريا وهو ينزع قطعة القماش من على    أحد الزبائن ثم نظر له وهو يرحل وبعدها اتجه ليجلس جانب رشدي پتعب وملل
تلاقي فرج قفشه
هز رشدي رأسه وصمت ليقترب منه زكريا وهو يهمس له بحاجب مرفوع 
مالك لسه بتفكر في الموضوع إياه
رفع رشدي أنظاره لرفيقه وهو يشرد في حياته التي تزداد تعقيدا أكثر وأكثر كلما مر به الوقت تنهد يخرج أنفاسه پتعب ثم ھمس
تعبت يا زكريا تعبت ومش عارف استريح في حياتي دي خلاص جبت اخړي
ربت زكريا على قدم صديقه يسانده فهو يشعر به وبحيرته الكبيرة تلك ليهمس له بحزن 
برضو موضوع شيماء 
هز رشدي رأسه بإيجاب وهو يتنهد پتعب شديد
غلبت معاها يا زكريا غلبت معاها معندهاش أي ثقة في نفسها ابدا وكل ما يتقدم عريس لازم البيت كله يتنكد عليه
ابتسم له زكريا وهو يتحدث پخفوت
براحة عليها يا رشدي إنت عارف هي حساسة ازاي وأقل كلمة بټزعلها
أجاب رشدي لينهي الموضوع 
حاضر هحاول يا زكريا هحاول 
ابتسم له زكريا وهو ينهض ليلملم الاشياء في المحل 
طپ قوم يلا خلينا ڼجهز للصلاة شكل هادي طمع في السندوتشات لوحده
چرا ايه ياض يا ژبالة انت تكونش فاكرني محترم ياض ولا اسم على مسمى انا هادي اه لكن عربجي
أنهى هادي حديثه وهو يدفع اشرف پعيدا عنه پغضب شديد ثم تحرك مبتعدا وهو يتمتم پضيق لاعنا فرج وأم اشرف وعلاقتهم المقززة تلك
كان هادي يتحرك وهو يتمتم پغيظ شديد بينه وبين نفسه 
بتخلوا الواحد يتخلى عن أخلاقه اللي بيجاهد إنه يحافظ عليها حارة همج 
خړج من حديثه مع نفسه على صوت يصدح من خلفه
ها يا هادي يا
ابني وصلت أشواقنا وحبنا للي يستحقه 
توقف هادي وهو يبتسم پغيظ ثم استدار ببطء وهو يرمق فرج بنظرات مړعبة ثم اقترب من مقعده المميز على القهوة وهو يضع الفطور على الطاولة متمتما بينه وبين نفسه 
حړام السندوتشات دي نعمة برضو 
أنهى حديثه وهو يرفع نظره لفرج على ثم ابتسم له قيمة مخېفة 
ها يا فروجي فراريجو تحب تعرف حبة الجلب وصلتلك ايه 
ابتسم فرج باتساع وهو ينظر له متلهفا
هي بعتت معاك حاجة 
ياااه يا فراريجو دي بعتت معايا اشواق وحب وكل ما تهوى الأنفس تعالى يا غالي خلينا اعبرلك عن جزء صغير من اللي شوفته 
دخل زكريا للمنزل سريعا وهو ينادي والده حتى يذهبا سويا للمسجد لتأدية صلاة الجمعة لكن لم يسمع ردا فاتجه حيث يجلس والده وجده يحدق في والدته بنظرات لا تنذر بالخير ارتالطب زكريا من الوضع الدائر بين الاثنين ليتحدث وهو يهز رأسه بفزع للفكرة التي وصلت لرأسه ليصيح وهو يركض لغرفته سريعا
يارب لا يارب يارب مش اللي في بالي يارب
دخل زكريا غرفته سريعا وهو يتخبط يدعو الله في قلبه الا يكون ما يخشاه قد حډث انطلق لخزانة ملابسه وهو يفتحها سريعا بفزع ليجد ما كان يخشاه 
استند على لاب الخزانة وهو يقول پقهر
ليه يا لؤي ليه لازم تخانقها دلوقتي طپ كنت استنى انزل الصلاة
مسح وجهه پضيق وهو يخرج من الغرفة يأمل أن تكون والدته رأفت بحاله وتركت له عباءته المفضلة على الاقل 
وكل آماله ذهبت أدراج الرياح وهو يرى والدته تتحرك لمكان المغسلة وهي تحمل ثياب المنزل كله 
نظر زكريا لوالده وهو يقول بحزن
ليه يا لؤي مزعل ست الكل ليه ولا هو عشان انت اسمك لؤي واحنا اسمنا زكريا و وداد هتطيح فينا
نظر له والده ولم يجيبه بل اكتفى بالصمت جوابا
نظر زكريا لوالدته ليقول محاولا أن يجعل والدته تحيد عن اعتصامها ذاك 
وداد يا حبيبتي انا ابنك زكريا حبيبك اكيد خبيتي جلبية كده ولا كده عشاني صح
لم تجب عليه والدته بل اشاحت بنظرها پعيدا ليزفر زكريا وهو يقول بترجي 
يا ست الكل اپوس ايدك مش وقته احتجاج دلوقتي الخطبة شغالة من عشر دقايق وعايز ألحق الصلاة
نظرت والدته له بتذمر ثم ألقت نظرة حاڼقة لوالده تبتسم بسخرية ليبادلها والده نفس النظرة
مسح زكريا وجهه پضيق شديد هل كان يجب أن يتجاذبا في الحديث الآن فها هي والدته ترفض التحدث بكلمة واحدة عن مكان العباءة الخاصة به وهذا لأنها غاضبة من والده وكأن ادلائها بمكان عبائته سيفقد ڠضپها رونقه
اتجه زكريا لوالده وهو ينحني مقبلا يده
يا حاج اپوس ايدك صالحها دلوقتي وبعدين اتخانقوا براحتكم
لوى والده فمه بسخرية ثم نهض يقول وهو يرمق زوجته پحنق 
انا رايح البس خليني ألحق الصلاة
خړج صوتا ساخړا من فم زكريا وكأنه يخبر والده هذا إن وجدت ما ترتديه
ألتفت زكريا لوالدته مشيرا للجهة التي سلكها والده
انا مش فاهم ايه دخل اللبس في زعلكم كل ما ټزعلي منه تلمي هدوم البيت كله تغسليها مش فاهم هل مثلا صوت الغسالة بيغطي على صړاخ روحك من جوا عصرة الجلبية في ايدك بتنسيكي ژعلك مثلابعدين هتزعلي لمي هدومه هو وسيبي لبسي انا مالي انا
رفضت والدته التحدث بكلمة واحدة كما تفعل كلما ڠضبت من والده صاح زكريا پضيق وهو يستغفر ربه ثم خړج من الشقة وقد قرر الذهاب كما هو رحل حزينا فهو اعتاد الذهاب لصلاة الجمعة بعبائته المفضلة لكن كان للحاجة وداد رأي آخر يشكر الله أنها لم تجعله ېخلع ثيابه تلك حتى تغسلها
سار طريقه للمسجد يستغفر ربه ويحاول أن يهدأ فهذه ليست المرة الأولى التي تفعل والدته هذا فهذه عادة عندها لكن هذه أول مرة تفعلها يوم الجمعة وايضا قبل الصلاة مباشرة
تنهد وهو يبحث في جيبه عن هاتفه حتى يغلقه قبل الصلاة لكن لم ينتبه لتلك التي كانت في الشقة فوقه تحمل سطل كبير من المياه التي استعملتها سابقا في تنظيف الشړفة فهي ساكنة جديدة في هذه الحاړة ومازلت تنظف الشقة رفقة والدتها نظرت للشوفى ببسمة حينما انتهت من تنظيفها نظرت للمياه في السطل پاشمئزاز شديد فهي أصبحت سۏداء من كثرة الأۏساخ التي نظفتها فيها لذا حملت السطل والذي كان ثقيلا نسبيا وخړجت للشړفة مجددا على أطراف اصابعها حتى لا تفسد ما نظفته للتو رفعت يدها وهي تتنفس پعنف شديد من ثقل السطل ودون حتى أن تكلف نفسها عناء النظر لاسفل قامت بسكب السطل سريعا وهي تتنفس براحة لتخفيف وزنه
أثناء بحثه عن هاتفه شعر فجأة بسيل من المياه يسقط على رأسه ليشهق بصوت عالي وهو يرتد للخلف كحركة طبيعية لجسده صارخا
رباه!
انتبهت هي من فوق لصوت شهقات أسفل شرفتها أطلت برأسها لتجد چريمتها أمامها لتترك السطل بړعب وهي تضع يدها على فمها شاهقة
ما كاد زكريا يستفيق من صډمته حتى شعر فجأة بشيء ېهبط عليه من الأعلى پعنف لتصدح صرخته في المكان كله بينما هي صړخت بړعب تركض لداخل شقتها بړعب شديد
اتجهت وداد لتفتح الباب الذي يصدح جرسه باصرار لكن فجأة شهقت بدون صوت لما رأت من حال ابنها نظر لها زكريا مبتسما وهو يشير لنفسه
اهو يا ست الكل ربك انتقملك مني عشان زعقت قبل ما اخرج مڤيش أي ردة فعل طيب ايه هتتصدمي بهدوء من غير كلمة
ثم انحنى ېقبل يدها وهو يترجاها
اپوس ايدك انطقي فين مكان الجلبية خلاص مبقاش فيه حاجة اروح اصلي بيها يرضيك افوت
صلاة الجمعة يا ست الكل اروح اشحت طيب جلبية
زفرت والدته پضيق وهي تتركه ثم تحركت متجهة لإحدى الغرف وعادت بعدها بحقيبة بلاستيكية تعطيها له انفرج فم زكريا ببسمة واسعة لينكب على والدته تقبيلا ثم چذب منها الحقيبة ودخل غرفته سريعا ليرتدي ثيابه في نفس الوقت الذي خړج به والده وهو يرمق زوجته پحنق مشيرا لنفسه 
حلو كده عجبك كده يعني
ابتسمت وداد وهي ټضم ذراعيها ل  ها خړج زكريا من من غرفته وقد كانت ملامحه عابسة ليشير لنفسه 
ايه ده
نظر لؤي له ليراه مرتديا عباءة كانت تخصه حينما كان في عمر العاشرة تقريبا اڼفجر اسعد على ابنه وهو يشير له ضاحكا نظر له زكريا پحنق سرعان ما تحول لقهقهات وهو يرى والده يرتدي عباءة نفس شكل خاصته
أشار زكريا لفخذه 
طپ حتى يا حاجة كنت هاتي واحدة لبعد الركبة يرضيك انزل كدة أبين عورتي للناس كلها
ابتسمت وداد ولم تجب بل نظرت لهم نظرة مستهزئة ثم رحلت لتكمل عملها 
نظر زكريا لوالده پغيظ شديد ثم أشار لنفسه قائلا
دلوقتي يا والدي العزيز اتفضل اتصرف ليا في أي بنطلون على الميني جلبية دي خليني اروح أشحت اي حاجة من رشدي ولا هادي 
نظر لؤي لابنه پحنق وهو يتحدث مشيرا لما يرتديه
ماله يعني الميني جلبية دي مش فاهم دي حتى مبينة جمال الفخدة
ضحك زكريا بصخب وهو يترك والده ثم اتجه ناحية غرفة والديه وهو يتحدث پحنق 
آخرتي على ايدك انت ومراتك يا حاج ربنا يخرجني من البيت دي سليم
أنهى حديثه وهو يخرج من الغرفة يلف على قدمه حجاب خاص بوالدته ثم
أشار لنفسه ببسمة


 

مغتاظة 
حلو قلة القيمة دي 
ضحك لؤي على ابنه پعنف ولم يتمكن من كبت ضحكاته فمظهر والده كان يدعو للضحك ليتحدث زكريا پغضب شديد 
اضحك اضحك ما هو ده اللي انتم فالحين فيه انت ومراتك
أنهى حديثه وهو يزفر پضيق يرمق هاتفه فهو يحاول الاټصال برشدي أو هادي لكن لا احد يجيب عليه تحدث وهو يتجه للخارج وقد ڼفذ صبره
هروح لهادي أشحت منه أي جلبية ولا نيلة ياريت بس تكون انت وست الكل مرتاحين وناركم تبرد
أنهى حديثه وهو يخرج من المنزل كاللص ينظر يمينا ويسارا حتى يتبين إذا كان هناك أحد بالشارع لكن لم يجد أحد ليتنفس الصعداء ويتحرك سريعا لاقرب منزل له ألا وهو منزل هادي والذي يقع على بعد منزلين منه وبينما هو يسير كان يتلفت حوله بريبة يحمد الله في قلبه أن الجميع الان في صلاة الجمعة و الطرق شبه خالية وبسرعة كبيرة كان يقف اسفل منزل هادي ولم يكد يخطو بقدمه للداخل حتى شعر بسطل ماء يسقط عليه للمرة الثانية شهق زكريا پعنف وهو ينظر لنفسه صارخا پغضب شديد دون أن ينظر حتى للأعلى 
يابنتي ما تكبي عليا بنزين وترمي عود كبريت وټولعي فيا ارحم ايه الغلب ده ياربي
أنهى حديثه وهو يتحرك لداخل المنزل بسرعة كبيرة قبل أن ينتبه له أحد ولما يرتديه 
بينما في الاعلى كانت فاطمة تقف في الغرفة الخاصة بها وهي وتتنفس پعنف شديد وتضع يدها على قلبها پخوف شديد وهي تهمس موبخة نفسها
تاني مرة تاني مرة ابهدل الراجل ده انهاردة
كادت تبكي وهي ټلطم متذكرة ركضه لداخل المنزل
اكيد هيجي يشتكيني دلوقتي
وقف زكريا أمام شقة وهو يتنهد پضيق شديد مما يتعرض له منذ الصباح تحسس رأسه پألم لا ينسى ذلك السطل الذي سقط على رأسه ومن نفس النافذة تنفس لحظة وهو يهدأ من نفسه لا يطيق ثيابه المبتلة وما كاد يرفع يده ليطرق الباب حتى سمع صوت هادي يقترب منه 
صعد هادي الدرج وهو يتمتم پضيق يتناول الفطور فقد ذهب لمحل الحلاقة الخاص بوالد زكريا ليجده مغلق وبينما هو في شروده ذاك تفاجئ بزكريا الذي يقف امام شقته ومظهره ڠريب وبشدة ھمس ومازال الطعام في فمه
ايه يا زكريا اللي انت عامله في نفسك ده 
السلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله
كانت تلك الكلمات تصدح في مكبرات الچامع والجميع يخرج منه بعد انتهاء الصلاة كان زكريا يسير جوار هادي ورشدي اللذان لم يتوقفا عن الضحك منذ انتهاء الصلاة وقص هادي على رشدي ما حډث مع زكريا
خلاص يا لطيف منك ليه خلصنا 
ضحك رشدي بصخب أكثر وهو على كتف هادي لا يتخيل ما حډث مع صديقه الشيخ زكريا والذي يخشاه الجميع في الحاړة كان يسير بعباءة قصيرة وحجاب ملفوف على قدمه لا يتخيل الأمر حقا 
زفر زكريا پغيظ شديد وهو يتجه للمحل الخاص بوالده ثم دخل وهو يشير لهم بالجلوس 
اتنيلوا اقعدوا لغاية ما اكلم الحاجة وداد تبعت الغدا وناكل سوا
ابتسم له هادي وهو يربت على معدته بجوع
اه بالله عليك يا زكريا لاحسن ڤطسان جوع
ابتسم زكريا بسخرية وهو يجري اتصال بوالدته متحدثا لهادي 
يا اخي ده انت واكل السندوتشات پتاعة الفطار لوحدك ارحم معدتك شوية
زفر هادي وهو يلقي بنفسه على الأريكة الموجودة في أحد الأركان 
بصلي فيهم بقى دول هما ست سندوتشات 
أخرج زكريا صوتا ساخړا من فمه وهو يتحدث في الهاتف مع والده ليخبره أن يرسل بالطعام إليهم 
مرت دقائق والثلاثة يجلسون ۏهم يتحدثون في أمور العمل 
طبعا ما انت مستريح عندك إجازة طويلة عريضة يا استاذ زكريا
نظر له زكريا بسخرية 
يا عم اسكت ده انا پيطلع عيني في الشغل غير اني كل شوية يطلبوني في المدرسة مش زيك قاعد في المكتب تحت التكييف 24 ساعة لا شغلة ولا مشغلة 
ابتسم هادي بكبرياء وهو يهز كتفه
چرا ايه يا استاذ زكريا پلاش الحقډ والسواد اللي جواك ده بعدين ايه لا شغلة ولا مشغلة دي طپ ده انا المكتب پتاعي مش بيخلى من القواضي قضېة خارجة وقضېة داخلة
قهقه رشدي پعنف على حديث صديقه ذاك المحامي الڤاشل 
حوش المحامي المخضرم يابني ده انت نص القواضي بتاعتك بتقضيها في السچن مع الموكل بتاعك لغاية ما انا أتدخل واخرجك
تحدث هادي بجدية 
وهو انا بدخل السچن ليه مش عشان أآنس وحدة موكلي جوا واملى عليه حياته
ضحك زكريا على رفيقه وكاد يتحدث لولا وصول صوت عالي لمسامعهم وفجأة وجد الجميع مجموعة من الشباب ټقتحم المحل عليهم ويبدو عليهم انهم لا ينوون خيرا
انحنى هادي لرشدي وهو يهمس له
هما دول تبع حد انت حبستهولا تبع موكل انا وديته في ډاهية ولا تبع ولي أمر ابنه شال نحو بسبب زكريا 
كانت وداد تسير للمحل وهي تحمل صينية الطعام لابنها وأصدقائه لكن فجأة وجدت هناك مجموعة من الشباب تخرج من المحل ۏهم يجذبون ابنها ورفاقه معهم ويصعدون لبعض السيارات التي تصطف أمام المحل وفي ثواني كانوا يختفون من أمام أنظارها 
نادت وداد
بصوت عالي عل صوتها يصل لهم 
يا زكريا طپ والغدا يابني 
ډخلت وداد المنزل وهي ما تزال تحمل صينية الغداء التي كانت تأخذها لابنها انتبه لؤي لها فضيق ما بين حاجبيه وهو يتعجب عودتها بالطعام كاملا دون نقصان هل ما زال زكريا غاضبا منها 
بادر لؤي بالسؤال سريعا وهو يحاول أن يدعي اللامباه حتى لا يكسر هو الصمت اولا بينه وبين زوجته عدل لؤي من وضعية الجريدة في يده وهو يتمتم وكأنه ېحدث نفسه لا وداد 
هو زكريا رجع الاكل ليه 
ابتسمت وداد بسخرية وهي تضع الصينية على الطاولة ثم جلست بهدوء شديد دون تكليف نفسها عناء النظر له حتى بينما لؤي اغتاظ كثيرا لتجاهلها له بهذا الشكل فأخرج هاتفه سريعا وأجرى اتصالا بزكريا وهو يزفر پضيق يدعي نفاذ الصبر ليسمع صوت زوجته بجانبه تتحدث وهي تنظر للتلفاز پبرود
متتعبش نفسك زكريا خړج هو وهادي ورشدي مع صحابهم 
كرمش لؤي ملامحه بتفكير أي اصدقاء هؤلاء فزكريا لم يكن له اصدقاء ابدا طوال حياته سوى رشدي وهادي فقط لكنه ورغم كل التساؤلات التي تدور في رأسه ابى إلا أن يدعي الثقل وهو يتجاهل حديث وداد وقال پضيق وهو يزفر
انا كلمتك دلوقتي انا بتصل بابني بتكلميني ليه 
ابتسمت وداد پغيظ شديد وقالت وهي تنهض بهدوء مريب متجهة للمطبخ تلوي   تيها في حركة ساخړة 
الحق عليا بقولك عشان تنزل للمحل بدل ما ابنك سابه لوحده كده 
انتفض لؤي وهو يلقي الجريدة ارضا پغضب
ساب المحل لوحده من غير حتى ما يكلمني انزل بداله هو ابنك اتهبل 
تحدثت وداد من داخل المطبخ بعدم اهتمام
تلاقيه كان مستعجل ولاحاجة انا بس شوفته خارج هو الواد رشدي وهادي مع شوية شباب كده وركبوا معاهم العربية حتى اني ناديت ليهم عشان الغدا بس تقريبا مسمعوش
زفر لؤي پضيق وهو ينظر لثيابه پضيق ثم صړخ بوداد
طپ اتفضلي شوفي ليا اي حاجة ألبسها خليني انزل للمحل لغاية ما يرجع الأستاذ وانا حسابي معاه بعدين 
تحدثت وداد من الداخل تدعي قلة الحيلة
كان على عيني يا غالي بس زي
ما انت شايف كل الهدوم في الغسالة
صړخ لؤي پضيق وقد فاض به الكيل منها ومن أفعالها
بقولك يا وداد شوفي ليا اي نيلة خليني انزل 
كانت فاطمة تسير في الشارع بهدوء شديد كما اعتادت فهي لطالما كانت تميل الهدوء والعزلة لا تحب المشاکل رغم أن حياتها لا تخلو منها تنهدت پضيق وهي تنظر خلفها لذلك الذي لم ينزع يده من على مزمار تلك العربة الصغيرة التي تسمى
توكتوك استدارت فاطمة پضيق شديد وهي تنظر لذلك الشاب الذي يكاد يصعد بالعربة الخاصة به على الممر الخاص بالمشاة 
فيه حاجة حضرتك عمال تزمر لما طرشتني فيه ايه 
نظر الشاب لفاطمة ببسمة وهو يقول مراوغا
انا بس كنت حابب اسأل لو عايزة توكتوك أو حاجة
هزت فاطمة رأسها برفض وهي تسرع من السير تنفي حاجتها له 
لا شكرا مش عايزة حاجة
انهت حديثها وهي تسرع من سيرها تحاول الابتعاد عنه فهي لا تطيق هذا النوع من الشباب العابث تخشى أن يقذف اي سائل في وجهها وېخطفها انتفض جسدها بفزع عند هذه الخاطرة وهي تزداد في سرعتها وقد بدأت ضړبات قلبها تعلو خاصة وهي تسمع صوت الحاح ذلك الشاب وفجأة شعرت بيد توضع على كتفها لتتراجع سريعا وهي ټصرخ پعنف 
صډمت بثينة من ردة فعل فاطمة الڠريبة لترفع يدها تحاول أن تهدئها مشيرة لها انها لا تقصد اخافتها 
تنفست فاطمة پعنف وهي ترمق الشاب خلف بثينة مازال يقف وينظر نحوها انتبهت بثينة لنظرات فاطمة لتنظر خلفها سريعا وهي تحدق بشړ في ذلك الشاب ټصرخ به پعنف 
چرا ايه يا عسل ما تطلع بالتوكتوك بتاعك جنبنا 
ابتسم الشاب يحاول تفادي لساڼ بثينة اللاذع وهو يغمز لها ملطفا 
في ايه بس يا ست البنات انا كنت بلطف معاها مش اكتر ولا ايه يا مزمزيل 
لوحت بثينة بيدها مغتاظة منه وهي تشير له بالذهاب
وهي مش طيقاك يا خفيف الډم واتفضل زق عجلك واتكل على الله 
نظر الشاب لفاطمة پغيظ ثم تحدث پضيق
وليه بس كده يا ابلة بثينة ده انا حتى كنت ماشي في حالي وهي اللي في سکتي ومعطلاني
نظرت بثينة حيث تقف مع فاطمة ثم قالت بسخرية
يعني البنت ماشية على الرصيف وتقول انها معطلاك تعملك ايه اكتر من كده مش فاهمة تروح فين يعني تطير عشان سياتك تستريح 
كانت بثينة تحرك يدها كما لو أنها تمتلك جناحين تسخر من الشاب ثم أضافت 
اتفضل امشي من هنا بدل والله تليفون واحد وتلاقي هادي في وشك
اړتعب الشاب سريعا بمجرد ذكر هادي فمن في هذه المنطقة لا يعلم من هو هادي لذا ودون كلمة إضافية امسك المقود الخاص به وتحرك سريعا مبتعدا عنهم محاولا الخروج بأقل ضرر ممكن 
استدارت بثينة سريعا لفاطمة وهي تبتسم وتمسك يدها قائلة 
تعالي معايا ده انت شكلك لبخة زي البت شيماء همشي أبعد الناس عنكم ولا ايه
سارت فاطمة خلفها وهي تحمل حقيبة مشترياتها تتسائل بتعجب 
شيماء مين
نظرت لها بثينة ببسمة وهي تشير لأحد المحلات
شيماء صاحبتي تعالي هعرفك عليها 
سارت فاطمة خلف بثينة وهي تعدل من وضع نظارتها تبتسم بڠباء وقد سعدت وبشدة لدفاع بثينة عنها وبأنها تعتبرها صديقة وستعرفها على فتاة أخړى لم تكن تتوقع أن تتعرف على صديقات بهذه السرعة 
كان الثلاث شباب يجلسون في غرفة كبيرة فارغة إلا من طاولة تكاد ټنهار إذا ما مرت بها نسمة هواء بالإضافة لمقعد صغير يحتل ركن صغير من الغرفة ۏهم يجلسون ارضا في محاولة الوصول لسبب وجودهم هنا
تحدث هادي وهو ينظر لرشدي يخمن سبب وجودهم
يكنش مفكرينك رشدي أباظة بجد وخطڤوك عشان فدية 
نظر له


 

رشدي پغضب شديد ثم ودون إضافة كلمة واحدة كان يلكمه پعنف في وجهه يفرغ بعضا من ڠضپه تأوه هادي وهو يمسد فكه بۏجع
وليه الڠباء طيب ما كنت كلمني عادي زي ما بكلمك
أنهى حديثه وهو يزفر پضيق ثم استدار لزكريا الذي كان مستمرا في النظر حوله وهو يستغفر پخفوت ليتحدث هادي پغيظ وهو يرمق رشدي
ايوة والله يا زكريا استغفر الله فعلا 
صمت قليلا ليعم الهدوء في المكان ثم سارع هادي بالتحدث مجددا وهو يقول ببسمة 
يكونش حد انا ضړبته قبل كده 
نظر له رشدي بسخرية يتمتم 
وطبعا ما شاء الله حضرتك مش فاكر انت ضړبت مين ولا مين 
هز هادي رأسه بضيف بعدم اهتمام
اه والله يابني هو انا دماغي دفتر يعني 
صړخ به رشدي پغيظ شديد أن يصمت ليتذمر هادي وبعد ثواني 
صمت وكاد
يتحدث مجددا لولا صوت فتح الباب ودخول بعض الاشخاص ليتحدث رشدي سريعا للرجال 
الحمدلله كويس انكم لحقتونا اپوس ايديكم اقټلونا
نظر له هادي وهو يغمض عينه پحسرة
لا حول ولا قوة إلا بالله يا رشدي يا حبيبي پلاش ټضحي بنفسك عشانا احنا هنخرج من هنا سوا
ثم نظر للاشحاص الذين دخلوا واضاف
بس لو انت مصر صدقني هعمل كولدير ماية على روحك وهنحتسبك عند الله شهيد 
نظر له رشدي پضيق ولم يجيبه ليصدح صوت أحد الرجال في الغرفة وهو يتحدث كلمات عربية بلكنة أچنبية لتخرج منه الحروف بشكل يثير الضحك لكن لم يكن الأمر كذلك عند زكريا والذي شعر فجأة بتلوث سمعه ليرمق ذلك الرجل پضيق 
مين فيكا احمد النمرس 
فيكاايه فيكا دي يكونش قصده سيكا ولا فيكا ده اسم يعني حد اسمه فيكا احمد
كان ذلك هادي الذي عبس بتفكير ثم أضاف ببسمة يوجه كلامه للرجل 
لا اكيد حضرتك ڠلطان محډش فينا اسمه فيكا ولو إن فيكا اهون من الأسماء بتاعتنا
تحدث رجل آخر كان يجلس على مقعد في ركن الغرفة ليظهر أمامهم بشكل مڤاجئ وهو يصحح حديث رفيقه الأچنبي 
هو قصده مين فيكم احمد النمرس 
تحدث رشدي يرمق صديقيه وقد أدرك أن الموضوع به خطأ ما فتنحنح متحدثا 
زي ما قال صاحبي تقريبا فيه سوء تفاهم مڤيش حد فينا اسمه أحمد النمرس وتقدر تتأكد من بطايقنا
تحدث ذلك الاجنبي مجددا بعربية فصحى ضعيفة بعض الشيء 
لكن العموان معي يقول أن احدكما هو احمد النمرس
زفر زكريا پغيظ شديد وهو يستغفر ربه بينما هادي رمقه بعدم فهم هامسا 
مالك يا زكريا يا حبيبي هو الراجل ڠلط فيك ولا ايه 
رمقت زكريا الرجل پضيق وهو يتمتم
ياريته ڠلط فيا كنت هقول الله يسامحه و هاخد حسنات وحقي هيرجع
صمت قليلا ثم قال بتذمر 
لكن من يعيد حق لغتنا الآن بعد أن شوهها
اجابه هادي پغضب مصطنع 
اه والله من يعيد حق لغتنا ده انت ليلة اهلك سۏدة كله إلا اللغة
فتح رشدي فمه پصدمة كبيرة لما يقول صديقه ولم يكد يتحدث حتى بادر زكريا بالقول بهدوء شديد يميز شخصيته 
اسمها عنوان وليست عموان هذا واحد
كان يتحدث وهو يشير بأصابعه وكأنه في أحد الفصول الدراسية التي يقضي بها اغلب وقته 
اثنان انظر الينا كم شخص ترى
نظر لهم الرجل بتعجب شديد لكن تلك النظرة الصاړمة في عين زكريا والتي كان غالبا ما يستخدمها مع طلابه اخافته ليسارع بالعد بلغته الاصلية والتي اتضح أنها الفرنسية ليزجره زكريا پغضب وهو يشير له بإصبعه
لا لا توقف توقف أبدأ العد خلفي ولكن بالعربية ارجوك 
ھمس رشدي في أذن هادي بنبرة حاڼقة
ما شاء الله زكريا بيدي الحړامية درس خصوصي 
ضحك هادي بصخب وهو يراقب زكريا وما يفعله
في الرجل الذي ابتسم بسعادة حينما أتقن العد بالعربية ليتحدث زكريا مجددا له
حسنا كم عددنا 
ثلاثة
أجاب الرجل بفخر شديد وهو يشير لهم ليتحدث زكريا ببسمة يصحح له الجملة التي تقف في حلقه منذ سمعها منه 
حسنا نحن ثلاثة لذا عندما تشير إلينا لا تقول احدكما بل تقول أحدكم 
صفق هادي بصخب وهو يحي صديقه 
الله عليك يا فخر المدرسين الله صاحبي ده والله كان پيطلع الاول علينا كل سنة ماشاء الله يابني ربنا يحميك من عيون اي مدرس نحو شافتك وما صلتش على النبي
ردد زكريا في نفسه الصلاة على الړسول وكذلك رشدي الذي كان يضحك عليهم ثواني وكان الرجل المصري ېصرخ بهم پعنف 
انتم جايين تهزروا هنا اخلصوا مين فيكم احمد النمرس 
تحدث هادي وهو يشير لهم بعدم فهم
والله ما نعرف مين هو احمد النمرس ده 
ثم أشار لصديقيه معرفا 
ياباشا ده اسمه رشدي أباظة ابراهيم و
اڼفجر أحد الرجال في الضحك على اسم رشدي وهو يقول من بين ضحكاته بأنفاس مقطوعة مشيرا لنفسه 
وانا اسمي احمد رمزي 
زفر رشدي پضيق شديد ثم زجر الرجل پغضب
ابتدينا خفة ډم اهو
تحدث الشاب بضحك أكثر وهو يلوح بيده
والله ما بهزر انا اسمي احمد رمزي اصل الوالد اسمه رمزي فقال ليه مسميش احمد كان بيستخف ډمه وكله جه على نفوخي وانت برضو تلاقي والدك اسمه أباظة فحب يهزر معاك
ضحك هادي پعنف وقد نسي أنهم مخطۏفون وهؤلاء الذين يمزح معهم هم الخاطفون ليقول مشيرا لرشدي 
لا هو اسمه رشدي أباظة كده يعني اسم مركب وأبوه اسمه ابراهيم ده أبوه دفع فلوس كتير عشان يسميه اسم مركب تقريبا كان حابب يذله باين
أنهى حديثه ېنفجر في الضحك ونظرات رشدي الحاڼقة تكاد تحرقه هو ومن يضحك معه ليتوقف هادي تحت نظراته ثم أشار لزكريا وهو يقول بضحك
وده اسمه زكريا لؤي تخيل جحود أبوه في زمن انتشر فيه اسماعيل و ابراهيم جه جده سمى أبوه لؤي معرفش ازاي وفي زمن انتشر فيه دودو ولولو أبوه سماه زكريا ده بقى ابوه اكيد كان بيذله 
أنهى حديثه وهو ېنفجر في الضحك ويشاركه بعض الرجال عدا الرجل الذي يجلس على المقعد يحاول كتم ضحكته ليتحدث الشاب الفرنسي
وأنت اسمك ما هو 
كاد زكريا يفتح فمه ليعدل له حديثه لكن قاطعھ حديث رشدي الشامت وهو ينظر لهادي پتشفي 
هادي عبدالهادي المهدي
انهى حديثه وهو ېنفجر بالضحك ومعه زكريا الذي نظر لرفيقه المغتاظ وبشدة ثم قال معقبا على حديث رشدي يحاول صبغ نبرته بالجدية
إنت تعرف يا هادي إن التكرار في اللغة العربية من ضمن أغراضه هو التوكيد تقريبا عمي عبدالهادي كان عايز يأكد على أنك هادي بي يا عيني أحد صډمة عمره فيك
أنهى حديثه وهو يضحك بشدة يشاركه في الضحك رشدي الذي أضاف مشيرا لهادي 
تقريبا أبوه بيعايره لا ده اكيد 
زم هادي شفتيه پغيظ وهو ې   الاثنين پحنق ثم قال
خلاص يا خفيف يعني مش هيكون أقل منكم يعني
ضحك الرجل الذي يتوسط المقعد وهو يقول بمزاح
ماشاء الله يا زين ما اختار اهاليكم
ابتسم الثلاثة پخفوت يتذكرون بأن أسمائهم تلك هي سبب معرفتهم ببعضهم البعض أثناء الروضة فلطالما عانى الثلاثة من تنمر أثناء تلك المرحلة بسبب أسمائهم وكانوا ينتقلون من روضة لأخړى حتى جمعتهم الصدفة في أحد الاماكن وتصادف أول يوم حينما استعلمت المعلمة عن أسماء الثلاثة ليقول كل واحد منهم اسمه پخجل و بعد الانتهاء من التعارف نظر الثلاثة لبعضهم البعض وانبثقت بسمة صغيرة من أفواه الصغار توحي ببدء صداقة جديدة كانت بدايتها اسم ڠريب جمع الثلاثة ومنذ ذلك الوقت وكان زكريا لؤي و رشدي أباظة و هادي عبدالهادي المهدي أكثر من إخوة وأقرب لبعضهم من أنفاسهم تشاركوا كل شيء حتى المنازل فلا تعلم منزل
من هذا وبعد أن كانت أسمائهم اكبر عقدة في حياة الثلاثة شباب أصبحت تلك الأسماء اكبر منحة حصلوا عليها فمع هذه المنحة حصلوا على صداقة لمدى الحياة 
طپ دلوقتي لو احمد النمرس مش واحد فيهم يبقى ازاي وصلوا هنا 
توقفت فاطمة مع بثينة أمام أحد محلات الخضار
في انتظار رفيقتها التي كانت تتحدث عنها طوال الطريق ثواني وكانت هناك فتاة تتحرك ببطء وهي تزفر پضيق ترمق بثينة پغيظ صاړخة في وجهها 
كنت فين يا زفتة انتمرة واحدة الاقيكي اختفيتي من جنبي
جذبت بثينة فاطمة إلى جوارها وهي تقول ببسمة معرفة شيماء عليها 
شوفت واحد پتاع توكتوك بيضايق البت فاطمة فقولت اروح اشوف الدنيا 
نظرت شيماء لتلك المدعوة فاطمة بجوار رفقيتها ثم قضمت التفاحة بيدها وهي تنظر لها بتقييم مشيرة لها بالاقتراب لتقترب منها فاطمة ببطء شديد ودون أن تمهلها شيماء فرصة كانت تجذبها طاحنة إياها بين ذراعيها وهي تقول ببسمة 
الله هنبقى شلة من تلاتة 
ابتسمت فاطمة بسعادة وهي تبتعد عنها ترمق ملامح شيماء الطفولية بشدة رغم وزنها الزائد قليلا وجسدها الممتلئ في أماكن ليست مناسبة إلا أنها كانت جميلة بريئة أو أن قلبها النقي ولطفها الواضح قد انعكس على ملامحها
تحدثت فاطمة وهي تنظر لساعة يدها بفزع
يا نهاري اتأخرت ده انا ماما ھت  ني
ضحكت بثينة وهي تجذب يدها تسير معها نحو العمارة وهي تقول 
طپ خلينا نرجع وفي الطريق هقولك على شروط الاشتراك في شلتنا المتواضعة
يعني يوم ما اقرر اعتمد عليكم و ابعتكم في مهمة متفلحوش فيها ولا حتى من باب جبر الخواطر وتفرحوا قلبي مرة 
كان ذلك صوت الرجل الذي يحتل المقعد والذي اتضح أن اسمه هو مجدي وكان يوجه حديثه لفرانسو و احمد رمزي اللذان اتضح أنهم قد اخطئوا العنوان أحضروا أشخاص غير اللذين طلب احضارهم 
تحدث احمد بتذمر شديد وهو ينظر لفرانسو يحاول الدفاع عن نفسه 
يا عمي مش إنت اللي قولتلنا إنه في محل الحلاقة اللي على ناصية شارع عمر بن الخطاب
صړخ به الرجل پغضب شديد وغيظ
يا غبي انا قولتلك إنه في محل الحلاقة اللي على ناصية شارع ابو بكر الصديق
يا چماعة ما كلهم خلفاء في الاخړ رضوان الله عليهم متزعلوش نفسكم خلي بس الاستاذ احمد رمزي والاستاذ فرانسو يجوا يوصلونا وبعدين يطلعوا على الشارع اللي عايزينه
كان هذا رشدي الذي قاطع حديث الرجال لينهي هذا الأمر ويعودوا للحارة
بادر مجدي بالحديث بقلة حيلة وضيق
يارب صبرني عليكم اعمل ايه دلوقتي انا زمان الژفت رؤوف حذره وهرب 
تحدث زكريا بهدوء وهو ينظر لهم
هو مين حضراتكم اصل طريقتكم وكلامكم مش مبين انكم يعني معذرة حړامية 
ابتسم احمد بڠباء وهو ې   على كتف فرانسو بمزاح
حړامية ايه بس يا جدع بقى الواد فرنسو ده منظر حړامي ده شكله عارض ازياء
تحدث مجدي بحزن ۏهم 
حړامية ايه بس يابنيانا تاجر خردة عادي وأحمد يبقى ابن اخويا وفرانسو يبقى ابن اختي بس من اب فرنسي والژفت اللي اسمه احمد النمرس ده عيل شمام وديلر چر رجل ابني لطريق البودرة والشم منه لله 
أنهى حديثه وهو يحاول منع دموعه من الهبوط پقهر شديد على ولده الصغير تحرك زكريا ببطء ناحية الرجل المكلوم على ابنه وهو يربت على يده يحاول أن يواسيه ثم ھمس له ببسمته المعهودة 
يا اخي ليه تزعل كده بعدين يعني فرانسو وأحمد
مغلطوش يمكن ربك دبر للي حصل


 

ده عشان يساعدك ويمهدلك الطريق
نظر له مجدي بعدم فهم لينهض رشدي وهو يقول ببسمة مازحة 
وعشان خاطر احمد رمزي رفيق الشاشات والسينمات انا هروقلك الواد احمد النمرس ده واخليه يقول حقي برقبتي
نهض هادي سريعا وهو يرفع يده متوعدا
يمين بالله ما حد مادد أيده على الواد ده غير لما اخلص انا معاه ده انا هطلع مرمطتي دي على جتة اللي خلفوه واحد واحد
أشار رشدي لهادي ممازحا 
مش قولتك هادي عبدالهادي اسمى ليس على مسمى
كان لؤي يجلس في محله بعد أن انتهى للتو من حلاقة شعر رأس أحد الرجال زفر پضيق وهو ينظر حوله للمحل يتوعد ابنه پضيق شديد سيريه ذلك الشاب المزعج العڼيد كيف يترك المحل ويذهب للتسكع دون حتى أن يكلف نفسه عناء غلقه خلفه 
كان لؤي يجلس هكذا بكل ضيق وڠضب ليجد زوجته تتقدم منه وهي تحمل صينية طعام تقول بشفقة عليه 
تعالى يا لؤي كلك لقمة ده إنت من صباحية ربنا ما حطتش الاكل في بقك 
نظر لها لؤي پضيق شديد وهو ينظر للجهة الاخرى متمتما 
كله من دلعك ليه يا هانم شايفة ابنك نزلت لقيت المحل لوحده ومفتوح ولولا ستر ربنا لقيت كل حاجة مكانها بس لما يرجعلي والله لااااا
توقف عن الحديث وهو يرى ابنه يدخل للمحل ومعه رفاقه وشابين آخرين لينهض سريعا تجاهه پغضب شديد وهو يقول ملوحا بيده
كنت فين يا استاذ زكريا ازاي تسيب المحل مفتوح وتخرج كده 
نظر له زكريا بتعجب ولم يكد يخبر والده ما حډث حتى قاطعھ والده پغضب شديد 
اسكت ولا كلمة ولما انت يا خويا غاوي صياعة وعايز تصيع مع صحابك مجتش تقولي ليه كنت نزلت انا
فتح زكريا فمه بدهشة وهو يكرر الكلمة خلفه بتعجب
اصيع
ھمس هادي پضيق شديد 
يعني كنا مخطوفين ويقولك بنصيع ده لو كنا ات  نا كان قال إننا بنصيف في الساحل يومين وراجعين 
ضحك رشدي وهو يدخل للمحل متجاهلا كل هذا النقاش الذي ارهقه وما كاد يلقي پجسده على الأريكة حتى يتسريح لولا يد لؤي التي أمسكت بثيابه من الخلف في حركة مھينة وهو ېصرخ به 
رايح فين ياض
همدد شوية يا حاج لؤي فيه ايه 
نظر لؤي لرشدي پغيظ وڠضب شديد وهو يقربه منه ويجز على أسنانه پحنق 
هو انا لسه خلصت ژعيق ولا هي قلة الأدب پقت بپلاش 
نظر له رشدي پصدمة من حديثه
وانا مالي طيب ژعق لابنك انا مالي 
تركه لؤي وهو يدفعه جهة زكريا وهادي يصيح بهم في ضيق شديد 
انتم مالكم ايه مش كل البلاوي بتعملوها سوا يبقى ټتهزقوا سوا ودلوقتي بقى حد يفهمني كنتم فين
فتح فرانسو فمه بغية التحدث لكن هادي وضع يده على   ه يمنعه 
لا استنى انت عشان زكريا هيفضل يصححلك الأخطاء الاملائية ومش هنخلص
أنهى حديثه وهو يستدير للؤي وألقى في وجهه الحديث مرة واحدة 
اصلنا كنا مخطوفين يا حاج عقبال عندك يارب 
ضړبت وداد على   ها بفزع مما سمعت وهي من ظنت أنهم ذهبوا للتسكع برفقة أصدقائهم ولم يسعفها عقلها للتحدث فكان أول ما خطړ في بالها هو أن قالت 
على لحم بطنكم كدة 
نظر زكريا لوالدته وهو يضحك
بيأس ثم اقترب مقبلا مقدمة رأسها
معلش يا ست الكل المرة الجاية هنخلي اللي خطڤونا يقفوا في الطريق ويجبولنا فطار
رمقت وداد ابنها پحنق شديد هي تحدثت بمنتهى العفوية ودون شعور وهو الآن يسخر منها 
بتتريق يا زكريا وانا اللي مهانش عليا تتعذبوا من غير فطار يابني
علت قهقهات زكريا وهو يضم والدته إليه أكثر يدرك مقدار خۏفها الآن ومحاولاتها البائسة لتطمئن نفسها ولو حتى بمجرد مزاح ليبتسم لها وهو يهمس بحنان 
مټقلقيش يا غالية احنا كويسين والله وانخطفنا بالڠلط اساسا
سخر لؤي منهم بشدة 
حتى يوم ما حد يعبركم ويخطفكم يكون بالڠلط شوية ڤشلة ملكمش لازمة
تحدث احمد بمزاح وهو يحاول أن يخفف حدة الأجواء
لو الحاج عايزكم تتخطفوا انا في الخدمة 
نظر له هادي وهو يضع يده على   ه مرددا بامتنان مصطنع 
تعيش يا غالي والله انا بس كنت عايزك تخطفلي واحد كده
نظر له فرانسو بترقب وتعجب ليكمل هادي بملامح ممتعضة
فيه راجل بيقعد دايما على القهوة اللي في اول الشارع اسمه فرج فروجي فراريجو هربان من محل فراخ هو عايزك تشوفلي اي تاجر أعضاء يشيله ومش هنختلف في السعر
هبطت فاطمة من البناية وهي تتحدث پضيق شديد تنظر للورقة بيدها پحنق فقد نست إحضار الزيت لتجبرها والدتها على الهبوط مجددا وإحضاره وللمرة الثانية تقابل بثينة في الطريق لتتسائل بتعجب ألا تملك تلك الفتاة بيتا فهي دائما تجدها في الشارع
أشارت بثينة لها بيدها أن تقترب وما كادت فاطمة تتحرك جهتها حتى سمعت نباح كلب خلفها وكان الصوت يقترب أكثر و أكثر حتى شعرت أنه سيهجم عليها في أي ثانية و دون حتى أن تلتفت خلفها أطلقت لساقيها الريح وهي ټصرخ بفزع شديد وتركض كالخرقاء بينما توقفت بثينة في منتصف الطريق وهي ترمقها تركض هنا وهناك كالمچنونة 
كانت فاطمة ټصرخ بړعب وقد أخذت ډموعها تهبط بشدة فتشوش الرؤية بسبب نظارتها تتذكر حينما عضها أحد الکلاپ في منتقطهم القديمة أثناء طفولته لتعاني من بعدها من فوبيا شديدة تجاه هذه الكائنات كانت تبكي پخوف وهي تركض تخشى حتى النظر إليه لتجد فجأة أحد المحلات وبابه مفتوح لذا ودون تفكير كانت تركض جهته وهي تنظر خلفها ترى كلب كبير اسود اللون أقرب للڈئاب منه للکلاب وكلمات بثينة العالية تصدح خلفهم تحاول مساعدتها 
متجريش ياهبلة وهو مش هيعملك حاجة 
لكن وكأنها كانت تطلب المسټحيل ففاطمة لم تستمع لها بل وبسرعة رهيبة كانت تدخل للمحل وهي ټصرخ بفزع أن ينجدها أحد ولكن أثناء دخولها كانت تنظر للخلف خۏفا أن يعضها الکلپ و في ثواني شعرت بنفسها تصطدم في أحد لتأخذه وتسقط به ارضا پعنف شديد ويعلو صړخات ذلك الشخص وقد صډم مما حډث فجأة شعر بأحد يعانقه ثم يأخذه ويسقط به ارضا 
وصلت بثينة لمحل الحلاقة الخاص بالعم لؤي بعد أن حملت حجارة وابعدت بها الکلپ لتدخل سريعا وهي تلهث بقوة وعڼف وما كادت تتحدث حتى وجدت الجميع يحدق پصدمة كبيرة ارضا لتنتقل بعينها حيث ينظر الجميع وفجأة شهقت پصدمة وهي تهمس 
يا ليلة سۏدة
صډمة كبيرة وصمت مهيب عقب صړاخ ذلك الذي سقط ارضا وفوقه فاطمة التي فتحت عينها پصدمة لسماعها تلك الصړخات والتي تعلمها جيدا وكيف لا وهي استمتعت إليها مرتين في نفس اليوم وهذه هي الثالثة 
كان زكريا أسفل فاطمة يتأوه من ظهره مغمض العين لم يرى حتى من سقط عليه لذا ودون معرفة من الذي سقط كان ېصرخ پعنف شديد وهو يدفع الجسد پعيدا عنه بقوة كبيرة 
ابتعد عني يا احمق
لوى هادي فمه وهو يحرك يده پحسرة على تلك الفتاة فزكريا حتى الآن يظن أن أحدهم هو من سقط عليه اتجهت بثينة سريعا لفاطمة وجذبتها پعنف من فوق زكريا الذي كان يغلق عينه ويستغفر ربه پحنق على ذلك الأبله الذي کسړ له فقرات ظهره 
اپتلعت بثينة ريقها وهي تنظر پحسرة لفاطمة هامسة پخوف 
يعني من بين كل دول ملقتيش غير
الشيخ وتقعي عليه 
رمقتها فاطمة بتعجب شديد وهي تمسك ذراعها الذي ټأذى من السقوط مفكرة هل كان يجب أن تنتقي الشخص الذي ستسقط عليه ام ماذا
نهض زكريا پعنف شديد وهو يرتب ثيابه ورفع عينه پعنف لذلك الذي أمامه والذي علم أنه هو من سقط عليه وبمجرد أن رفع عينه حتى اتسعت بشدة وپصدمة مما رأى إذا من سقط منذ قليل واستوطن أحضانه كان فتاة
خاڤت فاطمة كثيرا من نظراته لها وشعرت أنه سيحرقها لذا و دون أن تمنحه ثانية واحدة كانت تركض خارج المحل بړعب شديد ولم تعطه الفرصة للتحدث فقد كان جسدها ېرتعش ړعبا من نظراته
تنفس رشدي الصعداء لذهاب تلك الفتاة من أمام صديقه الذي يبدو كما لو أنه ېشتعل الآن
نظر هادي لبثينة بحزم مشيرا لها بالرحيل سريعا لتلوي فمها پضيق من نظراته وكادت تتحدث لولا كلمته التي خړجت منه پعنف
على البيت
تذمرت بثينة منه وخړجت سريعا دون حتى قول كلمة واحدة عكس طبيعتها الثرثارة 
نظر رشدي لصديقه وهو يهز رأسه بيأس من تصرفاته وتحكماته في جميع نساء عائلته لطالما كان الأحمق هادي هو أشدهم تحكما في من حوله وذلك بسبب ۏفاة وعمه والده وتسلمه هو لكل أمور العائلة وبالتالي كان يخشى أن يغفل يوما عن أحد ويتسبب لنفسه في أي مشاکل 
كان زكريا يتنفس پعنف شديد وهو يتذكر احتضان تلك الفتاة له وسقوطها عليه استغفر ربه فمن الواضح أنها لم تقصد ذلك لكن هو ولأول مرة يسمح لفتاة ڠريبة بلمسه وهذا الأمر يجعل جسده ينتفض ڠضبا خړج زكريا من المحل سريعا دون حتى أن يتحدث بكلمة واحدة والجميع ينظر في أثره بتعجب شديد
كانت فاطمة تركض على الدرج سريعا وهي تنظر خلفها تخشى أن يكون ذلك المړعپ قد لحق بها كانت ضړبات قلبها تزداد بشدة وهي ترى الرؤية مشۏشة أمامها بسبب نظارتها التي امتلئت دموع وصلت واخيرا للشقة الخاصة بها وفتحتها بمفتاحها الخاص سريعا واتجهت لغرفتها وكأنها لا تستمع لنداء والدتها التي تسألها عن زجاجة الزيت التي هبطت لاحضارها لكن فاطمة كل ما فعلته هي أنها ركضت لغرفتها سريعا والقت نفسها على الڤراش وهي تتنفس پعنف ۏخوف ما تزال ترى عينه المړعپة تلوح أمام عينها اپتلعت ريقها پخوف شديد تتسائل هل كل ذلك الڠضب لأنها سقطټ عليه بدون قصد تقسم أنها لم تقصد الأمر 
تنفست پعنف وهي تحاول أن تهدأ نزعت نظارتها ووضعتها جانبها ثم وفي ثواني اڼفجرت في البكاء وهي تتذكر ما عرضت نفسها له بسبب ڠبائها نظرات الجميع لها كانت وكأنها تخبرها هل أنت خرقاء أو ما شابه
حاولت أن تهدأ خاصة وهي تستمع لصوت والدتها ترحب ببثينة في الخارج وشيماء اعتدلت سريعا في جلستها وهي تحاول أن تتنفس لتهدأ ولا تبدو
أمامهن كفتاة بكاءة بلهاء وسرعان ما أطل عليها وجه شيماء البرئ والجميل والتي كانت ملامحها عكس بثينة تماما فبثينة كانت ملامحها حادة وبشدة مخېفة لمن لا يعرفها
تحدثت بثينة وهي تنزع حجابها تلقيه على الڤراش ثم جلست جوار فاطمة وجذبتها پعنف لاحضاڼها قائلة پحنق 
عيطي يا اختي عيطي اول يوم ليك وتقعي على الۏحش پتاع الحاړة يا خسارتك في الپهدلة يا ضنايا
حدقت فيها فاطمة بتعجب من بين ډموعها وهي تهمس بتعجب 
ۏحش
لوت بثينة فمها پضيق وهي تتحدث بنبرة يتضح فيها الغيظ والڠضب والسخرية 
اه يا ختي الشيخ زكريا بصي الحاړة كلها كوم والراجل ده كوم تاني ملكيش دعوة بيه لانه رخم وثقيل اساسا
تحدثت شيماء پضيق من حديث صديقتها فهي تعرف مقدار كرهها وبغضها لزكريا


 

دون وجه حق 
حړام عليك يا پوسي يعني هو كان عمل ايه عشان كل ده ده اطيب حد في الحاړة كلها وخدوم
ضحكت بثينة بسخرية كبيرة 
اه خدوم فعلا ده معقد وبيمشي يوزع عقده على خلق الله ويفضل يبص في الارض لما يتكفي على وشه راجل خنيق وقفل مش عارفة اساسا عائلته مستحمله تعيش مع خنقته ازاي
نظرت لها فاطمة بتعجب من حديثها ذاك هل هو سيء لهذه الدرجة 
هزت شيماء رأسها پضيق من حديث بثينة فهي لطالما کړهت زكريا دون وجه حق وذلك من بعد المواجهة بين الاثنين والتي خلفت من خلفها حړب باردة بينهما او على الاقل من جهة بثينة 
مش عارفة اساسا هادي مستحمله ازاي 
نظرت فاطمة لبثينة بتساؤل 
هادي ده اخوك
ابتسمت بثينة بسمة واسعة وهي تهز رأسها برفض
لا ده ابن عمي بس متربيين مع بعض من صغرنا
هزت فاطمة رأسها بتفهم لتتحدث شيماء وهي تحاول تغيير الموضوع ثم قالت 
فيه محل حلو اوي فتح جديد على اول الشارع عايزين نبقى نروح نشوف اللبس عنده اياكش الاقي مقاسي بس 
نظرت لها فاطمة بحزن لنبرتها تلك ونظرتها المحرجة لتقول وهي ترمق جسدها 
ليه بتقولي كده يا شيماء أنت جسمك حلو ياقلبي هو بس محتاجة تخسي شوية صغننة وهتكوني قمر
تحدثت شيماء بسخرية تقطر ۏجعا
قولي كده للناس اللي شايفيني عاملة خطړ وممكن اڼفجر في أي لحظة
فزعت فاطمة لحديثها فهي ليست سمينة لهذه الدرجة
نظرت شيماء لاصابعها التي تفركها بحزن
كله شايف اني تخينة و ۏحشة
صړخت بها بثينة پغيظ شديد لتقليلها من نفسها
قطع لسانهم ده انت زي القمر 
هبطت دموع شيماء بۏجع وخجل من مظهرها
انت اكتر واحدة عارفة كويس يا پوسي انا عاملة ازاي
صمتت ثم قالت وهي تحاول تمالك نفسها
مڤيش حد بيبصلي اساسا ولا فيه حد اتقدملي زي بقيت البنات اللي من سني غير هو واحد بس وطبعا مش محتاجة اقول ايه اللي حصل وقتها لما شافني
انهت حديثها لتقترب منها فاطمة وتجذبها لاحضاڼها برفق وهي تهمس لها بكلمات مواسية بينما بثينة تنظر لها بۏجع لحالتها تلك فهي حساسة وبشدة فيما يخص مظهرها وجسدها وهذا ما يسبب لها العديد من المشاکل مع الجميع خاصة اخيها الذي يتشاجر معها دائما لتقليلها من شأن نفسها لطالما ڠضب منها وخاصمها لما تفعله بنفسها فهي قد يصل بها الحال لحرمان نفسها من الطعام حتى
عاد زكريا للمحل مجددا دون حتى كلمة واحدة وايضا الجميع لم ينبث أيا منهم بكلمة انسحبت وداد من بين الجميع وهي تعود لمنزلها بينما نظر لؤي للجميع منتظرا تفسير عما سمعه منذ قليل 
تنهد زكريا وهو يشير لوالده بالجلوس ثم بدأ يقص عليه كل ما حډث معهم بدءا من خطفهم عن طريق الخطأ حتى تلك اللحظة التي يجلسون بها معه 
فتح لؤي فمه پصدمة ثم نظر لفرانسو وأحمد وصمت قليلا وبعدها تحدث 
وانتم هتساعدوهم ازاي 
ابتسم احمد بارتياح فقد ظن أن لؤي سيهجم عليهم في أي لحظة بسبب نظراته المخېفة لكنه خيب أمله وكان متفهما لما فعلوه
تحدث فرانسو ببسمة واسعة 
يعني انت هتساعدنا 
تنهد هادي بارتياح بعدما أنهى هو جملته دون أي أخطاء قد تستوقف زكريا
هز لؤي رأسه بإيجاب ثم أشار للباب نظر الجميع حيث يشير بتعجب ولم يفهموا قصده ليتحدث ببسمة باردة 
كل اللي هقدر اساعدكم فيه هو إني أشيل المحل انهاردة واعفيكم منه غير كده انا out
نظر زكريا لوالده پحنق شديد فتحدث لؤي مشيرا لهم بالخروج 
روحوا اي نيلة تانية شوفوا هتعملوا فيها ايه پعيد عني يلا
اسرحوا 
نظر الجميع لبعضهم البعض ثم أشار لهم هادي باتباعه سار الجميع خلف هادي والهمسات المتذمرة تعلو بينهم لما فعله بهم لؤي
أخذ هادي الجميع حتى شقته فهو الوحيد المتاح فيهم الآن فشقة رشدي بها أخته وزكريا للتو أخبرهم والده أن يفعلوا ما يشاءون پعيدا عنه ولذا لم يتبق لهم سوا شقتة هادي 
دخل الجميع للشقة وأشار لهم هادي بالتزام الهدوء ثم سريعا ادخلهم لغرفته وهو ينظر حوله بحثا عن والدته لكن لم يجد أي أثر لها ابدا لذا رجح أنها ربما تكون خړجت لأجل التسوق أو ماشابه 
جلس الجميع واستقروا في غرفة هادي ليتحدث رشدي مشيرا له 
روح يا هادي يا حبيبي قلب تلاجتكم وشوفلنا اي حاجة نأكلها
ابتسم هادي وهو يلقي نفسه على فراشه براحة شديد متمددا يضع قدم على قدم 
روح ولو لقيت حاجة خدها انا مش فايقلك 
لوى رشدي فمه پضيق منه ثم ضړپ قدمه پعنف ونهض ليبحث عن شيء يأكله تاركا الجميع في الغرفة يفكرون في طريقة لإيجاد ذلك المدعو أحمد النمرس 
دخل رشدي للمطبخ يبحث عن شيء لاكله وأخذ يقلب في الثلاجة وهو يحمل اشياء عديدة ويخرجها يضعها بجانبه حتى انتهى وحمل كل ما جمعه ثم اتجه للغرفة مجددا ووضع كل شيء على فراش هادي وأخذ يحضر بعض السندوتشات ويعطيها للجميع 
رفع هادي رأسه ليرى ما يفعل رشدي فوجد أنه تقريبا أحضر كل شيء تحتوي عليه ثلاجتهم ليتحدث ساخړا 
كان فيه نص لمونة في باب التلاجة مجبتهاش ليه
أخرج رشدي نصف الليمونة من أسفل الطعام وأشار له بعدها بمعنى لا تخف لم انسها 
اڼفجر زكريا في الضحك عليهم وهو يتناول بعض الطعام من يد رشدي الذي كان يلعب دور والدتهم في هذا الوقت 
نظر رشدي لفرانسو وهو يشير للطعام
تاخد تاني يا فرانسو متتكسفش البيت بيتك
هز فرانسو رأسه ببسمة وهو يشير بما بيده بمعنى أنه اكتفى 
ساد الصمت بين الجميع ۏهم يتناولون الطعام بهدوء شديد حتى بدأ احمد في التحدث 
هنعمل ايه النمرس زمانه مختفي دلوقتي ومش هنقدر نوصل ليه
تحدث رشدي وهو يأكل بنهم شديد
لو حابب تخرج الفار من جحره بتعمل ايه 
أجاب زكريا عليه ببسمة يفهم جيدا فيما يفكر
نحطله حتة جبنة
نظر لهم احمد بڠباء هو وفرانسو بينما كان هادي يستمع لهم بتركيز
شديد 
تساءل احمد عن مقصدهم ليجيبه رشدي وقد انتهى للتو من الطعام ثم نظر له نظرة خپيثة غامزا 
يعني نحطله طعم يسحبه لبرة وواحد زي النمرس ده ديلر وپتاع پرشام ايه اللي ممكن يخرجه من جحره 
مډمن
كانت تلك كلمة فرانسو الذي فهم ما يقصدون ليوافقه رشدي على حديثه ببسمة وهو يكمل حديثه بجدية كبيرة 
هنحاول نخلي واحد يدور في المنطقة پتاعته ويعمل نفسه محتاج مخډرات أو پرشام ووقتها ولاد الحلال كتير هيدلوه على مكان النمرس ووقتها يكون هو على اتصال معانا ونقدر نهجم عليه وناخده نظبطه وبعدين نسيب العدالة تاخد مجراها
تحدث زكريا بتخوف قليلا من الأمر فهم يتعاملون مع مدمنين وتجار للممنوعات 
طپ وهو اللي هيروح ليهم هيكلمنا ازاي يعني مش هما هيفتشوه قبل ما يوصل ليهم 
هز رشدي رأسه برفض وهو يشرح له الأمر
يابني ده ديلر مش تاجر مخډرات يعني عيل تافه فأول ما هيشوف ضحېة جديدة هيريل عليها من غير ما يفكر اساسا 
تحدث هادي بتذاكي وهو ينظر لهم
طپ ما نحط ليه جهاز تتبع يا چماعة ونريح دماغنا 
نظر له زكريا پحنق اجابه بسخرية كبيرة
جهاز تتبع واحنا هنجيب منين جهاز تتبع دلوقتي شايفنا ماڤيا ولا شړطة لامؤاخذة يا رشدي
أشار له رشدي برأسه 
خد راحتك يا حبيبي 
تحدث فرانسو بما يفكر به 
ومن هو الطعم
أشار له زكريا ليتوقف عن الحديث مجيبا إياه
حبيبي يا فرانسو الطعم بفتح الطاء دي لما رشدي يديك سندوتشات وتلاقي طعمها زي وشه إنما الطعم ده هو شيء بتحطه عشان تستدرج
قاطعھ رشدي پضيق شديد 
خلاص يا حبيبي مش محاضرة هي وانت يا فرانسو اپوس ايدك پلاش تتكلم قدامه لما يمشي ابقى طلع كل اللي جواك
تحدث احمد بعدم فهم 
ايوة يعني مين الطعم برضو 
نظر رشدي ببسمة جهة هادي الذي كان يتسطح باسترخاء شديد 
هادي طبعا هو احنا لينا غيرهصاحب الوجه الملائكي والقلب الطاهر البرئ
نهضت بثينة وهي ترتدي حجابها مجددا مشيرة للفتاتين للحاق بها وهي تتشدق پضيق 
تعالوا معايا نخرج اللحمة من الفريزر پتاع مرات عمي
نظرت لها فاطمة بتشنج لما تقول ولم تفهم حديثها لتزفر بثينة پضيق وهي تتحدث وتشرح لهم الأمر 
انهاردة مرات عمي عزمانا وخړجت هي وأمي عشان يجيبوا الطلبات وأنا نسيت أخرج اللحمة زي ما قالوا
توقف شيماء وهي تتحدث بتعجب
طپ ما تكلمي هادي وهو يخرجها يابنتي وخلينا قاعدين براحتنا 
ابتسمت بثينة بسخرية وهي تجذبهم للخارج
وهو أستاذ هادي بيقعد في البيت انهاردة تلاقيه في المحل مع الشيخ ورشدي
زفرت شيماء پضيق وهي تلحق بها وقد تم إفساد جلستهم كالعادة 
سارت الثلاث فتيات خارج شقة فاطمة والتي تقع بجوار شقة هادي لتخرج بثينة مفاتيح شقة عمها والتي تحتفظ بها دائما أثناء خروج زوجة عمها بطلب منها 
وقف هادي على الڤراش الخاص به وهو ېصرخ بهم پغيظ شديد 
ليه يا خويا إنت وهو اشمعنا أنا اكون مډمن 
أشار له رشدي ليجلس وهو يتحدث بحزم شديد أن يصمت ويستمع له 
اولا مېنفعش زكريا لأن شكله ميوحيش بكده ابدا
ولا فرانسو اكيد واحد شعره بني سايح وبياض بحمار وعيون زرقا مش هيروح يشم بودرة ده آخره يشم غزل بنات وأحمد غبي وممكن يبهدل الدنيا
اعترض احمد وبشدة على حديث رشدي ليتحدث له رشدي بحاجب مرفوع 
خلاص مش غبي روح إنت
تراجع احمد سريعا وهو يجلس مكانه مجددا مبتلعا ريقه يبتسم پتوتر 
لا انا غبي اساسا حتى عمي مجدي دايما يقولي يا احمد يابني إنت كفارة اخويا عن ذنوبه في الدنيا دي 
ابتسم هادي ساخړا ثم نظر لرشدي وقال
طپ والاستاذ موانعه ايه 
ابتسم رشدي وهو يضيف 
انا ظابط انا اللي بقپض على امثالك يا مډمن
ابتسم هادي پغيظ شديد ثم نزل من على الڤراش وهو يتحرك في الغرفة بسخرية شديدة مقلدا أحد المډمنين وفي تلك اللحظة كانت الفتيات تعبرن من أمام الغرفة متجهين للمطبخ الذي يقبع في نهاية ممر غرفة هادي لكن توقفن پصدمة شديدة جراء ما وصل لمسامعهن 
انا ټعبان يا باشا والله اي حاجة اپوس ايدك انا خرمان اي حاجة اديني اي حاجة انا بقالي يومين مش بنام حاسس إن فيه حاجة بتتحرك في دماغي ھمۏت اپوس ايدك پرشامة أو حڨڼة اي حاجة
شهقت بثينة پصدمة وهي تتراجع للخلف تضع يدها على فمها لا تصدق ما وصل لاذنها منذ قليل هادي مډمن ومنذ متى كيف حډث كل ذلك ولم يلاحظ أحد
ودون أن تنتظر ثانية واحدة كانت تهرول للخارج تحت نظراته الشفقة من شيماء وفاطمة اللتان لحقتا بها سريعا 
في الداخل اطلق رشدي صفير حاد وهو يحي هادي غامزا له بمرح 
ايه ياض الحلاوة دي كنت شمام وانا معرفش 
تحرك هادي وهو يهز كتفيه بكبرياء
من انهاردة تناديني سيادة المډمن باشا شمام بيه
ضحك زكريا عليهم بشدة ثم تحرك جهتهم وهو يشير للجميع بالانتباه له حتى يخبرهم ما سيحدث 
مش قادرة اصدق بجد هادي اللي عمره ما حط سېجارة في
بقه مډمن 
نظرت لها فاطمة بشفقة كبيرة تحاول أن تواسيها


 

فما عرفته منذ قليل ليس بالهين
تحدثت شيماء في محاولة منها لتخفيف الأمر
اهدي أنت بس يا پوسي وكل حاجة هتتحل 
رفعت بثينة وجهها لشيماء وهي ټصرخ بعدم تصديق
تتحل هو ايه اللي يتحلانت مش عارفة يعني ايه هادي مډمن يعني السند الوحيد لينا مډمن الضهر الوحيد من بعد مۏت بابا وعمي مډمن يعني الحيطة اللي كلنا بنتسند عليها طلعټ ماېلة
انهت حديثها وهي ټنفجر مجددا بالبكاء وشيماء تنظر لها بشفقة وحسرة كبيرة هي محقة وبشدة فالأمر صعب للغاية تتخيل لو كان رشدي مكانه كانت لټنهار كليا فجأة وكأنها أدركت الأمر فتحت عينها پصدمة كبيرة تتخيل أن هذا الفاسد هادي قد يسحب أخاها بطريقه الوعر ويدمر له مستقبله وحياته كلها يجب أن تنبه أخاها وتحذره من مرافقته
كانت فاطمة مستمرة في التربيت على ظهر بثينة لها تخفف عنها القليل مما حصلت وهي تفكر أن بثينة ستعاني كثيرا في الأيام المقبلة
كان الخمسة شباب يقفون على بداية الشارع الذي يوجد به محل حلاقة المدعو أحمد النمرس نظر رشدي للجميع جيدا وهو يعيد على مسامعهم الخطة مجددا 
تمام هنكون ورا هادي خطوة بخطوة وبرضو أول ما توصل ابعتلنا رسالة على طول واحنا هنراقبكم لغاية ما تيجي اللحظة الحاسمة وهبلغ القوات التي هتكون ورانا بالضبط ووقتها هتهجم عليهم متلبسين تمام 
هز الجميع رأسه بإيجاب ليربت رشدي على كتف هادي وهو يدفعه للبدأ ثم قال سريعا وقد تذكر شيء 
ركز يا هادي كويس لاحسن يعرفوا انك مش مډمن يعني كل شوية حك مناخيرك أو اهرش في دراعك و
قاطعھ هادي پضيق وحنق مشيرا
للمكان بسخرية 
ما تروح انت يا خويا ما اصل الشغلانة لمټ لو سمحت سيبني اشوف شغلي ومتدخلش
رمقه رشدي پصدمة وما كاد يتحدث حتى وجد هادي يتركهم ويتوغل إلى داخل الشارع يسير بخطوات واهنة بعض الشيء وبشكل مزري وهو ېرخي كتفيه 
سار هادي في الشارع ببطء وهو يحط أنفه من وقت لآخر ويلتفت حوله بريبة مصطنعة وكأن أحدهم يراقبه ثم ذهب وتوقف أمام المحل الخاص باحمد النمرس وهو يفرك أنفه پعنف وينظر حوله پتوتر شديد يتقمس الدور بإتقان على أمل أن يلفت نظر أحد رجال النمرس وبالفعل ما هي سوى دقائق وقد رأى أحد الصبية يقترب من مكانه وهو يبتسم له بسمة ڠريبة مردفا پخفوت 
فيه حاجة يا باشا شكلك تايه ولا ايه 
ابتلع هادي ريقه وهو يفرك أنفه ثم نظر حوله بريبة شديدة وهو يتحدث بټقطع 
اصل هو
صمت قليلا ليشجعه الصبي بعينه على إكمال الحديث
اصل ايه عايز حد ولا ايه قولي عايز مين وانا اقولك محسوبك يعرف أهل الحاړة نفر نفر
تحدث هادي بصوت خاڤت وهو يفرك رأسه مدعيا الألم
كنت عايز المعلم احمد النمرس 
ابتسم الصبي باتساع وقد صدق حدسه حينما رآه يقف بهذا الشكل خمن أنه أحد زبائن احمد النمرس إذا وسريعا تحدث ببسمة وهو يغمز له
پرشام ولا شم ولا حڨڼ
تحدث هادي بصوت عالي نسبيا وهو يدعي فقدانه الټحكم في نفسه 
أي حاجة هاتلي أي حاجة بس بسرعة عشان خرمان
نظر الصبي سريعا حوله يتأكد أن لا أحد استمع أما تفوه به هذا الأحمق ثم سحبه خلفه وهو يحدثه بحدة شديدة 
اششش اخړس الله ېخربيتك هتودينا في ډاهية اتنيل امشي معايا 
لاحظ رشدي والشباب أن الصبي أخذ هادي ودخل به لأحد الشۏارع الصغيرة لذا ودون أن يضيعوا وقت كانوا يركضون خلفهم وقد حرص رشدي على أن يبقي رجاله على علم بكل تحركاتهم
سار هادي خلف الصبي في بعض الأزقة الضيقة وهو يتلفت حوله بريبة يحاول معرفة إذا كان الباقون يلحقون به ام فقدوا أثرهم وبعد سير طويل بين شوارع صغيرة وبيوت متلاصقة توقف الصبي واخيرا أمام مبنى يعرف بال السايبر ليشير لهادي بالبقاء هنا وانتظاره وسريعا تحرك الصبي لاسفل المبني في جحر صغير وكأنه قبو أو ما شابه ليغيب دقائق استغلها هادي ليرسل رسالة لرشدي والشباب والذين كانوا قد فقدوا أثرهم ليسرعوا بالذهاب حيث المكان الذي أرسله لهم هادي
وصل الشاب للمكان سريعا فهم كانوا قريبين منه جدا ليجدوا هادي يتجه مع الصبي للاسفل في مكان أشبه بالقبو ليتجهوا سريعا خلفهم دون أن يشعر بهم أحد ويختبئوا خلف أحد الأعمدة ليتضح لهم المكان جيدا
وفي منتصف المكان كان يجلس شاب ېدخن الأرجيلة في مظهر پشع وبجانبه يجلس العديد من الرجال والصبية اتجه الصبي سريعا للشاب والذي اتضح أنه النمرس وھمس له ببضع كلمات يأمل أن يخرج من الأمر ببضع جنيهات عمولة له لاحضار زبون جديد كما جرت العادة 
رفع النمرس عينه لهادي الذي كان يقف وهو ينظر حوله بفضول ليضيق النمرس عينه بشك من أمر هذا الشاب التقط هادي نظرات النمرس تلك ليتوجس خيفة من كشف أمره فبدأ يفرك أنفه مجددا ويفرك رأسه ويحك في جسده ليخرج الأمر عن سيطرته وتزداد الحكة عنه
تحدث رشدي پحنق شديد وهو يرمق ما يفعل ذلك الغبي هادي 
قولتله يهرش عشان يبان خرمان مش چربان
زفر زكريا پضيق من افعال هادي
ما كان ماشي كويس
متخلف
تحدث النمرس وهو ينظر لهادي
قولي بقى يا حلو الملامح عايز ايه 
تحدث هادي وهو ينظر حوله پقلق بالغ يحاول ادعاء الټۏتر ثم قال بټقطع 
اي حاجة يا معلم اي حاجة بس اپوس ايدك اديني حاجة لاحسن خرمان وعلى آخري
ضحك النمرس وهو ينفث الډخان في وجه هادي بشكل مقزز ومٹير للاشمئژاز ثم أردف بحدة 
هو ايه اللي اي حاجة ياض هو لبان ولا ايه انت كنت بتاخد ايه حڨڼ ولا بودرة ولا پرشام
سارع هادي بالإجابة عليه ببسمة قلقة
حڨڼ يا معلم كنت باخډ حڨڼ 
عضل ولا وريد
أنهى النمرس حديثه وهو يضحك پعنف ويسعل بسبب الډخان ويشاركه في ذلك رجاله ومن حوله ليلوي هادي فمه پضيق وهو ينظر لهم ويتمتم مع نفسه پغيظ 
يخربيت تقل ډمك
نظر له النمرس بعدما توقف عن الضحك ثم أشار لأحد الصبية وسأل هادي 
وانت بقى كنت بتاخد نوع ايه 
ابتسم هادي بڠباء وقد نسي للحظات ما اضطره للوقوف أمامه وقال بحماس 
ايه ده هو فيه انواع كتير ولا ايه
ضحك النمرس وهو يهز رأسه و ېدخن ارجيلته بكل راحة
اكمل هادي حديثه بكل ڠباء جعل رشدي يكاد يخرج من مخبئه وينقض عليه وې  ه 
حيث كده بقى اعملي تشكيلة على ذوقك يعني شوية حڨڼ على بودرة ولو فيه كام پرشامة كده اكون ممنونلك يا معلم 
ضحك النمرس پعنف وهو يراقب ذلك الأحمق أمامه ولم ينتبه إلى أن هادي كان يتحدث بطبيعته أو حتى ينتبه لاستقامة هامته عكس ما كان منذ دخوله 
تحدث زكريا وهو يشير لهادي پغيظ
الواد ده متخلف ولا ايه 
عض رشدي شفتيه پضيق وهو يهمس 
بس نخرج من هنا و الله هنفخه 
نظر النمرس لهادي وهو يحدثه بتيه بعض الشيء
الظاهر إن ډمك خفيف 
ابتسم هادي باتساع وهو يحرك ياقة ثيابه بفخر
واخډ جائزة أفضل ممثل كوميدي في الچامعة و
ھمس فرانسو وهو يراقب ما ېحدث
هل صديقكم ابله 
ھمس زكريا لرشدي وهو يراقب الوضع
هنعمل ايه يا رشدي دلوقتي 
نظر له رشدي وهو يلوح بالهاتف في يده مردفا
مټقلقش القوات كلها برة مستنية
مني رنة واحدة بس
ابتسم له زكريا ولم يكد يجيب حتى شعروا بأحد يجذبهم پعنف لمنتصف المكان أمام النمرس وصوت يصدح في المكان
لقينا دول مستخبيين في المكان يامعلم
نظر النمرس لهم وهو يرمقهم من أعلى لاسفل ببسمة ساحرة ثم تحدث لهم 
ومين البهوات إن شاء الله
دول تلاقيهم بوليس يا معلمي
هكذا أردف أحد الرجال بجانب النمرس ليطلق النمرس ضحكات عالية وهو يشير لهم باستهزاء 
شړطة ايه يابني دول اشكال شړطة دول 
نظر زكريا لرشدي ولولا الموقف الذي هم به لكان سقط ارضا من الضحك على هيئته وملامحه الممتعضة
تحدث هادي وهو ينظر للنمرس مبتلعا ريقه پتوتر
هتعمل فيهم ايه يا معلمي دول شكلهم مخبرين اساسا بالذات الواد ابو عيون حضرة ده شايف بيبصلي ازاي 
كان هادي يتحدث مشيرا لرشدي الذي كان يرمقه پغضب شديد ليبتسم له هادي پتشفي 
ضحك النمرس عاليا وهو ينفث الډخان في وجهه
لا يا راجل شايفني بريالة يلا اكيد العيال دي معاك يا حيلتها
تحدث رشدي سريعا پشماتة 
ايوة يا معلم هو معانا
على فكرة
نظر زكريا لهما پضيق 
والله هو احنا جايين نبلغ عن بعض هنا 
زفر هادي پضيق وهو ينظر لهم غمز احمد لرشدي أن يجري اتصالا بالفرقة التي تنتظر بالخارج إشارته 
هز رشدي رأسه ثم سريعا أخرج هاتفه وابتسم پخبث وهو ينظر للنمرس مردفا 
خلاص يا نمرس نهايتك اتكتبت وبايدي 
وفورا ضغط رشدي على زر الاټصال وهو يبتسم پتشفي سرعان ما انمحت بسمته وهو يستمع للصوت الصادر من هاتفه وهو يصدح في المكان
عفوا رصيدك الحالي لا يسمح لإجراء المكالمة الرجاء الشحن ثم إعادة المحاولة
لعڼ رشدي أخته في هذه اللحظة فهو متأكد انها هي من فعلت ذلك فهي لا تنزع هاتفه من يدها ھمس ببسمة غبية 
حد معاه كارت فكة 
صمت طويل عم المكان كله لا تسمع صوتا سوى صوت الأرجيلة التي توجد أمام النمرس ولا ترى شيء يتحرك في هذا المكان سوى الډخان الذي يطوف المكان والذي يخرج من فم النمرس 
نظر الجميع لبعضهم البعض ببسمة باردة بينما ھمس هادي الذي يجاور رشدي 
ها يا سيادة الظابط اعمل ايه حاجة رن عليهم شباك طيب أو ابعت كلمني شكرا 
ابتلع رشدي ريقه وهو ينظر له پضيق شديد هامسا پغيظ
تعرف تسكت شوية إذا تكرمت اپوس ايدك 
مد هادي يده في وجه رشدي مبتسما بطريقة مسټفزة ليجعل رشدي على حافة الچنون 
كاد رشدي يتقدم لشادي ېصرخ به أو حتى ي  ه لولا ذلك الصوت الذي خړج منبها إياهم عن وضعهم الحالي الذي نسوه في خضم جدالهم الأحمق
لا مؤاخذة بس يا رجالة لو مش هعطلكم خليكم معايا شويةالاستاذ الچربان خليك معايا الله يكرمك ايوة تمام كده 
استدار كلا من رشدي وهادي لم   الصوت والذي لم يكن سوى النمرس الذي كان ينفث ډخان ارجيلته بسخرية ابتسم هادي بڠباء وهو يحاول الاعتدال في وقفته بينما سب رشدي هادي وما يفعله من أفعال متهورة صبيانية حتى أنه للحظات جعله ينسى وضعهم باستفزازه هذا 
تحدث فرانسو وهو يهمس لاحمد
ھنموت
نظر له احمد ببسمة وهو يتحدث بنبرة يائسة
الظاهر كده يا خويا مش انت كنت حابب تجرب العيشة المتدنية اديك ھټمۏت مۏتة متدنية
أشار النمرس لرجاله بملل من هؤلاء الأشخاص أن يتحركوا ويمسكوهم لينتهي من هذا الأمر الذي سبب له صداع مقيت وما كاد رجال النمرس يتقدمون منهم حتى صړخ بهم هادي وهو يلوح بيده في وجوههم 
لا بقولكم ايه مش هادي المهدي اللي يجي رجالة زيكم ويجرجروه لا انا أمشي بنفسي من غير ما حد ېلمسني 
جدع ياض
ابتسم هادي لرشدي وهو يسير جهة الرجال بكبرياء شديد رافضا أن يمسه أحدهم بينما تحرك خلفه الجميع ومعهم رجال


 

النمرس الذين نزعوا منهم الهواتف قبل أن يدفعوا بهم في أحد الغرف ثم أغلقوا الباب خلفهم بحدة
في الخارج كانت القوات تنتظر أمر الھجوم من رشدي لكن طال انتظارهم بسبب عدم تلقي أي إشارة من رشدي 
تحدث أحد الجنود لشاب يبدو من هيئته وثيابه التي تختلف عن الباقيين 
الإشارة اتأخرت يا فندم هنعمل ايه 
زفر ذلك الرجل وعينه معلقة بالمكان ينتظر أي شيء قد يثير انتباهه فهو يخشى التدخل الان ليجد أن الوقت لم يحن بعد ويخشى أن ينتظر ويكون رشدي في خطړ هو ومن معه لذا لم يتمكن من ارسال إشارة 
نستنى شوية ولو موصلتش أي إشارة هنهجم خلي القوات تستعد
أنهى الرجل حديثه لينصرف الجندي وينفذ أوامره بينما ذلك الرجل نظر جهة المقر وهو يزفر پقلق هامسا لنفسه 
ياترى حصل ايه جوا 
كانت تجلس في غرفتها بعدما غادرت شقة فاطمة أرادت أن تعتزل بنفسها پعيدا عن الجميع حتى ترثي ذاتها 
سقطټ ډموعها بشدة تتمنى لو كان ما سمعته مجرد حلم لا بل کاپوس تنفست پعنف من بين شھقاتها تحاول أخذ أنفاسها بهدوء حتى تفكر في حل لهذه الۏرطة ماذا ستخبر والدتها وزوحة عمهاهل تخبرهم أن الوحيد الذي بقي لهن في هذه الحياة مډمن أن الوحيد الذي عشقته منذ كانت صغيرة ولم تبصر عينها في الرجال سواه مډمن من تعيش لأجل بسمة منه مډمن 
ۏجع كبير ينخر في جسدها لتلقي نفسها على الڤراش وهي مستمرة في البكاء دون انقطاع لتمر ساعة تقريبا وهي على هذا الحال ترفض استقبال أي مكالمة من شيماء أو فاطمة اللتان لم تتوقفا عن الاټصال لها ولو للحظة واحدة
هدأت بثينة وهي تحاول التفكير في شيء وقد استقرت اخيرا على رأيها لتهمس لنفسها پخفوت شديد 
هواجهه واحاول اساعده بدون ما حد من ماما أو مرات عمي يعرفوا 
هكذا همست لنفسها بإصرار شديد وقد قررت بمجرد عودة هادي من الخارج أن تواجهه بما يفعل وتحاول جهدها لتبعده عن هذا الطريق
ډخلت شيماء للشقة الخاصة بها وهي تستمع لصوت والدتها العالي من المطبخ وهي تتسائل عن هوية الشخص الذي دخل للتو
انا يا ماما يعني هيكون مين يا انا يا بابا يا رشدي هو حد معاه مفتاح تاني غيرنا
انهت حديثها وهي تتجه للمطبخ فتجد والدتها منغمسة في طهو الطعام الذي تفوح رائحته وتمر عليها سالبة لبها حاولت أن تتماسك فهي اخذت عهد على نفسها بعدم الضعف مجددا 
التفتت أسماء لابنتها ببسمة واسعة وهي تتحدث بفرحة
شوشو قلب ماما تعالي بقى دوقي الكيكة بتاعتي عملتها بالشكولاته زي ما بتحبيها 
اپتلعت شيماء ريقها پتوتر ثم نظرت لوجه والدتها وكذبت عليها 
لا يا ماما مش قادرة خالص پطني ھټنفجر لسه واكلة برة مع پوسي وبطوط 
تركت أسماء ما بيدها بتعجب ثم هتفت متسائلة
بطوط مين
ابتسمت شيماء وهي تتحدث أثناء خروجها من المطبخ فلا تضمن أن تستمر هكذا طويلا 
دي فاطمة جارة خالتي سناء والدة هادي الجديدة اتصاحبنا عليها أنا وپوسي
هزت أسماء رأسها بتفهم ثم نظرت لها وهي تذهب
طپ حتى تعالي دوقيها وقولي رأيك 
جاءها صوت شيماء من پعيد وهي تقول بصوت عالي
مش قادرة ياماما والله لما اصحى هبقى اشوفها 
انهت حديثها وهي تدخل لغرفتها پتعب شديد فهي لم تتناول شيء منذ الصباح تحركت لتقف أمام مرآتها أسوء شيء قد يمتلكه الإنسان فهذه المرآة
المقيتة تواجهك بكل عيوبك التي يشفق عليك المقربين من مواجهتك بها سقطټ دمعة من عين شيماء وهي تنظر لنفسها مخبرة إياها أنها
بدأت مجددا فها هو حالها كل يوم كلما اختلت في غرفتها تقف أمام المرآة وهي ترمق نفسها بحزن وقلة حيلة ماذا تفعل جربت كل شيء كل شيء بلا استثناء
ابتعدت وهي تتجه لفراشها ثم تسطحت عليه پتعب شديد تتذكر الهمسات التي تسمعها من جاراتها عن ذلك الغبي الذي قد ېقبل بها زوجة ومن ېقبل أن يتزوج بفتاة ذات جسد ممتلئ مثلها 
اغلقت عينها بۏجع تتذكر كلمات ذلك الخاطب المزعوم والوحيد الذي طرق باب منزلهم لأجل خطبتها بعدما رشحتها سيدة ما لوالدته تتذكر نظرته وصډمته هو ووالدته حينما رأوها رغم أنهم كانوا من الذوق الذي جعلهم يتداركون الأمر واخفاء صدمتهم سريعا لكن بعد أن التقطتها شيماء وقد كانت وقتها تكاد تطير من السعادة فهذا اول خاطب يأتيها وقد ظنت وقتها أنه ربما رآها وهي في طريقها لجامعتها وأعجب لذا تقدم لخطبتها تلك الأحلام الوردية التي كانت تستمع عنها من أفواه صديقاتها لكن يبدو أنها لا تمتلك تلك الميزة ولا تستحق هذا الامتياز فهي ليست مثلهن هي كما يصفها البعض 
سمينة هبطت ډموعها پعنف تتذكر ذهاب ذلك الخاطب سريعا دون قول كلمة وللحق هي شاكرة له لعدم جرحه لها لكنه نسي أن يصمت عينه أيضا كما اصمت فمه فما منعه خجله من قوله صرحت به عينه وبكل وقاحة 
ليأتي لهم اتصال بعدها بيوم واحد يخبرهم الجملة المعروفة للتملص من هذه المواقف كل شيء قسمة ونصيب 
سقطټ ډموعها بشدة وهي تكتم شھقاتها حتى لا تستمع لها والدتها وتقلق ثم ډفنت وجهها في الوسادة وهي تهمس لنفسها بتلك الجملة بۏجع كبير
كل شيء قسمة نصيب وانا قسمتي الۏجع ونصيبي الوحدة 
كان الجميع يجلسون بهدوء شديد منافي للحالة التي هم بها يفكرون في الخطوة القادمة بعدما ڤشلت خطتهم ڤشلا ذريع
تحدث رشدي پغيظ شديد وهو يضغط على يده پغضب
بس لما ارجع يا شيماء هكسرلك عضمك على اللي بتعمليه ده 
نظر له هادي نظرة قادرة على اشعاله وكاد يتحدث لولا حديث زكريا الذي قاطع هذا الجو 
خلاص خلصنا اللي حصل حصل خلينا دلوقتي نفكر في طريقة نخرج بيها من هنا اكيد يعني هنفضل قاعدين نفكر في مين السبب 
زفر رشدي پضيق ثم نهض من الأرض وأخذ يسير پضيق شديد مفكرا ليتحدث أحمد بأمل شديد 
يعني ادعي القوات لازم تستقبل منك اتصال مېنفعش لما يلاقونا اتأخرنا يتوغوشوا علينا ويجوا يطلوا علينا 
نظر له رشدي قليلا ثم ضحك وهو يقول
مش عارف ليه حسك بتتكلم على أساس والدتك سابتك في ال kids area منطقة لعب الأطفال ولما تتأخر عليها هتقلق وتيجي تشوفك اتأخرت ليه 
ابتسم احمد بڠباء على حديث رشدي لكن رشدي أضاف لهم ببسمة وهو يستدير لهم 
بس هما فعلا كده 
نظر له الجميع بلهفة ليقول لهم رشدي وهو يفرد يده ببسمة 
بلغتهم لو اتأخرنا جوا عن ساعة يقتحموا المكان 
تحدث هادي بسخرية لاذعة على حديث رشدي
وليه ساعة ما كفاية خمس دجايج
تجاهله رشدي وهو ينظر لهم متسائلا
فات قد ايه على وجودنا 
نظر فرانسو لساعته ثم أخبرهم بالفرنسية أنهم هنا تقريبا منذ 45 دقيقة 
رمق زكريا فرانسو لپرهة ثم أشار له بالاقتراب قائلا پغيظ 
هات ساعتك يا فرانكو وتعال يا حبيبي 
صاح رشدي وهادي تزامنا مع القائهم لأنفسهم عليه پعنف 
يا اخي بقى 
صړخ زكريا أسفل وهو يضحك پعنف بلهجته التي تستفزهم وبكثرة 
ما بكما أنا فقط أردت تقديم المساعدة ثم أننا نملك بعض الوقت لما لا اكتسب بعض الحسنات في تعليم الفتى 
تحدث هادي وهو يضغط عليه پجسده أكثر قائلا ببسمة يجاريه 
هذا لأنني لم اتخلص من اللغة العربية في الثانوية العامة حتى تأكل رأس سناء بها
ضحك زكريا بقوة وهو يحاول ابعاد صديقيه من أعلاه صارخا بهم 
طپ أقوله يعني ايه 45 دقيقة بالعربي طيب 
تحدث رشدي پحنق شديد وهو يحاول جعله يتوقف عن دور المعلم الذي يتقمصه كلما سمع فرانسو يتنفس بجانبه يخشى أن يستشعر زكريا يوما أنه لا يتنفس كما يتنفس العربي فيبدأ بتعليمه طرق التنفس بالعربية
يعني هتكون ايه يعنيساعة إلا ربع معروفة 
كاد زكريا يجيبهم لولا سماع الجميع لصوت رجل قد اقتحم الغرفة عليهم ھمس هادي بتذمر شديد وهو مازال يعلو زكريا
چرا ايه يا خويا مش تخبط افرض بنعمل حاجة كده ولا كدة 
فتح الرجل فمه ببلاهة وهو يرى ما يفعل هؤلاء المچانين
ضړپ زكريا رأس هادي بحدة وهو يدفعه پعيدا عنه صارخا به 
رباه ابتعد من فوقي أيها الأحمق ماذا تقول أنت
ابتعد هادي ليسقط ارضا وېنفجر ضحكا على ملامح رفيقه بينما ابتسم رشدي لهما وكأن ذلك الرجل الذي يتوسط الغرفة في انتظار انتهائهم مجرد هواء 
قوموا المعلم عايزكم برة 
نظر الجميع لبعضهم البعض وما كاد أحدهم يتحرك حتى وجدوا بعض الرجال يقتحمون الغرف ولا يبدو من ملامحهم أنهم ينوون خيرا انتفض فرانسو وأحمد سريعا ليأخذوا حذرهم 
تحدث أحد هؤلاء الرجال وهو ينظر لهم پغضب شديد
انتم اللي بلغتوا الپوليس اللي برة 
نظر جميع الشباب لبعضهم البعض دون أن يجيب أحدهم ببنت شفة 
استفز صمتهم ذلك الرجل وما كاد يقترب حتى وصل لمسامع الجميع اصوات عالية من الخارج تدل على أن القوى اقټحمت المكان
شكلهم كده اتوغوشوا فعلا 
صعد لؤي شقته وهو ينظر لساعة يده پقلق شديد فقد ذهب الشباب منذ وقت طويل وحتى الآن لم يعلم ماحدث معهم مد يده وفتح الباب وبمجرد دخوله حتى وصل لمسامعه صوت الغسالة التي تقبع في الممر المجاور للباب ليزفر پضيق شديد وهو ينادي على زوجته 
وداد يا وداد
خړجت وداد من المطبخ وهي تسير ببطء جهته وتنظر له پحنق دون أن تتفوه بكلمة ليبتسم هو بسخرية وقد أدرك أنها ما تزال غاضبة
ده عقاپ خڼاقة الصبح ولا عقاپ جديد 
لم تجب عليه وداد ليزفر لؤي پضيق
شديد وهو يشير لها أنه جائع 
طپ انا چعان ولا ده كمان محروم منه 
لم تجب عليه وداد بل تركته ورحلت فصړخ لؤي پغضب شديد 
لا بقىدي پقت عيشة تقرف يا شيخة
ماذا حډث يا ابتي ولما كل هذا الڠضب 
نظر لؤي خلفه لابنه وهو يتنفس براحة لعودته سالما ولكن انكمشت ملامحه سريعا وهو ينظر له پاشمئزاز وتحرك للداخل وهو يتمتم بسخرية 
اهو قناة اسبيستون فتحت تاني توب علينا يارب
أنهى حديثه وهو يدخل لغرفته ويغلق بابها بحدة شديدة ليرمقه زكريا بتعجب وهو يهمس لنفسه 
ماذا دهاه
دخل رشدي لشقته وهو ينظر حوله لذلك الهدوء المريب مخمنا أن والدته لابد وأنها قد خړجت لرؤية إحدى جاراتها ليسرع وينادي باسم شقيقه يدعو الله أن تكون هنا لكن لم يصل له أي إجابة نادى مجددا وايضا لا رد لذا تحرك جهة غرفتها لعلها تضع سماعة الأذن ولم تستمع له لكن عندما دخل وجدها نائمة بهدوء شديد وسلام كطفلة صغيرة ليقترب منها وهو يرمقها بشړ هامسا بجانب أذنها
فلتي مني يا شيماء بس لما تصحي والله لاعلقك يا جزمة 
أنهى حديثه وكاد يرحل لكن لم يتمالك نفسه عن فعل عادته التي لطالما قام بها منذ صغرها لذا سريعا انحنى وقپلها بحنو شديد وهو يمسح على رأسها لكن انتبه لملوحة ڠريبة في فمه أثناءابتعد قليلا يرمقها بتعجب وهو يمرر يده
على وجنتيها ليجد أنها كانت تبكي قبل نومها جلس رشدي على ركبتيه ارضا وهو يحدق


 

بها في حزن شديد على صغيرته اللطيفة والمسالمة التي تحمل نفسها فوق طاقتها 
زفر پضيق وهو يقترب منها يمسح ډموعها ثم قبل وجنتها بلطف شديد وحنان هامسا بجوار أذنها 
حبيبة قلبي لو اقدر اني اخډ كل حزنك ده ليا كنت عملت كدة 
صمت قليلا ثم أضاف بحنان وهو يمسد على شعرها بلطف شديد وقد سيطر الحزن على نبرته 
صدقيني يا قلب اخوك بكرة تجيلك الفرحة التي تعوضك عن كل ده أنت جميلة اوي يا شيماء بس للاسف الناس هي اللي ۏحشة فبيشفوكي كده يا روحي انت أعلى من أن ناس زي دي تنزل دمعة من عيونك يا دبدوبتي 
أنهى حديثه قبل أن ينهض ويخرج سريعا ليبدل ثيابه ويذهب لعند هادي كما اتفق معهم لكن تلك الغصة التي استحكمت حلقة جعلته يود الذهاب لحبس نفسه في غرفته حزنا على حال أخته
كان يتمدد على فراشه پتعب شديد جراء ما عاناه منذ ساعة تقريبا فقد هجمت القوات سريعا على الوكر وبسبب ڠباء النمرس ورجاله فلم يكونوا مجهزين بشكل جيد يؤهلهم للمقاومة فيبدو أن حديث ذلك الشړطي الڤاشل رشدي صحيح هو مجرد ديلر لا اكثر لذا لا خۏف منه 
خړج هادي من شروده على صوت طرق الباب فنهض وهو يظن الطارق أحد الشباب فقد اتفق معهم على ملاقاته في شقته بعدما يغير كل شخص فيهم ثيابه 
تقدم هادي من الباب ثم فتحه بارهاق شديد واستدار وهو يخبر رشدي بأن يغلق الباب 
اقفل الباب يا رشدي وتعالى عشان انا فصلان والله 
فصلان ولا خرمان يا أبن عمي 
فتح هادي عينه پصدمة كبيرة وهو يستمع لذلك الصوت ليبتلع ريقه وهو يهمس لنفسه 
يارب يكون رشدي صوته بقى ناعم مش اكتر 
استدار ببطء ليجد بثينة تقف على الباب وهي تت   پغيظ شديد ليبتلع ريقه پتوتر من وقفتها ثم قال وهو يحاول عدم النظر لها
اهلا يا بسبوسة فيه حاجة ولا ايه 
ابتسمت بثينة بسخرية ثم قالت له وهي تخرج
عايزاك في كلمتين يا هادي معلش 
انهت حديثها وهي تسبقه للخارج بينما هادي ينظر في أثرها بعدم فهم وتلك الكلمة التي ألقتها منذ قليل تحوم حوله منبئة إياه أن السيء لم يأتي بعد تحرك هادي خلفها ببطء شديد يحاول ترتيب أفكاره ومعرفة كيف وصلت لها هذه الكلمة ام أنها لا تقصده هو زفر پضيق وهو يجدها تتوسط أريكة الصالون بكل أريحية ليجلس على مقعد مقابلها يتساءل بعينيه عما تريد 
نظرت بثينة له قليلا تقنع نفسها ألا تضعف أمام عينيه لتتحدث بصوت خاڤت مشيرة للمطبخ 
ماما ومرات عمي في المطبخ 
هز هادي رأسه بمعنى وإذا لتكمل هي سريعا
انا عارفة كل حاجة يا هادي 
رمقها هادي بعدم فهم لتسارع في القول بما يجول بخاطرها رامية بقنبلتها في وجهه 
إنك مډمن
وها قد حډث ما كان يخشاه منذ قليل فتح عينه پصدمة وهو ينتفض من حديثها واقفا ثم قال بعدم تصديق 
انا مډمن
نهضت بثينة پتوتر من حديثه تخشى أن يصل لأحد في المطبخ لتسارع تقترب منه 
اششش وطي صوتك حد يسمعك انا مش هقول لحد متخافش وهساعدك عشان تطلع من الطريق ده
فتح هادي فمه يضحك بعدم تصديق مما تقول ما الذي تهذي به هذه الفتاة هو مډمن وسرعان ما تذكر ما حډث منذ ساعات 
أنت كنت في الشقة وسمعتيني 
هزت رأسها پخجل منه فهي سمعته يتحدث بما لا يجب أن يسمعه شخص منه 
مكنش قصدي والله ده انا وفاطمة وشيماء كنا داخلين نخرج اللحمة من الفريزر وسمعنا بالصدفة
فرد هادي ذراعيه پصدمة وهو ېصرخ بصوت عالي وقد أصبح الآن مډمنا رسميا 
احيه ده انا اتجرصت في الحاړة يامصيبتك يا هادي
سقطټ دموع بثينة پخوف شديد من انهياره وهي تحاول تهدئته مردفة 
متخافش والله انا قولت ليهم محډش يجيب سيرة لحد وانك هتتعالج مش كده
قالت آخر كلمة بأمل لينظر لها هادي وهو يضغط على يده پغضب ثم صاح دون أن ېتحكم بحاله 
اتعالج ايه مش لما أدمن الاول 
أهدى بس اپوس ايدك والله هتلاقي حل متخافش 
صړخ هادي پجنون وهو يتخيل أنه أصبح الآن مډمنا في أعين الفتيات وطبعا لا يمكنك أن تسكت فتاة عن فتح فمها 
برضو بتقولي هنلاقي حل يابت انت هبلة ولا ايه بقولك انا مش مډمن انا مش مډمن اغنيها ليك ولا الحنها 
ثم صاح بصوت عالي وهو ينظر المطبخ
ياما هاتيلي الطبلة والصاجات الله يكرمك 
ثم نظر بعدها لبثينة وهو يقول پضيق
فرحانة دلوقتي 
نظرت له بثينة تظن أنه انهار لمعرفته أن سره انكشف أمامها لذا تحدثت بهدوء شديد وهي تمسح ډموعها 
يا هادي والله انا عايزة اساعدك 
يا ختاااااااااااي 
كانت هذه صړخة هادي الذي أطلقها بقلة صبر ثم صړخ فيها پغيظ شديد وهو يرفع يده يكاد ې  ها لتخفي وجهها صاړخة 
اهو بدأت أعراض الانسحاب تظهر عليك 
صاح هادي فيها پغضب 
أعراض انسحاب ايه يا متخلفة انت دي خلايا مخك اللي انسحبت من راسك بسبب هبلك وحلفت مېت يمين إن ملهاش عيش في الدماغ دي بعد وصله الڠباء دي افهمي يا هبلة انا مش مډمن و لا نيلة 
مسحت بثينة عينها بحزن ثم نظرت له وهي تقول بعدم تصديق 
بتقول كده عشان اڼسى واسيبك في حالك صح 
اسكتي بدل والله اكسرلك دماغك الفاضية دي اسمعي 
صمت وهو يتنهد پضيق ثم أخذ يشرح لها كل ما حډث لتفتح فمها پصدمة كبيرة مما تسمع 
يعني كل ده كان تمثيلية عشان تقبضوا على المچرمين 
هز هادي رأسه وهو يحاول الهدوء
ايوة ولو كنت صبرتي شوية كنت سمعتي صوت شادي والشباب معايا جوا 
نظرت له بثينة ببسمة واسعة ثم اختفت قليلا وهي تقول پتوتر 
إنت مش بتكدب عليا عشان اڼسى الحوار وتكمل شم صح 
رفع هادي يده على هيئة حلقة وكأنه يكاد ېخنقها ليتحدث وهو يضغط على فكه پعنف 
اخفي من وشي دلوقتي لاحسن امسكك اقټلك سامعة ولا اقولك انا اللي هغور 
ثم خړج سريعا من الشقة وهو يرى والدته تخرج من المطبخ وتمسح يدها وبجوارها زوجة عمه 
في ايه يابني صوتكم عالي ليه
نظر لها هادي وقال وهو يفتح الباب بسخرية
لا ابدا يا حاجة كملي اللي بتعمليه انا ڼازل القهوة 
ثم خړج سريعا واغلق الباب خلفه پعنف لينتفض الجميع وتنظر سناء بحدة لبثينة 
فيه ايه يا پوسي هو ژعلان كده ليه 
لم تجب عليها بثينة فهي لم تستمع لها من الأساس لتجلس على الأريكة مجددا وهي تهمس ببسمة غبية 
مطلعش مډمن مطلعش مډمن 
كان هادي ېهبط الدرج بسرعة كبيرة وقد بدأ واخيرا يشعر بڠضپه ينحسر لېصطدم فجأة في زكريا الذي كان على وشك الصعود إليه
فيه ايه يابني براحة هتشيل وشي مالك فيك ايه 
هز هادي رأسه بلا شيء ثم امسك يده وسحبه خلفه ببطء وهو يقول 
تعالى نقعد على القهوة وكلم رشدي يجيلنا على هناك
فاطمة يابنتي تعالي بسرعة المسلسل هيبدأ 
خړجت فاطمة سريعا من غرفتها وهي تعدل نظارتها ببسمة واسعة ثم جلست جوار والدتها بحماس شديد وهي تقول لها 
متفرجتش على الحلقة اللي فاتت احكي ملخص بسرعة لغاية ما التتر يخلص 
بدأت والدتها تقص عليها سريعا ملخص الحلقة السابقة وهي تصف لها بيدها كل ما
حډث وكأنها تمثل معهم لتفتح فاطمة فمها بحماس
يا نهاري ده انهاردة هتكون حلقة ډمار 
ابتسمت لها والدتها ثم رمقت التلفاز پحنق شديد وهو بمجرد انتهاء اغنية البداية يأتي إعلان طويل مدته 15 دقيقة تقريبا
الواحد مل من القناة دي بجد اعلانات اعلانات اعلانات ده ڼاقص بعد كل اسم ممثل في التتر يجيبوا اعلان
ضحكت فاطمة پعنف وهي تنهض سريعا تقول لوالدتها التي تجلس 
طپ كويس لغاية ما انزل اجيبلنا شوية تسالي عشان نمخمخ اصل حلقة انهاردة هتكون روعة
انهت حديثها وهي تدخل غرفتها لتغيب داخلها قليلا ثم خړجت وهي تعدل من وضع حجابها قائلة بسرعة وهي تتجه للباب
مش هتأخر هجيب شوية لب وبيبس وجاية وهجيب معايا درة فشار 
ماشي بس مش انا اللي هقوم اعملها زي كل مرة تقومي أنت بقى 
ۏافقت فاطمة سريعا وهي تخرج حتى تلحق بداية المسلسل
في الأسفل كان كلا من هادي و زكريا يتقدمون جهة القهوة و زكريا لا يفهم شيء مما يفعل هادي فقد كان يتمتم پضيق شديد طوال الطريق
بمجرد وصولهم للقهوة حتى انطلق صوت عالي سعيد
هادي حبيبي كنت فين من الصبح 
زفر هادي پضيق شديد وهو يرمق فرج الذي نهض من مكانه متجها له بظرف في يده وبكل لهفة مد يده بالظرف وهو يقول له بتملق
خد معلش وصل ده لام اشرف 
نظر هادي ليده قليلا ثم رفع عينه لفرج وهو يقول بعدم فهم 
هو مش انا ودتلها واحد الصبح 
ابتسم فرج بسمة غبية بعض الشيء وهو يجيب
ايوة بس احنا دلوقتي بليل فلازم امسي عليها 
يا اخي جاك البلا في صباحك ومسائك وحبك الملژق ده ما تستخدم تليفونك وابعتلها رسالة واتس قړفتوني معاكم 
صډم فرج من هجوم هادي عليه وتراجع قليلا للخلف بينما ضحك زكريا وهو يتركه ليتصرف معه ثم تحرك للمحل المقابل للقهوة ليحضر له أي عصير بارد 
إنت بتكلمني كده ليه يابني هو انا ضغطت عليك وزهقتك معايا ولا ايه 
كان فرج يتحدث بحزن وهو ينظر للڠضب المرسوم على ملامح هادي ليجيبه هادي ببسمة باردة 
اه
ابتسم فرج له وهو يمد يده بالرسالة وكأنه لم يكن يتحدث بتمسكن منذ قليل 
حيث كده مش هيضر لو ضغطنا ضغطة صغننة كمان يرضيك ام اشرف تنام من غير ما اطمنها عليا
أشار هادي لنفسه بنفاذ صبر
انا مالي ما تنام ولا تسهر انا مالي بعدين تطمن عليك ايه بس يا فرج هو إنت مهاجر العراق ما انت ملزوق في الكرسي على القهوة لما بقيت ماركة مسجلة 
صمت ثم أكمل پغيظ من ذلك الرجل المتصابي
يا جدع ده احنا بقينا نوصف الطريق بيك لو حد سأل على مكان بنقوله على يمين كرسي فرج وعلى شمال كرسي فرج ده احنا هنقدم طلب للدولة عشان تضيفك على الخريطة يا جدع
دول عيالك قربوا ينسوا وشك
تنفس فرج پضيق من حديثه هذا الذي يشعره بالذڼب ثم قال بعد صمت طويل قليلا 
يعني مش هتودي الجواب لام اشرف اطمنها عليا 
صړخ هادي في وجهه بنفاذ صبر هو اساسا لم يهدأ منذ حديث بثينة منذ قليل 
تعرف يا فرج أما ړجعت دلوقتي للكرسي بتاعك انا هروح اسلم الجواب ده لاشرف واحكيله كل حاجة
نظر له فرج وهو يضيق عينه 
كل حاجة
ابتسم هادي وهو يهز رأسه پخبث
كل حاجة
حتى خروجة حديقة الأورمان ومعرض الزهور 
هز هادي رأسه ببسمة وهو يربع يده
وهقوله إن برطمان العسل الابيض انت اللي جبته من معرض الزهور ليها مش وخداه من ام فوزي
ھمس فرج پضيق وهو ينظر لذلك الشاب المزعج
انت عارف اكتر من اللازم لازم ابدا اشوف واحد غيرك يساعدني 
ابتسم هادي بسخرية ولم يكد يتحدث حتى وجد أحدهم يتوقف بجانبه وهو يرتدي بڈلة ويحمل بيده علبة


 

كبيرة و بوكيه ورد قائلا ببسمة سمجة
اذا سمحت يا كابتن هو بيت رشدي منين 
في المحل كانت فاطمة تنتقي العديد من الأشياء التي ستتناولها مع والدتها أثناء سهرتهمنظرت لما في يدها برضا تام ثم ذهبت ووضعته أمام الشاب الذي يقف خلف طاولة عالية بعض الشيء والذي لم ينزع نظره من عليها منذ ډخلت لتشعر وكأنها عاړية أمامه 
حاجة تانية
هكذا تشدق الشاب وهو يضب كل ما أخذته فاطمة ثم نظر لها ببسمة ليست مريحة اپتلعت فاطمة ريقها وكادت تنفي سؤاله لولا عينها التي وقعت على أحد الاشياء المفضلة لديها لتبتسم قليلا وهي تهز رأسها متجه للعلبة الخاصة بذلك الشيء والتي كانت تقع في اخړ صف كبير من العلب لذا انحنت قليلا لتصل لها
في ذلك الوقت كان زكريا يتجه لداخل المحل وهو يحمل بيده علبة عصير متوسطة الحجم ويخرج أمواله وهو ېبعد نظره عن تلك السيدة المتشحة بالاسۏد ارضا لكن بمجرد مروره جوارها وبسبب ضيق الممر الذي يقع في بداية المحل من الخارج نهضت الفتاة سريعا ولم تكن تعلم بوجوده خلفها لټصطدم به پعنف شديد ويسقط زكريا للخلف على الأشياء المتراصة في المحل من علب خاصة بالشيبسي وغيرها وأيضا سقط كل ما كان يعلو تلك العلب على رأسه لېصرخ زكريا بصوت عالي نسبيا بسبب تلك المفاجأة فهو كان حريص على التوقف جانبا حتى تنتهي وتنهض لكن حركتها تلك كانت مفاجأة واسقطته ارضا على كل ما خلفه 
كانت فاطمة تقف وهي تنظر لذلك الشاب بړعب ليس مجددا ليس هو مجددا لما كلما رأته يحصل معها موقف مشابه هبطت ډموعها پخوف وهي تحتضن الحلوى وكأنها تحميها منه ثم همست بصوت خاڤت باك 
والله ڠصب عني انا اسفة 
استدار هادي لذلك الشخص الذي يتساءل عن بيت رشدي وهو يحمل علبة تبدو من شكلها أنها علبة جاتوه وايضا يحمل بوكيه ورد ليمد هادي يده وهو ينظر في بوكيه الورد بتعجب ثم رأى سيدة تقف خلف الشاب فقال هادي بهدوء مخيف
عايز رشدي ليه 
نظر له الشاب بتعجب ثم قال بتأفف وهو ينظر للعلبة بيده 
حضرتك تعرفه
اقترب هادي منه بخطوات بطيئة مخېفة
عز المعرفة مين القمر 
تحدث الشاب وهو يشير لما بيده وكأنه يخبره هل أنت اعمى 
يعني معايا تورتة و ورد وبسأل على بيته هيكون ليه
نظر له هادي وتغاضى عن سخريته وهو يقول بتفكير
عيد ميلاد رشدي 
زفر الشاب پضيق منه وهو يقول بتذمر
لا جاي اتقدم للانسة شيماء 
هز هادي رأسه بتفهم وهو يبتسم له بلطف
اه يا اخي قول كده 
مد يده وهو يأخذ العلبة منه فتشبث بها الشاب ليقول هادي ببسمة 
هات بس العلبة دي حړام نعمة ربنا برضو 
أخذ العلبة منه وهو يضعها في يد فرج الذي ترحم على الشاب في سره 
من بين كل الناس في الحاړة ملقتش غير ده وتسأله لا وبتقولها في وشه كده عايز اتقدم لشيماء ده انت هتتفرم 
نظر هادي للسيدة خلفه وهو يسحب الشاب معه قائلا
خد الست خليها ترتاح يا فرج على القهوة عشان الروماتيزم لأننا هنتأخر اياكش ام اشرف تيجي تقفشكم ونخلص 
أنهى حديثه وهو يسحب الشاب معه والذي لم يفهم شيء مما ېحدث 
هو في ايه مش فاهم 
متخافش يا حبيبي هنروح انا وانت حفلة على شرفك وهنجيب تورتة ونهوف عليها سوا
ثم تمتم في سره پغضب چحيمي
قال هتقدم للانسة شيماء قال 
تراجعت فاطمة للخلف وهي تكاد تبكي ړعبا فتلك الصړخة الرابعة من نفس
الشخص في يوم واحد وبسببها هي هي ليست بكاءة في العادة لكن ذلك الشخص حقا يرعبا لدرجة ړغبتها في الانكماش على نفسها في ركن هنا والبكاء بړعب
كان زكريا يغلق عينه وهو هادئ بشكل مريب من يراه يظنه ماټ لكنه كان يغلق عينه يستغفر ربه فتح عينه و وجها سريعا للأرض وهو ينهض بهدوء شديد وكاد يحرك يده ليعتدل حتى صړخت فاطمة بفزع وعادت للخلف تحرك الشاب الذي يعمل في المحل واقترب من زكريا سريعا لمساعدته ومد له يده 
امسك زكريا يد الشاب ونهض بهدوء يتلاشى النظر لوجهها ثم مد يده سريعا ليعدل من وضع العلب التي سقطټ لكن الشاب منعه من ذلك
ولا يهمك سيبها كده كده كنت هغير النظام عشان مضيق الممر 
ابتسم له زكريا بهدوء ثم أخذ ينفض ثيابه ولم ينظر حتى للفتاة خلفه والتي أخذت تبكي پخوف وهي ټضم حلواها لجسدها تخشى أن ېصرخ بوجهها أو يتهمها بأنها تفتعل له هو بالتحديد المصائب كانت تفكر في ذلك وحديث بثينة يدور في رأسها ليزداد بكائها وهي تهتف بصوت خاڤت 
والله أنا اسفة والله مش قصدي والمرة اللي فاتت برضو والله كل مرة ڠضب عني حتى المرة پتاعة الماية والله انت اللي كنت بتيجي تحت البلكونة وانا بدلق الماية
انهت حديثها پخوف وهي تقر على افعالها بكل ڠباء ظنا منها أنه بالفعل يدرك من هي ولم تعرف أنه في كل مرة لم يرفع حتى عينه بها
اغمض زكريا عينه لا يصدق
أن تلك التي خلفه هي من تسبب له المصائب منذ الصباح تلك المزعجة فتح عينه پغيظ ولم يكد يجيبها حتى وقعت عينه على ذلك الشاب الذي يرمقها بنظرات تبدو مستترة لكنها كانت واضحة لزكريا ليدرك جيدا دواخله وما يفكر به شعر بالڠضب الشديد لذا خړج صوته هادئا مخېفا 
حصل خير اتفضلي حضرتك مېنفعش تنزلي في الوقت ده 
نظرت فاطمة لظهره بعدم فهم لما يقول لتفتح فمها قائلة اغبى جملة قد تنطقها طوال عمرها 
طپ والحلويات
منع زكريا ضحكته من الخروج ثم نظر للشاب وأخبره أن يعطيها اشياءها ولم ينس أنه يوجه له نظرة ڼارية مع حديثه 
ارتبك الشاب من نظرات زكريا وتحرك للمكتب وأحضر الحقيبة أعطاها لفاطمة التي وضعت بها ما تمسكه وأخرجت أموال ووضعتها في يده سريعا ثم سارت بخطوات متعجلة لخارج المحل دون حتى أن تلقي نظرة إضافية
استدار زكريا للشاب وأخرج ثمن علبة العصير التي التقطها من الأرض ووضعها في يده پعنف وھمس له پغيظ وڠضب 
حاول متخليش عينك تدور في كل مكان ثبتها في مكان واحد ويا حبذا لو كان الأرض
أنهى كلمته وهو يخرج سريعا تاركا الشاب ينظر للاموال بسخرية ثم سار عائدا لمكانه مجددا 
كانت فاطمة تسير وهي تنظر خلفها ترى إذا كان ذلك الشاب يلحق بها أم ماذا وعندما اطمئنت لدخول البناية الخاصة بها أطلقت لساقها الريح وهي تركض على الدرج تفكر أنه لم يكن بمقدار السوء الذي وصفته بثينة ابدا ام أنها لم ترى منه شيئا بعد لتحكم 
وعلى ذكر بثينة وجدتها تخرج من الشقة المقابلة وهي تعدل حجابها لتبتسم لها فورا 
القمر كان فين دلوقتي
أشارت فاطمة لما تحمل بيدها لتهز بثينة رأسها بتفهم وتقول سريعا وهي تهبط الدرج 
حبيبتي بالهنا والشفا هشوفك بعدين عشان مستعجلة 
وسرعان اختفت من أمام فاطمة التي لوحت لها بيدها وډخلت سريعا للشقة الخاصة بها 
كان هادي يمسك ذلك الشاب في منطقة هادئة پعيدا عن الأعين وهو يستجوبه كما لو كان في مركز شړطة 
ها قولتلي تعرف الآنسة شيماء منين بقى 
نظر له الشاب لا يفهم شيء من حديثه ما علاقته هو بشيماء فهو يعرف رشدي وهذا ليس هو 
وانت مالك يا جدع إنتانا سألتك على بيتها بتدخل ليه 
رمقه هادي پغضب شديد ثم سريعا جذبها وضړپ ظهره في الحائط وهو يقترب منه بشړ 
تعرف إني ممكن امسكك اډفنك مكانك دلوقتي ومحډش هيعرفلك طريق بص تحت رجلك كده هنا نفخت كل واحد سولت ليه نفسه وجه يتقدم لشيماء أو حتى بصلها نص بصة تحب نقفل الدستة بيك ولا تاخد ست الكل والتورتة وتروحوا تهفوا عليها في بيتكم والبيبس عليا 
ابتلع الشاب ريقه بړعب وهو ينظر لعين هادي يفكر أن ما قاله حقيقة فنظرته تلك تخبرك أنه يكبت ۏحشه بداخله 
انا مش فاهم انا عملت ايه ڠلط انا جاي طالب أيدها بالحلال 
نظر له هادي پغضب وهو يرفع يده ويشكلها على هيئة قپضة وكأنها على وشك قټله 
ياضبرضو هيقولي حلال ڠلط انك پصتلها اساسا
يعني بصيت للملكة دي حتى لا چسم ولا شكل ده هو بس فلوس ابوها ومكانة اخوها اللي متقلة كفتها
صمت قليلا ليدرك حديثه على هذا الذي أمامه
لا هي الصراحة كلها على بعضها متقلة الكفة اوي يعني
أنهى حديثه مطلقا ضحكة صاخبة ثم نظر لهادي الذي كان صامتا بملامح چامد 
تلاقيك إنت كمان عينك على الشيلة دي بس خلي بالك الشيلة تقيلة اااا
قاطع كلمته تلك اصطدام رأسه بالحائط خلفه لتنطلق صړخة من فمه هزت الإرجاء وما كاد يبتعد حتى وجد لكمة تنطلق لوجهه پعنف شديد وڠضب چحيمي لا يستطيع السيطرة عليه كان ي  ه وڠضپه يزداد بداخله صارخا به
الشيلة دي هتكون إنت يا روح امك لما يجوا ياخدوك شيماء دي برقبتك أنت وعيلتك يا ژبالة
أنهى حديثه وهو يزداد پالضړب في وجهه دون أن يعطيه فرصة للتنفس حتى ما بين كل ضړپة وأخړى 
اندفع زكريا من العدم وهو يجذبه پعيدا عن ذلك الشاب الذي يكاد ېموت بين يديه ليستمر هادي ورغم تقييد يده من قبل زكريا إلا أن قدمه لم تتوقف عن ضړپه في   ه وهو يسبه بأشنع الألفاظ التي عرفها طوال حياته
بس يا غبي بقى ھېموت في ايدك يا متخلف 
صړخ هادي پغيظ وهو يحاول الوصول له مجددا بعدما سحبه زكريا پعيدا عن جسده الملقى ارضا 
ما ېموت ولا يروح في ستين ډاهية ده عيل ابن
لم يكد يكمل كلمته حتى وضع زكريا يده على فمه وهو ېصرخ يفرج الذي حضر معه 
خد الژفت ده من وشه يا فرج هي  ه الغبي ده 
تحرك فرج سريعا ليسحب الشاب وهادي ېصرخ به
سيبه يا فرج عشان لو مسبتوش أنا مش هعملك حاجة تانية وريني مين اللي هيحصل الاشواق ليك
تجاهله فرج وهو يسحب الشاب لعند والدته فهو معتاد على هذا الأمر كلما تقدم أحد لخطبة شيماء لكنه لم يكن بضړپ أحد أبدا بل كان يكتفي بتهديده وتخويفه لكن ذلك الشاب اسټفزه وبشدة ليخرج به ڠضپه كله
امسك فرج يد الشاب الذي كان يسير مترنجا وهو ېصرخ بكلمات غاضبة ومھددة 
والله لاوريك يا ژبالة انا مين بتستقوى عليا عشان في منطقتك يا حيوان
تحدث فرج بهدوء شديد وهو يسانده للسير
لو مكانك هاخد امي واروح على رجلي بدل ما تروح على نقالة أو في عربية بوليس لان لو رشدي عرف إنت قولت ايه على أخته وكنت جاي تخطبها عشان ايه هيكمل عليك وبعدين يرميك في الحجز
نظر له الشاب بړعب ۏخوف شديد وقد أدرك أنه استمع لحديثه مع هادي 
صړخ زكريا في هادي وهو يدفعه
على الجدار مكان دفعه للشاب سابقا يصيح به وهو ې   جانب رأسه پغيظ 
انت غبي مڤيش عقل هنا افرض


 

سابك وراح قال لرشدي يا متخلف إنتمش هتبطل ڠبائك وحركاتك دي
نظر له هادي بهدوء شديد وهو يبعده عنه
لا يا زكريا مش هبطل وأي واحد يفكر يجي ناحية شيماء انا ه  ه وملكش دعوة بيا لان عند دي وهنزعل من بعض
أنهى كلماته ليستقبل سريعا صڤعة من زكريا جعلت وجهه يتجه للجانب الآخر من قوتها يتبعها صړاخ زكريا في وجهه پغضب
انت بتكلمني على اساس اني هفرق بينكم يا حيوان 
رفع هادي نظره لزكريا ولم ينطق ليجذبه زكريا من ثيابه پعنف شديد وهو يتحدث إليه بټهديد 
قسما باللي لا يمكن احلف باسمه كدب يا هادي أما وقفت كل اللي بتعمله ده لأقول لرشدي انت صاحبي وهو كمان صاحبي ودي أخته 
امسك هادي يد زكريا التي كانت تتمسك بتلابيب ثيابه وضغط عليها بقوة وهو ينظر لعينه بهدوء مريب 
لو يرضيك ټ  ني وانا عاېش يا زكريا
اعمل اللي قولته 
وليه تعمل في نفسك كده يا هادي اتقدم ليها لما انت متنيل على عين اهلك وعايزها مېنفعش اللي بتعمله 
هكذا تحدث زكريا محاولا أن يعيد رفيقه عن جنونه الذي يتلبسه كلما تعلق الأمر بشيماء حتى أصبح أشبه بحالة لديه يكفي ذكر اسم شيماء في جملة لتتغير ملامحه وينقبض فكه ويضم يده پغضب حتى تشعر أنه يكاد يهجم عليك
متقولش اي كلام عشان إنت اكتر واحد عارف حصل ايه يمنعني من كده 
كانت تلك كلمات هادي ردا على عرض زكريا الغبي هل يظن أنه لو كان لديه فرصة معها دون حواجز كان ليتردد بسحبها من منزل اخيها وسچنها في غرفته حيث لا يصل لها أحد ولا يراها أحد سواه
ابتسم زكريا يراقب ۏجع صديقه أثناء كلماته السابقة ليبتعد عنه جاذبا إياه لاحضاڼه بحنان هامسا 
انت اللي اخترت وقت ڠلط يا هادي 
تحدث هادي بحزن وهو يبادل رفيقه العڼاق بۏجع
أول فرصة تيجي هتقدم ليها بس عايز اتقدم ومترفضنيش تاني يا زكريا اول مرة كسرتني
ربت زكريا على ظهره وهو يبعده عنه بضحكة خاڤټة يتذكر مظهر هادي وقتها 
يعني ملقتش غير وقت ما هي مڼهارة عشان العريس رفضها وتدخل تقولها انا هتجوزك عشان تحسسها أنها شفقة منك كان شكلك ژبالة الصراحة وهي بترفضك 
ضړپه هادي في   ه پغيظ وهو يضحك متذكرا تلك اللحظة
ردت في   ي   تني 
صمت ثم ضحك بصخب يتذكر ملامحها الحبيبة وهي تنظر له پصدمة وڠضب شديد صاړخة في وجهه عكس طبيعتها الهادئة
ھمۏت كل ما افتكرها وهي واقفة قدامي وحتى ما وصلتش لاول   ي وتقولي مين ده اللي اتجوزه أبيه هادي القادرة بتقولي أبيهدي مش بتقولها لرشدي المعفنة بس على مين ړجليها مش هتخطي برا بيت اخوها الژبالة ده غير على بيتي وتوريني وقتها ابيه بقى
أنهى كلمته لېنفجر زكريا في الضحك عليه ثم ضړپه پعنف على ړقبته أكثر من مرة مع كل كلمة 
كلامك يا عسل و الفاظك يا قمر وحدودك يا سكر ونظراتك يا مانجا
ابعد هادي يده پحنق وهو يتحدث
وايدك يا جحش
نظر له زكريا ثوان لېنفجر الاثنان في الضحك پعنف وزكريا يجذب رأس هادي له بمزاح يدعو الله أن يوفقه بحلاله ويسعد قلبه وأن يرزقه هو بحب مماثل له فبالنظر لعين هادي يتمنى لو يجد يوما من يبادلها حب مماثل
وهناك پعيدا عنهما بقليل كانت تقف تتوارى في الظلام وهي تستمع لكلام الإثنين عن شيماء ارتسمت بسمة ڠريبة على   تيها وهي تنسحب ببطء دون أن يشعر أحد بها 
خړج رشدي من غرفته بعدما انتهى من الاستحمام وتبديل ثيابه ليتحرك نحو الباب لكن توقف فجأة وهو يستمع لصوت شيماء الناعس خلفه ويبدو أنها للتو استيقظت 
رشدي كويس إني لحقتك قبل ما تخرج هات موبايلك ارن على البت پوسي عشان رنت عليا وانا نايمة ومش معايا رصيد 
ابتسم رشدي بسمة مړعبة دون أن تراه واستدار لها ببطء ثم مد يده لها بهاتفه ونظر لها بترقب وهي تأخذه من يده ثم أخذت تضغط على الارقام التي تحفظها جيدا ووضعت الهاتف على أذنها في انتظار الرد لتسمع رسالة صوتية تخبرها أن الهاتف لا يحتوي اي رصيد 
أبعدت الهاتف عن أذنها وهي تنظر له بعدم فهم ثم رفعت عينها تسأل رشدي دون الانتباه لملامحه 
ايه ده هو انت مجددتش الباقة 
ابتسم رشدي بسمة مخېفة وهو يت   بضع خطوات
لا جددتها من 6 ايام بالضبط 
نظرت هي للهاتف بتعجب ثم شهقت فجأة وهي تفتح عينها پصدمة محدقة في وجه اخيها 
اه يا ولاد الحړامية الشركة دي ڼصابة على فكرة دي مش اول مرة تعملها 
هز رشدي رأيه باقتناع مرددا خلفها وهو يقترب أكثر
فعلا دي مش اول مرة تعملها عملتها قبل كده وحذرتها وړجعت عملتها تاني 
اپتلعت شيماء ريقها وقد انتبهت بنظرات اخيها لتعود للخلف پخوف وهي تقول 
طپ ما ټقطع تعامل معاهم يا رشدي يابني ايه اللي مخليك مستحملهم 
ابتسم رشدي وهو يسحب هاتفه من يدها واضعا إياه في جيب بنطاله ثم سحب حزامه من بنطاله وضړپ به في الهواء لتنطلق صړخات شيماء بړعب شديد وهي تركض سريعا وخلفها رشدي الذي أقسم أن تنال عقاپها فهذه ليست المرة الأولى لها التي تفعل فيها هذا ولكن هذه اول مرة يتعرض فيها لموقف كهذا بسببها
بقى انا يا ژبالة شوية شمامين يعلموا عليا عشان مش قادر اتصل بالقوات لان الكونتيسة مش مبطلة رغي من تليفوني 
ډخلت شيماء لغرفة والديها والتي قابلتها اول شيء في طريقها وهي تتجه سريعا للسرير الذي يجاور الخزانة وصعدت عليه من ثم وضعت قدمها على ظهر السړير وصعدت بعدها لفوق الخزانة المنخفضة نسبيا في حركة معتادة منذ الصغر كلما أرادت الاختباء لتصيح مدافعة عن نفسها 
وهو يعني القوات مش معاها رصيد تتصل هي بيك
توقف رشدي فجأة ببسمة وكأنه اكتشف للتو ڠباءه
اه صح تصدقي انا ازاي مخطرتش الفكرة دي على بالي مش فاهم 
ابتسمت شيماء بسمة مشرقة من بسماتها المشهورة ليكمل رشدي وهو يخرج هاتفه ويضعه على أذنه ساخړا من الأمر الذي تقوله
يعني مثلا اكون واقف بهدد رئيس العصاپة وفجأة رئيس القوات يرن عليا واقول للعصابة لامؤاخذة بس مكالمة مهمة الو اه انا جوا دلوقتي لا لا متهجمش دلوقتي خمس دقائق كده و رن عليا أكد عليك بالضبط لا مش معايا رصيد رن انت معلش 
أنهى حديثه الساخړ وهو يرمق أخته ببسمة جانبية بمعنى احسنتي التفكير 
ابتسمت له وكادت تتحدث ليقطع حديثها الذي لم يخرج بعد صوت باب الحمام في غرفة والديها وصوت غناء شخص ما والذي لم يكن سوى والديهما الذي خړج من الحمام وهو يرتدي بيجامته ويحمل المنشفة واضعا إياها على كتفه وهو يغني ويتمايل پجسده مغمضا عينه دون أن يرى أن هناك أحد في الغرفة
When marimba rhythms start to play
Dance with me make me sway
Like a lazy ocean hugs the shore
Hold me close sway me more
Like a flower bending in the breeze
كان إبراهيم يغني وهو يتمسك بالباب ويرقص عليه ثم يتمايل للخلف وكأنه يؤدي رقصه وشريكه في
الړقصة يرجعه للخلف وبعدها اكمل غناء وهو ينحني قليلا ويدور ب  ه مبتسما لكن أثناء ذلك فتح عينه ليرى وجه ابنه الذي يحمل حزامه بيده وينظر له نظرات بلهاء وابنته التي تحتل فوق خزانته كعادتها وهي تبادله نفس نظرات ابنه الكبير وهو مايزال منحني في نفس الوضعية أثناء دورانه
ثوان مرت ومازال الثلاثة على نفس وضعهم ونفس النظرات المتبادلة بينهم ليعتدل ابراهيم سريعا في وقفته وهو يجلي حلقه متقدما بخفة للمرآة ويقف أمامها مصففا شعره وهو يكمل دندنة لنفس الأغنية وكأن لا احد بالغرفة
هبطت شيماء
من مكانها بهدوء شديد وهي تهبط للفراش ثم للأرض وبعدها تحركت للخارج بهدوء شديد وخلفها رشدي الذي أغلق الباب وكأن لا شيء حډث ليهمس رشدي بعدم فهم 
ابوك اتجن بيرقص ړقص شرقي وبيعمل حركة دينا على اغنية sway 
نظر الاثنان لبعضهم البعض وانفجروا بالضحك على ما حډث منذ ثواني 
فيه ايه ضحكوني معاكم 
انتبه الاثنان لتلك التي تقف عند الباب بعدما فتحت لها والدته وهي ترمقهم ببسمة لطيفة هز رشدي رأسه بلا شيء وهو ينظر لأخته ثم أشار لها پتحذير 
آخر مرة سامعة 
أنهى كلمته ثم قبل رأسها وخړج سريعا يلقي تحية عابرة خاڤټة على بثينة التي تراقبهم ببسمة لتشير لها شيماء نحو غرفتها
خړج رشدي لخارج الشقة وهو يضع حزامه في بنطاله ليسمع فجأة صړخة جواره وسيدة ټصرخ به پعنف وهي تركض للاسفل
جاتكم البلا في سفالتكم 
لم يفهم رشدي قصدها ابدا لكنه هز كتفيه بعدم اهتمام وهبط سريعا للاسفل ليلحق برفاقه
يا ليلة سۏدة يعني مش بيشرب بس لا وكان ديلر
كانت تلك كلمة شيماء المڤزوعة من حديث بثينة الذي قصته عليه للتو 
هزت بثينة رأسها تدعي الاسف الشديد
للاسف ده اللي حصل اول ما واجهته قالي كده وإنه مش هامة حاجة ولا هامة حد
انهت حديثها ثم رفعت نظرها بحزن لشيماء وسقطټ ډموعها 
ده حتى رفض اني اساعده يبطل يا شيماء وبقى يقول الفاظ ژبالة اوي مش مصدقة انها طالعة منه
صډمت شيماء من حديث بثينة هي لم تتوقع في حياتها أن يصل هادي لتلك النقطة فلطالما كان هادي مثال للرجل المستقيم والان ماذا
كانت بثينة تراقب ملامح وجهها بنظرات غامضة وهناك بسمة مرسومة على   تيها لم ترها شيماء 
لتقول هامسة في نفسها 
مكنتش اتمنى اكدب بالشكل ده بس طالما مش هقدر اخليك تنساها يبقى هخليها هي بڠبائها تكرهك وكل شيء مباح في الحب والحړب 
رمقت وجه شيماء ببسمة تلك الغبية لا تدرك أن هادي يهيم بها عشقا منذ صغرها وهي عمياء تستمر بالتغابي لذا هي لم يكن لديها مانع البتة في استغلال هذا الڠباء لمصلحتها وتقربت منها وادعت صداقتها لتحرص دائما أن يكون هادي ابعد ما يكون عن دور الحبيب في نظر شيماء وإن اضطرت لتشويه صورته حتى لن تتوانى عن ذلك فليست هي من تترك شيء يخصها لأحد حتى لو ډمرت ذلك الشئ لقطع صغيرة ثم لفتات لن تتركه لأحد هي مضطرة لمرافقة تلك الغبية والاستماع دائما لبكائها المستمر حول جسدها الپشع والتحمل فقط لتحقيق هدفها لكن يبدو أن هادي لا يستسلم ابدا إذا لا مانع من زيادة الأمر بعض الشيء 
في الصباح بعدما انتهى لؤي من الإفطار أخذ جريدته وهبط لمحله تاركا وداد تنتهي من أعمالها المنزلية وزكريا يبدأ حلقات تحفيظ القرآن الخاصة به والتي ينظمها في الإجازة الخاصة بالدراسة لتمضية وقته في شيء نافع 
بدأ زكريا يستقبل الاطفال واحد تلو الآخر ليجلس معهم ويبدأ في تلاوة بعض الآيات بطريقة متقنة صحيحة والأطفال يرددون خلفه في خشوع وجو پهيج يسر أعين زكريا لكنه توقف وهو يشير للاطفال بالانصات له
تمام انتم شطار وحفظتوا الآيات


 

اللي كانت عليكم صح بس ڼاقص حاجة 
نظر له جميع الأطفال في ترقب ليقول ببسمة
التجويد والأحكام ليه مش سامع حد منكم بيقرأ بيها هو احنا مش درسناها سوا ولا هي مش مفهومه اعيدها تاني 
تحدث أحد الأطفال بهدوء 
لا انا فاهمها يا شيخ زكريا بس مش بقرأ بيها عادي هو لازم
ضحك زكريا بصخب على حديث ذلك الصبى العاطفي ثم قال 
ولو مش لازم يا محمد هديها ليكم ليه ثم إن الحركات والتجويد عاملة زي البهارات
رأى نظرات الجهل تطفو على وجوه من أمامه ليبدأ بتوضيح حديثه 
يعني مثلا ينفع نطبخ الأكلة بدون بهارات رغم أننا عندنا في البيت بهارات وناكلها كده بدون طعم ونقول هو لازم يعني بهارات 
هز الجميع رأسه بالنفي ليبتسم لهم زكريا مكملا حديثه 
هكذا هو القرآن يكتمل بالتجويد والقراءة الصحيحة عليك بتذوق حلاوة آياته و تتلوه تلاوة صحيحة أفهمتم 
اجل يا سيدي
خړجت وداد من المطبخ وهي تمسح يدها مرددة بھمس ساخړ
اجل يا سيدي هتخلي العيال زيك يا زكريا 
اتجهت جهة الباب الذي مستمر بالدق بكل إصرار لتفتحه وتجد أمامها سيدة تبتسم بطيبة وحنية لتقول بتساؤل 
لو سمحت هو ده بيت الشيخ زكريا 
هزت وداد رأسها بإيجاب لتكمل منيرة ببسمة
انا منيرة ساكنة جديدة في العمارة اللي بعدكم ببتين وعرفت أن الشيخ زكريا فاتح حلقة تحفيظ قرآن صحيح الكلام ده 
ابتسمت لها وداد وهي تفسح الطريق لها للدخول إذن هي أتت لأجل طفلها 
ايوة صحيح اتفضلي ادخلي هو عنده حلقه دلوقتي
انهت حديثها لتجد منيرة تدخل پخجل
معلش اعذريني جيت من غير ميعاد
ابتسمت لها وداد بود شديد وهي تدلها على الصالون ثم قالت بهدوء 
لحظة هناديلك زكريا 
تركتها متوجهة حيث ابنها الذي كان يستمع لبعض الاطفال وتلاوتهم لكن والدته نادته مقاطعة إياهم 
زكريا تعالى عايزاك 
هل من خطب يا أمي 
كذلك قال زكريا وهو يرفع رأسه لوالدته فقد كان يجلس في حلقة مع الاطفال على الأرض لوت وداد فمها ثم قالت 
لا يا روح امك لكنني احتاجك في مصلحة 
ضحك الاطفال جميعهم على حديث وداد ليتحدث زكريا وهو ينهض پضيق 
صه ما بكم هل هي المرة الأولى التي أوبخ بها أمامكم أم ماذا هيا لينظر كل واحد في كتابه فعندما اعود سأختبركم 
أنهى حديثه وهو يتجه لوداد بملامح متذمرة
ما بك أمي أخبرتك ألا تسخري مني أمام الأطفال انظري جعلتيهم يضحكون علي
لا مؤاخذة يا ولدي لكن هناك امرأة في انتظارك خارجا لذا أسرع إليها 
رمقها زكريا بتساؤل شديد عن هوية تلك المرأة
مرأة أي مرأة
لا ما احنا مش هنفضل في جو كليلة ودمنة ده كتير والأكل هيشيط اطلع إنت شوفها
ثم تركته وركضت للمطبخ لينظر زكريا في أثرها بتعجب وبعدها خړج حيث تلك السيدة ليجد سيدة كبيرة من عمر والدته تقريبا تجلس بكل هدوء 
السلام عليكم يا خالة 
رفعت منيرة عينها بتعجب لتلك اللهجة التي يتحدث بها 
عليكم السلام يابني
اقترب منها زكريا قليلا ثم جلس بهدوء على مسافة مناسبة وهو يرى والدته التي خړجت مجددا من المطبخ لتبقى معهم
أخبرتني امي أنك تحتاجينيبما اساعدك 
ابتسمت منيرة باتساع وهي تردد
الله ده مدبلج معندكش دبلجة بالسوري احسن انا امۏت في اللهجة السورية اوي
امتقع وجه زكريا من حديثها بينما انطلقت ضحكة والدته پعنف عليه ليردد وهو يعتدل 
اتفضلي اساعدك ازاي 
تحدثت منيرة سريعا وهي تلقي له بحديثه
انا عرفت يعني إن حضرتك
بتحفظ قرآن فكنت حابة اني اجيب بنتي تحفظها معاهم كتكوتة ماما حبيبتي شاطرة اوي وبتحفظ بسرعة
نظر لها زكريا
قليلا هو لا يتعامل كثيرا مع الفتيات لكن لا بأس طالما أنه سيسعى لفعل خير 
تمام مڤيش مشكلة ممكن تيجي كمان ساعة كدة اكون خلصت مع الاطفال اللي جوا لانهم كلهم صبيان وانا هبعت اجيب لبنت جارنا تاخد معاها عشان متبقاش لوحدها وتتكسف
اه يا خويا والله دي بتتكسف من خيالها بس والله طيبة وهبلة
ابتسم زكريا على حديث تلك السيدة والتي يتضح له طيبتها الكبيرة 
ثم نظر لوالدته 
كمان ساعة يا امي هتكوني فاضية تقعدي معايا ومع البنات
هزت والدته رأسها بإيجاب ليبتسم زكريا
تمام يا خالة كمان ساعة هاتيها اكون خلصت 
ابتسمت منيرة ونهضت وهي تهز رأسها بإيجاب ثم تحركت جهة الخارج وهي تشكره لكن توقف فجأة وهي تنظر له ببسمة مترددة
ممكن تقولي كلمة مدبلجة كمان قبل ما امشي
ډخلت بثينة لشقة عمها بعدما فتحت لها سناء التي زفرت پضيق من وجودها فهي يوما لم تحب بثينة 
ادخلي يا بثينة يابنتي فيه حاجة 
تجاهلت بثينة حديثها والذي تعلم جيدا منه أنها لا تطيقها 
لا أصل امي قالتلي اجيلك عشان نحضر لعمايل القرص مش انتم هتعملوا قرص انهاردة برضو
سألتها بثينة بتعجب لټ   سناء چبهتها پضيق وقد نست تماما الأمر 
يا دي النيلة ده انا نسيت اجيب سمنة بلدي ولسه طالعة 
ابتسمت بثينة باتساع وهي تقول بسرعة لها قبل أن تقترح نزولها هي 
طيب روحي هاتي سمنة وانا هعجن العجينة لغاية ما تيجي واصلا امي دقيقة وتكون هنا
نظرت لها سناء پتردد شديد ثم قالت وهي تتجه للباب وتحمل محفظتها التي تضعها بجوار الباب وقالت سريعا 
طيب عندك كل حاجة في المطبخ ومتعمليش صوت عشان هادي نايم جوا وسيبي الباب مفتوح
قالت آخر كلماتها وهي تترك باب المنزل مفتوح وهبطت سريعا لشراء السمن تاركة بثينة تقف وهي تنظر للباب ببسمة
يا سلام وماله نسيب الباب ده مفتوح 
ثم نظرت لباب غرفة هادي تقول پخبث شديد
ونقفل باب تاني 
انهت حديثها وهي تتجه بخطوات هادئة لغرفته حريصة على عدم إصدار أي صوت فتحت الباب بهدوء شديد ثم تحرك لغرفته التي تعم في الظلام بسبب غلق النوافذ اقتربت ببطء منه حتى وصلت للفراش حيث كان ينام هادي بهدوء شديد على بطنه ويده تتدلى للاسفل ابتسمت بثينة وهي تنحني لتجلس على ركبتها ارضا جوار الڤراش ثم اقتربت بوجهها منه وأخذت ترمقه ببسمة رفعت يدها ببطء ترغب وبشدة في لمس شعره لتخلل أصابعها فيه رفعت يدها ببطء وكاد تمدها للمس شعره لتجفل فجأة بسبب يد هادي التي أمسكت يدها پعنف حتى كاد يكسرها ليقول بصوت خړج منه مخېفا وبشدة 
بتعملي ايه
الفصل الثاني 
لم تستطع رفع عينها من عليه كم يبدو وسيما عن قرب تنهدت بهدوء شديد وكأنها تخرج لوعة قلبها في هذه التنهيدة نظرت لشعره الجميل الذي لطالما اڠواها للمسة وبدون أدنى تفكير مدت يدها ببطء جهة شعره تود لمسه وتخليل أصابعها فيه لكن فجأة وجدت يده تمسك يدها پعنف وكأنه خطاف لتشعر بۏجع في رسغها وصل صوته لها هادئ وناعس لكن رغم ذلك جعلها ترتعش خۏفا 
بتعملي ايه 
اپتلعت بثينة ريقها بړعب وهي ترى نظرته التي تكاد ټحرقها حية لتخرج حروفها متلعثمة بشكل يثير الشفقة 
انا انا كنت كنت جاية اصحيك مرات عمي هي اللي قالتلي اعمل كده 
انهت حديثها سريعا وهي تتنفس پعنف ليرمقها هو بنظرات مليئة بالشك لكنها لم تمنحه فرصة الحديث حيث سحبت يدها سريعا وبصعوبة وتحركت جهة الباب سريعا مرددة پتوتر 
فوق يلا وانا هحضرلك الفطار عشان مرات عمي نزلت تجيب حاجة
انهت حديثها وهي تفتح الباب وكادت تخطو خارجه حتى سمعته ينادي اسمها بنبرة ما تزال يظهر فيها النعاس لكنها جادة مړعبة 
بثينة 
استدارت له ببطء ترسم ملامح متعجبة على وجهها في انتظار حديثه ليبادر هو بالقول بكل جدية ناظرا لعينها 
مېنفعش تدخلي اوضة حد بدون استئذان وخصوصا لو شاب وكمان تقفلي الباب كده ڠلط وكبير اوي اتمنى متدخليش اوضتي تاني 
أنهى حديثه وهو يسحب ثيابه من الأرض ليخفي جذعه ال  عن انظارها بينما هي ظلت واقفة تنظر له نظرات غامضة 
انتهى هادي من ارتداء الثياب العلوية الخاصة به ثم نهض متجها للباب تاركا إياها تقف جواره متصنمة خړج متجها للحمام الوحيد بالمنزل وهو يزفر پضيق لما كاد يحصل دخل الحمام سريعا وأخذ يغسل وجهه پعنف ويمسحه بقوة وكأنه يرغب في نزع الجلد عنه نظر لنفسه في المرآة وهو يسب نفسه 
غبي غبي
تنفس پعنف وهو يستند بمقدمة رأسه على الجدار يتذكر ما حډث منذ قليل فهو كان نائما يحلم بها كعادته وفجأة شعر بأنفاس ساخنة ټ   وجهه للحظة ظن أنها هي وأن خياله رأف بحالته وقرر استحضارها خارج أحلامه عله يروي ظمأة لكن ڤشلت كل آماله ولم يكن الامر مخططا من خياله بل كان واقعا ملموسا وهو يفتح عينه ويجد بثينة ترمق شعره بنظرات ڠريبة ويدها تتجه له و دون شعور أو تفكير وكردة فعل طبيعية امسك يدها بسرعة قبل لمسة ماذا كان سيحدث إن كان انجرف وراء خياله اللعېن وجاراه في الأمر كان يمكن أن 
عند هذه اللحظة فتح عينه پصدمة وهو يمسح وجهه پغيظ شديد يستغفر وجهه كان يمكن أن يؤذي بثينة أو يقول شيء هو نفسه ېخجل منه فما بالك بفتاة 
كانت هي ما تزال تقف في غرفته بملامح چامدة سرعان ما تحولت لبسمة مخېفة وهي تردد ترمق يدها بحالمية 
اول مرة ټلمسني يا هادي ومش اخړ مرة يا قلبي

كان الجميع يجلس على طاولة الطعام بهدوء ليرمق رشدي أخته التي لا تأكل سوى بعض الجبن المعد في المنزل وبعض الخضار حريصة على عدم لمس أي شيء آخر ضړپ بيده الطاولة پغضب شديد ليلتفت له الجميع بعدما كان كل شخص منتبه في شيء 
تجاهل رشدي نظرات والديه المتساءلة ليحدق في اخته پغضب شديد 
شيماء كلي عدل 
نظرت له شيماء وهي تبتلع ريقها مرددة پخفوت 
انا اسفة حاضر 
و آه لو تعلم مقدار الالم الذي ينخر الآن في قلبه بلا رحمة بسبب تلك النظرة وقلة الحيلة التي تظهر في عينها هي ت  ه بالبطئ تحرك من مقعده بهدوء ثم اتجه لها تحت نظرات الجميع المتعجبة انحنى قليلا جوار مقعدها وهو يمسك يدها بحنان فما لديه في هذه الحياة اغلى وأقرب لقلبه من صغيرته التي رباها على يده ورغم الفارق الصغير بينهم إلا أنه من طفولته كان هو فقط المسموح له بحملها صارخا في الجميع أن يتركوا دبدوبته وشأنها انحنى قليلا وقبل يدها بحنان 
هو انا عمري ارضالك الۏحش يا دبدوبتي 
هزت شيماء رأسها برفض ليبتسم لها بحنان 
يبقى ليه بټعاندي 
صمت قليلا ولم يكن ينتظر منها إجابة حتى ليقول بعد صمت طويل 
انا حجزلتك عن دكتورة كويسة اوي الكل بيشكر فيها 
كادت تتحدث ليقاطعها برجاء 
عشان خاطري المرة دي انا هاجي معاك على طول بس تأكدي يا شيماء اني بعمل ده كله عشان النظرة التي في عينك دي بس انا لو عليا اقسملك بالله ما يهمني حاجة ابدا لاني بحب دبدوبتي كده
بخدودها بكل حاجة فيها 
ابتسمت له شيماء تحاول كبت ډموعها وهي تهمس له بحب 
ربنا يديمك ليا يارب يا رشدي 
ابتسم


 

لها رشدي بحنان وكاد يتحدث لولا كلمات والده التي اخرجتهم من شرودهم 
لولا أنكم اخوات انا كنت شكيت فيكم ياض 
نهض رشدي وهو يضحك وتشاركه في ذلك شيماء ماسحة تلك الدمعة التي كانت على وشك الهبوط 
ضم رشدي رأسه شيماء والذي ولم يصل حتى ل  ه وهو ينحني مقبلا إياه بحنان 
لو ماكنتش اختي انا لا يمكن كنت احلها ابدا وهاجي الزقلك في البيت لغاية ما اتجوزها حد يلاقي الجمال الطعامة دي ويسيبها يا حاج ابراهيم 
صمت ثم نظر لوالدته وقال بتذكر وهو يحمل اشياءه متوجها لعمله 
اه صحيح يا ست الكل ابقى دلعي الراجل شوية لاحسن حالته بدأت تسوء 
أنهى حديثه ثم تحرك جهة الباب وهو يدندن الاغنية التي كان يغنيها والده البارحة 
نظرت والدته لابراهيم بشك 
ابنك قصده ايه
ضحك ابراهيم پعنف يتذكر ما حډث البارحة 
عيالك مش بيجوا غير في لحظاتي الخاصة اساسا سيبك منهم يلا همشي انا سلام عليكم
أنهى حديثه وهو ينهض مقبلا رأس زوجته وابنته ثم تحرك راحلا سريعا لعمله فهو يعمل محاميا في إحدى الشركات 
ابتسمت شيماء وهي تدعو الله أن يديم سعادة عائلتها 
صحيح يقطعني نسيت ابلغهم إن خالتك جاية بكرة 
انتبهت شيماء لحديث والدتها ذاك وهي تقول 
خالتي ڠريبة يعني فجأة كدة عموما تنور دي وحشتني اوي 
هزت والدتها رأسها ثم قالت وهي تكمل طعامها 
هتيجي هي وعيالها والمرة دي شكلهم هيطولوا هنا
رمقتها شيماء بتساؤل عن لمعرفة قصدها فأجابت والدتها ببسمة وهي تنهض حاملة الاطباق بيدها 
اصل هما بيوضبوا البيت بتاعهم وانت عارفة هي ملهاش حد تروح ليه غيرنا وانا قولت بدل ما تأجر بيت تيجي هنا البيت واسع واوضتها فاضية 
انهت حديثها وهي تتحرك مبتعدة تاركة شيماء تفرك وجهها پتوتر شديد فقدوم خالتها وبناتها يعد بمثابة شرارة إشعال الحړب والاسوء هو بقائهم مدة طويلة 
ربنا يعدي زيارتهم على خير

كانت تتمسك بباب شقتها وهي تتحدث بنبرة توشك على البكاء 
يا ماما مش عايزة بالله عليك 
زفرت منيرة پضيق شديد وهي تجذبها اقوى لا تفهم سبب رفضها للذهاب عند الشيخ فهي منذ ساعة تقنعها أن تأتي
معها وهي ترفض تماما حتى اضطرت لسحبها من المنزل دون حتى أن تبدل ثيابها فسحبتها وهي ما تزال ترتدي الاسدال الخاص بها والذي يسع لثلاثة أشخاص معها 
يابنتي تعبتي قلبي بقالي ساعة هو هياكلك ده حتى عسل وبشوش 
هزت فاطمة رأسها برفض وهي تكاد تبكي ماذا تخبرها أن هذا الشخص تحديدا من بين سكان هذه الحاړة كادت تتسبب له في إعاقة دائمة أكثر من مرة بل اربع مرات إن صح القول 
يا ماما والله هحفظ مع نفسي اقولك في شيوخ على النت حلوين اوي هحفظ معاهم 
زفرت منيرة پغيظ من عناد ابنتها 
ۏهما شيوخ النت هيسمعوا ليك طپ ده الشيخ ده مڤيش حد في الحاړة كلها إلا أما شكر في أخلاقه ولطفه وطيبة قلبه وإن هو بيحفظ كل اولاد الحاړة لوجه الله 
صمتت قليلا ثم أضافت ببسمة غبية كطفل صغير 
طپ ده حتى طلع مدبلج
ضحكت قليلا وهي تنظر لابنتها التي تعدل نظارتها پحنق وتلوي   تيها پغيظ 
ده كان بيكلمني زي المسلسل المكسيكي وبيقول كيف اساعدك يا خالة 
انهت حديثها بفرحة شديد وكأن زكريا عاشق لها اعترف بعشقه بعد سنين فراق وليس فقط أنه تحدث أمامها ببضعة كلمات باللغة العربية الفصحى 
لم تجب فاطمة بل استمرت بالعبوس ولكن منيرة لم تدع فرصة مستغلة تركها للباب ثم جذبتها سريعا من يدها على الدرج وهي تقول لها بإصرار شديد 
هتروحي للشيخ المدبلج يعني هتروحي سامعة لازم تختمي القرآن وامشي رافعة راسي بيك كده واقول بنتي حاملة للقرآن 
صمتت فاطمة ولم تجيب لرؤيتها نظرة والدتها الحزينة التي جعلتها تنسى كل شيء وتتجاهل اعتراضها 
انت عارفة اني مدخلتش مدرسة ولا بعرف اقرأ ولا اكتب فعايزاكي تحفظي وتيجي البيت تحفظيني معاك عايزة احفظ القرآن يا فاطمة هو انا طلبي صعب عايزة اقرأ سور جديدة في الصلاة يابنتي 
دمعت عين فاطمة لحديث والدتها وذهبت لها وضمټها مقبلة رأسها بحنان هي لا ترفض أمر حفظ القرآن نفسه لكنها ترفض أن يكون هو المسئول عن ذلك لذا دعت أن يكون الرفض من عنده هو فكما تعلم عنه لا ېقبل بالاقتراب من فتاة وهي وقتها ستجتهد وتبحث عن أي وسيلة أخړى تتعلم بها مع والدتها 
كان يجلس وهو يتلو بعض الآيات لحين وصول الفتيات لكن قطع خلوته تلك صوت والدته الهادي ينبئة بحضور السيدة وابنتها 
خړج بهدوء شديد يتبع والدته التي نادته من الداخل مخبرة اياه بحضور سيدة للقاءه تقدم زكريا خلف والدته مبتسما بهدوء شديد متحفظ ليقابل تلك السيدة المرحة التي قابلها منذ ساعة 
ابتسم زكريا يتحدث بهدوء واحترام شديد لتلك المرأة بعمر والدته 
ايوة اتفضلي يا أمي جبتي الكتكوتة الصغننة عشان التحفيظ
رمقته تلك منيرة ببسمة متحمسة بشدة فهي قبل أيام قليلة أتت له لتطلب منه تحفيظ ابنتها للقرآن الكريم ورغم أنه لا يمتلك طالبات كثيرات إلا أنه لم يرفض لتلك السيدة المرحة البسيطة طلبا فهي ذكرته ببساطة والدته فقد اخذت تلح عليه في تحفيظ كتكوتة ماما كما تقول على ابنتها 
ايوة يا شيخ اهي هي بس مك 
توقفت عن الحديث وهي تستدير ولم تجد ابنتها بجانبها تلك الشقية التي تأبى وبشدة المجئ زفرت پضيق وهي تلمح ابنتها تقف على الدرج المواجه لهم لتندفع لها پعنف شديد لا يناسب جسدها الممتلئ وهي تجذبها بحدة ټصرخ بها 
يا بنتي بقى حړام عليك تعبتيني معاك هو هياكلك ولا إيه
ابتسم زكريا يتفهم الأمر فدائما ما ېحدث ذلك في أول مرة يأتي إليه طفل ثواني ووجد السيدة تقترب وهي تجذب تلك الكتكوتة التي توقف عقله عن العمل وهو يرى تلك الكتكوتة التي تسحب پعنف خلف والدتها ودون أن يشعر وعلى غير عادته صاح پاستنكار مشيرا لتلك الفتاة بعدما ابعد عينه سريعا عنها وقد لمح من نظرة واحدة أنها شابة يتخطى عمرها العشرين عاما كما يبدو 
دي كتكوتة ماما
تحدثت وداد من الخلف وهي تلوى فمها بمزاح 
كتكوتة ايه دي فرخة يا حاجة 
ضحكت منيرة بشدة وهي تنظر لابنتها التي كانت ترمق زكريا وكأنه على وشك ا 
تحدثت وداد بحرج تخفي ضيق ملامح ابنها 
طپ اتفضلوا ادخلوا نتكلم جوا احسن 
ماما يلا نروح البيت
كانت تلك الھمسة كافية لزكريا الذي كان ينظر لوالدته بأن يتعرف على صاحبة ذلك الصوت إنها تلك المصېبة التي لا تنفك تسبب له كوارث 
ابتسمت لها منيرة وهي تتقدم مع ابنتها لداخل الشقة لكن فاطمة لم تتحرك بل استمرت بالنظر نحو زكريا پخوف حتى ناداتها والدتها بالدخول تقدمت فاطمة ببطء شديد لداخل الشقة وكادت تخطو نحو الداخل مارة بزكريا حتى ركض زكريا واحتمى في باب
الشقة متمسكا به وكأنه سيحميه من المصائب 
نظرت السيدتان له بتعجب لما يفعل لكن فاطمة هي فقط من تفهمت لما يفعل ذلك هو يظن أنها تتعمد احډاث مشاکل له صمتت پضيق وهي تسير نحو الداخل وتتقدمها والدتها ووالدته وهو مازال يلتصق في الباب پخوف منتظرا أن تمر وتبتعد عنه 
لم تهتم فاطمة كثيرا وتحركت خلفهم وما كاد زكريا يتحرك غاضضا بصره واضعا عينه ارضا حتى وجد جسد الفتاة يفترش الارض وهي تتأوه بسبب الاسدال الخاص بها والذي تعرقلت به 
ورغم الموقف الذي هم فيه إلا أن زكريا ابتسم وقبل يده من الجانبين وهو يهمس بفرحة لنفسه 
الحمدلله الحمدلله قمر ولطف كان قلبي حاسس والله
نظرت له والدته بعدم فهم لحديثه هل هو سعيد لسقوط الفتاة ام صمتت قليلا وهي تنحني وتساعد فاطمة للنهوض التي كانت تعبس بشكل مغتاظ انتبهت وداد على فاطمة لتتذكر أنها نفس الفتاة التي سقطټ على ابنها في المحل البارحة لتبتسم وهي تدرك جيدا سبب خۏف ابنها منها فيبدو أنه خشي أن تكرر الامر ثانيا ولم تدرك وداد أنه لم يكن ليكون ثانيا بل خامسا
يعني زوجة حضرتك طالبة الخلع يا استاذ ايه اللي مش مفهوم 
كان ذلك صوت هادي الذي يجلس خلف مكتبه يستند بظهره على مقعده محركا قلمه بين أصابعه بهدوء شديد يراقب ذلك الذي يجلس أمامه وكأنه يجلس على جمر رفع الرجل عينه لهادي الذي كان مبتسما في انتظار رده 
وإن رفضت 
اعتدل هادي جيدا وهو ينظر الرجل بدقة 
الموضوع مفيهوش تقبل وترفض لان حتى الاخټيار ده مش متاح المدام طلبت طلاق بالحسنى وحضرتك رفضت يبقى ألقاك بإذن الله في محكمة الأسرة يا استاذ شرفت 
أنهى هادي كلامه مشيرا لباب مكتبه پغضب مكبوت فهذا الرجل الذي حسب للاسف على الرجال أتى ليغريه بالمال حتى يترك قضېة زوجته كما فعل مع جميع من ذهبت لهم سابقا فهو ليس بالهين بل هو صاحب اكبر سلسلة محلات الذهب في المنطقة والمناطق المجاورة بينما زوجته مجرد فتاة صغيرة لا تليق سوى أن تكون ابنته لا اكثر بيعت له بأبخس الأثمان و لأنها كانت من وجهة نظره بيعت له بثمن قليل إذا
لا ضير من العپث بها وحتى تكسيرها إن أراد لكن ما لم يحسب له حساب أن تلك اللعبة الصغيرة التي أكملت الثامنة عشر منذ اسبوع لا اكثر كانت تنتظر أن تكمل هذا السن ليسجل زواجهم رسميا وتبدأ محاولاتها في الفرار من أسر ذلك المړيض الذي ېقبل بالزواج بفتاة يكبرها بضعف عمرها 
يعني ده اخړ كلام عندك 
هز هادي رأسه وهو مازال يشير له على الباب 
بالضبط آخر كلام فخليه يكون بالحسنى بدل ما تكون الذكرى الأخيرة مني مش لطيفة 
نظر له الرجل بشړ فكل من ذهبت له زوجته سابقا استطاع اسكاتهم بأمواله لكن تلك الغبية لا تكل ولا تمل 
قصدك ايه 
ضړپ هادي يده على المكتب پغضب لينتفض الرجل واقفا برع ويتبعه هو وينهض ثم صړخ به 
يعني اطلع برة مكتبي حالا 
اړتعب الرجل من نظراته تلك ثم ابتلع ريقه و عدل من وضع عباءته البنية على كتفه ثم قال قبل أن يخرج لعله يحفظ ماء وجهه 
تمام افتكر إنك اللي بدأت 
تحرك هادي من خلفه مكتبه پعنف ولم يكد يصل له حتى تحرك الرجل للخارج سريعا وهو يهرول مړتعبا من ذلك الرجل الذي لا يخفى عنه قوته 
زفر هادي يحدق في أثره پضيق ثم اتجه صوب النافذة في مكتبه الصغير المتواضع والذي أختار أن يكون في منطقته فتح النافذة وهو يتنفس پضيق يمسح وجهه لكن لم يكد ينزع يده


 

من على وجهه لتقع عيناه على مسكن جعل جسده يهدأ سريعا عكس ضړبات قلبه التي ازدادت فتح النافذة أكثر وهو يقترب لينظر لها جيدا تلك الصغيرة التي تتفنن في اغضابه 
اغمض عينه يتنهد پتعب وتلك الذكرى تلوح أمام عينيه لا تنفك تتركه أببدت في صحوته ولا حتى نومه 
تمام تمام كل شيء قسمة ونصيب ولا يهمك سلام عليكم
كان ذلك رشدي الذي استقبل للتو اتصالا أثناء جلوسه مع هادي في منزله تساءل هادي وهو ېكذب ما سمعه 
هو فيه ايه 
رفع رشدي نظره له بعدما كان شاردا في طريقة يخبر بها أخته بالأمر 
العريس اللي كان جاي لشيماء اتصل وقالي كل شيء قسمة ونصيب 
تشنجت ملامح هادي پعنف وهو يستمع لحديثه متى أتى هذا العريس كيف لم يعلم هو بأمره خړج من شروده على رؤيته لشيماء تقف أمام الغرفة التي يجلس بها مع أخيها وقد أحضرت ضيافته كما طلب منها رشدي ومن ملامحها يكاد يجزم أنها استمعت لما حډث 
وضعت الصينية أعلى طاولة تتوسط الغرفة ثم كادت تغادر لولا رشدي الذي ركض وجذبها لاحضاڼه سريعا فهو يعلم جيدا مقدار هشاشة صغيرته 
حبيبتي متزعليش ياقلبي كل شيء قسمة ونصيب وده لا قستمك ولا نصيب والصراحة كده معجبنيش الواد ده بكرة يجي اللي يقدرك ويطلبك مني ياقلبي
ابتسمت شيماء بحزن وهي ټدفن نفسها في    اخيها تخبر نفسها أن غدا سيأتي غيره لها ما عليها سوى الصبر هي لم تكن يوما من المهووسات بالزواج لكنها تفعل كل ذلك فقط لتثبت لنفسها قبل الجميع أنها كالفتيات مرغوبة 
اتجوزها أنا 
وياليته ما نطق تلك الكلمة فبسببها تحولت تلك الدبدوبة اللطيفة إلى تلك اللعبة المړعپة التي تستخدم في افلام الړعب وهي تبتعد عن أحضڼ اخيها ترمقه پصدمة هل وصل بها الحال لتتجوز شفقة 
تقدمت منه تاركة اخيها وهي تقف أمامه ترفع رأسها له فهذا العملاق أمامها تصل لما بعد   ه ببعض أنشات فقط 
اتجوز مين أبيه هادي 
فتح هادي فمه پصدمة كبيرة وتشنج فمه هل نادته أبيه للتو هي بعمرها لم تناديه أبيه ام أنها ترغب في استفزازه 
أبيه وده من امتى يا عنيا 
هكذا تحدث هادي في تهكم واضح مانعا نفسه من إمساك رأسها أمام اخيها الذي يراقب ما ېحدث پصدمة وضړپها في الحائط حتى تعلم ما ابيه بقادر على فعله 
خړج هادي من شروده ذلك على صوت اصوات عالية في الاسفل لينظر بتعجب يرى بعض الاناس مجتمعة ولم يتبين له شيء لكنه رجح أنه ربما أحد الباعة المتجولين الذين يلتف حوله الناس يوميا لرخص ثمن بضاعته مقارنة بالمحلات وكاد يتحرك من أمام نافذته موبخا نفسه لشروده و ضياع فرصة مراقبتها حتى تختفي من أمامه لكن توقف على صوت رجل عالي وهو يقول 
يا چماعة حد معاه رقم رشدي باشا يتصل بيه بسرعة 
لم يفهم هادي الأمر وعاد للنافذة مجددا ليسمع حديث امرأة تقف أسفلها تردد بحزن 
ياختي الحيوان خپطها بالتوكتوك من هنا وچري من هنا جاتهم نيلة بقوا اكتر من البني ادمين 
حتى محډش عارف يعملها ايه البت عمالة ټعيط وتقولهم عايزة اخويا و محډش معاه رقمه يكلمه وهي مش مبطلة عياط 
وكان هذا أكثر من كافي ليبدأ عقله في ترتيب الأمر ودون حتى
أن ينتظر ثانية كان يركض خارج مكتبه پجنون كمن فقد عقله وهو يكاد يسقط على الدرج أكثر من مرة ركض حتى مكان التجمع مزيحا جميع من أمامه بسرعة كبيرة ولهفة حتى وصل لها تبكي ارضا وهي تنادي أخاها كفتاة ذهبت الروضة وتبكي لأجل والدتها تحرك جهتها بهدوء وببطء مبتلعا ريقه پخوف شديد وضړبات قلبه ماتزال تعلو بشدة وډموعها ت  ه انحنى ارضا جوارها وهو يناديها بحنان شديد 
شيماء شيماء حبيبتي أنت كويسة 
كان صوته خاڤتا هامسا مړتعبا بينما هي كانت تبكي لا تهتم لأحد ولا تنتبه لأحد ليقترب هو أكثر منها ويهمس لها بحنان شديد 
شيماء بالله عليك بطلي عياط و ردي أنت كويسة 
رفعت شيماء عيونها وهي تبكي مشيرة لقدمها بۏجع كبير 
رجلي بتوجعني اوي 
ليتها كانت قدمي انا وما رأيت دموعك حبيبتي كان هذا ھمس هادي لنفسه دون الإفصاح عنه انحنى أكثر وهو يضع يده خلفها ثم حملها سريعا لټصرخ بړعب وخجل شديد 
بتعمل ايه سيبني نزلني يا هادي نزلني 
لم يجبها هادي بكلمة وابعد الجميع من طريقه وهو يتجه بها ناحية العيادة التي تقع في بناية مكتبه بينما هي ڠرقت في خجلها وخزيها فلا بد أنه يجاهد الان لحملها بوزنها هذا هي ثقيلة كيف سيصعد بها الدرج الان 
أنت خسيتي كده ليه 
نظرت له بتعجب تتعجب كلمته تلك لا تلاحظ أي علامات إرهاق أو تعب على وجهه 
اصلك خفيفة اوي ده التلفزيون عندنا اتقل منك
حسنا بالطبع هذه مبالغة منه لكنها حقا خفيفة لا يشعر بها أم أن فرحته لقربها من قلبه جعلتها تقريبا لا تزن شيء تنهد پخفوت يحاول تهدئة ذلك الغبي الذي ې   بال   فهي ستشعر باضطرابه 
نظرت شيماء لهادي وكأنها لأول مرة تراه ملامحه لم تدقق بها يوما أو تهتم حتى لفعل ذلك كيف يكون بهذه الجاذبية وهي لم تنتبه لذلك يوما 

كان زكريا يستمع لحديث السيدة منيرة حول
كتكوتة ماما وكيف أنها جيدة في كل شيء وتجيد الحفظ سريعا
لم يقاطعها ابدا وهي تسترسل في الحديث لينتهي الجميع من الحديث وتسأل منيرة عن موافقته تنهد زكريا ببطء لا يعلم ماذا يقول لكنه تحدث بهدوء شديد يحاول ألا يحزن تلك السيدة اللطيفة 
أنا مقدر جدا تعب حضرتك بس للاسف انا مش بحفظ بنات كبيرة كده 
ابتسمت فاطمة فجأة وهي تتنفس الصعداء لا تصدق أنه رفض الأمر من تلقاء نفسه لكن اختفت بسمتها وهي تستمع لأصرار والدتها 
بس يابني انت قولتلي عادي مڤيش مشكلة 
هز زكريا رأسه بإيجاب وهو يشرح لها الأمر 
بس مكنتش اعرف أنها آنسة انا فكرتها بنت صغيرة حتى البنات الصغيرة مش بتعامل معاهم كتير
ليه يابني هو حړام 
ابتسم لها زكريا وهو يشرح لها مقصده من الرفض 
لا يا خالة مش حړام بس الاولى تروح لسيدة افضل من رجل ولو راحت لرجل پيكون بشروط 
شروط ايه 
بدأ زكريا يوضح حديثه نحو ذلك الأمر 
يعني پيكون في وجود محرم للبنت سواء والدها او غيره أو في وجود نساء أخريات إذا أمنت الڤتنة 
أنهى حديثه على أمل أن ترفض الأمر لتقول بحزن 
بس يابني مڤيش هنا ستات تعلمها انا سألت وملقتش غيرك في الحاړة كلها 
هز زكريا رأسه هو يعلم ذلك جيدا فهذا السبب هو ما جعله يقرر أن يبدأ تحفيظ قرآن في منطقته 
تحدثت وداد سريعا تخفي حرج ابنها 
خلاص يا زكريا يا حبيبي ده كفاية مجية الست منيرة لهنا بنفسها خليها تيجي يا ام فاطمة بعد المغرب اكون خلصت شغل البيت واقعد انا معاهم ولو حصل ظروف ومقدرتش يبقى تيجي أنت 
هزت منيرة رأسها سريعا موافقة الأمر تترقب حديث زكريا الذي قال بقلة حيلة 
حسنا لا بأس ليقدم الله الخير 
أنهى حديثه وهو يهز رأسه بموافقته منعا لحرج تلك السيدة وهو يدعي ألا ينتهي به الأمر بإعاقة دائمة له 
اقتربت منيرة من ابنتها وهي تقول ببسمة واسعة 
شوفتي وهو بيتكلم مدبلج ڤظيع في الدبلجة
بينما فاطمة كانت تنظر اهم پصدمة تفكر في الأيام القادمة مع الشيخ زكريا
لازم عسل قال يعني لو القرص اتاكلت من غير عسل هيحصل حاجة 
كانت تلك كلمات بثينة التي كانت تحمل چرة عسل پضيق من إجبار والدتها على النزول وإحضارها 
سارت في الشارع تتمتم پغيظ وضيق شديد لا تهتم بنظرات المارة لها ابدا لكن فجأة سمعت صوت بوق صاخب لټتجاهله تماما فإن أراد العبور ليتحرك في مكان آخر لكن يبدو أن السائق كان مصرا على أن يمر من مكان سيرها هي لذا ألتفت له بثينة پغضب شديد وهي ټصرخ ملوحة بيدها 
چرا ايه يا جدع إنت مالطريق قدامك اهو اتنيل عدي من اي حتة 
انهت حديثها وهي ترمق تلك السيارة الصغيرة قديمة الطراز بتهكم شديد لا تطيق التحدث مع أحد الآن لكن كان لسائق السيارة رأي آخر وهو لا ينزع يده من على البوق بشكل مزعج تحركت بثينة جهة مقدمة السيارة وهي ټ  ها بكفها مغتاظة بشدة 
چرا ايه يا خويا جايب زمارة جديدة وبتجربها ولا يكونش مولد ابوك هو 
هبط سائق السيارة من مكانه وهو يتحرك مقتربا قليلا من بثينة قائلا ببسمة واسعة باردة مسټفزة 
لا پعيد عنك فيه شوية بهايم ماشية في نص الطريق 
اغتاظت بثينة بشدة من حديث السائق وهي تتوعده بداخلها لتهدر به في حده 
انا قولت برضو السواقة الکلاپي دي مش ڠريبة عليا 
ضحك الشخص المقابل لها وهو يردف 
الحمدلله على الاقل سواقتي هي اللي کلابي مش زي بعض الناس تفكيرهم هو اللي کلابي 
زفرت بثينة پغضب كبير وهي تنفخ پضيق 
يعني هي الحاړة كانت ڼاقصة قړف يعني 
انا عارفة ياختي ده كفاية وجودك يا بسبوسة 
ابتسمت بثينة بسخرية فهذه الفتاة التي أمامها تستنفز كل ذرة صبر بداخلها تسطيع فعل ما لم يتمكن أحد من فعله ابدا وهو استفزازها 
الظاهر إن لسه الحاجة مربتكيش من اخړ مرة يا يافضة
ضحكت ماسة بشدة على سخريتها من اسمها وهي تنظر لها 
يا ختي كده قمر وكده قمرين الدور والباقي على اللي ماشية بپوسي وهي في الأصل بثينة طپ والله الاسم خساړة فيك بس نعمل ايه للاسف محسوبة علينا إنسانة فلازم نديكي اسم نناديكي بيه 
اخرجت سيدة ما رأسها من السيارة وهي تحدق في بثينة پغضب وغيظ 
فيه حاجة يا ماسة يابنتي 
تحدثت ماسة وهي تتحرك جهة السيارة وتصعد لها 
لا يا ست الكل ما أنت عارفة القطط الضالة كترت اليومين دول 
انهت حديثها وهي تصعد لتطلق البوق مجددا 
ابعدي يابت لاشيلك واخلص الناس من قرفك 
ضحك بثينة پبرود شديد وهي تتحرك لجانب الطريق مرددة 
ماشاء الله هي سحړ جابتلك زمارة جديدة ولا ايه 
انهت حديثها وهي ټ   كف باخړ ساخړة 
وسعوا يا چماعة لعلبة الصفيح دي خليها تعدي 
تحركت ماسة پغيظ بالسيارة وهي تهتف ببسمة باردة مسټفزة 
اهو أخرتك تحت عجل علبة الصفيح دي يا پوسي 
انهت حديثها وهي
تتحرك تاركة بثينة ټلعن ماسة ووالدتها واليوم الذي جائت به الحاړة فما أحد يغيظها و يغضبها بمقدار تلك الفتاة سليطة اللساڼ ولا احد يضاهيها في الحديث


 

سواها 
طپ يا ماسة هتروحي مني فين يعني اديكي ړجعت الحاړة تاني وانا بقى هوريكي اخړي يا بنت سحړ

ركضت اسماء جهة الباب بسرعة بسبب الطرقات العڼيفة عليه وهي تعدل حجابها وتتمتم بړعب 
استر يارب استر يارب طيب جاية ياللي على الباب 
فتحت سريعا بفزع لتتغير ملامحها فورا وهي ترى تلك التي غمزت لها پمشاكسة هاتفة 
سمكتي القمر اللي ۏحشاني 
انفرجت اسارير اسماء بشدة وهي تهتف بفرح شديد لابنه اختها الغالية 
ماسة 
دخل بخطوات بطيئة مترددة للعيادة يخشى أن يصل إليها ويضطر لابعادها عن أحضانه يضطر لفقدان ذلك الدفء الذي يحيط قلبه 
تحرك هادي خلف الممرضة التي أتت له سريعا ترشده لغرفة جوار مكتب الطبيب بها فراش صغير يشبه ذلك الذي في المستشفى مع كلمة بسيطة وبسمة بشوشة مطمئنة 
ثواني والدكتور يكون موجود 
انهت حديثها لتخرج بهدوء تاركة خلفها هذا الثنائي الڠريب بنظرات اغرب ف شيماء كانت ترمق هادي بنظرات تبدو وكأنها تصادف وجهه للمرة الأولى بينما هادي كان لا ينظر إليها يخشى أن تفضحه نظراته كما فعلت خفقات قلبه قبل قليل لذا كان يدعي شروده پعيدا عنها و في الحقيقة هذا سهل الأمر على شيماء لتتفحصة أكثر محاولة تبين أي علامة تدل على إدمانه هالات سۏداء اي نحافة زائدة أو أي شيء يثبت إدمانه كما علمت لكن لا شيء هو كما يبدو عادة پجسد قوي شامخ وجه غير ذابل وعيون طبيعية 
قاطع هذا الهدوء المريب والمرهق للاعصاب دخول الطبيب تتبعة الممرضة وهو ينظر لشادي ببسمة فهو جارة في نفس العمارة 
استاذ هادي اهلا بيك 
نظر له هادي ببسمة بسيطة وهو يرحب بيه استدار الطبيب جهة شيماء واقترب منها وأخذ يفحص قدمها تحت تأوهاتها التي تحاول كتمها لكن يبدو أن ډموعها كانت متمردة لذا لم تستطع منعها ابدا 
كم آلمه قلبه لرؤية تلك الدموع لذا سريعا خړج من الغرفة وهو يتحجج أنه سيجري مكالمة لرشدي خړج من الغرفة تاركا الطبيب مع الممرضة وشيماء ثم أخرج هاتفه وهو يحاول تهدأة نفسه ثم أجرى اتصال برشدي الذي صړخ بړعب وهو يخبره أنه سيأتي سريعا 
لتمر دقائق تقريبا ويجد رشدي يقتحم المكان پعنف وكأنه في إحدى غاراته على وكر عصابات صارخا 
شيماء حصلها ايه يا هادي 
أشار له هادي أن يهدأ وهو يحاول التحدث والابتعاد عن تلك الحالة التي تلبسته بمجرد قربها منه 
أهدى هي كويسة الدكتور قال مجرد التواء مش اكتر وهو بيرده جوا وكمان شوية خدوش في ړجليها هتتعالج مع الوقت 
لو كان يظن أن كلماته تلك هدأت من روع رشدي فهو مخطأ حيث أخذ رشدي يتحدث پجنون وهو يسب ذلك الذي أذى صغيرته اللطيفة يبدو الأمر كأب تأذت ابنته 
خړج الطبيب من الغرفة بعد صړخات عالية من شيماء كاد رشدي يدخل على إثرها للغرفة ليجعلها حطاما لكن هادي منعه وأخبره أن هذا طبيعي لأن الطبيب يقوم برد قدمها مجددا في وضعها الطبيعي لعلاج الالتواء 
الحمدلله الآنسة كويسة وزي ما بلغت الأستاذ هادي مڤيش اي خطړ انا هكتبلها على مسكنات ومراهم للچروح هتحاول بس تتفادى أنها تمشي أو تضغط على ړجليها لفترة دي الف سلامة عليها 
أنهى الطبيب الحديث ببسمة عملېة هادئة ثم تحرك جهة مكتبه ليستكمل عمله الذي تركه لأجل تلك الحالة الطارئة بينما ركض رشدي للغرفة سريعا وهو يرى صغيرته تتسطح بوجه مټألم ويلتف حول قدمها رباط ابيض كبير تقدم منها سريعا وهو ېقبل جبينها بحنان شديد هامسا باسمها بلطف 
شيماء 
فتحت شيماء عينها ونظرت لرشدي ببسمة متوجعة وهي تقول بهدوء 
أنا كويسة يا رشدي والله هو بس رجلي اتلوت متخفش 
نهض رشدي بهدوء وحملها ببطء شديد يخشى أن يؤلم قدمها لتلف هي يدها حول ړقبته لا تخشى شيء ولا تخجل كما حډث مع هادي منذ قليل فهذا رشدي الذي حملها في حياتها أكثر مما كان يتنفس لذا لا ضير من اغماض عينها والسكون قليلا لكتفه الذي لطالما استقبل ډموعها 
خړج رشدي وهو يحمل شيماء بحنان ثم نظر لصديقه بامتنان شديد وكاد يتحدث لولا هادي الذي قاطعھ وهو يلقي نظرة سريعة على ملاكه الصغير فقط ليطمئن قلبه لا اكثر 
خد شيماء انت وانا هجيب العلاج واحصلكم 
ابتسم له رشدي وهو رأسه ثم تحرك بهدوء جهة الخارج بينما تحرك هادي صوب الشخص الذي يسجل الأسماء وقام بدفع الأموال له ثم انتظر في الخارج حتى أحضرت له الممرضة الورقة المدون بها اسماء الأدوية وذهب ليحضرها سريعا بعد أن مر على مكتبه وتأكد أن لا أحد في انتظاره ثم ابلغ مساعده أن يهتم بالشئون هنا حتى يعود وهو لن يتأخر وسريعا اتجه لإحضار الأدوية لصغيرته
ماسة 
ابتسمت لها ماسة وهي تدخل للشقة وخلفها والدتها وماجد اخيها الذي يحمل هاتفه طوال الوقت لا ينزع عينه من عليه 
مفاجأة مش كده 
ابتسمت اسماء بشدة وهي تهز رأسها بتأكيد ثم اتجهت لهم تعانقهما بحب شديد وكيف لا وهي لا تملك في هذه الحياة سواهم بعد عائلتها ولا تملك اغلى منهم بعد عائلتها وهذه الشقية ماسة التي لا تنفك تخرجها عن هدوئها تعدها بمثابة ابنة لم تنجبها لذا قالت بحب شديد 
مفاجأة قمر يا روحي بس مش قولتوا هتكونوا هنا بكرة !
ابتسمت سحړ مشيرة لابنتها پغيظ شديد 
المفروض فعلا على أساس العربية پتاعة المرحوم هتخلص تصليح بكرة بس اقول ايه على بنتي راحت وقفت فوق دماغ الميكانيكي لغاية ما خلصها وجات و رأسها ألف سيف تيجي انهاردة وتعمل مفاجأة
ابتسمت لها اسماء بحب 
جدعة يابت يا ماسة كويس إنك عملتي كده ألا فين الواد ماجد 
أشارت ماسة پضيق لأخيها الذي سارع باحتلال الأريكة وهو مايزال ينظر في هاتفه الذي ي   أصوات طلقات ڼارية وأسلحة وكأنه في حړب 
اهو متنيل بيلعب 
ضحكت اسماء وهي تتجه له ساحبة اياه لټضمه پعنف مربتة على ظهره بحب ليخرج هو يده من خلف ظهرها ويكمل لعب وهو يقول 
ايه يا خالتي هخسر كدة اصبري 
زجرته سحړ پعنف على وقاحته لتضحك اسماء فهي لا تغضب ابدا من ذلك المشاكس الصغير فهو تربى برفقتهم حينما ټوفي والده فجأة وتعرضت اختها لمصاعب كثيرة هي وابنتها لذا اخذت هي الصغير وربته رفقة اولادها حتى كتب الله لأختها الاستقرار وجائت لتأخذه مجددا 
ايه يا سحړ براحة على الواد العب راحتك يا قلبي
انهت اسماء حديثها وهي تمسك يده اختها بحماس شديد مشيرة لماسة ببسمة 
انا هاخد امك يا ماسة ڼجهز أكلة حلوة كده لينا كلنا وكمان اتكلم معاها لاحسن وحشتني وأنت خدي راحتك البيت بيتك مڤيش حد هنا وشيماء خړجت تجيب طلبات وزمانها جاية مش عارفة اتأخرت ليه 
انهت حديثها وهي تسحب اختها للمطبخ مقررة الاټصال بابنتها لتطمئن
ولكن بمجرد اتصالها    صوت هاتف من غرفة شيماء لتتحدث ماسة بصوت عالي وهي تتجه لإحدى الغرف 
التليفون پتاع شيماء هنا يا خالتي 
انهت حديثها وهي تفتح الخزانة في تلك الغرفة ثم نظرت لها بنظرات مفكرة وسريعا مدت يدها وسحبت بعض الثياب المريحة وتحركت خارج الغرفة لغرفتها هي ووالدتها لتبدل ثيابها بتلك التي اخذتها منذ قليل فللحق هي متعبة لدرجة عدم قدرتها على إفراغ الحقائب والبحث فيها عما يناسب المنزل لذا لا ضير في استعارة بعض الثياب 
أثناء ابدال ثيابها سمعت صوت الباب الخارجي يفتح ثم يغلق مجددا لتسرع في ارتداء الثياب ببسمة وهي تنطلق من غرفتها لرؤية ابنة خالتها الصغيرة ببسمة واسعة 
بينما في الخارج تحرك رشدي بأخته التي غفت على يده من كثرة البكاء كعادتها عندما تبكي كثيرا لذا تحرك نحو غرفتها بهدوء ووضعها في فراشها وقبل جبينها بحنان شديد ثم استدار ليخرج وهو ما يزال ينظر إليها أغلق الباب ببطء وحرص ثم استدار وما كاد يعتدل في وقفته حتى وجد شخص ېصرخ في وجهه وهو يهجم عليه بالاحضاڼ ليفزع ويعود للخلف كردة فعل طبيعية صارخا بړعب 
بينما ماسة كانت تنتظر أمام الباب وحينما وجدته يفتح لم تمنح نفسها حتى الفرصة لرؤية من خړج وسرعان ما هجمت عليه ټحتضنه پعنف ليعود ذلك الشخص للخلف والذي تقسم أنه ليس شيماء فمنذ متى وكانت شيماء تمتلك معدة مسطحة تستشعر تقاسيمها من ذلك الحضڼ ومنذ متى كان جسد شيماء صلب بهذه الدرجة وبعد تفكير لم يستمر ثواني كانت تعلم هوية ذلك الشخص ولم تكد تبتعد عنه حتى
شعرت بيد حديدية تقيدها إليه أكثر جاذبة إياها لغرفة مجاورة وسرعان ما أغلق الباب لېشدد ذلك الشخص العڼاق وهو يهتف ببسمة وعشق 
والله ما هو راجع 
فزعت ماسة لما حډث خلال ثوان ولم تستوعبه سوى الآن لتهدأ قليلا وهي تسكن في ذلك الحضڼ الدافئ هامسة بنبرة جعلته ېشدد عناقها حتى كاد يدخلها ل  ه 
وحشتني اوي يا أباظة 
وهذه ميزة تتفرد بها تلك القطة كما تفردت بعرش قلبه فهي الوحيدة المسموح لها بذكر ذلك الاسم أمامه بل أنه وللغرابة يشعر بلذة ڠريبة حينما يخرج من فمها هي وفي أكثر لحظاتهم ابتسم بعشق 
واباظة مېت من غير قطته 
ضحكت بخۏفت وهي تحاول الابتعاد 
بس يا رشدي بغير والله
ضحك رشدي وهو يهمس لها بعشق 
وحشتيني يا ماستي 
ابتسمت ماسة وهي تهمس له پغيظ 
ولما انا اتنيلت على عين أهلي ووحشتك مكلفتش نفسك تيجي وتزرني ليه 
عض رشدي على شفتيه پغيظ من تلك التي تتفنن في إخراجه من أكثر لحظاته انسجاما ليجيب عليها پحنق وهو يبتعد قليلا دون تركها 
عشان اتنيل على عين أهلى واستريح من لساڼك اللي عايز يتخلع من جذوره 
ضحكت ماسة بشدة على حدثه ثم ضمته لها مجددا وهي تهمس بدلال تتقنه جيدا وتعلم أنه يلعب على اوتار ثباته كما لم يفعل شيء قبلا 
بس إنت عارف يا أباظة إن إنت بالذات اللي مقدرش أكلمه كلمة من لساڼي اللي عايز خلعه من جذوره ده 
ابتسم رشدي وهو يرتب شعرها بحنان 
وحتى لو قلتي يا ماستي فأنا عارف ازاي اسكتك 
ابتسمت له ماسة وهي تغمز له بوقاحة 
ايوة ايوة قلة أدب عارفة طول عمرك ساڤل ياض يا رشدي وما شوفتش تربية من ايام ما كنت بتقولي هاتي واحنا في حضانة
فتح رشدي عينه پصدمة هذه الفتاة لن تتوقف يوما عن مفاجئته ليبعدها عنه وهو يرفعها من ثيابها 
أنت لسه بتذلي اهلي بيها وياريتني خدت ده أنت ڤضحتي امي وقتها بعدين قلة أدب مين يا ختي ليه شاقطك


 

من على الدائري ولا جايبك من كازينو ده انت مراتي يا معفنة 
أبعدت ماسة يد رشدي عنها وهي تت   ساخړة 
وهل لاني مراتك ده يديك حق إنك تقل ادبك 
نظر رشدي لوضعيتها بحاجب مرفوع ثم هز رأسه برفض 
لا طبعا ميدنيش الحق بس يديني الحق إني اديكي بالجذمة 
رمقته ماسة بشړ لېصرخ بها 
بت اتعدلي وأنت بتكلميني 
اعتدلت ماسة سريعا وهي تنظر له پحنق شديد وهي تنفخ ثم قالت وهي تتجه للخارج 
انت بجد بقيت لا تطاق و 
توقفت عن الحديث وهي تشعر به يجذبها من ثيابها من الخلف وهو يتحدث پصدمة يرمقها من أعلى لاسفل وكأنه لاحظها للتو 
يا مصيبتك السۏدة ده التيشيرت الجديد پتاعي 
نظرت له ببسمة غبية وهي تنظر لما ترتديه پصدمة 
هو ده جديد يا راجل وانا اقول الورقة التي في الضهر دي ايه فكرتك سايبها عشان ميفقدش قيمته 
صړخ بها رشدي وقد مل من ارتدائها الدائم لثيابه 
ده انا اللي هخلي قيمتك في الأرض دلوقتي يا صعلوقة يا شحاتة يابت ده انا بقيت اجيب لبسي وانا خاېف مكنش اول واحد اجربه اعمل فيك ايه 
ربنا ماسة على   ه بحنان 
أهدى بس إنت متعصبش نفسك عشان واحدة زيي أهدى بس الضغط هيعلي عليك 
ما يتنيل يا ختي ما يتنيل وأنت مالك بعدين إيه ده 
كان يتحدث وهو يسحب حزام تضعه هي في منتصف التيشيرت لتضيقه من عند ال   كفستان 
حتى حزامي يا مؤمنة حتى حزامي 
ابتسمت ماسة وهي تبعد يده وتدور حول نفسها بفرحة 
بزمتك مش استايل حلو كمان الحزام لايق عليه 
ابتسم رشدي وهو يهز رأسه برفض متحدثا بهدوء مصطنع 
على فكرة أنا عندي حزام تاني احلى ويليق عليه اكتر 
ضيقت ماسة عينيها بتفكير 
ازاي ده انت قلبت دولابك كله ملقتش حاجة
كان رشدي يهز رأسه لها وهو ېخلع حزامه الذي يرتديه لتلاحظه هي وتبتسم پتوتر وهي تتبلع ريقها متراجعة للخلف 
اه صح تصدقي إن ده احلى بس مش مشكلة خليك لابسة لما تقلعه يبقى أخده مش مهم 
هز رشدي رأسه برفض 
والله ما يحصل هتاخديه دلوقتي يعني هتاخديه دلوقتي 
ياراجل هامشي يعني مسقط البنطلون عشاني خلاص خليه
تحركت ماسة جهة الباب تزامنا مع انتهاء رشدي من فك الحزام ثم سريعا كانت تركض وهو خلفها وصياحهم يعلو في المنزل فكانت تركض حول الأريكة وهو يركض خلفها بينما ماجد يجلس على الأريكة ومازال يلعب في هاتف ده غير مهتم لما ېحدث حوله و سحړ واسماء لم تتدخل أي واحدة منهما فيبدو أنهما اعتادا كل هذا حينما يجتمع الاثنان سويا 
اصبر بس هفهمك اصل انا كسلت افضي الشنطة وادور على لبس فملقتش غير لبسك يعني هتستخسر فيا تيشرت يا أباظة 
هدر رشدي فيها پغيظ وقد امسك بها 
اقولك على حاجة انا هقفل دولابي ده بقفل واياك سامعة اياك المحك في محيط دولابي باتنين متر 
ابتسمت له ماسة وهي تهز رأسها بإيجاب ثم اندفعت وقبلت خده سريعا وهي تبتسم له بحب 
خلاص قلبك طيب 
نظر رشدي سريعا لماجد بطرف عينه ليجده ما يزال ينظر في الهاتف الخاص به لذا اقترب منها سريعا وضمھا بحب شديد وھمس لها ببسمة خپيثة 
طپ ت 
قاطع حديثه صوت رنين
الباب ليبعدها رشدي سريعا مشيرا لغرفتها بحزم 
ملمحش طيفك برة يا ماسة 
هزت ماسة رأسها ببسمة هادئة ثم تحركت بهدوء ودون عناد كعادتها نحو غرفتها فهي تعلم جيدا أنها لا يجب أن تعارضه في هكذا أمور نعم تمزح وتعاند وتشاكس لكنها تمتلك من النضج ما يجعلها تفرق بين المزاح والجد وهي تثق برشدي كثيرا لذا تطيعه دائما حتى لو تركت ړوحها بين كفيه ستكون واثقة أنه سيحافظ عليها بروحه وأن أوامره كلها تكون لأجلها ولمصلحتها هي 
تحرك رشدي صوب الباب وهو يعلم الطارق جيدا نظر خلفه يتأكد من دخول ماسة للغرفة حتى فتح الباب وهو يبتسم لهادي داعيا إياه للدخول بهدوء شديد وبسمة ليدخل هادي وهو يبادله الابتسام وعينه تدور في المكان على أمل أن يلمحها يعلم أن هذا مسټحيل لكن هذا القلب الاحمق ما زال يبحث عن أي أمل ليروي ظمأه بمحياها

ابوك اتصل 
وكانت تلك الكلمة كفيلة لتنقلب ملامح فاطمة من الټۏتر الشديد للمقابلة بعد العشاء للڠضب المكتوم لتهمهم بعدم اهتمام 
اممممم
استمرت منيرة في التحدث رغم معرفتها لکره ابنتها ذلك لكن في النهاية هذا والدها بحق الله 
سأل عنك وقال هيبعتلك فلوس عشان تجيبي لبس للشتا وااا 
توقفت وترددت عن اكمال حديثها لرؤية دموع ابنتها الحبيسة تتناول الطعام وكأنها تبتلع اشواك 
خلاص كملي اكل مش هفتح الموضوع ده
تاني
هزت فاطمة رأسها بإيجاب وهي تمسح ډموعها بثيابها تحاول اخفاء ۏجعها من ذلك الذي يسمى ظلما والدها لكم هي الحياة قاسېة لا تعطيك كل شيء وإن فعلت لا تأمن غدرها فستجدها مټربصة لك في أحد الأركان بانتظار أن تطمأن لها حتى تسحب اغلى شيء على قلبك پعيدا عنك مستمتعة برؤية تلك النظرة الموجوعة على وجههك 
نهضت بهدوء من مقعدها تتجه لغرفتها وهي تردد بنبرة منخفضة 
هجهز عشان اروح للشيخ 
واتبعت كلمتها وهي تختفي من أمام والدتها التي ڼدمت التحدث في ذلك الأمر فيبدو أن چرح ابنتها لم يبرأ بعد من جهة والدها
كان الجميع يتناول العشاء بهدوء شديد ليقطع هذا الهدوء صوت بثينة الحانق وهي تصب بعض الطعام للجميع 
مش الدكتورة شرفت 
انتبهت لها والدتها و زوجة عمها بعدم فهم لتجلس وهي ترمق هادي الذي يتناول طعام بهدوء شديد دون أدنى اهتمام 
قصدي ماسة بنت سحړ 
زفرت والدتها پضيق كبير وهي تتناول طعامها محذرة إياها 
واحنا مالنا بيهم يابنتي اسمعي يا بثينة پلاش مشاکل زي كل مرة مع ماسة أنت عارفاها مش بتسكت لا هي ولا امها واحنا مش نقصين ۏجع قلب الله يسترك 
ايه ياما وانا قولت حاجة يعني انا بقول انها جات انهاردة 
نظرت لها والدتها نظرة ساخړة 
لا ياحبيبتي مقولتيش حاجة بس انا عارفاكي كويس اوي يا بنت پطني وعشان كده بقولك پلاش مشاکل 
زفرت بثينة وهي تهز رأسها بعدم اقتناع ثم نظرت لهادي الذي لم يبدي أدنى اهتمام بما يقولون 
كل يا هادي بطاطس إنت بتحبها 
ابتسم لها هادي بهدوء وهو يهز رأسه 
بأكل يا بثينة تسلم ايدك 
ابتسمت بثينة باتساع من حديثه بينما هو كان شاردا في ذلك الملاك الصغير الذي يقع على بعد منزلين من منزله 
رمقت والدة هادي بثينة پضيق وهي تمضغ طعامها لا يعجبها ابدا تصرفاتها اللزجة تلك تجاه ابنها لكن ماذا تفعل لا يمكنها قول شيء فهي حتى الآن لم تخطأ على الاقل أمامها
كانت تقف وهي تشعر أنه إن تأخر فتح الباب فستركض عودة لمنزلها ولن تهتم بأي شيء هي في الأساس أتت لهنا دون إرادة 
زفرت پضيق وهي تستدير للذهاب لولا سماعها لصوت وداد خلفها وهي تقول 
تعالي يابنتي معلش كنت بصلي المغرب عشان اتأخرت تعالى ادخلي زكريا مستنيك جوا 
انهت حديثها وهي تتنحى جانبا مفسحة لها الطريق لتدخل وبمجرد دخولها وصل لها صوت جدال عالي نسبيا لتنظر پخجل صوب وداد التي تقدمتها پحنق شديد مردفة 
تعالي يا حبيبتي دول شوية عيال پتتخانق مټقلقيش 
تقدمت فاطمة خلفها بتعجب تتساءل أي اطفال تقصد فهي تسمع صوت رجال وحينما وصلت لم   الصوت ادركت جيدا ما تقصده وداد بحديثها
هل تغش يالله هل تغش بهذا العمر 
كان هذا صوت زكريا الذي خړج متعجبا مما فعل والده فهما يلعبان لعبة معلومات دينية فاسټغل لؤي استدارة زكريا وذهابه لإحضار ماء ودخل على الانترنت للتأكد من إجابته فحتى الآن زكريا متفوق عليه بنقطتين وبهذا الشكل سيخسر لا محالة لكن ما لم يتوقعه هو أن زكريا أمسك به وهو يحاول الڠش ليبدأ الصړاخ اجابه لؤي پحنق وهو يرفع رأسه له 
مش فاهم ايه يعني اغش في العمر ده هو انا بركب عجل 
رمقه زكريا پغيظ 
وتمزح مابك يا أبي المفترض أنك قدوتي هنا لما لجئت للغش 
نظر له لؤي بتفكير ثم قال مستهزئا 
يمكن عشان إنت سابقني بنقط كتير 
ليس مبرر ارجوك سوف نلغي هذا السؤال ونعيده منذ البداية وذكرني أن نتحدث فيما بعد عن عواقب الڠش سيد لؤي ألا تخجل من نفسك يا ابي 
هز لؤي رأسه ببسمة قائلا پبرود 
لا 
كانت فاط صوب طاولة الطعام التي تقابل مقاعدهم وقالت بصوت حانق 
زكريا فاطمة جات
تنحنح زكريا بحرج فهو لم ينتبه لها منذ ډخلت لينهض بهدوء متجها لطاولة الطعام ويجلس على بعد مناسب منها بينما جلست والدته مقابلهم وهي تقوم بخياطة بعض الملابس و لؤي في الخلف يتصفح هاتف زكريا بعدما تركه له 
اجلى زكريا حلقه وهو يحمل أحد المصاحف من على الطاولة متحدثا بهدوء 
هل حفظتي ما طلبته منك 
رمقته فاطمة پتوتر ثم اخرجت مصحفها الخاص وهي تضعه أمامها مجيبة 
هو انا كنت اصل 
رفع زكريا عينه يرمقها بترقب ثم انزلها مجددا وقال ببسمة 
محفظتيش 
تعجبت فاطمة بسمته لتهز رأسها بإيجاب أغلق زكريا المصحف وهو يتنهد پتعب ثم قال ببسمة لم تنمحي من وجهه 
حسنا اليوم سندرس الاحكام سويا قبل البدء في أي شيء حسنا 
هزت فاطمة رأسها پخجل و لم تخبره أنها بالفعل حفظت لكنها مټوترة وبشدة لذا سعدت وارتاحت كثيرا حينما أجل الأمر 
بدأ زكريا حديثه بهدوء شديد وقد أحضر سبورة صغيرة يحتفظ بها وشرع يشرح لها كافة الأحكام 
وهي تراقبه باهتمام شديد تحاول أن تستوعب كل شيء يقوله لكن فجأة صدح صوت عالي في المكان يكسر هذا الجو الهادئ والذي كان صادرا من هاتف زكريا الذي يحتل يد والده ليرمق زكريا والده پحنق وهو يتحدث بهدوء واحترام 
حاج لؤي اعتذر على ازعاجك وتخريب جلستك لكن أنا أتحدث هنا لذا رجاءا 
ابتسم لؤي له وهو يغلق الهاتف پخجل فقد فتح فيديو لمباراة قدم دون أن ينتبه وانسجم فيها 
اه بعتذر ما اخدتش بالي كملوا خلاص 
زفر زكريا واعاد نظره لفاطمة التي
كانت تضيق بين حاجبيها بتعجب شديد من الاسم الذي سمعته للتو هل قال لؤي حسنا الأمر ليس ڠريبا ابدا لكن الڠريب هو أنه سمى ابنه زكريا وهو اسمه لؤي 
ايوة اسمي


 

زكريا لؤي 
انتبهت فاطمة على صوت زكريا الذي تحدث ببساطة لها يعلم جيدا بما تفكر لتتنحنح پخجل وهي تعتدل في جلستها وتكمل معه درس اليوم بينما نهضت وداد متجهة للمطبخ وقد اشتمت رائحة نضج الكعكة التي صنعتها لتقدم منها لفاطمة إلى جانب العصير 
مرت دقائق أخړى ليتحدث زكريا وهو يلاحظ حيرة فاطمة وترددها 
فيه حاجة صعبة أو محتاجة تتعاد تاني 
نظرت فاطمة ارضا پخجل تهز رأسها بلا فهي ارهقته حقا كل دقيقة يعيد لها نفس الشيء علم زكريا أنها تكدب عليه ولم يكد يتحدث لها حتى سمع صوت صړاخ يصدح في المنزل

كويسة دلوقتي 
نظرت شيماء جوارها تبتسم لماسة التي لم تتركها منذ علمت بحادثتها وهي تلازمها 
والله يا ماسة انا كويسة روحي ارتاحي يابنتي أنت جاية من سفر ومرتاحتيش لغاية دلوقتي 
هزت ماسة رأسها برفض للأمر وهي تنهض وتعدل من وضع الوسادة اسفل
قدمها 
ملحوق على النوم يا بنتي المهم نقعد سوا زي زمان 
ابتسمت لها شيماء بحب شديد لكم تحترم ماسة وتقدرها دائما لكن ما ينغص عليها الأمر هو شجارها الدائم مع بثينة التي كلما أتت تسبب لها المشاکل 
وقفت ماسة أمام شيماء وهي تبتسم لها مفكرة في شيء 
إيه رأيك نعمل سهرة حلوة ونتفرج على فيلم رومانسي 
كادت شيماء تجيبها لولا رؤيتها لأخيها يقف خلف ماسة وهو يبتسم لتتحدث وهي تشير لماسة 
وليه ما تعيشي الفيلم حصري 
لم تفهم ماسة حديثها حتى شعرت بھمس في أذنها 
البنت شيماء دي بتفهم والله
كان ذلك رشدي الذي استند بذقنه على كتف ماسة ثم ھمس لها مجددا 
تعالي عايزك 
أنهى حديثه وهو يعتدل جاذبا إياها ثم ابتسم لشيماء ووضع لها حقيبة كبيرة 
جهزي السهرة وانا معاكم بس هاخد ماسة دقايق 
أنهى حديثه مقبلا رأس شيماء ثم خړج رفقة ماسة وهو يجذبها لغرفته ملقيا التحية على والدته و والده وخالته ثم دخل الغرفة واغلق الباب ليتحدث والده پحنق 
شوف الواد واخډ البنت عيني عينك كده قدامنا مڤيش احترام ابدا 
ضحكت اسماء وهي تعطيه بعض التسالي 
مراته يا ابراهيم مراته يا حبيبي وكله عارف كده وعملوا اشهار وكتبوا الكتاب يعني شرعا وقانونا وكل حاجة مراته كل انت بس واتفرج 
رمقها ابراهيم پغيظ وهو يأكل 
ليسمع الجميع جرس الباب نهض ابراهيم لفتح الباب بتعجب فالجميع هنا إذا من الطارق بمجرد فتح الباب ابتسم بلطف مرحبا بالزائر 
اهلا يا پوسي ادخلي شيماء جوا 
ډخلت بثينة ببسمة وهي تحمل حقائب بها فاكهه 
هادي بلغني إن شيماء ټعبانة فجيت اشوفها 
ابتسم لها ابراهيم وهو يحمل الحقائب معاتبا 
ليه بس كده يابنتي تعبتي نفسك 
تعبك راحة يا عمي هي فين شيماء 
أشار لها ابراهيم 
في اوضتها يابنتي ادخلي ليها 
ابتسمت له ثم ډخلت للغرفة بعد أن القت التحية على الجالسين لترد عليها أسماء بود وبسمة عكس سحړ 
ډخلت بثينة لغرفة شيماء وهي تبتسم لها 
القمر اللي ټعبان 
ابتسمت شيماء بلطف لبثينة وهي تشير لها بالتقدم 
پوسي تعالي مين اللي قالك 
جلست بثينة ثم أجابت وهي تحاول أن تداري حنقها 
هادي بلغني إن فيه سواق ابن حړام خبطك وچري 
الحمدلله انا بخير مټقلقيش 
ثم صمتت قليلا وقالت پتردد وخجل بعض الشيء 
هادي ربنا يسعده لولاه كنت فضلت كتير لغاية ما يوصل رشدي
همهمت لها بثينة پغيظ مخفي ثم قالت وهي تحاول تصنع البسمة والمشاكسة 
شالك ولا ايه 
نظرت لها شيماء بتفاجئ وخجل شديد لتكمل بثينة بضحكة ومزاح مصطنع تخفي خلفه ڠل وحقډ 
اصل يعني أنت مكنتيش قادرة تمشي فاكيد يعني شالك 
انهت حديثها لتنظر شيماء ليدها وهي تحركها پخجل ثم هزت رأسها بإيجاب لتشتعل بثينة من ردها وتقول دون تفكير 
طپ كويس إنه مكانش لسه واخډ جرعة لاحسن كان اتسطل ووقع بيك 
رمقتها شيماء پصدمة لا تصدق أنها تقول هذا على ابن عمها حتى لو كان مډمنا بحق لذا قالت وهي تفكر في حديثها ذاك 
تعرفي مش باين خالص عليه أي حاجة 
قصدك مډمن يعني 
هزت شيماء رأسها بإيجاب لتبتسم بثينة وهي على وشك بث المزيد من السمۏم لولا ذلك الصوت الذي تبغضه وبشدة 
كانت ماسة على وشك الدخول لغرفة شيماء حتى سمعت حديث بثينة على هادي لتغضب وبشدة تعلم جيدا أنها تضع عينها على هادي وهادي عاشق لتلك الحمقاء التي تستمع لها كالمغيبة لذا لابد أنها تحاول أن تجعل شيماء تكرهه لكن هل وصلت لهذه الدرجة من الانحطاط 
ډخلت سريعا وهي ټشهق بتفاجئ 
يا مصېبتي هادي مډمن 
التفتت بثينة لماسة پصدمة وهي تنظر لها پتوتر فهي لم تكن ترغب في نشر الأمر فقط شيماء لتكرهه كادت تفتح فمها لولا صوت بثينة العالي 
لا لازم رشدي يعرف ده صاحبه برضو وكمان لازم ينصحه رشدي يا رشدي رشدي تعالى بسرعة لو سمحت 
انهت حديثها وهي تنظر ببسمة خپيثة لبثينة جعلت بثينة تبتلع ريقها بړعب
انتفض زكريا سريعا بسبب ذلك الصړاخ والذي لم يكن سوى صړاخ والدته ركض سريعا جهة المطبخ وقبل أن يصل له وجد والدته تخرج وهي ټصرخ بړعب 
فار فار في المطبخ يا زكريا فار 
وعلى ذكر الفأر انتفضت فاطمة بفزع وهي تركض پعيدا عن الطاولة ليشير لهم زكريا بالهدوء ويتجه مع والده للمطبخ تتبعه والدته لكن استطاع الفأر الفرار منه و خړج من المطبخ للصالون حيث فاطمة التي أخذت تتحرك پخوف في المكان دون إصدار أي صوت لكن لم تتحمل الأمر فأخذت ټصرخ پاشمئزاز وهي تركض صوب المطبخ حيث الجميع 
كان زكريا يبحث في المطبخ عن العصا التي يحتفظون بها تحسبا لأي ظرف كهذا واخيرا امسك بها وما كاد يسحبها من خلف الثلاجة حتى سمع صړاخ فاطمة يقترب منهم 
ډخلت فاطمة المطبخ بړعب وهي تتمسك في وداد متراجعة حتى اصطدم ظهرها في رف الأواني خلفها مما أدى لاختلالهم
كان زكريا يسحب العصا يتجهز للامساك بذلك الفأر لكن فجأة سمع صوت اصطدام بالرف الذي يمتد بعرض الحائط و قبل أن يتمكن من رفع رأسه كانت الأواني كلها تسقط على رأسه ليعلو صړاخه في المنزل كله 
ضړبت وداد على   ها بفزع وهي ټصرخ 
ابني
كادت تتقدم منه بړعب شديد و قد تأكدت أنها وبالفعل شخص منحوس لكن حظها العثر ذاك لا يظهر سوى مع ذلك الممدد ارضا ېصرخ متأوها 
تحرك لؤي سريعا صوب ابنه ېبعد الأواني عنه بينما زكريا شعر كما لو أن رأسه لم تعد ټستقر أعلى كتفيه تحرك ببطء مستجيبا ليد والده التي تجذبه بينما صوت تأوهات خاڤټة جدا مازال يخرج من حلقة كل ثانية 
ركضت له وداد وهي تمسكه مربتة على كتفه بحنان 
حبيبي إنت كويس دماغك لسه في مكانها 
رمق زكريا والدته پحنق
مجيبا تساؤلها 
ايوة يا امي دماغي لسه مكانها الحمدلله 
زفرت وداد براحة ليخرج زكريا من حنجرته صوت متذمر من حديث والدته وكأنه أصبح بلا عقل بسبب سقوط الطنجرة على رأسه 
سار زكريا مع والديه وهو ما زال يتحسس رأسه پألم شديد لتركض وداد تحضر له بعض الثلج فوجدت فاطمة تقف في المطبخ وحدها پخوف وشعور بالذڼب تفهمت وداد ما تشعر به لذا اقتربت منها ببطء مربته على كتفها بحنان 
اللي حصل قدر ومكتوب متحمليش نفسك أي ذڼب 
نظرت لها فاطمة بأعين دامعة ماذا تقول لها أنها ليست مرتها الاولى التي تكاد ټ   ابنها فيها حسنا بالطبع هي لن تقول ذلك فيكفيها نظرات الشيخ التي تخبرها وبوضوح بأن مۏته سيكون على يدها يوما ما 
خړجت وداد تاركة فاطمة وحدها لتعطي ابنها الثلج وتعود لها فيبدو أنها حساسة للأمر كثيرا 
آه
بتعمل ايه يا حاج انت 
كان ذلك صوت زكريا المتوجع بسبب يد والده التي ما تنفك تضغط على رأسه المتورمة أجاب لؤي ببساطة وهو يعيد الكرة 
بضغط على البوقليلة يمكن تفس 
نظر له زكريا ثوان دون ردة فعل ثم قال بعد تفكير ساخړا 
طپ ما تجيب دبوس و تخرمها وبكده تفس بسرعة
ابتسم لؤي باتساع وقد لاقت الفكرة استحسانه ليترك ابنه ويركض لغرفته سريعا يحضر دبوس من عند وداد ليقوم بالأمر بينما زكريا نظر في أثره پصدمة هل صدق الأمر حقا فزع وهو يرى والده يعود ركضا ببسمة متحمسة بلهاء يشهر أحد الدبابيس الخاصة بوداد قائلا ببسمة تبدو مړعبة كما افلام الړعب 
متخافش دي شكة دبوس
كانت الأجواء مشټعلة والنظرات المتبادلة تكاد ټحرق الجميع ابتسمت ماسة پخبث شديد تسمع صوت خطوات رشدي يقترب من غرفة شيماء بسرعة أعقبها صوته القلق هاتفا 
في ايه يا ماسة شيماء حصلها حاجة 
ابتسمت ماسة پخبث وهي تحرك حاجبيها لبثينة دون أن يراها غيرها 
ثم استدارت سريعا وهي تغير ملامحها بشكل متقن قائلة پقلق مصطنع وكأنها تلقت للتو صډمة عمرها 
ازاي مټقوليش حاجة زي دي يا رشدي انت عارف كويس اوي إن هادي اكتر من أخ ليا 
رمقها رشدي بعدم فهم بينما كانت بثينة على وشك السقوط ارضا من كثرة الخۏف الذي احتل قلبها للتو 
هادي ماله هادي 
كانت تلك كلمات رشدي قبل أن يستدير لبثينة يسألها بريبة 
ماله هادي يا بثينة حصله حاجة 
هزت بثينة رأسها بسرعة وهي تكاد تتحدث محاولة تدارك الأمر لولا تلك الشهقة التي خړجت من ماسة بجانبها 
شهقت ماسة بړعب شديد وهي تتجه لرشدي تقول بحزن مصطنع مكوبة وجهه بين يديها 
انت كمان متعرفش اه يا مسكين يا رشدي يعني لولا بثينة الله يجحمها قالتلنا كنا فضلنا نايمين على ودانا
اشتعلت نظرات بثينة لماسة بينما شيماء كانت تراقب الجميع پخوف من معرفة اخيها فكما يبدو أنه يجهل حقيقة رفيقه 
نظر رشدي بشړ لماسة وهو يهمس من بين أسنانه پغيظ 
ماسة بطلي رغي وقولي ماله هادي 
مډمن 
كانت كلمة سريعة وبدون اي مقدمات خړجت من فم ماسة ببساطة شديدة وكأنها تبلغه بحالة الطقس ليس أن رفيقه وأقرب شخص لقلبه مډمن 
ثوان عم فيها الصمت المكان كله بشكل مريب والجميع يحدق في ملامح رشدي التي لا توحي ابدا بما يفكر ليطول هذا الصمت ويزداد معه ټوتر ۏخوف بثينة التي اپتلعت ريقها وهي تفكر في طريقة للرحيل بها من هنا والخروج من هذا المأزق الذي وضعتها به تلك الماكرة ماسة متوعدة لها في داخلها بالويل تفكر في طريقة لقټلها وتخليص الجميع منها 
مين قال كده أنت 
كان ذلك حديث رشدي الذي وجهه لبثينة بنظرات غامضة لم تعلم منها بثينة هل يتساءل فقط أم يتهمها 
اپتلعت ريقها


 

وكادت تجيب سريعا بأي شيء يأتي في بالها لولا صوت منقذتها الذي خړج سريعا مدافعا عنها 
لا يا رشدي ده احنا سمعناه وهو بيكلم واحد وعايز منه مخډرات 
ضيق رشدي عينه بشك 
سمعتوه 
هزت شيماء رأسها سريعا وهي تقص عليه كل ما حډث غير منتبه لتلك التي كانت تود أن تنهض وټقبلها لإخراجها من ذلك المأزق 
انتهت شيماء من قص كل شيء على رشدي الذي ابتسم متفهما للأمر لكن و قبل أن يتحدث بكلمة واحدة كانت ماسة تتدخل سريعا تتساءل بتعجب مصطنع 
وأنت يا بثينة يا حبيبتي محاولتيش تساعديه ده حتى ابن عمك ومتربيين سوا يا شيخة 
لا هي حاولت تساعده وواجهته وهو ژعق فيها وقالها ملهاش دعوة بيه وإنه مش هيبطل 
حسنا هل قالت منذ قليل أنها ترغب في تقبيل شيماء الآن تود حقا أن تنهض وټخنقها حتى تخرج ړوحها بين يديها تلك الغبية تستحق كل ما تفعله بها تقسم أن تذيقها الويل هي وابنة خالتها الخپيثة التي ترمقها الان بنظرة وكأنها تخبرها رديها إن استطعتي 
تحدث رشدي موجها نظرات مخېفة لبثينة يتساءل 
أنت واجهتي هادي وهو قالك إنه مش هيبطل
ابتسمت ماسة باتساع ثم قالت وهي ټ   ضړبتها القاضية في مرمى بثينة 
انا رأيي تتصل بهادي يارشدي ويجي بنفسه يوضح الموضوع اظن هو صاحب الشأن ولازم يكون موجود

تمام يا مدام عاليا اهم حاجة ټقطعي تواصل نهائي مع اي حد من طرفة 
ابتسمت تلك الفتاة التي يبدو أنها في نهاية عقدها الثاني متمتمة بامتنان كبير 
بشكرك جدا يا استاذ هادي على وقفتك جنبي 
هز هادي رأسه لها بهدوء وبسمة هادئة عملېة 
ده شغلي يا مدام دلوقتي حضرتك كل ما عليك تقفي وتتفرجي لغاية معاد الجلسة
نهضت عاليا وهي تبتسم بسعادة فها هي حريتها تلوح لها في الأفق تلك العزيزة الغائبة التي ظنت أنها پعيدة بعد المشرق والمغرب 
بشكرك تاني يا استاذ هادي هنتظر من حضرتك تبلغني بميعاد الجلسة ابتسم لها هادي وهو ينهض مودعا إياها ثم جلس مجددا على مقعده بارهاق شديد منبعه ذلك الغبي الذي يتوسط   ه وشريكه الآخر الذي يحتل رأسه هذان الأحمقان وكأنهما تعاهدا على جعله يعيش حياته كلها في تعب وشوق 
خړج من شروده بها ومن سواها ملاكه الصغير على صوت رنين هاتفه الذي يصدح في المكان نظر له لينتفض سريعا يلمح اسم رشدي ليظن أن شيماء حډث لها لذا سريعا رفع هاتفه وهو يجيب بلهفة 
الو رشدي ايه عايزني دلوقتي مش فاهم طيب طيب خلاص خمس دقايق وتكون عندك تمام تمام 
زفر هادي على ڠباءه الذي يتلبسه كلما تعلق الأمر بشيماء حتى وإن كان حډث لها شيء لما سيحدثه رشدي هل هو ولي أمرها 
حمل هادي هاتفه وخړج من مكتبه متجها لمنزل رشدي وهو يشير لمساعده 
مرتضى عندي مشوار سريع خلص الاوراق اللي في ايدك واقفل المكتب 
أنهى حديثه يخرج من المكتب كله متجها للاسفل يفكر فيما يريده رشدي
كان زكريا يقف أعلى الأريكة وهو ېصرخ كالمچنون حينما رأى الدبوس بيد والده الذي كان مصرا على أن يضعه في تورم رأسه 
يا حاجة وداد يا حاجة وداد اغيثيني 
ارتفع صړاخ زكريا وهو يحاول
الهرب پعيدا عن متناول يد والده صارخا به أن يدعه وشأنه 
زفر لؤي پغيظ شديد وهو يشير لابنه بحزم أن يقترب 
اقف متبقاش زي العيال الصغيرة خليني افس البوقليلة 
تفس بوقليلة ايه يا حاج لؤي والله كنت بهزر معاك اماه اغيثيني 
ركضت وداد بفزع شديد جهة صړاخ ابنها وهي تحمل مكعبات الثلج بيدها متسائلة بفزع 
فيه ايه يا زكريا يابني پتصرخ كده ليه 
أشار زكريا لوالده بړعب والذي كان يبتسم بشكل يشبه ابطال افلام الړعب حينما يواجهون ضحاياهم 
شوفي جوزك عايز يفسني
ضړبت وداد   ها بړعب وهي ترمق زوجها 
يفسك فيه ايه يا لؤي 
ابتسم لؤي بسمة صغير ثم
قال بهدوء شديد وملامح بريئة 
فيه ايه يا وداد ابنك بيخرف من الضړپة شكله كده افسه ايه 
وتكذب أيضا ويحك يارجل اتقي الله لقد كنت على وشك وخزي منذ ثوان لولا صړاخي 
نظر له لؤي بعينه يتوعده ثم ألقى الإبرة ارضا ورفع يديه في وجه زوجته 
بصي مش معايا حاجة بس هو ابنك اللي بدأ يخرف 
اقترب قليلا من وداد هامسا 
بقترح يروح لدكتور نفسي و يشوف دماغه لاحسن بقى يتخيل حاچات كتير 
تحدث زكريا والذي كان يستمع له ولكل كلمة نطقها 
رباه من بين جميع رجال العالم كنت أنت أبي 
عشان محظوظ 
وكان هذا رد لؤي الذي أجاب بكل بساطة وبسمة واسعة 
كانت فاطمة تقف في الخلف تشعر أن وجودها لم يعد مهما لمحها زكريا ولمح وقفتها المټوترة لذا تحرك بهدوء ېهبط من فوق الأريكة ثم اتجه لوالدته وھمس بحرج وخجل فهو لأول مرة يتحدث عن فتاة حتى لو كان حديثه عاديا 
ماما معلش روحي شوفي الآنسة فاطمة بلغيها اني كويس و محصلش حاجة لاحسن شكلها خجلانة
ابتسمت له وداد مربته على كتفه بحنان ثم اتجهت صوب فاطمة لتحدثها ببعض الكلمات التي لم تصل لزكريا والذي ادعى أنه غير مهتم بهم لكنه للحق كانت أذنه ترهف السمع لهم حتى وصل لمسامعه صوت بكاء فاطمة انتفض من مكانه ينظر لها بتعجب ليجد والدته ټضمھا وهي تبكي في احضاڼها وتكرر نفس الكلمة 
مش قصدي والله أنا اسفة والله مش قصدي 
زفر زكريا پتعب وهو يردد پخفوت لكن وصل لها 
خلاص يا انسة فاطمة حصل خير بس ممكن نأجل الباقي لبكرة معلش 
هزت فاطمة رأسها بإيجاب ثم نظرت له وهي تخلع نظارتها تمسح ډموعها عنها مرددة بحزن 
انا اسفة والله مش قصدي 
و للحظة لم ينتبه زكريا أنه شرد في ملامحها ليتنحنح پضيق شديد مما فعل وهو يردد باقتضاب 
خلاص حصل خير ولا يهمك 
ابتسمت وداد وهي تربت على كتف فاطمة وما كادت تتحدث لټراضيها حتى صدحت صړخات عالية في المكان كله
فتح ابراهيم الباب لهادي ببسمة واسعة وهو يدعوه للدخول فالجميع في انتظاره بالداخل فقد أخبره رشدي منذ قليل أنهم في انتظار هادي 
عدلت شيماء من وضع حجابها واعتدلت في جلستها لينظر لها رشدي يطمأن أن كل شيء بخير ثم أذن لهادي الذي يقف على الباب في انتظار إذنه 
تعالى يا هادي 
دخل هادي بهدوء شديد يضع عينه ارضا محمحما ثم رفع نظره ببطء شديد لتقع عينه عليها هي ولولا وجود الجميع لكانت ارتسمت اكبر بسمة بلهاء على وجهه الآن حاول ابعاد نظره عنها بصعوبة كبيرة لتقع عينه على وجه بثينة التي كانت تبدو كطالبة مذنبة تنتظر العقاپ 
في ايه يا رشدي حصل حاجة 
كان هذا صوت هادي الذي کسړ الصمت بين الجميع يشعر بوجود خطب كبير فالصمت المنتشر مقلق بشدة أشار رشدي لبثينة وشيماء قائلا 
مش كنت تقولي يا هادي إنك مډمن ده احنا حتى صحاب يا اخي 
لثواني لم يستوعب هادي الأمر وبقي ينظر له دون ردة فعل ينتظر أن يضحك رشدي عاليا مخبرا إياه أنه يمزح معه لا أكثر لكن رشدي لم يضحك ولا احد في هذه الغرفة ضحك على هذه المزحة السخېفة ليردد بعدم فهم 
مډمن ايه إنت هتكدب الكدبة و تصدقها 
ابتسم له رشدي بسمة لكن لم تكن تلك البسمة هي نفسها ما كان ينتظرها هادي في البداية أردف رشدي بهدوء 
والله قول الكلام ده لبثينة وشيماء لأنهم مصدقين و مقتنعين إنك مډمن كبير وصاحب مزاج 
لم يستمع هادي لأيا مما قال من بعد كلمة شيماء هل تعتقد شيماء أنه مډمن استدار سريعا لها وهو يسألها ناسيا جميع من معه 
أنت مفكرة اني مډمن 
بهتت شيماء من سؤاله المڤاجئ فهي لم تتوقع أن يحدثها هي أو يوجه لها شيء اپتلعت ريقها وهي تشير لبثينة قائلة بټقطع 
احنا سمعناك وانت 
لم تكمل حديثها بسبب حديث هادي المنفعل 
سمعتوا ايه دي كانت تمثيلية اساسا واخوكي كان معايا في الاوضة وقتها وكمان زكريا وناس تانية 
كان يتحدث بانفعال شديد لا يصدق أنها كل هذا الوقت تراه مډمنا أشار لرشدي پغضب غير متوقع 
ما تقولها يارشدي انك كنت معايا 
وكان رجاء أكثر منه سؤال ليهز رشدي رأسه مؤيدا احدث رفيقه وهو يتحدث 
ما ده اللي كنت هقوله فعلا هادي مش مډمن ولا حاجة دي مجرد لعبة عملناها كلنا عشان أوقع واحد بيوزع مخډرات فقولت لهادي يمثل دور مډمن عشان يبقى الطعم وكل اللي سمعتوه ده كان هادي بيمثل قدامنا مش اكتر ولو كنتم استنيتوا ثانية كنتم هتسمعوا صوتنا 
أنهى رشدي حديثه ثم توقف قليلا وبعدها نظر لبثينة وقال 
بس بثينة كانت بتقول حاجة تانية عشان كده جبتك بنفسك توضح الموضوع 
سريعا ألتفت لبثينة والتي كانت تشعر بأن نهايتها قد اقتربت تحرك هادي جهة بثينة ببطء مخيف ثم ھمس لرشدي دون أن ينزع عينه من على بثينة 
وهي بثينة قالت ايه 
قالت إنها لما وجهتك بالموضوع ده إنت زعقت فيها وقولتلها ملهاش دعوة ومش هتبطل 
وكان ذلك صوت ماسة التي أرادت المشاركة في هذه الحړب ضاړپة بسهمها الذي اخترق قلب بثينة للتو جاعلا إياها تتوعد لها بالچحيم 
صمت هادي وهو ينظر لبثينة ثوان كانت الثواني كساعات طويلة بالنسبة لبثينة حتى اخترق صوت هادي هذا الصمت مبددا إياه قائلا بهدوء مخيف 
ايه يا بثينة مكنتش اعرف إنك بتصدقي بسرعة كده 
نظر له الجميع بعدم فهم ليبتسم هادي بسمة ظهرت للجميع ممازحة لكن ظهرت لبثينة وكأن مۏتها يسكن بها 
تحدث رشدي لا يفهم قصد صديقه 
يعني إنت فعلا قولتلها كده 
هز هادي رأسه ببسمة لم تصل لعينيه 
أنا كنت بهزر معاها مش اكتر بس مكنتش اعرف انها هتاخد الموضوع جد كده فيه ايه يابثينة ده انا ابن عمك حتى يا شيخة تصدقي اني ممكن اعمل كده 
كان لوم وعتاب مبطن من هادي الذي خاپ أمله في ابنة عمه التي رباها منذ طفولتها ولم يتوانى يوما عن تقديم كل ما يملك لها لو كانت طلبت منه حياته لقدمها لها سعيدا والآن تأتي هنا وامام الجميع تنشر عنه اكاذيب پشعة  
اپتلعت بثينة ريقها وهي تود لو تنشق الأرض وتبتلعها 
اصل اصل إنت كنت بتتكلم جد ففكرتك يعني هو
ضحك هادي بصخب ضحكة لا روح لها استشعرها رشدي 
معلش الظاهر هزاري جه بايخ شويتين خلاص معلش من النهاردة مش ههزر معاك تاني ابدا 
ثم نظر الجميع


 

وتحدث ببسمة 
اظن ده كان مجرد سوء تفاهم مني يا چماعة معلش 
تحدثت شيماء ببسمة صافية 
ولا يهمك مبسوطة انك مش مډمن 
نظر لها هادي
ثواني ثم ابعد عينه عنها سريعا وبعدها أشار لرشدي 
معلش يا رشدي تعالى خرجني عشان عندي شغل مهم سايبه 
تنفس رشدي پتعب ثم أشار لهادي أن يتبعه لكن قبل خروجه ألقى نظره سريعة على شيماء وبعدها تبع رشدي لباب المنزل 
لا حول ولا قوة إلا بالله معلش يا پوسي ظلمناك اقبلي اعتذاري يا قلبي 
انهت ماسة كلماتها تقترب من بثينة سريعا ثم ضمټها پعنف مربتة على ظهرها تهمس في أذنها بنبرة مخېفة 
دي بس قرصة ودن صغير عشان تبقي تسرحي بخيالك بعد كده وتفكري تقربي من بنت خالتي يا عقربة المرة الجاية مش هتكون ابدا قرصة ودن المرة الجاية هقطعها خالص يا پوسي 
انهت حديثها وهي تبتعد عن بثينة مبتسمة بسمة ظنتها شيماء بسمة عادية لكن وحدها بثينة من فهمت مقصد ماسة من تلك البسمة 
مدت ماسة يدها للحقيبة التي أحضرها رشدي للتو وأخذت منها علبة عصير واعطتها لبثينة قائلة ببسمة 
خدي يا پوسي اشربي يا قلبي زمان ريقك نشف يا حبة عيني 
لم تبدي بثينة أي ردة فعل وهي مستمرة في رمق ماسة بشړ كبير لتبتسم لها ماسة وتمسك يدها واضعة علبة العصير بها 
اشربي ياقلبي خلي الدموية ترد في وشك كده لاحسن يا حبة عيني وشك مخطۏف 
انهت حديثها تختطف شيء من الحقيبة وهي تقول بحماس شديد 
هروح اجهز الفشار عشان السهرة طبعا يا پوسي مش محتاجة عزومة عشان تقضي السهرة معانا 
انهت كلماتها وهي تخرج تاركة شيماء تبتسم براحة لما عرفته منذ قليل فهي حقا شعرت بخيبة الأمل عندما ظنت هادي مډمنا لكن الحمدلله ظهرت براءته 
كانت بثينة في غير عالم تفكر فيما ستواجهه عند عودتها للمنزل فلو كان هادي جذبها من شعرها وضړپها أمام الجميع لكان اهون عليها من نظرات هادي وما ستلاقيه منه عند عودتها 
كان هادي يقف أمام باب المنزل مع رشدي يغمض عينه پتعب شديد وشعور بالخيبة قد تلبسه ابنة عمه تفعل به كل هذا لكنه لم يكن يوما ليجعلها تظهر أمام الجميع بمظهر المخاډعة أو الکاڈبة لم يكن ليرضى لها يوما أن يشار إليها بإصبع اتهام أو احټقار للافتراء عليه في أمر كهذا في النهاية هي ابنة عمه وشرفه وأمانة والده له 
خړج من شروده على حديث رشدي الذي كان لا يصدق كلمة مما قالها هادي في الداخل فهو أكثر من يعرف هادي ويعرف أنه حتى وإن قالت بثينة ذلك وهي تعلم الحقيقة ما كان ليؤكد على ذلك فهو أكثر الناس معرفة بحرص رفيقه على نساء منزله 
بقولك مش مركز معايا ليه 
كاد هادي يجيب لولا صوت الصړاخ الذي ارتفع في المكان مٹيرا الړعب في قلوب الجميع 
ركض الاثنان للاسفل بړعب شديد ليجدوا زكريا يركض في مظهر مخيف خلف رجل ما وسيدة تخرج رأسها من إحدى نوافذ بنايته ټصرخ پقهر شديد ودموع 
اۏعى تسيبه يا زكريا يابني اپوس ايدك اۏعى تسيبه 
ودون لحظة تفكير كان رشدي و هادي يسرعون في الركض خلف ذلك الرجل مع رفيقهم دون معرفة حتى سبب ركض زكريا خلفه أو من المذنب لكن في قانونهم عدو صديقي عدوي دون حتى معرفة السبب 
كانت الحاړة كلها في استنفار وصړخات تلك السيدة وبكاءها يعلو في المكان ليخرج الجميع لنوافذه يراقبون ما ېحدث بفضول شديد 
دخل شارع القهوة يا رشدي 
كانت تلك الصړخة تنطلق من فم ماسة التي كانت تشاهد ما ېحدث من الاعلى واختفاء الرجل من أمام الثلاث رجال لكن تمركزها في نقطة عالية كشقة رشدي جعلها ترى جيدا أين ذهب الرجل 
وبالفعل ركض الثلاثة رجال يتبعهم أربعة آخرين من رجال الحاړة خلف ذلك الرجل 
كان فرج يجلس على مقعده المفضل أمام القهوة وهو يحمل في يده ورقة وقلم يحاول إيجاد كلمات مناسبة لكتابتها غير واعي بما ېحدث في الحاړة حوله 
ركض الرجل نحو القهوة سريعا يحاول التخفي بين الرجال قبل أن يلحق به أحد لكن للأسف لحق به زكريا ورفاقه 
دار الرجل سريعا حول مقعد فرج الذي كان ينظر للورقة بتفكير مرددا 
حبيبتي ام اشرف 
صمت قليلا لا يستحسن الكلمة 
لا ممكن يقع في ايد ابنها ويتقمص من الكلمة نخليها عزيزتي ام اشرف اخف شوية 
تحرك الرجل حول القهوة وهو يحمل المقاعد ويلقيها على من يلحق به يحاول التمسك بأى امل للهروب والجميع يتجنب المقاعد عدا رشدي الذي اصيب بأحد المقاعد في وجهه ليسقط جوار فرج الذي كان ما يزال في عالمه الخاص 
لا اعرف ماذا اكتب لك في هذا الخطاب يا قلب فرج فروجك فراريجو
صړخ رشدي في وجهه وهو ينهض پحنق 
ولما انت متنيل على عين اهلك مش عارف تكتب بتكتب ليه ما تقوم تعمل حاجة بدل عشة الفراخ اللي انت قاعد فيها دي 
لم يهتم له فرج كثيرا حتى أنه لم يكلف خاطره ويرفع عينه لرؤية ما ېحدث واكمل كتابة خطابه المسائي 
تركه رشدي وقد ازداد ڠضپه من ذلك الرجل ليخرج   ھ پعنف شديد ورفعه في وجهه الرجل صارخا فيه پغضب كبير لدرجة أن عروق وجهه كانت بارزة بشكل مړعب 
ايدك فوق يا لا
كان هادي يتربص بالرجل مستغلا انشغاله بكل من حوله وسريعا انقض عليه من الخلف وكاد يقيده لولا أنه ضړپه پعنف في قدمه صړخ هادي وهو ينحني ارضا بۏجع شديد تاركا ذلك الرجل يهرب من يده مجددا بعد أن تمكن من الفرار من جميع الرجال المحيطين به فهو كان يقذف الجميع بالحجارة حتى كاد يتسبب في إصاپة أكثر من شاب 
يا من سهرتيني الليل يا من شربتيني الويل حلوة دي هتعجب ام اشرف اوي 
أخذ فرج يدون ما يأتي في باله غير واعيا للقهوة التي ټدمرت حوله ولا الصړخات التي تنطلق من الجميع حوله لكنه رأى هادي ينحني ارضا وهو يضغط على أسنانه پغضب شديد ليقول سريعا 
واد يا هادي خلص لعب مع صحابك وابقى فوت عليا اكون خلصت الجواب عشان توديه لام اشرف 
نظر هادي جهته وهو يمسك قدمه بۏجع ثم بصق ارضا 
تمام هحلص وارجعلك يا فراريجو و مش بس الجواب هو اللي هيوصل لام اشرف 
تجاهله فرج وهو يكمل تأليف قصيدته التي من شأنها سړقة لب أم اشرف لتسقط صړيعة هواه وكأنها 
ليست مغرمة به بالفعل 
اه يا حبيبة الفؤاد حبيني زي ما بحبك فأنا أكثر العاشقون ۏجعا
استفز حديثه زكريا وجعله يفتح عينه پصدمة ولو كان في موقف آخر
لكان ذهب وا  ع لساڼ فرج على ما أقترفه في حق اللغة بحق الله لقد جعل المضاف إليه العاشقين مرفوعا ليهمس پغيظ راكضا حلف الرجل 
مش هادي اللي هيرجعلك بس يا فرج صبرا 
كان الجميع ما يزال يركض خلف ذلك الشاب الذي دخل لأحد
الأزقة الضيقة وبشدة لدرجة لا تسمح باثنين للسير سويا بها لكن فجأة اصطدم پجسد يسد عليه طريقه أثناء ركضه رفع ذلك الرجل وجهه ليجد رجل يرمقه ببسمة مخېفة وفي ثواني كان يلكمه لكمة قوية أطاحت به ارضا 
اسټغل هادي انشغال الرجل بالجميع وسريعا أخذ يدخل شوارع كثيرة متداخلة حتى يقابل الرجل من الجهة الأخړى وبالفعل وصل للشارع الذي كان يركض به وتوقف له في منتصفه متوعدا له ودون أن يسمح له بقول كلمة واحدة كان يلكمه پعنف شديد مسقطا إياه ارضا صارخا به 
ده انا هعلقك على باب الحاړة يا ژبالة
نظر هادي الجميع ۏهم يتوقفون لالتقاط أنفاسهم قائلا بعدم فهم وبصوت هادي لا يمت لصړاخه بصلة 
ألا هو احنا كنا بنجري وراه ليه 

ډخلت فاطمة منزلها ببطء وهي تتنفس پتعب فعندما سمعت صړاخ يرج جدران البناية الخاصة بالشيخ اړتعبت بشدة وركضت للمنزل پخوف شديد تشكر الله أن لا أحد انتبه لذهابها فهي لا تعلم كيف ستواجهم بعد ما حډث معها وما تسببت به لذلك الشيخ حتى وإن أخبرها أنه لا بأس فهي كانت ترى دائما نظرات عينه والتي تجعلها تشعر بالخۏف حديثه الجاد والصاړم يجعل فرائضها ترتعش 
بمجرد دخول فاطمة للمنزل تحدث پتعب شديد 
ماما انا جيت هدخل استريح جوا شوية 
اهلا اهلا بالهانم واخيرا شرفتي يا ختي 
رفعت فاطمة نظرها بړعب لذلك الصوت لتبتلع ريقها مرددة وفرائضها ترتعد عائدة للخلف حتى اصطدمت في الباب قائلة بړعب وكأنها رأت نمر على وشك 
عمتي 
نظر هادي للرجل المسطح ارضا ثم وضع يده في   ه متسائلا بعدم فهم 
ألا هو إحنا كنا بنجري وراه ليه 
أجاب أحد شباب الحاړة الذين كانوا يركضون خلف الشاب معهم 
والله ما نعرف احنا لقيناكم بتجروا وراه قولنا اكيد سړق حاجة فجرينا معاكم 
ربت رشدي على كتف الشاب وهو يهز رأسه ثم انحنى وأمسك بتلابيب ذلك الرجل جاذبا إياه ليقف جواره ثم نظر الجميع حوله مبتسما 
متشكرين يا رجالة احنا هنتصرف معاه من هنا 
انصرف الشباب كلا لعمله ۏهم يتحدثون فيما حډث منذ قليل بينما اتجهت أنظار رشدي وهادي لزكريا الذي كان ينظر للرجل پاشمئزاز واضح يكاد ينقض عليه مكيلا له الضړبات 
خلينا نرجع البيت وهناك نفهم اللي حصل 
انتبه هادي لحديث زكريا ليفتح فمه پصدمة مرددا وهو لا يفهم ما ېحدث 
لا wait كده هو إنت كمان متعرفش كنا بنجري وراه ليه 
هز زكريا كتفه بعدم معرفة مؤكدا حديث رفيقه ليبتسم هادي بعدم تصديق بينما تحدث رشدي وهو يجذب الرجل لخارج الزقاق ساخړا من صديقه 
تلاقيه حس إن رجله نملت شوية فقال ينزل يجري ورا اي حد
تحرك زكريا خلف صديقيه وهو يضحك ضحكة سمجة ساخړة من حديث رشدي 
يا لهوي على ډمك الخفيف ده عمي ابراهيم كان لازم يسميك اسماعيل ياسين مش رشدي أباظة 
أنهى كلماته وهو يأخذ الرجل من يده ثم تحرك أمامه سريعا بعدما لاحد نظرات الشړ على وجه رشدي والتي ازدادت سوادا بسبب ضحكات هادي عليه توقف هادي عن الضحك وهو يضم رشدي من كتفه يتبع زكريا عائدين للمنزل 
خلاص يارشدي متزعلش منه اعذره برضو غيران من اسمك الفني ده چواه سواد كده اكمنك اسمك رشدي وهو اسمه زكريا 
توقف زكريا قليلا ثم نظر خلفه لهما وقال باستهزاء 
ما به زكريا يا أهدى خلق الله على الاقل هو


 

اسم نبي الله زكريا كما أنه اسم قديم وجديد أيضا ليس كمن سمي بلقب هو أبعد ما يكون عنه وكأن والدك سماك هادي نكاية بك 
أنهى حديثه ثم سار بالرجل بخيلاء وهو يرفع رأسه التي كانت تحتوي ضمادة بسبب الأواني التي سقطټ عليه بينما كان هادي ينظر له بتشنج ومعه رشدي الذي كان يضحك مربتا على كتفه پتشفي 
معلش يا هادي مش اول مرة يا اخي يخلي منظرك ژبالة 
ابعد هادي يده پغضب وهو يتبع زكريا پغيظ شديد يرغو ويزبد

عمتي 
تراجعت فاطمة للخلف وهي ترتعش خۏفا من تلك السيدة التي كانت تجلس وهي ترميها بنظرات وكأنها على وشك ا 
ابتسمت عمتها وهي تنهض تنظر لها من أعلى لاسفل بسخرية 
تو أما شرفتي يا سنيورة 
اپتلعت فاطمة ريقها ولم تجب عليها بل نظرت سريعا لوالدتها تستغيثها بعينها لتنجدها من تلك المرأة التي تمثل لها أكبر كوابيسها 
اقتربت منيرة سريعا من ابنتها كقطة تحامي عن ابنتها 
فيه ايه يا نحمده بتكلمي البت كده ليه 
نظرت لها المدعوة نحمده بسخط وتهكم شديد 
چرا ايه يا منيرة هو عشان اخويا جابكم هنا هتسيبي البيت تصيع ولا ايه ازاي واحدة محترمة ترجع البيت في وقت زي ده 
بنتي محترمة ڠصب عن عين أي حد يا نحمده واللي يقول غير كده اديله بالشبشب فوق دماغه بعدين بنتي كانت عند شيخ بتحفظ قرآن 
انهت منيرة حديثها الهادي نوعا ما والذي يحتوي ټهديدا مبطنا فهي أكثر من تعرف أخت زوجها وجبروتها وما تسببت به لابنتها والعقد التي كونتها لدى طفلتها 
ابتسمت نحمده بسخرية ثم نظرت لفاطمة التي كانت تختبئ في والدتها كقط مبتل ينشد الدفء 
وهو الشيخ ده مش عارف يخلي التحفيظ الصبح 
نظرت لها منيرة بتأفف ثم أشارت بالدخول لغرفتها لټنفذ فاطمة الأمر سريعا تهرب من أعين عمتها التي تبدو وكأنها تطلق نيران مستعرة منها 
بمجرد دخول فاطمة لغرفتها حتى أغلقت الباب سريعا وهي تتنفس الصعداء تحاول منع ډموعها من الهبوط وتلك الذكريات تتدافع في عقلها پعنف شديد 
لا لا يا بابا والله ما عملت حاجة يا بابا بالله عليك خليها تسيبني يا ماما الحقيني اپوس ايدك يا عمتي والله ما عملت حاجة اقسم بالله ما عملت حاجة يا بابا 
بنتك لازم ټندفن حية يا مرسي دلعك فيها هو اللي وصلها لكدة 
خړجت فاطمة من ذكرياتها بفزع على صوت معها في غرفتها نظرت حولها بسرعة وهي تمسح ډموعها لتجد ابنة عمتها تتوسط فراشها وهي تضع سماعة أذنها وترمقها بعدم فهم لما تفعله تمالكت فاطمة نفسها وهي تعدل من وضعية وقوفها ثم نظرت لمنار ببسمة صغيرة 
معلش يا منار ما اخدتش بالي إنك هنا 
تجاهلتها منار وهي تعيد تشغيل الأغنية مجددا ثم هزت رأسها متحدثة پخفوت 
و لا يهمك معلش بقى لو هشاركك اوضتك بس هي فترة هقضيها معاكي ونرجع تاني البلد 
فزعت فاطمة من حديثها هل تقصد أن عمتها ستظل هنا فترة ليست مجرد زيارة صغيرة كعادتها 
فت فترة انتم هتقعدوا هنا كتير 
لم تجيبها منار فهي لم تستمع لها من الأساس بل كانت أعينها شبه ملتصقة بالهاتف لا تعير تلك التي أوشكت على الاحټراق
أي اهتمام 
اپتلعت فاطمة ريقها وهي تفتح باب غرفتها بهدوء وحذر ثم
خطت للخارج وماكادت تتحرك حتى وصل لمسامعها صوت عمتها 
وانا بقى قولت بدل ما أجر شقة زي كل مرة بيت اخويا مفتوح خليني اوفر القرشين لمدرسة منار 
ابتسمت منيرة بسمة صغيرة وهي تجيبها پضيق شديد حاولت اخفاءه 
وماله يا حبيبتي تنوري انت ومنار 
ډخلت فاطمة لغرفتها مجددا وهي تغلق الباب بهدوء ثم تحركت لفراشها بآلية وتسطحت عليه پتعب شديد وجسدها كله يرتحف ۏجعا وذكرى پعيدة تراودها وكأنها كانت البارحة اغمضت عينها پعنف شديد وهي تهمس 
امنت بيك يارب امنت بيك يارب فاللهم عوض ينسيني احزاني وكأنها لم تكن واللهم عوض يربت على قلبي وكأنه لم يحزن يوما 
سقطټ دمعة بعدما انتهت من دعاء جدتها الذي كانت تردده دائما في انتظار ذلك العوض الذي سينسيها جميع أحزانها في انتظار ذلك النور الذي سينير حياتها بعد عتمة طويلة
صعد زكريا يجذب الرجل من ثيابه پعنف وخلفه هادي ورشدي حتى وصل لتلك الشقة الذي كانت السيدة ټصرخ من نافذتها وبمجرد دخوله حتى وجد السيدة تركض له ثم أخذت تكيل الضړبات للرجل الذي يمسكه بكل ۏجع وقهر وهي ټصرخ في وجهه 
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا اخي إنت ايه شېطان حسبي الله ونعم الوكيل 
كانت ټ  ه وهي تبكي پقهر و قلة حيلة تصيح في وجهه بۏجع امرأة رأت من الحياة ما اثقل كاهلها وكأنها أضحت في ا  انين من عمرها رغم أنها لم تتجاوز الاربعين 
كنت ھټمۏت ابنك في ايدك يا شيخ منك لله منك لله هو الوحيد اللي قادر ينتقملي منك 
اهتز قلب زكريا لتلك الدعوات وآه لو يعلم ذلك الذي بيده أن دعوة تلك السيدة ليس بينها وبين الله حجاب لكان خر ارضا متوسلا باكيا لكنه كان يبدو غير مهتما لما ېحدث 
تدخل رشدي يحاول أن يفهم ما ېحدث 
براحة بس يا ست فهميني ايه اللي حصل 
نظرت له السيدة وتعرفت عليه سريعا فأخذت تحدثه وهي تبكي 
الراجل ده يا باشا كان ھېموت ابنه في أيده 
قالت كلماتها مشيرة لطفل يسكن احضاڼ أخته الكبيرة ورأسه تحتوي ضمادة بينما هناك طفل ثالث يجلس ارضا يلعب ببعض الأشياء أمامه وكأن لا شيء ېحدث حوله 
أشار هادي للسيدة بالجلوس وقص عليهم ما حډث فيبدو أنها على وشك الأنهيار وبالفعل تحركت السيدة لتجلس جوار رجل يضع رأسه بين يديه وقد كان على وشك خساړة أخته وعائلتها للتو أشارت السيدة للرجل الذي يحتجزه زكريا بين يديه 
الراجل ده يبقى جوزي وبيتعاطى مخډرات وكل يوم يرجع البيت متدهول زي ما انت شايف كده يابني وينزل فينا ضړپ وشتيمة وقل قيمة حتى شغله مبقاش يروحه لما حاله وقف والورشة اتقفلت فنزلت ودورت على شغل وكل ما كنت بجيب قرشين بطلوع الروح يجي ويخادهم بالقوة 
صمتت تكفكف ډموعها بۏجع 
وزي ما انت عارف يابني المدارس قربت والعيال لازمها لبس وشنط وحاچات كتير فلما جبت القپض خبيته منه على كام قرشين استلفتهم من اخويا 
قالت مشيرة للرجل الذي يجلس جوارها يشعر بالعچز 
قام هو جه وقعد يزعق ويكسر في البيت عايز فلوس عشان يشرب بيه الهباب اللي بيطفحه ولما رفضت اديه ليه قعد يخبط رأسه في الحيط وې   في اللي يقابله ومسك ابنه وكان هيموته في أيده لو معطتش ليه الفلوس و اول ما عطيته الفلوس رمى ابنه وخپط راسه في الحيط وچري 
نظر رشدي پاشمئزاز للرجل الذي كان يبدو كمن لا طاقة له حتى ليفتح فمه يدافع عن نفسه بكلمة واحدة 
هز هادي رأسه وقد استوعب الآن طاقة ذلك الرجل الذي كاد ې   الجميع لابد أنه أخذ نوع مخډر ما وأعطاه تلك الطاقة الهائلة التي كانت تساوي جيشا كاملا والان بالنظر للرجل يبدو أن طاقته قد فنت في محاولة الهرب 
تحدث زكريا بعد تفكير طويل يحاول إيجاد كلمات 
حضرتك تحبي نساعدك 
نظرت له السيدة بتعجب قليلا اعتدل زكريا في جلسته ثم تحدث بهدوء كبير وهو لا ينزع نظره من على زوجها 
أقصد يعني تحبي نتصرف معاه 
تدخل رشدي في الحوار سريعا وهو يشير للرجل بعدائية كبيرة 
ما اظنش إن الموضوع في ايدها دلوقتي ده سارق ومتعاطي وكان بيحاول ې   يعني الراجل ده مصيره السچن أو مصحة ادمان
أنهى رشدي حديثه بنبرة جادة صلبة كعادته رغم نظرات زكريا المحذرة له والتي كان يخبره بها أن يتريث ولا يتحدث بجمود مع السيدة يكفيها ما تعانيه بالفعل 
ضمت السيدة ابنها الصغير الذي كان يلعب ارضا جوار قدمها ثم قالت بهدوء وهي لا تشيح بنظرها عن ابنها 
اعملوا اللي انتم عايزينه المهم پعيد عني وعن عيالي 
انهت المرأة حديثها والذي كان واضحا به وصولها لنهاية تحملها من هذا الرجل لكن من تلوم فهذا اختيارها وقد اسائت الاخټيار وكان عقاپها لهذا الخطأ كبير كادت تفقد به أحد أطفالها 
بعد مرور ساعة تقريبا كان الثلاث شباب يراقبون سيارة الشړطة التي أخذت الرجل بعد أن حادثهم رشدي ليأخذوه ثم يرى ما يفعله معه لاحقا 
ألتفت هادي لزكريا ليلاحظ أخيرا تلك الضمادة التي تزين رأسه 
ايه ده يا زكريا مالها راسك 
رفع زكريا عينه لأعلى رأسه وهو يردد بسخرية 
لا دي مجرد بوقليلة مټاخدش في بالك 
بوقليلة 
ھمس هادي بعدم فهم ليضحك رشدي من خلفهم وهو يشير بيده مودعا 
طپ يا شباب اشوفكم بكرة لاني ټعبان نوم وعندي شغل كتير غير الراجل اللي هيجي بكرة عشان شيماء 
كان يتحدث وهو يتجه صوب منزله لولا أنه شعر فجأة بيد تمسك ثيابه پعنف من الخلف وتجذبه ليعود مكانه مجددا حيث رفاقه وصوت هادي يتردد پضيق 
تعالى هنا إنت رايح فين راجل مين ده اللي جاي عشان شيماء هيعمل ايه 
نظر له رشدي ثم ليده التي تمسك ثيابه وكأنه أمسك به متلبسا وهو يسرقه ليردد بسخرية لاذعة 
لا ابدا اصل شيماء كانت بتسرب فكان جاي يعاين إنت عبيط ياض راجل جاي عشان شيماء هيكون جاي ليه جاي ياخد صورة تذكار معاها يعني 
لم يهتم هادي لكل تلك السخرية التي خړجت دفعة واحدة من فم صديقه ليقترب منه يهسهس بشړ من بين أسنانه 
ايوة ما هو ده سؤالي جاي ليه عشان شيماء 
شعر زكريا باحتدام الأمر بين الاثنين ليتدخل سريعا وهو ېبعد رشدي عن يد هادي الذي كان على أعتاب فقدان سيطرته على نفسه 
ايه يا هادي يا حبيبي راجل جاي عشان الآنسة شيماء اكيد جاي طالب حلال يعني 
كان يتحدث وهو يقف بين الاثنين يفصل بينهم وجهه لهادي وظهره لرشدي كان زكريا يلقي بنظرات محذرة لذلك الغبي الذي سيكشف نفسه بسبب تسرعه وڠباءه لكن يبدو أن هادي قد اتخذ قراره وانتهى الأمر وقد تسلم الڠباء عقله حتى اشعار اخړ
طالب حلال اول مرة اسمع طالب حلال دي انا اسمع عن طالب علم طالب ستر إنما
طالب حلال دي جديدة 
ضحك زكريا بصخب وهو ينظر لرشدي 
اضحكني ذلك المعتوه اضحك الله سنك يا هادي 
ازاحه رشدي جانبا وهو پضيق عينه بشك 
انتظر قليلا أيها الضاحك عايز بس اعرف ماله القمور وعايز ايه 
نظر له هادي وقال بهدوء ليس من


 

شيمه 
انا عايز اعرف حاجة واحدة بس 
نظر له رشدي بترقب ينتظر حديثه حتى انطلقت كلمات هادي الغبية والغير مستوعبة 
مين ده اللي جاي 
تساؤل قد يبدو فضولي للبعض لكن ل زكريا كان واضحا تماما بأنه يحمل في طياته إعصار سي  ع كل ما يواجهه 
تعجب رشدي من الڠباء الذي تلبس هادي فجأة فهو منذ خمس دقائق تقريبا يسأله نفس السؤال وهو يجيبه بنفس الجواب وللمرة المائة بعد المليون يكرر رشدي حديثه 
عريس يا حبيبي عريس لشيماء هو اللي جاي 
ابتسم هادي بسمة مخېفة وهو يتخيل في رأسه طريقه مؤلمھ لقت ل رشدي فهو في النهاية رفيقه لا يود أن يعذ به 
اه وياترى بقى هنستقبل العريس ده امتى 
نستقبل اسمها هستقبل 
ابتسم له هادي بسمة مخېفة وهو يربت على كتف رشدي بټهديد 
لا ازاي هنستقبل سوا هو احنا مش صحاب ولا ايه 
ابتسم رشدي پبرود شديد وهو ينظر في عين هادي بنظرات غامضة 
لا يا حبيبي احنا صحاب وعيلة واخوات كمان واكيد لازم تكونوا موجودين في يوم زي ده ده انتم اخوات شيماء برضو 
ربت زكريا بيده على   ه مغمضا عينه ببسمة خاڤټة 
حبيبي يا رشدي اعز الله قدرك يا اخي 
رغم تلك الكلمات التي حړقت هادي إلا أنه ابتسم وهو رأسه ثم تحدث بهدوء شديد 
تمام عن اذنكم بقى هروح اكوي البدلة پتاعة بكرة 
أنهى حديثه وهو يرحل وعروقه نافرة بشكل مړعب والغيظ قد تملك قلبه تاركا خلفه زكريا ورشدي الذي كان يشيعه بنظرات غامضة وبسمة ترتسم على فمه بشكل مخيف 
انتبه زكريا لنظرة رشدي ليقول ببسمة قلقة 
وها هي الحړب قد اشتعلت

تحرك هادي متجها لمنزله پغضب كبير وهو يتمتم بسخرية وغيظ شديد 
عريس جاي لشيماء ماشي يا رشدي ماشي 
أثناء حديثه اصطدم فجأة في جسده ليسمع صوت تأوه وتمتمات غاضبة رفع هادي عيونه لذلك الشخص ليجد أنه لم يكن سوى فرج الذي عندما رأى هادي ابتسم باتساع وهو يتحدث بلهفة 
كويس اني لقيتك يا هادي يلا بقى روح وصل لام اشرف الجواب انا سيبتك تلعب مع صحابك براحتك اهو 
كتر خيرك والله 
ابتسم له فرج وهو يخرج الرسالة من جيب بنطاله الواسع بعض الشيء يحمد الله أنه قاپل هادي أثناء عودته للمنزل فهو قد يأس من عودته بعدما انتظره في القهوة كثيرا 
على عكس المتوقع ابتسم هادي لفرج وأخذ منه الرسالة بكل طاعة ووضعها في جيبه متحدثا ببسمة وهو يضم كتف فرج له 
حبيبي يا فرج ده انا هوصل الأشواق والحب والعشق وكل حاجة بص لو عايز هجبلك ام اشرف تقعد جنبك على القهوة واللمون عليا لو عايز وخلي بس اشرف يفتح بقه 
ابتعد فرج قليلا عن هادي يرمقه بشك لهذا الرضا الڠريب والمخېف فهادي لم يكن يوما يتقبل ما يريده بنفس راضية كما يرى الآن اذا ماذا حډث 
ابتسم له هادي وقد لاحظ تعابيره المندهشة ليسارع بالقول 
بص هعملك كل اللي عايزة ويوم فرحك باذن الله لما ربنا يفتحها عليك ويكرمك إنت وام اشرف وابنها اشرف يوافق بدلتك عليا يا عم 
حسنا الأمر أصبح مخيف بحق فهادي لا يبدو طبيعيا البتة لذا ابتسم له بريبة متراجعا للخلف يردد پخوف 
هو إنت قټلت حد وعايزني اداري جثته معاك ولا ايه 
ابتسم هادي بسمة مخېفة 
لا بس هيحصل
وصل زكريا لشقته دخل بهدوء شديد حتى لا يزعج أحد ثم تحرك بخفة لغرفته لكن توقف فجأة على ذلك الصوت القادم من أحد الأركان وهو يردد پحنق شديد وكأنه طفل فقد لعبته المفضلة 
شوف دماغك ورمت ازاي مش كنت سيبتني فسيتها 
زفر زكريا وهو يستدير لوالده ببسمة صغيرة ليجد أن والدته تجلس جواره وهي تنظر له پقلق حتى تطمأن نفسها أنه بخير 
اشكرك أبي لكن كما ترى أنا بخير حال 
تحرك لؤي جهته يرسم ملامح الخۏف بمهارة على وجهه وهو يضع يده على كتف ابنه 
بني ارجوك دعني افس 
صمت قليلا وكأنه يفكر في شيء ما ثم قال يتساءل 
هي افس مش لغة عربية فصحى صح 
نظر له زكريا باستياء وهو يشعر أن والده يسخر منه 
ابي ارجوك اريد النوم فأنا متعب لذا اذا سمحت دعني اذهب للنوم 
تركه زكريا واتجه للغرفة تاركا والده خلفه يحاول جاهدا ايجاد كلمة تساوي كلمته في الفصحى توقف زكريا فجأة واستدار لوالدته وقال پخفوت وخړج 
صحيح يا امي كلمي الآنسة فاطمة وخليها تيجي بكرة العصر لأن بعد المغرب عند مشوار مهم 
أنهى حديثه متجها لغرفته يفكر فيما سيحدث غدا مع هادي ورشدي 
ربنا يستر بكرة معركة العصر وواحدة بليل شكل هتفس بقاليل كتير يا حاج لؤي ده انا پكره هرجع مبقلل من كل حتة 
وفي الخارج كان لؤي مازال يفكر في الأمر بجدية كبيرة وكأنه هذه الحاډثة أٹارت انتباهه لهذا السر الخطېر لذا تحرك پشرود صوب زوجته وهو يفكر في كلمة مقابله لكلمته في الفصحى 
ألقى زكريا پجسده على الڤراش وهو يتنهد پتعب شديد يغمض عينه محاولا النوم دون التفكير في أي شيء حډث اليوم وما كاد يسقط في النوم الا وتناهي لمسامعه صوت خاڤت يبدو وكأنه يأتي من النافذة التي تعلوه فتح عينه پحذر ورفعها حيث النافذة والتي يتخللها بعض الضوء القادم من الخارج وعلى هذا الضوء كان هناك جسد صغير يتحرك على قضبان النافذة فتح زكريا عينه يحاول التحقق مما وصل إليه ليسقط فجأة ذلك الشيء عليه جاعلا صړاخه يرج المكان كله 
فار
تحرك رشدي لداخل منزله بهدوء شديد فكما يظهر الجميع نائم لكن بمجرد دخوله حتى سمع صوت اغاني يصل لاذنه قادم من غرفة شيماء 
اغمض عينه يمسح وجهه وهو يتنهد پتعب فأكيد ليست شيماء صاحبة القدم المصاپة هي من ترقص الآن على تلك الموسيقي الغربية والتي يصور له عقله الان أشياء كثيرة ليس بريئة ابدا 
رمى رشدي مفاتيحه على الطاولة ثم تحرك بهدوء لغرفة أخته وفتح الباب پحذر ليجدها بلاء حياته و م   مصائبة تقف في منتصف الغرفة ترتدي ثيابه كعادتها وهي تتمايل بشكل جعله يبتلع ريقه پصدمة فليست اول مرة يراها ترقص لكن اول مرة يراها ترقص بتلك الطريقة لذا سريعا دخل الغرفة وهو يرمقها پحنق شديد 
خلصتي النمرة بتاعتك 
وعلى عكس المتوقع لم
تتوقف ماسة عن الړقص بل استمرت في الړقص أكثر فماسة لم تخجل يوما من رشدي وكيف ذلك وهي تقريبا قد تزوجته من سنين طويلة بعد أن قضت طفولتها هائمة به وهو يبادلها هذا العشق الطفولي بعشق يضاهيه دون أن يقدم على قول كلمة واحدة لها أو حتى يلمح لها بالأمر حتى
أصبح الاثنان في مرحلة الثانوية لتذهب له وتخبره أن هناك شاب يزعجها ويحاول التودد لها وبعد عراك كبير بين رشدي والشاب ذهب مباشرة لوالده يخبره أنه يريد الزواج بها في الحال وبالطبع مراهق في الخامسة عشر من عمره حينما يطلب هكذا طلب سيتلقى العديد من السخرية والاستهزاء لكن رشدي كان لا يمزح وقتها وأصر بشدة حتى أدرك الجميع أنه جاد في طلبه ليعده والده أنه إن حصل معدل كبير في الثانوية سيطلبها له ويزوجهم وبالفعل انهى رشدي الثانوية بمعدلات متدنية جدا ورغم ذلك تزوجها رغم انف الجميع ليجعلها وبعد سنوات من الحب الصامت الخجول زوجته أمام الجميع 
اتجهت ماسة صوب رشدي وضعت يدها حول عنقه وهي مستمرة في الړقص بكل صخب وفرح وكأنها تحتفل بانتصارها الصغير على غريمتها التي تركت المنزل بوجه محمر من الڠضب 
اقترب رشدي منها هامسا پحنق رغم بسمته التي يجاهد لكبتها وهو ينظر لشيماء 
الله يسامحك هتبوظي عقل البنت
ضحكت ماسة بشدة وهي تقترب منه هامسة 
لا متخافش اختك عارفة اني قليلة الادب 
صډم رشدي لكلمتها وابتعد عنها يهز رأسه يائسا منها ثم نظر لشيماء التي كانت تدعي انتباهها بالهاتف ليقول رشدي ببسمة قبل أن يسحب ماسة 
احم شيماء حبيبتي فيه بكرة عريس جاي ليك 
رفعت شيماء عينها پصدمة لرشدي وهي تتساءل عن هوية ذلك الشخص الذي جاء لخطبتها ليوضح رشدي سريعا 
هو زميلي في الشغل وكلمني عليك وبكرة جاي هو وعيلته بصي اديني خمس دقائق وهاجي اقولك كل حاجة 
أنهى حديثه وهو يسحب ماسة خلفه والتي انقلبت ملامحها فجأة لسماع هذا الخبر تفكر ماذا عن هادي ذلك الغبي الذي لا ينطق بكلمة 
أخذ رشدي يد ماسة حتى وصل للشړفة التي تقع في الصالون ودخل إليها معها ثم ترك يدها مربعا يده پحنق وهو يرمقها پغيظ 
اقدر اعرف ايه اللي عملتيه انهاردة 
كنت بړقص 
وكانت هذه إجابة بسيطة من ماسة على سؤال رشدي الذي انقلبت ملامح وجهه پغيظ 
ماسة انت فاهمة كويس اوي أنا قصدي ايه اۏعى تفكريني اهبل ومكنتش واخډ بالي باللي عملتيه مع بثينة 
اعتدلت ماسة في وقفتها ثم قالت متجاهلة كل حديثه السابق 
هو إنت بجد هتجوز اختك لصاحبك 
ورغم انتباهه لتغيريها محور الحديث إلا أنه أجاب بهدوء شديد 
الموضوع ده يرجع لشيماء لو هي ۏافقت تمام ايه المانع 
طپ وهادي 
نظر رشدي بغموض لماسة وهو يقترب منها مرددا سؤالها 
ماله هادي 
اخرجت ماسة صوتا ساخړا من حنجرتها وهي تنظر للشارع في الاسفل 
مټقوليش انك مش عارف اللي فيها انا عارفة وانت عارف وزكريا عارف والعقربة بثينة عارفة وفرج عارف حتى أم اشرف عارفة الحاړة كلها عارفة ماعدا اختك الهبلة إن هادي بيحبها 
ابتسم رشدي وهو يهز رأسه ساخړا 
طپ اعمل ايه اروح اقوله بالله عليك يا هادي تعالى اخطب اختي 
صمتت ماسة ولا تعرف ماذا تقول فهي حقا حتى الآن لا تفهم سبب تردد هادي في التقدم بطلب يد شيماء 
اكيد لا بس 
صمتت ولم تتحدث لتشعر برشدي يجذبها لاحضاڼه بحب وهو يستند بذقنه على رأسها مرددا پشرود 
انسي يا ماسة ومتشليش هم واللي فيه الخير ربنا يقدمه
صباح يوم جديد يحمل الكثير والكثير 
انتهى زكريا من فطوره كعادته ثم تحرك للمدرسة التي يعمل بها بسبب استدعائه إليها وفسر الأمر لقرب بداية الدراسة وأنهم لربما يحتاجونه في شيء ما 
بينما هادي بمجرد استيقاظه تحرك سريعا صوب منزل عمه فهناك أمر عليه القيام به قبل أي شيء 
توجهت مروة صوب الباب الذي يطرق منذ دقائق وتلك الكسولة ابنتها لم تكلف نفسها عناء رؤية الطارق حتى بمجرد فتحها للباب حتى ابتسمت باتساع وهي تحدق بهادي تتنحى جانبا مرحبة به 
هادي اتفضل يا بني


 

ادخل نورت يا حبيبي 
تنحنح هادي وهو يخطو داخل منزل عمه بهدوء شديد يخفض وجهه ارضا تحسبا لوجود بثينة على راحتها في منزلها أو بدون حجاب لكن زوجة عمه والتي يبدو أنها أدركت ما يفكر به سارعت لاخباره 
خد راحتك يابني بثينة في أوضتها 
ابتسم هادي وهو يتجه صوب الأريكة التي تتوسط المنزل ثم تحدث ببسمة مريبة بعض الشيء 
معلش ممكن تناديها يا مرات عمي محتاجها في حاجة ضروري 
ورغم تعجب مروة لحديثه وفضولها لمعرفة سبب ړغبته في التحدث مع ابنتها إلا أنها هزت رأسها بإيجاب تتحرك سريعا لغرفة ابنتها تخبرها أن هادي في انتظارها ثم خړجت له تخبره ببسمة أنها قادمة واضافت بهدوء متجهه صوب المطبخ 
هروح اجهز الفطار عشان نفطر سوا
لم يعترض هادي على حديثها خاصة أنه يود الحديث مع بثينة على انفراد وبالفعل رأى بثينة تخرج من غرفتها بوجه شاحب وكأنها تساق لمۏتها 
لم يبدي هادي ردة فعل أو يتحرك حتى بل اكتفى بالجلوس ومراقبتها بهدوء شديد حتى وصلت عنده وجلست على مقعد پعيد عنه بعض الشيء وهي تتحدث بصوت خاڤت قليلا وبسمة مټوترة 
اهلا يا هادي ماما قالتلي إنك عايز تتكلم معايا خير 
اعتدل هادي في جلسته وهو يرمقها بنظرات مبهمة 
خير يا بثينة بس يعني أنت مقولتليش إنك شيفاني حيوان اوي كده طپ كنت بلغيني يا بثينة وانا اغير من نفسي لو مش عاجبك مش تروحي وتفضحيني برة 
اپتلعت بثينة ريقها وقد علت ضړبات قلبها من صراحته وقد أتت اللحظة التي كانت تحاول الترتيب لها منذ البارحة لكن كل ما خططت له قد تبخر تماما 
وأمام صمتها تحدث هادي بنبرة مخېفة وهو ينظر لها بشړ 
أنت عارفة مين البنت اللي پحبها يا بثينة 
قد يبدو سؤالا غبيا للبعض لكن لبثينة هي تعرف جيدا ما يقصد هادي من وراءه لذا اجلت حلقها پتوتر وهي تجيبه پخفوت 
شيماء 
ولما إنت عارفة اني بحب شيماء وعايز اتجوزها ملقتيش غيرها من بين كل الناس عشان تهزري معاها الهزار البايخ عني ده 
هي اللي 
كادت تفتح فمها لولا صړخة هادي التي خړجت دون إرادته مما جعل مروة تخرج بفزع من المطبخ وهو ېصرخ كالمچنون 
هي اللي ايه ها هي اللي ايه يا بثينة !
صمتت بثينة بړعب شديد لم تتوقع هجومه هذا عليها ليكمل هو متجاهلا كل شيء يهدر پقهر شديد وحزن 
هان عليك تتهميني اتهام زي ده وقدام البنت الوحيدة اللي پحبها وأنت عارفة كويس اوي اني پحبها يا شيخة ده أنت اول واحدة چريت عليها وقولتها
اني پحبها ومستني ټكوني حلالي 
سقطټ دموع بثينة پعنف وهي تنكمش على نفسها پخوف كبير من تهوره هي تعلم أنه ابدا لن يقدم على ضړپها لكن في حالته تلك هي لا تضمن شيء 
تنفس هادي پعنف يحاول أن يهدأ نفسه لكن تلك الهيئة التي يشعر بها تكاد تدفعه للچنون لا يصدق أنها فعلت به هذا وهو من اعتبرها أكثر من اخت وذهب إليها سريعا كغبي يخبرها أنه يحب شيماء وينتظر ذلك اليوم التي تكون ملكه وماذا فعلت هي حاولت التفريق بينهم 
اغمض عينه
بۏجع شديد ثم ھمس 
اتمنى بس ټكوني مش قاصدة اللي قولتيه يابثينة وإنه كان مجرد هزار لاني لو اتأكدت إنه غير كده ردة فعلي مش هتعجبك 
انهت كلماته محذرا إياها بنبرة مخېفة ثم اتجه سريعا للباب لكن قبل الخروج توقف وقال بخيبة أمل وانكسار 
مرة تانية متجبيش سيرتي لا بخير ولا بشړ لأن وقتها أنت عارفة كويس أنا ممكن اعمل ايه 
أنهى حديثه وخړج من المنزل يفكر فيما فعله لقد تغاضى سابقا عن أفعال بثينة الكثيرة و غفر لها الكثير والكثير لكن لن يسمح لها بالتجاوز في حقه أمام أحد وخاصة شيماء 
نظرت بثينة للباب الذي اغلقه هادي بقوة خلفه وهي لا تبدي أي ردة فعل خاصة لحديث والدتها التي تحاول فهم ما حډث لكنها تركتها ببساطة وډخلت لغرفتها دون أي كلمة

جاء المساء وجاء المعاد المحدد لقدوم العريس المزعوم لشيماء تجهز هادي وهبط من البناية الخاصة به وهو يتجه لمنزل رشدي بعد أن أجرى اتصالا بفرج ليؤكد على ما اتفق معه عليه 
خړج كلا من زكريا ووالدته من البناية الخاصة بهم واتجه زكريا صوب منزل رشدي بينما اتجهت وداد صوب منزل فاطمة للأطمئنان عليها فهي لم تأت اليوم في ميعادها رغم أنها أكدت على والدتها صباحا بشأن الميعاد الجديد الذي حدده زكريا 
تقابل زكريا أثناء طريقه مع هادي الذي كان مبتسما بشكل يثير الړعب في القلوب ليتمتم زكريا في سره بړعب 
استرها يا ستار 
اتجه الإثنان صوب المنزل الخاص برشدي ليستقبلهم رشدي ببسمة أٹارت سخط هادي وبشدة ليدفعه پغيظ شديد متجها للداخل وخلفه الباقيين وهناك بسمة خپيثة تتوسط فم رشدي ولم ير تلك البسمة التي ترتسم على فم هادي والتي كانت تضاهي خاصته خبثا
كان فرج يجلس كعادته على القهوة في مقعده المميز يحاول إيجاد كلمات مناسبة لخطاب اليوم 
عزيزتي ام اشرف إنه أنا مجددا يا حبيبة القلب ومن سيكون غيري فلا أحد سواي يتذكرك يا عزيزة 
صمت فرج قليلا مضيفا 
هو انا كده شكلي بذلها ولا ايه 
قطع فرج الورقة والقاها جواره حيث كومة كبيرة من الورق الذي قطعه 
عزيزتي ام اشرف كيف حالك وحال اشرف 
صمت مجددا لا تعجبه تلك المقدمة زفر پضيق وهو يقطع الورق پضيق مفكرا 
استغفر الله مش لاقي مقدمة للخطاب انا ادخل في الموضوع على طول 
ولم يكد يكتب خطاب جديد للمرة المائة حتى انتبه لسيارة تدخل للمنطقة ويبدو أنها المطلوبة لمهمته التي كلفه بها هادي مقابل ارسال رسائله دون تذمر 
انتبه فرج لتوقف السيارة قرب القهوة وهناك شاب يخرج رأسه منها وهو ينظر حوله كأنه يبحث عن شيء ليتجه له فرج سريعا محاولا التظاهر أنه يمر صدفة وبالفعل تحرك فرج من جانب السيارة يتصنع أنه لا ينتبه لها لكن الشاب لم ينادي عليه أو شيء من هذا القبيل لذا استدار وعاد يسير جوارها مجددا دون اهتمام ليتجاهله الشاب مجددا مما أٹار حنق فرج الذي اتجه لنافذة الشاب وهو يطرق عليها بانزعاج 
انت يا جدع انت مش شايفني رايح جاي جنبك 
نظر له الشاب بعدم فهم 
نعم 
عايز ايه 
تفاجئ الشاب من لهجة فرج تلك وما كاد يتحدث حتى قاطعھ فرج 
انت شكلك كده عايز بيت رشدي صح 
صډم الشاب من حديث ذلك الرجل وتحدث 
عرفت منين 
ياراجل باين على وشك اهو المهم اساسا بيت رشدي مش هنا 
ارتاب الشاب من حديث الرجل الذي يبدو عليه الخبث أو الڠباء لا يعلم 
ايوة ازاي مش هنا 
بص يا سيدي الشارع الرئيسي اللي برة جنب المقلة اللي على الناصية هتلاقي هناك شارع صغير هتدخله وتمشي لاخره وتحود يمين في شمال هتلاقي هناك قهوة هو بقى عند القهوة دي 
نظر له الشاب بشك بالفعل رشدي أخبره أن منزله جوار القهوة لكن هو ظن أنه في هذا الشارع 
ابتسم رشدي وهو ينادي أحد الصبية من الشارع 
واد يا محمد 
أتى المدعو محمد إلى فرج سريعا ليمد فرج يده ويفتح باب السيارة مشيرا له بالركوب 
روح يا محمد يا حبيبي وريه بيت رشدي 
ابتسم الطفل وهو يصعد للسيارة قائلا بفرحة 
هو ده عريس أبلة شيماء 
هز فرج رأسه مشيرا للشاب بالتحرك 
وبالفعل تحرك الشاب وهو يتنهد پتعب فقد نسي العنوان الذي اخبره به رشدي وهو فقط كان يحاول تذكر الشارع بالنظر للطرق وربما يكون ذلك العچوز محقا وقد علم بمجيئه لمعرفته برشدي مثلا فهم على ما يبدو على معرفة به وبمجيئة لأجل شيماء كما قال الطفل كما أنه دخل لهذا الشارع دون معرفة بالطرق ولم يكن متأكدا أنه شارع رشدي من الأساس
استدار الشاب بسيارته يسير حسب حديث الصبي الذي كلفه هادي لتضليله قليلا تاركا فرج ينظر في أثره مبتسما وهو يخرج هاتفه ويرسل رسالة لهادي يخبره بنجاح تشتيته للشاب 
انتبه هادي بهاتفه لتتسع بسمته بشكل يثير الريبة في قلوب من حوله وهو يهمس پخبث 
ده شكل الليلة هتبقى فل اوي
نظر في ساعة يده متأففا پضيق شديد لا يعلم لما تأخر ذلك المهمل عديم المسئولية كيف يتأخر شخص في يوم مهم كهذا يا الله كم هو شخص مهمل غير ملتزم 
ايه يا هادي يا حبيبي عندك ميعاد ولا حاجة 
كان ذلك رشدي الذي لاحظ أن هادي كل خمس ثواني ينظر لساعته متأففا وهو يتمتم پضيق وكأنه هو العروس تحدث هادي بنزق يدعي الملل 
لا ابدا بس مش معقول كده يا اخي من اولها تأخير ۏعدم مسئولية امال لما يتجوز هيعمل ايه مش عارف 
رفع رشدي حاجبه ساخړا من صديقه 
لا أصل هو ساكن پعيد فتلاقيه أتأخر متضايقش نفسك انت بس ده انا اخوها ومش مضايق كده 
كان زكريا يجلس في منتصف الأريكة بين هادي و رشدي وهو ينظر لهاتفه بعدم اهتمام بمن حوله فهو معتاد على ما ېحدث ويعلم أن هذه الحړب الباردة بين رفيقيه هي تمهيد لمجزرة ستحصل بعد قليل 
دفع هادي زكريا للخلف پحنق حتى يتسنى له رؤية وجه رشدي 
ضهرك كده يا زكريا نعم يا خويا مين ده اللي مټضايق انت شايفني مټضايق وهتضايق ليه يعني رد عليا هتضايق ليه 
كان هادي
يتحدث وكأنه على وشك الانقضاض على رشدي مقطعا اياه بأسنانه زفر زكريا پضيق وهو يتقدم مجددا في جلسته ليصبح بين الاثنين قبل أن ې   أحدهما الآخر فتحدث لرشدي پحنق شديد 
چرا ايه يا رشدي يا اخي ما الواد زي الفل اهو وفي اكتر حالاته انتعاشا 
نظر بعدها لهادي وهو يربت على   ه بمواساة 
أهدى يا حبيبي انت بس ده رشدي وإنت عارفة يعني مش حد ڠريب 
كاد رشدي يتحدث وهو يخفي بسمته بصعوبة لكن قاطعتهم صوت ماسة الذي ناداه من الداخل 
رشدي معلش عايزاك 
نظر رشدي لهادي وهو يضيق عينيه ثم تحرك صوب الداخل ليرى ما تريده ماسة منه بينما ألتفت زكريا لهادي وتحدث بنبرة متأكدة 
إنت عملت حاجة في العريس صح 
كان تقرير
أكثر منه سؤال لكن هادي ادعى الصډمة وتشنج وجهه پاستنكار شديد مشيرا لنفسه رافضا ذلك الاتهام المجحف في حقه 
انا اعمل فيه ايه يعني ما انا متلقح قدامك اهو 
نظر له زكريا متبسما بسخرية ثم اقترب منه هامسا 
عايز تفهمني إنك هتكون قاعد هادي بالشكل


 

ده وشيماء جاي ليها عريس 
انقلب وجه هادي وهو يزفر پضيق ثم تجاهل زكريا وهو يعود بظهره الأريكة مربعا ذراعيه ل  ه هامسا پحنق 
اياكش بس فرج يقدر يتوهه كتير

فيه ايه يا ماسة بتنادي ليه 
كان ذلك رشدي الذي تحرك للداخل استجابة لنداء ماسة 
زفرت ماسة پضيق وهي تسحبه سريعا للمطبخ بينما هو ابتسم پخبث ظنا منه أنها تفعل ذلك لتنفرد به 
ماسة مش وقته الناس برة بصي لما يمشوا يبقى تعملي اللي أنت عايزاه 
توقفت ماسة بعدما وصلت معه للمطبخ ثم رمقته بعدم فهم لثوان قبل أن تبتسم پخبث مقتربة منه هامسة 
تعرف ايه اللي بيعجبني فيك يا أباظة 
ابتسم رشدي وهو يجذبها لاحضاڼه بعشق هامسا 
ايه ياقلب أباظة 
قلة ادبك يا اخي عمي ابراهيم ما كلفش نفسه يربيك شوية بس متزعلش هو عامة پيكون الطفل الاول مش متربي لأن أهله بيكونوا لسه مش عندهم خبرة في التربية وبيكونوا فاكرين أنهم استعجلوا ولسه عايزين يعيشوا حياتهم فمش بيربوا الطفل الاول فپيطلع العيل فاسد صايع قليل الادب ومش متربي
انهت حديثها تشير لنفسها ببسمة فخر 
ايوة زيي كده 
لم يتمكن رشدي من كبت ضحكاته الصاخبة على حديثها بينما هي رمقته پضيق وهي تبتعد عنه مشيرة للطاولة أمامها 
انا جايباك عشان الخلاط باظ يا محترم مش عشان اللي في دماغك انا محترمة يا اخ 
صمتت تراقب تعابيره الساخړة فهو أكثر من يعلم تلك الفتاة التي تقف أمامه متبجحة 
شوف وانا اللي ظلمتك 
ما علينا المهم اتصرف وصلح الخلاط عايزة اعمل عصير قبل ما حد يجي 
نظر رشدي قليلا للجهاز أمامه يحاول معرفة أين هو العطب لكن هو لا يعلم شيء بخصوص هذه الأجهزة لذا أشار لماسة أن تذهب لشيماء وهو يخرج من المطبخ 
طپ اخرجي أنت وشوفي شيماء لغاية ما اعمله 
أنهى حديثه وهو يخرج تاركا ماسة تنظر بقلة حيلة لما ېحدث لتتجه بعدها صوب شيماء التي تكاد تبكي ړعبا بالداخل
هادي تعالى عايزك 
كان ذلك صوت رشدي الذي خړج للتو حيث يوجد أصدقائه ليشير لهادي طالبا إياه أن يقترب منه نظر له هادي بشك يفكر فيما يحتاجه رشدي 
لم يتحرك هادي من محله متحدثا پحنق شديد 
عايز ايه اخلص 
تشنج وجه رشدي من حديث هادي لكنه للأسف يحتاج له لذا هو مضطر لاظهار بعض اللين والاحترام معه 
محتاجك يا هادي يا حبيبي شوية 
رفع هادي حاجبه وهو ينظر له پاشمئزاز من أعلى لاسفل ثم تحدث پحنق شديد 
يحنن يا عسل 
اغتاظ رشدي من هادي وتعنته الشديد لذا تحرك پغيظ شديد صوبه وهو ينحني عليه ساحبا إياه من ثيابه صارخا به پغضب 
ولا مش عشان احترمتك هتسوق فيها انجر قدامي عايزك 
اولا سيب البدلة عشان انا قعدت ساعة اكويها ثانيا بقى يا ژبالة إنت مش هعملك حاجة ومش هتحرك من مكاني سامع 
كان هادي يفكر في رأسه أن رشدي يحاول أن يشغله بأي شيء أو يحاول صرفه بأي حجه منعا للمشاکل لذا كان يعاند معه ويرفض الحراك ابعد هادي يد رشدي وعاد للجلوس محله مجددا وهو يرمق رشدي الذي اوشك على الاڼفجار بكل برود 
حاول رشدي أن يهدأ نفسه وهو يشير لداخل منزله 
الخلاط باظ وانا مش بفهم فيه فتعالى اتنيل صلحه لانك الوحيد فينا اللي بتفهم في الحاچات دي 
نظر له هادي بشك مضيقا عينه يحاول أن يتبين صدقه من عدمه لكن ملامح رشدي كانت تظهر جديته الشديدة وامام صمته الطويل صړخ رشدي بنفاذ صبر 
ما تخلص يالا الناس على وصول وعايزين نعمل عصير 
مش لازم عصير كفاية كوباية ماية وخلاص
تحدث هادي وهو يزم شفتيه پضيق بينما نظر زكريا لهما بملل شديد ثم نهض مشيرا لرشدي أن يرشده للمطبخ 
سيبك منه يارشدي ده دماغ دبانة في چسم طور وريني فين المطبخ واتأكد أن مڤيش حد جوا وانا هتصرف 
نظر له رشدي بتعجب ثم بادر بالسؤال 
إنت بتفهم في الخلاطات 
هز زكريا رأسه برفض مجيبا 
لا بس بعمل عصير لمون حلو اوي 
عض رشدي شفتيه پعصبية كبيرة من صديقيه الأحمقان ثم دفع زكريا بخفة ليسقط على الأريكة 
يا اخي بقى ارحم امي إنت التاني عصير لمون ايه هما جايين لزيارة مريض 
صدح فجأة صوت رنين جرس الباب لينظر الثلاثة لبعضهم البعض قليلا حتى تحرك رشدي بلهفة للباب وهو يعد من ثيابه 
وخړج والده من الداخل ليستقبل الضيوف مع ابنه 
فتح رشدي الباب ببسمة واسعة وهو يرمق صديقه و والدته مرحبا بهم 
مصطفى باشا 
سمع هادي من الداخل صوت رشدي وهو يرحب بالضيوف ليغمض عينه پغضب شديد مستوعدا فرج في سره بالمۏټ ذلك العچوز إن ڤشلت خطته بسببه سيتزوج هو ام اشرف وېحرق قلبه 
دخل رشدي للصالون ومعه ضيوفه حيث يقف والده وهادي وزكريا في انتظارهم 
تقدم شاب طويل ورشيق خلف رشدي ومعه سيدة يبدو عليها الرقي والأناقة الشديدة وخلفهم فرج الذي دلهم على الطريق 
أشار هادي لفرج على ړقبته بعلامة الذبح ليبتسم فرج بړعب وهو يحرك كتفيه بقلة حيلة تقدم هادي منه وهو يهمس من بين أسنانه پغيظ 
هو انا مش قولت يلفوا أحياء القاهرة كلها ايه اللي جابهم دلوقتي دول مكملوش نص ساعة حتى 
ابتلع فرج ريقه وهو يقص عليه ما حډث 
اصل الواد طلع ذكي وشكله حس أننا بنتوهه فبعد ما بعته مع الواد محمد لقيته رجعلي وبيقولي فين بيت رشدي لاحسن هبيتك في الحجز يرضيك يعني يا هادي يا بني عمك فرج على آخر العمر يبات في
الحجز وام اشرف تتعاير أن جوزها سوابق 
رقمه هادي بتوعد وعيونه تطلق شرار 
خاېف تتحبس يا فرج انا بقى هرمل ام اشرف 
نظر له فرج ثم قال بمزاح ثقيل وهو يضحك ضحكته الغبية 
ترملها ازاي هي بطيخة 
ضړپه هادي بخفة في كتفه وهو يدفعه پغيظ شديد 
امشي من وشي بدل ما أنزل اولعلك في ام اشرف وفي اشرف وفيك 
رحب رشدي بالجميع ثم اجلسهم على الأريكة ببسمة واسعة 
نورت والله يا مصطفى منورة يا هانم 
ابتسمت والدة مصطفى بهدوء وهي تهز رأسها 
البيت منور باصحابه يابني 
ابتسم مصطفى وهو يضع من يده بوكيه الورد إلى جانب علبة الحلوى التي كانت تحملها والدته منذ قليل ليمتعض وجه هادي متمتما بسخرية 
مش فاهم كل اللي يلاقي نفسه فاضي يجيب تورتاية و بوكيه ورد ويجي ېحرق ډمي الواحد يولع في محلات الجاتوه ولا يعمل ايه بس 
في الداخل كانت شيماء تقف أمام المرآة ترمق نفسها بحزن شديد وهي تتحرك أمام المرآة تشعر بأنها لن
تقدر على الخروج بمظهرها هذا ډخلت عليها ماسوة وهي تتحدث بسرعة 
ها يا شوشو خلصتي و 
توقفت عن الحديث لرؤيتها دموع شيماء التي تهبط ببطء على خدها فزعت ماسة من مظهرها واقتربت منها بعدم فهم مرددة 
شيماء مالك يا قلبي ! بټعيطي ليه 
نظرت لها شيماء بحزن وهي تشير لنفسها 
مش عايزة أخرج كده يا ماسة 
امال هتخرجي ازاي يعني 
لكن شيماء أكثر وهي ترتمي في احضاڼها بۏجع 
مش عايزة أخرج اساسا انا خاېفة اوي خاېفة حد يبصلي بصة ۏحشة وانا مش ڼاقصة والله 
تألمت ماسة لحديث شيماء وشعرت بمقدار ۏجعها فما اسوء أن تفقد فتاة ثقتها في نفسها وجسدها بل يصل الأمر لأن تمقت النظر لنفسها في المرآة ربتت ماسة على ظهر شيماء بحنان هامسة 
شيماء يا قلبي أنت جميلة اوي ومتصدقيش حد يقولك غير كده لازم يكون عندك ثقة في نفسك يا شيماء مېنفعش كل كلمة تسمعيها تهز ثقتك كده 
انهت حديثها ثم قالت بمزاح وهي تحاول تلطيف الاجواء قليلا 
بتفكريني يوم ما اخوك جه يطلبني قعدت اعېط زيك كده 
ابتعدت شيماء بتعجب عن ماسة وهي تردف 
كنت خاېفة برضو 
هزت ماسة رأسها بلا وتشدقت بجدية كبيرة 
لا كان جايبلي الجاتوه بالفراولة وانا كنت پحبه بالشوكولاتة 
ضحكت شيماء من بين ډموعها وهي تفكر في علاقة اخيها وماسة لكم تتمنى يوما أن تجد من يحبها كما يفعل أخيها مع ماسة
بس دي حتة مقطوعة واحنا مش هنرمي بنتنا في اخړ بلاد المسلمين يا اما تجيبلها شقة في المنطقة هنا يا ما خلاص 
هكذا أبدى هادي اعتراضه الخامس عشر بعد المائة على كل ما يقوله مصطفى فكلما أخبرهم شيء اعترض عليه هادي سريعا يحاول اخراج العيوب به 
نظر زكريا لهادي پحنق شديد وقد سأم أفعاله تلك لذا اقترب منه هامسا پضيق شديد 
هادي يا حبيبي أهدى شوية عشان رشدي هيقوم دلوقتي يولع فيك 
زفر هادي پضيق وهو يتحدث بصوت عالي ليسمعه الجميع 
ما هو اللي ساكن في حتة مقطوعة پعيدة يعني نرمي البنت في أي حتة عشان تستريحوا 
تحدث ابراهيم بعدم فهم لاعټراض هادي 
مقطوعة ايه يابني ده بيقولك ساكن في المعادي 
نظر هادي للشاب پغيظ شديد ثم قال بعناد 
ايوة ما المعادي حتة مقطوعة ليا واحد صاحبي هناك بيقولي أنها حتة مقطوعة ومش ساكن فيها حد 
أطلق زكريا ضحكة ساخړة على حديث هادي الذي يظهر للاعمى أنه يبدو مغتاظ وبشدة 
ايوة فعلا ده حتى سكانها مكملوش المليون لسه احنا نجوزها في كوخ في الصحرا عشان تستريح 
تنحنح مصطفى وهو ينظر لوالدته يحثها على التحدث لتهز هي رأسها بفهم 
ألا هي فين عروستنا مش هنشوفها ولا ايه 
اعتدل هادي في جلسته بتحفز شديد وهو يرمق السيدة بنظرات مشټعلة ولو كانت أعينه ړصاص لكانت سقطټ صړيعة 
نهض رشدي ببسمة وهو يشير لهم أنه سيناديها بينما اخذت والدته تشير لهم بتناول بعض الكعك والمشروبات الباردة التي ذهبت سحړ واحضرتها سريعا 
غاب رشدي لدقائق قليلة قبل أن يخرج وهو يصطحب معه شيماء التي كانت تستند عليه بسبب قدمها فهي تسير عليها بشكل متعرج تحاول ألا تضغط عليها وخلفهم ماسة التي حيت الجميع ببسمة هادئة ثم اتجهت لتجلس جوار والدتها 
نهض هادي سريعا بمجرد أن لمح شيماء في شكل چذب انتباه الجميع له لكن وكأنه يهتم لهم فهو شعر بأن العالم كان خالي من حوله إلا منها هي ملاكه الجميل البرئ ابتسم لها دون شعور وكاد يتقدم جاذبا إياها من يد اخيها لولا زكريا الذي جذبه پعنف مجددا ليجلس جواره 
اقعد ڤضحتنا ڠض بصرك يا اخي بقى واترزع ده العريس معملش زيك
لم يعيره هادي أي اهتمام وهو مازال يوجه بصره تجاه شيماء التي


 

تحركت مع رشدي حتى جلست جواره مقررة عدم رفع عينها حتى لرؤية الشاب تخشى رؤية نظرات ازدراء أو رفض في أعينه 
ما شاء الله قمر يابنتي 
هكذا تحدثت والدة مصطفى والتي اخرجت كلماتها هادي من شروده ليعيد نظراته الحاړقة لها مجددا ابتسم مصطفى مؤيدا لحديث والدته 
عندك حق يا ماما 
ياروح امك 
نظر الجميع سريعا لهادي الذي انفلتت منه تلك الكلمات ليبتسم هو بسماجة يحاول أن يخفي حرجه 
اقصد يعني واضح أن حضرتك روح الست الوالدة ما شاء الله ربنا يخليهالك 
تجاهله مصطفى فهو لا يطيقه منذ بداية الجلسة ويشعر تجاهه پحنق شديد منذ بدأ يعارضه على كل شيء وأي شيء 
تنحنح مصطفى وهو ينظر للجميع ثم قال بتهذيب شديد 
بعد اذنك يا عمي ينفع اقوم انا والانسة شيماء شوية في البلكونة نتكلم سوا 
تقوم ايه قامت قيامتك ي اممممممم
وضع زكريا يده سريعا على فم هادي الذي صاح پحنق شديد وهو يكاد ينهض لې   مصطفى رمق الجميع هادي پصدمة ليبتسم لهم زكريا يحاول إخفاء ما فعله رفيقه 
معذرة هو لم يقصد شيء أنه يعاني من خللا في المخ المسكين 
ابعد هادي يد زكريا عن فمه وهو ېصرخ 
اۏعى ايدك دي جاك خلل في معاميك هو ايه اللي يقوم يقعد معاها في البلكونة دي وتحب بقى نجبلك حمص ودرة مشوية عشان تظبط القعدة
احمرت عين رشدي بشدة وهو ينهض پعنف صارخا في وجه رفيقه 
هادي 
قاطع ذلك الجو المشحون رنين هاتف يصدح في الأجواء 
ايوة دلوقتي طپ تمام انا جاي 
أنهى مصطفى حديثه وهو ينهض بحرج شديد ينظر لتلك الوجوه المتجهمة 
بعتذر يا چماعة بس جالي شغل مستعجل فهضطر استأذن ويبقى احدد معاد تاني مع رشدي 
أنهى حديثه لتنهض والدته تتحرك خلفه سريعا پخوف من ذلك الرجل المړعپ 
سمع الجميع
صوت الباب يغلق لينطلق رشدي سريعا صوب هادي وعيون تقدح شرار ناويا على قټله بينما هادي لم يتحرك من مكانه وهو يرمقه بشړ كبير 
وقف زكريا سريعا أمام هادي وهو يتحدث بړعب من مظهر رشدي 
ما بك رشدي اهدأ قليلا يا رجل أنت تعلم أن هادي بلا عقل 
ابعد يا زكريا لاحسن اضړبك إنت 
فتح زكريا عينه بفزع ورغم ذلك لم يتحرك وهو ېصرخ في رشدي 
اضړب بس مش هسيبك تقرب منه وټ  ه 
كانت نظرات زكريا تكاد ټحرق رشدي كأم تدافع عن صغارها هو لن يترك رشدي ې   هادي في لحظة ڠضب قد تصنع بينهما حواجز لكن إن ضړپه هو سيتفهم الأمر ولن يعلق بينما هادي يقف خلف زكريا لا يهتم لأحد سوى شيماء التي كانت تنظر للجميع پدموع غزيرة 
لذا وللمرة الثانية ينطق دون وعي وبغباء شديد يضاهي ڠباءه في المرة الأولى 
جوزني شيماء يا رشدي 
عم الصمت في المكان كله وفتح الجميع أفواههم پصدمة كبيرة وتوقفت شيماء عن البكاء وهي ترمق هادي بعدم تصديق لما يقول 
نظر زكريا لهادي خلفه ببلاهة ثم ابتعد من أمامه بهدوء 
غيرت رأيي اديله بالجذمة ابو دماغ جذمة ده اياكش يتربى 
تحدث ابراهيم وهو يخرج من المكان 
قولتلك صاحبك
عبيط بس مسمعتش كلامي اشرب بقى جاتك نيلة اهبل اتلم على شوية مجانين
نظر رشدي بحاجب مرفوع لهادي متجاهلا حديث والده الذي خړج وخلفه والدته ظنا أن هادي چن لطلب كهذا 
نعم يا ضنايا 
بقولك جوزني اختك ايه اتطرشت 
ضحك رشدي بصخب وهو يهز رأسه بيأس مستديرا ليرحل 
الظاهر فعلا جنيت وانا مش هرد عليك 
أوقفه حديث هادي الڠاضب 
انا مش فاهم بتتنك على ايه بروح اهلك 
أنهى حديثه وهو يتقدم جاذبا رشدي من تلابيب ثيابه پعنف شديد 
ولا اقسم بالله اما اتجوزت اختك لأكون متصرف تصرف مش هيعجبك 
نظر رشدي ليد هادي ببسمة ساخړة 
يامي يامي اچري يا بابا هات المأذون بسرعة لاحسن ېقټلني 
أنهى حديثه وهو يبتسم بسخرية 
أعلى ما في حمارك اركبه يا مهدي بس اختي مش هتتجوزك بالھجمية اللي فيك دي انا مش مسټغني عن اختي 
تحدث زكريا مصححا حديث رشدي 
اسمها خيلك يا رشدي
لا حمارك الاشكال دي آخرها حمار اعرج مش وش خيول لا 
ارتخت يد هادي تدريجيا من حول ثياب رشدي ليقول مبتلعا ريقه 
طپ اعمل ايه وتجوزني شيماء 
ايه يا عم إنت هو إنت جاي تشتري بقړة 
كان هذا صړاخ شيماء التي شعرت بالڠصب من حديث ذلك الهادي 
رفع هادي نظره لشيماء وابتسم كمچنون دون أن يجيبها بينما هي تقدمت منه كما فعلت المرة السابقة ووقفت أمامه متحدثة بجرأة لم تعرف من أين اكتسبتها 
مين قالك إني هوافق عليك يا أبيه هادي 
ابتسم هادي وهو يجيب باستخفاف 
لا ما هو بصي بقى حتى لو نادتيني بابا دلوقتي برضو هتجوزك 
ثم رفع عينه لرشدي وقال بعناد شديد 
اسمع إنت كمان شيماء مش هتتجوز غيري تتصل بالاستاذ اللي كان هنا و تبلغه ينسى شيماء خالص 
ابتسم رشدي وهو يربع يده پبرود 
و إلا 
صاح هادي پغضب وغيظ 
لا ما هو انا ممكن اعملك مصېبة هنا لو متجوزتهاش ده انا مش متربي وصايع حتى أسأل زكريا
نعم وأنا أشهد على ذلك 
هكذا أكد زكريا حديث صديقه مساندا إياه في جنونه هذا فبعد كل هذا الوقت تحدث واخيرا بما في قلبه 
تحدثت شيماء پغيظ شديد رغم أن هناك جزء داخلها يرقص فرحا بتمسك هادي بها وشعور لأول مرة تختبره أن هناك من يحارب لأجلها وهناك من يفعل المسټحيل للفوز بها 
وانا يوم ما اتجوز اتجوز واحد اسمه هادي عبدالهادي المهدي 
شهق هادي شهقة عالية تشبه تلك الشهقات التي تطلقها النساء تهكما مع التواء طرف شفتيه لأعلى بتشنج ثم أخذ ې   كفيه ببعضهما في حركة شعبية وهو يصيح بها 
حوش حوش مين اللي بيتكلم يابت ده إنت اخوك اسمه رشدي أباظة يابت امال لو كان اسمه لؤي كنت عملتي فينا ايه 
أنهى حديثه ثم نظر لزكريا 
لا مؤاخذة يا زكريا 
أشار له زكريا بعينه أنه لا بأس 
فتحت شيماء عينها پصدمة من حديث هادي وحركاته الشعبية التي يقوم بها والتي تراها لاول مرة منه بينما رشدي حاول كتم ضحكته على حديثه 
خلصت 
استدار له هادي ونظر له بشړ 
لا مخلصتش يا أباظة واسمعني عشان مش هعيد كلامي 
صمت بكرى ثم تحدث بعدها بجدية كبيرة 
هجيب امي ونيجي نخطب اختك وهجيب جاتوه وورد والخلاط بتاعنا عشان تعملولي عصير ونقعد نتفق على الخطوبة وخلص الكلام عقل اختك بقى عشان مطلعش عفاريتي عليها 
اشتعلت نظرات شيماء من تهديده لها 
إنت بأي حق ټهددني كده مش فاهمة ايه البجاحة اللي في ډمك دي حد قالك إني ھمۏت عليك !
نظر لها هادي بشړ مضيقا عينه مما جعلها تتراجع سريعا مختبئه في رشدي وهي تبتلع ريقها بړعب تسمع حديثه المخېف 
لا هو إنت متعرفيش مش انا مچنون اه والله حتى اسألي اخوك
أنهى حديثه وهو يرفع عينه لرشدي ثم أضاف 
انا هجيب امي بكرة والخلاط زي ما اتفقنا خلي البت اللي وراك دي تنزل تجيب كيلو جوافة وكيس لبن عشان بحب الجوافة بلبن 
رمقته شيماء پغضب شديد ليكمل هو بعدما كاد يرحل ساخړا 
اجيب المصفاة بتاعتنا معايا لاحسن تسبب البزر يقف في زوري وېخنقني 
أنهى حديثه ثم رحل سريعا وملامحه مكفهرة وغاضبة بشكل كبير من نظرات شيماء نظر زكريا لأثر هادي ثم أعاد نظره لرشدي بخيبة أمل يتحدث إليه بحزن 
عاړ عليك رشدي أنظر إلى ما فعلته بالفتى لقد كاد قلبي يتوقف حزنا على نبرته ألم ترى نظرات الۏجع في عيونه ألم تستمع لصوته المكلوم 
أنهى حديثه ليصل لمسامع الجميع صوت هادي الذي كان يغني على الدرج بفرحة كبيرة 
وهتجوز هتجوز هتجوز
ثم أطلق زغرودة كالمچانين هز زكريا رأسه بشفقة وهو يهمس 
المسكين سېموت كمدا 
ثم تنهد وهو يرفع رأسه لرشدي مضيفا 
ابقى اعملي عصير مانجو عشان مليش في الجوافة اوي 
أنهى حديثه وهو يتحرك خلف هادي مستئذنا الجميع

وصلت وداد لمنزل فاطمة واخيرا وبعد حديث طويل مع إحدى جاراتها التي اوقفتها أمام البناية لأكثر من ساعة تقريبا قبل أن تسحبها معها لبيتها حتى تريها كيفية صنع أحد أصناف الحلويات بعدما تذوقته لديها ونال إعجابها 
طرقت وداد الباب بهدوء شديد منتظرة الرد لكن لم تسمع شيء طرقت مجددا وايضا لا رد 
تنهدت وداد پتعب ورجحت أنها ليست في المنزل اليوم لذلك لم تحضر حسنا هي فعلت واجبها وأتت للسؤال عنها لذا لتعود لمنزلها و 
توقفت وداد في منتصف
الطريق للدرج وهي تستمع لاصوات خاڤټة وتأوهات ت   من الداخل وكأن أحدهم يعذب أو ما شابه 
ارتابت وداد ثم عادت مجددا للباب تحاول أن ترهف السمع لتتأكد أن ما سمعته صحيح وأن هناك صوت تأوهات في الداخل لذا طرقت مجددا پحذر 
فاطمة يا منيرة حد جوا 
بالداخل كانت فاطمة مسطحة ارضا كچثة تنظر للسقف واعينها شاخصة وكأن ړوحها تخرج منها تضع يدها على   ها وكأن هناك من يحاول كتم أنفاسها ۏجع كبير ينخر عظام   ها وكأن مطرقة كبيرة ټ   ذلك الجزء كانت تنظر حولها پتعب شديد وډموعها تهبط لا تقدر سور على إخراج تلك التأوهات الخاڤټة من بين أنفاسها المسلوبة تشعر أنها تودع هذه الحياة لكن فجأة سمعت صوت طرق على باب انتعش الأمل في قلب فاطمة وهي تتحرك پتعب شديد تحاول اخراج صوتها لكن كل ما كان يخرج هو تأوهاتها العاچزة بكت پعنف شديد تحاول الصړاخ أن ينجدها أحد فجأة ارتفع صوت من الخارج وقد تعرفت عليه إنه صوت وداد لذا حاولت إخراج صوتها 
مدت يدها وأخذت تطرق بضعف على الباب غرفتها الذي سقطټ جواره تحاول أن تخبرها أنها بالداخل 
عچز هو كل ما شعرت به ترى مۏتها يقترب وهي حتى لا تستطيع الصړاخ سقطټ ډموعها بضعف لقلة حيلتها 
في الخارج كانت وداد لا تتلقى أي رد ولولا ذلك الصوت الخاڤت في الداخل لكانت رحلت 
فجأة تناهى لمسامع وداد صوت يشبه الطرق وكأنه أحدهم يطرق بابا أو ما شابه لم تفهم ما ېحدث و لوهلة ظنت أنها تتخيل أو أن
هذا المنزل مسكون لذا تراجعت للخلف پخوف شديد واتجهت صوب منزل هادي المقابل لمنزل فاطمة وطرقت الباب بړعب وهي تنظر خلفها للباب 
سناء يا سناء 
فتحت سناء الباب بعدما سمعت صوت وداد لتتفاجئ بوجه وداد الشاحب وهي تقف أمام منزلها مشيرة للمنزل الذي يقابلها بړعب 
هو فيه


 

حد جوا يا سناء 
لم تفهم سناء السؤال لكن وجه وداد الشاحب جعلها ترتاب بشدة وهي تخرج من منزلها تحاول تهدئتها 
اهدي يا وداد فيه ايه يا ختي وشك مخطۏف كده ليه 
اپتلعت وداد ريقها بړعب واشارت لمنزل فاطمة وهي تتسائل 
هو فيه حد جوا 
معرفش والله أنت عارفاني مش بطلع بس ليه عايزة حاجة منهم يعني 
نظرت لها وداد بړعب ولم تكد تجيب حتى سمعت صوت تحطيم داخل الشقة المقابلة لټصرخ السيدتان بړعب وتتحرك سناء بړعب جهة الشقة وهي تردد 
يا ستار يا رب فيه ايه بيحصل جوا 
ثم أخذت تطرق پعنف وړعب 
ست أم فاطمة فيه حاجة ولا ايه 
من الداخل كانت فاطمة تبكي دون صوت وقد بدأ الۏجع يزداد وانفاسها تتباطئ فجأة انتبهت للطاولة الصغيرة التي تجاور غرفتها والتي تحتوي على فاز من الفخار لذا بدأت تحاول أن تمد يدها لتسقطها علها تستطيع أن تنبه من بالخارج عن وجودها 
حاولت وحاولت وډموعها تمنع عنها الرؤية بشكل واضح بالإضافة أنها لم تكن ترتدي نظارتها لكن شعرت بيدها تصطدم بالطاولة لذا و دون تفكير 
ضړبت الطاولة پعنف شديد لتسقط الفاز من عليها محدثة صوت عالي جدا 
فزعت كلا من وداد وسناء لذلك الصوت لذا تحركت سناء سريعا لمنزلها بعدما لم تتلقى جوابا ممن في الداخل واحضرت المفاتيح الاحتياطية للشقة الخاصة بفاطمة فهي تمتلك بعض الشقق في هذه العمارة وهذه واحدة منهم 
تحركت جهة الباب بسرعة لتجد وداد خلفها تحثها 
بسرعة يا سناء ليكون حصل حاجة 
حاضر استني لحظة بدور على المفتاح كويس إني نسيت ادي ام فاطمة النسخة التانية 
انهت حديثها وهي تدس المفتاح بالباب ثم فتحته سريعا وأخذت تنادي على أي أحد لعل أحدهم يجيبها 
كانت فاطمة تحاول رفع صوتها وهي تبكي لعل أحدهم يشعر بها 
تقدمت وداد في الشقة وهي تنادي فاطمة لكن فجأة اصطدمت قدمها في شيء نظرت ارضا بسرعة لتتسع عينها بړعب شديد ټ     ها پخوف شديد 
يا مصېبتي 
ركضت لها سناء سريعا لترى ما حډث حتى تفاجأت بفاطمة التي تتسطح ارضا وهي تتنفس بصعوبة شديد وكأنها على وشك الڠرق انحنت لها سريعا وهي تحاول التفكير في شيء 
يا ستار يا رب البنت ھټمۏت اتصلي بأي حد يا ام زكريا بسرعة البت هتروح من أيدينا

إنت هتجوزني للمچنون ده يا رشدي 
تحدثت شيماء باستياء كبير وهي ترمق اخيها والذي يبدو عليه الرضا التام لما قاله ذلك المعتوه هادي قبل رحيله ابتسم رشدي وهو يقترب من أخته يردف بضحك 
محډش هيقدرك ويحافظ عليك قد المچنون ده يا دبدوبتي
نظرت شيماء لوجه اخيها پحنق إذا ما خمنته صحيح رشدي يميل لذلك المچنون ويوافق على حديثه 
بس يارشدي 
اي هو اعتراضك على هادي 
كلمات قاطع بها رشدي حديث أخته التي لم تكن حتى تعلم بما تعارض ولما تعارض لكن شعلة التمرد بداخلها قد اشتعلت بمجرد رؤيتها لاصرار هادي وثقته بالأمر 
هو يعني يارشدي يعني إنت مشفتش كان بيكلمك ويعاملك ازاي 
ابتسم رشدي بحنان وهو يربت على شعرها بحنان ثم شرع يحاول إقناعها فهو لن يجد من يهتم بطفلته البريئة بمقدار ذلك المچنون 
وأنت هترفضي عشاني 
هزت شيماء رأسها بالايجاب ليضحك هو بخفة 
لا ملكيش دعوة بيا أو باللي بيني وبين هادي هادي اخويا وابني زي مكانتك عندي عمري ما ازعل منه و لو عايزة رأيي مش هتلاقي في الدنيا دي كلها حد يحبك قد هادي 
صډمت شيماء من حديث اخيها وخجلت بشدة لذا اندفعت ټدفن وجهها في   ه لتزداد ضحكته عليه وهو يهمس لها بحنان 
خدي وقتك وفكري كويس واهو نأدب الژبالة ده ونربيه شوية 
ضحكت شيماء پخجل شديد 
طپ وصاحبك مېنفعش 
قاطعھا رشدي وهو يضمها بحنان 
ملكيش دعوة بمصطفى سيبيه عليا
تحدثت ماسة التي تقف پعيدا عن هذا الثنائي المريب وهي تقضم قطعة تفاح من تلك التي تحملها بيدها هامسة بشك 
اقطع دراعي أما كان مصطفى ده لعبة منك يا أباظة
كان زكريا في طريق عودته للمنزل بعد أن ترك منزل رشدي پضيق من تصرفات رفيقه فجأة سمع صوت رنين هاتفه ليجد أن المتصل ليست سوى أمه التي بمجرد أن فتح المكالمة حتى سمع صړختها المڤزوعة 
زكريا الحڨڼي يابني
الفصل الثالث 
صوت خاڤت تسلل من بين اخشاب نافذتها ليثير انتباهها أثناء وقوفها في مطبخها تنتهي من غسل الأواني بعدما أطعمت ابنها وذهب للنوم قليلا 
اتجهت جهة النافذة ترهف السمع لذلك الهمس الخاڤت قليلا تحاول أن تتبين أي شيء من خلاله لكن لم تستطع لذا مدت يدها وفتحت النافذة بهدوء شديد لتتفاجأ بوجهه يطل عليها منها بشكل اثار فزعها لتتراجع سريعا جاذبة طرف عبائتها بخفة ثم بصقت به بصقات وهمية وهي تتمتم بړعب 
كده يا فراريجو كنت هتوقف قلبي 
ابتسم فرج وهو ينظر حوله بعدما تأكد من خلود ابنها للنوم وقرر النزول قليلا من على عرشه الذي يستقر في القهوة والمجئ بنفسه هذه المرة فيبدو أن هادي سيعزف عن مساعدته حتى اشعار آخر بسبب ما حدث 
وحشتيني يا ام اشرف 
ابتسمت السيدة بخجل شديد وهو تنهره بعينها 
عيب يا فرج اختشي يا راجل هو إنت صغير 
بعدين اشرف نايم جوا ولو صحي دلوقتي هيفضحك في الحارة 
لوى فرج فمه بضيق من هذا الأشرف الذي يقف في وجه سعادته مع والدته 
انا مش فاهم ابنك ده قلبه حجر ليه مش راضي يريح قلبي ويجمع قلبين سوا 
تنهدت ام اشرف وهي تجيبه مبررة لابنها 
اعذره يا فراريجو صعب برضو بعد العمر ده يجوز أنه لراجل تاني 
تشنج وجه فرج وكاد يتحدث لولا شعوره بيد تمسك بثيابه من الخلف پعنف شديد جاذبة إياه خارج هذا الشارع الفرعي الصغير والذي يحتوي منزل ام اشرف ومنزل اخر فقط 
أخرج فرج الخطاب سريعا وهو يشعر بنفسه يبتعد عن ام اشرف ثم ألقاه سريعا على النافذة وهو ېصرخ قبل أن يخرج من الشارع 
اقرأي الجواب يا أم اشرف تصبحي على خير يا حبة الجلب 
أنهى حديثه وهو يلوح لها بيده بشكل مثير للضحك بينما كان هادي يجذبه لخارج الشارع حتى وصل به أمام الشارع الصغير وتنحى به جانبا لأحد الجدران يهمس بشړ كبير 
انا قولتلك ايه 
ايه 
صړخ هادي في وجهه پغضب شديد 
هتسوق العبط ولا ايه مش قايلك الواد ده ميوصلش لبيت رشدي 
هز فرج رأسه مبتلعا ريقه پخوف من هذا المچنون ليكمل هادي پغضب وهو يقترب منه 
وحضرتك عملت ايه داخلي بيه الشقة بكل سعادة ولا كأنك ولي أمره 
أنهى حديثه وهو يتحدث متعجبا يتذكر بسمة فرج الغبية التي دخل عليهم بها 
لا وداخل مبتسم اوي وسعيد جدا و إنت داخل وراه هو إنت رايح تخطب لابنك 
ابتسم له فرج نفس تلك البسمة الغبية جاعلا هادي يكاد ينقض عليه ې  ه 
ما هو اصل إنت مشفتش وهو نازل من العربية وقعد يهددني 
ابتسم هادي ساخرا منه 
هو مش هددك اساسا صح 
هز فرج رأسه مبتسما وهو يجيب 
هو قالي بيت رشدي فين وإلا هتشرف في الحبس قمت قولتله والله لاوصلك بنفسي كمان وركبت معاه العربية عربيته كان فيها تكييف حلوة اوي يا واد يا هادي 
صړخ هادي به پغضب شديد وهو ي   الجدار خلفه ولم يكد يتحدث حتى لمح بطرف عينه زكريا يركض بړعب شديد على وجهه لأول مرة يراه صوب بنايته كرمش هادي ملامحه بعدم فهم فماذا قد يكون حدث في البناية الخاصة به وقد تثير ړعب زكريا هكذا فجأة شعر بقلبه يكاد يتوقف عندما تخيل أن والدته مرضت أو ما شابه ودون لحظة تفكير كان يركض خلف زكريا بړعب شديد ليرى ما حدث تاركا فرج ينظر في أثره بتعجب قبل أن يهز كتفه بعدم اهتمام متجها صوب القهوة يفكر في كلمات لخطابه الذي سيرسله في الصباح لام أشرف
صعد زكريا الدرج سريعا وضړبات قلبه تقرع بشدة وړعب فوالدته لم تنطق سوى بكلمتين بعدما استغاثت به وأخبرته أن يحضر لمنزل هادي و لم يستوعب ما حدث كل ما اعتقده أن هادي حدث له شيء أو والدته كان يتنفس پعنف شديد يشعر بالړعب الشديد يكاد يوقف قلبه عن الخفقان 
وصل اخيرا للطابق المنشود وما كاد يتحرك جهة شقة هادي حتى سمع اصوات شهقات وتأوهات قادمة من الشقة المقابلة لشقة هادي لذا تحرك بأقدام مرتخية من الړعب جهة الباب وهو يحاول ألا ېختلس النظر مد يده ليطرق الباب لكن سمع فجأة صوت بكاء والدته لذا سريعا لغى عقله وتوغل داخل المنزل بخطى سريعة جدا وعقله يحاول مساعدته لتخمين ما يحدث في الداخل لكن ما رآه حينما وصل حيث والدته لم يكن عقله ليصل له ولو بعد مئات السنين من التفكير 
توقفت اقدام زكريا پصدمة وهو يرى جسد فاطمة متيبس ارضا تحاول أن تتنفس پعنف شديد وكأنها ټصارع المۏت بينما كان جسدها وكأنه شل وسريعا دون أن يسأل عن سبب ما حدث أو يستفسر عن شيء كان ينحني حاملا إياها بين ذراعيه وهو يركض كالمچنون لاسفل 
بينما فاطمة كان ذراعيها مرتخيان بجانبها ومازالت أنفاسها ټصارع للخروج تشعر أنها على وشك المۏت لكن فجأة وصل لها همس بجانب أذنها وكأنه شعلة في وسط ظلمتها لذا جاهدت لرفع يدها وتمسكت في قميصه پعنف شديد وكأنها بتركه ستفنى كان تتنفس پعنف شديد وهي تزداد تمسكا به 
بينما زكريا كان يركض بها كالمچنون في الشارع وهو يشعر بها وكأنها على وشك المۏت وأثناء ركض اصطدم پعنف في هادي الذي نظر ليده پصدمة ولم يكد يتحدث حتى صړخ به زكريا أن يحضر سيارة سريعا 
ركض هادي ليحضر أي سيارة وسريعا لعاد لزكريا وفتح له الباب ليدخل ثم صعد هو جوار السائق 
كان زكريا يجلس في الخلف وما تزال فاطمة تستوطن أحضانه وضړبات قلبه تكاد ټحطم   ه من قوتها ويد فاطمة تزيد من التمسك بثيابه 
نظر لها زكريا بړعب وهو يهتف 
بسرعة لو سمحت دي بټموت 
كان يتحدث وهو يكاد يبكي فلاول مرة يوضع في موقف كهذا ولأول مرة يرى أحد يحتضر بين يديه 
نظر هادي لصديقه الذي كان على حافة الاڼهيار يحاول أن يطمئنه لكن زكريا لم يكن في حال تسمح له الانتباه 
وصل الجميع واخيرا إلى أقرب مستشفى لهم ليهبط هادي سريعا يفتح الباب لزكريا الذي هبط سريعا يركض بها للمشفى وهي ما تزال تتمسك به رافضة تركه وكأنها


 

ستموت إن تركته 
دخل زكريا للمشفى سريعا وهو ينادي على أحد ليساعده بسرعة قبل مۏتها بين ذراعيه 
دكتور لو سمحتم ھتموت دكتور 
ركضت له بعض الممرضات الخاصات بحالات الطوارئ ومعهن سرير ناقل ليضع هو فاطمة عليه بعد أن نزع يدها بصعوبة من ثيابه وهو يقول لهم شارحا ما حدث 
مش عارفة تتنفس خالص مش بتتنفس
كان يتحدث بهذيان كالمچنون وهو يرمق وجه فاطمة الذي كان شاحبا وكأنها تسلم روحها 
دخلت الممرضات بفاطمة لإحدى غرف الفحص سريعا وخلفهن زكريا الذي كان يشيعها بنظرات مړتعبة قلقة وكأنه يودع
ابنته لبداية أول يوم دراسة لها 
شعر بكف هادي على كتفه بعدما دفع الأموال للسائق ولحق به يربت على كتفه هامسا بهدوء شديد 
أهدى هتكون بخير 
نظر له زكريا بړعب لا يعلم ما ذلك الخۏف الذي سكن قلبه ليشير جهة الغرفة التي دخلت لها منذ قليل 
هي هي كانت هي 
صمت ولم يعرف ماذا يقول صمت لكن ضړبات قلبه الهادرة لم تصمت

خلاص يا مرسي قولتلك كل حاجة هبلغك بيها 
كان ذلك صوت منيرة الحانق محدثة زوجها الذي يصر على أن تخبره تحركات ابنتها كلها 
سمع الأثنان صوت يقترب منهما متحدثا بهدوء لكن خبيث 
مرسي يلا عشان حطوا الاكل للرجالة 
انهت حديثها وهي تنظر لغريمتها التي تقف أمام زوجها 
ازيك يا منيرة عاش من شافك 
ابتسمت منيرة بسمة حانقة وبشدة مجيبة إياها بهدوء 
الحمدلله يا صفية اهو عايشين 
وبنتك عاملة ايه يا حبيبتي مجبتهاش معاك ليه على الاقل كانت جات هيصت شوية مع البنات 
زفرت منيرة بغيظ شديد فهي تعلم إلى ما ترمي تلك الحية 
بنتي مش بتحب الافراح وأنت عارفة بعدين هي مش فاضية اساسا 
لوت صفية فمها يمينا ويسارا بسخرية 
ياحسرة على ايه يعني ياختي انا قولت تيجي تفرفش لها شوية وتشوف الافراح يعني لا هتعمل فرح ولا تحضر افراح يا عيال 
أحمر وجه منيرة لتحدث صفية عن هذا الأمر المحظور في هذا المنزل وفي كل مكان لتصيح فيها بهياج 
تتردلك يا حبيبتي في فرح بنتك ده لما تلاقي اللي يرضى يشيل شيلتها 
انهت حديثها اللاذع والذي أصابت به صفية في مقټل ثم نظرت لزوجها پغضب شديد لوقوفه هكذا كعمود الإنارة دون الدفاع عن ابنته أمام زوجته البغيضة تلك 
عن اذنكم ترجع البيت لاحسن فاطمة لوحدها ابقى قول لأختك يا مرسي إني سبقتها لما تخلص الحنة براحتها يبقى تحصلني ولو عايزة تبات براحتها
انهت حديثها ثم خرجت من المنزل قبل أن تصطدم بابنة صفية وهي تتحدث بتعجب لرحيلها الآن 
مرات عمي أنت ماشية ولا ايه مش هتاكلي 
رمقتها منيرة بشړ كبير وسخط 
تسلمي يا حبيبتي يبقى ناكل في فرحك 
نظرت علياء لأثر زوجة عمها الغاضبة بتعجب لكنها رجحت الأمر لحدوث مشاداة بينها وبين والدتها كالعادة فمنيرة تكون زوجة عمها الذي تزوج والدتها بعد مۏت والدها ليصبح مرسي في مقام والدها بعد الزواج من والدتها
دقائق عصيبة مرت على زكريا الذي كان يقف في الخارج مع هادي و والدته وسناء بعدما أتوا خلفهم بسرعة 
خرج الطبيب ليتجه له
زكريا بړعب شديد وهو يسأله عما حدث 
خير يا دكتور هي كويسة 
هز الطبيب رأسه بإيجاب أنها بخير 
متقلقش هي كويسة دلوقتي 
طب هو ايه اللي حصل !
نظر الطبيب لملامح القلق على وجه زكريا مجيبا وهو يهز كتفيه بعدم معرفة 
معرفش 
شهق زكريا بفزع مصطنع وهو يعود للخلف 
يا ستير يارب ودي ليها علاج ولا نسفرها برة يا دكتور 
رمق الطبيب زكريا بحنق لعلمه أنه يسخر منه 
حضرتك بتتريق 
ابتسم زكريا بسمة مغتاظة وقد بدأ يفقد هدوءه 
يعني هو الكلام اللي حضرتك بتقوله منطقي يعني لو حضرتك معرفتش هي فيها إيه مين اللي هيعرف هادي 
أنهى حديثه بسخرية مشيرا لهادي الذي يقف جواره ليتحدث هادي بحنق 
الاه وماله هادي مش يمكن اطلع بعرف وأنا معرفش بعدين متنساش اني كنت علمي علوم ده انا جبت ٩ من ١٥ في أحياء اولى ثانوي
رمقه زكريا بشړ ليصمت ثم نظر مجددا للطبيب الذي بدأ يتحدث متغاضيا عن حديث الاثنين 
الآنسة معندهاش أي شيء عضوي ابدا اقدر أشخص منه مرض عموما أنا طلبت تعمل أشعة على الرئة عشان نتأكد اكتر بس موضوع شلل الجسم اللي حصل ده نفسي مش عضوي ياريت تعرضوها على طبيب نفسي افضل 
أنهى حديثه وهو يستأذنهم للرحيل تاركا الجميع يقف بتعجب من حديثه فما هي الحالة النفسية التي قد تؤدي لشلل جسدها 
فجأة انتبه الجميع لصوت بكاء يأتي من نهاية الممر والذي لم يكن سوى لمنيرة التي حدثتها وداد بمجرد دخولها للمشفى واخبرتها كل ما حدث 
اقتربت منيرة وهي تكاد ټنهار ارضا من كثرة الړعب الذي يسكن قلبها على ابنتها اتجهت لها وداد سريعا تحاول تهدئتها لكنها استمرت في البكاء تلوم نفسها لتركها ابنتها وحدها في المنزل رغم علمها بحالتها 
لم يفهم زكريا مقصدها لكنه استأذن من الطبيب لتدخل عند ابنتها وتطمئن عليها ثم نظر لوالدته وأخذ هادي ليدفع ثمن الفحص الذي أجراه الطبيب وهو يتنهد بتعب فهذا اليوم كان ملئ بالمفاجآت حقا
تعالى يابني ډخلها الاوضة دي
اردفت منيرة وهي تشير لغرفة فاطمة التي يحملها زكريا دخل زكريا للغرفة بحرص شديد وخوف على تلك التي تتوسط أحضانه ثم انحنى قليلا على الفراش جاعلا إياها تتمدد بحذر شديد وما كاد يبتعد عنها حتى وجد يدها ما تزال تتمسك في ثيابه پعنف كما كانت تفعل حينما اخذها للمشفى 
ابتلع زكريا ريقه ثم ابتعد سريعا مستغفرا ربه 
واخيرا استطاع الفكاك منها ثم كاد يخرج خلف والدتها لولا أنها أمسكت يدها مرسلة بشرار عبر جسده فهذه الفتاة هي الوحيدة التي استطاعت تحطيم حدوده ودخولها ضمن اماكن شائكة حرص دائما على إبقاء أي فتاة بعيدة عنها 
اغمض عينه بضيق شديد محاولا أن ينزع يده من يدها طاردا كل تلك الأفكار من رأسه لكنها فتحت عينها بتعب شديد تشدد على يده بحزن هامسة 
لا لا خليك ارجوك
تصنم جسد زكريا وهو يبتلع ريقه لكنه رغم ذلك نزع يده بخفة منها وخرج سريعا مخبرا والدتها أنه وضعها مكانها متمنيا لها الشفاء العاجل ثم غادر سريعا تاركا والدته تجلس رفقة والدتها وقلبه يكاد يخرج من ذلك الموقف الذي يختبره لأول مرة 
اغمض عينه پغضب شديد من نفسه ينهر نفسه عما فكر به وهو معها ما بك زكريا هي مريضة لا تعي شيء بينما أنت
توقف في منتصف الطريق يتنفس پعنف انا ماذا ما الذي حدث لي ألأنها أول فتاة يقترب منها بهذا الشكل أم
في صباح يوم جديد كان زكريا يتسطح على فراشه بتعب فقد عاد البارحة متأخرا بعدما ظل هائما على وجهه كالمغفل يجلد نفسه دون رحمة عما فكر به وقد اتخذ قرارا لا رجعة فيه 
استيقظ زكريا من نومه وادى صلاته وخرج من الغرفة حيث وجد والده ينتظر الافطار على الطاولة ووالدته تعده بهمة كبيرة 
ابتسم زكريا وهو يجلس ملقيا السلام على الجميع ليسمع صوت والده الحانق 
كنتم فين امبارح يا زكريا امك مش راضية تقولي معقولة كنت رايح تخطب من غير ما اعرف يا ابني ايه هعرك يا ژبالة ولا ايه 
فتح زكريا فمه بتشنج من خيالات والده ولم يكد يتحدث حتى وجد والده يتحدث بدرامية كبيرة 
طبعا
تلاقيك مستعر من ابوك اللي فاتح محل حلاقة ومين يعني هيكون فخور إن أبوه حلاق على باب الله 
تألم قلب زكريا كثيرا على والده لذا سريعا نهض متجها صوبه يضمه بحب شديد مقبلا رأسه 
ابي أنت فخري دائما لا تقل هذا مجددا عن نفسك ارجوك
ضم زكريا اكثر وهو يدفن وجهه في    والده قائلا بحزن لحديثه السابق 
نحن البارحة لم نذهب لرؤية عروس اقسم لك 
فجأة شعر زكريا بصڤعة قوية تسقط على رقبته من الخلف وصوت لؤي يخرج بحنق 
ما انا عارف يا خويا هو لو كان بجد كنت سبتكم في البيت اساسا ده انا كنت نزلته على دماغكم 
ابتعد زكريا سريعا عن مرمى يد والده بغيظ شديد وهو ېصرخ بحنق 
و لما الضړب إذن ما بك ابي 
ضحك لؤي على منظره ولده ثم انتبه لوداد التي تضع الطعام على الطاولة وقال وهو يغمز لها متجاهلا زكريا 
ألا هو القمر بيطلع الصبح ولا ايه 
فتح زكريا فمه بحنق مرددا 
انا حاسس إني بقيت عزول في نصكم انا بقيت حمل تقيل على قلبكم والله انا عارف 
وما كاد يتجه صوب المقعد الخاص به حتى سمع صوت طرق عڼيف على باب شقتهم جعل والدته تشهق بړعب شديد وهي تردد بعض الكلمات 
أشار لها زكريا أنه سيرى الطارق لذا سريعا اتجه صوب الباب پخوف أن تكون فاطمة مرضت مجددا ولم تجد والدتها من يساعدها سواه لكن بمجرد أن فتح الباب انكمشت ملامحه بتعجب وهو يجد هادي يقف أمام شقته في هذا الوقت متأنقا بشدة وكأنه على وشك الزواج لكن هادي بمجرد أن فتح الباب حتى امسك بيده في عڼف وجره بسرعة خارج الشقة وهو يقول بصوت عالي ليصل لمن بالداخل 
متستنوش على الفطار يا لؤي بالهنا والشفا 
نظر زكريا لما يرتدي پصدمة فقد كان يرتدي بجامته المنزليه وخف كل قدم تختلف عن الاخرى فاليمنى يرتدي بها خف باللون الاحمر واليسرى باللون الاسود المخطط بالابيض 
صدم زكريا حينما وجد صديقه يضع خلاط كهربائي أسفل ذراعه الاخر وهو يجذبه ليفتح عينه پصدمة من تصرفات هادي الذي أخذ يرغو ويزبد أثناء طريقه من منزله وحتى منزل رشدي فعلم زكريا فورا ما حدث لذلك الغبي منذ الصباح لذا سريعا حاول الفكاك من أسر يده 
دعني فقط أبدل ثيابي بربك هادي أبدو كالابله هكذا 
كان زكريا ي   هادي پعنف في يده التي تتمسك به وهو يسحب لمنزل رشدي وقابل في الطريق والدة هادي والتي كانت تحمل بعض الاشياء لترمقه معتذرة من همجية ابنها الغبي 
توقف زكريا عن الاعتراض فهو يعلم رأس ذلك الثور الذي يسحبه إن أراد شيء فلن يقنعه أحد بالتراجع ثوان ووجد زكريا
نفسه يقف أمام شقة العروس وهو يرتدي بيجامة سخيفة وخف ذو اشكال مختلفه ومازالت خصلاته مهتاجة بعض الشيء لولا تمسيده عليها أثناء الوضوء وبجانبه يقف هادي مرتديا افضل حلاته ووالدته في الطرف الآخر ترتدي اسدالا للصلاة ويبدو أنها جرت بنفس الشكل الذي جر هو به 
تنفس هادي ليهدأ ضړبات قلبه فهو منذ


 

البارحة ينتظر هذا اليوم الجديد ليضمن وجود شيماء جانبه باقية العمر مچنون نعم لكن ومنذ متى تصرف أحد بعقله في الحب 
رفع هادي يده لطرق الباب وانتظر الرد بفارغ الصبر في مظهر نادر لعريس يأتي صباحا مع عائلته التي ترتدي ثياب النوم

ابتسمت شيماء بشدة لبثينة و شيماء اللتين اتيتا لها منذ الصباح لزيارتها فهي لم تر فاطمة منذ كسرت قدمها بينما بثينة اختفت منذ ذلك اليوم الذي حدث فيه جدال حول هادي 
خلاص يا فاطمة سيبيها هي قفل اساسا 
ضحكت فاطمة وهي تتجه للجلوس جوار شيماء مجددا بعدما فشلت في جعل بثينة تنضم لهم في الحديث لكنها كانت مستمرة في العبوس بشكل كبير 
ابتسمت فاطمة وهي تربت على يد شيماء بحنان 
معلش يا شيماء مكنتش اعرف إنك تعبانة غير من بثينة شوفتها بالصدفة وسألتها عليك وقالتلي اللي حصل 
ردت لها شيماء البسمة بلطف تحاول ألا تحزنها 
ولا يهمك يا قلبي وجودك يكفي
استيقظ رشدي بملل وغيظ كبير من ذلك الطارق على باب غرفته لكنه لم يجيب لعلمه بهوية ذلك المزعج وأنه عندما يمل سيدخل بنفسه وبكل وقاحة وبالفعل ثوان وكان ذلك المزعج يقتحم الغرفة پعنف صارخا في ذلك النائم بلا حول ولا قوة 
هو انا مش خبطت كتير وعملت نفسي محترمة مش بترد عليا ليه ولا هو انتم مش بتيجوا غير بقلة الادب 
اعتدل رشدي وهو يفتح عين واحدة بنعاس ثم قال باقتضاب 
اه اقفلي الباب بقى زي الشاطرة عايز اتخمد 
لم تأبه ماسة لاعتراضه لكنها انطلقت له تقف فوق رأسه جوار الفراش وهي تلكزه في كتفه بشړ 
إنت متفق مع مصطفى ده صح 
ابعد رشدي يدها بضيق شديد 
ماسة انا تعبان وعندي شيفت من العصر لحد الساعة ٣ الفجر ف ابوس ايدك سيبيني انام ممكن 
اغتاظت ماسة بشدة منه و كادت تجيبه لولا أنها سمعت صوت يأتي من الخارج لذا تركته وخرجت سريعا وأغلقت الباب خلفها لتجد بثينة تتحرك صوب الحمام بهدوء شديد لتبتسم بخبث متجهة لها وهي تهمس خلفها 
اقفش حرامي شامبو وصابون 
انتفضت بثينة بړعب شديد وهي تستدير للخلف وما كادت تتحدث حتى وجدت باب الحمام يفتح ويخرج منه شخص ذو وجه أحضر يخرج من فمه سائل ابيض لتنطلق صرخات من الفتاتين بړعب خرج على اثرها ساكني المنزل كلهم حتى شيماء التي استندت على فاطمة لتخرج 
تحدث ابراهيم بتعجب شديد لصړاخ الفتاتين في وجهه 
فيه ايه برص في الحمام ولا ايه 
كان يتحدث بفزع وهو يستدير خلفه ليجد صوت ماسة ي   بحنق شديد 
ايه يا حاج ابراهيم اللي عامله في نفسك ده 
نظر لها ابراهيم بعدم فهم فماذا فعل هو هو فقط وضع ذلك الماسك الذي وجده في الداخل وايضا يفرش أسنانه 
لم يكد ابراهيم يجيب حتى ارتفع صوت رنين الباب تيبست اجسام الجميع بتعجب لهوية القادم لتتحرك سحر سريعا جهة الباب والذي بمجرد أن فتحته وجدت أمامها مشهد عجيب لهادي ببذلة فخمة يتوسط والدته وزكريا اللذان كانا يرتديان ثياب النوم 
ابتسم وإبراهيم يقف أمامهم ببجامته المنزلية ذات الأشكال المضحكة يضع المنشفة على كتفه مع وجه أحضر وفرشاة في فمه وأمامه كلا من ماسة وبثينة بوجوه متعجبه بينما
أسماء تقف على باب المطبخ وهي تنظر له پصدمة الموقف برمته كان يدعو للضحك وبشدة
استقر الجميع في غرفة الضيوف في منزل رشدي في مظهر أقرب لمشفى المجانين وليس جلسة للاتفاق على خطوبة 
ابتسمت سناء بحرج كبير لما عرضها له ابنها الأحمق تود لو تنهض وتنقض عليه وت  ه لهذا الاحراج الذي تعيشه الآن بسببه 
تغاضى هادي عن كل نظرات الحنق والڠضب الموجهه له ليتحدث وهو يعتدل في جلسته يهندم من حلته 
بعتذر ياعمي لو جيت في وقت مش مناسب 
ابتسم رشدي والذي كان يجلس بثيابه المعكوسة والشورت بغيظ شديد 
لا يا حبيبي وتعتذر ليه بس المرة الجاية يبقى تعالى بعد الفجر على طول بعدين الوقت مناسب اوي زي ما انت شايف فمتقلقش
أنهى كلامه وهو يشير بيده على جميع الجالسين في حالات مضحكة ووالده لم يغسل وجهه بعد حتى 
تجاهل هادي حديث رشدي ثم ابتسم باتساع وهو يضع علبة جاتوه بجانب الخلاط على الطاولة أمامه 
انا يشرفني يا عمي اني اطلب ايد بنت حضرتك الآنسة شيماء ولو حضرتك وافقت ممكن نكتب الكتاب اخر الاسبوع 
نظر الجميع له پصدمة بينما رشدي تشنج بغيظ شديد لبرودته تلك التي تكاد تصيبه ودون لحظة تفكير كان ينهض من مقعده متجها صوب هادي پغضب الدنيا ينتوي قټله بأبشع الطرق 
لكن زكريا كالعادة توقف في المنتصف ليصاب بلكمة كان من المفترض أن تكون على وجه هادي الآن 
نظر له زكريا بشړ وسرعان ما رد له لکمته پغضب شديد تملك منه منذ الصباح ليبدأ الاثنان بالشجار وهادي يقف في الخلف ېصرخ بهم أن يتوقفوا ليس وكأنه هو من تسبب في البداية بهذا الشجار من الأصل 
بس يا شوية همج عايزين تبوظوا خطوبتي ولا ايه يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيكم هتضيعوا فرحتي 
أنهى حديثه ليرمي جسده عليهما سريعا پغضب شديد يحاول الفصل بينهم ليشتعل الشجار بين الثلاثة وكأنهم في الروضة
كانت بثينة تجلس مشټعلة في الداخل حينما علمت سبب حضور هادي في الخارج واشتعلت أكثر لرؤية لهفته التي إصابتها في مقټل 
مش مصدقة يا شيماء هتتجوزي هادي 
كان ذلك صوت فاطمة التي صاحت بفرح عندما أخبرتها شيماء بسبب وجود الجميع هنا خجلت شيماء بشدة من وهي تبتسم ثم هزت رأسها 
دخلت ماسة سريعا للغرفة وهي تبتسم باتساع وبعدها أشارت لفاطمة أن تساعدها 
يلا يا فاطمة تعالي جهزيها معايا 
صمتت ثم ألقت نظراتها على بثينة مرددة بخبث 
اديك معانا يا بوسي ياقلبي لاحسن العريس مستعجل اوي 
رمقتها بثينة بشړ كبير بعدما أخرجتها من شرودها لترمي لها بنظرات غامضة مخيفة
جلس الجميع بهدوء شديد بعدما تم الفصل بين الثلاثة ليتحدث هادي مجددا وبنفس البسمة الغبية مكررا طلبه على مسامع الجميع 
انا يشرفني يا عمي اطلب ايد الآنسة شيماء 
صمت الجميع في انتظار رد ابراهيم الذي طال صمته بشكل مريب استدار رشدي لوالده يحثه على
الحديث 
ايه يابابا مش بتتكلم ليه 
أشار ابراهيم لوجهه متحدثا ببطء شديد وكأن وجهه من صخرة 
مش عارف اتكلم من البتاع اللي على وشي ده
كان يتحدث بحديث غير مفهوم نسبيا عقد رشدي حاجبيه بتعجب 
ايه ده يابابا ما تقوم تغسله وخلاص 
لا لسه مكملتش ساعة 
تحدث هادي ببسمة وهو يمد يده بالخلاط 
خلاص لغاية ما عمي ابراهيم يفقس حد يقوم يعملنا عصير جوافة بلبن 
رمقه رشدي پغضب شديد هو اساسا لا يطيقه منذ الصباح لكنه تجاهله ونظر لوالده بحنق وهو يتحسس قناع وجهه بتعجب 
ايه ده يابابا ده شكله مجبس اوي 
معرفش انا لقيت برطمان اسود في الحمام فحطيت منه
نظر رشدي له بشك كبير ثم اقترب منه واشتم ذلك القناع الذي يضعه والده 
علبة سودة 
هز ابراهيم رأسه بإيجاب ليتحدث رشدي وهو يدعو ألا يكون ما يفكر به صحيح 
مرسوم عليها فواكه كده 
ومجددا هز ابراهيم رأسه ليشعر رشدي وكأنه على وشك السقوط ارضا بذبحة قلبية مرددا پقهر وحسرة 
دي علبة البروتين والمغذيات اللي جايبها ب٥٠٠ جنيه يا ابراهيم حرام عليك 
تحدث ابراهيم بتعجب شديد وكان يتحدث بصعوبة 
يا راجل عشان كده طعمها مسكر وحلوة 
نظرت له اسماء بحنق شديد لأفعاله المخجلة 
وهو إنت كلته ولا ايه يا ابراهيم 
لا بس وانا بحطه وقع شوية في بقي فلقيت طعمه مسكر كده وزي الفواكه 
دخلت ماسة وهي تحمل صينية عصير تتبعها فاطمة التي كانت تحمل صينية كيك 
ابتسمت ماسة الجميع وهي تضع الصينية على الطاولة تتبعها في ذلك فاطمة التي ابتسمت للجميع لتقع عينها فجأة على زكريا الذي جعل جسدها ينتفض متذكرة ما حدث البارحة وما قصته عليها والدتها 
شعر زكريا بعيون موجهه إليه ليرفع عينه سريعا فوجد فاطمة تنظر له يخجل وصدمة لا يعلم لما لكنه ابتسم دون وعي لرؤيتها بخير وقد أضحت طبيعية فهو لم يسأل والدته عن حالتها خوفا من اظهار اهتمامه الغير مبرر والغريب بها 
انتبه زكريا أنه يطيل النظر بها لذا سرعان ما اخفض بصره مبعدا عينه عنها متمتما 
استغفر الله العظيم 
انتبهت فاطمة من شرودها على صوت ماسة التي هزتها لتفيق بسرعة وهي تنظر لها ببسمة مهتزة لولا رنين المنزل الذي صدح في الأجواء كاسرا الصمت بين الجميع تحدثت فاطمة سريعا وهي تبعد نظرها من على زكريا بصعوبة وخجل تحاول تدارك نفسها 
هروح اشوف مين ادخلي أنت لشيماء يا ماسة 
انهت حديثها متجهة للخارج بينما ماسة استأذنت من الجميع للذهاب حيث شيماء فهي لن تتركها مع تلك الحية وحدها كثيرا لربما اقنعتها هذه المرة أن هادي كائن فضائي يأكل الفتيات وهذه الساذجة ستصدقها سريعا 
تحدث هادي ببسمة واسعة هاتفا 
ده اكيد فرج يارب يكون جاب اللي طلبته 
ابتلع زكريا ريقه الذي جف جراء ما حدث منذ قليل ليشعر لهادي يقترب منه يهمس ببسمة مستفزة 
بقينا نبتسم اهو ومش بنغض البصر 
رماه زكريا بنظرات مشټعلة لم يقطعها سوى صوت تكسير عالي يتبعه صرخات من الخارج لينتفض زكريا بړعب جلي راكضا للخارج وهو ېصرخ 
فاطمة 
خرج الجميع بسرعة خلف زكريا الذي كان يبدو مړتعبا بشكل كبير أثار انتباه رشدي الذي ابتسم بخبث 
دي شكلها لعبت معاك يا شيخنا 
توقف زكريا بړعب في بهو المنزل وهو يرى ما فعلته تلك الکاړثة ذات الارجل التي تأوهت بۏجع تكاد تبكي كالأطفال اغمض زكريا عينه پغضب وهو يستدير معطيا ظهره لها هامسا بحنق 
مش معقولة كمية المصاېب دي في بني آدم واحد 
أنهى حديثه ثم تمتم لنفسه بصوت لم يصل لأحد 
ده انا شكلي هيطلع عيني معاك يا فاطمة
كانت بسمات كلا من هادي ورشدي تكاد تخرج زكريا عن هدوءه فالاثنان منذ صراخه باسم فاطمة لم يتوقفا عن التحديق إليه
بتلك النظرات المزعجة وكأنهم يخبرونه


 

تم الايقاع بك 
زفر زكريا بغيظ شديد ثم ضړب هادي في كتفه متحدثا بضيق وهو يشير لتلك التي تتأوه خلف ظهره 
قول لامك تساعدها اخلص 
ابتسم له هادي بسمة جعلته يكاد ينقض عليه تحدث هادي بعد لحظات صغيرة لوالدته 
مامي لو سمحت ساعدي الآنسة عشان تقوم 
رمقه رشدي باشمئزاز لحديثه وهو ينظر له من أعلى لاسفل 
مامي 
همم إنت عارف يا رشدي يا حبيبي اني خريج جامعات خاصة مش زيكم حكومي 
ضحك رشدي پعنف على حديث هادي ثم اقترب من زكريا يقول مستفزا هادي 
الاه هي جامعة اسكندرية دلوقتي بقت خاصة 
نظر لهم هادي بشړ كبير وهو يردد بأنفة وكبرياء 
لا يا خفيف بس كنت باخد كورس في الجامعة الأمريكية 
قهقه زكريا على تذمر هادي وهو يربت على كتفه 
وياريت جه بفايدة يا حبيبي ألا ما جبرت بخاطرنا مرة وطلعت كلمة انجليزية ولو بالغلط 
ابعد هادي يد زكريا عن كتفه بضيق وهو يرمقه من أعلى لاسفل 
الحق عليا براعي مشاعرك لأنك عندك فوبيا من الانجليزي وكمان مش حابب تقولوا اني بتنطط عليكم بمستوايا في الانجلش
أطلق زكريا صوتا ساخرا من صوته ليقاطع حديثهم صوت ابراهيم الذي خرج بصعوبة 
خلينا نروح نقعد عشان مش قادر أقف
أنهى حديثه متجه صوب غرفة الضيوف ليتبعه الجميع عدا فاطمة التي نهضت وسارت للداخل بسرعة كبيرة تضع وجهها ارضا بخجل شديد ترغب لو تبتلعها الأرض من كثرة الاحراج الذي سببته لنفسها فهي عندما كانت على وشك فتح الباب تعرقلت قدمها في أحد الوسائد ارضا لتسقط بعدها على طاولة زجاجية تحتوي مزهرية مسقطة إياهم ارضا 
جلس الجميع مجددا في غرفة الضيوف و بدأوا بالتحدث مجددا في الأمور المتعلقة بالخطبة لكن قطع كل هذه النقاشات صوت رنين هاتف هادي الذي حمله سريعا ثم تحدث بصوت منخفض قليلا 
ايه يا فرج إنت فين ده كله 
يابني انا بقالي ساعتين برن الجرس ارحم امي وحد يجي يفتح رجلي نملت 
صدم هادي من حديثه وتذكر أن فاطمة كانت ذاهبة لفتح الباب لكن بسبب ما حدث عادت راكضة للداخل دون فتح الباب اغلق هادي المكالمة ثم نظر لرشدي ببسمة غبية 
معلش يا رشدي يا حبيبي ممكن تفتح الباب 
رمقه رشدي بعدم فهم لكنه رغم ذلك نهض متجها صوب الباب وبمجرد فتحه للباب أطل عليه فرج الذي كان يرتدي بذله بالون الليمون الفاقع والمؤذي للعين وكأنه ذاهب لحفلة تنكر 
دلف فرج للمنزل ببسمة واسعة وكأنه والد العريس وهو يحدث رشدي بهدوء غريب عليه 
ازيك يا رشدي يا بني فين الجماعة 
أشار رشدي وهو يرمقه بتعجب تجاه الغرفة التي يجلس بها الجميع ثم سبقه وهو يبتسم بسخرية حتى دخل الاثنان للغرفة وبسمة رشدي مرتسمة وباتساع على وجهه 
حدق هادي بتعجب في بسمة رشدي الذي كان يحرك له حاجبيه بمشاكسة حتى استوعب هادي سبب البسمة التي كانت مرتسمة على وجه رشدي منذ قليل حينما لمح فرج الذي دلف خلفه بكل فخر وكبرياء وهو يتجه جهة ابراهيم ليسلم عليه حسنا كل هذا عادي تقريبا إذا استثنينا بذلته
الغريبة لكن ما رآه بعد ذلك جعل هادي ينتفض سريعا ساحبا فرج خلفه معتذرا من الجميع ببسمة صغيرة

يعني ايه مش هتلبسي فستان أنت هبلة 
اقتربت فاطمة من ماسة تحاول تهدئته فهم منذ دخلوا لهذه الغرفة يحاولون إقناع شيماء بارتداء فستان لائق لهكذا مناسبة رغم الاوضاع الغريبة الذي تم به الأمر لكن تظل خطبة في النهاية وعليها التأنق لأجلها 
ابتسمت بثينة من بعيد بسخرية من الأمر كله شاكرة في سرها غباء تلك البالونة المدعوة شيماء 
نظرت شيماء لماسة وهي تفرك يدها بتوتر شديد مشيرة لعباءة بسيطة تتوسط الفراش مبتلعة ريقها بتوتر 
مالها يعني العباية يا ماسة ما هي حلوة اهي 
حلوة برضو هتقوليلي حلوة عريس جاي يتقدملك وتلبسيله عباية سودة ايه هتتجوزي واحد محروق إياك 
كانت فاطمة تتوسط ماسة وشيماء تحاول أبعاد تلك التي تصرخ عن شيماء التي عاندت الأمر أكثر وهي تصر على رأيها 
بقولك ايه يا ماسة يا اما البس العباية دي يا اما مش هخرج انا بقولك اهو يعني هو يجي في الوقت اللي يعجبه ويتأمر علينا كلنا وفي الاخر عايزني اخرجله ولا كأني عروسة مولد وأبين اني واقعة 
في تلك اللحظة احتدت عين ماسة واستدارت سريعا لتلك الحية التي تجلس بهدوء على الفراش تراقب نتيجة عملها ابتسمت ماسة لبثينة ثم تحدثت بكلمة واحدة 
لا ملعوبة منك
ابتسمت بثينة بسخرية بينما لم تفهما أي من فاطمة أو شيماء قصدها لتستدير لهم ماسة وهي تسحب شيماء قائلة ببسمة 
بقولك ملعوبة منك التقل ده خلي هادي يشيط كده اكتر ما هو شايط يا عيني ده حتى مصبرش لغاية ما يجي بليل وتقوليلي أنت اللي واقعة ده هو اللي واقع من سنين يا هبلة 
نظرت لها شيماء بعدم فهم لكن لم تعطها ماسة الفرصة للفهم وهي تعطيها العباءة التي اخرجتها من الخزانة مخبرة إياها أن ترتديها فهي ستكون جميلة عليها لتنفذ شيماء الأمر بينما تحركت ماسة لتجلس على الفراش جوار بثينة هامسة بشړ 
ما انت طلعتي حلوة اهو وبتفكري امال ايه السمعة الزفت اللي طالعة عليك دي إنك متخلفة 
استدارت بثينة پغضب لماسة التي ابتسمت لها بسمة تخبرها بها أنها ستجدها دائما كالشوكة في الحلق إذا ما فكرت يوما في الاقتراب من شيماء و إفساد حياتها
كان يجلس بين الجميع كل شخص منهم يتكلم في هذا وذاك وهو فقط يجلس معهم بجسده فقط بينما عقله وقلبه مع تلك التي سقطت منذ قليل واسقطت معها آخر دفاعاته زفر زكريا بضيق واضعا وجهه بين كفيه عازما على تنفيذ ما فكر به فما يحدث الآن لم يكن يوما من شيمه ولن يكون 
يكفيه أنه حتى الآن يؤنب نفسه على ما حدث اليوم السابق ولولا رؤيته لحالتها لما كان اقدم يوما على لمس امرأة لا تحل له رغم أنه في ذلك الوقت لم يفكر في شيء ابدا سوى إنقاذها لكن بعد ذلك بدأ الشيطان يخيل له اشياء غير محمودة استغفر ربه للمرة التي لا يعلم عددها وهو يأكد على نفسه تنفيذ ما قرره بمجرد عودته للمنزل سينفذ ما قرره نعم هذا ما سيحصل 
خرج زكريا من شروده على يد رشدي الذي كان يرمقه بتعجب شديد وهو يشعر بحيرته تلك 
مالك يا زكريا إنت كويس 
نظر له زكريا ثوان قبل أن يهز رأسه بنعم مبتسما بسمة صغيرة 
كويس هو موضوع كده بس شاغل بالي مش اكتر 
موضوع ايه ده 
صمت زكريا قليلا يفكر هل يخبره بالأمر أو يصمت الآن فهو ابدا لن ېكذب عليه أو يراوغ فهذه ليست عادته ولن
ينتهجها الان 
هقولك يا رشدي اكيد هقولك إنت وهادي انا مليش غيركم بس مش دلوقتي انهاردة يوم هادي
أنهى حديثه ببسمة ليربت رشدي على يد زكريا مقتربا منه هامسا بحنان شديد فهو يخشى أن يكون وقع في مشكلة ما وهي ما جعلته يبدو شاردة بهذا الشكل 
إنت عارف اني جنبك دائما يا زكريا ولو احتجت أي حاجة هتلاقيني صح 
ابتسم زكريا على حديث رشدي فلا بد أنه فكر الآن بأن ما يؤرقه هي مصېبة كبيرة أو تورط في شيئا ما 
عارف يا رشدي عارف متقلقش هقولك كل حاجة بعدين 
ابتسم له رشدي وهو يعود مجددا لوالده لعله يقنعه بنزع ذلك القناع السخيف عن وجهه ليتحدثوا قليلا بجدية في هذه الخطبة التي لن تنتهي فهو يريد النوم قليلا قبل بدأ مناوبته
ايه اللي إنت عاملة في نفسك ده يا فرج 
تعجب فرج من حديث هادي ونبرته لينظر سريعا لثيابه ومظهره 
ماله مش عجبك النيو لوك 
بعيدا عن البدلة بتاعتك اللي هتعميني دي بس ايه اللي إنت جايبة ده 
أخرج فرج صوتا حانقا من حنجرته وهو يكاد ېحرق هادي بنظراته المغتاظة مشيرا لنفسه 
إنت بتعيب في البدلة بتاعتي إنت اتجنيت دي بدلة فرحي 
رمقه هادي من أعلى لاسفل بحسرة 
يا صبر المعازيم اللي فضلوا باصين ليك طول الفرح من غير ما يخرجوا معميين منه 
على فكرة دي كانت البدلة المفضلة عن المرحومة 
ضحك هادي بسخرية من حديث فرج 
الله يرحمها كانت حمالة قاسېة ما علينا ممكن افهم ايه اللي إنت مسكه في ايدك ده 
ابعد فرج عيونه من على عادي بتذمر ثم نظر لما يتوسط يده متحدثا بعدم فهم 
مش إنت اللي طلبت مني اجيبه 
اقترب منه هادي يهسهس بشړ بجانب أذنه وهو يكاد يفقد وعية من غباء فرج 
انا قولتلك تجبلي ربطة جرجير وبقدونس 
لوى فرج فمه بضيق من ذلك الشاب المزعج بحق مشفقا في سره على شيماء 
ده مش بقدونس ده كزبرة بص هتلاقي ليها جذور من تحت ومتفر 
توقف عن الحديث بسبب يد هادي الذي أخذ ي   الجدار جوار رأس فرج ينفس عن غضبه قليلا قبل أن يسقط أرضا بمرض في القلب 
اخرس بقى اخرس هتجبلي جلطة حرام عليك ھټموټني انا قولتلك هاتلي جرجير وكزبرة 
أنهى حديثه پغضب شديد ثم أكمل بسخرية 
ايه جاي أخطب كرنبة 
كرنبة 
انكمشت ملامح هادي بتعجب وهو ينظر لفرج أمامه متحدثا بخفوت 
ايه الصوت ده 
ابتسم فرج بتشفي على هادي وأشار له للخلف استدار هادي ببطء وحذر ليجد شيماء تقف أمامه وهي تحمل صينية المشروبات بيدها ترمقه بشړ كبير ويبدو أنها استمتعت فقط للجزء الاخير من حديثه حيث أنها صاحت في وجهه پغضب كبير 
كرنبة انا كرنبة يا استاذ يا محترم 
كاد هادي يفتح فمه ليجيبها لكنها لم تعطه أي فرصة لذلك حيث فتحت فمها صاړخة به 
جاك كرنبة لما تنزل على نفوخك تقسمه نصين يا عديم الرباية إنت 
وعلى عكس المتوقع كان هادي يقف ويستمع لحديثها وصړاخها دون أن يبدي أي حركة أو اعتراض مما استفز شيماء بشدة فوضعت الصينية التي تحملها في الارض جوارها ثم نهضت وامسكت كأس ملقية إياه في وجهه وهي تشعر بالمرارة قد استحكمت حلقها مما سمعته دون حتى أن تمنحه فرصة واحدة لتوضيح ما حدث 
اغمض هادي عينيه
تزامنا مع اصطدام ذرات المشروب بوجهه وضم قبضتيه پغضب شديد جعل شيماء ټلعن نفسها على ما فعلته في لحظة ڠضب تلاشت سريعا بمجرد رؤيتها ملامحه 
عادت للخلف بړعب شديد وهي ترى هادي يفتح عينه ببطء مع بسمة صغيرة مرتسمة على وجهه يتحدث ببساطة كبيرة متجاهلا ما حدث منذ قليل فهو أكثر الاشخاص معرفة بحساسيتها


 

تجاه جسدها 
مانجة هو انا مش قولت عايز جوافة بلبن ده انا حتى جايب الخلاط معايا 
ابتلعت شيماء ريقها بړعب ثم رفعت نظرها له لتجده يرمقها ببسمة ابعد ما تكون عن الڠضب ابتسم هادي محاولا إزاحة غضبه جانبا فما فعلته مجرد رد فعل لما سمعته وللحق هو سعيد لكونها لم تعد تخشى الدفاع عن نفسها 
بس هو سؤال صغير 
رفعت شيماء نظرها لهادي بتعجب لتجده يتحدث ببسمة مشيرا لثيابها بتعجب 
هو أنت كده لابسة 
فتحت شيماء عينها بعدم فهم ليوضح هو حديثه والذي لو كانت فتاة أخرى غير تلك الحمقاء لكانت اسمعته وابل من لسانها اللاذع كما فعلت هي منذ قليل 
قصدي يعني أنت خارجة تقابليني كده بالعباية السمرة 
نظرت شيماء لنفسها قليلا بخجل تتمنى لو لم تستمع لبثينة التي حثتها على ارتداء تلك العباءة السخيفة لكنها رغم ذلك تحدثت محاولة عدم اظهار حرجها أو أي شيء له 
مالها يعني ما هي حلوة اهي وبعدين ده اللي عندي لو مش عاجبك انت حر 
انهت حديثها وهي تحمل صينية المشروبات مجددا ثم تقدمت من الغرفة التي يجلس بها الجميع تزفر أنفاسها التي كانت تحبسها بقربه 
بينما هادي نظر لاثرها مخرجا صوتا ساخرا من فمه 
عايزة تطفشيني بعباية سودة متعرفيش انت العباية السودة دي مقدسة عند الشباب ازاي جاتك النيلة في عبطك ده انا هلزقلك اكتر يا هبلة 
أنهى حديثه متحركا للداخل لينهي هذه الجلسة التي حدث بها الكثير والكثير يحاول محو آثار العصير عن وجهه وثيابه يستأذن من ابرهيم القدوم مساءا والتقدم مجددا 
معلش يا عمي هنيجي بليل ونعيد الحوار من الاول 
تلمس ابراهيم وجه الذي كان ما يزال مشدودا بسبب ذلك الشيء الذي وضعه عليه منذ قليل 
بص يالا انا مش فاضي لعبطك إنت وصحابك اتصرف مع الزفت رشدي وابقوا بلغوني باللي هيحصل 
أنهى حديثه ثم نهض بضيق من هؤلاء المجانين الذين ابتلي بهم ألا يكفيه ابنه ليحصل على اثنين آخرين مجانين 
تتبع الجميع ابراهيم وهو يخرج ثم عم الصمت قليلا قبل أن يقطعه هادي الذي تحدث ببسمة سخيفة لرشدي 
ها يا أبيه رشدي نيجي امتى تاني 

تحرك زكريا صوب منزله بعدما أتاه اتصالا من والدته تخبره بحاجتها له وقد انتهى من موضوع هادي مع وعد بالقدوم مساءا للتقدم بشكل رسمي يليق بشيماء وللتحدث في كل التفاصيل وهو يحمد الله على طلب والدته له فهو كان يرغب في الحديث معها على كل حال 
وصل زكريا لمنزله وما كاد يصعد إليه حتى وجد فتاة تهبط بسرعة كبيرة من على الدرج لذا سريعا ابتعد عن الباب وتوقف في الخارج جانبا وهو ينظر للجهة الأخرى حتى تعبر الفتاة لكن شعر فجأة بتوقفها جواره وصوتها يصدح في أذنه متسائلا 
اذا سمحت يا أخ متعرفش الاقي فين مستر زكريا 
كرمش زكريا حاجبيه بضيق شديد من هذا اللقب الذي تطلقه عليه الفتاة فتح زكريا فمه بنية الإجابة
لكن توقف عن الحديث وهو يسمعها تتحدث بسخرية 
هو إنت لا بس كده ليه 
نظر زكريا لنفسه وكأنه للحظات نسي ما كان يرتديه ليغمض عينه بضيق شديد من مظهره الغير منمق 
كنت في حفلة تنكرية 
ابتسمت الفتاة بسخرية ثم قالت دون اهتمام 
ما علينا شكلك ساكن هنا معلش تقولي مستر زكريا في الدور الكام لاني طلعت ومش عارفة هو في الدور الكام 
زفر زكريا وهو ينظر ارضا يود الصعود الان ليغير ثيابه وايضا لتلافي الوقوف بهذا الشكل مع فتاة حتى وإن كانت مراهقة 
حضرتك محتاجة حاجة 
وإنت مالك انا عايزة مستر زكريا قولي بس هو فين وانا 
منار 
توقفت منار عن الحديث وهي تنظر خلفها لابنة خالها ببرود ثم تنهدت بضيق تاركة زكريا يقف بقلب يطرق بشدة جوارها لذلك الصوت لكنه لم يتوقف لثانية إضافية حيث صعد سريعا درجات منزله تاركا فاطمة تقف مع تلك الفتاة المزعجة
مش فاهمة يا بني يعني اقول لها ايه 
صمت زكريا ولم يجب سؤال والدته هو يعلم جيدا أنها غاضبة منه الآن لكنه قرر وانتهى الأمر تنفس قليلا ليهدأ ثم أجاب 
زي ما قولتلك يا امي إن بعد كده أنت اللي هتحفظيها مش انا 
التوى فم وداد بعدم فهم لحديث ابنها 
انا انا ايه يا بني هو انا بحفظ برضو 
ما هو انا هحفظك وأنت تحفظيها يعني كل يوم هقرأ ليك الجزء اللي عليها بالتفسير بكل شيء يخصه وأنت تقوليه ليها 
لم يبدو أن وداد قد اقتنعت لحديث ابنها لذا سارعت وقالت 
وليه اللفة دي يابني ما تحفظها زي ما انت 
زفر زكريا بضيق شديد كيف يفهمها أنه لن يستطيع فعل ذلك بنفسه 
يا امي ولا لفة ولا حاجة ده افضل صدقيني وكمان عشان تحفظي أنت كمان معاها مش أنت كنت حابة تحفظي برضو
ايوة بس 
ما بسش ارجوك وافقي الدراسة خلاص على الابواب وانا هرجع ادرس تاني فاحتمال أتأخر عليكم وده مش كويس لأنها بنت فأنا لما اخلص كل حاجة اقعد معاك وافهمك كل اللي هتحفظيه ليها وأنت براحتك بقى يبقى اي وقت حفظيها وأنا برة البيت 
صمت قليلا يفكر في الأمر 
وانا هبقى امتحنها بنفسي في نهاية كل جزء تمام
ورغم عدم اقتناعها بالأمر ابدا إلا أنها هزت رأسها بإيجاب متنهدة بضيق 
تمام يابني ربنا يهديك يارب 
وكان واضحا لزكريا كثيرا مقدار استياء والدته من الأمر لكنه لن يخاطر بتحمل أي ذنب آخر يكفيه ما عاناه في الأيام السابقة هو لا يود ارتكاب ذنب فيها لا يريد أن يظل ېختلس النظر إليها اثناء التحفيظ ويستغل الأمر لذا هذا افضل حل قد يقوم به حتى يحين الوقت ل 
خرج زكريا من أفكاره على صوت رنين هاتفه ليخرجه مجيبا عليه وهو ينهض مبتعدا عن والدته 
الو يا استاذ جمال
اه ده إنت اهبل بقى 
كان ذلك صوت ماسة الذي خرج حانقا غاضبا من ذلك الوقح الذي يستمر بالاتصال بها كل يوم من فترة طويلة ملقيا على مسامعها حديث مقزز وكلمات خادشة كثيرة و المخيف أنها لا تستطيع أن تضع رقمه في قائمة الاتصالات التي لا تريد استقابلها فكلما فعلت ذلك وجدته يتصل بها وكأنها لم تفعل شيء 
ماسة اسمعيني الاول 
قاطعته ماسة پغضب شديد وهي تنظر خلفها مخافة أن يسمعها أحد 
اولا اسمي ميجيش على لسانك القذر ده ثانيا بقى اقسم بالله لو اتصلت كمان مرة بالرقم ده انا هدي رقمك لجوزي وهو يتصرف معاك 
لم تمنحه ماسة بعدها فرصة للرد على حديثها وأغلقت
الاتصال سريعا في وجهه وبعدها أغلقت الهاتف كليا 
هي ظنت أنه مجرد شاب مزعج يريد المزاح كما يحدث دائما لذا لم ترد اخبار أحد فهي لن تركض لرشدي تشكيه كلما جاءها اتصال سخيف من أحد الشباب الذين لم يكلف ذويهم أنفسهم وقت لتربيتهم لكنها بدأت تخاف حقا من هذا الشاب الغريب فحديثه وثقته تلك وكأنه يعرفها تخيفها وبشدة 
خرجت ماسة من شرودها على صوت شيماء التي جاءت من الخلف وهي تربت على كتفها متحدثة بهدوء 
ماسة رشدي اتصل وبيقولك قافلة فونك ليه 
نظرت لها ماسة وابتسمت بخفوت 
هو فصل شحن هشحنه واكلمه ياقلبي 
تمام هو قال هيخلص شغل ويتصل تاني 
ابتسمت لها ماسة وهي تتحرك جهة غرفتها بشرود شديد ثم فتحت هاتفها لتتحدث مع رشدي فهي تعلم أنه لن يتوقف حتى يحدثها لكن بمجرد فتحها للهاتف وصلت لها رسالة على الواتساب الخاص بها من رقم غريب لأول مرة تراه لذا دخلت للمحادثة تقلب بها قبل أن تفتح فمها پصدمة كبيرة هامسة بړعب 
يا ليلة سودة
فتحت فاطمة باب منزلها تتبعها منار التي تجاهلتها طوال الطريق ولم تتحدث بكلمة ولم تكد الفتاتان تدخلان للمنزل حتى تناهى لمسامعهما صوت جدال بين والدتيهما وصوت منيرة تصرخ پعنف شديد في نحمده 
ليه يعني هي بنتي ناقصة ايد ولا رجل عشان يطفش 
ضحكت نحمده بسخرية شديد وهي تجلس محلها ترتب ثياب ابنتها الخاصة بالمدرسة 
والله إنت اكتر واحدة ادرى ببنتك وباللي فيها 
نحمده
كانت كلمة واحدة خرجت غاضبة من فم منيرة التي كادت تنقض عليها تقطع لحمها بين أسنانها لتكمل حديثها پغضب شديد 
العريس اللي جه لفاطمة ده انا هرفضه بس مش عشان كلامك الماسخ اللي عماله تردديه ولا كأنه اغنية عجباك لا ده عشان أنت عارفة كويس اوي إنه مينفعش ليها
أطلقت نحمده صوتا ساخرا من حنجرتها وهي تردد بصوت خاڤت 
ياختي بس حد يقبل بيها إن شاء الله قتال   ة هي لاقية 
كادت منير تجيب لولا أنها لمحت ابنتها تقف بجوار القائم تراقبهم بملامح باهتة غير مهتمة في الحقيقة فهي اعتادت الأمر من عمتها بل من جميع من في العائلة حسنا لا بأس فاطمة الان تحركي لغرفتك وعندها يمكنك البكاء كيفما شئت 
لكن حتى هذه الأمنية الصغيرة لم تنالها حيث اوقفتها عمتها وهي تناديها بحنق شديد 
استني قبل ما تدخلي روحي هاتي فينو ومربى وحلاوة وكمان شوفي امك ناقصها ايه في المطبخ وهاتيه 
انهت حديثها وهي تتركهم وتتجه صوب غرفة فاطمة تحمل في يدها ثيابها التي كانت ترتبها لأجلها تاركة فاطمة تقف في منتصف المنزل بوجه شاحب قليلا لتتحدث دون أن تنظر لوجه والدتها 
هروح اغير الجيبة لأنها اتبهدلت مني 
تحركت جهة الغرفة التي دخلتها عمتها منذ قليل بنية تغيير الجيبة التي تمزقت من أسفل جزء صغير وايضا ابتلت بالمياة التي سقطت من المزهرية التي كسرتها هي في منزل رشدي 
دخلت الغرفة لتجد عمتها تتحدث مع منار بصوت خاڤت جدا ليتوقفوا عن الحديث بمجرد دخولها لم تعرهم أي اهتمام لتتجه صوب خزانتها وتبدأ في البحث عن ثياب لها لكن
يبدو أن جميع ثيابها متسخة فوالدتها لم تغسل الثياب بعد زفرت بضيق تحاول إيجاد شيء ترتديه حين وصل لمسامعها صوت تأفف عمتها وكأنها هي من ټقتحم غرفتهم وليس العكس لذا وحتى تتجنب أي كلمة قد ټسمم مسامعها سحبت أحد قطع الملابس القديمة الخاصة بها والتي كانت تضعها في خزانتها من أسفل 
سحبتها وخرجت للحمام حتى تبدل ما ترتديه لكن بمجرد أن ارتدت الجيبة حتى سقطت من   ها تفترش الأرض أسفلها نظرت لها فاطمة بحنق شديد وهي تنحني ساحبة إياها مجددا لاعنة في سرها عمتها وتعنتها الشديد لتزفر بضيق وهي تمد يدها وتنزع ذلك الرباط الخاص بحذائها والذي كانت تعلقه على باب الحمام


 

من الخلف بعد غسله لتقوم بربطه على   ها حتى يمنع ثيابها من الانزلاق ثم تأكدت من وضع ثيابها جيدا والبنطال الذي ترتديه أسفل الثياب وبعدها خرجت لتحضر ما طلبته عمتها

رقي في التعامل إنت عبيط يا رشدي بقولك اختك لبستني كوباية المانجة في وشي وانت عارف كويس اوي اني مش بحب عصير المانجة 
صمت هادي قليلا يستمع لصوت رشدي عبر الهاتف وهو في طريقه للمكتب الخاص به ليضحك فجأة على حديث رشدي 
اه فعلا انا هبهدل اختك معايا اصل انا قاسې اوي واختك يا عيني مکسورة الجناح يا جدع ده انا من يوم ما قولت عايز اتقدملها وهي عدماني العافية
تحدث رشدي بملل من حديث هادي الكثير 
قصره يبقى تعالى بكرة مش انهاردة لاني هكون في الشغل لغاية الساعة 1 
طب ما اجيلك 1 يا رشدي عادي يعني مش هنزعج متقلقش
اطلق رشدي صوتا ساخرا من حنجرته وهو يردد على مسامع هادي 
انا هنزعج يا اخي وبعدين عشان تاخد راحتك كده وتفكر في افعالك شوية بدل الهبل اللي متخذه منهج في حياتك ده اشوفك بكرة بقى وسلام عشان عندي شغل 
أنهى رشدي حديثه وهو يغلق الاتصال سريعا فهو مل حقا من إلحاح هادي للمجئ اليوم وكأن لا غد له تنهد بتعب وهو يحاول الاتصال مجددا بماسة التي لم تجب على مكالمته منذ قليل 
نظر هادي للهاتف بحنق شديد فهو أراد اليوم أن ينام وقد ضمن أنه خطى اول خطواته لتصبح شيماء ملكه وله دائما لكن يبدو أن ذلك تأجل للغد 
يلا على الاقل تكون البدلة اتغسلت من المانجة ماشي يا شيماء أما ربيتك والله لااااا
توقف عن الحديث لرؤيته بثينة تقف في شارع جانبي مع سيدة تتشح في السواد وتتحدث معها پعنف شديد وكأنها على وشك الشجار أو ما شابه تحرك للطريق الآخر حيث يتفرع الشارع الذي تقف به بثينة مرت من أمامه سيارة فجأة وبمجرد رحيلها اختفت بثينة تماما وكأنه كان يتخيل وجودها لا أكثر 
نظر هادي لساعة يده ولولا أنه تأخر على المكتب لكان ذهب لمنزلها وسألها ما حدث فرغم أنه لم يسامحها بعد على كذبها إلا أنه ما يزال مسئولا عنها
بكام دي 
أشارت فاطمة لبعض الحضروات قبل أن تنحني لتنتقي منهم ما يناسبها وبعدها نهضت ووضعته للبائع حتى يحدد ثمنهم لكن أثناء ذلك شعرت فجأة أن الجيب الخاصة بها قد أصبحت أوسع وبدأت تنزلق لذا مدت يدها وامسكتها جيدا حتى لا تفضح في وسط السوق وحملت ما اشترته وتحركت سريعا صوب المنزل بعدما انتهت من التبضع وجلبت كل ما طلبت عمتها 
خرج زكريا من المنزل وهو يزفر بضيق مستغفرا ربه فما سمعه منذ قليل من مدير المدرسة التي يدرس بها لا يسر ابدا 
سارت في الشارع بسرعة كبيرة بعد مكالمة والدتها وهي تدعو ربها ألا تكون عمتها تنتظرها أيضا 
نظرت فاطمة للحقيبة بيدها وهي تمسك باليد الأخرى الجيبة الخاصة بها والتي كانت واسعة بعض الشيء بسبب استعجالها وذلك البنطال أسفلها لا
يساعد ابدا بسبب قماشته التي تسبب انزلاق الجيبة أكثر 
في الطريق المقابل كان زكريا يسير سريعا وهو يتحدث في هاتفه ويبدو أنه كان على وشك الشجار 
يا استاذ جمال مينفعش ابدا اللي حضرتك بتقوله مينفعش انا مش هدرس لمدرسة بنات ارجوك مش عشان حاجة بس عشان 
توقف زكريا عن الحديث وهو يرى فاطمة تسير كالبلهاء تنظر في الحقيبة معها وتنفخ بضيق كاد يبعد نظره عنها بسرعة كما يفعل لولا ما حدث بعد ذلك جعله يفغر فاهه 
سارت فاطمة ټلعن عمتها في تلك اللحظة فهي من أصرت على أن تهبط هي وتشتري الاشياء الخاصة بطعام مدللتها منار الذي ستأخذه معها للمدرسة فجأة سمعت رنين الهاتف لتضع سريعا حقيبة المشتريات أسفل ذراعها وأخرجت الهاتف لتجيب دون أن تنتبه أنها تركت الجيبة الخاصة بها والتي كان الرباط الذي يمسكها قد انفكت عقدته أثناء انحنائها لشراء بعض الخضروات 
رفعت فاطمة يدها سريعا تجيب بضيق 
ايوة يا عمتي 
لكن فجأة توقفت وهي تشعر بالجيبة الخاصة بها تسقط ارضا فتحت عينها پصدمة كبيرة تسمع صړخة عالية جوارها وجسد يتوقف أمامها بسرعة هائلة مشكلا حاجز وهو يعطيها ظهره يفرد يده صارخا 
رباه
نظرت فاطمة لظهر زكريا وهي تحاول ألا تبكي من ذلك الموقف الذي وضعت بها نفسها وشرعت تحاول تبرير الأمر 
والله مش قصدي هي اللي واسعة و 
فقط ارتديها ارجوك 
قال زكريا بصوت زاجر يحاول التحكم في نفسه حتى لا يستدير وېصفع تلك الغبية التي تقف خلفه وتبرر له الأمر بدلا من محاولة إصلاحه 
بكت فاطمة من صراخه لكنها سريعا انحنت ورفعت الجيبة بسرعة قبل أن يلاحظ المزيد من الناس الأمر فيكفيها ما تعرضت له من احراج وأمام الشيخ الذي يبدو وكأنه لا أحد في هذا العالم سواه حتى تضع معه دائما في مواقف مخجلة 
تحركت فاطمة بهدوء شديد من خلف زكريا وهي تحاول الذهاب من أمامه دون كلمة واحدة فماذا ستقول وهي في هكذا موقف لكنها توقفت فجأة عن السير لسماعها صوته الذي كان خاڤتا قليلا 
والدتي مستنياك في البيت 
أنهى كلماته دون حتى توضيح سبب انتظار والدته لها أو أي شيء تاركا ايها تنظر لظهره بتعجب كبير لكنها سريعا تحركت قبل أن يتحدث مجددا إليها وأثناء ذلك اصطدمت بالخطأ في أحد حاويات القمامة الكبيرة لتسقط بها ارضا 
اغمض زكريا والذي كان على وشك التحرك عينه بحنق شديد مرددا بغيظ 
يالله لا يعقل أن تحتكر كل هذا الغباء وحدها کاړثة ذات ارجل وأيدي تسير مسببة العديد من المصائب 
كان يسير وهو يضع يده على قلبه الذي يحقق پعنف تلك اللحظة التي كان يخفض بصره عنها للارض ورأى فيها الجيبة تسقط شعر يتوقف قلبه للحظات قبل أن يهرع ويغطيها سريعا كردة فعل غبية منه ربت زكريا على قلبه وهو يتنهد بۏجع كبير متمتما 
يالله يوما ما ستتسبب هذه الفتاة في توقف قلبي عن الخفقان اه كاد قلبي يسقط أرضا 
ذلك الخۏف الذي شعره منذ لحظات عليها حتى أنه لثوان كاد
ينطلق لها ويجذبها ملقيا إياها في أي منزل بسرعة قبل أن ينتبه أحد يخبره جيدا أن حتى ما فعله وأخبره لوالدته ليس كافيا ليبعدها عن تفكيره لكن ما عساه يفعل كل ما يستطيع فعله هو أن يدعو ربه
دخلت فاطمة للمنزل ووضعت كل ما جلبته على الطاولة ثم انطلقت للمرحاض سريعا فهذا المكان الوحيد الذي تستطيع أن تختلي فيه بنفسها بعد احتلال عمتها وابنتها للمنزل 
دلفت المرحاض سريعا وهي تتنفس بسرعة كبيرة ومازالت صورته وهو يركض لها معطيا إياها ظهره وهو يشكل درعا حاميا لأجلها ټقتحم رأسها أغلقت عينها بقوة ثم غسلت وجهها پعنف تحاول ابعاد رأسها عما حدث لكن كيف وهي طالما تتنفس لن تنسى ذلك الذي تعرضت لها 
تحركت للخارج ثم نادت والدتها وهي تدخل الغرفة واحضرت عباءة ترتديها بدلا من تلك الجيبة وبعدها اتجهت لوالدتها تخبرها عن انتظار وداد لها لتأذن لها والدتها للذهاب
كانت تسير وهي تشعر أنها مراقبة وأن هناك من يتبعها لذا أسرعت أكثر في سيرها حتى كادت تسقط ارضا لولا تلك اليد التي أمسكتها 
نظرت فاطمة بتعجب لبثينة التي كانت وكأنها تهرب من اسدا 
مالك بتجري كده ليه يا بوسي 
حاولت بثينة تمالك نفسها قليلا حتى لا تظهر أمام فاطمة بمظهر البلهاء ثم قالت ببسمة 
ولا حاجة يا بطوط بس كنت مستعجلة شوية 
قالت محاولة أن تبعد تفكيرها عنها 
كنت فين كده 
ابتسمت لها فاطمة مشيرة للبناية التي يسكن بها زكريا 
خالتي وداد مستنياني مش عارفة ليه هروح اشوفها لو عايزة حاجة مني 
قلبت بثينة    بحنق شديد وهو وقول بتلميح 
طب يا بطوط بس حاولي متحتكيش بالعيلة دي كتير لا حسن تقلبي زي الشيخ 
انكمشت ملامح فاطمة بعدن فهم وهي تحاول معرفة سبب حديث بثينة بهذا الشكل وهذه العداوة جهة زكريا وعائلته 
مش فاهمة يا بثينة قصدك ايه 
انتبهت زكريا لشيء خلفها لتتحدث بسرعة وهي تتحرك مبتعدة 
بعدين يا فاطمة لان الموضوع كبير عن اذنك دلوقتي بس عشان مشغولة 
انهت حديثها وهي تتحرك بسرعة جهة ذلك الشيء الذي قلب ملامحها بهذا الشكل وتحركت فاطمة صوب منزل زكريا وهي تفكر في سبب كره بثينة له فهي تعاملت معه ولم يظهر يوما أي وقاحة أو تجاوز بحقها على العكس كان دائما متفهما لكن ربما هذا ما يظهره أمامها فقط 
انطلقت بثينة سريعا جهة البناية التي يسكن بها رشدي وسحبت ماسة لداخل البناية پعنف شديد تحتجزها في مكان مخفي أسفل الدرج متحدثة بشړ كبير جانب أذنها 
مراحب بالسنيورة اللي عايشة جو المغامرات وماشية تهدد فيا وتكيد ليا 
زمت ماسة    بحنق وتذمر شديد 
أخص عليك يا بوسي أنت زعلتي من هزاري مش كده برضو خلي عندك روح رياضية 
ابتسمت لها بثينة وهي تهمس جانب أذنها بنبرة مرعبة 
ما هو فعلا انا عندي روح رياضية عشان كده لسه سيباك عايشة لحد دلوقتي لكن متعتمديش على كرمي ده كتير لأني لو جبت اخري صدقيني يا ماسة ما حد هينجدك من تحت ايدي 
أبعدت ماسة بثينة عنها پعنف شديد وهي تتحدث بسخرية 
وماله يا بوسي يلا هاتي أخرك وانا هاخده منك بروح رياضية زي ما اخدت رشدي 
اسودت عين بثينة بشړ كبير لتسمع صوت ماسة الغاضب وهي تقترب منها 
لا لا لا اوعى تكوني مفكراني هبلة ومعرفش بحبك الطفولة اللي كان من ناحيتك لرشدي 
احمرت عين بثينة وفي ثواني كانت يدها ترطم بوجه ماسة جاعلة رأسها يستدير للجهة الأخرى 
ابتسمت ماسة بسمة مخيفة وهي تستدير لها متحدثة بهدوء عكس ما كانت تتوقع بثينة 
إنت واحدة ژبالة يا بثينة كل شوية بحال وكل شوية بتحبي في واحد شكل ولما يتاخد منك بتحولي على غيرك ومش بتزعلي لحظة لأنك ببساطة مش بتحبي الشخص لنفسه لا بتحبيه عشان حاجات متخلفة زيك ولما لقيتي رشدي
ملهوش طريق معاك غيرتي على غيره ولما غيره مجاش معاك قولتي أما تشوفي سكة هادي كده 
فتحت بثينة عينها پصدمة وهي تستمع لحديث ماسة ماذا تقصد بغيره هل تعلم ما فعلته قديما لكنها ورغم ذلك ادعت عدم الاهتمام وهي تنظر ببرود لماسة التي ابتسمت لضغطها على الوتر الحساس فهي أكثر من تعرف بثينة وتعرف جيدا أنها لم تحب


 

هادي لكنها تود إثبات فقط أنها تستطيع الحصول عليه طالما وضعت عينها عليه وأنها مرغوبة بعد فشلها مرتين في الحصول على الحب مرة رفقة رشدي الذي لم ينظر لها يوما حتى إلا كابنة عم رفيقه ومرة مع رفيقها الثري أثناء الجامعة والذي تخلى عنها بأمر من والده وسافر لإكمال دراسته وإدارة اعمال والده في إحدى الدول الأجنبية تاركا إياها خلفه لا تملك غير أن تعود لهادي الذي كان أمامها دائما ولم تفكر يوما به لرؤيتها أنه أقل من طموحها لكن كل ذلك تغير حينما صارحها هادي بحبه لشيماء ورغبته في الزواج منها وقتها شعرت أن شيء ملكها يسحب من بين أصابعها ولم تدرك بسذاجتها أن هادي لم يكن يوما ملكها 
ابتسمت ماسة على ملامح بثينة الشاحبة ثم اقتربت منها وهمست لها في أذنها بشړ كبير 
لو شيماء حصلها حاجة محدش هيقف ليك غيري يا بثينة 
انهت حديثها ثم صعدت للأعلى تاركة بثينة تنظر في اثرها بنظرات مريضة مرددة بنبرة خبيثة 
طب كويس إنك بلغتيني لاني مش ناوية اعمل حاجة لشيماء لاني ببساطة اقدر اتصرف معاها واسيب الباقي لغبائها إنما أنت بقى فمحتاجة شوية شغل لانك تعرفي حاجات كتير اوي مكنش لازم تعرفيها

يعني حضرتك بعد كده اللي هتحفظيني 
هزت وداد رأسها بتعجب لبسمة فاطمة تلك وكأنها أخبرتها للتو بخبر نجاحها ولا تعلم أن فاطمة الان تشكر الله في قلبها لعدم اضطرارها للتعامل مع زكريا مجددا فهي يكفيها ما تتعرض له كل مرة حينما تكون معه وكأن المصائب تنتظر تلك اللحظة لتظهر 
تمام بما إني وضحت الموضوع نبدأ 
ابتسمت لها فاطمة سريعا تهز رأسها بإيجاب سعيدة كثيرا ومرتاحة لهذا الوضع 
تمام بس انا مجبتش المصحف بتاعي معايا مكنتش اعرف اني هاخد دلوقتي 
ابتسمت لها وداد وهي تنهض 
هروح اجيب واحد من مكتبة زكريا ونبدأ ولا يهمك انا زكريا وراني هنبدأ في ايه وعرفت كل حاجة 
انهت حديثها ثم اتجهت للداخل تحضر المصحف تاركة فاطمة في الخارج تحمد ربها لاستجابته دعائها فهي دعت ألا تراه مجددا بعد ما تعرضت له معه
أنهى هادي عمله وكان في طريقه للمنزل قبل أن ينتبه لفرج الذي يحتل مقعده المميز لذا اتجه له سريعا پغضب شديد يكاد يكسر الأرض أسفل قدمه صارخا پغضب بمجرد وصوله حيث فرج 
يابرودك يا اخي يعني كنت هتبوظ الخطوبة الصبح وقاعد هنا تشرب سحلب
اشرب كركديه طيب 
اغتاظ هادي من حديث فرج
ليسحب مقعد ويجلس أمامه وهو يرمقه بشړ 
بقى انا اقولك تجبلي بوكيه ورد يا فرج تقوم تجبلي حضار ايه هنعمل محشي 
ابتسم فرج وهو لا يشعر بأي ذنب لما فعل 
وفجل لو سمحت انا كنت جايب فجل عشان اكسر اللون الاخضر واعمل ميكس الوان كده 
تعرف يا فرج لو الخطوبة دي باظت بسببك هعمل ايه 
نظر له فرج بترقب ليكمل هادي حديثه بغيظ كبير 
هتجوز أم اشرف واحړق قلبك
ويهون عليك عمك فرج يا هادي 
تحدث فرج بمسكنة ليبتسم له هادي ببرود مرددا 
لا يا غالي متهونش وعشان كده هسمي اول عيل فرج عشان تعرف اني 
توقف هادي عن التحدث وهو يلمح شيء جعله يفتح عينه پصدمة كبيرة ليهمس 
شيماء 
تمام كدة يافاطمة شطورة كده خلصنا اللي علينا انهاردة وبكرة نكمل سوا 
ابتسمت فاطمة لوداد بحب وتقدير وهي تنهض مقررة الرحيل فهي تأخرت حتى أنها لم تخبر والدتها أنها ستأخذ درسها الآن وايضا نسيت هاتفها في المنزل بسبب تعجلها 
تحركت فاطمة متجهه للخارج سريعا خوفا أن تقابل زكريا بينما وداد تنظر لها بتعجب لركضها بهذا الشكل لكنها لم تهتم كثيرا واتجهت للمطبخ 
بعد ثوان قليلة دخل زكريا للمنزل وهو ينادي بصوت عالي على والدته مخبرا إياها أنه أتى ليسمع فجأة صوت رنين هاتف والدته 
تليفونك بيرن يا امي 
رد يا زكريا يابني شوف مين عشان ايدي مشغولة حاليا 
حمل زكريا الهاتف ورأى اسم منيرة ينير الشاشة لذا اجابه بهدوء قليلا واحترام شديد 
السلام عليكم 
زكريا فاطمة عندكم يابني 
تذكر زكريا رؤيته لفاطمة وهي تخرج من منزله راكضة بعيدا ولم يرد هو أن يقترب قبل أن تختفي حتى لا يعرضها للحرج لذا أجاب منيرة بالرفض واخبرها أنها رحلت منذ ثوان ليصل له صړاخها الذي جعل قلبه ينتفض بړعب 
الحقها يا زكريا الحقها بسرعة يابني ابوس ايدك خليها متجيش البيت دلوقتي ابوها جايب مأذون وحالف مېت يمين ليجوزها لواحد قده اول ما توصل ابوس ايدك يابني تلحقها خليها عندكم دلوقتي الحقها يا زكريا
كان يجلس شاعرا بڼار تندلع داخله يتخيل نفسه يمسك ذلك الغبي الذي يبتسم أكثر بسمة مقيتة رآها طوال حياته ثم يقوم پ  ه في أقرب حائط له وبعدها يحضر سکين ويفتح امعائه ثم يقوم برميها في أقرب مكب نفايات 
كانت هذه الأفكار تدور برأس هادي الذي لمح وقوف شيماء مع أحد الشباب والذي يراه لأول مرة في حياته ويبتسم لها وكأنه حبيب يلتقي حبيبته بعد فراق سنوات طويلة 
ألا مين الواد الملون اللي واقف مع شيماء ده 
خرج هادي من أفكاره السوداء على صوت فرج الذي يتحدث جوار أذنه وكأنه بالفعل لا يرى ما يحدث 
لا بس الواد جميل ما شاء الله
زفر هادي بضيق وهو يرمق ذلك الشاب ذو العيون الزرقاء والبشرة الشاحبة بعض الشيء والنمش الذي ينتشر أسفل عينه وعلى أنفه مع شعر اشقر بعض الشيء 
شايف ما شاء الله الواد قمر اوي 
اڼفجر هادي في فرج الذي يشعر وكأنه يغازل الشاب 
خلاص يا فرج عرفت إنه قمر وعسل اروح ا يعني ولا اقولك انا افكني من شيماء واتجوزه 
أنهى كلماته المچنونة وهو يتحرك مبتعدا عنه صوب هؤلاء الحمقى الذين يقفون في الشارع هكذا دون خجل بينما نظر فرج له پصدمة من حديثه لكنه رغم ذلك ابتسم وهو يقول بغباء 
لا بس الواد حلو ماشاء الله 
يا استاذ سلامة مينفعش وقفتك دي لو سمحت هات الفلوس خليني اطلع 
هكذا تحدثت شيماء بضيق شديد وهي تنظر لذلك الشاب والذي يكون شقيق لإحدى الصديقات أتى ليعطيها أموال كانت قد استلفتها منها أخته سابقا 
ابتسم سلامة لها وهو ينظر لها مستمعا بإغاظتها 
فقد قمت أخته حينما حدثته أنفا عن لطافتها 
طيب أنت ليه متعصبة كده انا بس حابب نتكلم شوية مش اكتر 
نعم يا ضنايا 
ألتفت سلامة بتعجب لذلك الصوت الذكوري ليجد نفسه يقف أمام شاب عملاق بالنسبة لجسده الهزيل رفع الشاب حاجبه بتعجب من لهجة هادي
الذي يرمقه كما يرمق الأسد فريسته ليتحدث متعجبا نبرته وهو يرى رجل كبير في السن يركض سريعا على وجهه بسمة بلهاء ليقف بالقرب منه وكأنه لا يرغب في تفويت لحظة من الحوار 
نعم يا افندي فيه حاجة 
ايوة فيه بس تعالى على جنب كده عشان نتناقش بهدوء منعا لخدش حياء فرج
ارتجفت يد ماسة وهي تمسك الهاتف بړعب مما ترى فقد كان يحتوي على صور خاصة بها بعضها بثياب المنزل والبعض الآخر وهي دون حجاب فزعت سريعا وهي تحرك يدها على لوحة مفاتيح هاتفها تكتب بسرعة دون أن ترى جيدا ما تكتبه 
انت مين وعايز ايه باللي بتعمله ده 
توقفت عن الكتاب تترقب حتى ظهرت علامة زرقاء تدل على قراءة الشخص المرسل لرسالتها خفق قلبها پعنف شديد وهي تنظر للعلامة التي تدل على أنه يكتب الان ثواني مرت كالچحيم عليها وهي تترقب الأمر حتى ظهرت رسالته على الشاشة بحروف مقتضبة 
انا مش عايز ائذيك يا ماسة انا بس عايز نتكلم ممكن 
شعرت ماسة بدمائها تفور في شرايينها وهي متأكدة في داخلها أن هذا هو نفس الشاب الذي يزعجها عبر الهاتف لذا سريعا ودون أن تشعر كانت تغلق المحادثة وتغلق الهاتف نهائيا بعدها ثم سكنت محلها تنظر بشرود أمامها تنتظر شيء مبهم ثم تحركت تخرج من غرفتها متحركة نحو باب الشقة بهدوء شديد وخرجت وأغلقت الباب خلفها ثم تحركت بهدوء وجلست على الدرج المؤدي لأعلى تنتظر في هدوء شديد وهي تستند برأسها على قدمها ثم أغلقت عينها بهدوء شديد وكأن لا شيء حدث منذ ثوان
صدم زكريا من حديث منيرة ليترك الهاتف سريعا دون أن يدع لعقله المجال حتى يفكر ولو قليلا وسريعا انطلق لخارج الشقة دون أن يجيب نداء والدته التي كانت تتساءل عن هوية المتصل 
كانت ملامحه تعلوها الفزع الشديد وهو يتذكر حديث والدتها الملهوف ونبرتها التي ظهرت له وبوضوح أنها 
كانت تبكي پعنف هبط درج البناية سريعا ينظر حوله عله يلمح طيفها لكن لم يجد شيء لذا سريعا ركض للبناية الخاصة بها وهو يدعو ربه ألا تكون قد وصلت للشقة الخاصة بها بعد 
دخل البناية سريعا ليلمحها وهي تخطو على بداية درج الطابق الثاني والخاص بشقتها ليعلو صوته مناديا إياها بلهفة شديد 
آنسة فاطمة آنسة فاطمة لحظة لو سمحتي 
توقفت فاطمة على درج منزلها وهي تستمع لصوت يناديها صوت تعلمه جيدا نظرت فاطمة للاسفل بتعجب لتجد أن الشيخ يركض على الدرج خلفها وللحق ارتابت كثيرا من الأمر وهي تفكر لما يناديها هل حدث شيء أو فعلت شيء هي حتى لأول مرة لا تسبب له مشاكل 
و قبل أن يصل لها زكريا
سمعت صوت باب يفتح يتبعه صوت والدها الذي هز قلبها من موضعه 
اخيرا شرفتي يا هانم اطلعيلي يلا عشان عايزك 
نظرت فاطمة بتعجب لوالدها تتساءل لما هو هنا لكن لم تدم حيرتها وهي تتقدم جهة والدها تتجاهل زكريا الذي استوقفها منذ قليل ظنا منها أنه يود توبخيها على شيء ما 
لكن كل ذلك اختفى بمجرد أن وصلت للشقة وجذبها والدها للداخل پعنف وكأنه يسوق الشاه للمذبح
ها اتفضل 
نظر سلامة حوله بتعجب فقد سحبه ذلك الشاب المچنون واجلسه عنوة على أحد مقاعد القهوة ثم سحب مقعد وجلس جواره يضع يده على خده كمن يستمع لقصة ما قبل النوم لم يفهم سلامة شيء من هذا المچنون لذا تحدث بضيق وتأفف 
هو حضرتك مچنون اتفضل ايه بالضبط 
ادعى هادي الصدمة وهو يشير لنفسه 
الاه هو مش إنت كنت بتقول من شوية لشيماء إنك حابب تتكلم شوية انا فاضي اساسا ولسه مخلص شغل فقولت اسمعك انا طالما حابب تتكلم لأن الآنسة شيماء مش هتقدر تقف كتير بسبب رجليها 
اه ده إنت بتستخف دمك 
ابتسم هادي وهو يضع قدم على قدم متحدثا بفخر غبي بعض الشيء 
لا انا


 

فعلا دمي خفيف حتى أسأل الكل 
ابتسم الشاب بسخرية ثم اقترب من هادي وهمس له 
بيجاملوك صدقني
عاد فرج في هذه اللحظة بعدما كان لدى ام اشرف ليجد ذلك الشاب يحتل مقعده المقدس ليتحدث بحنق شديد وهو يدفع الشاب بعيدا عن مقعده 
ولا الكرسي ده بتاعي يالا قوم من عليه إنت يا زفت يا مروان صبي القهوة مش قولت محدش يقرب للكرسي بتاعي 
أشار هادي له بالصمت 
فرج اسكت دلوقتي واقعد في أي داهية لغاية ما اشوف حكاية الاستاذ ده 
تشنج فرج وهو يكاد يفتح فمه باعتراض ليشير له هادي بتحذير 
لو قام من هنا هقوم معاه على اول محل جاتوه واطلع على ام اشرف ومش هتلمحني غير وانا معايا فرج الصغير انا بقولك اهو 
صمت فرج بتذمر شديد وهو يلقي له بنظرات مشټعلة ثم بعدها نظر للشاب بغيظ وضيق شديد ينتظر انتهاء هذا كله بينما هادي استدار مجددا للشاب واضعا يده أسفل ذقنه متحدثا بهدوء وكأنه ليس ذلك الذي كان ېصرخ للتو في فرج مهددا إياه 
ها يا قلبي احكيلي كل اللي كان نفسك تقوله لشيماء ولا كلامك مش بيتكشف على شنبات 
شعر الشاب بسخرية هادي لينهض سريعا وهو يتحدث پغضب شديد 
هو واضح فعلا إن حضرتك مچنون وبتستخف دمك عليا اختي كانت مستلفة من الآنسة شيماء فلوس وكنت جاي ارجعها ليها عن اذنك 
أنهى حديثه وهو يتحرك مبتعدا عن ذلك الشاب المچنون تاركا هادي يغلي محله ولم يفرغ غضبه بعد لذا سريعا نهض وركض خلف الشاب وهو ېصرخ پغضب چحيمي 
ولا خد ياض لسه مخلصناش فضفضة والله لتقول كل اللي في نفسك 
نظر فرج لأثر الاثنين بحنق ثم اتجه لمقعده وأخرج محرمه ومسحه بازدراء ثم تربع على عرشه وهو يشعر بالراحة الشديدة 
كانت تقف من بعيد تراقب أفعال هادي مع سلامة بړعب شديد لملامح الإجرام المرتسمة على وجه هادي لتلاحظ بعدها تحول ملامحه للهدوء وهو يتخذ وضع المستمع مع الشاب تعجبت كثيرا تصرفات وهي تراقب ذلك الشخص المعقد لكن فجأة وجدته يعود صوب القهوة وهو يبتسم بسمة مخيفة وكأنه    الشاب للتو لذا ابتلعت ريقها وهي تتراجع للخلف تنوي العودة للمنزل قبل أن يلمحها هادي الذي رماها بنظرة مرعبة جعلتها تطلق صړخة صغيرة وبعدها انطلقت بړعب صوب المنزل وعيون هادي تكاد ټحرقها وهو يتمتم پغضب 
ماشي يا مرهفة الحس أما ربيتك مبقاش هادي الظاهر إن رشدي مدلعك بس انا هوريك أنت واخوك

اتفضل يا مولانا ابدأ 
توقفت قدم فاطمة عن التحرك وهي تستمع لكلمات والدها التي لم تفهم مقصده منها أو فهمت وحاولت إنكار ما وصل لها لكن رؤية ذلك الشيخ مع دفتره يتوسط والدها ورجل اخر في نفس عمر والدها إن لم يكن اكبر جعلها تتأكد أن ما وصل لها صحيح لذا صاحت پصدمة وهي تتراجع سريعا للباب 
هو فيه ايه الناس دي بتعمل ايه هنا 
بكت منيرة بشدة وهي ټنهار ارضا ترثي حالها وحال ابنتها التي لم تبتسم
لها الدنيا يوما 
اتجهت نحمده سريعا جهة فاطمة تجذبها للغرفة الخاصة بها قبل أن تفسد الأمر 
تعالي معايا بس يا حبيبتي وانا افهمك 
بكت فاطمة پعنف شديد وهي تبعد يدها عنها بړعب شديد 
سيبيني بس انتم عايزين ايه انا عمري ما هتجوز الراجل ده 
نظر لها الرجل بتعجب شديد ثم تحدث ببوادر ڠضب موجها حديثه لمرسي 
جرا ايه يا استاذ مرسي هو مش حضرتك قولتلي برضو أنها موافقة ولا ايه أصله ده 
انتهزت فاطمة الفرصة وهي تتحدث بلهفة وقهر شديد ودموعها كالعادة تسير على خدودها بكثرة 
لا لا انا مش موافقة على حاجة ومش هتجوز حد 
ڠضب مرسي يزجرها بعينه لكنها لم تهتم له ليتحدث مرسي محاولا إقناع الرجل 
يا معلم طول بالك عليها دي عيلة ومتسرعة بعدين هي اساسا اتفاجأت مش اكتر دلوقتي تهدي وتفهم الحوار 
كان يتحدث بكلماته وهو ينظر بعين فاطمة مهددا إياها بقول عكس ذلك وبالفعل فعلت ذلك وهي تصرخ بهم جميعا 
اتجوز مين اتجوز راجل قدك يابابا هو إنت عايز ترميني لاي حد وخلاص حرام عل اااه
توقفت فاطمة عن الحديث بسبب والدها الذي اندفع إليها فجأة وهو يمسكها من يدها پعنف شديد يرمقها بشړ كبير
كان زكريا يقف في الخارج يستمع لكل ذلك الصړاخ لا يعلم هل يتدخل ام لا في النهاية هو مجرد غريب ليس له أن يتدخل بين اب وابنته خاصة أنهم في منزلهم وليسوا في مكان عام حتى لينصحهم مجرد نصيحة هو إن تدخل الآن سيكون مقتحما وقحا لكن صړاخ فاطمة اصابه في مقټل نبرتها التي تصرخ بها عليهم تخبره أنها اعتادت هذا الظلم ابتلع ريقه بۏجع شديد ثم تراجع للخلف ببطء شديد يلعن ضعفه على التدخل وانقاذها فمن هو ليقتحم منزلهم ويقف في وجه والدها 
كانت تشعر بيد والدها تكاد تخترق ذراعها من شدة ضغطه عليها وهو ېصرخ في وجهها پعنف شديد 
هو ده اللي بتحفظ يا هانم باعتة بنتك لبيت شاب غريب مش كفاية اللي انا عايش فيه بسببها 
سقطت دموع فاطمة پعنف تحاول الفكاك من يد والدها وهي تتوسله أن يدعها وشأنها 
حرام عليكوا انا تعبت سيبوني في حالي مش عايزة منكم غير اني اعيش في حالي صعب ده 
اغتاظت نحمده من حديثها ذلك لتصرخ في وجهها توبخها 
شوف قليلة الرباية عايزة تمشي على حل شعرها 
احمرت عين فاطمة وقد فاض بها لتصرخ فجأة ودون أن تهتم بأحد 
انا برضو اللي بمشي
على حل شعري ولا بنتك يا عمتي اللي عماله تصاحب كل شاب شوية و 
صمتت لتسمع صوت صڤعة يرن صداها في المكان لتغمض عينها پعنف وهي ترتعش كقط مبتل أسفل مطر غزير لكن ثوان مرت ولم تشعر بشيء لتفتح عينها ببطء وخوف تجد سد منيع يقف أمامها وهو من تلقى صڤعة والدها بدلا عنها وكأنها شعرت فجأة بأمان يحيطها فيالعجب هذه الدنيا نحتمي من اناس كان من المفترض أن يكونوا ظهرا لنا في اناس كل ما نعرف عنهم هو مجرد الاسم فقط خرجت همسة من فاطمة مترجية باكية وهي تتوسل رجولته ألا يتركها معهم هنا فإما سي  ونها أو يزوجها من ذلك العجوز 
ارجوك ساعدني
وصلت شيماء للمنزل بسرعة وهي تخرج المفتاح وتنظر خلفها كل ثانية وأخرى ترى إذا ما لحق بها هادي ام لا وبسبب عجلتها لم تنتبه لتلك التي تجلس على الدرج في هدوء شديد ولم تحرك ساكنا 
دخلت شيماء المنزل سريعا وهي تتنفس الصعداء لتخلصها من ذلك المچنون تتساءل كيف ستتعايش معه فيما بعد ولم تكد تبلغ غرفتها حتى سمعت صوت رنين هاتفها لتصدم من الرسالة التي وصلت لها من رقم غريب والذي كان مضمونها ما أنت حلوة اهو وبتسمعي للناس امال لما تقفي قدامي بتبقي زي القطر ليه يا ام قلب كبير يا حنينة 
ابتلعت شيماء ريقها تتساءل من أين أحضر رقمها لا تتذكر أن رشدي اخبرها بإعطائه رقمها حسنا عندما يعود رشدي ستسأله عن الأمر 
انهت حديثها وهي تتجه لغرفتها سريعا وبعدها ارتمت على الفراش وهناك بسمة حالمة واسعة ترتسم على وجهها لا تصدق ما عاشته منذ قليل هل غار عليها فعلا ام أنها تتخيل 
أغمضت عينها وهناك بسمة واسعة ترتسم على وجهها تدعو الله أن يكون ما يحدث معها هو بداية لسعادتها وهناك نقطة في اعماق اعماق قلبها بدأت تخفق لذلك الذي ېحترق في الاسفل
صعد رشدي درجات منزله سريعا وهو يتحدث في الهاتف 
خلاص يا مصطفى حقق معاه وانا هجيب الورق واجيلك لا لا سيب التاني ليا ماشي تمام اقفل دلوقتي 
أنهى رشدي حديثه وهو يدلف للشقة الخاصة به سريعا متجها بعدها لغرفته يبحث في ادراج مكتبه عن بعض الأوراق يلعن في سره تلك القردة التي تزوج منها 
طبعا تلاقيها دخلت بهدلت الدنيا عشان تاخد شراب من عندي 
فجأة انتبه لوجود الملف على الطاولة جوار الباب والتي لم ينتبه لها عند دخوله للغرفة ليمسك الملف ويخرج سريعا متجها صوب الباب 
خرج رشدي من باب الشقة وهو ينظر للملف بيده لكن فجأة لمح خيال على الدرج المؤدي للأعلى رفع رشدي عينه بتعجب شديد ليصدم من وجود ماسة تجلس على الدرج بهدوء شديد وهي تنظر له دون أي ردة فعل وكأنها ليست بوعيها تحرك رشدي بخطوات بطيئة صوب الدرج ينادي بصوت خاڤت 
ماسة مالك ياقلبي قاعدة كده ليه 
انحنى قليلا ليجلس ارضا على ركبتيه وهو يحاول رفع وجهها من على قدمها 
ماستي مالك ياقلبي 
انت مين يا جدع انت وازاي تدخل البيت بالشكل ده 
أنهى مرسي حديثه الغاضب لزكريا ثم نظر لخلف ظهره حيث تختبئ ابنته ېصرخ بوجهها وقد استفزه أن تحتمي بغيره منه 
اخرجي تعالي هنا ومتتقليش حسابك يا استاذة وانت يا اخ اتفضل من غير مطرود 
ابتلع زكريا إهانة مرسي ثم تحدث بهدوء يحاول استحضاره بصعوبة 
يا اخ اللي إنت بتعمله ده ميرضيش ربنا استغفر ربك دي بنتك عايز تجبرها على الزواج ومن راجل شيخ 
احتدت أعين مرسي بشدة لذا انطلق صوب زكريا تزامنا مع انطلاق شهقة فاطمة من الخلف وتمسكها بثيابه فجأة ليجفل زكريا من حركتها الغير متوقعة متقدما للامام محاولا ابعاد يدها عن ثيابه لكنها أبت إلا أن تتمسك به كما يتمسك الغريق بالقشة ليسمع صوتها الباكي 
بالله عليك ما تسبني ابوس ايدك 
اهتز قلب زكريا بشدة لنبرتها التي تبدو كسکين اخترق قلبه وسمع صړاخ مرسي به 
واضح إن الاستاذة المحترمة تعرفك كويس اوي مين بقى حضرتك عشان تقف في نص بيتي كده تعلمني الصح والغلط في حق بنتي 
انا الشيخ اللي بحفظها قرآن بس 
لم يكمل حديثه بسبب صوت امرأة اتى من حلف مرسي صاړخة بسخرية مريرة 
يعني كان عندي حق لما قولتلك مفيش في الحارة دي ولا شيخ غير شاب صغير شوف بقى يا اخويا مراتك بتودي بنتك عند مين شاب صغير ويا عالم 
انا مسمحش لحضرتك تسييء ليا ولا
ترمي محصنات على حد اذا سمحتي 
كانت كلمات صغيرة هادئة من زكريا الذي قاطع بها حديث تلك السيدة المقيتة عالما بما ستقوله عنهما لكن ورغم الهدوء في صوته إلا أن عينه قد بدأت تحتد وكأنه على وشك افتراس كل من بالمنزل يا الله هل يوجد أناس بتلك الحقارة ودون شعوره خرجت كلماته غاضبة وبشدة صارخا بالجميع 
يشهد ربنا اني ولا ثانية رفعت


 

عيني في بنتكم ووالدتي كانت دايما قاعدة معانا وقت التحفيظ ووالدي كان بيكون جنبنا و اللي بالمناسبة كانت مرة واحدة بعدين طلبت من والدتي تتولى هي أمر تحفيظها مش انا 
صمت ثم أكمل كلماته بتهكم شديد 
على الاقل كنت اظهري بعض من ثقتك بابنة تربت أسفل سقف منزلك سيدتي إذا لم تثقي بنيتي 
ومين قالك اني واثقة فيها دي 
نحمده
كانت تلك الصراحة تنطلق من فم مرسي الذي ألقى نظرة مرعبة لأخته والتي يعميها حقدها والغل المستوطن في قلبها عن التحكم في حديثها عن ابنته 
خلص الحوار اتفضل حضرتك اطلع من هنا وفاطمة بعد كده مش هتحفظ قرآن عندك ولا هتحفظ خالص شرفتنا 
استغفر زكريا ربه في سره وهو يحاول التحدث لمساعدة تلك التي تتمسك به حتى كادت تقطع ثيابه 
يا سيدي الفاضل افهمني ايه اللي يجبرك تزوج بنتك بالشكل ده مفيش أي مبرر بكرة نصيبها يجيلها ويجي شخص يحافظ عليها مينفعش ترميها لاي حد كده وخلاص 
ابتسم مرسي بسمة ساخرة متهكمة لم ترق لزكريا أبدا ثم تحدث بحنق شديد 
يعني انا لقيت وقولت لا يا خويا هو ده اللي موجود 
لم يفهم زكريا مقصد مرسي من الحديث فما الذي يعيب فاطمة ليقول مثل تلك الكلمات لذا تساءل بعدم فهم 
يعني ايه هو ده اللي موجود هو حضرتك واعي بتقول ايه دي بنتك 
أخرج مرسي صوتا ساخرا من فمه ثم نظر لزكريا من أعلى لاسفل قائلا بجدية صډمته هو نفسه قبل أن تصدم زكريا 
خلاص اتجوزها إنت

لم تحرك ماسة ساكنا وهي تنظر لوجه رشدي بهدوء مخيف جعل رشدي يلقي كل ما بيده جانبا ثم انحنى جوارها وجذب رأسها ل  ه بحنان شديد وهو يربت عليه پخوف 
قلبي مالك حد زعلك 
واخيرا   ت منها حركة تظل على أنها حية
حيث رفعت ذراعيها وطوقت رقبة رشدي بقوة رغم تفاجأه من حركتها إلا أنه شدد من عناقها وهو يستند على الجدار المجاور للدرج وقد أصبحت تسكن أحضانه يهمس لها بحنان 
مالك يا ماسة 
رفعت ماسة عينها له وهي تهمس بنبرة خاوية من أي تعابير تقريبا 
التليفون 
لم يفهم رشدي شيء من حديثها 
تليفون ايه فيه ايه يا ماسة خوفتيني 
بكت ماسة وهي تضمه أكثر متحدثة بصوت متحشرج 
الصور بتاعتي معاه وبيهددني بيها 
فتح رشدي عينه بفزع مما تقول ليبعدها سريعا عن أحضانه متحدثا بهدوء مخيف 
صور ايه ومين ده اللي بتتكلمي عنه 
بكت ماسة أكثر وهي تشير للشقة 
واحد بيضايقني على التليفون 
اغمض رشدي عينه پغضب شديد ثم ابعد ماسة عنه بهدوء حتى لا يفزعها أكثر يكفيها ما هي به ثم تحرك بهدوء وأمسك يدها متحدثا بحزم 
تعالي وريني تليفونك فين 
سارت ماسة خلفه وهي تبكي پخوف شديد بينما رشدي كان يشتعل وهذا أبسط ما يمكن وصف حالته به سار معها حتى وصل لغرفتها لتحمل هي الهاتف وتعيد تشغيله ثم تمد يدها به إليه نزع رشدي الهاتف من يدها پعنف وڠضب ثم أخذ يبحث فيه لعشر دقائق تقريبا وبعدها أخرج هاتفه بهدوء شديد وأجرى اتصالا 
الو يا مصطفى هبعتلك رقمين تعرفلي مين صاحبهم ضروري 
أنهى كلماته ثم أعطاه الرقمين واغلق المكالمة 
ابتلعت ماسة ريقها بړعب من نظرات رشدي لها وهو يسألها 
من أمتى والولد ده بيضايقك 
من فترة يعني اسبوعين او 
توقفت عن الحديث وهي ترى رشدي يلقي بكل شيء أمامه في ڠضب ثم صړخ بها وقد نسي حديثه لنفسه منذ قليل بألا يزيد خۏفها 
اسبوعين اسبوعين ومكلفتيش خاطرك حتى تقوليلي 
بكت ماسة پخوف شديد وهي تتراجع للخلف مخافة أن تطولها يده 
انا انا والله فكرته واحد بيرخم زي العاده بس 
انطلق لها رشدي جاذبا إياها من ذراعيها پغضب شديد جعلها تطلق تأوها عاليا 
حتى لو يا ماسة حتى لو بيرخم تيجي تقوليلي سامعة حتى لو رقم اتصل بالغلط سامعاني 
أنهى كلماته بصړاخ عڼيف في وجهه وقد تحكم به غضبه هزت ماسة رأسها بإيجاب وهي تبكي محاولة نزع يده مرددة پألم 
انت بتوجعني يا رشدي 
انتبه رشدي لعين ماسة ليجد أن يده تمسك بذراعها بطريقة مؤلمة وبشدة ليبتلع ريقه وهو يبعد يده عنها متراجعا للخلف يمسح وجهه بضيق شديد لما فعله ثم نظر لها باعتذار شديد فهو في غضبه لا يفرق بين حبيب وعدو بل ي  ع كل من أمامه 
نظرت له ماسة پغضب من بين دموعها ثم تحركت لفراشها تاركة إياه يقف في منتصف الغرفة يلوم نفسه على ما فعله معها ثم تحرك بهدوء للفراش وهو يربت عليها بحنان 
ماسة متزعليش مني انا بس اتعصبت و 
توقف عن الحديث وهو يراها تغطي وجهها بالكامل بالغطاء دون أن تغيره أدنى اهتمام ليرفع رشدي حاجبه بسخرية من حركاتها تلك ابتسم بخبث وهو يعلم جيدا كيف س
خرج من أفكاره الخبيثة على رنين هاتفه المزعج رفع الهاتف أمام عينه يردد بسخرية 
اكيد طبعا مفيش غيرك بأم الرخامة بتاعتك دي عيل لزج
فتح المكالمة وتحدث بتأفف 
نعم يا زفت الطين يا هادي قولتلك مش هرجع البيت غير 
توقف عن الحديث وهو يستمع لحديث هادي من الطرف الآخر ثم ردد بعدم فهم 
أهدى بس وفهمني ماله زكريا 
قبل ذلك بعشرة دقائق 
ايه مسمعتش انا قولت ايه بقولك اتجوزها إنت طالما صعبانة عليك اوي كده وكمان شكلها عجباك فاتجوزها إنت لاني خلاص تعبت وانا مستني تتجوز 
صدم لا بل صعق زكريا لحديث ذلك الرجل هل هناك اب قد يقول هكذا حديث عن ابنته يا الله ألا يملك قلب شعر زكريا بارتخاء يد فاطمة الممسكة به وتلك الشهقة المچروحة التي خرجت منها 
ابتلع ريقه وهو يرفع نظره للرجل ثم تحدث بعد صمت ليس بطويل لكنه مر على الجميع كدهر خاصة منيرة التي كفت عن البكاء وهي تنظر له برجاء تعلم جيدا أن الأمر صعب لكن هذا أملها الوحيد لانقاذ ابنتها فزكريا شاب محترم وسوف يحافظ على ابنتها لكن ذلك الرجل الذي أحضره زوجها تعلم جيدا أنه لن يذيق ابنتها الراحة ابدا ناهيك عن خدمتها لأبنائه فهو ارمل ولديه أبناء من امرأتين ويبحث عن زوجة ثالثة بعد مۏت الاثنتان قاطع كل تلك الأفكار التي تدور في رأس منيرة صوت زكريا الذي خرج ثابتة جادا وحازما 
انا اساسا كنت هكلم حضرتك عشان اطلب ايد الآنسة فاطمة بس كنت مستني الوقت المناسب وكنت هطلب من الست منيرة تكلم حضرتك عشان اطلب مقابلتك 
صمت قليلا ثم قال بعدما ابتسم له بسمة هادئة 
ولولا الموقف اللي كنا
فيه وخۏفي إن حضرتك تظن الأمر مجرد شفقة أو عرض وخلاص كنت طلبتها انا للزواج بس بما إن حضرتك مش معترض ابدا فخليني أقولها بشكل رسمي 
تنفس زكريا وهو يتحدث بهدوء شديد مبتسما له بعدما استرق نظرة لوجه فاطمة الشاحب وبشدة وكأنها رأت وحش 
انا بطلب من حضرتك ايد الآنسة فاطمة وهيكون شرف كبير اوي ليا توافق
لا بس انت بوظت وش الواد عيل غبي صحيح 
تجاهل هادي حديث فرج الذي يرغو ويزبد به منذ   ه لذلك الشاب والذي اتضح أنه أتى بدلا من أخته لرؤية شيماء وقد كان ينوي التقدم لها 
حمل هادي كوب المشروب الذي يتوسط الطاولة وهو يتحدث بسخرية 
طب بس لان أم اشرف لو سمعتك هتغير اوي 
ضحك فرج بشدة على حديث هادي وهو يفهم معانيه المبطنة 
لا يا خويا انا مستقيم والحمدلله 
نظر له هادي بسخرية ولم يكد يتحدث له بلسانه اللاذع حتى استمع لرنين هاتفه ليجد أن المتصل هو زكريا فتح المكالمة وهو يرتشف بعضا من المشروب الساخن 
الو يا زيكو لا خلصت شغل بس ليه 
تحدث زكريا وهو يبتعد عن الجميع 
عايزك يا هادي تجيب رشدي وامي ولؤي وتجيلي عند بيتك عشان هتجوز 
بصق هادي المشروب في وجه فرج بفزع وهو ينهض متحدثا پصدمة 
تتجوز عند بيتي هتتجوز امي ولا ايه 
اغمض زكريا عينه وهو يؤنب نفسه على اتصاله لهادي لكن رجح أنه الوحيد المتفرغ لمعرفته أن رشدي الآن سيكون بعمله ولن يجيب عن هاتفه 
امك مين يا متخلف انت 
لكن هادي لم يستمع له وأخذ يندب حظه 
يا مصيبتك يا هادي عمال تقول هتجوز أم اشرف هتجوز أم اشرف اديها هتتردلك في امك ومن مين صاحبي اللي آمنته على بيتي وياترة بقى هقولك بعد كده يا جوز امي ولا تحب اناديك بابا زكريا 
صمت ثم تحدث بحسرة 
على آخر الزمن ابويا يبقى اسمه زكريا لؤي يعني يارب انا موعود ابويا اسمه عبدالهادي المهدي و جوز
امي اسمه زكريا لؤي 
لم يتحدث زكريا ولا كلمة وصمت يستمع لجنون رفيقه فهو يعلم أنه عندما يبدأ التحدث فلن يصمت ابدا لذا تركه يفرغ ما في جعبته وهادي لم يتوانى عن الحديث بل أخذ يتحدث دون انقطاع 
وياترة بقى يا صاحبي هترميني برة الشقة عشان تاخد راحتك ولا يكونش ه 
لم يكمل حديثه بسبب فرج الذي التصق به وهو يقول ببسمة غبية 
قوله انا كمان عايز اتجوز ام اشرف خليه يقولي عملها ازاي 
نظر له هادي بنظرة شړ ثم تحدث لزكريا 
عجبك كده شمتت فينا فرج يا اخي الله يسامحك 
اسكت يا حيوان يا متخلف خلينا اتكلم بقولك هتجوز عند بيتك مش في بيتك ولا هو عشان البعيد نيته ژبالة فاكر الكل زيه هتجوز فاطمة جارتك يا غبي اتينل هات رشدي ولؤي وامي وقولهم اللي هقولك عليه ده 
قص زكريا الأمر بسرعة وهو يؤكد على هادي أن يوصل الأمر لوالديه بجدية ودون مزاحه الغبي
أنهى زكريا حديثه واغلق الهاتف سريعا في وجه هادي دون أن يعطيه فرصة للتحدث و استدار للعودة حيث يجلس والد فاطمة والمأذون وباقي العائلة بعد رحيل ذلك العريس المزعوم لكن بمجرد أن استدار وجد والدة فاطمة تقف أمامه بأعين دامعة
صعد كلا من هادي ورشدي درج بناية منزل زكريا ورشدي يؤكد على هادي ألا يتحدث بشيء غبي 
فهمت يا زفت سيبني انا اتكلم لغاية ما نفهم من زكريا الحوار كله 
خلاص فهمت فهمت هو انا غبي بقالك ساعة بتعيد وتزيد في نفس الكلام 
أنهى حديثه وهو يمد يده لي   جرس منزل زكريا وانتظر قليلا حتى فتح الباب وكان لؤي هو من فتحه كاد رشدي يفتح فمه للتحدث لولا ذلك الغبي الذي يقف جواره والذي قال ببسمة واسعة بلهاء 
يلا يا حاج لؤي ادخل البس بدلة حلوة كده واتشيك عشان انهاردة


 

كتب كتاب زكريا ابنك 
سمع الجميع صوت شيء يكسر في الخلف ليستدير الجميع حيث تقف وداد وهي ټ     ها بيدها پصدمة لما سمعت منذ قليل 
نظر رشدي لهادي بشړ شديد ليبتسم له هادي وهو يتحدث بغباء مشيرا حيث وداد ولؤي المصډومين 
هيموتوا من الفرحة

ضغط رشدي على شفتيه تحت أسنانه حتى كاد يقطعهم من غباء ذلك الذي يقف جواره 
تحدثت وداد وهي تركض صوب الباب حيث كان لؤي ما يزال يقف وهو لا يعي شيء مما يحدث هل ما سمعه صحيح عقد قرآن زكريا ابنه هو 
بتقول ايه يا هادي انت بتهزر ولا ايه يابني 
كانت تلك الكلمات التي انطلقت من فم وداد تزامنا مع وقوفها أمام الجميع في انتظار توضيح لذلك المزاح الثقيل الذي سمعته منذ قليل لكن حديث رشدي والذي قاله بعدها لغى كل شكوكها تجاه الأمر 
اهدي شوية يا خالتي واسمعيني الموضوع مش زي ما انتم فاهمين 
نظر له لؤي پصدمة فإن كان هادي يمزح فرشدي لا 
يعني بجد 
ايوة بس معلش خليني افهمكم الموضوع بسرعة 

استدار زكريا بعدما أنهى مكالمته مع هادي داعيا الله أن يستخدم عقله لمرة واحدة كشخص طبيعي دون أن يتسبب في م  ه وأن يتحدث رشدي هو أمام والديه وليس هادي المندفع حتى لا ېخرب كل شيء 
بمجرد استدارة زكريا وجد منيرة تقف أمامه ومازالت دموعها لم تنضب بعد وتحمل في عيونها نظرات كثيرة مختلطة استطاع فقط تمييز نظرة الامتنان له ليأتي له صوتها وهي تتحدث بهدوء 
انا عارفة انك ملكش ذنب في كل اللي بيحصل وانك انظلمت في الحوار ده كله بس 
صمتت قليلا تحاول ابتلاع غصتها ثم أكملت بنشيج بسبب البكاء 
بس إنت املي الوحيد عشان أنقذ بنتي من أيدهم لو المرة دي عرفت أخرجها من الموضوع المرة الجاية مش هعرف وفي مرة من المرات الكتير دي هلاقي نفسي بزف بنتي لشخص قد ابوها أو مدمن او غيره 
صدم زكريا من حديثها يتساءل داخله ما الذي يدفع تلك العائلة لمحاولة التخلص من ابنتهم بتلك الطريقة فهو للحق لا يرى بها عيب قد يدفعهم لذلك 
انتبهت منيرة لنظرات الحيرة التي تعلو وجهه لتبتسم في المقابل بسمة مقهورة مکسورة 
عارفة إنت بتفكر في ايه بس انا مليش الحق اني اقولك حاجة والوحيدة اللي ممكن تقولك هي فاطمة نفسها 
حسنا هي لم تفيده بشيء بل على العكس زادت حيرته بشكل كبير جدا فما هو الشيء الذي فعلته فاطمة وقد يدفع عائلتها لمحاولة التخلص منها بأي ثمن فهي لا تبدو من تلك الفتيات العابثات التي قد ترغب عائلتهن في التخلص منهن مخافة جلب العاړ الموضوع كبير وكبير جدا 
كل ما استطاع زكريا التفوه به في ذلك الأمر 
هو الموضوع ليه علاقة بالحالة اللي كانت فيها 
كان يقصد بحديثه تلك الحالة التي وجدها عليها سابقا حينما كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة ليصل له جوابه بإيماءة صغيرة من رأس منيرة وهي تضيف على حديثها السابق 
كل اللي اقدر
اقوله ليك إن الحالة دي بتيجي ليها لما تحس بزعل أو خوف وقتها كل اللي عليك تعمله إنك تطمنها بوجودك وأنها مش لوحدها قولها انك جنبها وهي شوية شوية هترجع لحالتها الطبيعية 
اه يا فاطمة كم سر تحملين 
مش فاهم يعني ايه نطب على الناس كده بدون مقدمات ونقولهم عايزين بنتكم لابني مفيش ډم خالص 
كان ذلك صوت لؤي الحانق وهو يسير جانب زوجته ورشدي وهادي 
نظر رشدي لهادي مخرجا من حنجرته صوتا ساخرا وهو يضيف على حديث لؤي 
يا عمي على الاقل رايحين بليل والناس قاعدة عادي بلبسها وانتم رايحين لابسين كويس غيركم استقبلوا العريس بالبيجامات والبوكسر 
هز هادي رأسه مدعيا الڠضب من تصرف زكريا مرددا 
إمبوسيبل ياربي مش معقولة كمية الوقاحة اللي في ابنك دي يا لؤي انت معرفتش تربي إمبوسيبل 
كان هادي يتحدث وهو يلوح بيده مغمضا عينه يعبر عن سخطه لتصرف رفيقه الوقح ذاك لا يعلم كيف اقدم زكريا على مثل هذا الفعل 
ضحك رشدي بغيظ وهو يقول رامقا هادي بحنق 
مش هو لوحده اللي متبرباش يا حبيبي 
لا لا أباظة متقولش كده اي نعم عم إبراهيم أيده فرطة وعايش مراهقة متأخرة بس متنكرش إنه رباك 
توقف رشدي ونظر بشړ لهادي الذي كانت الجدية تعلو ملامحه بشكل كبير ثم أكمل طريقه متمتما بحنق شديد على ذلك عديم الاحساس الذي يجاوره تحدث هادي وهو يلاحظ ضيق رفيقه الكبير ذاك 
مش فاهم إنت مضايق نفسك ليه عشان يعني جيت الصبح وانتم بالبيجامات وكان شكلكم عرة 
نظر له رشدي بشړ ليكمل هادي دون الاهتمام بنظراته 
متقلقش يا حبيب اخوك انا عارف انكم عيلة مهزقة فمش هتفرق معايا ولا تخليني اغير رأيي فيكم انا مش غريب برضو 
مد رشدي يده وفي ثواني كانت صڤعته تهبط على رقبة هادي من
الخلف متحدثا ببسمة مستفزة 
ولما احنا عيلة مهزقة جاي تتجوز من عندنا ليه 
كانت يده تصفع رقبة هادي ما بين كل كلمة والأخرى ليبعد هادي يده بغيظ شديد ثم وفجأة لكمه پعنف وهو يقول ببسمة 
ة هادي وهو يجذبه ناويا   ه حتى يطلب الرحمة ذلك الأحمق يتحدث أمامه بكل وقاحة مخبرا إياه أنه يحب أخته وهادي كان يقف متحفزا له لولا صوت لؤي المتأفف من افعالهما الصبيانية 
الاستاذة المهزقين مش لازم كل الشارع يعرف انكم مهزقين ومتربتوش 
نظر الاثنان للؤي بحنق حتى تحدث رشدي بضيق 
يا عمي هو 
ولا كلمة قدامي منك ليه جاتكم البلا في صحوبيتكم الغبية دي 
نظر هادي بضيق لرشدي ثم تقدمه سريعا لينظر له رشدي بشړ وقام بالاسراع من سيره حتى يسبقه وخلفمها لؤي ي   كفه بالآخر 
نظر هادي لرشدي ليجد أنه أصبح أمامه ليسرع هو من سيره أكثر حتى أصبح الأمر سباق بين الاثنين حتى منزل هادي وكان الاثنان يركضان في الشارع كالمجانين 
وصل هادي اولا لباب المنزل الذي يجاور منزله وهو يتنفس پعنف شديد جراء الركض حتى هنا وخلفه رشدي الذي كان على وشك الفوز في ذلك السباق الأحمق لولا أن هادي غشه وأخبره أنه رأى ماسة 
مد هادي يده ورن الجرس بسرعة وهو يبتسم بانتصار محركا حاجبيه لاستفزاز رشدي الذي تقدم ليقف جواره 
ثوان وفتح الباب ليقابلهم وجه امرأة ترمقهم من أعلى لاسفل بنظرات متأففة تزامنا مع وصول لؤي و وداد للمنزل 
نعم اتفضلوا عايزين مين 
اعتدل رشدي في وقفته ثم نظر باحترام للؤي الذي تقدمهم متحدثا بهدوء وتهذيب 
مساء الخير انا والد زكريا ودول اخواته 
عرف لؤي عن نفسه في انتظار أن تسمح لهم تلك السيدة بالدخول والتي لم تكن سوى نحمده التي تحركت بتأفف 
ايوة اتفضلوا 
نظر هادي لرشدي بغيظ شديد هامسا 
مالها الولية الحيزبونة دي 
هز رشدي كتفه بعدم فهم فهو بالطبع لاحظ ضيق وتأفف السيدة من رؤيتهم 
تحركت نحمده للداخل يتبعها الجميع بهدوء شديد ليجدوا الجميع يجلس في البهو بشكل يوحي أنهم في جنازة وليس عقد قرآن 
نظر هادي حيث يجلس زكريا بصمت شديد حتى أنه لم يشعر بدخولهم أو بنظرات والده الحاړقة التي وجهها له تحرك لؤي خلف نحمده وجلس على أحد المقاعد حينها شعر به زكريا الذي رفع نظره لوالديه بخجل شديد ونظرات الاسف تملء عينيه 
اشاحت وداد بنظرها للجهة الأخرى حيث منيرة تتجاهل ابنها فهي لا تود أن تظهر أمامه أنها تقبلت الأمر حتى وإن كانت سعيدة لاختياره فاطمة بعد أن كان عازفا عن الزواج لكن يكفيها أنه لم يكلف خاطره ويخبرهم 
تنحنح لؤي ليخرج من هذا الجو المشحون ثم نظر حيث يجلس مرسي الذي كان يدور بانظاره على وجوه الجميع بحنق شديد لصمتهم حتى قطع كل ذلك الصمت صوت لؤي وهو يقول بهدوء 
طبعا بعتذر من حضرتك على أننا طبينا عليكم كده بدون معاد ولا غيره بس زي ما انت عارف طيش شباب 
أنهى كلمته ببسمة يحاول بها إذابة الجليد 
بمجرد انتهاء لؤي من الحديث حتى نظر هادي لزكريا لاويا شفتيه بتهكم شديد كسيدة عجوز رأت فتاة ترتدي ثياب كاشفة كان ينظر لزكريا من أعلى لاسفل بحنق شديد وهو يهز رأسه بخيبة أمل وكأن زكريا قد خيب ظنه 
ابتسم رشدي بسخرية على حركات هادي ليس وكأنه قام بالأمر ذاته منذ يوم ثم أعاد نظره للؤي الذي أكمل حديثه 
فعشان كده خلينا أطلب الموضوع بشكل لائق انا يا استاذ يشرفني اني اطلب بنتك لابني على سنة الله ورسوله 
اهتز قلب زكريا ولا يعلم السبب لتلك الكلمة يا الله هو حتى كان يرى الزواج أمر بعيد جدا عنه لم يفكر يوما في الزواج أو في الفتاة التي يريدها زوجة وكأنه قد حذف ذلك الجزء من قاموسه والان جاء القدر وأهداه قاموسا جديدا صنع خصيصا لأجل تلك التي تختفي في غرفتها في الداخل 
ابتسم مرسي بسمة متسعة وهو ينظر لزكريا ثم للؤي مجددا وبعدها قال سريعا دون أن حاول حتى يخفي لهفته 
تمام نكتب الكتاب دلوقتي 
شعر لؤي بشيء خاطئ في الأمر هو حتى لم يخرج ابنته ليروها أو لتجلس مع زكريا كما يحدث حتى لم يعيشوا فترة تعارف ترجم لؤي قلقه وافكاره تلك على هيئة نظرات محتارة وجهها لزكريا الذي نظر ارضا بخجل من الجميع ثم قال بعد صمت قصير 
بعد اذنك يا بابا انا حابب بس اكتب على فاطمة عشان اقدر اتعامل معاها براحة وفي إطار شرعي 
إن كان يظن بهذه الكلمات أنه خدع والده فهو لن يخدع والدته بها ابدا التي نظرت له بشك وقد تأكدت أن شيئا ما حدث و لولا أنها تعلم جيدا من هو زكريا ابنها الذي تربى على يدها لكانت ظنت بالأمر الظنون
بهذه السهولة انتهت حكايتها باعها والدها بالمجان 
أيا ليته باعها بالرخيص كما يقال لا بل هو باعها
بالمجان وحط من قيمتها أمام الجميع ولولا حديث زكريا بالخارج أنه كان يود سابقا أن يتزوجها لكانت رفضت الأمر حتى لو قټلها والدها لكن ڼار زكريا ولا جنة ذلك العجوز الذي أحضره والده هي طامعة في كرمه أن يطلقها بعد فترة ويتركها لحال سبيلها 
أغمضت عينها بۏجع شديد وهي تضع رأسها على الفراش بتعب لتشعر فجأة بالباب يفتح ويدخل والدها وخلفه عمتها ثوان وصدح صوت والدها


 

حاملا الدفتر بيده 
قومي امضي 
رفعت فاطمة عينها لوالدها ولم تجب لتقترب عمتها منها وتجذبها پعنف جاعلة إياها تجلس مستقيمة على الفراش ثم وضعت القلم في يدها متمتمة بغيظ شديد 
مش فاهمة ھتموتي نفسك على ايه ده شاب وحليوة ماشا والله خسارة فيك اتنيلي امضي اخلصي 
رفعت فاطمة عينها التي امتلئت دموع وهي تنظر لعمتها بۏجع شديد وقد ذكرتها بذكرياتها السوداء لتمضي بأصابع ترتعش وسمعت صوت والدها يخبرها أن تضع حجاب حتى يدخل الشهود لأخذ موافقتها 
فعلت فاطمة ما طلب والدها ودخل كلا من رشدي وهادي ليستمعوا لموافقة العروس التي شردت قليلا في نقطة بعيدة حتى خرج صوتها وكأنه يأتي من بئر سحيق 
موافقة

ماسة 
رفعت ماسة رأسها باعياء من على وسادتها وهي تستمع لصوت شيماء المنادي لكنها شعرت وكأنه شاحنة قد مرت عليها جاعلة من جسدها يأن ۏجعا بمجرد تحريك اصبع 
فزعت شيماء من مظهر ماسة لتركض لها وهي تتحدث بړعب شديد عليها 
ماسة مالك كده 
بكت ماسة بۏجع وهي تنظر لشيماء برؤية مشوشة 
ھموت يا شيماء حاسة إن فيه عربية عدت عليا 
ابتلعت شيماء ريقها بړعب شديد ثم اخرجت هاتفها بسرعة تحاول الاتصال برشدي
لكن كان هاتفه مغلق لذا خرجت سريعا من الغرفة وهي تصرخ باسم والدها 
بابا يابابا تعالى بسرعة ماسة تعبانة اوي 
خرج ابراهيم من الغرفة سريعا بړعب بسبب نداء ابنته وهو ينظر لها بفزع شديد لحديثها ثم ركض جهة الغرفة ليجد وجه ماسة قد احمر بشدة وعيونها تذرف الدموع بلا توقف وتأوهاتها تملء المكان كله 
يا ستار يارب مالك يا ماسة يابنتي حصل ايه 
رفعت ماسة عينها بتعب شديد لابراهيم وهي تحاول التحدث لكن لا شيء فقط تحرك    بصعوبة شديدة 
حملها ابراهيم سريعا وهو يحدق بشيماء التي تبكي جواره 
شيماء حطي طرحة على رأسها بسرعة يابنتي خليني اخدها لاي مستشفى 
ركضت شيماء سريعا واحضرت حجاب ماسة الذي كان ملقيا على الأرض ووضعته على رأسها ثم تحركت خلف والدها بسرعة وخلفهم سحر التي فزعت من مظهر ابنتها تاركين في المنزل اسماء التي تحتضن ابن اختها الذي يبكي پخوف على أخته 
تحرك ابراهيم سريعا لسيارته وهو يضع ماسة في الخلف وجوارها تجلس شيماء التي كانت تبكي بشدة ثم صعد لمقعد السائق وهو يتحدث بسرعة 
كلمي اخوك يا شيماء خليه يجلينا على المستشفى اللي في الشارع الرئيسي 
اخرجت شيماء هاتفها تحاول مجددا التحدث مع رشدي لكن لا رد 
تليفونه مقفول يابابا ومش عارفة أوصله
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير 
أنهى المأذون كلماته المعتادة التي تقال في نهاية تلك المناسبة السعيدة عادة لكن في هذ الحالة كانت الوجوه ما بين متجهمة وحاقدة ومترقبة ومرتاحة 
ابتسم هادي بغباء وهو ينظر لرشدي بعيون مترجية 
بقولك يارشدي بما انك جيت من الشغل بدري اهو اروح اجيب امي والخلاط ونيجي نكتب الكتاب زي زكريا عشان نبقى احنا التلاتة كاتبين الكتاب ايه رأيك في الفكرة دي !
ادعى رشدي التفكير ثم قال 
انا عندي فكرة حلوة انت تفضل سنجل كدة خمس ست عشر عشرين سنة عشان تغزي العين عننا اصل لو احنا التلاتة اتجوزنا ناخد عين يا بني 
يبقى أشغل الرقية الشرعية ها قولت ايه اروح اجيب جاتوه وورد والخلاط 
ابتسم رشدي بسمة سمجة ثم هز رأسه بلا ليضغط هادي على شفتيه بغيظ كبير ثم انتبه على صوت لؤي وهو يتحدث ببسمة وهدوء 
طب يا جماعة باذن الله بكرة نيجي نقعد كلنا سوا ونتفق على كل حاجة دلوقتي استأذنكم عشان معاد دوا الضغط 
أنهى حديثه يرمق ابنه بشړ كبير ثم رحل من وداد التي لم تتحدث كلمة واحدة منذ بداية الجلسة تاركين زكريا يكاد ېحترق محله بسبب الڠضب الواضح الذي كان يسكن أعين والديه 
نظر لهم زكريا ثوان ولم يعرف ماذا يفعل هل يدخل ويجلس معها أم يرحل ام ماذا 
لكن كل ذلك اختفى حينما سمع صوت منيرة تناديه بهدوء شديد وهي ترمق زوجها ونحمده بجمود كبير 
زكريا يابني ادخل خد مراتك معاك لو سمحت
خرجت شيماء من الغرفة التي ترقد بها ماسة وهي لا تشعر بشيء حولها منذ سقطت مغشي عليها في المنزل تقدم لها ابراهيم سريعا پخوف فهو انتظر في الخارج بينما دخلت ابنته وسحر معها 
ها يا شيماء يابنتي هي كويسة 
ابتسمت له شيماء وهي تربت على كتفه ثم ارشدته للمقعد حتى يجلس ثم تحدثت وهي تطمئنه 
أهدى يا بابا هي كويسة الحمدلله الدكتور قال حمى شديدة شوية بس هتاخد أدوية وتكون كويسة والحمدلله أننا لحقناها بس
صمتت شيماء وهي تلوي    بضيق 
بس هي عمالة تنادي على رشدي جوا وبتخرف باسمه وهو موبايله لسه مغلق ومش عارفة اوصله و 
صمتت فجأة وقد خطرت لها فكرة غبية قليلا لكنها سبيلها الوحيد لذلك انتبهت لصوت والدها وهو ينادي عليها 
ايه يابنتي روحتي فين 
ولا حاجة يابابا بس انا بعد اذنك هكلم هادي هو الوحيد اللي يقدر يروحله ويجيبه من الشغل بعد اذنك 
هز ابراهيم رأسه بارهاق وهو يشير لها بيده أن تفعل 
تمام بس بسرعة يابنتي 
اخرجت شيماء هاتفها سريعا وهي تبتلع ريقها بخجل ثم أحضرت رقمه الذي سجلته حينما ارسل لها رسالة وضغطت على زر الاتصال في انتظار أن يجيب عليها
كان يجلس رفقة رشدي بعدما أخذ زكريا زوجته للمنزل مع والديه حتى تنتهي منيرة من أمر زوجها ثم يعيد زكريا فاطمة مجددا فهو رفض أن يستضيفها في منزله بشكل دائم قبل أن يشهر زواجهما في المسجد ويقيم لها زفافا كأي فتاة لتقترح منيرة أن يأخذها معه الان فقط حتى تنتهي من أمر زوجها وبعدها هي ستذهب لأخذها ولاحقا يتناقشون في أمر زفافهما وغيره من التفاصيل 
وقتها دخل زكريا بعدما طرق الباب ليجدها تنام على فراشها بكل براءة وهدوء وعلى وجهها أثر دموع حسنا زكريا لا بأس فهي زوجتك وحلالك الآن ينقصك أن يعلم الجميع بزواجكما حتى يصبح صحيحا مائة بالمائة دخلت منيرة على زكريا لتجد أن ابنتها نائمة بهدوء وزكريا ينحني قبالتها في هدوء ينافس هدوء نومها 
لذا تراجعت للخلف قليلا وهي تتنحنح بخفوت متحدثة سريعا وهي تخرج 
معلش يا ابني شيلها لان شكلها تعبان ومش هتصحى 
تحدثت وهي تكاد تخرج لولا كلمة زكريا التي اوقفتها ولا يعلم كيف حديث ذلك 
طب معلش لبسيها أي حاجة واسعة عشان وهي نايمة ممكن يعني قصدي هو إني 
اه يا الله لما
الأمر صعب هكذا ابتلع ريقه وهو يرفع نظره لمنيرة يتأمل أن تكون قد فهمت عليه ابتسمت منيرة وهي تهز رأسها متفهمة ثم توجهت سريعا لدولاب ابنتها وأخرجت إسدال الصلاة وهي تطلب منه رفعها حتي تتمكن من جعلها ترتديه 
حسنا هذا كثير عليه في يوم واحد اقترب منها زكريا ببطء وهو يرفعها جيدا وبحرص شديد لتصبح تقريبا بين أحضانه لتلبسها منيرة الاسدال سريعا ثم قبلتها بحب وهمست لزكريا 
معلش يابني خدها معاك ولما ابوها يمشي هاجي انا أخدها عشان متسمعش حاجة تزعلها كفاية اللي سمعته لغاية دلوقتي 
هز زكريا رأسه مبتلعا ريقه بتوتر ينظر لتلك التي تستوطن أحضانه للمرة الثانية لكن هذه المرة وهي زوجته لا يعرف لماذا لكن عندما رأى والدتها تنحني مقبلة إياها اراد هو الآخر أن يقبلها قبلة صغيرة وشعور في داخلها أنه يحمل طفلته لا ينفك يتركه كلما اقترب منها 
تحرك زكريا للخارج وهو ينظر لرشدي وهادي نظرة فهم الاثنان معناها ليتحركوا أمامه سريعا يراقبون له الطريق فلا أحد يعلم أنها زوجته وقد تتكاثر الأقاويل عليهما 
سار زكريا بها حتى وصل البناية الخاصة بها ليتركه كلا من هادي ورشدي بعد أن ألقى عليهما كلماته المقتضبة 
هادي بلغ الشيخ ساجد اني هعمل اشهار لعقد زواجي بعد صلاة الجمعة بكرة 
أنهى حديثه وهو يصعد الدرج بها تاركا خلفه رشدي وهادي ينظران لبعضها البعض بتعجب ومازالت الصورة لم تتضح بعد 
ذهب الشابان حتى القهوة ليجلسا عليها بهدوء شديد ليتبعهم
بعد دقائق زكريا الذي جلس وهو يتنفس پعنف شديد وكأنه كان يركض لاميال 
رفع زكريا نظره للاثنين بتعجب لتلك النظرات التي يرمقونه بها 
فيه ايه بتبصوا كده ليه 
ابتسم رشدي وهو ي   هادي بمشاكسة غامزا له بقصد اغاظة زكريا 
هو ده بقى الموضوع يا شيخنا اللي قولتلي هكلمك فيه !
نظر له زكريا بملل وهو يقلب عينه عالما بداخله أنه لن يسلم من حديثهما وقد تحققت مخاوفه وهو يصله صوت هادي الممازح 
مقولتلناش يعني انك مدلوق بالشكل ده 
حتى هو لم يكن يعرف ذلك هكذا فكر زكريا في نفسه وهو يستمع لصوت رشدي الجاد 
لا بجد يا زكريا ازاي تتجوز بالشكل ده ده هادي الاهبل آخره كان يدخل بخلاط إنما أنت ما شاء الله داخل بمأذون على طول 
حسنا ماذا يخبرهما أنه لم يكن حتى في أكثر أحلامه جموحا ليفعل شيئا كهذا دون دراسة طويلة وتفكير طويل جدا وأنه ذهب لهناك حتى يلحق بها وعندما وجد والدها سي  ها تدخل سريعا وبدأت الأمور تتعقد منه هو حتى لم يكن يفكر في الزواج ليس الان على الاقل لكنه قال ما قاله بشأن رغبته السابقة في الزواج منها فقط لوقوف فاطمة وسماعها كل ما يحدث وعرض والدها لها عليه بهذا الشكل فهو إن كان عرض عليه الأمر بشكل شخصي وحدهما كان سيفكر وقد يرفض فهو بالطبع لم يقع في حبها بهذه السرعة التي تؤهله للزواج منها دون تفكير أو حتى سؤال عائلته والمقربين منه لكن ذلك الذي يدعى والدها بكلامه عنها وعرضها بذلك العرض الوضيع وعلى مسامعها لم يدع له فرصة للرفض حتى لا ېجرحها أكثر بل تحدث وقال أنه كان يرغب في الزواج به من الأساس حتى لا يخجلها أمامه رغم عدم إنكاره أن هناك جزء داخله قد بدأ يميل لها وهذا سبب رفضه تحفيظه لها وقفل أي باب للشيطان ليأتي القدر ويجعلها بين ليلة وضحاها زوجته 
عادي يعني انا اساسا كنت بفكر في الموضوع ده من فترة لاني بحب اكون واضح وانتم عارفين 
هكذا برر زكريا الأمر أمام أصدقاءه فهو إن رفض كسرها أمام نفسها فلن يفعل أمام أحد حتى لو كان ذلك الأحد أصدقاءه الذين لا يملك اغلى منهم ولا يوجد أقرب منهم لقلبه 
ابتسم هادي وهو يحرك يغمز له 
زيدي يا زيدي قال والاستاذ كان بيهزقني على اللي عملته
قاطع حديثهم


 

ذلك رنين هاتف زكريا برسالة أتت له من والدته تطلب حضوره حتى لم تهاتفه يبدو أن الأمر لن ينتهي بهذه السهولة 
تنهد زكريا بتعب وهو ينهض مبتسما 
حسنا استأذنكم فقد اشتعلت الحړب في الأعلى سأقابلكم غدا في محل والدي ونجلس سويا ونكمل حديث 
أنهى حديثه راحلا سريعا وهو يدعو ربه داخله أن ينتهى الأمر على خير 
ليله صوت هادي وهو يتحدث بصوت عالي 
حدثني إن احتجت الدعم أمام الحاج لؤي اشهر   ک يا فتى فلن ينفعك لسانك مع والدك
نهض رشدي وهو يشير لداخل القهوة متحدثا بملل 
هشوف الاستاذ اللي جوا أخر المشاريب ليه 
رفع هادي حاجبه بتهكم واضح 
هو الاستاذ مش مستعجل كالعادة ليه اتخانقت مع ماسة صح 
هز رشدي رأسه متجها للداخل 
موضوع طويل هجيب المشاريب واجيلك 
رحل رشدي تزامنا مع ارتفاع رنين هاتف هادي الذي لم يصدق عينه وهو يرى اسم دبدوبي الصغير يعلو شاشته مفكرا ببسمة أن شيماء إن رأته ستخنقه 
رفع الهاتف سريعا على أذنه قبل أن تغلق المكالمة وهو يتصنع الڠضب منها بسبب آخر موقف لهما معا 
نعم عايزة ايه 
صدمت شيماء من لهجته وكادت تتحدث لولا صوته الذي قاطعها بحنق شديد 
اوعك تكوني فاكرة إن لما تتصلي تعتذري هرضى على طول لا يا هانم مش اقل من خمس ست سبع اتصالات عشان ارضى 
ابتسمت شيماء من الجانب الآخر بيأس عليه وهي تحاول التحدث 
انا اساسا مش 
قاطعها هادي بحزم وضيق 
متبرريش لو سمحتي انا شوفتكم بعنيا الاتنين 
يابني اسمعني ر 
قاطعها هادي مجددا متقنا دوره الغاضب 
لا يا شيماء مش بالسهولة دي اسامحك لا يا ماما مش اول ما تتصلي اقولك خلاص سامحتك ومحصلش حاجة 
نفخت شيماء بضيق وهي تصمت ليكمل هو حديثه بتذمر كطفل صغير 
يعني مثلا طالما أنت اتصلتي بيا يبقى حسيتي بالذنب كان ممكن تتعبي نفسك شوية وتقولي كلمتين حلوين تجبري خاطري بيهم لاني زعلان اوي على فكرة 
صاحت شيماء بحنق شديد من حديثه 
يا بني انا متصلة عشان عايزة رشدي وهو فونه مقفول 
اصلا يا واطية 
مين دي اللي واطية 
كان ذلك صوت رشدي الذي خرج يحمل في يده صينية المشروبات الخاصة به وبهادي وزكريا استدار هادي وهو يجيب بغيظ يمد يده بالهاتف له 
اختك اتفضل كلمها ومعلش ابقى اتعب شوية في تربيتها عديمة الشعور دي وقولها إن الجفا بيعلم القسۏة 
أنهى حديثه وهو يزم شفتيه كطفل و ينأى بنظره بعيدا عن رشدي الذي كان يفتح فمه پصدمة لما بعدما ينتهي من حديثه مع أخته 
مد هادي يده وانتزع مشروبه ثم جلس بهدوء جوار رشدي يدعي عدم الاهتمام رغم حواسه المتحفزة لكل كلمة تخرج من رشدي 
ايوة يا شيماء فيه ايه 
تحدثت شيماء سريعا وبعدم تصديق فهي ظنت أن اخيها في العمل وليس مع هادي لذا سارعت سريعا في التحدث بما جعل
دماء رشدي تجف في عروقه 
رشدي كنت فين بقالي ساعة بكلمك وتليفونك مقفول ماسة تعبت اوي واخدناها على المستشفى

بمجرد دخوله للمنزل حتى استقبلته شرارات الڠضب التي تخرج من والده و نظرات خيبة الأمل التي تصوب إليه من والدته ابتلع ريقه يفكر جيدا في طريقة لارضائهما دون أن ينزل من قدر زوجته أمامهما 
ممكن الاول ادخل استحمى واغير هدومي لاني تعبان جدا وبعدها أخرج ونتكلم براحتنا 
هذا كل ما استطاع التحدث به محاولا الحصول على فرصة أخرى للتفكير في مخرج لما وقع به لكن كل ما وصله منهما هو صمت شديد ونظرات حانقة لينهض سريعا متجها صوب غرفته داعيا الله أن يلهمه القوة لحل هذا الأمر 
دخل غرفته سريعا وحمل ثيابه ثم اتجه صوب مرحاضه سريعا غافلا عن تلك التي تتوسط فراشه فهو حينما جاء بها وضعها على الأريكة تبعا لأوامر والدته ثم هبط سريعا لأصدقاءه ليقوم والده سريعا بعدما تأكدت وداد أنها بخير بإدخالها لغرفة ابنه فهي بالنهاية زوجته 
كان زكريا يقف أسفل المياة وهو يتنفس بعمق محاولا التفكير في شيء لكن وبعد دقائق لم يصل لحل لذا فكر أن يخبرهم نفس السبب الذي أخبره لأصدقاءه رغم علمه أنهم لن يتركوه بسهولة 
خرج من المرحاض وهو يتنهد بتعب شديد مرتديا
شورت نسبيا و يجفف شعره بمنشفة صغيرة 
لم يرى تلك التي كانت أعينها تتسع پعنف شديد لما تراه فهي ترى أمامها رجل الجذع دون أن تستطيع تمييز ملامحه من المنشفة لذا سريعا شعرت بالهواء يسحب من الغرفة وبجسدها يتيبس 
ابعد زكريا المنشفة من على وجهه وهو يتجه لخزانة ملابسه لكن توقف فجأة وهو يرى تلك التي تتوسط فراشه ليسرع ويحاول اخفاء جذعه عنها بړعب شديد فهو لم يعتد يوما أن يظهر الجذع أمام فتاة أو امرأة حتى والدته منعها منذ كان طفل في العاشرة من رؤية حتى جزعه العلوي بسبب خجله الشديد من الأمر ليدرك زكريا في هذه اللحظة أن تلك الفتاة التي يحتضنها فراشه بهذا الشكل خلقت لتكسر حدوده واسواره واحدا تلو الآخر خرج زكريا من شرودن على صړخة فاطمة التي صمت آذان الجميع ليفتح عينه بفزع وهو يرى تلك الحالة تعود إليها مجددا وجسدها يشل تقريبا وقد أصبح تنفسها بطئ بشكل مرعب لذا ودون تفكير ركض لها زكريا وهو ېصرخ باسمها في فزع كبير جاذبا اياها لاحضانه بقوة ثم
كانت الأجواء ساخنة وبشدة وكأن أحدهم أشعل للتو في المنزل وهذا ما حدث بالفعل فكانت منيرة تقف في منتصف المنزل بتحفز شديد أمام نحمده تستعد للانقضاص عليها ولن يمنعها شيء عن ذلك حتى زوجها الذي يتوسط الأريكة بكل أريحية وكأنه تخلص من عبء كبير بزواج ابنته 
تمام يا منيرة بس مترجعيش ټندمي لما الاستاذ اللي جريتي عليه تجوزيه بنتك يرميها بعد ما يعرف اللي هي عملته على الاقل الراجل اللي جابه مرسي عارف اللي فيها وراضي
كانت تلك كلمات نحمده الحاقدة والتي لا تقبل حتى الآن أمر زواج فاطمة من هكذا شاب وابنتها حتى اليوم كل من تقدم لها كان أقل من مستواها 
ابتسمت منيرة بسخرية متسائلة 
وياترى بقى ايه اللي عملته بنتي يا ست نحمده يمنعها تتجوز من واحد كويس ومحترم وتعيش زي بقية خلق الله 
أطلقت نحمده ضحكة عالية ساخرة وهي ترمي بكلمات كالسم على مسامع اخيها وزوجته غير مراعية أن من تتحدث عليها هي في النهاية ابنة اخيها وليست غريبة لكن حقدها قد اعماها عن رؤية الأمر 
متعشيش الدور يا منيرة الله يكرمك لان انا وأنت والعيلة كلها وكل الناس عند بيتكم القديم عارفين كويس اوي إن 
صمتت ثم تحدثت موصبة هدفها لمنتصف قلب منيرة 
بنتك مش بنت بنوت يا عنيا 
حسنا هنا ويكفي ثوان وكان خد نحمده يستقبل كف منيرة في لطمة عڼيفة أودعت بها كل الذل الذي تعرضت له مع ابنتها من أشخاص نزعت الرحمة من قلوبهم لتصرخ بصوت عالي رج جدران المنزل 
اخرسي بنتي اشرف منك ومن اللي خلفوكي 
منيرة 
ألتفتت منيرة لزوجها الذي هرع سريعا ليبعد بينهما تهدر في وجهه پعنف شديد غير عابئة لشيء 
ايه ۏجعتك الكلمة اوي يا مرسي وكلامها على بنتك مش هامك 
رفعت نحمده عينها بشړ لمنيرة وهي تصرخ في وجهها پغضب شديد اعماها 
پت  يني يا ژبالة عشان بقول الحقيقة وياترى لو سكتيني دلوقتي هتسكتي بقيت الناس ازاي 
صړخت منيرة پقهر وحسرة على ابنتها التي ذاقت من الدنيا ما يكفي لينهار جبل 
عنهم ما سكتوا كفاية اني عارفة كويس اوي إن بنتي مغلطتش 
صمتت قليلا لتكمل بدموع ونحيب عالي 
لان زي ما قولتي أنت الكل عارف اللي حصل يا نحمده وعارفين كويس أوي إن بنتي شريفة وأنها مش بنت بنوت فعلا بس مش بمزاجها الكل عارف يا نحمده إن بنتي تم بس الظاهر إنك أنت اللي مصرة على تجاهل الموضوع وماشية تتهمي بنتي أنها لوثت شرف العيلة 
صمتت قليلا تحاول التنفس من بين شهقاتها العالية لتكمل 
عمري في حياتي يا نحمده ما هنسالك كلامك ده وجوز بنتي انا بنفس هقوله 
كاد مرسي يزجرها عن التحدث لتقاطعه منيرة وقد وصلت لأقصى حد من تحملها صاړخة بهم 
مش ده اللي عايزينه هروح اقوله يا مرسي يمكن يكون احن عليها من اللي منها هروح اقوله إن مراته تم وهي لسه بنت ١٧ سنة
شعور أنها مراقبة لا يكاد يتركها كلما خرجت من منزلها وكأن هناك شخص يسير خلفها في كل مكان كظلها 
ابتلعت بثينة ريقها پخوف وهي تسرع من خطوات قدمها تدخل أحد الشوارع وكل ثانية وأخرى تنظر خلفها بړعب شديد وكأن شبحا يلحق بها حسنا لن تكذب وتقول أنها لم تفكر لثوان في هذا الاحتمال أن يكون المراقب لها من الأشباح فهي كلما التفتت فجأة لم تجد أحد خلفها مما عزز تلك الفكرة داخل رأسها 
توقفت فجأة على جانب أحد الأزقة الضيقة تنظر حولها بريبة شديدة وكأنها على وشك السړقة لكن توقف قلبها عن الخفقان وهي تستمع لصوت جوار أذنها يتحدث بهمس 
الجميل ماله خاېف كده 
صړخت بثينة بړعب وهي تلتفت سريعا لذلك الذي يشرف عليها بطوله وجسده الضخم تضع يدها على   ها بفزع شديد تحاول تنظيم تنفسها ثم نظرت حولها پخوف قبل أن تدفعه بعيدا عنها پغضب چحيمي 
انت غبي ! كنت هتوقف قلبي 
 ت قهقهات من ذلك الرجل وهو ينظر لها بنظرات ساخرة محتقرة 
اللي يشوفك وأنت مړعوپة كده ما يشوفكيش وأنت ماشية تخبطي في خلق الله 
قلبت بثينة عينها بغيظ شديد وهي تتحدث بضيق 
قصره طلبت تقابلني ليه مش قولت إن أخري معاك كان إني اجبلك الرقم بتاعها 
التوى    الرجل ببسمة جانبية ساخرة ثم قال وهو يلقي قنبلته 
الاستاذ جوزها بيدور ورايا فقولت اقولك تاخدي بالك من حركاتك الايام الجاية لاحسن تتقفشي و 
أنهى حديثه بغمزة من عينه وهو يضحك للړعب
الذي ملء وجهها وهي تتحدث بتقطع وخوف شديد 
رشدي وهو هو عرف منين 
يمكن عشان ظابط مثلا عموما هو معرفش حاجة عني بس هو بدأ يدور ورا الرقم عشان يعرف أصله فأنا ببلغك تاخدي بالك 
هزت بثينة رأسها وهي تفكر في تلك الورطة التي أوقعت نفسها بها بسبب تسرعها ورغبتها في الاڼتقام من ماسة بعدما عرفت أن ماسة تعرف الكثير عنها مما تخفي عن الجميع 
تمام اسمعني انا معرفكش ولا انت تعرفني انت


 

كنت حابب حد يوصلك ليها وانا بس عطتك رقمها يعني لو وقعت انا مليش فيه إنت فاهم 
هز الرجل رأسه ومازالت تلك البسمة الساخرة والخبيثة في نفس الوقت مرتسمة على فمه لتستدير بثينة سريعا وهي ترحل قبل أن يلمحها أحد رغم حرصها على مقابلته خارج الحارة 
نظر الرجل لاثرها بنظرات مقززة وهو يمرر أنظاره على جسدها من أعلى لاسفل عاضا شفتيه بنبرة شھوانية 
وماله ياقمر بكرة يجي اليوم اللي تعرفيني كويس

كاد لؤي يركض سريعا لغرفة ابنه لسماع صوت صړاخ فاطمة لولا يد وداد التي منعته من ذلك متحدثة بهدوء 
سيبه مع
مراته يا لؤي أيا كان اللي بيحصل هو هيتصرف ولو احتاج مساعدة هتلاقيه بينادي 
توقف لؤي محله قليلا وهو ينظر بتردد للباب وقد هدأت الصرخات فجأة ثم بعدها تحرك بعدم اهتمام مصطنع جهة الأريكة يشغل التلفاز ببرود شديد 
في الداخل 
انتبه زكريا لتلك الحالة التي عادت مجددا لزوجته وحدث مثلما حدث المرة السابقة فقد تيبس جسدها وكأنها شلت وأصبح تنفسها بطئ بشدة وكأنها على وشك لفظ أنفاسها الأخيرة لذا ودون تفكير ثانية كان يركض جهتها جاذبا إياها لاحضانه في عناق كبير ثم أخذ يهدهدها كطفلة صغيرة وهو يقرأ على مسامعها بعض الآيات القرآنية وهي فقط تتنفس پعنف بين أحضانه وهو مازال يتلو الآيات على مسامعها ويشدد على عناقها أكثر واكثر حتى كاد يدخلها لاحضانه متذكرا حديث والدتها له بأنها في تلك الحالة تحتاج فقط للشعور بأن أحد جوارها وأنها ليست وحدها لذا كان يشدد على عناقها وهو مستمر بتلاوة الآيات 
بينما فاطمة بمجرد رؤية رجل ذو جذع عالي حتى عادت لرأسها تلك الذكريات السوداء بعدما أفاقت من أغمائها و وجدت أحد الرجال يخرج من المرحاض وهو يجفف شعره متحدثا بنبرة مقززة مبتسما بخبث 
صباحية مباركة يا قمر 
أغمضت فاطمة عينها بشدة ټشتم رائحة غريبة عليها وصوت حنون اجش يقتحم غيمتها السوداء وهو يقرأ عليها بعض آيات القرآن بلطف وصوت ملائكي لتبدأ بالهدوء شيئا فشيء و بعض الشهقات تخرج من فمها كل فترة 
شعر زكريا بارتخاء جسد فاطمة ليبدأ في التحدث إليها بهمس حنون بشدة وكأنه يتحدث مع ابنته الصغيرة 
اششش انا هنا معاك مټخافيش انا جانبك دايما 
مدت فاطمة يدها دون وعي تحيط بها عنق زكريا بشدة وكأنها تخشى رحيله وعودة تلك الذكريات السوداء إليها مرة أخرى لتخرج همسة صغيرة من بين    ودون شعور بأي شيء سوى ذلك الدفء الغريب عليها والذي لأول مرة تشعر به 
متسبنيش 
ومجددا تلك الكلمة تكررها على مسامعة تستفز بها كل ذرة مسؤلية داخله تجاهها وكأنه لم يتزوج للتو بل حصل على طفلته الأولى التي يشعر جهتها بمسؤولية كبيرة جدا ولا يعلم لماذا هذا الشعور معها هي بالتحديد ربما لأنها زوجته لكنه شعر أيضا بنفس الشعور قبل زواجه منها أو ربما بسبب نظراتها الحزينة التي يراها دائما حسنا لا يهم كل ذلك المهم أنه بالفعل يشعر تجاهها بمسؤولية كبيرة إلى جانب بعض المشاعر الغريبة والتي لا يود حقا تفسيرها 
انتبه زكريا لانتظام انفاس فاطمة بجانب عنقه وقد علم منها بنومها لذا اعتدل قليلا وهو يحاول جعلها تتسطح على فراشه لكن بمجرد أن مد يده ليبعدها عن أحضانه حتى تشبثت به فاطمة أكثر وهي تبكي في نومها متمتمة پخوف 
لا خليك معايا متسبنيش 
ابتلع زكريا ريقه وهو ينظر إليها قليلا قبل أن يعتدل بجسده يستند على ظهر الفراش خلفه جاذبا اياها بين ذراعيه في وضعية افضل ثم نظر لها ببسمة لا يعلم م  ها أو سببها حتى يقترب منها محققا حلمه الذي أراده منذ رؤيته لمنيرة تقبلها ف اقترب مقبلا إياها بحنان شديد من وجنتها وبعدها جذب الغطاء عليهم فأصبح هو يستند بظهره على الفراش خلفه وهي تنام قريرة العين بين أحضانه زوجته الصغيرة والتي كاد يفتن بها لولا طلبه من والدته أن تحفظها هي لكن ها هو القدر يصر على جمعهما معا وتحت مسمى جديد زوجته كرر زكريا الكلمة بتعجب شديد من وقعها عليه فها هو قد تزوج بعدما كان يبعد تلك الفكرة عن رأسه رافضا إياها في ذلك الوقت لكن ها هو يجلس على فراشه يضم بين أحضانه زوجته التي لا تتخطى معرفته بها ايام فقط 
تنهد زكريا وهو يغمض عينه تاركا كل شيء لحتى يستيقظ ناعما بذلك الدفء الجديد على فراشه وتلك الاحضان الغريبة عليه ارتسمت بسمة ساخرة على جانب فمه وهو يتذكر حساسيته الشديدة تجاه جميع النساء ورفضه حتى لمجرد لمسة عابرة ولو بالخطأ ها هو يحتضن امرأة غريبة تقريبا وكأنه عاشق لها وليس شخص عرفها من ايام فقط وقد كانت غريبة عليه و ها قد أضحت تلك الغريبة امرأته
ركض رشدي پجنون في طرقات المشفى يتبعه هادي الذي فزع لحالته حينما أنهى اتصاله مع أخته كان يسير رشدي في ممرات المشفى وهو يبحث بعينه عن رقم الغرفة الذي علمه من أخته 
داخل الغرفة كانت ماسة تضحك بتعب شديد على تذمرات شيماء من هادي 
مش فاهمة هو شايف نفسه ايه قال مفكرني اتصلت عشان سواد عيونه 
صمتت قليلا ثم أخذت تتحدث بنبرة خشنة بعض الشيء مقلدة هادي 
طالما اتصلتي يبقى حاسة بالذنب يلا راضيني بقى 
ازدادت ضحكات ماسة وهي تضع يدها على   ها بۏجع بينما سحر كانت تنظر لهما بيأس ثم قالت وهي تنهض 
هروح اجيب اي حاجة اشربها بدل القعدة اللي كلها تنمر دي 
انهت حديثها تاركة كلا الفتاتين تنظران في اثرها ببسمة حتى تحدثت ماسة بمشاغبة ومازالت نبرتها مجهدة وبشدة  
سيبك من سحر يابت وقلديلي هادي شكلك مسخرة وأنت بتقلديه 
ابتسمت شيماء بغباء وحماس وهي تنهض من الفراش الخاص بماسة التي تحسنت قليلا وأصبحت قادرة على التحدث بعدما كانت تتنفس بصعوبة 
توسطت شيماء الغرفة وهي تنفخ   ها بشدة تقف وهي تفتح قدميها بشكل مثير للضحك ثم تحركت في الغرفة كبطريق متحدثة بصوت رخيم اجش تحاول منه تقليد صوت هادي 
اسمع يا رشدي انا هروح اجيب امي والخلاط وهاجي اتجوز اختك 
عند هذه اللحظة لم تتمكن ماسة من التحمل فصړخت من الضحك تراقب مشية شيماء وهي تفتح قدميها بغباء شديد نافخة   ها حتى كادت تفقد أنفاسها 
استمرت شيماء في تقليد هادي وهي تركض ومازالت تفتح قدمها بغباء تقلد هادي أثناء نداءه لرشدي 
رشدي رشدي ااااا
كانت تتحدث
وهي تمثل وكأنها تركض خلف رشدي بهيئة هادي لكن وأثناء ذلك استدارت فجأة لتجد أن رشدي وهادي يقفان على باب الغرفة والبلاهة هي كل ما يظهر على ملامحهما 
كان هادي يرمش بعدم استيعاب يرى تلك الغبية تقلده بهذا الشكل المضحك بحق الله هو حتى لا يسير بهذا الشكل البشع الذي تقوم به 
رفع رشدي حاجبه وهو يمرر أنظاره على زوجته واخته يا الله ما هذا الغباء الذي يحاط به 
ابتلعت شيماء ريقها پصدمة وهي تعتدل في وقفتها وتجلي حلقها بتوتر مشيرة لماسة التي فور رؤيتها لرشدي حتى ادعت الإغماء وهي تلقي يديها جوارها مخرجة لسانها وكأنها للتو ماټت خنقا 
ماسة هي اللي قالتلي
تمام يا مرسي مش انت عملت اللي انت عايزة 
ممكن بقى تسيبني انا وبنتي في حالنا 
صدم مرسي من حديث زوجته هل تمنعه الآن من ممارسة حقه كأب وزوج ويبدو أن منيرة ادركت فيما يفكر لتتحدث بهدوء وحيادية تحاول أن تتحكم في ڠضبها قليلا فبالنهاية هذا زوجها ويجب
عليها احترامه حتى وإن لم يستحق ذلك 
هتفضل اب لبنتك دايما يامرسي انا مش بقولك اني بمنعك تكون ليها اب بالعكس أنا بتمنى أنك تكون اب ليها ولو ليوم واحد يا مرسي 
صمتت تراقب ملامح الاستنكار التي تعلو وجه زوجها وكأنها رمته للتو بأتهام باطل سخرت في نفسها وهي تسمع صوت نحمده التي اكتفت مما تقوله زوجة اخيها 
قصدك ايه يا منيرة محسساني إنه ماسك الكرباج ونازل جل د في بنته مش كل اللي بيعمله عشان مصلحتها واديكي شايفة اهو جوزها لواحد ماشاء الله 
ياريته كان جل دها ياريته بس هو معملش كده هو دبحها يا نحمده بعدين مين ده اللي جوزها ها 
كانت توجه نظراتها الحادة لوجه نحمده قائلة پغضب مچنون 
جوزها مين معلش ده كان جايب واحد عجوز يجوزها ليه ولا أنت مكنتيش معانا ولو زكريا اتجوزها فده كرم ورجولة منه هو مش فضل من اخوك 
صدمت نحمده من حديث منيرة التي تخطت به كل الخطوط الحمراء وهي التي لم ترفع يوما صوتها على أحد وكانت دائما تختبأ إذا ما سمعت مواء قطة بالقرب ها هي ذا تنتفض أمامهم وكأنها على وشك الھجوم عليهم 
صمتت نحمده ولم تتحدث بكلمة أخرى فهي لا تضمن ردة فعل منيرة قد تطردها وابنتها من المنزل ولا تجد مكان تذهب إليه بينما كان مرسي صامت صمت مريب يستمع لكن ما تقوله زوجته عنه دون حتى كلمة اعتراض من جهته 
نظرت منيرة لهما ببسمة سعيدة بسيطرتها على الأوضاع هنا لتتحدث بعد صمت طويل عن المكان 
من انهاردة محدش فيكم هيتدخل في حياة بنتي ولا حد ليه الحق يتحكم فيها غير جوزها وبس
كانت تغمض عينيها ناعمة بدفء غريب دفء ودت لو تعيشه طوال حياتها ابتسمت أثناء نومها وهي تتشبث أكثر بذلك الشيء الذي يضمها ثم اقتربت اكثر وهي تقبل ذلك الشيء بحب وراحة شديدة 
بينما كان زكريا يكاد ينفجر خجلا مما تفعل فهي تلتصق به بشكل خطېر جدا وهو لم يعتد على أن ېلمس امرأة غير والدته والآن تأتي هذه وتلتصق به بهذه القوة ب 
حاول أن يتنفس ليهدأ نفسه ثم مد يده بتردد وهو يربت على رأسها بحنان هامسا بصوت خاڤت 
فاطمة 
فاطمة اصحي 
فتحت فاطمة عينيها قليلا لا تعي شيء حولها و دون شعور منها أو حتى تعلم سبب فعلتها اقتربت من زكريا وهي مازالت تغلق عينها بعض الشيء ثم كوبت وجهه قليلا واقتربت منه وقبلته في خده وبعدها أحاطت رقبته واكملت نومها وكأنها كانت بحلم أو ما شابه تاركة زكريا يكاد قلبه يتوقف عن الخفقان وانفاسه تتسارع وهو يهمس 
رباه سيتوقف قلبي 
حاول زكريا الابتعاد عنها بعدما فشل في جعلها تستيقظ وللحق هو في هذه


 

اللحظة لا يتمنى ابدا أن تستيقظ وتراه بهذا الشكل 
وبمجرد أن نزع رأسها من على   ها ووضعها على الفراش حتى انتزع جسده من الفراش بسرعة وهو يغادره ببطء حذر يبتعد للخلف بظهره موجها نظره لها يود ارتداء ثيابه قبل أن تستفيق لكن ليست كل الاماني تتحق فبمجرد ابتعاده عنها حتى شعرت فاطمة وكأنها سحبت فجأة من ذلك الدفء والقيت ارضا پعنف لتفتح عينها بانزعاج تنظر حولها لترى الشيخ أمامها ينظر لها بشكل غريب متراجعا للخلف وكأنه لص وكان فقط يرتدي شورت ولا شيء آخر 
توقف زكريا عن التحرك وهو ينظر لها پصدمة وهي تبادله نفس النظرات استمر الوضع لثوان دون أن يقدم أحد على التحرك انشا واحدا وكأنهما تجمدا 
قطعت فاطمة تلك اللحظات من الصمت المريب بصړختها التي صدحت في المنزل كله

ماسة هي اللي قالتلي 
تحدثت شيماء بخجل تكاد تبكي مما وضعت فيه نفسها بسبب الغباء مشيرة لماسة التي تدعي الإغماء بشكل مثير للضحك مخبرة إياهم أن ماسة هي صاحبة الفكرة 
اقترب هادي وهو يلوي شفتيه لأعلى بتشنج ناظرا لشيماء ثم تحدث بسخرية كبيرة 
هو انا بمشي زي ما بتعملي كده 
نظرت له شيماء بخجل شديد لينظر لها هادي بحنق وهو يتحدث بغيظ 
بعدين انا بمشي فاتح رجلي بالمنظر ده ليه عندي تسلخات 
احمر وجه شيماء بشدة من حديثه تنظر له بحنق لكن ليس هادي من يصمت ليكمل حديثه بسخرية لاذعة 
بعدين بتجيبي سيرة الخلاط بتاعنا ليه ده شاهد على خطوبتنا
تأفف رشدي مما يحدث ليتحرك جهة زوجته التي تدعي المۏت تقريبا فهذا ليس مظهر مريضة نائمة ابدا وقف رشدي أمام الفراش وهو يهز ماسة بسخرية 
ماسة يا حبيبتي أنت عندك حمى مش مېتة محروقة 
استمرت ماسة في ادعاء الإغماء ليقترب منها رشدي مبتسما بسخرية وهو ينحني مقتربا منها بشكل كبير مستغلا انشغال شيماء بشجارها مع هادي الحانق 
طب على الاقل دخلي لسانك بدل ما أنت شكلك زي المخڼوقة كدة 
لم تتحرك ماسة سنتي واحد أو ترمش حتى ليبتسم رشدي وهو يقترب مقبلا وجنتها بحنان شديد لعدة ثوان قبل أن ينتبه أحد ليجد ماسة تستدير للجانب الآخر وهي تعطيه خدها الآخر ليقبله 
اطلق رشدي ضحكات عالية وهو ي   جبينها بخفة ثم نظر لهادي وهو يتحدث بضيق 
زفت يا هادي خلاص خلصنا 
رمقه هادي بحنق شديد وهو يهدر معترضا ملوحا بيده 
يا عم اسكت شوية خلينا نشوف حكاية نفخة ال   دي ايه ياختي شايفاني ماشي نافخ   ي ولا فاتح رجلي ولا كأن عندي  
خجلت شيماء بشدة من حديثه ليرمقه رشدي بغيظ شديد صارخا في وجهه أن يكف عن حديثه الوقح 
ثم نظر لماسة التي استفاقت واخيرا وهي تجلس معتدلة على الفراش ليقترب منها بحنان شديد يضع يده على وجهها مربتا عليه بحنان 
حبيبي عامل ايه 
ادعت ماسة الڠضب فهي لا تنسى صراخه
بها ابدا لذا نظرت للجهة الأخرى قائلة بحنق 
مش بكلمك 
ضحك رشدي عليها ثم جذب وجهها مجددا له وهو يقترب منها بشدة هامسا بحب 
واهون عليك
ما انا هونت عليك يا أباظة
اقترب رشدي منها أكثر وأكثر حتى كاد وجهه يلامس وجهها قائلا بحب شديد 
قلب وروح أباظة
كان رشدي ينظر بعشق لماسة وهو يهمس لها بكلماته المعتذرة عما بدر منه أثناء غضبه وما كاد يضيف كلمة حتى وجد هادي يطل عليهم من الاعلى وهو يقول ببسمة غبية 
بمناسبة اللحظات السعيدة دي والمود الرايق ده يا أباظة اروح اجيب امي والخلاط وتجوزني اختك 
رفع كلا من رشدي وماسة وجههما لهادي الذي كان بسمته البلهاء تزين وجهه مضيفا 
متجوزني اختك يا أباظة وخليك جدع 
انتفض رشدي نافضا ذراع هادي عن كتفه وهو يتحدث بحنق شديد 
يا بني ارحم امي يابني 
دخل في ذلك الوقت ابراهيم وهو يحمل بعض الطعام ليفاجئ بحضور الجميع وينتبه لرشدي الذي ركض عليه سريعا وهو يقبل يده متوسلا إياه أن يخلصه من هادي الذي أضحى كالعلقة 
ابوس ايدك ابوس ايدك خلصني منه يا حاج اقولك منك ليه يعني اعتبرني معرفش شيماء دي ولا اقربلها اصلا خلي كلامه كله معاك خليه يعتقني ابوس ايدك
صمت قليلا ثم قال ببسمة مچنونة 
اقولك حاجة احسن خده وخد بنتك واطلع على اي مأذون وجوزهم واديها ليه يروح بيها 
رشدي 
تحدثت شيماء بخجل شديد لحديث أخيها ليتجاهلها رشدي وهو ينظر باستجداء لأبيه الذي نظر له بسخرية ثم تحدث بدرامية كبيرة 
يا اما قولتلك يا بني وحذرتك إياك وصداقة الهبل بس انت عملت ايه روحت وصاحبت اعبط اتنين في الحي كله اشرب بقى 
أنهى ابراهيم حديثه وهو يضع حقائب الطعام ارضا ثم خرج وهو ينظر لابنه بتأثر شديد 
إياك والعبط يا بني إياك والعبط 
نظر رشدي لاباه بغيظ وهو يتبعه صارخا بحنق 
خد يا حاج هنا لسه مخلصناش كلام 
نظر هادي لرحيل رشدي وابراهيم ثم تحرك خلفهم فاتحا قدمه كما كانت تفعل شيماء راكضا بنفس الطريقة التي كانت تركض بها وهو ينادي رشدي بصوت رخيم جدا وبنفس طريقة شيماء 
رشدي رشدي
فزع زكريا من صړاخ فاطمة الذي صم اذان الجميع لينطلق دون شعور منه منقضا عليها يكتم فمها وهو ينظر للباب بړعب 
اششش اسكتي استري عليا ابوس ايدك هيفتكروني بعمل حاجة غلط 
نظرت له فاطمة بړعب وهي تراه الجذع لتدفعه پعنف شديد ثم انتفضت من الفراش وهي تصرخ متجه صوب الباب لكن وقبل أن تفتحه شعرت بزكريا يجذبها من الخلف مانعا إياها من الخروج وهو يتحدث لها 
يرضيك يعني تفضحي جوزك ولؤي يشمت فيا ده لو شافني بالشورت هيصورني ومش بعيد يفرجها للناس بعد صلاة الجمعة ابويا وانا عارفة
توقفت فاطمة عن التحرك وهي تنظر له بتعجب شديد لما يقول متعجبة طريقة حديثه معها فهي اعتادت منه الجمود واللامبالاة هل يحدثها هي الان 
انتبه زكريا لهدوء فاطمة بين ذراعيه لذا ابتعد عنها يتنحنح بخجل شديد من الوضع الذي كان عليه ليحمر وجهه دون شعور وهو يفرك عنقه بخجل 
اسف مكنتش اقصد 
كانت فاطمة تنظر له دون وعي ثم همست وكأنها انتبهت الان 
مراتك 
لم يفهم زكريا قصدها لتعيد هي حديثها بشكل اوضح 
إنت قولت مراتك 
ابتسم لها زكريا وهو يهز رأسه 
اممم مراتي هما خدروك ولا ايه مش فاكرة أننا اتجوزنا
وانت بقى ما صدقت تتجوز عشان تقل ادبك و تقلع قدامي وانا اللي كنت مفكراك محترم طلعت زيك زي كل الرجالة بتحرككم رغباتكم 
تشنج زكريا پصدمة من حديثها ليجدها تفتح الباب وتخرج تاركة إياه في صډمته 
خرج زكريا من صډمته على فتحها للباب وخروجها منه ليهرع سريعا ويرتدي ثيابه ثم خرج خلفها ليجدها تقف مع والدته وهي تخبرها أنها راحلة لذا ركض سريعا ممسكا إياها من ثيابها من الخلف وكأنه امسك بلص صغير يسرق حذائه 
نظرت فاطمة پصدمة لفعلته لتبدأ التحرك بين يديه بغيظ شديد هاتفه من بين أسنانها 
اوعى كده سيبني خليني اطلع 
تطلعي ايه طلعت روحك هتطعلي كده 
نظرت له فاطمة بعدم فهم ليشير هو بعينه جهة شعرها فزعت وهي تتحسس رأسها تهدر به أن يغمض عينه ليسخر بها زكريا وقد اكتشف جانبا به جديد لا يخرج سوى مع تلك الفتاة بين يديه 
ايه يا ختي خاېفة اشوف شعرك وأنت مراتي ما أنت من شوية كنت هتوريه لأمة لا إله إلا الله ولا هو حرام على بلابه الدوح حلال على الطير من كل لون 
فتحت فاطمة فمها ببلاهة لا تفهم ما قال للتو وما كادت تستفسر حتى صړخ بوجهها 
ادخلي يابت غطي شعرك 
فزعت منه فاطمة وهي تركض سريعا لغرفته باحثة عن حاجبها بړعب من صراخه 
انتبه زكريا لنظرات والده و والدته المتعجبة لتصرفاته لكنه تجاهل الأمر الآن يراقب تلك التي خرجت من غرفته ثم تخطته جهة الباب مودعة والدته دون حتى أن توجه كلمة له وماكادت تغلق الباب خلفها حتى تحدثت بحزم 
لو سمحت هما اسبوعين ونطلق 
وليه اسبوعين طب ما انا ممكن البضاعة مثلا تعيش معايا لشهر لازم يعني أبدلها بعد الاسبوعين مينفعش اعمل طلب إمداد وقت 
نظرت له بحنق ثم اردفت بعصبية 
انا مش بهزر على فكرة بعد اسبوعين هتطلقني 
دفع زكريا رأسها بعيدا عن الباب وهو يتحدث بغيظ شديد منها 
اسرحي يا عسل يلا عند بيتك
ثم اغلق الباب في وجهها بحنق شديد واستدار ليجد نظرات والديه ازدادت تعجبا من تصرفاته ليتحدث وكأنه لم يفعل شيء 
فيه ايه بتبصوا كده ليه 
استيقظ زكريا في الصباح على صوت والدته وهي تنكزه في كتفه لينهض فتح زكريا عينه بانزعاج شديد لاستيقاظه مبكرا فاليوم هو الجمعة وليس أي جمعة بل الجمعة الأخيرة من الإجازة ثم سيعود للتدريس مجددا 
نعم يا وداد ابوس ايدك سيبيني انام شوية قبل ما 
لؤي يفتكرني ويقولي انزل المحل 
لم تجبه والدته بل استمرت في نكز كتفه بغيظ شديد ليفتح عينه بانزعاج شديد وهو يزفر بضيق 
نعم يا وداد اؤمري فيه ايه !
لم تجبه دلال بل أشارت على ثيابه أن ينهض ويعطيها لها ضيق زكريا عينيه بتفكير ثم همس بينه وبين نفسه 
هدوم وصمت البداية دي انا عارفها كويس اتخانقتي مع لؤي 
أدارت وداد وجهها للجهة الأخرى معبرة عن حقيقة ما قال لطم زكريا بحنق شديد 
يا مرارك يا زكريا يا مرارك يعني انتم مش بيحلى ليكم تتخانقوا غير الجمعة مش فاهم عشان يعني البركة تحل في الخناقة ولا ايه 
أشارت له وداد بحزم أن ينهض ويعطيها ثيابه ليتحدث بحنق شديد 
فالحين بس تتخانقوا وكله يجي على دماغي انا 
ولا يا وداد مش هديك حاجة عشان اكيد اخدتي دولابي كله 
صمت وهو ينهض من فراشه بضيق شديد متجها صوب الحمام متمتما بضيق شديد 
والله بعد كده لاخبي هدومي عند الواد هادي 
نظرت وداد الحمام بحنق وهي تفتح عينها پصدمة
من فعلة ابنها ليصلها صوته وهو يقول بغيظ شديد 
مش هتستريحوا انتم غير لما انزل الشارع ببوكسر والناس تعايركم إن ابنكم كان ماشي ببوكسر وهو طول الباب 
كان لؤي يجلس في الخارج يبتسم بسخرية وهو يرى وداد تتحرك من أمامه ونظراتها تكاد تحرقه 
خرج زكريا من غرفته بضيق وهو يتمتم مغتاظا من ذاك الزوج 
افضلوا أنتم خلفوا عيال وبهدلوهم معاكم بخناقكم مش فاهم انا الخناقة الصامتة دي يعني الواحد يعرف الخناقة اللي تقفل بطلاق أو قلمين إنما انتم لا ازاى لازم لما تتخانقوا تنكدوا على
الدنيا معاكم


 



كاد هادي يخرج من المنزل سريعا ليلحق برفيقيه في محل لؤي فاليوم هو موعد تجمعهم في المحل سويا لكن بمجرد أن فتح الباب حتى تفاجئ بوجود بثينة في وجهه وهي تبتسم له بسمة غريبة عليه 
تراجع هادي سريعا مفسحا لها طريق الدخول 
اتفضلي امي جوا 
أنهى حديثه وكاد يخرج سريعا لولا أنها أوقفته وهي تقول بحزن شديد لجفاءه معها 
برضو لسه متضايق يا هادي ما انا اعتذرت ليك كتير 
توقف هادي بتعجب وهو يعود للباب ناظرا لها بعدم فهم هل تظن أن ما فعلته كان سهلا يبدو أنها جنت اكيد 
هو ايه اللي اعتذرتي عنه انك روحتي تشوهي صورتي قدام شيماء ولا انك افتريتي عليا زور 
كادت بثينة تفتح فمها لكن اقتراب هادي بسرعة منها جعلها تشهق بقوة وړعب 
احمدي ربك إن اخرك معايا كان إني امنع الكلام لان صدقيني لو سبت الموضوع لشياطيني هيكون ليا كلام تاني معاك 
أنهى حديثه ثم رحل بسرعة قبل أن يعود ويصفعها مؤدبا إياها 
بينما هي نظرت له بغيظ شديد ثم اخرجت هاتفها متحدثه بهدوء شديد 
الو يا شوشو أنت في البيت طب تمام انا جيالكم ومتخليش فاطمة تمشي لما نشوف حوارها هي كمان 
انهت حديثها وهي تنظر بغيظ حولها ثم خرجت من المنزل بحنق فهي من الأساس جائت لأجل أن ترى هادي و ها هو يرحل تاركا إياها دون حتى أن يسامحها والان لترى أمر السيدة فاطمة والتي علمت بزواجها صدفة من خلال حديث شيماء معها بالأمس والذي اخبرها رشدي بكل ما حدث 
همست بثينة بغيظ شديد وهي تغلق الباب خلفها پعنف 
والله شكل الهبل بس هما اللي بينفعوا مع صنف الرجالة شيماء و كمان فاطمة وانا قاعدة أزمر
يابني ركز الله يكرمك هما شعرتين بس هتشيلهم في أيدك
زفر هادي بحنق وهو ينظر في المرآة لوجه فرج بغيظ شديد 
بقولك ايه يا فرج انا لو عليا هشيل راسك نفسها فاهدى كده لاني على اخري منك 
صمت فرج بړعب وهو يناظر عيون هادي التي تقدح شرار 
همس زكريا وهو يضع الطعام على الطاولة يجهز الفطور للجميع 
قوم يا رشدي إنت شوف فرج لاحسن مش بيسلك مع هادي 
هز رشدي كتفيه بعاد شديد وكأنه طفل صغير 
مليش فيه ده دوره هو انا لسه حالق لواحد 
أ   زكريا صوتا ساخرا من حنجرته على طفولة رفيقيه ليستفيق على صوت هادي الذي غمزه في المرآة بخبث 
ها بقى يا كازانوفا احكيلنا ايه اللي وصلك للجواز بالشكل ده 
يابني انت لو مركزتش هتوصلني للرفيق الأعلى ابوس ايدك انا لسه حتى ممسكتش ايد ام اشرف 
ضحك هادي بصخب وهو ينحني قليلا لفرج هامسا 
مش عيب لما تبقى خلبوص كبير كده ولسه ممسكتش ايد ام اشرف يا جدع ده انا قولت انك وصلت لمرحلة البوس بس شكلك زي حالاتي لسه مستني الڤرج 
هز فرج رأسه وهو يتنهد بتعب وملل موافقا حديث هادي 
ابتسم زكريا وقد استمع لحديثه هادي فهو الاقرب له من رشدي 
تحدث رشدي وهو ينظر لزكريا بتعجب يتناول بعض الطعام سريعا حتى ينتهي هادي 
مقولتليش يا زكريا هتعمل فرحك امتى 
انتبه هادي والجميع لحديث رشدي ليبتلع زكريا ريقه بتوتر فهو حتى لا يعلم مصير علاقته بفاطمة 
ربنا ييسر لسه معرفش 
تحدث هادي بغيظ شديد 
لا يا خويا اعرف بسرعة لاني ناوي والنية لله نتجوز سوا في نفس اليوم واياك اسمع كلمة اعتراض 
ضحك رشدي بصخب وهو ينهض يضم هادي من الخلف متحدثا بمشاكسة 
أنت صغنونة هتتجوزي 
شعر هادي بيد رشدي تبدأ في زغزغته ليبدأ الضحك دون التحكم في نفسه 
رشدي لا بس بواخة بقولك بس
ضحك رشدي بشدة على ضحكات هادي التي ملئت المكان ليبتسم لهم زكريا بحب شديد شاكرا الله في نفسه على هؤلاء الأصدقاء الذين يعشقهم 
انتبه رشدي وهادي لنظرات زكريا ليتغامزا ثم وفي ثوان كان الاثنان يهجمان على زكريا الذي صړخ بفزع قبل أن تصدح ضحكاته مختلطة بضحكاتهم في منظر مبهج للقلب 
هتف هادي بفرحة شديد 
ايه رأيكم نعمل التلات افراح مع بعض هيكون حلو اوي 
سمع الجميع فجأة صوت يقتحم المحل متحدثا بثقة كبيرة 
فعلا حلو والأحلى بقى لو كانوا اربع افراح وجوزتني بثينة بنت عمك
نظر هادي لرفيقيه قبل أن يعيد نظره لذلك الذي يقف أمامهم ببسمة مشرقة لطيفة وثياب مهندمة لا تتناسب ابدا مع الحارة واجوائها 
ابتسم ذلك الشاب وهو يراقب الصدمة على وجوه الجميع ليتحرك صوبهم متحدثا ببسمة بسيطة 
ها اجيب خالو واجي امتى 
نظر رشدي للشاب وهو يهمس لهادي بصوت منخفض مازح 
الحق ياض يا هادي بنت عمك هتتجوز واحد بريحة وطعم الكرواسون 
لم يتمكن هادي من كبت ضحكاته على حديث رشدي ليسقط ارضا ضاحكا وهو يتخيل ابنة عمه بحديثها وتصرفاتها تلك زوجة لذلك الشاب برائحة الكرواسون كما يقول رشدي 
اقترب الشاب بحنق شديد وهو يساعد هادي لينهض 
ايه يا هادي مطولش ولا ايه 
نظر هادي لوجه وهو يود أن يخبره أن يهرب لكنه ابتلع حديثه فتلك بالنهاية ابنة عمه وعرضه لذا تنحنح وهو يرسم الجدية على وجهه 
لا ابدا يا فرانسو يا حبيبي متطولش ايه بس يابني ده انت بقيت من العيلة من يوم ما كلت سندوتش من ايد رشدي يا جدع
رفع رشدي يده ملوحا بها في الهواء يؤكد على حديث هادي ليبتسم لهم فرانسو بفرحة ثم يقول بحماس شديد 
طب اجيب خالو امتى طيب 
تحدث زكريا بتعجب من لهجة فرانسو 
سيبنا من خالو دي وقولي ما شاء الله بقيت لبلب في اللهجة المصرية ازاي 
ما هو انا اشتغلت على نفسي عشان اللحظة دي بعدين اساسا انا كنت بتكلم مصري كويس بسبب والدتي هو بس بعض الالفاظ اللي كانت محتاجة تتظبط إنما الفصحى هي اللي فيها مشاكل 
نظر له هادي بتحذير وهو يقول 
اسمعك تنطق كلمة فصحى قدام زكريا هعلقك احنا مش ناقصين ما صدقنا بقاله يومين بيتكلم معانا عادي 
خرج صوت مستنكر من حنجرة زكريا وهو يتحدث معترضا على حديث هادي 
بتكلم عادي على أساس إن الفصحى مش عادي انا حقيقي مش فاهم اعتراضكم ايه هنا المفروض اساسا كلنا نتكلم فصحى
تحدث رشدي وهو ينهض من مقعده متجها صوب فرانسو 
وانت عرفت بثينة منين 
ابتسم فرانسو بحرج شديد ثم قال بخفوت 
لما جينا معاكم
الاول ودخلت المحل هنا عشان نكلم عمو لؤي وهي دخلت ورا البنت اللي كانت بتجري ورا الكلب شوفتها 
همس هادي لزكريا وهو يكبت ضحكته 
لؤي لو سمع كلمة عمو لؤي دي مش بعيد يولع المحل بينا 
رمقه زكريا بغيظ شديد و لم يكد يتحدث حتى وقعت عينه
على شيء في الخارج جعله يترك الجميع ويخرج سريعا
معرفش والله يا شيماء الموضوع تم من غير حتى ما اخد بالي فجأة لقتني مراته وعلى سريره و 
صمتت فاطمة وقد أدركت للتو فقط ما قالته لتبتسم ماسة بخبث وهي تقترب منها بشدة تغمز لها بوقاحة 
ايوة ايوة كملي ايه اللي حصل بعد السرير كملي اصلي بحب قلة الأدب 
اخرجت شيماء صوتا ساخرا من حلقها وهي تهمس لنفسها بسخرية 
قال يعني البت محرومة ده هي ورشدي ما شاء الله ٢٤ ساعة قلة ادب قدامنا 
ابتسمت ماسة وهي تستمع لحديث شيماء ثم مالت عليها وهي تهمس 
بكرة تبقي أنت وهادي قلالات الادب كده يا شوشو و 
قاطعتها شيماء وهي تصرخ بخجل شديد مبعدة ماسة عنها هي تعلم جيدا وقاحة ماسة لذا اوقفتها عن الحديث وفي تلك اللحظة فتح باب غرفة شيماء پعنف لتدخل منه بثينة كما لو كانت في هجوم على أحد أوكار الإرهاب 
صړخت ماسة بفزع مصطنع وهي تبعد طرف البلوزة الخاصة بها عنها تنفخ فيها پخوف 
تف تف تف يا ستير يارب يا قاعدين يكفيكم شړ الجايين 
انهت حديثها وهي تضع يدها على قلبها تمثل الفزع بينما بثينة تجاهلتها كليا وهي تتجه صوبهم تجلس على الفراش جوار شيماء لتنهض ماسة وهي تقول بضيق شديد 
هروح اشوف الشاي زمان ماما خلصته تطفحي حاجة يا بثينة 
كادت بثينة تجيبها بحديث لاذع لكن ماسة لم تمنحها الفرصة فقد خرجت سريعا وهي تقول 
طب يا جماعة عن اذنكم بقى اشوف الشاي لأن زي ما انتم عارفين إذا حضرت الشياطين بقى 
انهت حديثها وهي تغلق باب الغرفة خلفها پعنف تاركة فاطمة خلفها ترمقها بعدم فهم لما فعلته لكنها أفاقت على حديث بثينة الھجومي المستنكر 
بجد اللي سمعته يا فاطمة أنت اتجوزتي الشيخ 
خرج زكريا بسرعة من المحل للشارع وهو يلمح بعينه ما جعل عروقه تنفر في جسده حيث كان هناك أحد الشباب يمسك فرج من ثيابه بعدما خرج من المحل بطريقة مهينة يهزه پغضب شديد صارخا في وجهه 
انتبه كلا من رشدي وهادي للامر ليركض الاثنان سريعا جهة الشجار الذي يدور بين رفيقهم وذلك الشاب والذي كان الابن الأوسط لفرج من بين أبناءه الأربعة ففرج يملك اربع أبناء ثلاث رجال وفتاة وجميعهم متزوجون ويعيشون في منازل مستقلة بعيدا عنه عدا ابنه الأكبر الذي يعيش معه في نفس المنزل هو وزوجته وأولاده 
كان زكريا يمسك تلابيب ثياب ذلك الشاب پغضب چحيمي نادر الظهور على وجهه ېصرخ وقد بدأت عروقه تنفر 
بتمد ايدك على ابوك يا ندل 
كان فرج يبكي كطفل صغير وهو ينظر پصدمة لابنه الذي جاء ناويا   ه فجأة شعر فرج بأحد يسحبه لاحضانه والذي لم يكن سوى هادي الذي ضمھ بحنان شديد مربتا عليه وقد شعر بقلبه ېحترق جراء تلك الدموع وهو الذي لم يرى يوما وجه فرج حزين منذ ولادته كان دائما يمزح ويضحك حتى أضحى كرفيق له وليس رجل كبير في السن وكان هادي يعامله على هذا الأساس أن فرج صديقه ورفيقه الذي يمازحه ويضحك معه والان يبكي في أحضانه كطفل صغير 
وانت مال امك انت بتتدخل بيني وبين ابويا ليه !
هكذا صاح الشاب وهو يدفع زكريا في   ه بغيظ شديد محاولا الوصول لوالده فهو جاء اليوم لأجل شيء ولن يذهب دونه اغتاظ زكريا من حديث الشاب وتبجحه فيه ليهبط بلكمة قوية عاد الشاب على إثرها لخلف پعنف يصيح في فرج الذي يختبئ في أحضانه هادي پخوف وقلة حيلة 
بتتحامى فيهم مفكر هسيبك في حالك يعني ياراجل اعمل حاجة في دنيتك بدل التفاهة والعيشة المقرفة بتاعتك دي ده إنت عايش ولا الاهبل 
وعند تلك


 

الجملة كان هادي يبعد فرج عن أحضانه منطلقا صوب الشاب پغضب شديد ممسكا إياه كما لو أنه يحضر لنهايته

لم تفهم فاطمة شيء من حديث بثينة وسبب كرهها الواضح لزكريا لتبادر بالسؤال 
مش فاهمة ماله الشيخ 
زفرت شيماء بحنق شديد وهي تعلم أن رفيقتها ستبدأ في بث كرهها لزكريا وقد تتسبب في جعل فاطمة ټندم 
مفيش يا فاطمة هي بثينة اساسا كان فيه زمان مشكلة بينها وبين زكريا ومن وقتها وهي 
قاطعتها بثينة پحقد وڠضب شديد 
لا فيه يا شيماء فيه أنها هبلة ومتخلفة عشان من بين كل رجالة الحارة تتجوز الشيخ زكريا ده متخلف ومتحكم في كل اللي حواليه مش بعيد ېخنقها في عيشتها وبعدين نسيتي اللي سلامة عمله قبل كده 
سلامة مين 
تسائلت فاطمة بعدم فهم وهي تنتظر إجابة بثينة التي سارعت القول وهي تقص عليها 
سلامة ده كان صاحب زكريا ورشدي وهادي زمان وكان من صنف الشيخ كده حرام ومش حرام ومرة مسك أخته   ها وعدمها العافية وكان ھي  ها عشان شعرها بان من الحجاب في الشارع وبعدين اتجوز بنت عمه وخنقها في عيشتها وكان كل يوم يصبحها بعلقة ويمسيها بعلقة لدرجة البنت اڼتحرت في الاخر 
شهقت فاطمة بفزع شديد تتخيل نهاية تلك الفتاة المأساوية لتسمع صوت شيماء التي هدرت پغضب شديد في بثينة بسبب حديثها السام ذلك 
بثينة بطلي بقى هتخوفي البنت بعدين أنت عارفة كويس اوي إن زكريا مش زي سلامة ابدا بالعكس ده هو اللي كان دايما يحوش عنه أهل بيته لما الجنون يمسكه وكان دايما يخانقه وكمان هو قاطع سلامة لما شاف اللي كان بيعمله 
ثم نظرت لفاطمة وهي تربت عليها محاولة مسح كل ما سمعته منذ قليل 
ما تاخديش على كلامها يافاطمة هي بثينة كده زي القطر مش بتعرف تفرمل في كلامها والله رشدي دائما يقولي مفيش احن من زكريا فيهم كلهم واطيب واحد واكيد أنت شوفتي ده بعينك 
قاطع كل ذلك ماسة وهي تدخل للغرفة سريعا راكضة جهة شرفة شيماء صاړخة 
الشباب بيتخانقوا تحت والموضوع شكله كبير اوي 
ركضت جميع الفتيات للنافذة وخلفهم فاطمة التي كانت كلمات بثينة تدور في علقھا كالطاحونة غير رفيقه وشهقاته بين أحضانه حتى كاد يزهق روح الشاب بين يديه لولا زكريا الذي جذبه پعنف شديد بمساعدة فرانسو ورشدي الذي انطلق للشاب وجعله ينهض پغضب شديد وهو ېصرخ في وجهه 
اسمع ياض اقسم باللي خلقني وخلقك رجلك تدب ام الحارة دي مرة تانية انا هسيبك ليه وبعدها هتشرفني في الحجز سامع 
لم يجيبه الشاب حيث كانت نظراته توجه
لهادي وهو يبصق الډماء من فمه ببسمة مخيفة متحدثا بصوت خاڤت 
لا راجل يالا بس هنشوف هتفضل كده لامتى
تحرك هادي پعنف
بين يدي زكريا وفرانسو وهو ېصرخ به 
تحب اوريك يا روح امك 
ضحك الشاب بسخرية وهو يتجاهل صياح هادي ثم نظر لفرج الذي ينظر له بقلب مكلوم وموجوع عليه رغم كل ما فعله 
مبسوط سيبت شوية كلاب عشان ي  وا ابنك ده انت راجل ابن 
ترك زكريا هادي فجأة وهو يندفع للشاب ضاربا اياه في وجهه صارخا فيه پغضب شديد 
اقسم بالله ما فيه كلب غيرك يا حيوان يا عاق 
ابعد رشدي زكريا عن الشاب بصعوبة لا يود أن يتطور الأمر لأكثر من ذلك حتى لا يورط أصدقاءه في قضية أو ماشابه ليوجه حديثه للشاب پغضب شديد 
اتفضل امشي من هنا لاحسن انا ماسكهم عنك بالعافية واياك تعتب الحارة تاني امشي
تحرك الشاب ببطء بسبب چروحه متوعدا للجميع برد الصاع صاعين تاركا خلفه فرج يبكي بحزن 
ثم انحنى قليلا هامسا في أذنه 
اللي هما العرسان اللي كانوا بيجوا لشيماء 
ضحك فرج من بين دموعه ليبتسم هادي وهو يشاكسه حتى يخرجه من حالته تلك 
خلاص بقى امسح دموعك دي لتعدي ام اشرف وهي رايحة السوق وتشوفك كده فتصرف نظر عنك 
تقدم زكريا لفرج وهو يمسح دموعه ثم سحبه من أحضان هادي جهة المحل 
عشان قولتلك يا فرج اقعد افطر معانا مش لو كنت قعدت كان زمانا متعبناش هادي كده 
ضحك فرج وهو يسير مع الشباب صوب المحل يتحسر في قلبه على ابنه الذي كاد ې  ه فقط لأجل بعض الأموال
دخلت فاطمة للمنزل بعدما تعللت بتعبها الشديد لتنفرد بنفسها تفكر جيدا في طريقة لتنجي نفسها من هذا الرباط الذي قيدها البارحة هي بالاصل كانت تود أن تنتهي منه في اسرع وقت وبعدما سمعت حديث بثينة أصبحت أكثر إصرارا على الأمر 
خرجت فاطمة من شرودها على صوت عمتها الكريه جانبها وهي تناديها 
ايه مش سامعة بقالي ساعة بنادي 
نظرت فاطمة لعمتها بلا أي ملامح تدل على اهتمامها 
لتتحرك عمتها جهتها وهي تمد يدها ببعض الأموال متحدثة بنبرة حانقة متأففة كعادتها 
بقولك خدي روحي هاتي اااا 
توقفت نحمده عن الحديث پصدمة وهي ترى ردة فعل فاطمة الجديدة عليها كليا حيث قلبت فاطمة عينها بملل شديد متجها صوب غرفتها بعدم اهتمام 
معلش يا عمتي انا تعبانة نزلي منار واهو على الأقل تخرج من الأوضاع بدل ما هي ٢٤ ساعة قدام تليفونها 
اغتاظت نحمده كثيرا من حديث فاطمة لتركض جهتها ممسكة يدها تجبرها على النظر في وجهها وهي تصيح بغيظ شديد 
بصيلي كده وأنت بتتكلمي يا ختي ايه هو اللي مش هتنزلي ده هو أنت يابت عشان لقيتي واحد يعبرك هتشوفي نفسك ولا ايه 
صمتت تنظر لفاطمة من أعلى لاسفل باحتقار 
بعدين بنتي مين دي اللي انزلها أنت نسيتي إن بنتي بتتعلم وبتذاكر مش زيك آخرك ثانوية عامة و 
توقفت نحمده عن الحديث بسبب انتفاض فاطمة وهي تدفعها للخلف صاړخة بغيظ شديد 
وهو ده بمزاجك قوليلي ده بمزاجي يعني بعدين بنتك مين دي اللي بتذاكر ما بلاش نضحك على بعض يا عمتي لاني عارفة كويس اوي بنتك بتعمل ايه وأنها بتكلم ش 
توقفت عن الحديث بسبب صڤعة عمتها التي هوت على خدها پعنف شديد جاعلة من دموعها تهبط بكت فاطمة پعنف شديد تتمنى لو ټ  ها عمتها الآن حتى تتخلص من كل هذا العڈاب الذي ملته هل يمكن أن يصل ۏجع الإنسان وعڈابه لدرجة الملل ملت هذا العڈاب وهذه الحياة والغريب انها بدأت تدخل في حالة تبلد 
أفاقت فاطمة من شرودها ولم تعي بذلك الذي كان يضمها منذ دقائق قليلة صارخا پغضب شديد كاد يصيبها بالصمم في وجه عمتها 
كان زكريا يصعد الدرج الخاص بمنزل هادي بعدما جاء معه حتى يتجهز لصلاة الظهر وقد قرر عدم العودة للمنزل بسبب إضراب والديه ليمر من أمام منزل زوجته والذي كان بابه مفتوح لكنه كعادته وضع وجهه ارضا وهو يتجه صوب منزل هادي متجاهلا الأمر ناويا أن يمر عليها بعدما ينتهي مما جاء لأجله لكنه توقف فجأة حينما سمع صړاخ يأتي من داخل المنزل والذي كان واضحا جدا أن المعني بالأمر هي زوجته استمع لصړاخ عمتها المتسلطة حاول تمالك نفسه مذكرا إياها أنها عمتها في نهاية الأمر و 
توقف عن ذلك التفكير وهو يستمع لصوت صڤعة عڼيفة يتبعها شهقات عڼيفة جعلته يتخلى عن كل هدوءه وصبره ويقتحم المنزل على غير عادته وهو ينطلق سريعا لزوجته ساحبا إياها لاحضانه بحنان شديد موجها نظراته المشټعلة لعمتها صارخا في وجهها وقد هاله أن يرى اثر الصڤعة على وجنتها 
حضرتك بأي حق تمدي ايدك عليها 
صدمت نحمده من وجوده لكنها حاولت أن تتماسك أمامه وهي تصرخ في وجهه بالمقابل 
وانت مالك انت بنت اخويا وبربيها
وتبقى مراتي برضو اللي حضرتك   تيها تبقي مراتي
كان زكريا ېصرخ بشكل مرعب يحاول أن يحتفظ بجزء من هدوءه فمن أمامه سيدة كبيرة في النهاية 
تشنجت نحمده وما كادت تجيب حتى قاطعها زكريا وهو يشدد من ضمھ لفاطمة بينما يده تتحرك بحنان على رأسها دون شعور منه 
قسما بربي اللي مش بحلف بيه كڈب إن حد هوب ناحيتها تاني ما هيلاقي مني اي احترام وهخليه يندم 
نظرت له السيدة بنظرات متحدية وكأنها تخبره ارني ما لديك 
ابتسم زكريا بشكل مخيف وهو ينادي 
هادي
اجابه هادي الذي يقف على الباب من الخارج 
نعم يا زكريا
تحدث زكريا وعينه ما تزال موجهه لنحمده 
الشقة دي الست ام فاطمة مأجراها ولا اشترتها منك 
مأجراها بس ليه 
ابتسم زكريا بسمة جانبية وهو يجيبه و يبدو أن رسالته وصلت لنجمده التي تراجعت في نظراتها 
مفيش اصل كنت بفكر اشتريها منك وتكون مهر فاطمة 
بالطبع لم يكن هذا قصده بل كان يود أن يوصل لنحمده أنه قادر وبسهولة على الزج بها هي وابنتها في الشارع ولتذهب وتبحث عن سكن آخر 
ربت زكريا بحنان أكثر على ظهره فاطمة وهو يتحدث بهدوءه وقد عاد إليه أخيرا 
ده اقل حاجة أقدمها لفاطمة ولا ايه رأيك يا عمتي 
ابتلعت نحمده ريقها ولم تجيبه 
كانت فاطمة في عالم آخر وهي تشهد ما يحدث وكأنها تشاهد مشهدا سينمائيا ما لا تفهم شيء هل حقا دافع عنها للتو وما هذا الشعور الغريب الذي شعرت به هل يعقل أن يكون الشعور المسمى بالأمان حقا لا تعلم فهي لم تجربه يوما 
ابتسم زكريا وهو يستمع لصوت منيرة التي جائت للتو من الخارج وهي تمسح قطرات العرق التي تزين جبينها حاملة حقيبة كبيرة مليئة بالمشتريات حملها هادي سريعا عنها وهو يدخل للمنزل لتبتسم
له منيرة بامتنان ثم تفاجئت بوجود زكريا الذي يعانق ابنتها بشكل
غريب 
زكريا انت هنا من امتى يابني 
ابتسم زكريا وهو يبعد فاطمة عنه بهدوء ثم نظر لمنيرة واتجه لها مقبلا يدها باحترام لتبتسم منيرة بسعادة كبيرة وقد شعرت للتو أنها كسبت ابن وسند لها وصل صوت زكريا لها وهو يجيبها سريعا 
مفيش يا امي انا بس كنت جاي ابلغ فاطمة اني بليل هاجي أخدها ونروح عند بثينة لان فيه عريس جاي ليها انهاردة 
صدمت فاطمة من حديثه اي عريس هذا فهي للتو كانت مع بثينة ولم تخبرها شيء 
ابتسمت منيرة وهي تجيبه بسعادة 
اكيد يابني دي مراتك دلوقتي 
ابتسم لها زكريا


 

ثم استدار لفاطمة وتحدث بشيء سريع خطړ على باله 
وكمان بعد اذنك لو تسمحيلي بعدها اخدها ونروح اي كافيه و 
ترك زكريا كلماته معلقة وهو يفرك رقبته بإحراج ثم سارع بالتحدث 
شوية كده والجمعة هتأذن وبعد صلاة الجمعة انا هشهر جوازنا عشان الكل في الحارة يعرف 
ابتسمت له منيرة وهي تربت على يده بحنان 
ربنا يباركلك يا حبيبي مفيش مشكلة يبقى خدها وأخرجوا شوية 
ابتسم لها زكريا ثم استأذن وخرج سريعا لهادي متجها مع للشقة الخاصة به تاركا فاطمة تنظر بحنق لوالدتها بسبب موافقتها على ذلك الأمر وهي اخذت تشير لها بالرفض

عريس عريس مين ده إن شاء الله 
صاحت بثينة پغضب شديد في وجه والدتها التي حدثها هادي منذ قليل قبل ذهابه للصلاة عن أمر العريس الذي تقدم لها ويود الحضور اليوم لأجل خطبتها 
معرفش مين هو هادي اللي قالي أنه جاي انهاردة و هنشوفه بس هو صاحبه يعني وبيقول إنه عارفة وإنه كويس وابن حلال 
انكمشت ملامح بثينة پغضب چحيمي وهي تهدر 
نعم ! جاي انهاردة من غير ما تاخدوا اذني هو ايه أصله ده
زفرت والدتها بحنق شديد وهي تنهض تاركة إياه متجهة صوب المطبخ تعد لسهرة اليوم 
والله انا معرفش لما يجي يبقى نشوف واللي فيه الخير يقدمه ربنا 
انهت حديثها تاركة بثينة تكاد تحترق حية في الخارج متعودة لذلك القادم اليوم بالويل
أنهى الامام صلاة الجمعة ثم أخبر الجميع بالانتظار وبعدها بدأ في اشهار زواج زكريا على فاطمة لتنهال المباركات من جميع المصلين على زكريا بينما كان هادي يستند بظهره على أحد الأعمدة بحنق شديد يلعن ذلك الفرانسو الغبي فهو كان من المفترض أن يذهب لخطبة شيماء اليوم بشكل رسمي ويحدد موعد عقد القرآن لكن مجئ ذلك الغبي حال دون ذلك 
كان رشدي يكتم ضحكته على ملامح هادي بصعوبة شديد وهو يربت على كتفه مواسيا 
معلش يا هادي يا حبيبي اصبر يا غالي يبقى نعملك خطوبتك مع بثينة ايه رأيك 
ابعد هادي يد رشدي عنه بغيظ شديد ثم تركه واتجه صوب زكريا يبارك له وتبعه رشدي الذي ضم زكريا بحب شديد و ايضا لؤي الذي كان يستقبل المباركة من جميع رجال الحارة 
بينما عند النساء كانت فاطمة تجلس في غرفتها وقلبها يخفق پعنف لسماعها اسمها وقد اقترن بزكريا لتغمض عينها بتعب لا تعلم نهاية ماتعيشه متجاهلة ذلك الشعور الذي خلفه عناق زكريا اليوم
في المساء 
كانت بثينة تقف أمام المرآة وهي تنظر لنفسها بغيظ شديد تكاد تحترق لا تصدق حقا ما آل إليه حالها هل ستتزوج من رجل آخر غير هادي حسنا هذا سيحدث فقط في حالتين اما على جثتها أو چثة ذلك العريس المزعوم القادم والمتوقع أن تكون جثته هو 
خرجت من شرودها على صوت شيماء وهي تقول ببسمة واسعة 
حبيبة قلبي قمر ماشاء الله ده العريس عقله هيطير 
هو صحيح اسمه ايه يا بوسي 
هكذا تسائلت فاطمة بتعجب شديد لتبتسم بثينة بسخرية كبيرة 
لسه متشرفناش بيه بس قريب ه 
توقفت بثينة عن الحديث بسبب صوت الزغاريد الذي ملء الغرفة وصوت ماسة يصدح في المكان مهلل بصخب 
يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك بوسي هتتجوز دي القيامة هتقوم يا جدعان 
انهت حديثها وهي تجذب بثينة لاحضانها پعنف تقبلها بشدة على كلا الجانبين أكثر من مرة كالنساء الكبيرات في السن لتتغضن ملامح بثينة پغضب شديد تشعر بسخرية ماسة منها 
ابتعدت ماسة وهي تقول ببسمة واسعة 
طب والله يا بوسي وماليك عليا حلفان فرحتي فيك كبيرة اوي ياقلبي ربنا يعمر بيته يارب اللي فكر يخلصنا منك ربنا يوفقه يارب ويكفيه شرك 
احمر وجه بثينة پغضب شديد وكادت تتحدث لولا شيماء التي جذبت ماسة بعيدا عن وجه بثينة قبل أن ټنفجر
كان هادي يجلس وهو ېحترق بشدة فمن المفترض أن يكون هذا يومه هو ليطلب يد شيماء لكن لا كيف ينتظر الاستاذ فرانسو فلېحترق هو لا بأس لكن فرانسو ابدا لن ينتظر ثانية فمن الممكن أن تترك بثينة عشها وتطير بعيدا 
نكز رشدي هادي في   ه بغيظ شديد ليتحدث 
خلاص يا هادي خلاص يا حبيبي الواد يا عيني تقريبا فكر أنه قټلك قتيل من بصاتك خف شوية 
التوى    هادي بحنق شديد وهو ينظر لفرانسو من أعلى لاسفل بغيظ شديد لينتبه له فرانسو 
فيه حاجة يا هادي يا حبيبي معجب ولا ايه 
نفخ هادي بسخرية لاذعة ثم قال بوقاحة 
لا يا حبيبي مليش في الدقن والشنب 
ابتسم فرانسو وهو يعتدل ثم نظر لخاله رمزي والد احمد رمزي الخال الاصغر لفرانسو وهو يقول 
خالو لو مش هعطلك ممكن تسيب كوباية القهوة وتتكلم 
اصبر فاضل بق 
اغتاظ فرانسو وهو يتحدث بحنق 
بق ايه يا خالو هو إنت في قهوة ومستحرم البق يضيع عليك 
نظر له رمزي وهو يتحدث بهدوء شديد مرتشفا كوب القهوة الخاص به 
الاه يعني اسيب الكوباية فيها شوية عشان سكان البيت يبوروا 
تحدث هادي بحنق شديد 
يبوروا ايه بس يا حاج امال إنت جاي لمين ولا يكونش مرات عمي الله يرحمه القطر هيفوتها ما تشوف خالك يا عم فرانسو 
نظر فرانسو بحنق شديد لخاله 
يعني مش كفاية بتشرب قهوة في قعدة خطوبة ولا كأنك في عزا لا وكمان جايب لينا الكلام يا رتني كنت جبت خالي مجدي الرجل الذي ظهر مع فرانسو عندما خطڤ زكريا ورفاقه 
تحدث زكريا وهو يضحك پعنف على ملامح هادي المغتاظة من كل ما يجري 
ومجبتهوش ليه طيب 
أشار فرانسو لخاله بغيظ شديد 
هو اللي شبط فينا وكان لازم حد يقعد في البيت عشان معاد متابعة والدتي 
شفاها الله وعفاها 
ابتسم فرانسو لزكريا بهدوء ثم تنحنح وقد قرر أن يتحدث هو فيبدو أن رمزي قد نسي لما جاء من الأساس 
طب يا هادي انا سبق وبلغتك بطلبي خليني ابلغك تاني 
تنفس فرانسو بهدوء ليتحدث لكن قاطعه احمد وهو يرفع يده بغباء
ممكن اتكلم 
رمقه الجميع بتعجب ليتحدث رشدي بسخرية 
ما تتكلم يا بني إنت في فصل ولا ايه 
ابتسم له احمد مشيرا للمشروبات أمامه 
هو انا بس كنت عايز سڤن اب مش بيبسي عشان مش بحبه وياريت لو فيه تلج اكون شكور ليكم 
دفع هادي فرانسو بغيظ شديد وهو يقول 
خد خالك وابن خالك وغور مش عندنا بنات للجواز 
ثم نظر لرشدي الذي كان يضحك پعنف شديد وهو يقول 
استنى يا رشدي اجيب الخلاط واجي معاك نشوف حواري مع اختك اياكش اتجوزها قبل الخمسين
امسك فرانسو يده وهو يضحك بشدة 
معلش امسحها فيا بص يا سيدي نادي العروسة اشوفها وخلينا نخلص 
نفض هادي يده وهو ينظر لزوجة عمه قائلا بضيق 
نادي بثينة يا عمتي خلينا نخلص 
تحركت سريعا عمته لتحضر ابنتها تاركة الجميع يضحك على تصرفات عائلة فرانسو متذكرين ما فعله هادي برشدي ليبدو الأمر وكأنه يرد له ما فعله 
دخلت بثينة رفقة والدتها دون حتى أن ترفع عينها في أحد ليتحرك هادي مشيرا للجميع بالقدوم مع للخارج ليتركوا لهما فرصة للتحدث سويا 
انتظرت بثينة حتى خرج هادي لتنظر بعدها لذلك الشاب من أعلى لاسفل بسخرية ثم ابتسمت بسمة مستهزئية وهي تشير له باستحقار شديد 
انت 
أشار فرانسو لنفسه وهو يصطنع الغباء 
انا 
ابتسمت له بسمة مقيتة وهي تهز رأسها مشيرة للخارج 
حالا تاخد نفسك وعيلتك اللي قاعدة برة دي وتقولهم محصلش نصيب سامع 
ابتسم لها وهو ينهض يهز رأسه بموافقة متحركا من جانبها يقول بكل هدوء ونبرة غير مهتمة 
حاضر وبالمرة بقى وانا خارج أبلغ رشدي مين السبب في إن مراته تتهدد من شاب ومين اللي عطى الشاب رقم مراته والصور بتاعتها مش رشدي برة برضو 
شحبت ملامح بثينة وشعرت كما لو أن الاكسجين قد فرغ من حولها وهي تستمع لكلمات ذلك الشاب لتنهض بفزع مستديرة له وهي ترمقه پصدمة 
انت انت ازاي 
ابتسم لها فرانسو ثم اقترب منها وهو يقول ببسمة خبيثة تنافس خباثة بثينة 
ها يا قمر تحبي أخرج واكسب ثواب في رشدي المسكين ولا استر عليك من باب إنك مراتي والمك واعلمك الادب 
ورغم كل النيران التي اشتعلت في رأس بثينة إلا أنها نظرت له بشړ كبير وهناك بسمة مخيفة ارتسمت على وجهها 
فاكرني بتهدد لو عايز أخرج وقولهم بس وريني مين اللي هيصدقك كلمتي قصاد كلمتك 
ابتسم فرانسو لها ثم أخرج هاتفه وقال وهو يلوح له في وجهها 
تؤ تؤ كلمتك قصاد صوري
دفع زكريا بالباب الزجاجي الخاص بأحد الكافتيريات وهو يدعو فاطمة بيده أن تتقدم للداخل فقد استأذن من هادي ورحل مع فاطمة راغبا في الجلوس معها قليلا والتحدث في القادم من حياتهما سويا ويوضحا جميع الأمور فهما حتى الآن لم يجلسا سويا ويتحدثا ابدا 
وجد زكريا المقهى مزدحم في الاسفل لذا كاد يلتفت ويرحل لولا صوت النادل الذي ناداه وأخبره أن هناك دور علوي فارغ وهادئ ابتسم له زكريا بهدوء ثم تحرك لتتحرك فاطمة خلفه حتى قادهما النادل لأحد المقاعد البعيدة الهادئة والتي تجاور حائط زجاجي طويل يطل على المكان بالاسفل في منظر جميل حيث الانوار والأضواء الخاصة بالمحلات المحيطة 
المكان حلو هنا صح 
حاول زكريا فتح حوار مع فاطمة والتي يبدو واضحا جدا أنها أتت هنا مجبرة حسنا هو بالفعل يعلم أنها هكذا لذا لم يهتم كثيرا و نظر صوب النادل الذي أتى ليأخذ طلباتهم 
تاخدي ايه 
لم تجب فاطمة عليه ليغتاظ منها بشدة ثم طلب بعض السندوتشات والايس كريم والعصير لها وطلب له هو عصير فقط 
لم تعره فاطمة اهتمام وهي تفكر فيما سيحدث في حياتها القادمة ليتحدث هو متعجبا هذا التجاهل 
ممكن نتكلم 
هممم
استفزت زكريا وبشدة من تصرفاتها معتبرا إياها وقاحة شديد منها ليتحدث محاولا أن يتمسك بهدوءه حتى لا يعلو صوته فليس هو من يتحدث مع امرأته بطريقة وقحة أمام أحد ولا حتى أمام نفسه 
معلش ممكن افهم ليه الطريقة دي في التعامل انا بدر مني اي شيء خطأ 
لم تجبه فاطمة لثوان تزامنا مع قدوم النادل ووضعه الطعام فأخذ زكريا ي   كل شيء تاركا فقط كوب عصير أمامه وهو يقول بخفوت 
كل لو سمحت عشان م 
إنت هت  ني امتى 
 

تعرف كل شيء عنه متسائلة متى سيأخذ دوره في ذبحها بالبطئ فيبدو أن هذا مصيرها تنتقل من تلك اليد لتلك اليد 
ورغم صدمة زكريا الكبيرة من سؤالها ذاك إلا أنه حمل كوبه وهو يرتشف منه بعض الرشفات الصغيرة متحدثا بجدية كبيرة 
بعد الاربعين بأذن الله نكمل اربعين يوم متجوزين واحطلك جدول محترم كده ون
فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديد لاجابته مبتلعة ريقها بړعب طفولي غبي 
تج لدني 
ارتشف زكريا المزيد من العصير الخاص به وهو يهز رأسه 
اممم ومع الوقت باذن الله هتترقي و توصلي لمرحلة الكهربا وندخل في المتعة الساډية الخاصة بيا بقى هسرق كبل كهربا من العمود اللي جنب البيت وافضل اصعق فيك بقى 
ابتسم وهو يضع الكوب على الطاولة متحدثا وكأنه ساډي بالفعل يستمتع بالټعذيب 
هكهربك مرة قبل الاكل ومرة بعد الاكل زي الدوا كده و لو ربنا كرمك وعيشتي هجيب طشت طبق كبير وأغطسك فيه لغاية ما تبقللي 
ابقلل 
ابتسم زكريا اكثر وهو يهز رأسه 
وهجيب لؤي يفس البقاليل اللي هتخرج منك أصله بيحب يفس اوي 
فتحت فمها وعينها پصدمة ليضيف زكريا بسرعة 
البقاليل بيحب يفس البقاليل 
تحدثت فاطمة بسخرية شديدة من الأمر 
انت بتتريق صح !
ابتسم زكريا باستخفاف 
أنت شايفة ايه 
لم تجبه فاطمة ليقترب منها زكريا وهو يميل على الطاولة ليصل لها ثم همس لها بنبرة مخيفة 
اكيد بهزر طبعا يا فاطمة بس قوليلي بقى مين ده اللي وصلك فكرة اني ممكن في يوم امد ايدي على ست لا وكمان مراتي 

ولو رفضت الجواز 
ابتسم فرانسو وهو يهز كتفه بعدم اهتمام 
طبعا مقدرش اجبرك لاني جنتل مان زي ما أنت شايفة ولاني جنتل مان فأنا ضميري بيحتم عليا اقول لرشدي على اللي بېهدد مراته 
احمرت عين بثينة بشدة وهي تنظر له بشړ مرددة من بين أسنانها 
مش فاهمة انت مصر ليه اكيد طبعا مش من حبك فيا 
وأنت شايفة إن فيك حاجة تتحب !
لم تجب بثنية وقد صدمت من رده الوقح ليكمل هو بخبث وهو يبتسم بسمة
لم ترحها اطلاقا 
كل الموضوع اني عايز واحد تقبل تتجوز بيا بدون اي اعتراض 
نظرت له بثينة من أعلى لاسفل بتعجب فحتى وإن كانت ترفض الزواج به فهي لا تنكر أنه شبه خالي من العيوب فهو حسن المظهر بتلك الملامح الأجنبية وأيضا يبدو من ثيابه أنه ميسور الحال إذا ماذا حدث ليضطر إلى تكبد كل هذا العناء من أجل الحصول على زوجة وأتى جوابها سريعا وهي تستمع لجملته التالية التي ألقاها بلا أدنى اهتمام في وجهها 
محتاج واحدة تقبل تتجوزني وتربي ابني 
ابتسم بخبث يراقب صډمتها وقد حقق مراده ليهمس مكملا حديثه الخبيث 
وطبعا مش هلاقي
حد في ادبك و طيبتك تربيلي ابني ها قولتي ايه يا بوسي 
انطلقت ضحكة بثينة الخاڤتة بعض الشيء حتى لا يسمع أي شخص من الخارج ذلك وهي تردد بسخافة كبيرة لذلك الأجنبي اللعېن الذي يقف أمامها مهددا إياه 
وياترى بقى حابب القمور الصغير يبقى ايه شمام ولا حرامي 
ابتسم فرانسو متجاهلا سخريتها وهو يجيبها بكل جدية 
على ذوقك بقى عايز عقربة صغيرة زيك كده 
بعدين مين عارف مش يمكن اربيكم سوا واكسب ثواب فيك 
ابتسمت بثينة بسمة مچنونة بعض الشيء 
اممم وياترى المفتش كرومبو ميعرفش انا ممكن اعمل ايه في اللي يقف قدامي 
هو رأسه بإيجاب مجيبا إياها بكل برود 
صدقيني مفيش حد يعرف قذارتك قدي يا روحي 
اغتاظت وبشدة وهي تنهض وقد تخلت عن برودها غير متحملة لذلك الشخص أمامها لتهدده صراحة 
شكلك اهبل اسمع بقى يا عسل إنت اللي قدامك دي اساسا واحده مچنونة يعني توقع اي حاجة مني لاني صدقني لو عملت اللي في دماغك ده مش هسيبك تتهنى يوم في حياتك واديك بنفسك شوفت انا ممكن اعمل ايه !
ضحك فرانسو وهو يتحدث بحاجب مرفوع 
لا هو انا مقولتلكيش اسكتي مش انا دكتور نفسي اساسا اه والله يعني كل حالات العبط دي انا تعاملت مع اسوء منها واكتر يا عسل انا كنت مخصص طبيب للحالات المستعصية في اخطر السجون فمش هتيجي واحدة بريالة زيك تخوفني في الاخر 
كانت بثينة تنظر له پصدمة كبيرة له ولحديثه ليكمل هو بشړ مشيرا لشعره الذي يرفعه بعيدا عن عينه 
ميغركيش الشعر السايح ولا العيون الملونة دي ده انا قضيت في السجون مع المجانين اكتر ما قضيت مع اهلي 
أنهى حديثه يرمق ملامح وجهها التي كانت تتغير من الصدمة للڠضب للسخط الشديد 
بردو مش فاهمة اشمعنا انا اصل إنت مش جاي تتقدم لحفيدة الشعراوي فمتقنعنيش انك عايزني اربي ابنك 
ابتسم لها وهو يقترب منها بشكل خطړ ثم همس جوار أذنها 
رغم كل اللي فيك يا غالية إلا إن دماغ الأفاعي اللي عندك دي عجباني عندك حق هو ابني سبب من الأسباب وباقي أسبابي هحتفظ بيها لنفسي 
أنهى حديثه مبتعدا عنها يرمق عينها بسخرية كبيرة ثم تحدث قبل أن يعود ويجلس مكانه بكل هدوء كما كان يفعل قبل قليل متحدثا عن نفسه وكأنه لم يكن واقفا للتو يهددها 
انا مطلق وطبعا زوجتي احتفظت بابني بسبب حقها في الحضانة وعشان اعرف اخد ابني منها وطبقا للقوانين في فرنسا لا يجوز اني اكون اب عازب عشان كده قررت اني اتجوز وهاخدك عشان أثبت اني متزوج وأحق بابني من أمه المهملة 
صمت ينتظر ردة فعل منها على ما يقول لكن لا شيء كان وجهها خاليا من الملامح تماما تشعر كمن فقدت الحياة هل ضاع كل شيء فجأة خسړت هادي وكل شيء والان هي مجبرة للتزوج بشخص لا تعلم عنه شيء بالإضافة لكونه مطلق ولديه ابن أيضا يا للسعادة التي تعيش بها 
خرجت من شرودها على صوته وهو يحدثها بهدوء شديد وبسمة تزين   ه 
طبعا انا بلغت هادي بكل ده وهو تفهم وقال إن الأمر معتمد على موافقتك بس فزي الشطورة لما يدخل دلوقتي ويسألك رأيك تعملي نفسك مكسوفة زي اي بنت عندها ډم وتمشي على اوضتك وتسيبي الباقي ليا
اطالت فاطمة النظر في عين زكريا حتى شعرت بالخجل فجأة ونظرت بسرعة للاسفل تحاول اخفاء ارتجاف صوتها 
هو يعني مفيش حد بس عشان انت يعني 
صمتت ولم تعلم ماذا تقول هي بالطبع لا يمكنها أن تخبره أن بثينة من قالت ذلك فكما علمت من شيماء هم بالفعل ليسوا على وفاق كما أنها تخشى تأثر علاقته بهادي إن علم أن ابنة عمه تخيفها من زوجها وهي في الأصل لم تعلم أهي محقة ام مخطئة ولا يمكنها الحكم على زكريا من الآن لذا حاولت أن تشتت أفكاره سمعت صوته يقول بهدوء شديد وبسمة غريبة على وجهه 
عشان ملتحي ولا عشان بيقولوا عليا شيخ 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تهز رأسها بنعم فهذا اهون من قول الحقيقة ابتسم لها زكريا وهو يدفع الطعام جهتها أكثر متحدثا برفق شديد 
طب كل الاول أنا طلبت الاكل ليك 
نظرت فاطمة في عينه بتعجب وتلك النبرة الحنونة التي يتحدث بها دائما تحرك قلبها پعنف شديد 
ابتسم زكريا لرؤيته كل تلك المشاعر المتتابعة على وجهها فهذه الصغيرة ليست ظاهرة ابدا في إخفاء ما تشعر به ودون أن يرتب للأمر وجد نفسه يمد يده ممسكا بخاصتها لتجفل هي دون شعور 
ابتسم لها وهو يشدد ضغطه على يدها متحدثا بهدوء 
أنت شايفة اني متشدد لدرجة اني ا   نساء وتحديدا زوجتي 
لم تعلم فاطمة كيف تجيب عليه فهي في الأساس لك تخطط لاي من هذا لذا صمتت ليكمل هو 
للاسف احنا عايشين في زمن إن الملتحي أو المتدين ارهابي والمنتقبة سارقة وبتخطف اطفال تخيلي معايا سنة الرسول حولنا معناها السامي لمعاني بشعة بالشكل ده 
ابتلعت فاطمة ريقها وحاولت التحدث 
انا مش قصدي على فكرة هو بس 
قاطعها زكريا وهو يتنهد بخفوت 
فاطمة انا فاهم كل حاجة بس صدقيني قاعدة التعميم دي مش كويسة ابدا بلاش دماغك توديك لاني ممكن في يوم ابقى متزمت في ديني أو اتحكم فيك انا اه هتحكم فيك بس في حدود الدين يا فاطمة ومش هيكون تحكم بمعناه الحرفي لا انا هنصحك وهحاول اني أبين ليك كل جوانب الشيء اللي بحاول اقنعك بيه والله لو اقتنعتي يبقى خير وبركة مقتنعتيش اكيد مش همصية الرسول يا فاطمة
كان كل شيء حولها يحدث وهي تجلس فقط تشاهد كما لو كانت مجرد مشاهد وليست المعنية
من كل شيء فها هو خاتمه يزين بنصرها بعدما اخبر هادي أنها وافقت وأنه يود أن يجعلها ترتدي خاتمه الآن وقد أحضره معه ذلك اللعېن جهز لكل شيء لكن مخطئ إن ظنها قد استسلمت فهو جعلها أكثر إصرارا على تنفيذ ما كانت تخطط له منذ وقت هي ستبعد شيماء ونهائيا عن هادي وتفسخ خطبتها من ذلك الغبي ثم تتزوج هي بهادي 
خرجت من شرودها على صوت قرب أذنها ولم يكن سوى صوت تلك اللعېنة الآخرى التي لم تأخذ بثأرها منها حتى الآن 
انحنت ماسة على بثينة مدعية أنها تبارك لها لتهمس في أذنها 
مبارك يا بوسي يا قلبي اخيرا لقيت واحد يلمك بعد ما كنت كل شوية تتبعتري على واحد وياريتك فلحتي يا حبة عيني كل واحد تحطي عينك عليه يبقى نصيب غيرك يا مسكينة
معلش اديك هتتجوزي ونخلص منك 
انهت حديثها وهي تستقيم مطلقة زغرودة عالية رن صداها في المكان كله لتلمح بعينها رشدي الذي ابتسم لها بحب لتبادله البسمة وهي تغمز له بشقاوة جعلت ضحكته تعلو المكان 
بينما هادي كان كل ثانية وأخرى يوجه بسمة لشيماء بغباء شديد وهي تخجل وتخفض نظرها ارضا 
وكل ذلك تحت انظار بثينة التي توعدت للجميع بالويل فا هم جميعا سعداء وهي فقط التعيسة هنا حسنا اللعبة لم تنتهي بعد
مر يومان على كل تلك الأحداث وقد عاد الجميع لعمله وحياته الطبيعية وكذلك فعل زكريا الذي عاد للتدريس مجددا مع


 

بدأ العام الدراسي الجديد لكن هذه المرة في مدرسة بنات وليس التي كان بها قديما والتي كانت للصبية 
تحرك زكريا في أحد ممرات المدرسة متجها صوب أحد الفصول وعندما وصل له استمع إلى صوت غناء و ضحكات عالية ليتجه صوب الباب يطرق عليه ثم ابتعد بعدها معطيا ظهره لهم حتى تعود كل فتاة لوضعها وحتى لا يضع أي فتاة في موقف حرج 
انتظر زكريا خمس دقائق ثم توجه للفصل بأقدام ثابتة وبسمة بسيطة مرتسمة على وجهه ملقيا السلام على الفتيات ليجبن بصوت منظم مرتب معا 
ابتسم زكريا لهن ثم تحدث بهدوء شديد متحدثا لهن بكلمات حذرة مختارة 
اولا كل عام وانتم بخير ثانيا خلوني اعرفكم بنفسي انا الاستاذ زكريا اللي هدرس ليكم اللغة العربية هذا العام واتمنى تكون سهلة وشرحي يكون ميسر ليكم ودلوقتي خلونا نتعرف سريعا قبل ما نبدأ شرح 
بدأت الفتيات في التعريف عن أنفسهن لزكريا الذي كان يهز رأسه محاولا حفظ جميع الاسماء حتى جاء دور إحدى الفتيات التي شعر كما لو انه رآها سابقا لكن أين وهو في حياته لم يرفع عينه في فتاة خارج حدود تلك الجدران إلا في والدته و زوجته مؤخرا 
نهضت الفتاة تعرف عن نفسها ببسمة مريبة بعض الشيء 
منار احمد 
انهت منار تعريف نفسها لتجلس بعدها وتنهض التي تجاورها لتعرف عن نفسها بعد أن أدرك زكريا أين رآها فتلك هي الفتاة التي كانت تهبط من عمارته 
وايضا هي قريبة لفاطمة فذلك اليوم نادتها فاطمة باسمها ثم رحلت معها 
انتهى زكريا من التعرف على الجميع ثم تحدث وهو يخرج بعض الاشياء من حقيبة ظهره الرياضية وهو يخبرهن أن يخرجن الكشكول المخصص للكتابة لكن تناهي لمسامعه صوت متحدث بطريقة مزعجة 
بس احنا يا مستر مش معانا كشاكيل 
رفع زكريا نظره من حقيبته وهو يقول بهدوء شديد 
اولا يا آنسة منار انا مدرس لغة عربية لذا يفضل لما حضرتك تناديني تناديني بمعلم أو استاذ والكلام ده موجه للجميع هنا ممنوع استخدام أي ألفاظ من أي لغة أخرى أثناء حصتي لأن دي حصة لغة عربية واظن أقل شيء نعمله هو احترام لغتنا الام وعدم خلطها بغيرها من اللغات 
صمت ينظر لجميع الوجوه الساخرة منها والمحترمة لحديثه ثم أكمل 
ثانيا من لم يملك أي شيء للكتابة فليخرج ورقة ويكتب عليها 
أنهى حديثه ثم أخرج الكتاب الخاص بها وحمل القلم ليكتب بخط جميل جدا منمق على السبورة تحت الهمسات الساخرة منه والضحكات المكتومة اللغة العربية 

لا ده أنت شكلك جنيتي على الاخر يا منيرة انا فكرت لما قولتي اللي قولتيه إنك بتهزري 
ابتسمت منيرة بسخرية على ملامح زوجها المڤزوعة والتي أظهرت جيدا رفضه التام لما تخطط له 
ايه يا مرسي ما هو كده كده هيعرف فيعرف مننا افضل ما يعرف بنفسه و يبقى شكلنا أننا ضحكنا عليه 
نهض مرسي يصيح پجنون في زوجته وهو لا يصدق ما تقوله 
أنت مچنونة عايزة تروحي تقولي لجوز بنتك إن مراتك  
مش احسن ما يعرف بنفسه 
ما يتنيل يعرف احنا مالنا وقتها يبقى يتصرف هو وهي بس مش دلوقتي ابدا أنت عايزة بنتك تطلق 
زفرت منيرة بحنق شديد هي قررت وانتهى الامر فهي لن تقبل أن تزف ابنتها ابدا له وهو لا يعلم ما حدث معها من يعلم لربما ې  ها يوم الزفاف ظنا منه أنها بلا شرف لذا الحل الامثل أن تخبره هي بما تعرفه فليس هناك رجل شرقي واحد يقبل شيء كهذا على امرأته وهي تعلم أنها لو تركت الأمر هكذا حتى يعلم بنفسه فلن يعطي هو فرصة لابنته يومها لتوضيح الأمور فقد يجرها ويلقيها خارج منزله كما هي ودون أي فرصة وحينعا ستعيش ابنتها تلك الحاډثة بنفس البشاعة لكن اسوء واسوء 
انا قررت خلاص يا مرسي واتصلت عليه أنه يعدي علينا وهو راجع انهاردة من المدرسة لاني عايزاه في موضوع وهقوله كل حاجة
محدش هيقوله حاجة يا ماما 
استدار كلا من منيرة ومرسي الذي ابتسم جهة فاطمة التي كانت تنظر لهم بملامح مېتة تقريبا 
تحرك مرسي جهتها ببسمة واسعة لقرارها هذا لكن فجأة توقف پصدمة كبيرة وهو يسمع كلمتها التالية 
انا اللي هقوله كل حاجة بنفسي وكل اللي محتاج يعرفه هيعرفه مني انا يا ريت لما يجي يا ماما تسبينا لوحدنا 
انهت حديثها متجه لغرفتها بأرجل واهنة تفكر بأن تلك اللحظة التي كانت تخشاها قد اتت حسنا لربما يكون هذا سببا ليتركها وحدها تتعفن بسلام
عاد هادي من المحكمة بعدما ترافع لقضية الفتاة القاصر وحصل لها على الخلع ونجح اخيرا 
كانت الفتاة تقف مع خالها الذي كان يضمها بحنان شاكرا إياه 
مش عارف يا بني اقولك ايه ولا اشكرك ازاي انت خدمتني خدمة العمر وانقذت بنتي 
بكت الفتاة بفرحة شديدة وهي تضم خالها والذي كان اكثر حنانا من والديها نفسهما وهي تشكر هادي 
بشكرك من قلبي يا استاذ هادي مش عارفة بجد اقدملك ايه مقابل الخدمة دي بس ربنا يسعدك يارب ويبعد عنك اي شړ 
ابتسم لها هادي وكاد يجيبها بأنه لم يفعل سوى واجبه لكنه لمح فجأة شيء غريب ليبتسم للفتاة وخالها ثم استأذن منهما وتحرك سريعا جهة أحد الأزقة الضيقة التي تتفرع من الشارع الرئيسي الذي كان يقف به وبعدها
توجه لبيت ما وهو يطرق الباب پعنف شديد ثوان وفتحت له سيدة تتشح بالاسود من رأسها لقدمها ووجهها يحمل نقوش غريبة كتلك التي كانت النساء توشمها قديما نظر هادي خلف السيدة لذلك المنزل المخيف بعض الشيء وهو يهمس بنبرة مرعبة 
البنت اللي خرجت من عندك دي كانت عايزة ايه 
ارتعشت يد ماسة پعنف وهي ترى تلك الرسالة التي تنير شاشة هاتفها والتي كانت تحتوي ټهديد صريح بنشر كل صورها إن استمر زوجها بالبحث خلفه 
ابتلعت ريقها بړعب شديد لا تعلم ما تفعل فالصور أمامها كانت لها بالفعل لكن مع بعض التعديلات التي إن رآها أحد سيظن أنها هي 
هبطت دموع ماسة وهي تقع ارضا ملقية هاتفه بعيدا عنها پغضب شديد حتى ارتطم في الجدار متحطما تماما وهي تصرخ ارضا پغضب شديد 
اقټحمت سحر الغرفة سريعا بړعب شديد لسماعها صړاخ ابنتها لتجد ماسة تجلس ارضا ټدفن وجهها بين قدميها صاړخة بشكل مرعب لتبكي
وهي تصرخ في ابنها أن يتصل برشدي سريعا فيبدو أن ماسة قد أصيبت بنوبة اڼهيار أخرى والتي لم تحدث لها منذ مۏت والدها وكادت وقتها تصيبها بجلطة في القلب
توقف زكريا أمام منزل فاطمة بتعب شديد فهو للتو أنهى جدوله في المدرسة الجديدة والوضع حقا لم يعجبه ابدا فهو كان يفكر في كل كلمة قبل نطقها فالتعامل مع فتيات في هذا العمر خطړ جدا وقد يخرج كلمة عفوية منه رغم حرصه وتصل للفتيات بشكل اخر لا يريده هو 
طرق زكريا الباب منتظرا أن يفتح ليجد أن منيرة تفتحه له ببسمة مرتجفة قليلا أثارت حفيظته وقلقه لما يمكن أن تكون طلبتها لأجله 
اتفضل يابني ادخل 
تحرك زكريا للداخل حتى وصل لغرفة الضيوف لتشير له منيرة بالجلوس 
ارتاح يابني لغاية ما اجبلك حاجة تشربها فاطمة خارجة دلوقتي 
انهت منيرة حديثها ثم تركته سريعا متجهه صوب غرفة ابنتها تخبرها بحضور زكريا تاركة إياه خلفها يفكر بتعجب في حديثها فهي حينما اتصلت به في المدرسة أخبرته أنها هي من تحتاج للتحدث معها وليس فاطمة 
لم يطل تفكير زكريا بسبب دخول فاطمة عليه وهي تبتسم في وجهه وللمرة الأولى منذ معرفته بها يراها تبتسم نهض لها زكريا سريعا يبادلها البسمة بأخرى حنونة تخرج منه دون إرادة وهو يتحدث لها بهدوء 
السلام عليكم 
ابتسمت له فاطمة مشيرة له بالجلوس 
المفروض انا اللي اقول كده 
انا وأنت مش هتفرق يا ستي خليها علينا 
ابتسمت له فاطمة لتسمعه يضيف بتوتر وقلق 
خير يا فاطمة فيه حاجة حصلت اصل والدتك اتصلت بيا وقالتلي عايزاني ضروري في موضوع ميتأخرش 
ابتسمت له فاطمة وهي ترفع عينها له والتي كانت مليئة بالدموع مما ارعب زكريا لتقول فاطمة بصوت مخټنق من كتمها للدموع 
إنت حابب تكمل في الجواز ده 
دق قلب زكريا بړعب لا يعرف لما لكن فكرة أنها احضرته هنا لطلب الانفصال قټلته لذا سريعا و دون إدراك منه هز رأسه لها فهو ليس على استعداد للانفصال الان بعدما بدأ ببناء حياته وتصورها معه 
اكيد يا فاطمة امال يعني مش هكمل 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي ترفع نظرها له بړعب مضيفة بخفوت شديد 
فيه فيه حاجة لازم تعرفها طالما اخترت تكمل معايا
كان الطرق على الباب عڼيف بشكل مرعب جعل مروة تتحرك جهته پخوف شديد وبثينة التي خرجت من غرفتها ترتعش من ذلك الصوت المرعب 
فتحت مروة الباب بړعب شديد لتجد هادي أمامها يقف بعيون حمراء مخيفة وكأنه على أتم الاستعداد لل   ارتجفت مروة من مظهره وهي تعود للخلف متحدثة بړعب 
هادي خير يابني بتخبط كده ليه وقعت قلبنا 
تحدث هادي لها بصوت مخيف 
فين بثينة 
خاڤت مروة كثيرا من ملامحه وقد تأكدت أن اللعېنة ابنتها أخطأت مجددا لكنها ما كادت تتحدث حتى وجدت هادي يتجه لداخل المنزل سريعا عندما لمح بثينة تقف جوار باب غرفتها بړعب و دون أي مقدمات كان كف هادي يصطدم في وجه بثينة پعنف شديد جاعلا إياها تعود للخلف من قوته 
هدر هادي في جنون شديد وهو يحمل بعض الاشياء بيده 
ايه دول ها انطقي ايه دول 
كانت بثينة تنظر ارضا بړعب شديد وهي لا تفهم ما يحدث لكنها رفعت عينها وجسدها يرتجف من نبرته تحدق في تلك الأشياء التي يحملها لتتسع عينها پخوف شديد وقد شعرت فجأة بأن نهايتها قد حانت 
دول دددول 
توقفت ولم تعلم ماذا تقول لتجد فجأة هادي يلقي بالاشياء ارضا ساحبا إياها من حجابها پعنف شديد مهسهسا من بين أسنانه وهو ينظر بعينها نظرة جعلتها تصرخ محاولة الفرار منه 
عمل بتعملي لشيماء عمل وصلت بيك الو للشكل ده يا ژبالة 
أنهى حديثه وهو يلقيها بعيدا عنه پغضب چحيمي صارخا في وجهها 
بتعمللي ليها عمل بتروحي لدجالة يا بثينة دينك هين أوي كده عندك ! أنت عارفة أنت عملتي ايه 
كان هادي ېصرخ وهو يحرك يده پجنون في الهواء لا يدرك أن ابنة عمه قد وصلت لتلك الدرجة من الحقارة وسلمت نفسها لساحرة و هونت في حق دينها بهذا


 

الشكل 
كانت بثينة ترتعش بشدة وهي تحاول أن تبرر له أي شيء عله يرأف بها بينما والدتها كانت تقف بعيدا تلطم وجنتها بړعب لما وصلت إليه ابنتها بحقدها وغلها 
كان جسد هادي يرتعش من الڠضب ودموعه تهبط پعنف مما وصلت له ابنة عمه لا يصدق ما وصل بهم الحال مد يده المرتعشة پغضب يمسح وجهه 
ليه 
كانت كلمة واحدة فقط كلمة واحدة عبرت عما يشعر به من خيبة أمل وۏجع سقطت دمعة من عينه يفكر أين أخطأ ليصل لهذه النقطة 
ابتلعت بثينة ريقها وهي تنظر له پخوف شديد ثم همست بصوت خاڤت قليلا وكأنها تخشى أن ينقض عليها لسماع صوتها 
عشان بحبك يا هادي 
رفع هادي نظره لها بفزع شديد لما تقول هل هي تمزح معه تحبه هو 
نظر سريعا للتقويم المعلق على الجدار ليرى تاريخ اليوم لعل ما تقول هو كڈبة ابريل لكن لم يكن كذلك أعاد نظره لها وتساءل وهو ينظر بتعجب وكأنها أخبرته بشيء خارق للطبيعة مشيرا لنفسه باستنكار 
انا 
هزت بثينة رأسها بايجاب ولم تكد تتحدث حتى سمعت ضحكت هادي التي هزت جدران البيت ووالدة بثينة تقف بعيدا لا تستطيع نطق كلمة واحدة بعدما سمعت ما قاله منذ قليل عن ابنتها للاسف 
بتحبيني انا بتحبي هادي المحامي الكحيان بتحبي هادي اللي مش عنده عربية غالية 
أنهى حديثه ليقول ببسمة ساخرة
قد ايه أنت متواضعة 
تحدثت بثينة وهي تبكي بشدة من حديثه 
صدقني انا بح 
قاطع حديثها صړاخ هادي وهو يطيح بما أمامه بقدمه 
بس اخرسي اخرسي أنت كدابة يا بثينة كدابة سامعة كدابة

دخل رشدي للمنزل بفزع شديد وهو
يشعر بانفاسه تكاد تختفي من   ه لا يجد هواء يستنشقه منذ وصله اتصال يخبره ما حدث لزوجته 
دخل لغرفة ماسة سريعا ليجدها تتحرك پجنون كبيرة صاړخة بين ذراعي والدتها والجميع حولها يحاولون تهدئتها والبكاء سيد الموقف ركض لها رشدي سريعا وجذبها پعنف من أحضانه والدتها لاحضانه يحاول تهدئتها لكنها لم تفعل بل استمرت في البكاء پعنف والصړاخ والتحرك بهياج ورشدي يمسكها پعنف حتى يوقف حركتها ليستطيع الطبيب الخاص بها حقنها بالمهدأ لكن وبسبب حركتها العڼيفة جرحت نفسها بسبب الحقنة التي كان الطبيب يحاول أن يدخلها في ذراعها 
ضم رشدي رأسها ل  ه وهو يهمس لها بغصة بكاء لحالها مړعوپ أن تصاب هذه المرة بشيء خطېر قد يفقدها لأجله ليتحدث پبكاء 
ماستي حبيبتي اهدي انا معاك اششش اهدي ياقلبي انا رشدي يا ماسة ارجوك اهدي 
كان يتحدث وهو يبكي بړعب على حالتها حتى هدأت ماسة قليلا لكنها لم تتوقف عن البكاء والصړاخ الخاڤتة إلا عندما نزع الطبيب الحقنة من ذراعها ليبدأ جسدها في التراخي ببطء بين ذراعي رشدي الذي ضم بقوة صارخا في الجميع أن يخرجوا ويتركوهم وحدهم 
نظر ابراهيم لابنه بشفقة كبيرة وهو يشير للجميع
بأن يتبعوه 
يلا يا جماعة سيبوهم لوحدهم وخلينا نخرج من هنا 
خرج الجميع واحدا تلو الآخر خلف ابراهيم تاركين رشدي يضم ماسة في منتصف الغرفة ثم تمدد ارضا ساحبا إياها بين أحضانه وهو يبكي پخوف 
ماستي حصلك ايه ياقلبي 
كانت ماسة تغلق عينها بانهاك شديد واستكانة بسبب المخدر الذي حقنه الطبيب بها منذ ثوان ليقبل رشدي رأسها بحنان شديد ثم ډفنها في   ه واضعا رأسه على رأسها هامسا بلوعة وعشق 
رفقا بقلبي يا ماسة ھموت لو حصلك حاجة
صړخت بأعلى صوت لديها ويغضب شديد من تقليله لحبها 
وانت ليه متأكد اوي كده اني كدابة يا هادي ولا انت رافض تواجه نفسك إنك غلطان وانك سبب كل اللي بيحصل وكل اللي بعمله ده 
صدم هادي بشدة من وقاحتها تلك هل اتهمته للتو أنه سبب كل شيء يالله هل أصبح هو الملام الوحيد في كل هذا 
راقبت بثينة كل التعابير التي ارتسمت على وجه هادي لتبتسم بانتصار ولم تتوقف ابدا بل استمرت في توجيه حديثها اللاذع له ظنا منها أنها تتملص مما فعلته 
لو كنت بس اخدت بالك مني لو كنت بس شوفت حبك في عيوني كنت 
كنت ايه 
صمتت بثينة وهي ترى نظرات هادي المظلمة والممېتة وهو يحدثها بتلك النبرة الهادئة لكن كل ذلك تغير وهو يطيح بكل شيء يقابله صارخا في وجهها 
كنت ايه أنت نسيتي اللي حصل ولا ايه 
ابتلعت بثينة وهي تراقب جنونه وقد بدأ ېصرخ بها بيننا عروق رقبته نافرة بشكل مخيف 
نسيت نسيت وصية ابويا نسيت وصيته ليا بتقولي اني أنا حيوان ومشوفتش حبك وأنت يا حرام البنت اللي حبت ابن عمها وهو كسر قلبها وراح يتجوز صاحبتها وحتى معطاش ليها فرصة 
صمت يراقب ملامحها والتي لم يرى فيها حتى ولو مجرد ندم لحظي قد يشفع لها عنده كل ما رأى تجبر وحقد اعموا بصيرتها 
نسيت ولا ايه يا بوسي نسيت اني كنت هتجوزك 
صمت ثم تحدث بدموع شديدة وقد تمكن منه شعور مقيت 
نسيت إني دوست على قلبي بالجذمة عشان انفذ الوصية واتجوزك وقولت وماله يا واد يا هادي بنت عمك برضو وبكرة مع العشرة تنسى وتحبها وجيت طلبت ايدك وجبت المأذون ووقت كتب الكتاب سيادتك عملت ايه 
صمتت بثينة وهي تبكي متذكرة تلك اللحظة التي يحكي عنها هادي وتتذكر غبائها وقتها فهي في ذلك الوقت كانت في عامها الاخير من الجامعة وكانت في علاقة حب مع صديقها الغني الذي وعدها بالزواج بها بمجرد انتهاء الدراسة لذا وبكل غباء داست على هادي بلا أي ندم وفعلت اغبى شيء قد يفعله شخص يوما 
سقطت دموع هادي بشدة وهو يشير لنفسه بۏجع 
ضحيت بكل حاجة وضحيت بحبي لشيماء وقتها وقولت دي وصية ابويا ولازم تتنفذ وعاهدت ربنا إن عمر في يوم ما هزعلك ابدا ولا احسسك للحظة بأي نقص هعاملك انك بنتي قبل مراتي بس أنت عملت ايه !
صمتت ولم تجيب لېصرخ بها 
عملت ايه 
فيه ايه يا فاطمة قلقتيني 
سقطت دموع فاطمة بشدة وقد استوعبت فجأة صعوبة الأمر هي ظنت أنه سيكون ابسط من هذا بكثير خاصة أنها لا تخشى فقدم أو ما شابه لكن يبدو أن شعورها بالأمان جانبه جعل من إبعاده أمرا صعبا فهي لا تجد كل يوم من يحنو عليها 
رفعت عينها له وهي تحاول فتح فمها للتحدث لكن لم تستطع إلا أن ټنفجر في البكاء غطت وجهها بكفها وهي تبكي پعنف متحدثة بصوت غير مفهوم وكلمات غير مفهومة له 
صدم زكريا بشدة مما يحدث لها لذا سريعا نهض من مقعده راكضا لها وكعادته في التصرف مع كل ما يخصها جذبها لاحضانه مربتا عليها يحاول تهدئتها 
مالك يا فاطمة حصل ايه لده كله حد زعلك اتكملي طيب ريحي قلبي 
كانت فاطمة تتحدث من بين شهقاتها العڼيفة بكلمات غير مفهومة ابدا ليبعدها عنه قليلا وهو ينظر لعينها 
مش سامع يا فاطمة خدي نفس يا قلبي وقولي براحة حد زعلك أو عملك حاجة هنا قوليلي وانا والله اعملك مشكلة مع البيت كله واخدك معايا بس متعيطيش 
هزت فاطمة رأسها برفض وهي تشعر أنها على وشك الدخول لتلك الحالة اللعېنة وايضا تمتمت بنفس الكلمات الغير مفهومه ليقرب زكريا أذنه منها هامسا بحنان وهو يربت على ظهرها 
مش سامع يا فاطمة براحة كده بتقولي ايه 
رفعت فاطمة عينها له وهي تبكي پعنف تقول 
بقولك انا مش بنت بنوت يا زكريا 
تجمدت يد زكريا على ظهر فاطمة من الخلف وقد شحبت ملامحه بشدة ينظر لعينها يبحث عن أي شيء قد يدل أنها تكذب عليه أو لربما تحاول إنهاء الزواج بهذه الطريقة لكن عينها أخبرته أن كل ما تفوهت به كان حقيقة ابتعد زكريا قليلا عن فاطمة ويده ترتجف بشدة من هول تلك الصدمة التي لم يتوقعها يوما متحدثا باهتزاز وهناك بسمة صغيرة تجاهد للارتسام على وجهه 
مطلقة يعني أو أرملة 
كان رجاء أكثر منه سؤال وكأنه يرجوها أن تصدقه القول ليأتي له السهم الثاني وهي تهز رأسها بلا ثم تحدثت بنبرة خاوية مېتة وسخرية قطعته قبل أن تقطعها هي

سقطت دموع زكريا پعنف لما سمعه منذ قليل وشعر فجأة وكأن جسده قد أصابه شلل لم يقدر على تحريك اصبع حتى نظر في ملامح وجهها وهو يترجاها أن تضحك تظهر أي شيء يخبره أنها كانت تخدعه أو تختبره ربما 
لكن لا شيء كانت فاطمة تنكمش على نفسها في نهاية الأريكة بعيدا عنه تخفي وجهها في
قدمها وكأنه سينهض لينقض عليها غاسلا عاره بيده 
ابتلع زكريا ريقه بصعوبة شديدة فقد كان وكأنه يبتلع سكاكين حادة 
تعرفي اللي عملك كده 
سؤاله بهذه الطريقة الهادئة صدم فاطمة وبشدة فقد توقعت أن أول رد فعل له هو أن ينهض ويثور ويكسر كل ما يقابله في المكان صارخا بها أنها لم تحافظ على نفسها وأنه لربما تحمل هي أيضا جزء من هذا الذنب كما اخبرها البعض لكن أن يسأل عن الفاعل أو يبحث عن المچرم الحقيقي بدلا من رميها هي بالتهمة جعلها ترفع رأسها ببطء من بين قدمها ومازالت دموعها لم تجف بعد بل كانت تتجدد بكل سخاء 
مين اللي عمل كده تعرفيه 
ومجددا نفس السؤال وهذه المرة بإصرار ونبرة ڠضب قد بدأت تلون حديث زكريا لتبتسم هي بسخرية شديدة تهز رأسها دلالة معرفتها بهم 
اي واحد فيهم 
لم يبدو أن زكريا فهم حديثها أو أن عقله لم يستوعب تلك الفكرة في الأساس لتعيد هي سؤالها بصيغة أخرى 
اصلهم كانوا اتنين فانت قصدك اي واحد فيهم 
ومجددا تواصل طعنه پعنف شديد دون الاهتمام له أو لوجعه وذلك الچحيم الذي يستوطن قلبه في تلك اللحظة سقطت دموع زكريا اكثر مغمضا عينه پعنف وداخله ېحترق پعنف شديد لا يعلم ماذا يفعل الان 
طلقني واخلص من العاړ 
وكأنها سمعت سؤاله لنفسه لتجيبه تلك الإجابة الغبية رفع زكريا
عيونه التي احمرت من البكاء والڠضب لا يفهم حديثها وكأنها تحدثت بغير لغة لتعيد هي حديثها الذي سمعته مرارا وتكرارا 
مفيش راجل شرقي يستحمل إن مراته تكون اتلمست من حد قبله ومش واحد بس لا اتنين كمان فأنت طلقني واخلص مني 
واه لو تدرك تلك الغبية ما سببته به وبقلبه لينهض سريعا جاذبا إياها من اخر الأريكة بعنفه ذارعا اياها بين أحضانه بشدة وكأنه يرغب في ذرعها داخل قلبه هامسا لها بۏجع شديد 
وهو الشرقي اللي يتخلي عن نصه التاني ولا الشرقي اللي يرمي مراته عند أول مشكلة بقينا نستخدم اللفظ ده كتير بطريقة غلط خليني


 

اقلك يا فاطمة 
صمت ثم هامسا بنبرة ظهرت لها حنونة لكن اه لو تعلم كم النيران التي تكمن داخلها ولن تنطفئ سوى بالقصاص ممن فعل هذا بزوجته 
قد يكون العقل شرقي لكن القلب والله عاشق  

صمتت وصمت هو فأي حديث قد يقال في هكذا موقف ذرفت دموع كثيرة لكن وهل تشفع لها تلك الدموع 
ابتسم هادي بۏجع وهو يقترب منها يتساءل مشيرا لنفسه باستنكار 
قليتي من قمتي وطلعتيني إني واحد ابن وبجبر بنت عمي على الجواز مني رغم اني انا اساسا مكنتش حابب كده 
بكت بثينة أكثر تحاول الحديث لربما استطاعت الدفاع عن نفسها لكن هادي قاطعها وهو ېصرخ مذكرا إياها بذلك اليوم الذي تجلد نفسها كل ثانية لما فعلته فيه 
قعدت معاك وكلمتك قولتلك على الوصية وسألتك يا بثينة عندك مانع يا بثينة عندك اي اعتراض وأنت سكني وقتها وانا فسرته إنه كسوف منك وعمري ما كنت اتخيل اللي عملتيه يومها 
صمت يتنفس پعنف شديد يتذكر ذلك اليوم جيدا حينما أتى المأذون لعقد قرانه على بثينة وحضر معه أصدقائه وبعض الجيران لحضور العقد لكن وقتها فعلت بثينة ما احط من قدره أمام الجميع 
كلمتي خالك يجي جري من البلد عشان يلحقك من ابن عمك الۏحش اللي عايز يتجوزك ڠصب وخالك يسكت لا ازاي جه قدام الكل هنا وقعد يشتم فيا ويزعق ويقولي هو عشان ابوها ماټ هتستقوي نفسك وتشوف نفسك عليها لا فوق انا لسه عايش 
سقطت دموع هادي وهو يشير لنفسه 
انا بستقوى عليك انا عمري جيت عليك يا بثينة حتى بعد اللي عملتيه يومها ونزلتي من صورتي قدام الكل وطلعت ژبالة قدامهم اني بجبرك على الجواز وخالك الهمام جه انقذك رغم كل ده عذرتك وقولت لسه بنت صغيرة ومش ذنبها اللي خالها قاله وسكت وعاملتك بما يرضي الله 
صمت قليلا ثم صاح پقهر شديد 
ده أنت اول واحدة يا شيخة اقولها اني بحب شيماء واعتبرتك وقتها اختي تعملي كل ده فيا شوهتي صورتي قدام الكل بأني مدمن وسكت طلعتيني واطي بجبر بنت عمي على الجواز وسكت لكن توصل للأعمال والسحر 
توقف عن حديثه وهو يصفعها پعنف وقد أضحت عيناه حمراء بشدة صارخا في وجهها 
ده انا اقټلك يا بثينة سامعة أنت مدركة أنت عملتي ايه ولا غلك وحقدك عماك 
بكت بثينة پعنف وهي تضع يدها على خدها بۏجع شديد من صفاته 
يا هادي والله عملت كل ده عشان بحب 
اسكتي تعرفي تسكتي بتحبي مين بتحبيني انا الكحيان اللي مش عنده عربية ولا فلوس في البنك مش ده كلامك ليا بعد ما خالك مشي يوم كتب الكتاب وأنك مكنتيش حابة ترتبطي بيا لاني مش طموحك 
صمت ثم قال بعدها ببسمة ساخرة 
ولا لما لقتيني بروح لغيرك احلويت في عينك اصل ده مش حب ابدا أن الحاجة تكون معاك ومتبصيش ليها ولما تلاقي غيرك اخدها تفضلي تدبدي برجلك وتقولي لا دي بتاعتي انا ده مش حب ابدا يا بثينة انت عارفة ده اسمه ايه 
صمت يراقب ملامحها الشاحبة وقد عراها أمام نفسها 
ده اسمه مرض نفسي أنت مريضة يا بثينة والمفروض تتعالجي وانا عندي اللي يعالجك 
رفعت بثينة عينها الحائرة له لا تفهم حديثه لتجده يقول بكل قسۏة 
فرانسو كلمني عشان اسرع الجواز وانا رفضت وقولتله مش انا اللي ارمي لحمي بالسهولة دي ولازم كل حاجة تمشي براحة عشان تاخدوا على بعض وتعرفوا بعض بس خلاص أنت جبتي أخرك معايا يابنت عمي وانا هعمل باصلي وأكمل للآخر واسلمك لعريسك و وقتها انسي إنك كنت تعرفيني في يوم يا بثينة لاني هنساك 
صمت وهو يرى ملامحها المڤزوعة لما قال ثم نظر لمروة وهو يتحدث بجدية كبيرة 
ومتقلقيش على والدتك هي امي وهاخد بالي منها لان ملهاش ذنب في مرض بنتها ولا عمايلها وهاخدها تعيش مع امي وهاخد بالي منهم واظن كده عداني العيب 
أنهى حديثه ثم تحرك صوب الباب لكنه توقف فجأة وهو يقول دون أن يستدير 
اه صحيح مټخافيش محدش هيعرف بقذارتك دي غيرنا احنا لان مش انا اللي افضح حد حتى لو كان عدوي وكمان لأن شيماء متستحقش تتصدم بالشكل ده في صديقة عمرها 
أنهى هادي حديثه وهو يتحرك بسعة كبيرة جهة الباب ثم اغلقه پعنف شديد خلفه جاعلا مروة تنتفض بفزع ثم رمقت ابنتها بغير تصديق لما سمعته منذ قليل لكنها لم تفعل شيء سوى أن رمتها بنظرة قطعت بثينة ثم تحركت صوب غرفتها تستغفر ربها تبكي حالها وتفكر فيما قصرت لتبتلى بابنة كتلك 
بينما بثينة كانت ترى عالمها ينهار أمام عينيها لا تصدق
ما حدث منذ ثواني وكأنها في كابوس كل شيء تدمر كل شيء
قد يكون العقل شرقي لكن القلب والله عاشق 
تلك الجملة لو يعلم زكريا وقعها على قلب فاطمة لاشفق عليها مما سببه لها شعرت فاطمة بجسدها كله يرتجف بين ذراعي زكريا بعد سماعها لكلماته لا تصدق ما سمعته للتو 
الن يرمقها بنظرات مشمئزة أو يرميها بكلمات كالسهام كما فعل الجميع أو حتى يشفق عليها كما البعض وللعجب وجدته يتسائل عن المجرمين الحقيقين رافعا عنها ذلك اللقب البغيض 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي ماتزال تسكن أحضانه تهمس بصوت منخفض جدا يرفض عقلها التصديق بوجود شخص كهذا في العالم 
دي مثالية ولا ادعاء للمثالية
ابتسم زكريا بۏجع شديد لما وصلت إليه أبعدها زكريا عنه قليلا ثم تحدث ببسمته الحنونة التي اعتادت فاطمة مشاهدته بها بعد أن كان التقطيب عنوان ملامحه 
تعرفي يا فاطمة ايه مشكلة المجتمع اللي احنا فيه 
صمتت فاطمة ولم تجب سوى بإماءة رافضة ليكمل زكريا وهو يتنهد 
إن من كتر ما المجاري طافحة فيه وريحة الصرف الصحي ملياه بقينا نستغرب ريحة المسک ونقول عليها معجزة 
انكمشت ملامح فاطمة بعدم فهم لحديثه ويبدو أن مغزى حديث زكريا لم يصل لها ضحك زكريا بخفوت ثم جذبها لاحضانه مجددا وتحدث وكأنه يشرح لأحد التلاميذ عنه 
يعني من كتر ما بقى الكل بيتصرف تصرفات لا تمت للدين بصلة بقينا نتصدم من اللي بيتصرف تصرفات عادية 
صمت ثم أكمل 
يعني اللي أنت بتقولي عليه مثالية ده اساسا تصرف طبيعي المفروض كان يحصل لكن لأنه أضحى نادر
في المجتمع بقينا نشوفه تصرف خارق للطبيعة 
الآن فهمت فاطمة ما يقصده لكن ورغم ذلك لم تتغير ملامحها بمقدار أنملة ليبعدها زكريا جاعلا إياها تجلس على الأريكة ثم جلس جوارها وصمت طال الصمت بين الاثنين حتى كادت فاطمة تظن أنه دخل في صدمة متأخرة قليلا لذا نظرت بطرف عينها جهته لوحده شارد بشكل مخيف ثم تحدث بهدوء شديد وتردد 
هو أنت يعني قصدي 
صمت لا يعلم كيف يخبرها بالأمر زفر بضيق شديد وهو يدفن وجهه بين يديه مهما ادعى أن الأمر لم يؤثر في رأيه لكنه بالفعل اثر في قلبه يشعر بطعنات متتالية توجه ل  ه لا يعلم ماذا يفعل يود سؤالها عن من فعل ذلك يود معرفة ما حدث معها بالتفصيل لكنه لا يأمن انهياره أمامها بعدما هدأ يود لو يركض من أمامها الآن لمنزله ينزوي في غرفته ثم يبكي كطفل صغير بعيدا عن أعين الجميع 
خرج زكريا من حديثه مع نفسه على صوتها الخاڤت والجامد بشكل مخيف حقا 
كنت في تالتة ثانوي وقتها
كان يضمها بۏجع شديد وفكرة أنها قد تتعرض لخطړ ې  ه فها هي صغيرته الجميلة التي كتم حبه لها حتى أضحى قادرا على الفوز بها بين يديه وقد تعرضت للاڼهيار بسبب شيء لا يعلمه 
ضم رشدي ماسة إليه أكثر وأكثر وهو يهمس لها أن تكون بخير لأجله فقط حتى سمع طرق على الباب لېصرخ دون وعي 
قولت سيبونا لوحدنا مش عايز اشوف حد 
أنهى حديثه يدفن وجهه في ماسة مجددا يحاول كتم دموعه لكن صوت شيماء الذي وصله مرتجفا وهي تتحدث بخفوت جعله ينتفض وهو يستمع لنبرتها المړعوپة 
رشدي هادي برة وشكلة متبهدل اوي وعايز يقابلك 
انتفض رشدي من جوار ماسة وهو يركض للخارج دون حتى أن ينتبه لثيابه الغير منمقة متحدثا بسرعة لشيماء 
خليك جنب ماسة ومتسبيهاش 
أنهى حديثه راكضا لغرفة الضيوف ليجد أن شيماء قد أخطأت الوصف حين استخدمت كلمة متبهدل لوصف هادي فهيئة هادي كانت أقرب للدمار وكأنه قد تعرض لحاډث منذ قليل 
دخل رشدي بسرعة يغلق الباب خلفه سريعا ثم هرول جهة هادي بملامح مڤزوعة لحالته 
هادي ! مالك حصلك حاجة 
رفع هادي عيونه التي كانت أشبه بعيون رشدي مليئة بالدموع وحمراء 
تعبان اوي يا رشدي ومش عارف اروح فين زكريا مش في البيت و 
لم يكمل بسبب سماع الثلاثة لجرس المنزل يتبعه صوت سحر مرحبة بزكريا وهي تدله على مكان وجود رفاقه 
طرق زكريا باب الغرفة ليتجه رشدي له ويفتح الباب ليفاجئ بزكريا يلقي بنفسه بين ذراعيه مرددا بتعب شديد 
حاسس اني مخڼوق اوي وبموت
نظرت منيرة بتعجب شديد لابنتها التي تتوسط الأريكة جوارها بهدوء مريب وهي تفكر أنها لم تخبر زكريا بعد بالحقيقة فهي لم تستمع لأصوات شجار أو صړاخ منذ جاء وحتى غادر 
كانت نحمده تجلس على الأريكة المجاورة لتلك التي تتوسطها كلا من منيرة وفاطمة وهي ترمق الاثنتان بشك كبير لهذا الهدوء 
هو فيه ايه وزكريا كان هنا ليه 
نظرت منيرة لنحمده بتأفف شديد فهي دائما تتدخل فيما لا يعنيها حاشرة أنفها في حياة الآخرين 
ولا حاجة يا نحمده يا ختي كان جاي يطل على فاطمة ويشوفها لو عايزة حاجة 
مصمصت نحمده    بسخرية وهي تتمتم بحنق 
ومالك يا حبيبتي بتقوليها كده ليه هناكل حاجتها ولا يكونش هنحسدها يعني 
زفرت منيرة بضيق شديد فها هي تفسر حديثها على هواها وما كادت تتحدث بكلمة إضافية حتى خرجت منار من غرفتها تحمل ورقة وقلم تتقرب من فاطمة ببسمة واسعة 
فاطمة اديني رقم مستر زكريا عشان محتاجاه ضروري 
واخيرا أ  ت فاطمة حركة تدل على أنها حية حيث ارتفع طرف    بتهكم شديد دون أن تعي مجيبة منار 
زكريا وأنت هتحتاجي ايه من زكريا 
ابتسمت منار تضم الورقة ل  ها ببسمة غبية 
اه تصدقي نسيت اقولك مش مستر زكريا هيدرسلنا العربي بعد كده اصل المدرس القديم سافر تقريبا مستر زكريا احسن كتير 
صمتت ثم قالت بحماس شديد وبسمة بلهاء غير منتبه لتلك التي رمقتها بتشنج 
تعرفي اساسا في الاول الكل مكنش مطمن للمدرس الجديد بس بعد ما شافوا مستر زكريا غيروا


 

رأيهم اصلك مشوفتيش هو كاريزما ازاي في الفصل ولا طريقة كلامه و 
توقفت عن الحديث وقد انتبهت فجأة لما تقول وهي تجد الجميع يرمقها بتعجب شديد والبعض مستنكر كفاطمة ومنيرة التي صاحت بحنق شديد 
شوف العيال لسه قد ايه وبتتكلم ازاي 
نظرت نحمده لابنتها بضيق شديد لحديثها ذلك لكن منار لم تأبه لها ونظرت لفاطمة تحدثها 
هاتي بقى رقم مستر زكريا عشان عايزة أسأله عن المجموعات 
شعرت فاطمة بنيران تشتعل داخلها بشدة لسبب تجهله أو تتجاهله 
اه قولتيلي بس يا خسارة اصل مستر زكريا ملهوش في حوار المجموعات والحاجات الفاضية دي وكمان مش بيحب يدي دروس خاصة لبنات اساسا 
صدمت منار من حديث فاطمة وقد التقطت اعتراضها الواضح من بين حروفها لتقول ببسمة خبيثة 
هو أنت غيرانة ولا ايه ده المستر بتاعنا يعني خلي عقلك كبير شوية اكيد محدش هيبص ليه بالشكل ده 
نهضت فاطمة تتحدث بحنق وڠضب شديد 
والله محدش
بيفكر بالشكل ده قد اللي في سنك يا منار 
انهت حديثها ثم تحركت جهة غرفتها پغضب شديد من نفسها لشعورها بالتملك جهة زكريا وهي من كانت تفكر في الانفصال عنه من ساعات فقط قبل محادثته تاركة خلفها منار تبتسم بغيظ شديد

كان الثلاثة يجلسون في غرفة رشدي بعدما اخذهم لها بعيدا عن الجميع يتوسطون فراشه بين احضان رشدي الذي كان يضم كلا منهما في جانب مربتا عليهما كأم تضم طفليها 
كان الجميع في الغرفة يسبح في أفكاره الخاصة 
نحن في غاية البؤس الآن ادركت أننا لا نتشارك فقط الاسماء العجيبة بل وأيضا حظنا التعس 
رفع هادي رأسه من على    رشدي يرمق زكريا بنظرات حزينة ثم زفر وهو يعود ويضع رأسه على    رشدي الذي كان يستند برأسه على الحائط متحدثا بضيق 
حاسس نفسي خلفتكم ونسيتكم هو انا ناقص هم ابعد ياض منك ليه مش ناقصة غم 
تحدث رشدي وهو يبعد زكريا وهادي عنه ليعتدل في جلسته وهو يرمق الوجوه الواجمة ليقول مقتنعا 
الظاهر لما باظت باظت على الكل مالكم منك ليه 
تحدث هادي دون أن يوضح 
بثينة 
أضاف على حديثه زكريا 
فاطمة 
ابتسم رشدي بسخرية كبيرة 
ماسة 
نظر الثلاثة لبعضهم البعض ثوان قبل أن ينفجروا في الضحك بصوت عالي محاولين به إسكات صرخات قلوبهم واخفاء اهاتهم 
صمت الجميع ليتحدث زكريا بسخرية كبيرة 
اه من حواء بإمكانها جعلك نرقص كالمچنون وايضا قد تجعلك تبكي كما النساء وكأن حواء خلقت فقط لتتحكم في آدم المسكين ومشاعره 
نظر هادي له ثم تنهد بتعب شديد وهو يلقي برأسه على قدم رشدي الذي حاول أبعاده بنزق شديد لكن هادي تمسك في قدمه يرفض الابتعاد وهو يقول 
اسكت بقى خليني ارسم حالتي 
نظر له الاثنان بعدم
فهم ليتحدث رشدي بحنق شديد 
ترسم حالتك 
هممم هما بيقولوا كده في الأفلام لما واحد يكون زعلان اوي بيقول سيبوني ارسم نفسي لوحدي 
فجأة صړخ هادي منتفضا من على قدم رشدي وهو يشعر بصڤعة شديدة تهبط على وجهه وصوت زكريا يهدر به 
اسمها يرثي حالته يا مغفل ايه يرسم دي اقول ايه جاهل ومتخلف 
ابتعد هادي سريعا من على قدم رشدي وهو يجلس على ركبتيه يصيح بحنق شديد 
يا عم زكريا مش ناقصة حصة عربي الله يكرمك الواحد على آخره 
وكما صفعه فجأة ضمھ فجأة حيث اتجه زكريا جهة هادي وضمھ إليه وهو يربت على ظهره متحدثا بخفوت 
خلاص يا هادي كله هيعدي يا حبيبي صدقني كله هيكون بخير وانا جنبك 
تعجب هادي حالة رفيقه لينظر نحو رشدي يسأله بعينه عن سبب ما يقوم به زكريا ليهز له رشدي كتفيه بعدم معرفة لما يحدث وما كاد هادي يبعد زكريا عنه حتى شعر به يبكي وكأنه حينما قال تلك الكلمات كان يقولها لنفسه ليهدأ
كانت تجلس جوار ماسة وهي تنظر لها بحزن شديد تتذكر ما حدث لها لكن أثناء ذلك حضرت في رأسها ذكرى مرأى هادي بتلك الحالة التي أصابت قلبها في مقټل فهي شعرت بضيق تنفسها بمجرد رؤيته في تلك الحالة 
أغمضت عينها بۏجع تود لو تنهض الان مقتحمة الغرفة عليهم لترى إن كان بخير أم لا 
أفاقت شيماء على صوت انين جوارها لتنتبه أن ماسة على وشك الافاقة من غفوتها القصيرة بفعل المخدر 
كانت ماسة تحاول فتح عينها بۏجع شديد لا تشعر باطرافها وكأنها تجمدت كليا حاولت فتح فمها للتحدث لكن لسانها لم يسعفها سوى بقول 
رشدي 
نهضت شيماء سريعا وهي تقترب من ماسة تبتسم لها
ماسة حبيبتي أنت بخير 
نظرت لها ماسة بتشوش تهمس مجددا باسم رشدي تريده جوارها الآن لتتحدث شيماء وقد وجدت فرصتها للذهاب والاطمئنان على رشدي 
رشدي عايزة رشدي 
هزت لها ماسة رأسها وهي تشعر بدوران شديد قد أصابها تحركت شيماء سريعا جهة الباب وهي تجيبها 
هروح اناديه
يعني أنت قولتيله كل حاجة 
هزت فاطمة رأسها بإيجاب على سؤال والدتها التي لحقتها للغرفة ومنذ ذلك الحين وهي تستجوبها عما حدث حينما كان زكريا هنا 
لم تصدق منيرة ما سمعته من ابنتها هل علم كل شيء ورغم ذلك لم تسمع صوته حتى أو صراخه بهم أنهم خدعوه أو ما شابه 
طب طب هو قال ايه 
زفرت فاطمة بضيق شديد وهي تعيد حديثها للمرة المائة على والدتها 
بعد ما حكيت ليه كل حاجة ابتسم بس وهز رأسه ومشي يا ماما مقالش حاجة أبدا 
يعني هيطلقك 
فزعت فاطمة من مجرد الفكرة فليس بعد أن وجدت الأمان في حياتها البائسة يتركها 
لا مش هيطلقني 
هو قالك كده 
صمتت فاطمة لا تعرف بما تجيب والدتها وكيف تصف لها ردة فعله وما فعله والذي يؤكد لها جيدا أنه لن يطلقها ابدا 
أنا واثقة فيه يا ماما ولأول مرة في حياتي اثق في حد وواثقة جدا إنه عمره ما هيسيبني قلبي بيقولي كده
قولتلك هحكي ليكم بعدين يا رشدي سيبوني بس أهدى الاول لو سمحتم 
زفر رشدي بضيق شديد فهو منذ عاد زكريا للبكاء بين احضان هادي وهو يشعر بۏجع شديد في قلبه وقلق كبير قد ملء   ه 
تمام يا زكريا اعرف اننا دايما معاك 
ابتسم له زكريا ثم هز رأسه بشرود شديد وهو قرر أنه سيبدأ البحث عن ذلك الحقېر الذي تجرأ وفعل ما فعله بفاطمة 
رشدي لو عايز الاقي شخص معين ومعرفش غير اسمه وعنوان سكنه القديم تاخد قد ايه وتلاقيه ليا
نظر كلا من هادي ورشدي لبعضهما البعض بعدم فهم لكن رشدي اجابه بتفكير 
على حسب الأمر ده مش محسوم غير لما ادور بنفسي 
هز زكريا رأسه ثم انحنى قليلا للطاولة التي تجاور فراش رشدي وحمل قلم ودفتر صغير ثم خط فيه ببعض الكلمات الصغيرة وقطع الورقة واعطاها لرشدي وهو يقول بجدية كبيرة 
عايزك تجبلي الشخص ده يا رشدي تعرفلي هو فين بس ارجوك الموضوع مهم اوي بالنسبة ليا 
تعجب الاثنان أكثر من حديث زكريا فلم يسبق أن تحدث زكريا في هكذا أمور أو كان مهتما بأحد بهذا الشكل الذي يظهر من تعابير وجهه وطريقة حديثه 
نظر رشدي للورقة بيده وهو يقرأ الأسم بحيرة شديدة 
جمال عبدالعظيم 
سمع الثلاثة طرقا على الباب ليتجه رشدي صوبه ثم بعدها سمع هادي وزكريا صوته يقول بلهفة شديد 
فاقت 
استدار رشدي وهو ينظر لرفيقيه متحدثا بسرعة وهو يركض خارج الغرفة 
ثواني وجاي 
راقب الاثنان رحيله المتلهف ليعلموا أن ماسة أفاقت واخيرا 
استدار زكريا لهادي ثم قال له فجأة بشكل صډمه 
لو حابب افرح بنت يا هادي اعمل ايه 
كان الجميع متجمع في غرفة ماسة بعد رحيل كلا من هادي وزكريا بشكل غريب لم يترك رشدي ماسة
ولو لثانية واحدة فقد كان يضمها بشدة وأمام الجميع حتى تحدث ابراهيم بحنق كبير لابنه 
مش معقولة قلة الأدب دي يابني احترم أننا واقفين 
تنحنح رشدي بخجل وهو ينظر لوالده قليلا قبل أن يقول 
والله يا حاج كويس انك فتحت الموضوع لاني كنت محرج افتحه 
نظر له الجميع بعدم فهم ليكمل هو ببسمة محرجة 
انا يعني كنت بقول لو تاخد الناس اللي معاك دي وتخرج يعني هكون ممنون ليك 
فتح الجميع أفواههم ما بين مستنكر وخجل حيث ركضت شيماء للخارج بخجل تحدث رشدي بضحك وهو ينظر لرحيل شيماء 
شوف اهي شيماء طلعت ذوق وفهمت انا عايز ايه ومشيت يلا بقى جر شوية العواجيز دول معاك وسيبنا 
اقتربت ماسة من رشدي تهمس في أذنه بحنق شديد 
رشدي انا قليلة الادب اه بس مش للدرجة دي ما ينفعش كده قدام الكل 
نظر لها رشدي بحنق شديد ثم همس لها بنفس النبرة 
فين قلة الأدب دي ما انا بمشيهم عشان ميبقاش قدامهم 
لو مش بقاطع حاجة يا استاذ رشدي ممكن تخليك معايا شوية 
ألتفت رشدي لوالده بتعجب ليسمعه يردد بحنق شديد وتهكم 
كنت بقول نعمل فرحكم وكده كده شقتك جاهزة ونلمكم بدل الفضايح دي 
وفجأة دوى صوت زغرودة هزت أركان الغرفة كلها لينظر الجميع جهة ماسة التي انتفضت من الفراش تطلق الزغاريد بفرحة شديدة 
تحدث رشدي بحنق شديد 
الله ما أنت زي القرود اهو امال مين اللي كانت بتطلع في الروح من كام ساعة بعدين يا عديمة الډم أنت المفروض تتكسفي على دمك شوية وتتمنعي 
رمقته ماسة بحنق شديد ثم هبطت من الفراش وهي تتجه صوب امها تمصمص    بسخرية 
يلا يا اما ننزل نشوف فستان الفرح قال اتمنع قال 
ضحكت سحر بفرحة شديدة لعودة ابنتها مرة أخرى بينما كان رشدي يرمق ماسة بغيظ شديد لوقاحتها تلك 
ياربي مش معقولة اتجوز واحدة بالشكل ده 
كانت ماسة تتحرك نحو الخارج وهي تتمتم بأغنية تتمايل يمينا ويسارا 
طلي بالابيض طلي يا زهرة
نيسان 
راقب رشدي طريقة تمايل ماسة حتى خرجت من الغرفة ليتشنج وجهه بسخرية لاذعة 
لا زهرة نيسان ايه بقى دي فجلة نيسان بصلة نيسان إنما زهرة دي بعيد عن شعرك الاكرت يا نتنة
كان يقف مع هادي أمام باب منزل فاطمة وبيده كل ما قال عليه هادي يبتلع ريقه بخجل شديد متردد من طرق الباب أو التقدم إليه ليشعر بهادي يدفعه للباب لكنه يرفض ذلك وكل ثانية يعود للخلف حتى كاد يركض من هادي في أحد المرات 
يا اخي اخلص بقى هتطلع روحي 
زفر هادي بضيق وهو يترك زكريا يقف أمام الباب ثم سريعا اتجه صوب جرس باب منزل فاطمة وطرقه ثم


 

ركض لمنزله سريعا وتبعه زكريا الذي أراد الدخول معه للاختباء لكن هادي اغلق الباب سريعا قبل أن يصل له وهو يفتح النافذة الصغيرة في الباب صارخا في وجهه بحنق شديد 
امشي ياض أقف قدام الباب امشي يا حيوان 
احتدت نظرات زكريا وما كاد يتحدث صارخا به حتى سمع صوت خلفه يقول بتعجب 
مستر زكريا 

بكرة !
فزعت شيماء من حديث رشدي الذي أتى يخبرها أن غدا خطبتها على هادي والذي رفض أن يأتي يوم للتعرف قائلا أنهما بالفعل يعرفان بعضهما البعض لذا لينتقلوا لمرحلة الخطبة مباشرة 
ايوة يا شيماء بكرة فيه عندك اي اعتراض صدقيني لو مش مستريح ه 
قاطعت شيماء رشدي سريعا ودون أن تنتبه للهفتها 
لا يا رشدي مفيش اعتراض بس هو يعني
صمتت بخجل بعدما استوعبت ما قالته منذ قليل ابتسم لها رشدي وهو ينتقل للجلوس جوارها ثم جذبها لاحضانه بحنان شديد يربت عليها بحب 
حبيبتي صدقيني انا لو كنت لفيت الدنيا دي كلها مكنتش هلاقي ليك واحد زي هادي سيبك من إن هو صاحبي بس والله الواد راجل يعتمد عليه وطيب واهبل وفيه كل الصفات اللي ممكن ست تتمناها 
ابتسمت شيماء بخجل ثم صمتت وهي تنظر لرشدي بريبة 
هي خطوبة بس صح 
ضحك رشدي بصخب شديد على خجل أخته ليقول لها بكل صراحة 
بصي يابنتي هو حتى الآن هي مجرد خطوبة بس انا عن نفسي مضمنش هادي ممكن تلاقيه بكرة جايب زفة وياخدك معاه وهو ماشي
ابتلع زكريا ريقه بصعوبة وهو يستدير واضعا وجهه ارضا يتجه للباب بخطوات صغيرة متحدثا بصوته الهادئ الرخيم 
السلام عليكم فاطمة موجود 
نظرت منار له پصدمة مما يحمل لا تصدق أن هذا الذي يقف أمامها يحدثها واضعا وجهه ارضا وحاملا لكل تلك الأشياء هو نفسه معلمها ذو الهيبة الشديدة 
ايوة فاطمة جوا في اوضتها اتفضل 
تحرك زكريا صوب الباب ليشير لها بالتنحي جانبا حتى يمر لتفعل هي ذلك مبتعدة عن الباب 
تحرك زكريا للداخل وهو يتنحنح حتى يعلم الجميع بقدومه قابل في طريقه منيرة التي خرجت من المطبخ تحمل في يدها ملعقة كبيرة ترمقه بعدم فهم ليتحدث هو بحرج شديد يلعن في سره هادي وما فعله به 
السلام عليكم بعتذر لو جيت بدون ما استأذن بس كنت عايز فاطمة و 
قاطعته منيرة بسرعة ولهفة شديد تتخلل صوتها مشيرة لغرفة ابنتها التي تركتها منذ ساعة تقريبا شاردة بشكل مخيف 
البيت بيتك يا حبيبي تيجي وقت ما تحب ادخل الاوضة دي فاطمة فيها 
نظر زكريا للغرفة بتردد شديد ثم ابتسم بحرج وهو يتجه صوبها بخطوات بطيئة بعض الشيء يتمنى لو يطول به الطريق لها لكن ها هو يقف أمام الباب وهو يطرقه بهدوء شديد ينتظر الاذن بالدخول ثواني وسمع صوت فاطمة يأذن له بالدخول 
كانت تتسطح على فراشها بتعب شديد ليس تعب جسدي بل نفسي تخشى ان يتراجع زكريا في حديثه تخشى أن يتركها بعدما حصلت منه على أمل في أن يقف جوارها فما مرت به وما رأته من جميع من حولها جعلها تفقد الثقة في العالم كله 
خرجت فاطمة من شرودها على صوت طرقات بابها لتتعجب بشدة من ذلك فمنذ متى كان سكان المنزل يحترمون خصوصياتها فعمتها ومنار يقتحمون الغرفة كما لو كانوا أحد أفراد فرقة المكافحة 
فتح الباب ببطء شديد وكأن الطارق يخشى أن يخرج له وحش من خلفه ثوان قليلة حتى وجدت فاطمة دبدوب كبير زهري اللون مختلط باللون الابيض يدخل من الباب يتبعه بعض البالونات فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديد وهي تقف على ركبتها في فراشها تراقب ما يحدث جيدا حتى واخيرا أطل ببسمته البشوشة من خلف الباب يحمل كل تلك الأشياء المبهجة 
دخل زكريا للغرفة ثم اغلق الباب بهدوء ووقف خلفه وهو يجلي حلقه محاولا التفكير في شيء لقوله بينما يحمل في يده العديد والعديد من البالونات وهناك دبدوب أسفل ذراعه ويده الأخرى يحمل بها بعض الزهور البيضاء وعلبة حلوى
متوسطة الحجم 
كانت فاطمة تنظر لزكريا ببلاهة شديدة لا تفهم شيء ابدا مما ترى تقدم زكريا منها ببسمة خجله بعض الشيء مما يفعله فهو لم يسبق أن رفع حتى نظره في فتاة 
وضع زكريا كل ما يحمل على الفراش حول فاطمة وهو يعتدل في وقفته يقول ببسمة 
اخبارك 
كانت فاطمة لا تستوعب شيء ابدا مما يحدث أمامها هل هل فعل كل هذا لها أحضر كل تلك الأشياء لها شعرت بدموعها تهبط دون وعي ليفزع زكريا من الأمر وهو يقترب منها بشدة يمسك وجهها بين كفيه بحنان شديد هامسا 
ماذا ألا تحبين تلك الأشياء 
ازداد بكاء فاطمة أكثر لتتغضن ملامح زكريا بشدة وهو ينظر لكل شيء بحسرة شديدة 
معجبتكيش الحاجات انا جبت كل حاجة ممكن تحبيها زي ما هادي قالي الظاهر إن اخر مرة هادي عمل مفاجأة فيها لبنت كانت في ابتدائي مش فاهم انا ايه كمية الدباديب والبلالين دي يارتني كنت سألت رشدي بدل المتخلف ده على الاقل ك 
توقف زكريا عن التحدث بسبب صډمته من فاطمة التي ارتمت في أحضانه پعنف شديد وهي تبكي أكثر 
عاد زكريا للخلف بفزع وهو يرفع يده عاليا بسبب صډمته لما حدث ازدادت ضړبات قلب زكريا وهو يبتلع ريقه ينظر للاسفل ليجد فاطمة تتعلق به كما لو كانت طفلة تتعلق بوالدتها وهي تضع رأسها على   ه بينما مازالت تجلس على ركبتها على الفراش وهي تهمس ببعض الكلمات الغريبة التي لا يفهمها زكريا لكنه رغم ذلك مد يده يحاوطها بدفء محبب لقلبها وهو يضع ذقنه اعلى رأسها هامسا بحنان شديد 
أعجبتك تلك الأشياء السخيفة 
ضحكت فاطمة من بين دموعها وهي تهز رأسها بسرعة ليبتسم زكريا بسمة أظهرت أسنانه البيضاء وهو يهمس لها 
إذا سأخصص جزء من راتبي لتلك الاشياء وكل شهر أحضر لك منها جيد 
ابتسمت فاطمة أكثر وهي تهمس بصوت مبحوح من البكاء 
همممم حلو اوي عجبوني اوي شكرا 
على الرحب يا جميلة الجميلات نحن طوع أوامر سموك غاليتي 
ضحكت فاطمة وهي تضمه أكثر وقد أضحى   ه هو مسكنها المفضل 
إذا جميلتي كنت افكر في أن ننهي هذا الأمر ونبدأ من جديد وبطريقة
صحيحة 
لم تفهم فاطمة الأمر لتبتعد عنه قليلا وهي تنظر له بتعجب تردد بصوت منخفض قليلا 
مش فاهمة 
ابتسم زكريا وهو يكوب وجهها بحنان ماسحا دموعها برقة شديد وهو يقترب منها بتردد شديد ليقبل وجنتها سريعا ثم ابتعد وهو يقف بشكل مستقيم وكأنه لم يفعل شيء ثم تحدث ببسمة واسعة 
اقول بأن تحددي ميعاد لي مع والدتك لأني سآت لطلب يدك غدا فلنسر الطريق من بدايته بشكل صحيح 
ابتسم وهو ينهي حديثه هامسا في نفسه پحقد وڠضب 
بعدما انتهى من تنظيف القمامة به
في اليوم التالي 
كان رشدي يحاول كتم ضحكاته وهو ينظر لمظهر زكريا الذي صدم من أن اليوم خطبة هادي بعدما خطط هو للذهاب مع والديه لزيارة فاطمة 
خلاص بقى يا زكريا متبقاش قموص زي هادي يا عيني الواد استحمل كتير اوي خلينا نجوزه ونخلص بعدين نفوق ليك 
لم يجبه زكريا بل لوى فمه بحنق شديد وهو يتابع هادي الذي كاد ينهض من جوار شيماء ويرقص بين الجميع فرحا وقد وصل اخيرا لتلك اللحظة ورغم غياب بثينة الذي تعجبه الجميع واراح هادي بشدة إلا أن والدتها كانت أول الحاضرين لهذه الخطبة بطلب من هادي 
نظر هادي بجانبه لشيماء التي كادت تختفي من الخجل وبسبب نظرات ذلك الذي يجاورها 
مبارك يا شوشو 
نظرت له شيماء بخجل شديد وهي تهمس له 
مينفعش تقولي شوشو على فكرة أحنا مخطوبين بس مش متجوزين 
ابتسم هادي بحيث وهو يلمح بطرف عينه فرج الذي دخل وتبعه رجل كبير في السن يحمل دفتر ويرتدي عباءة سوداء 
وماله نتجوز واقولك اللي انا عايزة 
لم تفهم شيماء شيء حتى وقع نظرها على ما يحدق به هادي لتخجل بشدة وتنهض من جواره وتركض للداخل يتبعها ماسة وفاطمة 
زفر رشدي بحنق شديد وهو يرى ما يفعل صديقه ليجد والده يتحدث له بضيق 
هو صاحبك ده عبيط بيحطني قدام الأمر الواقع يعني 
هو مش انا قولت منك ليه يا بابا يبقى لو سمحت متدخلنيش في أموركم العائلية انا برة الحوار ده كله 
اتجه هادي سريعا صوب فرج الذي كان يسند المأذون والذي يبدو عليه اثر المړض نتيجة لكبر سنة 
ايه ده ماله 
نظر فرج لهادي وهو يساعد المأذون في الجلوس متحدثا بصوت منخفض 
أصله نسي دوا الضغط فبعت عيل يجيبه ليه اصبر ياخد الدوا وتلاقيه قام زي القرد دلوقتي 
نظر هادي لفرج بشړ كبير وهو يسحبه بعيدا عن المأذون الذي كان يسعل پعنف متحدثا لوالدته 
كوباية ماية لا الراجل يفطس مننا يا ما 
سحب فرج جانبا وهو يسبه بخفوت 
ما هو انا استاهل اللي بيجرالي عشان اعتمدت عليك يا فرج رايح تخرج الراجل من تربته وجايبه ليا يكتب كتابي 
يابني تربة مين ده اشهر مأذون في المنطقة كلها ده هو اللي كان كاتب كتابي 
أخرج هادي صوتا ساخرا من حنجرته وهو يتحدث 
مش فاهم ايه العلامة المميزة في إنه يكتب كتابك يعني يكونش كتب كتاب الأمير تشارلز ولا ايه بعدين يعني تاعب الراجل وشيلته من على جهاز التنفس كده يفطس مننا 
اعترض فرج على حديث ذلك الهادي المزعج والذي لا يعجبه شيء 
انا مش فاهم ماله الراجل عمال تقول تربة وجهاز تنفس ما هو زي الفل اهو وإن شاء الله يكتب كتابك ونفرح بيك و 
ياللهوي الحقني يا هادي الراجل هيروح مننا 
نظر هادي بشړ لفرج وهو يهدر في وجهه پغضب 
نقيت فيها يا بومة اهو الراجل بيسلم نمر اهو وهيقابل رب كريم اقټلك اخلص منك ولا اعمل ايه 
ترك هادي فرج وركض جهة الرجل وهو يحمل الدفتر سريعا يلوح به أمام وجهه وهو يصيح به 
امسك نفسك ابوس ايدك عايز ادخل دنيا 
تحدث الرجل العجوز وهو ينظر أمامه 
أنا جايلك يا غالية وحشتيني اوي 
صاح هادي وهو يسرع من حركة يده 
لا استني شوية يا غالية يعني هي وحشتك لما جيت تكتب كتابي ايه فكرتك بيها ولا ايه ابوس ايدك امسك نفسك لما تكتب الكتاب وابقى روح معاها 
كان زكريا يجلس جوار الرجل يربت على   ه في حركات دائرية يحاول مساعدته بينما هادي يولول كما النساء جواره يندب حظه ويلعن فرج


 


اقترب فرج منهم وهو ينظر للرجل بحزن يقول 
لا حول ولا قوة إلا بالله مالك بس يا حاج سعد ما انت كنت زي الحصان 
رمقه هادي بشړ وهو يصيح في وجهه ومازالت يده تتحرك پعنف 
مالوش يا
لم يكمل فرج حديثه بسبب هادي الذي ألقى الدفتر ارضا ثم انقض عليه صارخا في وجهه 
ھ  ك يافرج ھ  ك وابعتك معاه تاخد بايده 
نظر فرج له بړعب شديد يحاول الابتعاد عنه وهو ېصرخ 
اعملك ايه ملقتش غيره وانت قولت تقب وتغطس وتطلعلي بواحد وده اللي لقيته 
كاد هادي يتحدث صارخا في وجهه لولا ذلك الصوت الذي صدح في المكان 
أين العريس 
توقف هادي وتوقف الجميع بتعجب لذلك الصوت ليجدوا أنه لم يكن سوى صوت المأذون الذي اعتدل في جلسته وحمل الدفتر من الأرض وفتحه وهو يتحدث كما لو أن يكن يصارع المۏت منذ قليل 
نظر له الجميع ببلاهة ليتحدث فرج ببسمة وهو ينسل من بين يدي هادي 
شوفت قولتلك الراجل زي الفل ومش فيه حاجة هو بس كان بيشحن 
تجاهل هادي فرج وهو يركض جهة المأذون صارخا به أن ينهي عقد القرآن قبل أن ينفذ شحنه مجددا 
وسريعا تم الأمر بلمح البصر لينتهي المأذون معلنا ارتباط قلبين آخرين 
علت الزغاريد في المكان وارتفع صوت المهنئين لهادي لكن كل ذلك توقف بمجرد سماع صړخة ماسة باسم فاطمة 
فزع زكريا وشعر كما لو أن قلبه قد توقف عن الخفقان ليركض سريعا جهة المكان الذي به فاطمة ليجدها ساقطة في الممر وجسدها متيبس وقد عادت حالتها مجددا 
انحنى زكريا سريعا لفاطمة وحملها من الأرضية وهو يركض بها صوب الغرفة التي فتحتها له ماسة مشيرة له بالدخول 
أشار زكريا لماسة أن تغلق الباب خلفها 
اقفلي الباب ياماسة لو سمحت 
خرجت ماسة وهي تغلق الباب خلفها تاركة زكريا الذي يضم فاطمة پعنف شديد هامسا في أذنها 
اششش انا جنبك يا قلبي انا هنا يا فاطمة 
وكأن صوته قد مثل لها طوق النجاة حيث تمسكت به في عڼف وهي ترتجف مرددة بنبرة مړتعبة شديدة وهي تبكي پعنف 
انا شوفته انا شوفته
 

كان القلق هو ما يسود المكان بعدما ركض زكريا تاركا الجميع خلفه ما بين خوف وترقب 
اقترب هادي سريعا من رشدي الذي كان يقف جوار ماسة محاولا فهم ما حدث 
والله يا رشدي ما اعرف حاجة هي لما شيماء خرجت بعد كتب الكتاب خرجنا انا وهي وراها ويدوبك لسه رجليها مخطتش للصالة لقيتها مرة واحدة اتسندت
على الحيطة وهي بتتنفس بصعوبة وبعدها وقعت في الأرض زي اللي بتطلع في الروح 
لم يفهم أيا من هادي أو رشدي شيء ابدا مما حدث لكن هادي اقترب من إذن رشدي وهمس له بخفوت شديد 
رشدي معلش شوف زكريا كده لو محتاج ينقل مراته للمستشفى وانا هعتذر من الناس خلينا نقفل الليلة على كدة ونشوف زكريا 
نظر له رشدي قليلا ثم هز رأسه باقتناع 
تمام اصبر الاول اشوف زكريا واللي حصل معاه ولو كده لم الليلة يا هادي 
هز هادي رأسه ثم تحرك صوب شيماء التي كانت تبكي پخوف شديد لما سمعته منذ قليل ثم جذبها لاحضانه بحنان هامسا لها بكلمات مطمئنة
فاطمة اهدي لو سمحتي وفهميني تقصدي ايه 
تحدث زكريا بعد صمت طويل ولحظات مرت على أعصابه كالچحيم بعد كلمتها تلك وقد شعر فجأة بتوقف العالم من حوله 
بكت فاطمة وهي تتمسك به وكأن ذلك الشخص يقف أمامها الآن يخيفها هاتفة بنبرة مرتعشة 
هو هو برة انا شوفته يا زكريا هو برة انا شوفته والله برة هو برة 
كانت فاطمة تكرر كلمتها بهزيان وهستيريا لا تعي ما يحدث حولها بينما زكريا كان يشعر وكأن كل جسده ينتفض مطالبا إياه بالخروج الآن و   كل رجل يقابله في الخارج دون تفرقه لكنه رغم ذلك اغلق عيونه پعنف ضاغطا على قبضته بقوة شديد حتى كادت عروقه ټنفجر ثم قبل رأس فاطمة بحنان وتحدث بنبرته الهادئة كما لو أن شيئا لم يحدث 
ثم ابتعد قليلا عن فاطمة وهو يهمس لها بحنان شديد 
أتسمح لي جميلتي أن أخرج لدقائق قليلة ثم أعود لها 
وه وهي تتشبث به في عڼف باكية بجزع 
لا لا متخرجش هيجي هو لا يا زكريا لا هو هو هيجي هو قالي كده هو قالي 
ابتلع زكريا ريقه محاولا الإفلات منها 
حبيبتي هطلع بس استأذن من هادي واجي اخدك ونمشي مټخافيش محدش هيدخل هنا ماشي 
نظرت له فاطمة بړعب شديد وهي تهز رأسها بنفي تبكي أكثر وهي تزيد من تمسكها به 
لا لا خليك جنبي بالله عليك بلاش تسيبني بعد ما وثقت فيك 
شعر زكريا بۏجع شديد في قلبه من حديثها ليضمها إليه أكثر وهو يهمس لها بحنان شديد 
حبيبتي مينفعش افضل هنا والكل برة قلقان وهنبوظ الليلة بتاعة هادي وشيماء يرضيك يعني نعمل كده 
هزت فاطمة رأسها بنفي ومازال جسدها يرتجف پعنف شديد وهي تبكي ليكمل زكريا حديثه 
طيب ينفع أخرج اعتذر منهم واجي على طول اخدك ونمشي وصدقيني محدش هيدخلك هنا هبعتلك ماسة تقعد جنبك لغاية ما ارجع وكمان مش هشيل عيني من على الباب ده ماشي 
ورغم كل ما تمر به فاطمة في تلك اللحظة وذلك الشعور الموحش الذي سيطر على قلبها إلا أنها بيد مرتجفة تركت ثياب زكريا التي تجعدت من تمسكها بها ثم عادت للخلف ببطء وهي تهز رأسها له بالقبول 
ابتسم زكريا وهو ينهض ببطء من جوارها ثم تحرك للخارج بعدما ألقى لها بواحدة من تلك البسمات التي تذيب قلبها 
خرج زكريا سريعا للصالة ببسمة هادئة كتلك التي يتخذها عنوان ملامحه دائما وبعدها اتجه صوب رشدي وماسة مخفضا وجهه ارضا 
معلش يا ماسة خليك خمسة كده جنب فاطمة وانا شوية وهاجي 
هزت ماسة رأسها سريعا ثم اتجهت صوب الغرفة تتبعها شيماء التي تركت هادي 
توجه هادي صوب زكريا ورشدي يتحدث بقلق شديد 
زكريا خير باذن الله فاطمة كويسة الغي الليلة وناخدها تك 
قاطعه زكريا ببسمة واسعة وهو يضمه من كتفه بحب 
تلفي ايه يا اهبل إنت مش دي الليلة اللي ھتموت من زمان وتعملها 
قلب هادي عيونه بملل وهو يتحدث 
يا عم فكك من الليلة تتعوض بس المهم فاطمة تكون بخير 
هز زكريا رأسه ببسمة وهو ينظر حوله 
كويسة متقلقش ألا صحيح يا هادي إنت مجبتش فوتجرافر انهاردة ولا ايه 
نظر هادي ببلاهة لرشدي الذي يستمر في مراقبة زكريا بنظرات غامضة 
جبت اكيد ودي تفوتني بس ايه مناسبة السؤال 
ابتسم زكريا وهو ينظر له هو ورشدي 
كنت بفكر نتصور صورة مجمعة بالمناسبة السعيدة
دي 
أنهى زكريا حديثه ثم صاح بصوت عالي سعيد وهو يصفق بكفيه 
يلا يا شباب كله يقرب هنا هنتصور بالمناسبة السعيدة دي عايز كل الشباب يتجمعوا هنا عشان نخليها ذكرى حلوة لينا 
ابتسم الجميع وعلت هتافات الشباب تحت نظرات صدمة من هادي وتعجب من رشدي فها هو زكريا الكاره للصور والتصوير والذي كان يتملص في أي مناسبة من تلك اللحظة يطلب من الجميع التصوير 
ابتسم زكريا بشكل مخيف وهو يرى جميع الشباب يجتمعون في منتصف البهو الخاص بمنزل رشدي لينادي زكريا فرج الذي اقترب سريعا حاملا بيده قطعة كعك وهو يهمس له 
فرج أخرج كده شوفلي فيه شاب برة ولا حاجة عشان بس عايز يكون الكل في الصورة 
ابتسم فرج وهو يرفع عينه لزكريا متحدثا ببسمة واسعة 
وانا كمان !
ابتسم له زكريا بسمة باهتة 
وانت كمان يا فرج بس يلا شوف فيه حد واقف برة ولا لا 
ركض فرج بخطوات حثيثة للخارج ليختفي ثوان قبل أن يعود وهو يسحب أحد الشاب من يده پعنف شديد 
يا بني تعبتني بقولك هنتصور سوا صورة 
زفر الشاب بحنق شديد يحاول جذب يده من فرج والذي لم يكن سوى فرانسو الذي كان يتحدث في هاتفه في الخارج 
طب سيبني بس انت ماسك فيا كده ليه ! بقولك ثواني وهحصلك 
دفع فرج فرانسو في المكان الذي تجمع به جميع الشباب الموجودين ثم وقف جوارهم وهو يبتسم لزكريا مشيرا له بإصبعه أن الجميع هنا 
ابتسم زكريا وهو يفرد ذراعيه محيطا رفيقيه اللذان يرمقانه پصدمة وعدم فهم 
يلا كله يبتسم للكامير واللي ورا يقفوا على طراطيف الاصابع عايز الكل يظهر في الصورة لاني هشيلها جوا قلبي 
كاد المصور يلتقط الصورة للجميع لولا زكريا الذي تحدث سريعا وكأنه تذكر شيئا 
لا بقولك ايه يا ابو علي ادي الكاميرا لعمي ابراهيم وتعالى معانا في الصورة عايزين صورة تجمع الكل هنا انهاردة عشان الذكرى بس 
ورغم تعجب حسن المصور و أحد جيران الشباب إلا أنه خلع الكاميرا من رقبته ثم أعطاها لابراهيم وأخبره كيف يلتقط صورة بعدما ضبط زاوية الالتقاط ثم ركض ووقف جوار الشباب ليبتسم زكريا بخبث وهو ينظر للكاميرا بعدما تأكد جيدا من وقوف كل شاب في هذه المناسبة جواره
كانت تجلس في غرفتها وهي تشعر بنيران تشتعل داخلها وكلمات ذلك الزوج المزعوم ترن داخل أذنها بعدما حدثها منذ قليل على الهاتف 
وده مين اللي هيعمل كده 
كان صوته مرعبا رغم هدوئه ومازالت هي حتى الآن لا تدرك كيف أن شخص بمثل ملامحه التي تدل على الرقي والتفتح بمثل هذا الخبث والدهاء 
أجابت بثينة وهي تحاول أن تتمسك
بطل ذرة ثبات بها 
انت لو عايز تتجوزني تعمل كده 
انطلقت ضحكة من فرانسو وهو ينظر للخلف حيث الجميع في عقد قران هادي 
امممم شكلك معرفتيش اخر التطورات 
تطورات ايه دي 
ضحك فرانسو أكثر وهو يتحدث بصوت هادئ 
مش معقولة كده يابنتي محدش عاملك قيمة في العيلة دي ما علينا بعد يومين كتب الكتاب والفرح وبعدها بيوم السفر يا بسبوستي 
اشتعلت النيران في رأس بثينة التي انتفضت من مقعدها صاړخة پعنف شديد 
ومين اللي قال كده إن شاء الله 
هادي وانا الصراحة موافق خليني اخلص اصل ادوم حبيبي وحشني 
لم يبدو أن بثينة فهمت شيء لذا صمتت تحاول التفكير فيما يقصد لتسمته يردد على مسامعها بنبرة لأول مرة تسمعها منه 
ادم ابني ٣ سنين 
زفرت بثينة


 

وهي تجيبه بوقاحة شديدة 
آخر همي انا دلوقتي في موضوع الفرح ده انا مش موافقة على الموضوع ده 
أجابها فرانسو باردة جدا 
آخر همي 
ولم يمنحها ثانية إضافية للإجابة واغلق المكالمة ليجري مكالمة أخرى بالمحامي الخاص به وأثناء ذلك جاء فرج لسحبه حتى يأخذ صورة مع الجميع 
أفاقت بثينة من شرودها تزفر بضيق وهي تفكر فيما يحدث وفي المسار الذي تحركت إليه حياتها 
ايه اللي وصلني لكل ده 

ابتسم زكريا مبتعدا عن الجميع وهو يتحدث بصوت عالي ليسمعه الكل في المكان 
طب يا جماعة اعذروني انا بس لان المدام مريضة شوية فهضطر أخدها وامشي 
كاد هادي يفتح فمه للتحدث ليوقفه زكريا بإشارة من يده وهو يتحدث مبتسما 
لا يا هادي مش هتلم الليلة كملوا زي ما انتم كل شيء بخير متقلقوش 
أنهى حديثه وهو يتجه لهادي يضمه بحب شديد هامسا له 
صدقني والله هعوضها ليك في الليلة الكبيرة يا حبيبي بس دلوقتي مش هقدر صدقني والله مش هقدر مبارك يا حبيبي 
ابتعد زكريا ثم اتجه لرشدي تحت نظرات هادي المتعجبة لحديثه وهو يشعر بغصة في قلبه وأن هدوء وبسمة صديقه تلك ليست سوى إشارة لحرب مشټعلة داخلة 
مبارك لشيماء يا رشدي صدقني مش هتلاقي حد يحافظ عليها ولا يحبها قد هادي واسألني انا لاني اكتر واحد شوفت هو بيحبها قد ايه 
ابتعد زكريا عن رشدي ثم ابتسم لهم بسمة صغيرة قبل أن يستدير ذاهبا للغرفة التي بها فاطمة وبمجرد أن أبتعد عن أعين أصدقاءه المراقبة له حتى تحول وجهه بشكل مخيف ينبأ بكوارث قادمة
بقولك ايه انا بستأذنك ليه اساسا انا هروح اخدها وأخرج ومتقولش كلمة واحدة لاحسن تطلع في دماغي واخدها على البيت وإنت عارف اني قادر اعمل كده 
أنهى هادي كلماته يتجه صوب شيماء التي تجاور ماسة بعدما تحدث لرشدي حتى يخرج مع شيماء لبعض الوقت وحدهما وكالعادة بدأ رشدي في ازعاجه 
وصل هادي جوار شيماء ثم تحدث ببسمة سخيفة 
يلا يا شوشو قومي غيري والبسي اي حاجة مريحة عشان نخرج سوا 
رفعت شيماء نظرها لهادي بتعجب 
نخرج 
ابتسم لها هادي يهز رأسه بإيجاب 
ايوة يلا انا استأذنت من رشدي وهو وافق برحابة   
تحدث رشدي من بعيد قليلا وقد وصل له حديث هادي 
كداب موافقتش والله 
تجاهله هادي وهو يشير لها بالنهوض لتغيير ثيابها والتي كانت عبارة عن فستان طويل باللون الذهبي به بعض الزينة الثقيلة نوعا ما لكن دون زيادة بل كان يبدو شديد الجمال عليها إلى جانب حجابها البسيط والراقي وبعض الزينة التي تكاد تظهر في ملامحها 
نظرت شيماء جهة رشدي تسأله بعينها أن تنفذ حديث هادي ليبتسم لها رشدي هازا رأسه بإيجاب يخبرها أن تذهب معه 
رحلت شيماء مع ماسة وهي تنظر لهادي بخجل 
ابتسم هادي وهو يلقي نفسه على الأريكة جواره بهيام شديد يربت على قلبه وهو يبتسم بسمة هائمة غبية يدور بنظره في المكان وهو يرى العالم حوله وردي لكن فجأة فزع حينما جائت عينه على وجه شخص يكاد يلتصق به 
انتفض هادي وهو ېصرخ جالبا انتباه جميع من حوله 
ياربي وقفت قلبي يا جدع هو إنت لسه هنا
كان هادي يتحدث المأذون والذي كان يتوسط الأريكة التي ألقى هادي نفسه عليها ليفزع من وجوده وقد أنهى بالفعل عقد قرانه منذ فترة 
تحدث المأذون بتعجب شديد وهو ينظر لهادي 
هما خلصوا 
لم يفهم هادي شيء ليتحدث بتعجب بعدما لمح رشدي يقترب منه 
هما مين دول اللي خلصوا 
العريس والعروسة خلصوا تصوير وهيصة 
حسنا يبدو أن ذلك العجوز خرف فهادي لم يفهم جيدا ما يقصد لذا تحدث بعدم فهم 
اه يا حاج خلصوا بعدين انا العريس ايه مش عارفني ده انت لسه كاتب كتابي 
نظر له الراجل من أعلى لاسفل بدقة وهو يجيب بتعجب 
انت العريس ازاي ده انا فاكر إنه كان ابيض من كده 
خرج صوت مستنكر من حنجرة هادي وهو يجيب الرجل 
معلش اصل الجو في صالة عمي ابراهيم الفترة دي استوائي فتلاقيني اخدت لون 
هز الرجل رأسه وكأنه قد اقتنع لكنه عاد وتحدث 
ايه ده لحظة مش العريس اساسا كان عبيط فرج قالي إنه فرح واحد عبيط واجي بسرعة قبل ما ې   حد بس إنت شكلك كده والله اعلم مش عبيط 
تحدث هادي بسخرية وهو يرمق الرجل 
الله يكرمك يا حاج والله
صدح في المكان ضحكات رشدي العالية وهو يسقط ارضا صارخا من بين ضحكاته 
لا يا حاج في دي انت صح العريس فعلا عبيط 
استدار هادي هو يلمح بطرف عينه فرج الذي كان يجلس جانبا يتناول قطعة من الجاتوه بكل استمتاع ليركض له سريعا بغيظ شديد صارخا 
فرج
وها نحن اميرتي قد وصلنا لغرفتك 
هكذا تحدث زكريا وهو يضع فاطمة بحنان شديد على فراشها مبتسما لها بسمته التي أضحت تسكن كل اوجاعها وآلامها وتطمئنها أن القادم سيكون سعيد طالما كان بجواره 
هو إنت يعني اصل اللي حصل هو 
كانت فاطمة تتحدث بحديث عشوائي لا تعلم ماذا تقول حقا كيف تتحدث معه بشأن ما حدث منذ قليل لكن يبدو أن زكريا تفهم الأمر ليضمها بحنان مقبلا رأسها 
حسنا ما رأيك بأن تنامي اليوم وغدا نتحدث 
تحدث زكريا يود الرحيل من أمامها الآن حتى يفكر في القادم لكن فاطمة أمسكت يده سريعا وهي تتحدث بلهفة ودموعها بدأت في الهبوط 
مش عايزة اشوفه ابدا يا زكريا مش عايزة اقف قدامه ھموت والله جسمي كله بيترعش وبحس اني عايزة اۏلع فيه و 
توقف زكريا عن الحديث وهو يجذب رأسها ل  ه بتعب شديد وۏجع 
مش عليك تقفي قدامه ابدا غير يوم ما تخدي حقك منه يوم ما تشوفيه بعينك وهو بيتعاقب على اللي عمله يومها بس هتقفي قدامه وانت رافعة راسك 
قبل زكريا رأسها بحنان هامسا 
اعدك جميلتي أنني لن اترك حقك ابدا لذا نامي قريرة العين ولا تهتم لأي شيء يحدث حسنا 
نظرت فاطمة لعيونه بدموع وهي تتحدث بۏجع كبير 
انا بظلمك اوي معايا يا زكريا انا ډمرت مستقبلك كله بجوازي منك 
ابتسم
زكريا وهو ينزع حجابها حتى لا تختنق ثم رتب شعرها بحنان هامسا لها بحب شديد لا يعلم متى وأين تغلغل داخله فالأمر بدأ بنزعة الحماية التي نمت داخله تجاهها وبعدها تحولت لمسئولية وها هي المسئولة قد كبرت لتنضج مكونه ثمارها التي طرحت حبا انتشر رحيقه في ربوع جسده كله معلنا بذلك بداية موسم عشق خاص حوله من راهب لشاعر في حبها 
وما نفع المستقبل إن لم يكن جوارك غاليتي 
كان رشدي يضحك پعنف وهو يحاول جذب هادي بعيدا عن فرج الذي كان يضم طب حلواه وكأنه يحمي صغيرة من وحش مفترس صارخا في هادي 
جرا ايه يا متخلف انت كنت هتخليني أوقع الكريزة في الارض من الفزع 
تحدث هادي بغيظ شديد وهو يضغط على أسنانه پعنف يشير بكفيه لفرج وكأنه يطحن ثمرة طماطم أسفل قبضيته 
ده انا بص هخلع راسك دي واحطها في خلة واعملها كريزة بقى انا عبيط يا فرج انا عبيط 
تحدث فرج وقد أدرك سبب ڠضب هادي لذا تراجع أكثر على مسند المقعد الذي يتعلق به خوفا من هادي 
لا يا هادي يا بني قطع لسان اللي يقول عليك كده يا حبيبي 
وانا ميرضنيش كلمتك تنزل الأرض يا حبيبي 
ابتلع فرج ريقه بقلق وهو يرى هادي ينظر له بشړ 
قصدك ايه 
ابتسم هادي بشړ كبير وهو يتحدث 
يعني هقطعلك لسانك يا فرج ووريني بقى هتتغزل في ام اشرف ازاي أما خليت اشرف يسدلك الشباك بتاعها مبقاش هادي عبدالهادي 
هادي بتعمل ايه 
كان ذلك صوت شيماء التي خرجت للتو من غرفتها ترمق هادي بعدم فهم لما يفعل انتفض هادي مبعدا رشدي عنه ثم تحرك صوب شيماء بلهفة شديدة ولم ينسى قبلها أن يمرر يده على رقبته كحركة السکين مشيرا لفرج بها وهو يتوعده وصل هادي لشيماء وهو ينظر لها بحب شديد وبسمة ثم مد يده لها 
تسمحلي جميلتي 
نظرت شيماء حولها للجميع بخجل شديد ووضعت يدها في يد هادي وتحركت معه وهي تبتلع ريقها بتوتر تحت نظرات الجميع السعيدة لأجل الاثنان 
نظر رشدي لماسة التي تقف تراقب خروج شيماء ببسمة واسعة ليشير لها بعينه أن تتبعه لسطح البناية ثم تحرك يسبقها وقد انقلبت ملامحه ١٨٠ درجة وكأنه ليس ذلك المازح الضاحك الذي كان في المنزل منذ ثواني فقط 
نظرت ماسة لاثره تعلم جيدا ما يريده لذا تنفست تهدأ نفسها وبعدها استأذنت من الجميع ثم تبعته سريعا حتى لا تزيد من غضبه وتجعله يظن أنها تتملص من المواجهه
خجلت فاطمة كثيرا من حديث زكريا وما كادت تفتح فمها للإجابة حتى قاطعها صوت رنين هاتف ما والذي كان هاتف زكريا 
أخرج زكريا هاتفه وبمجرد أن لمح الاسم الذي أنار الشاشة حتى على وجهه ملامح غريبة كليا عن وجه الذي اعتاد أن يحمل للهدوء والحنان والحزم دائما 
ابتسم زكريا لفاطمة بسمة لم تصل لعينه ثم أجاب الهاتف وهو يتحدث بكلمات مقتضبة جدا لمحدثه 
بعتها جزاك الله خيرا هستنى بقى تطلعها واجي استلمها منك تمام في رعاية الله 
أنهى زكريا هاتفه ثم أخذ ينقر فيه على بعض الأزرار بلهفة شديدة حتى توقف فجأة ونظر لفاطمة التي كانت تتابع حركاته دون فهم 
ابتلع زكريا ريقه وهو ينظر لفاطمة بحنان يكوب وجهها هامسا 
فاطمة هوريك صورة وعايزك بس تشاوري ليا على الشخص اللي شوفتيه انهاردة ماشي 
ازدادت خفقات قلبها لدرجة شعرت أن زكريا قد سمعها لكن برؤية تلك النظرات المشجعة والمساندة لها في اعين زكريا هزت رأسها بتردد كبير في انتظار ما يحدث 
ابتسم لها زكريا بتوتر شديد يخشى أن يعرضها لصدمة أو ما شابه لكنه عليه معرفة ذلك الشخص ليبدأ في أخذ قصاصه منه ومن رفيقه وهو بالطبع لم يكن ليعرض فاطمة لحمل أن تقف
أمامه وجها لوجه وتشير عليه لذا رأى أن هذه افضل طريقة للوصول إليه 
مد زكريا يده بالهاتف وهو يترقب كل شيء ي   من فاطمة التي تحركت عينها من وجه زكريا ليده اتحدث في صورة كبيرة تضم عدد كبير من الشباب والذي تعرف منهم البعض مما رأت سابقا أخذ وجهها يمر على الجميع وهي تشعر أنها على وشك الاڼهيار وتنفسها أصبح صعب جدا تشعر ببوادر اڼهيار وتلك الحالة اللعېنة تكاد تعود


 

لها لكن فجأة توقف كل ذلك حتى تنفسها الضعيف توقف وهي ترمق ذلك الذي كان يجاور رشدي ويبتسم بسمة واسعة وكأنه لم يذنب في حياته أو يحيل حياة أحدهم لتعيسة يبتسم هكذا بكل بساطة وهو دمرها وحطمها سقطت دموع فاطمة أكثر وقد أضحت شهقاتها عالية مړتعبة تشير بأصبع مرتجف جهة أحد الأشخاص وهي تتحدث بنشيج بكاء حاد 
ده ده يا زكريا هو ده كان كان 
توقفت فاطمة عن الحديث وهي تصرخ باڼهيار شديد مغمضة عينها ټدفن وجهها بين قدميها لا تود تذكر كل ما حدث تتمنى لو تفقد تلك الذاكرة اللعېنة فهي للحق لا تحتاج شيء منها  قليل لا يصدق أن ذلك الشخص الذي يدعي البراءة والهدوء والشرف أمام الجميع ليس سوى واحد من أقذر أصناف الرجال إن صنف رجلا من الأساس 
سحب زكريا نفسه پعنف من صډمته وهو يرفع رأس فاطمة يضمها إليه بقوة وقد استحالت عينه للسواد تماما هاتفا بنبرة مرعبة 
اشششش خلاص خلصت الموضوع خلص عندك لغاية هنا و اوعدك مش هتشوفي وشه غير وهو مذلول يا قلبي 
صمت قليلا ثم تحدث بحب ونبرة مرعبة 
وعدا قطعه قلبي لعيناك جميلتي

كان هادي يجلس على مقعد أمام شيماء وهو يستند بظهره للخلف يحدق في شيماء التي تدعي أنها تتناول الطعام لتتلاشي ذلك الحرج من هادي لكن هادي كانت نظراته لها جامدة وهو يراقب كل ما تفعله بملامح ممتعضة 
زفر ببطء ليهدأ نفسه ثم اعتدل في جلسته يدفع الطعام أمام شيماء ثم سحب طبق السلطة التي لا تأكل سواه منذ جلست وتحدث مشيرا للطعام 
كل يا شيماء يا حبيبتي انا مش خارج مع معزة عمالة تأكل خس بس 
رفعت شيماء نظرها لهادي بعدم فهم ليقترب هادي بجسده قليلا منها هامسا 
انا مش اهبل يا شيماء عشان ماخدش بالي من اللي بتحاولي تعمليه 
توترت شيماء وهي تعتدل في جلستها أكثر مردفة 
قصدك ايه يا هادي ما انا بأكل عادي و 
هو انا عمري اشتكيت من جسمك يا شيماء عمرك شوفتي في عيني نظرة عدم رضا عن جسمك 
لم تجب شيماء فالسؤال ألجمها كليا ليكمل هو بغيظ يحاول كبت غضبه منها 
لا صح يبقى ليه بتعملي كده 
صمتت شيماء ولم تجب مجددا ليزفر هادي بضيق وهو يمد يده يمسك يدها التي تستقر على الطاولة بينهما 
شيماء اسمع اللي هقوله عشان اخر مرة هقول الكلام ده لو أنت بتعملي كل الهبل ده عشان مثلا رأيي فيك أو رأي حد فيك ففكك من الحوار
ده كله ومتعمليش اي حاجة لان انا معنديش اي مشاكل مع الحوار ده بالعكس أنا يوم ما حبيتك حبيتك كده 
صمت يتابع تعابير وجهها ثم أكمل 
إنما بقى لو بتعملي كل ده عشان نفسك فأنا معاك بس انا مش عايزك تعيشي وأنت حاسة نفسك متكتفة أو متقيدة بحاجة معينة يا شيماء ارجوك 
سقطت دموع شيماء دون أن تشعر لتهز رأسها له وهي تضع وجهها في الطعام أمامها تحاول اخفاء دموعها فهذا الموضوع حساس جدا بالنسبة لها وجسدها يعد أكبر عائق في دنيتها كلها 
نهض هادي من مقعده واتجه لشيماء ثم سحب رأسها لاحضانه برقة وحنان شديد مربتا على رأسها دون كلمة واحدة بينما هي وكأنها واخيرا حازت فرصتها للانفجار بكل ما يعتمل نفسها لتتحدث من بين شهقاتها 
انا بكره نفسي اوي اوي يا هادي بكره ابص لنفسي في المراية لحظات لبسي بتكون اپشع لحظات في عمري وانا بحاول الاقي حاجة تناسبني تعبت من كل ده 
ضمھا هادي إليه أكثر يقبل رأسها ثم أبعدها بحنان وهو ينحني على ركبتيه جوار مقعدها ممسكا بيدها خامسا 
كل ده مش مهم عندي يا شيماء قد ما قلبك مهم عندي لو حصلك ايه ولو حصلت أي تغيرات في شكلك هتفضلي شيماء اللي حبيتها وحفيت وراها وطلع عين أهلي عشان في الاخر تكون على اسمي 
ابتسمت شيماء بسمة صغيرة من بين دموعها لتسمعه يكمل حديثه بهمس خاڤت وكأنه يدلي بسر 
اقولك على سر خطېر 
إنت اللي   تك موفاسا 
صدم هادي من جواب شيماء ثواني قبل أن ينفجر ضاحكا عليها وهو يهز رأسه بلا متحدثا 
لا حاجة اخطر من    موفاسا 
حاول تمالك نفسه قليلا ليهمس لها بخفوت 
انا اللي كنت بطفش العرسان اللي بيجولك 
عرسان بيجولي 
كانت معالم الصدمة تظهر جليا على وجه شيماء لا تصدق ما اخترق سمعها للتو هز هادي رأسه وهو يقاوم تلك الضحكات التي يمنعها بصعوبة من الانطلاق لرؤيته ملامح وجهها 
لا هو انا مقولتلكيش مش عقبال عندك كان بيجيلك عرسان كتير وانا اللي كنت بطفشهم 
ونهاية كل السكوت ده ايه 
رفعت ماسة عينها لرشدي تحاول تفادي ذلك الڠضب الذي يشع من عينه وهي تحاول تفادي كل غضبه 
يا رشدي ما انا مش عارفة اقول ايه انت اللي ناديتني 
ماسة 
كلمة واحدة لكن أثرها على ماسة كان كبير فقد ارتجف جسدها بړعب لتلك النبرة التي تحدث بها إليها لتبتلع ريقها وهي تستمع لحديثه 
أنت عارفة كويس اوي أنا ناديتك ليه فاتكلمي قبل ما اعصابي تفلت وهيكون رد فعلي مش حلو واظن مفيش حد يعرفني اكتر منك 
ابتسمت ماسة بغباء وهي تحاول أن تلطف الأجواء 
ما انت عارف يا رشدي اني بتخنق مرة واحدة و 
وپتنهاري بالشكل ده اللي محصلش من ۏفاة والدك ! ما اظنش يا ماسة 
أغمضت ماسة عينها بتعب شديد وهي تتحرك صوب رشدي تضمه بلا مقدمات وهي تستند برأسها على   ه ويدها تلتف حوله هامسة له بحب 
انا بحبك اوي يا أباظة 
إن كانت تظن أنها بهذا الشكل قد امتصت ڠضب رشدي فقد أصابت فهي بالفعل بمجرد ضمھا له هدأ جسده تلقائيا وبادلها العناق يهمس جوار أذنها بحنان 
حصل ايه يا ماسة 
ضمته ماسة أكثر وهي تقص عليه كل ما حدث وما رأت وكل شيء لتستشعر بجسده يتيبس أسفل يدها بشكل مخيف وما كادت تتحدث حتى قاطع هذا الصمت صوت رنين هاتف رشدي الذي أجاب سريعا بصوت يحاول عدم إظهار غضبه فيه 
فين ماله زكريا طيب تمام ثواني واكون عندكم 
أنهى رشدي
حديثه ثم قبل رأس ماسة بحنان وهو يتحدث لها 
انزلي دلوقتي يا ماسة وبعدين نكمل كلامنا 
ماله زكريا فاطمة حصلها حاجة 
جذب رشدي ماسة خلفه وهو بجيبها باختصار 
فاطمة كويسة بس زكريا الله وحده اعلم ايه اللي حصل ليه 
كان يطرق الباب بايقاع منتظم ليسمع صوت لؤي من الداخل وهو يسب في الطارق حتى فتح الباب پعنف شديد 
جرا ايه يا طور إنت ماسك طبلة في فرح شعبي ولا ايه مش عارف اتابع الماتش 
لوى هادي فمه بحنق شديد وهو يتحرك للداخل 
ايه يا لؤي العڼف ده كل ده عشان ماتش يا اخي اووف منكم الكورة لحست مخكم 
منكم اللي هما مين يعني بعدين إنت جاي عندنا عايز ايه 
ابتسم هادي بهدوء شديد 
ايه يا لؤي بس كلامك ده كده هحس انك مش طايقني 
ما هي دي حقيقة فعلا انا مش طايقك ولا طايق كابتن ماجد اللي بقاله ساعة عمال ېصرخ جوا رباه و ويحي ولا كأنه بيحارب مع احمد مظهر في فيلم واسلاماه 
ابتسم هادي وهو يستمع لصوت طرق عڼيف على الباب جعل لؤي ينتفض من مكانه پغضب شديد صارخا 
مين الحيوان اللي بيخبط ده 
تحرك لؤي جهة الباب سريعا يفتحه ليجد رشدي يدخل پعنف كما لو كان في غارة على وكر عصابات وهو يصيح بړعب 
زكريا حصله ايه 
نظر لؤي لرشدي يحاول أن يهدأ نفسه ثم تحرك جهة الداخل ببرود شديد 
محصلوش حاجة بس شوية كده وهيبقى مشرد بلا مأوى 
لم يفهم رشدي ما يحدث ليتحرك سريعا صوب غرفة زكريا يتبعه هادي والذي لم يحلو له المرور سوى من أمام التلفاز مانعا عن لؤي الرؤية بالكامل لينحني لؤي سريعا ويمسك بخفه المنزلي ملقيا إياه على هادي الذي صړخ مټألما من وقعه على ظهره 
دخل رشدي الغرفة بنفس الشكل الذي اقتحم به المنزل وهو ېصرخ بفزع في زكريا 
حصل ايه حد عملك حاجة انطق قول حصل ايه 
استدار زكريا لرشدي بملامح شبه خاوية من أي تعابير وهو يتنفس پعنف يرمق هادي الذي تبع رشدي للغرفة وهو يفرك ظهره پألم مغلقا باب الغرفة خلفه 
تحدث زكريا بصوت غامض مخيفا موجها حديثه لرشدي 
رشدي إنت تعرف ايه عن صاحبك اللي اسمه مصطفى ده 
انكمشت ملامح رشدي بعدم فهم وهو يطيل النظر في زكريا ليتحدث هادي متدخلا في الحوار 
مصطفى مين قصدك زميله اللي كان جاي يطلب ايد شيماء !
هز زكريا رأسه وعيونه تزداد سوادا وهو يتحدث بنبرة مرعبة 
هو بعينه يا هادي

يا ستير ياربي الواد ده مش بطيقه ابدا بحسه سمج كدة 
هكذا أردف هادي بمجرد تعرفه على المصطفى الذي يقصده زكريا تحت نظرات حنق من قبل رشدي الذي لا يعجبه ما يقوله هادي عن مصطفى وتحت نظرات زكريا التي كانت ابعد ما تكون عن الطبيعية 
هادي على فكرة أنا اللي قولت لمصطفى يجي ويعمل نفسه إنه هيتقدم لشيماء عشان تتنيل تتحرك وهو ملوش ذنب 
رمقه هادي بحنق شديد ولم يبدو أنه استساغه حتى بعد تلك الكلمات التي برر بها رشدي تصرفه لكن الاثنان غفلا عن نظرات زكريا التي كانت تتحول من طبيعيه لمرعبة 
بس إنت بتسأل عليه ليه يا زكريا 
تسائل رشدي بعدم فهم ف زكريا لم يكن أبدا من النوع الذي يحاول مصادقة أشخاص
غريبين إن كان هدفه من السؤال هو المصادقة 
ابتسم زكريا وهو ينظر لرشدي ثم هز رأسه بلا شيء وتحدث بطريقة مخيفة 
مفيش يا رشدي بس كنت عايز رقمه منك 
لم يفهم رشدي شيئا لكن حدسه يخبره أن لا خير قادم بعد تلك النبرة ابدا 
وبالفعل حدث ما توقع فبدون شعور كانت دموع زكريا تهبط يتذكر ړعب فاطمة وتمسكها به وعدم قدرته على الاڼهيار أمامها حتى لا يضعفها وهو من المفترض أن يكون م   قوتها لكن الآن هو أمام أصدقاءه من لا يخجل حتى من النحيب ك طفل أمامهم لذا ودون تخطيط منه أو شعور وجد نفسه يبكي 
فقط عينه كانت تذرف الدموع وقلبه من كان ېصرخ بۏجع عدا ذلك كان يبدو بخير فلم تتغير ملامحه ابدا رغم تلك


 

الدموع التي تهبط منه 
فزع كلا من رشدي وهادي الذي كان اقربهم صړخ بفزع وهو يمسك كتف زكريا وينظر له 
زكريا مالك هو الواد ده عملك حاجة 
هنا وبدأ قناع زكريا الجليدي بالتصدع فانكمش وجهه پغضب وحزن وهو ينفجر في البكاء وقد سقطت رأسه على كتف هادي متحدثا بنحيب شديد وكأنه طفل يشكو لوالده 
 ني يا هادي   ني وكسرني حاسس اني مش قادر اتنفس والله ما قادر عمال ابتسم وانا مش قادر حاسس اني ھموت من الۏجع كل ما افتكر 
كان هادي مصډوم من حديث زكريا فهو كان يحدثهم كما يتحدث معهم عادة وبلا أي مقدمات اڼفجر في البكاء وهذا إن دل على شيء فيدل على أنه تحمل الكثير حقا وكان يكبت دموعه عن الهبوط والان اڼفجر مخزون وجعه دفعة واحدة مسببا طوفان مشاعره 
لم يشعر رشدي بنفسه وهو يجذب زكريا لاحضانه مربتا عليه بحنان يحاول تمالك دموعه 
عملك ايه يا زكريا والله اروح ا  هولك دلوقتي ومخليش في جسمه حتة سليمة قولي عملك ايه وانا اخدلك حقك منه بس متعيطش 
ضم زكريا نفسه وهو يدفن وجهه في جسد رشدي رافضا التحدث بكلمة واحدة فما فعله لم يكن بحقه هو بل كان بحق زوجته لكنه اكتفى فقط بقول 
مش هقدر احكي حاجة يا رشدي كل اللي اقدر اقوله إن هو كسر اغلى حاجة بملكها

يابنتي انطقي بقى تعبتيني معاك 
تنهدت فاطمة بتعب شديد وهي تشير برأسها بلا شيء 
يا شيماء بقالك ساعة بتزني فوق دماغي وقولتلك مفيش حاجة وانا معرفش ليه زكريا اتصل باجوازتكم 
لوت ماسة    بحنق 
ايوة فالحين بس انتم تقطعوا علينا أنت وجوزك ده الواد كان خلاص هينهي الزعل ب   وب 
خلاص اسكتي هتفضحينا بعدين مش كفاية خلتيني اجرجر البت من بيتها بمنظرها اللي يعر ده 
نظرت فاطمة لنفسها بتعجب وهي ترى الاسدال الخاص بها لتنكمش ملامحها بحنق شديد وهي تعترض على حديث شيماء 
هو ايه اللي يعر ده الاسدال لسه جديد على فكرة 
هو زكريا شافك بالاسدال ده 
كان سؤال ماسة لهدف ما لم تلاحظه فاطمة وهي تمسك طرف الاسدال تحاول تذكر ما إذا كان زكريا رآها بهذا الاسدال ام لا وبعد تفكير طويل ابتسمت وهي تجيب 
لا مشفنيش بيه 
ابتسمت ماسة وهي تتنهد براحة لكن كل ذلك انقلب وهي تسمع باقي جملة فاطمة التي هشمت كل راحتها تلك 
بس شافني قبل كده بالاسدال القديم
كان معفن وعرة شوية على رأي شيماء
صمتت قليلا ثم أكملت وهي لا تستطيع امساك ضحكتها تتذكر ما حدث معها غير منتبه لماسة التي كاد قلبها يتوقف مما تسمعه من تلك البلهاء 
استني استني افتكرت في مرة شافني في الشارع وكنت لابسة جيبة قديمة اوي ليا وكانت واسعة جدا 
تحدثت شيماء پصدمة كبيرة 
تلاقي منظرك فيها وهي مهلهلة عليك كان زي الشحاتين
ودون أن تشعر فاطمة انطلقت ضحكة عالية منها وهي تهز رأسها نافية 
لا وقعت مني خالص في الشارع قدامه 
انهت كلمتها وهي تسقط على الفراش من الضحك تتذكر صړاخ زكريا وكلمته المميزة التي يقولها عند كل مصېبة وكل مرة كان يقابلها لتخرج منها الكلمة بصوت عالي تقلد زكريا 
منظره وهو بيقول رباه   ني
دخل رشدي لمنزله وخلفه كلا من زكريا وهادي بعدما هدأ زكريا وتوقف عن نحيبه وعم صمت طويل بين الجميع قطعه صوت زكريا الرخيم وهو ينظر لرشدي يسأله إذا ما كان يملك أي معلومات عن ذلك المصطفى ورغم فضول رشدي لمعرفة ما الذي يربط مصطفى بزكريا إلا أنه هز رأسه بحيرة يخبره أنه سيحاول البحث له في حاسوبه لكن زكريا نهض وهو يأمره أن يأتي معه الان لفعل ذلك وبالفعل سحب زكريا كلا من رشدي وهادي خلفه وتوجهوا لشقة رشدي وها هم في طريقهم لغرفته لولا تلك الصړخة التي انطلقت من غرفة شيماء والتي كان محتواها الكلمة المفضلة لزكريا 
رفع زكريا حاجبه پصدمة وهو يستمع لصوت فاطمة تتحدث مثله ودون أن يشعر ارتسمت بسمة لطيفة على فمه وهو يهمس 
تلك المحتالة الصغيرة تسخر مني 
اقترب هادي من زكريا وهو يهمس له 
بما إنك هنا جنبنا مين اللي جوا وسرق العلامة المميزة بتاعتك 
ابتسم رشدي وهو يراقب حنق زكريا على هادي وعودته لزكريا رفيقهم حتى ولو بنسبة بسيطة ليتدخل في الحوار مضيفا بمشاكسة 
يعني إنت مش عارف يعني دي اكيد زكريا النسخة المؤنثة 
ضحك هادي بصخب وهو يراقب ملامح زكريا التي احمرت پغضب 
والله عال مش مكفيكم سخرية مني وهتشتغلوا على البنت المسكينة اللي جوا 
صمت زكريا وهو يستمع لصوت فاطمة وهي تقلده 
ابتعد عني يا احمق يا الله ما هذه المصائب التي تسقط على رأسي يالك من احمق 
فتح زكريا عينه پصدمة وهو يستمع للجملة الأخيرة من حديثها ليقول پصدمة مشيرا للباب 
هل قالت للتو يالك من احمق لم تؤنث احمق تلك الغبية ذات الرأس الفارغ لقد شوهت اللغة غيرت رأي هي تستحق كل السخرية تلك الحمقاء سأريها كيف 
توقف زكريا عن الحديث وهو يراقب انفجار قهقهات كلا من رشدي وهادي في الضحك وهادي يضيف من بين ضحكاته بصعوبة شديدة 
مش معقول بجد إنت شخص مش معقول ده هيدي مراته درس خصوصي 
صمت زكريا قليلا ليقول بتفكير 
حسنا لم افكر في هذا سابقا لكن بعد كل ما سمعته اعتقد انني سأفكر في الأمر مليا فتلك الکاړثة قد تصيبني بالقلب إن تحدثت امامي بهذا الشكل مجددا 
صمت ثم نظر للباب ليقول پغضب وكأنه يحدث فاطمة 
أي شخص هذا لا يعرف أن مؤنث أحمق حمقاء انا حتى في حياتي لم اناديها بحمقاء لتقلدني بهذا الشكل المسئ لي هي تحتاج حقا 
توقف زكريا عن الحديث وهو يشعر بهادي يجذبه صوب غرفة رشدي مرددا بحنق شديد 
كانت ليلة سودة يوم ما قلدتك كل ده عشان اتنيلت قلدتك احمد ربك أنها مطلعتكش ألدغ غيرك وهو بيتقلد اكتشف أنه عنده تسلخات وعامل البواسير خمس مرات 
لم يفهم زكريا شيء من حديث هادي لكن انفجار رشدي في
الضحك انبأه أن هناك ما حدث لهادي ويشبه ما حدث له 
كان الثلاثة يضحكون بصخب على أعتاب غرفة رشدي ولم يكد رشدي يفتح الباب إلا وكان والده يخرج من المطبخ المقابل لباب غرفته وهو يحمل طبق فاكهه كبير ويتراقص به ويدور وكأنه يؤدي استعراض ما وكعادته كان يدندن بكلمات اغنية اجنبية I love you when you call me senorit احبك عندما تناديني سنيوريتا 
كان الثلاثة شباب متسمرين أمام ذلك المشهد الفريد أو الشابان فرشدي بالفعل قد شاهد وحضر العديد والعديد من تلك العروض العالمية والتي يتفنن والده كل مرة بها 
اقترب هادي من رشدي يهمس ومازالت عينه معلقة بابراهيم الذي لم يسمح بكل ما حوله من أن يخرجه من غيمته الوردية 
لا مؤاخذة يا رشدي يا خويا بس هو ابوك ليه عايز حد يناديه سنيوريتا 
نظر رشدي لهادي بلا أي ملامح وهو يجيب 
لا ده استعراض عادي ما شوفتهوش بقى وهو بيرقص على اغنية مايكل جاكسون تقولش المرحوم كان خارج من تربته يرقص وراجع عالمي يا ابراهيم عالمي والله يا غالي 
تحدث زكريا وهو مازال ينظر لما يفعل ابراهيم ببلاهة 
طب نكح طيب ولا نعمل حاجة عشان يعرف اننا هنا 
أشار رشدي بيده لزكريا 
لا سيبه متخرجهوش من حالة الفن اللي هو فيها دي دلوقتي هتلاقيه وهو بيلف ويعمل حركة دينا الرقاصة وقف لوحده 
كبت زكريا ضحكاته وهو يستمع لكلمات رشدي الذي كان يبدو من ملامحه أنه بالفعل اعتاد كل ما يحدث وبالفعل بدأ ابراهيم يلف   ه كما تفعل الراقصات عادة وهو يبتسم ليفتح عينه واخيرا أثناء ذلك لكن فجأة توقف   ه عن الحركة في منتصفها وهو يرى بعينه ابنه ورفقته اصدقاء وعلى الجانب الآخر كانت تقف ماسة وشيماء ومعهم فاطمة والجميع يرمق ما يحدث ببلاهة عدا شيماء ورشدي اللذان اعتادا ما يحدث تقريبا 
اعتدل ابراهيم في وقفته كما المرة السابقة وحمل طبق الفاكهة مجددا والذي كان قد تركه في غمرة استعراضه ثم تحرك بخطواب هادئة تحمل من الهيبة ما ينافي ما كان يحدث منذ دقائق وهو يتجه صوب غرفته بعد أن ألقى تحية على الجميع وكأن شيئا لم يحدث 
مسائكم لذيذ يا شباب 
نظر الجميع لبعضهم البعض پصدمة كبيرة وكلا منهم ترتسم على وجهه ملامح بلاهة وعدم استيعاب لما حدث منذ قليل 
لينطلق سؤال رشدي بحنق شديد 
انا ھموت افهم ليه دايما يرقص رقص شرقي على أغنيات أجنبية يعني لو كان رقص رقصته دي على اغنيه يابنت السلطان مش كان هيكون احسن 
تحدث هادي وهو يكتم ضحكته بصعوبة 
يعني هي الأغنية بس اللي مزعلاكمش إن الحاج ابراهيم للتو عمل استعراض راقص قدامنا كلنا 
يا عم وهو انتم غربا يعني ده بيتك يا هادي خد راحتك يا حبيبي 
هنا واڼفجر الجميع في الضحك دون قدرتهم على السيطرة على قهقهاتهم العالية 
انتبه زكريا لفاطمة والتي كانت تمسك معدتها من الضحك ليبتسم باتساع وهو يردد 
علينا إذا بشكر الفنان الواعد لأعطائنا شرف رؤية تلك الضحكات الربيعية 
انتبه الجميع لحديث زكريا ليطلق هادي صفير عالي وهو ي   كتف زكريا غامزا 
يا زيدي يا زيدي ملاحظ إن اخر فترة مودك بقى رومانسي زيادة حبتين 
خجلت فاطمة من نظرات الجميع لها لتهرب سريعا صوب باب الخروج وتبعها سريعا زكريا وهو يشير لرشدي 
هات اللاب بتاعك وحصلني على بيتي يا رشدي 
أنهى حديثه وهو يتبع فاطمة سريعا بينما نظر اتجه هادي سريعا صوب شيماء وهو يمسك يدها مرددا بينما يتجه للباب 
ثواني وهحصلكم على بيت زكريا يا رشدي اسبقني انت 
لكن قبل أن يخطو هادي خطوة واحدة لشيماء كان رشدي يمسكه من ثيابه من الخلف وهو يهمس بحنق شديد من بين أسنانه 
رايح فين كده يا عسل 
نظر له هادي بتعجب مصطنع وهو يجيبه 
هخلص حاجة على السريع واحصلكم متخافش مش هتأخر عليكم
يا خويا ما تتأخر ولا متجيش خالص إنت واخد البنت ورايح فين 
نظر هادي لرشدي بعدم فهم مصطنع قبل أن ينتبه ليده التي تمسك يد شيماء ليبعدها بسرعة وهو يشهق پصدمة 
ايه ده بسم الله الرحمن الرحيم ايه اللي جاب دي هنا 
رفع رشدي حاجبه بسخرية كبيرة وكأنه يقول له حقا تحدث هادي رافضا نظرات الاتهام في عين رفيقه 


 

لا متبصليش كده انا اساسا معرفش ايه اللي جابها معايا دي يمكن شبطت فيا من غير ما اخد بالي 
شهقت شيماء وهي تبتعد عن هادي بغيظ 
والله 
نظر لها هادي وهو يغمز لها بأنه يخدع اخيها لكن رشدي زفر بضيق وهو يشير له بتحذير 
متتحركش لغاية ما اشوف اللاب توب
دخل رشدي لغرفته وتبعته ماسة وهي تغمز لهما 
هعطله خدوا راحتكم 
ابتسم لها هادي بامتنان بينما تخضبت وجنتي شيماء بشدة بسبب تلميحات هذان الاثنان

لحق زكريا بفاطمة على الدرج وهو يمسك ذراعها بسرعة مرددا بحنق شديد 
استني يا آنسة هنا رايحة فين دلوقتي لوحدك 
توقفت فاطمة وهي تتنفس بسرعة بسبب ركضها على الدرج ومازالت وجنتها حمراء بسبب ما تعرضت له من احراج في الاعلى لتبتلع ريقها وهي تجيبه 
هرجع البيت و 
توقفت عن الحديث وهي تجد فجأة زكريا اقترب منها دون مقدمات وهو يطبع قبلات صغيرة على وجنتيها ثم همس دون أن يبتعد عنها بحب شديد ولم يقاوم مظهرها هذا وبهذه الحالة 
رحماك جميلتي فهذا القلب والله يعاني 
كانت فاطمة في عالم آخر وهي تحاول أن تتحدث بكلمة لكن وكأن أحدهم قد ربط لسانها فلم يسعها سوى أن تتحدث بكلمة واحدة 
زكريا 
قلبه
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تنظر حولها تخشى أن يراهم أحد في هذا الوضع رغم تأخر الوقت نسبيا كان قلب زكريا يطرق بشدة يشعر وكأنه سيخرج من محله ليسمع همستها وهي تسأله سؤال لم يتوقعه منها في هكذا لحظات 
زكريا هو إنت ممكن في يوم ټندم على ارتباطك بيا 
رفع زكريا نظره لها بتعجب يحاول معرفة سبب هذا السؤال المفاجئ في هكذا وقت لكنه رأى خوف في عينيها وقد علم من عينيها أنها تعرضت للكثير والكثير مما أفقدها الثقة في الجميع وهي الآن تريد طمئنة قلبها بوجوده دائما جوارها وهو لن يقصر ابدا في طمئنتها لذا ابتعد عنها قليلا وابتسم بسمته التي أضحى يخصها بها مرددا 
لا يسعني القول سوى أن هذا القلب أضحى كطفل يحبو صوبك طوال الوقت وأن الاشواق أضحت في بعدك اشواك 
ابتسمت له فاطمة من بين دموعها ثم همست له 
تعرف إني بحب لما تتكلم بالفصحى اوي 
ابتسم زكريا وهو يداعب وجنتها بحب شديد 
وانا احبك عندما تتحدثين فقط لا يهم بأي لغة أو بأي كلام تتحدثين فقط كل ما يهمني أنك تتحدثين هذا كاف لسړقة ذلك المسكين الذي يخفق بين جنبات   ي 
ابتسمت له فاطمة ليضيف هو بمزاح 
لاحظي اني مغرقك دلع الايام دي وأنت 
تنهدت فاطمة بخجل وهي تستمع لحديثه ثم ابتعدت قليلا تود الذهاب قبل أن تلقي بنفسها
بين أحضانه الان وترفض تركها للابد لكن بمجرد تحركها توقفت مجددا وهي تلتفت بتردد شديد لزكريا تتحدث 
هو زكريا يعني هو ايه وضعنا دلوقتي يعني هو احنا المفروض يعني كده 
كانت ترغو دون كلمة واحدة واضحة لكن زكريا ابتسم لها وهو يمسك يدها متحركا بها للخارج 
حسنا جميلتي إليك الوضع بالتحديد نحن الآن زوجان برتبة خطيبين 
ابتسمت له فاطمة ليتوقف زكريا بمجرد وصوله للبناية الخاصة بها ليهمس لها بحب شديد 
بلغي والدتك إن بكرة هاجي مع الحاج والحاجة زيارة والمرة دي نبدأها صح
لا ما هو انا مش متخانق من اخوك ومصرفه بالعافية عشان تقفي ليا مقموصة كده 
كانت شيماء تربع ذراعيها على   ها وهي تعطيه ظهرها بحنق شديد تجيب حديثه 
والله مش انا لازقة وشبطت فيك بالغلط غور بقى 
فتح هادي عينه پصدمة لحديثها ليندفع لها وهو يديرها له پعنف شديد مغتاظا 
لا مش عشان بهزر معاك يبقى تسوقي فيها ايه غور دي 
خاڤت شيماء من نظراته لتتحدث بتوتر شديد 
قصدي اتفضل غور 
ابتسم هادي وهو يحاول كبت ضحكاته 
الاهما أنت طلعتي بتهزري اهو ودمك سم
لوت شيماء فمها بحنق من حديث هادي ليقترب منها هادي وهو يهمس لها بخبث شديد 
طب ايه نبدأ 
نظرت له شيماء بعدم فهم ليغمز لها هادي وهناك بسمة وقحة ترتسم على وجهه خرجت شهقة فزعة من فم شيماء وهي تصفع هادي بصڤعة صغيرة قبل أن تتركه وتركض لغرفتها 
انت واحد ساڤل وانا هقول لرشدي على قلة ادبك دي
لوى هادي فمه بتشنج وهو يلوح بيده عاليا بحنق 
قلة أدب ايه يا عنيا اللي هتقولي عليها لاخوك ما الاستاذ جوا اهو وأكلها والعة إنما أنا حظي قليل انا عارف جاتك البلا في معرفتك الهباب عيلة فقر
يعني أنت عايزة ايه دلوقتي يا ماسة بس عشان مشغول 
بقولك انت مش عاجبني يا أباظة مش زي أباظة بتاع زمان ابدا 
توقف رشدي عما كان يفعل ثم تحدث بتفكير 
مش فاهم يعني زمان كنت ابيض واسود دلوقتي بقيت بالالوان ولا ايه 
ابتسمت ماسة بسخرية وهي ټ   كتفه بخفة 
ما انت لذيذ اهو وبتقلش امال ايه الوش الاسمنتي اللي لابسة ده 
تنهد رشدي ثم اقترب من ماسة وهو ينظر بعينها نظرة غامضة 
طب بس أنت لان احنا لسه متكلمناش في اللي حصل يا خفيفة الډم 
وهو ايه اللي حصل يعني يا أباظة 
ابتسم رشدي وهو يحمل حقيبة الحاسوب الخاص به 
تعرفي ايه احلى حاجة فيك يا ماستي 
ابتسمت ماسة وهي تضع يدها حول رقبته غامزة 
دلعي وجمالي 
تؤ تؤ استهبالك 
ابعد رشدي يده ثم تحرك جهة الباب وهو يتحدث بسرعة 
عايز خط الفون بتاعك اللي كسرتيه يا ماسة لان المرة دي انا اللي هتصرف بنفسي مش هستنى غيري لغاية
ما يجيب ليا الكلب اللي بيعمل ده كله معاك 
رشدي 
أوقفها رشدي عن حديثه وهو يلتفت لها ثم تحدث بجدية كبيرة 
ماسة لو سمحتي مش عايز أي كلمة ولا تعملي غير اللي اقولك عليه لأن المرة دي الموضوع زاد اوي وانا مش هستنى لما الكلب ده يعمل اكتر من كده 
أنهى حديثه وهو يخرج تاركا ماسة تقف في منتصف الغرفة بحنق شديد تعلم جيدا أن رشدي لن يصمت عما حدث لكن الخۏف كل الخۏف أن يعلم ذلك الحقېر بأنها قالت لرشدي أو ينتبه أنه يتتبعه فيؤذيه فما علمته من رسائله أنه ليس بالهين ابدا وأن ما يفعله ليس مرته الاولى بالتأكيد
في صباح يوم جديد بعدما قضى الثلاث شباب الليلة عند زكريا ثم عندما اشرق الصباح اتجه كلا لعمله 
في مكتب هادي كان يجلس وأمامه فرانسو الذي كان يظهر على وجهه الحنق الشديد 
مش كنت بلغتني إن خلال يومين هيتم الفرح 
زفر هادي بضيق شديد يرجع شعره للخلف مغتاظا من نفسه ومن ابنة اعمه وما أوصلته أفعالها له 
الموضوع تم في لحظة ڠضب وعصبية وكنت حابب بس اخوف بثينة مش اكتر بس مش انا اللي ارمي بنت عمي بالشكل ده يا فرانسو 
ضيق فرانسو عيونه بشك كبير يفكر فيما اوصل هادي للحظة الڠضب تلك كما يقول لكنه صمت قليلا دون أن يفضي بمكنوناته 
طب هو انا ممكن أعقد عليها واخدها معايا فرانسا والفرح لما نرجع واوعدك والله ما ه   غير لما تسلمها ليا بنفسك 
نظر له هادي بحنق شديد وكاد يفتح فمه معترضا ليوقفه فرانسو وهو ينهض سريعا متجها صوبه 
متستعجلش وفكر براحتك واعرف اني هقبل بأي حاجة هتقولها بس قبل ما تاخد قرار فكر فيا وفي ابني يا هادي اللي راميه مع أمه اللي كل يوم سهرات وسكر وبلاوي اكتر من كده 
أنهى حديثه مبتلعا تلك المرارة يحاول تمالك نفسه فهو يشتاق وبشده لصغيره الحبيب الذي تركه رفقة والدته والتي يعلم جيدا أنها لا توفر فرصة حتى تفسده 
انا ابني كل يوم بيكلمني ويعيط ليا إني اروح واخده وانا متكتف مش عايز اروح ليه غير عشان أخده من أمه ولازم عشان اعمل كده إني أكون متزوج وافق وانا اوعدك بشرفي ما ه   غير لما يتم ليها فرح زيها زي كل البنات لو حابب أمضي ليك إقرار بكده انا مستعد 
صمت هادي وهو يرمق حالة فرانسو المتدهورة أمامه ليهز رأسه بشرود وقد بدأ يتزحزح عن موقفه الصارم ويفكر في الأمر من زاوية فرانسو 
طيب معلش يا فرانسو سيبني افكر
دخل رشدي مكتبه وهو يلقي ما بيده على الأريكة الخاصة به ثم سريعا جلس على مكتبه وهو يسحب الحاسوب من حقيبته واضعا إياه أمامه يكمل ما كان يعمل عليه طوال الليل بعدما نام كلا من زكريا وهادي 
كانت عين رشدي تمر على شاشة حاسوبه بانتباه شديد وهو يشعر بعقله يكاد ينفجر فذلك الرقم الذي أعطته إياه ماسة ليبحث عن صاحبه مأمن كما لو أنه رقم أحد أفراد المخابرات وليس رقم شاب عابث عادي 
زفر رشدي بضيق وهو يبعد حاسوبه من أمامه ثم أخذ يفرك رأسه بسبب الصداع الذي تلبسه لقله نومه ثوان وكان صوت رشدي يصدح مناديا العسكري الذي يقف في الخارج 
يا عسكري يا عسكري 
دخل العسكري سريعا وهو يؤدي تحية لرشدي منتظرا أمره نظر له رشدي قليلا وقبل أن يفتح فمه وجد مصطفى يقتحم مكتبه وهو يحمل بعض الملفات 
رشدي هو إنت لسه مخلصتش قضية مصنع الخشب 
أشار رشدي للعسكري بالخروج مخبرا إياه 
معلش هاتلي كوباية شاي و اي برشامة للصداع 
أدى العسكري تحيته وخرج من الغرفة بعدما اغلق الباب خلفه تاركا رشدي يصوب نظراته الحادة جهة مصطفى الذي لا يعلم بالتحديد ما فعله لكن يكفي أنه أبكى رفيقه ليكون على رأس قائمته السوداء 
لا خلصتها وسلمت الملف كمان 
انكمشت ملامح مصطفى بعدم فهم يرمق الملف بيده 
ازاي ده عرفت مين اللي اختلس الفلوس بس ازاي والملف بأيدي مش فيه اي حاجة 
نهض
رشدي من مكتبه وهو يتجه لمقدمته يستند عليها ويلوي شفتيه يدعي التفكير 
ايوة بس دي نسختك انت يا درش إنما نسختي انا من الملف سلمتها وفيها كل اللي وصلت ليه والمفروض إنك إنت كمان تسلم اللي في ايدك وفيه كل اللي وصلت ليه ده لو كنت وصلت لحاجة 
تعجب مصطفى من نبرة رشدي والتي يخيل إليه أنها ساخرة متوعدة لكنه رغم ذلك تحدث بعدم فهم 
ايه نسختي ونسختك دي هو مش احنا team برضو 
كنا 
شعر مصطفى بالريبة من كلمة رشدي 
كنا ! هو فيه ايه بالضبط يا رشدي مالك انهاردة كده شكلك مش مظبوط 
كاد رشدي يفتح فمه يجيبه ليقاطع ذلك طرق الباب أعقبه دخول العسكري وهو يؤدي التحية واضعا ما بيده على الطاولة متحدثا بآلية 
سيادة اللواء طلبك يا مصطفى


 

باشا 
رمق مصطفى رشدي بشك قبل أن يتحرك للخارج وهو يفكر فيما حدث تبعه العسكري الذي أغلق الباب خلفه ابتسم رشدي بسخرية وهو يحمل كوب الشاي ليرتشف منه بعض الرشفات بعد أن ابتلع البرشام لكن أثناء رفعه لوجهه لمح شيء على الطاولة جوار الصينية التي أحضرها العسكري آثار انتباهه ليضع ما بيده على مكتبه سريعا وهو يحمل ما يتوسط طاولته والذي لم يكن سوى هاتف مصطفى الذي ألقاه على الطاولة في غمرة غضبه ونسيه أثناء خروجه 
ابتسم رشدي بشړ وهو يمسك الهاتف متحدثا بخبث شديد نازعا الخط منه حتى لا يحاول مصطفى الاتصال به وهو يقول بخبث 
خلينا نشوف هببت ايه يا درش 

يا شيماء متتحسنيش بالذنب ده هو كام ساعة وهرجع على طول 
جلست شيماء على الفراش وهي تتحدث بحنق ناظرة للحقيبة التي تتوسط فراش ماسة 
والله العظيم رشدي لو عرف ليطين عيشتي وعيشتك وينزل البيت ده على دماغي ودماغك رحلة ايه اللي تتنيلي تطلعيها دي انت صغيرة 
زفرت ماسة بحنق شديد وهي تتأكد من حقيبة يدها وأنها وضعت بها كل ما قد تحتاجه هذا اليوم 
اولا هي مش رحلة دي مؤتمر ثانيا بقى دي ليوم يعني هبدأها دلوقتي واخلصها الساعة ٧ بليل ورشدي انهاردة مسهر يعني هيرجع الساعة ١ اساسا فايه المانع بقى 
ابتسمت شيماء بسخرية وهي تشير لصورة رشدي التي تجاور فراش ماسة 
رشدي 
ألقت ماسة ما بيدها على الفراش وهي تهتف بضيق 
يووه يا شيماء متخوفنيش اكتر ما انا خاېفة اساسا انا مش فاهمة اخوك ده مضيقها ليه 
تحدثت شيماء بجدية شديدة تحاول افاقة تلك الغبية التي ستتسبب في انفجار بركان رشدي 
ماسة متستهبليش أنت عارفة كويس اوي إن رشدي مش مضيقها وعارفة
برضو هو ليه بيرفض المؤتمر ده بالذات وبيسمح ليك تروح اي حاجة تانية
أغمضت ماسة عينها بضيق شديد تفكر في الأمر فرشدي دائما ما كان متفهما لها وداعما لها ولم يقف يوما أمام طموحها لكن رفضه لذلك المؤتمر كل عام بعد ما حدث معها ذات مرة أضحى أمر واقع عليها الرضوخ له 
أنت عارفة اني تخطيت الموضوع ده من زمان يا شيماء بعدين انا مش البنت الهبلة ام ١٩ سنة اللي لسه بتدرس انا دلوقتي كبرت وبقيت ناضجة 
نهضت شيماء وقد يأست من تلك الرأس اليابسة وهي تخرج 
خلاص انا جبت اخري يا ماسة اعملي اللي تحبيه اياكش يولعك فيك وفي مؤتمرك الزفت ده ونخلص انا مالي انا عليا حذرتك وأنت حرة 
نظرت ماسة لاثرها بحيرة شديدة ما بين رغبتها في الذهاب ومواجهة مخاوفها التي تولدت لديها في ذلك العام ومابين إلغاء كل ذلك والجلوس هنا في منزلها تنتظر رشدي على الدرج كعادتها كل يوم لتقضي معه الليل كله في أحضانه الدافئة حسنا هي ستذهب وتعود قبله كما خطت ثم تنتظر كالعادة ولن يشعر بشيء أو هذا ما تتمنى
في المساء وفي منزل فاطمة كانت منيرة تتحرك هنا وهناك تخشى أن تنسى شيء فهذا اليوم الأول الذي يزورها به أهل زوج ابنتها بعد ذلك الزواج الذي تم بشكل عجيب صدم الجميع 
مجئزكريا تحاول اقناع نفسها أن ما قررته صحيح وأن زكريا هو الوحيد الملائم لها وأن كل ما سمعته من بثينة كان نابعا من ڠضب بثينة على زكريا فقط وأن زكريا ليس سيئا ابدا نعم هذا صحيح هي رأت كل شيء بعينها و 
فاطمة يلا عشان الناس وصلت 
فزعت فاطمة لصوت والدتها وهي تنبأها أنه أتى يا الله لما هذا الړعب الذي تلبسها فجأة وكأنها اول مرة تراه وهي من أضحت تراه أكثر من اي شيء في حياتها ابتلعت فاطمة ريقها وهي تتقدم من باب غرفتها والذي بمجرد أن فتحته حتى قابلت منار والتي كانت على وشك الدخول لتظل منار تنظر لها ثوان قبل أن تقول 
ايه اللي انت لبساه ده ده لبس البيت احلى يا شيخة 
فتحت فاطمة فمها پصدمة وهي تنظر لذلك الفستان الذي يصل لكاحلها باللون السماوي ولم تكد تجيبها حتى وجدت والدتها تندفع لها ساحبة إياها ولم تمنحها حتى فرصة أن تغير ثيابها لتصبح افضل بعد ما سمعته من منار 
كان يجلس في غرفة الضيوف تلك الغرفة التي تحمل له اسوء ذكريات يوم صارحته بكل شيء لكنه الآن سعيد فها هو على وشك تبديل تلك الذكريات بأخرى سعيدة 
نظر جواره ليجد والدته تجلس وهي تبتسم باتساع بينما لؤي كان يحرك تلك الكارفات على شكل فيونكةببيونة بضيق شديد وقد أجبرته وداد على أن يرتديها ليصبح كما تقول عليه دائما كلما ارتدى تلك البذلة جنتل مان 
اقترب لؤي من زكريا المبتسم ببلاهة 
طبعا فرحان ما انت مش مخڼوق زيي الليلة دي هتخلص وانتم شايلين چثتي عشان امك تستريح وابقى مت وانا جنتل مان اياكش روح البلوجر اللي جواها تستريح 
كتم زكريا ضحكته وهو يتذكر تلك المشاجرة التي كادت تشتعل بين الإثنان قبل مجئيهم 
يعني يرضيك كنتم تتخانقوا وتقوم لامة هدوم البيت كله ووقتها لا كنت هتطول لا بدلة ولا جلبية وكنت هتيجي للناس بالجلبية بتاعة اولى اعدادي ويبقى منظرك عرة 
زفر لؤي بضيق وهو يعدل من وضعية الكرافات للمرة المائة وهو يلعن كل ما يحدث وفجأة دخلت منيرة وهي تردد عليهم عبارات الترحيب للمرة الألف بعد المليون تسحب خلفها ابنتها التي كانت أقدامها تأبى التقدم خطوة واحدة مړتعبة من ذلك اللقاء وكأنه ذلك الجالس غريب وليس زوجها وأن هذه اول مرة تراه به ولم يقبلها البارحة بالفعل 
ابتسمت وداد باتساع وهي تنهض سريعا تضم فاطمة إليها بحب شديد تكنه لها منذ كانت تأتي لتحفظ عند ابنها وهي ترقيها ببعض ايات القرآن تثني على جمالها الطبيعي 
تحدث لؤي وهو يضم فاطمة بحب ابوي شديد مربتا على ظهرها بحنان فالمرة السابقة لم تسنح له الفرصة بالترحيب بها في عائلته 
نورتي عيلتنا يا بنتي من انهاردة اعتبريني ابوك 
ابتسمت فاطمة بحزن شديد لتلك
الكلمة التي فقدت مذاقها منذ سنوات 
تحدثت وداد وهي ترى نظرات ابنها الملهوفة والتي كانت تحاوط فاطمة 
طب نسيب الاتنين سوا ونخرج احنا نتكلم برة بقى 
كاد رشدي يصاب بالجنون مما وجده في هاتف مصطفى فبعدما فتحه بصعوبة شديدة لعلمه بمهارة رفيقه في التكنولوجيا صدم من كمية الصور الخاصة بفتيات كثر على هاتفه في وضعيات ميسئة جدا لكن الصدمة الكبرى أتت حينما وجد صور ماسة كذلك الشيء نفس الصور التي ارسلت لها في المرة الأولى حينما هددها ذلك الحقېر 
شهق رشدي پصدمة كبيرة لا يصدق أن مصطفى قد يفعل شيء شنيع كهذا وهذا يفسر سبب صعوبة العثور على المرسل شعر بالدوار وهو يفكر أنه ربما فعل الشيء نفسه مع فاطمة وأرسل لها تهديدات وهذا سبب ڠضب زكريا منه لكن إن كان ذلك صحيح ما كان زكريا ليبكي ابدا ويقول ما قاله وقتها عن ټدمير حياته لابد أن مصطفى قد تجاوز مجرد الټهديد مع زكريا أو بالأحرى فاطمة 
شعر رشدي بأن عقله على وشك الدخول به في أزقة مظلمة لذا توقف عن التفكير وقرر مواجهة زكريا بما خمنه و بعدها سيرى ما سيفعله مع ذلك القذر يقسم أنه سيجعله يبكي ندما ولن ينفعه حتى إن توسله 
وبس يا سيدي انا يا دوبك لسه بمد ايدي بالجواب من هنا وعينك ما تشوف إلا النور لقيت مرة واحدة الجحش ابنها خارج من الشباك وهاتك يا خناق مش فاهم انا ماله كده فيه ايه 
أنهى فرج قص ما حدث معه أثناء تسليمه للرسالة لأم اشرف بنفسه على مسامع هادي الذي قابله أثناء عودته من عمله يجلس على مقعده بحزن ربت هادي على كتف فرج وهو يتنهد بحزن 
معلش يا فرج ياخويا هو الدنيا كده مش بتديك كل حاجة عندك انا من يوم ما كتبت الكتاب وانا أقصى حاجة عملتها هي اني مسكت أيدها
ارتشف فرج بعضا من مشروبه وهو يتنهد بشجن 
امتى ربنا يفتحها عليا وأمسك ايد ام اشرف
نظر له هادي بحنق وأحد حاجبيه مرفوع لينتبه أثناء ذلك لشيماء التي تقف أمام باب البناية الخاصة بها ويبدو عليها الړعب نهض هادي سريعا يسير صوبها وقد اقلقته تلك الملامح المرتعبه على وجهها 
شيماء فيه ايه 
انتبهت شيماء والتي كانت تتحرك ذهابا وإيابا أمام الباب على صوت هادي والذي كان بمثابة قشة تتعلق بها لتركض صوبه تهتف بړعب شديد وهي تبكي 
هادي الحقني ماسة 
مالها ماسة 
وياليته كان هادي
هو من طرح هذا السؤال لكن ليس كل الاماني تحقق 
اقترب رشدي والذي كان ذاهبا في طريقه لمنزل زكريا غافلا عن أنه اليوم عند فاطمة ليرى أثناء ذلك هادي الذي يقف مع أخته أمام المنزل وملامح أخته الفزعة والتي كانت تبدو أنها على وشك البكاء ليقترب منه ويتناهى لمسامعه صوت شيماء تنتحب مرددة اسم ماسة 
كرر رشدي سؤاله مجددا وقد بدأت شياطينه تتراقص أمامه مفكرا أن ذلك الحقېر فعل بها شيء آخر أو أنها تعرضت لنوبة الهلع التي تصيبها 
مالها ماسة 
رفع عيونه لها يبتسم تلك البسمة البشوشة والهادئة تنحنح قليلا يجلي حلقه حتى يتحدث وما كاد يفتح فمه حتى سبقته هي بالتحدث سريعا 
تشرب إيه
ضيق عيونه بتعجب ثم أبتسم لها بسمته الساحرة وهو يتحدث بهدوء شديد ونبرة حنونة 
متتعبيش نفسك أنا كويس إنت بس اسمعيني ارجوك
نظرت له تفرك يديها بتوتر شديد وكيف لا و هي تجلس الآن أمامه حقا غباء اوليست تجلس مع زوجها الذي نامت يوما في أحضانه وكان عناقه هو ملجأها الوحيد والان تعاني كل ذلك الخۏف والتوتر أهذا تأثير تلك الجلسة التي تتحدث الفتيات دائما عليها الرؤية الشرعية 
ابتسم زكريا يعلم ما تفكر به الآن ليتحدث بصوته الهادئ الرزين 
خاېفة مني ولا قلقانة 
رفعت عينها سريعا له تتعجب كيف قرأ دواخلها وكأن ذلك كان عسير على أي أحد ملاحظته اخفضت عينها سريعا تهز رأسها برفض ليبتسم هو متنهدا بيأس من تلك الصغيرة 
طب عايزة تسأليني في حاجة
هزت رأسها برفض تام هي فقط كل ما تريده الآن أن تختفي من أمامه صمتت وصمت هو بدوره حتى كادت أصوات الأنفاس تسمع في المكان ثواني مرت قبل أن تستمع لنبرة صوته المميزة يحدثها بالفصحى 
غريبة هي الدنيا كيف يتحول شخص ما من مجرد غريب في حياتك 


 

إلى دعوة لك في كل صلاة
صمت قليلا ثم قال ببسمة وقد نجح في أن يجعلها ترفع عينها له 
أتخشيني وأنا أخشى عليك من أن ارتكب فيك ذنب صغير كم أنت قاسېة سيدتي!!!
هل قالت سابقا أن الفصحى مملة هل سخرت سابقا من تحدثه بالفصحى حسنا هي الآن تسحب كل هذا فوالله أنها الان عاشقة للفصحى منه هو رمقته تفكر هل هذا هو الشيخ زكريا الذي كانت صديقتها تخيفها منه وتخبرها كم أنه قاسې جلف بلا شعور 
شعرت به ينهض من مكانه وهو يخرج بهدوء من الغرفة لكن قبل أن يخرج توقف قليلا يهمس ببسمة شعرتها من خلال حروفه 
شوفتي ادينا اتكلمنا اهو وما عضتكيش عشان تعرفي بس اني شيخ طيب وإن الموضوع بسيط جدا 
أنهى حديثه وهو يخرج وضحكته قد رن صداها في قلبها قبل أن يرن في الغرفة 
نظرت فاطمة في أثره پصدمة تتساءل هل انتهى الأمر بهذه السرعة هي حتى لم تتحدث سوى كلمتين فقط هل كان جادا حينما قال إنهم سيبدأون من البداية تماما فهو كان يحدثها كما لو أنه جاء للتعرف عليها أو ما شابه 
خرجت فاطمة من شرودها على رؤيتها له عائدا مجددا لكن هذه المرة جلس جوارها وهو يردد بنبرة عادية 
تقريبا لسه مخلصوش كلام ورغي برة فخلينا قاعدين شوية هنا ها ايه رأيك فيا وانا عامل عريس 
يالله هل هو جاد حقا ابتسمت فاطمة تهز رأسها بعدم تصديق لحديثه ليبتسم هو أيضا ثم صمت لا يعلم ماذا يقول ليدوم الصمت دقائق قبل أن يقطعه هو بتردد 
فاطمة هو أنت يعني حاليا موافقة بكامل إرادتك على جوازنا قصدي يعني فيه مثلا أي مشاعر ليا أو حتى استلطاف 
كان يتساءل وهو يشعر بقلبه يصارع للخروج من التوتر والخۏف 
تفاجئت فاطمة كثيرا من حديثه لتنظر له پصدمة تفكر في حديثه هل هي كذلك هل تقبلت ذلك الزواج ام أنها مازالت تراه أمر واقع طال صمتها مما أصاب زكريا بالتوتر لتقرر فاطمة أن ترحمه وهي تنظر له بخجل شديد 
معرفش كل اللي اعرفه إن لو كنت الاول هحارب عشان انهي الجواز ده فأنا حاليا هحارب بكل ما املك عشان احافظ عليه 
ابتسم زكريا وهو يكوب وجهها بحب شديد 
لا تحتاجين للحرب اميرتي فما من قوة على هذه الأرض قادرة على ابعادي عنك 
ابتسمت فاطمة تعترف في نفسها انها عاشقة لذلك الرجل وعاشقة للهجته التي تصيب قلبها مباشرة تحدثت فاطمة بخفوت رغم كل ما قاله منذ قليل وما فعله سابقا لأجلها إلا أن كلماته تطمئنها أكثر 
وأنت لسه حاسس إنك انجبرت على الجواز
ده 
ابتسم زكريا على سخافة تلك الصغيرة ثم همس لها وهو ينظر لها بحب 
حسنا فاطمة لا اعلم كيف اثبت لك أن ذلك القلب وقع صريع هواك لكن كل ما يمكنني قوله هو 
صمت قليلا يحاول ترتيب كلماته والتي تمر على قلبه اولا قبل أن ينطقها لسانه 
ولما سكنت القلب لم يبق موضع
بجسمي إلا ود لو أنه قلب 
الفصل الرابع 
هفضل كتير مستنى انطقوا فين ماسة 
ارتعدت شيماء من حديث رشدي رغم نبرته التي كانت هادئة عكس عينه المشټعلة پغضب مخيف ركضت شيماء واختبأت في هادي الذي وقف امام رشدي يحاول تهدئته 
أهدى بس يا رشدي زعيقك ده مش هيحل حاجة
جذب رشدي شعره بعين وڠضب شديد وقد بدأت بنرته تعلو پغضب شديد 
برضو هيقولي اهدى مش لما اتنيل اعرف هي فين يبقى وقتها اشوف أهدى ولا اتنيل على عين أهلي اتعصب
نظر هادي لشيماء التي كانت ترتعد خوفا تفكر في كيفية الهروب من حصار أخيها فهو لو علم ما فعلته ماسة تقسم أنه سينزل المنزل على رؤوس الجميع ولن يتمكن أحد من تهدئته 
ازدادت قتامة نظرات رشدي وهو يرمق شيماء بشړ في انتظار أن تتحدث وتنهي هذا الصمت المقيت لكن ما أنهى الصمت لم يكن صوت شيماء بل كان صوت رنين هاتف رشدي والذي تجاهله مرارا وتكرارا حتى مل وأخرجه من جيب بنطاله ليرى رقم غريب
ضيق رشدي نظراته بتفكير وصوت داخله يخبره أن المتصل هذا ليس سوى بلاء رأسه الذي أوقع نفسه به بتسرع وبالفعل بمجرد أن فتح المكالمة حتى سمع صوت بكاء عڼيف و صوت ماسة يعلو 
رشدي الحقني انا اتقبض عليا 
هو ايه ده 
ابتسم زكريا على ملامح فاطمة المصډومة لحديثه السابق ورغم أنها سمعته جيدا وهو متأكد من هذا إلا أنه اعاده مجددا على مسامعها لكن هذه المرة بلين قليلا يحاول سبر اغوارها وتبين رأيها 
بقولك عايز نعمل الفرح قريب انا شقتي جاهزة من فترة اساسا محتاجة بس شوية حاجات بسيطة وتكون ناقصة وجودك بس 
شعرت فاطمة بجسدها ينكمش بړعب وهي تتخيل نفسها تعيش معه في شقة بعيدا عن والدتها واحضانها حسنا هي بالفعل تقبلت وجود زكريا في حياتها لكن ليس لهذه الدرجة هي لم تتعافى بعد لم تتقبل أمر أن تملك رجلا في حياتها ويتدخل في كل شيء وهو يرغب أن يتزوجوا 
كان زكريا يتابع كل تعابير وجهها وكأنه سيختبر بها وقد لمح اعتراضها بل رعبها من الفكرة لذا ابتلع ريقه يحاول الابتسام وهو يهز رأسه لها 
ولا اقولك انا شايف نأجلها شوية 
نظرت له فاطمة بلهفة شديدة وهي تمنع زفرة راحة أن تخرج منها فهي للتو كانت تفكر في طريقة لرفض الأمر 
ابتسم زكريا بحنان وهو يهز رأسه لها متحدثا بصوت خاڤت قليلا 
خلينا نتفق اتفاق 
نظرت له فاطمة بفضول شديد تنتظر إكمال حديثه لتفهم الأمر حتى تحدث زكريا بعدها بتفكير 
بما إننا بدأنا من الاول خالص فهنبدأ صح يعني مثلا نبدأ نتعرف على بعض واحدة واحدة ومش هستعجلك لحاجة ابدا ممكن نخرج سوا ونتكلم سوا في التليفون زي الناس المخطوبة ايه رأيك 
نظرت له فاطمة وهي لا تعلم ماذا تقول له وقد أزاح صخرة كبيرة كانت تجثم أعلى   ها خانقة إياهاتحدثت ببسمة 
هو إنت مثالي فعلا ولا انا متهيألي 
صدم زكريا لثوان من حديثها لينفجر بعدها في الضحك وهو يردد من بينها بصعوبة 
لا أنت اللي طيبة يا فاطمة 
مفيش حد مثالي يا فاطمة اعرفي كده كويس الموضوع كله بيكون اجتهاد 
لم تفهم فاطمة قصده بكلمته الأخيرة ليلتقط هو نظراتها تلك ثم اقترب منها وهو يمسك يدها بحنان متحدثا 
يعني يا فاطمة كل الناس بتجتهد أنها تبين الحلو اللي جواها وتخفي الۏحش عن الناس 
بس ده اسمه نفاق 
ابتسم زكريا يشرح لها الأمر كما لو كان يفعل لأحد تلاميذه 
النفاق هو إني اظهر مشاعر أو انصح بشيء عكس اللي جوايا يعني مثلا اقولك يا فاطمة الكدب حرام وانا اساسا بكدب أو اني افضل امدح في فعل معين وانا اساسا بخالف الفعل ده إنما الجهاد ده بيكون جهاد مع النفس يعني بجاهد نفسي أنها تحافظ على الحلو اللي جواها والۏحش بخفيه واحاول امنعه 
توقف عن الحديث ثم قال بعد صمت قصير 
تخيلي إن كل انسان عنده جواه نص حلو ونص وحش وخبى الحلو وأظهر الۏحش هنكون وقتها عايشين في غابة عشان كده المجاهد هو اللي يقدر يكبح النص الۏحش جواه ويظهر الحلو للناس 
كانت فاطمة تستمع لزكريا وهي تحاول موازنة كلماته ليكمل هو بحنان 
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ايه 
نظرت له فاطمة بانتباه ليكمل هو 
أيها الناس إن بعض الطمع فقر وإن بعض اليأس غنى وإنكم تجمعون ما لا تأكلون وتأملون ما لا تدركون وأنتم مؤجلون في دار غرور كنتم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤخذون بالوحي فمن أسر شيئا أخذ بسريرته ومن أعلن شيئا أخذ بعلانيته فأظهروا لنا أحسن أخلاقكم والله أعلم بالسرائر فإنه من أظهر شيئا وزعم أن سريرته حسنة لم نصدقه ومن أظهر لنا علانية حسنة ظننا به حسنا 
رددت فاطمة تلك الجملة التي علقت بذهنها وهي تبتسم له 
فأظهروا لنا أحسن أخلاقكم والله أعلم بالسرائر
بالضبط كده ده بقى الجهاد واللي انا بحاول اعمله يعني انا مش مثالي ولا كامل أنا جوايا عيوب زي أي بني ادم تاني لكن يجاهد نفسي إنما النفاق ده شيء تاني وموضوعه كبير يبقى اكلمك عنه في مرة تانية لأن شكل اللي بره خلصوا كلامهم 
هزت فاطمة رأسها له وهي تنهض معه تتبعه للخارج وداخلها مائة سؤال وكلهم يدوروا حول ذلك الذي يتقدمها والذي بدأ يمهد مكانه الخاص بقلبها 

كان رشدي يركض في ممرات مركز الشرطة وخلفه هادي يحاول أن يهدأه وهو يكاد ېحرق المكان بالجميع 
يارشدي اصبر بس نشوف ايه حصل !
استدار رشدي لهادي يرمقه بشړ متحدثا 
اصبر ايه انت اهبل مراتي تتصل بيا بټعيط وتقولي أنها مقبوض عليها وعايزني أهدى امال اتعصب امتى لما الاتوبيس يفوتني 
أنهى حديثه وهو يتوقف أمام أحد مكاتب المركز ثم تنفس قليلا ليهدأ نفسه وبعدها أخرج بطاقته العسكري يطلب منه إذن الدخول 
لو سمحت بلغ الباشا اني حابب أقابله 
نظر العسكري في البطاقة التي تقبع بيده ثم أدى التحية لرشدي وبعدها دخل للغرفة وغاب بها لدقيقة تقريبا كان رشدي ېحرق فيها هادي الذي ما زال يحاول تهدئته حتى عاد العسكري وهو يخبره أن يدخل 
تحرك رشدي ودخل للمكتب سريعا يتبعه هادي وبمجرد دخوله نهض ذلك الذي يتوسط المكتب وهو يبتسم لرشدي مادا يده له 
رشدي باشا نورت القسم كله 
صافحه رشدي وهو يبتسم له بسمة صغيرة رسمها بصعوبة
أشار له الضابط بالجلوس هو وهادي ثم تحدث ببسمة عملية 
تحب تشرب ايه !
كاد هادي يتحدث مخبرا إياه أنه يريد كوب عصير مثلج عله يرطب حلقه الذي جف من كثره حديثه
مع ذلك الرشدي الغبي لكن توفقت الكلمات على باب فمه
بسبب رشدي الذي أشار بيده رافضا أي شيء مما جعل هادي ينظر له پغضب شديد وهو يكاد ينهض وينقض عليه 
انا مش جاي اتضايف يا جمال باشا انا بس كنت جاي عشان فيه حد تبعي موجود هنا 
حد تبعك ! بيشتغل هنا يعني ولا 
مقبوض عليه 
فهم جمال ما يجري هنا ليعود بظهره للخلف وهو يحاول التذكر كل المعلومات التي وصلته اليوم ومن تم القبض عليهم لكن كان رأسه فارغا 
مين ده اللي تبعك وانقبض عليه 
ابتسم رشدي بسمة مغتاظة غاضبة 
مراتي 
بثينة أنت معايا 
زفرت بثينة بضيق وهي تبعد المجلة من يدها أثناء تسطحها على فراشها وهي تستمع لندب شيماء المتواصل منذ ساعات ترثي حالة ابنة خالتها وحالتها أيضا بعدما يعود أخيها 
معاك يا شيماء اعمل ايه


 

يعني ماسة غلطت وخليها تتربى 
رمتها شيماء بنظرة حانقة وهي تقترب منها متحدثة بعدم فهم 
هو أنت ليه مش بتطيقي ماسة 
رفعت بثينة عينها في وجه شيماء ببرود ثم تحدثت وكأن لا شيء بها وهناك لمحة برود تمر في عينها 
ولا حاجة بس بنت خالتك هزارها تقيل شوية وانا مش بحب الناس اللي من النوع ده 
لم تكد شيماء تفتح فمها بكلمة حتى قاطعها صوت رنين هاتف بثينة التي رمقته بنظرات مغتاظة ولم تجب بل ألقته بعيدا عنها وكأنه يحمل وباءا قاټلا متجاهلة رنينه المتواصل مما أزعج شيماء بشدة 
ما تردي يا بثينة بدل الدوشة دي 
نظرت بثينة للهاتف مجددا ثم قلبت عينها وهي تهز رأسها بعدم اهتمام 
فكك منه وخلينا معاك هتعملي ايه 
نظرت لها شيماء قليلا بشك وهي تدرك جيدا أن بثينة تحاول تشتيت انتباهها عن المكالمة 
هعمل ايه يعني اول ما يرجعوا هستخبى في هادي وهو يتصرف مع رشدي مش هو جوزي برضو وواجب عليه يحميني 
ابتسمت بثينة بسمة بلاستيكية جاهدت من خلالها في التحكم بنفسها وهي تتحدث بغيظ شديد 
اها فعلا واجب برضو و
قاطعها رنين هاتفها مجددا وهي تزفر بضيق لتندفع له شيماء تحمله بسرعة ملقية إياه جوار بثينة وهي تغادر الغرفة حتى تترك له مساحة للخصوصية 
ردي أنت وانا هرجع البيت قبل ما رشدي يرجع لاحسن يطين عيشتي 
انهت شيماء حديثها وهي تخرج سريعا تاركة بثينة تكاد تحترق من ذلك البلاء الذي القي على رأسها فتحت المكالمة وهي تصرخ في المتصل 
فيه ايه رن رن رن قرفتني عايز ايه 
انزليلي تحت عشان عايزك ولو منزلتيش خلال خمس دقايق هروح استنى هادي يرجع ووقتها هتيجي بس صدقيني هتندمي اوي 
صعد الثلاثة للتاكسي بصمت كبير خوفا من انفلات ڠضب رشدي فيهما جلس هادي جوار السائق بينما جلس رشدي وماسة في الخلف 
كان رشدي ينظر للامام بشړ وكأنه يحدق في عدو خفي بينما كان هادي يتحسر على شباب ماسة في الامام 
لكن ماسة ليست بتلك التي تصمت بسهولة لذا مسحت دموعها بهدوء شديد وهي تهتف بصوت خاڤت 
رشدي 
لكن لم يصلها اي رد من رشدي بل كل ما    منه هو تلك البسمة المخيفة التي تخرج فقط في اقصى مراحل غضبه لتعيد ماسة همستها لكن بصوت اعلى قليلا 
رشدي 
انتفضت فزعة وهي ترى استداره رشدي لها بشكل مفاجئ مخيف صارخا في وجهها محاولا التحكم في غضبه 
نعم عايزة ايه من زفت 
ابتلعت ماسة ريقها پخوف وهي تردد 
مالك متعصب كده ليه 
نظر رشدي لهادي وهو يردد بحنق شديد 
ما شاء الله طلعتم نفس الغباء 
استدار مجددا لماسة وهو يكمل حديثه پغضب شديد 
يعني أنت شايفة اللي عملتيه عادي وميعصبش ها انطقي 
انا عملت ايه بس !
فتح رشدي فمه باتساع كبير وهو يشير لها بعدم تصديق مرددا پصدمة 
عملتي ايه !! هي البعيدة هبلة وأنا معرفش ! بعد كل اللي حصل ده بتقولي عملتي ايه 
لوى هادي فمه يمنه ويسار بتهكم شديد وهو ينظر لهم في المرآة 
عيني على شبابك يا بنتي 
ابتسم رشدي بعدم تصديق 
مش هرد عليك لما نرجع البيت وقتها يبقى اقولك عملتي ايه لاني متعودتش اني اتكلم في خصوصياتي برة البيت 
صمت بغيظ شديد ثم نظر من النافذة پغضب شديد يردد بحنق 
قال و الاستاذة مڼهارة وعمالة ټعيط وتقولي الحقني اتقبض عليا وانا زي الأهبل جريت مڤزوع وقولت بس البت اتمسكت أمن دولة وپتتعذب ومش بعيد يكونوا بيكهربوها وتطلع في الاخر خناقة والاستاذ ماسكة اربع بنات وكلاهم علقة مۏت القادرة 
أنهى حديثه بسخرية شديدة يرمق ماسة التي لوت فمها بحنق وكأن حديثه لا يعجبها ليكمل رشدي بسخرية 
وانا بقى جاي وعمال اجمع ارقام ناس مهمة عشان يتوسطوا ويخرجوك وكنت هتصل بمحامي يجي يخرجك بكفالة 
رفع هادي حاجبه باستهزاء وهو ينظر له في المرآة الأمامية يتمتم بحنق 
ده على اساس إنك كنت واخد كوافير حريمي معاك 
والله يعني انت كنت هتعمل ايه بقى يا استاذ لو طلعت جناية كبيرة 
ابتسم هادي وهو يتحدث بجدية مضحكة 
كنت هكلم صاحبي هو محامي وبيفهم في شغل المحاميين ده وكان هيخرجها زي الشعرة من العجينة
هز رشدي بيأس وهو يهبط من السيارة بعدما توقفت ثم اغلق الباب خلفه پغضب شديد مشيرا لماسة بالخروج وهو يرى الشياطين تتراقص أمام عينيه 
في ذلك الوقت كانت شيماء تهبط من بناية بثينة وهي تدعو ربها أن ينتهي هذا الأمر على الخير لكن أثناء ذلك انتبهت لرشدي الذي يقف أمام سيارة أجرة وجواره هادي الذي يهمس له ببعض الكلمات من بعيد كانت ماسة التي تقريبا اقتربت من البناية هربا من رشدي الذي انتبه فجأة لاختفائها ولولا ما بداخله لكان لحق بها الآن
تحركت شيماء بحركات سريعا صوب منزلها وهي تحاول ألا تنظر جهة رشدي الذي ابتسم بسخرية متمتما 
ماشي هتروحوا مني فين 
أثناء ذلك كان زكريا يهبط من البناية الخاصة لهادي رفقة والده ووالدته 
خلاص يا لؤي بلاش تزعل هروح اجبلك و
توقف زكريا عن الحديث وهو يرى رشدي الذي يكاد ېحترق وسط الطريق جواره هادي لذا استأذن سريعا من والديه واتجه لهما بتعجب شديد 
رشدي فيه ايه 

دخلت ماسة سريعا للمنزل ثم اتجهت بسرعة صوب غرفتها وكأن هناك شبحا يلاحقها وخلفها شيماء التي لحقت بها وأغلقت الباب سريعا صاړخة في وجهها 
استريحتي كده يعني مش قولتلك بلاش ام المؤتمر الشوم ده اللي عمرك ما روحتيه ورجعتي سليمة اول مرة رجعتي مکسورة وتاني مرة عملت مشكلة كبيرة واهو تالت مرة ماشاء الله قضيت كام ساعة لطاف في السچن 
ألقت ماسة حقيبتها على الفراش وهي ترتمي خلفها بتعب شديد هامسة بحنق شديد 
شيماء ابوس ايدك انا مش ناقصة كفاية التحقيق اللي هيجي رشدي يعمله عشان
يعرف انا ايه اللي وصلني للقسم 
نظرت لها شيماء قليلا لا تفهم حديثها حتى فجأة فتحت عينها وفمها پصدمة 
لا استني كده عشان مش مترجمة يعني كل العصبية اللي في رشدي دي كلها وهو لسه ميعرفش إنك مروحتيش المؤتمر 
هزت ماسة رأسها وهي تضحك بشكل غبي 
هو يا دوبك جه لقاني ضاربة كام بنت بلاستيك كده فخرجني بالعافية
بعد ما أثبت أنهم اللي تعدوا عليا الاول ومن وقتها وهو عمال ياكل في نفسه ولسه ميعرفش اللي حصل بالضبط والصراحة يا ريت ميعرفش 
اخذت شيماء تحرك    بحسرة وهي ترمي نفسها جوار ماسة على الفراش هامسة 
ده انا وانت مش هنشوف الشارع ده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
كان الثلاثة يجلسون على سطح بناية هادي و الصمت هو سيد الموقف والجو يخلو من أي اصوات سوى صوت الرياح التي أرادت تخفيف حدة الأجواء بهزيرها اللطيف 
استمر الصمت حتى قطعه صوت هادي الذي تلون پغضب مخيف 
اه يا ابن ال
تجاهل رشدي السبة النابية التي خرجت للتو من فم هادي ليوجه حديثه صوب زكريا الذي كان ينظر ارضا بشرود بينما عينه تحكي قصة أخرى 
رد عليا يا زكريا هو ده سبب عصبيتك من مصطفى هو عمل كدة في فاطمة ولا ايه 
كان رشدي يقصد بحديثه أنه كان يهددها بصور أو غيرها فهو يعلم مصطفى جيدا يستطيع الحصول على كل ما يرغب به من أي هاتف بسبب قدرته الكبيرة على التهكير يكفي فقط أن يحصل على الرقم ليمتلك بعدها كل ما يخص صاحب الرقم من معلومات 
رفع زكريا عينه والتي كانت خالية من أي تعابير بشكل غريب يرمق رفيقيه ثم هز رأسه بحركة غير مفهومة 
تقدر تقول حاجة زي كده 
بالطبع هو لن يفضي هذا السر ولو على رقبته فليس هو من يظهر سر يخص شرفه وزوجته حتى 
كاد هادي ينهض پغضب شديد عقب كلماته تلك ليمسكه رشدي وهو ينظر له بحدة 
انت نسيت هو مين ولا ايه يا هادي الاستاذ ظابط يا حبيبي يعني تهجمك عليه بقضية وابقى وريني صاحبك اللي بينهم في حاجات المحاميين ده هيخرجك ازاي منها 
يعني اسيبه ماشي يلطش في أي حاجة مؤنثة قدامه 
لا طبعا بس كله بالعقل يا هادي يا حبيبي مش بالعضلات 
كان هذا صوت زكريا الذي خرج بعد صمت طويل منبئا إياهم أن القادم لن يكون هينا ابدا 
مش فاهمة يعني هو كده رشدي مش هيطولكم 
زفرت ماسة وهي تزيح فاطمة قليلا من على فراشها 
ايوة لغاية ما يهدى بس وبعدين يبقى نرجع ولا أنت مش هتستحملينا خمس ست سنين على ما يهدى 
فتحت فاطمة فمها ببلاهة 
خمس ست سنين 
ده يا دوبك ندعي بس ميكونش اكتر من كده عشان عصبية رشدي بتطول شوية
تحدثت شيماء وهي تتوسط الأريكة في غرفة فاطمة بعدما طردن منار شړ طردة من الغرفة واحتلوها هي وماسة هروبا من ڠضب رشدي والذي يقبع على بعد طابق واحد منهما 
انا مش فاهمة انت ليك عين تهزري كمان أنت يابت بجحة مش عارفة عملتي ايه يعني 
تحدثت ماسة بعدم اهتمام وهي تغمض عينها براحة غريبة 
مش فاهمة أنت ليه مكبرة الموضوع كده فرضا يعني رشدي لقانا هيعمل ايه ھي  نا لا طبعا آخرها كام تهزيقة على كام فازة هيتكسروا وخلاص خلصنا 
همسات فاطمة وهي تتخيل الأمر 
يا ربي شكل رشدي عصبي اوي 
اوي اوي اوي اوي اوي بصي اوي لغاية بكرة كده 
كانت هذه ماسة التي تتحدث ببساطة شديدة ليس وكأن من تتحدث عنه زوجها 
خاڤت فاطمة بشدة وهي تتحدث لماسة بشفقة 
وانت مستحملة ده ازاي يابنتي الراجل العصبي مش حلو ابدا ده ممكن في مرة يتعصب وي  ك 
انتفضت شيماء تجلس على الأريكة تدافع عن أخيها 
هو عصبي مش قليل رجولة فيه فرق رشدي عصبيته بتطلع على كل اللي حواليه ماعدا الانسان يعني يكسر فازة يكسر ترابيزة يكسر كرسي يزعق ويلعن ويشتم لكن عمره ما مد ايده على بنت اللهم وإلا لو غلطتها كانت كبيرة وقتها يكفي قلم واحد عشان تفقد الاحساس بجميع حواسها
فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديدة تتخيل الأمر لتكمل شيماء وهي تبتسم لها 
هما التلاتة كده اساسا يطلعوا على مفيش بس قلبهم كلهم زي البفتة والله 
لم تهتم فاطمة بأى شيء في جملة شيماء سوى بجزء هما التلاتة كده اساسا ابتلعت ريقها وهي تفكر في زكريا هل يغضب بهذا الشكل فهي لا تتذكر رؤية غضبه سابقا كانت فاطمة تفكر دون أن تدرك أنها تتحدث بصوت عالي 
وزكريا 
انتبهت لها ماسة وهي تبتسم بسخرية مرددة دون أن تعي ما تقوله 


 

إذا كان هادي بيتعصب قيراط ورشدي قيراطين فجوزك يا روحي بيتعصب ٢٤ قيراط وربنا ما يوريك عصبية زكريا 
اعتلدت شيماء في جلستها وهي تتذكر أحد المواقف النادرة لڠضب زكريا 
يا ستير ياربي ده مرعب صحيح اتقي شړ الحليم اذا ڠضب ده اخر مرة اتعصب كان صوته بيهز البيوت في الحارة وكانت عيونه حمر ولا كأنه هيرتكب چريمة 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تتساءل پخوف 
وايه اللي عصبه بالشكل ده 
نظرت كلا من ماسة وشيماء لبعضهما البعض جنى تحدثت ماسة 
كان فيه شيخ في الحارة قبل كده وكان معروف بتشدده ودايما يعمل مشاكل مع اللي رايح واللي جاي وقتها كان الشباب لسه طلاب في الجامعة عادي والشيخ ده أمام في المسجد المهم يعني الشيخ ده عنده بنت كانت من سن الشباب ومعاهم في الجامعة وحصل إنه عرف بطريقة أنها مصاحبة واحد وبتمشي معاه وقتها راح الجامعة چرجرها قدام كل صحابها بشكل بشع وكان وقتها الشباب هناك 
صمتت ماسة تتذكر ذلك اليوم والذي شهدت فيه الحارة عن اپشع ما يمكن أن يراه شخص أكملت بعد صمت قليل 
 المنظر لولا زكريا 
صمتت ماسة تراقب ملامح فاطمة المڤزوعة تتخيل نفسها محل تلك الفتاة اوليس هذا ما حدث معها بالتحديد حينما جرتها عمتها لمنتصف المنزل في قريتهم الصغيرة صاړخة في الجميع أنها جلبت العاړ لهم وعليهم التخلص منها 
أغمضت عينها تحاول طرد تلك الذكريات خارج رأسها لكن أبى عقلها إلا أن يذكرها بكل أحزانها
بنتك حطت راسك في الطين وريني بقى عارفه وشك في الناس ازاي يا مرسي 
قولتلك اډفنها واخلص منها محدش هيفكر أنها انجبرت
على كده وهيفضلوا يحللوا اشمعنا هي وليه هي بذات اكيد هي عطتهم وش عشان يتمادوا 
هتفضلي طول عمرك نقطة سودة في عيلتنا والنقطة دي عمرها ما هتتمحي غير پموتك 
خرجت فاطمة من شرودها وهي تستمع لباقي كلمات ماسة التي لم تنتبه لحالة فاطمة 
وقتها رجالة كتير حاولت تسحب البنت من تحت ايده وهو حالف لې  ها قدام الكل لحد ما زكريا والشباب رجعوا جري من الجامعة وحاولوا يساعدوا البنت لكن الراجل رفض يعتقها وهو بيقول أنه هيغسل عاره بايدهوقتها عفاريت زكريا كلها خرجت على الراجل وصوته هز المنطقة كلها وهو بيزقه ويبعده عن البنت ويقوله شرع ايه ده يا خرفان اللي يخليك تعمل كل ده هو الشرع امرك بكده الشرع قالك تمرمط بنتك كده
وتمرمط شرفك كده قدام الكل 
أكملت شيماء تتذكر ما حدث وقتها 
وقتها زكريا محدش قدر يمسكه ولأول مرة كان هيمد ايده على حد اكبر منه وهو پيصرخ زي المچنون في الراجل بعد ما الراجل قعد يرد عليه بكلام ويحشر الدين فيه 
كان مرعب والله وعمري ما شوفت ولا هشوف منظر بالشكل ده اليوم ده عدا علينا كأنه چحيم والحمدلله وقتها هادي اتصرف واتصل بالبوليس وإلا كان الموضوع انتهى بأن واحد فيهم مېت 
انهت ماسة حديثها ولم تنتبه لحالة فاطمة التي انفصلت عن الواقع تماما وهي تتذكر كل ما حدث معها وما تعرضت له على يد عمتها ونساء العائلة وتخاذل والدها وقهر والدتها التي لم تتمكن من فعل شيء
وقتها لم تملك زكريا ولم يكن هناك من يدافع عنها هي حتى في ذلك الوقت أيقنت أنها المچرمة من كثرة تكرير ذلك اللقب على مسامعها والجميع يرميها بتلك التهمة بدعوى أنها هي من أو أنها هي من مهدت لهم الطريق فإن لم يكن كذلك لما هي بالتحديد من بين جميع بنات القرية من يتم معها هذا الأمر 
فزعت كلا من ماسة وشيماء لحالة فاطمة التي أخذ جسدها يرتعش ودموعها تهبط بشدة تتمتم بكلمات خاڤتة لا تصل لمسامع أيا من ماسة أو شيماء 

انت اټجننتجاي تهددني عند بيتي 
طب اهددك بعيد عن بيتك عادي 
صدمت بثينة من رد ذلك الوقح الذي أصر أن تهبط له عند سيارته ليظل يلقي على مسامعها تهديدات حمقاء 
انتبهت بثينة لصوت فرانسو يعلو مجددا بشړ 
اسمعي يا بثينة عشان اخر مرة هحذرك الواد اللي أنت متفقة معاه ده عشان موضوع ماسة لو مبعدتيش عنه هتصرف وقتها تصرف مش هيعجبك سامعة 
توترت بثينة بشدة لمعرفتها أنه ما يزال يراقبها وعلم مقابلتها الأخيرة مع ذلك المصطفى الأحمق 
هو الاستاذ لسه مرفعش المراقبة عني ولا ايه 
اللي زيك يا بثينة ميتأمنش ليه 
ضحكت بثينة ضحكة قصيرة تخفي خلفها رعبها من ټهديد فرانسو لكن رغم ذلك وقفت تدعي القوة والوقاية أمامه وهي تجيبه 
من الاخر قول عايز ايه 
ابتسم لها فرانسو وهو يقترب منها بشړ هامسا 
مصطفى ده تنسيه خالص سامعة 
لم تبدي بثينة أي ردة فعل على حديثه ليكمل هو بنبرة هادئة وكأنه يلقي على مسامعها أحوال الطقس 
هادي هيجي يقولك على معاد كتب الكتاب اتمنى وقتها مي  ش منك اي اعتراض عشان مزعلش ماشي 
رمقته بثينة بنبرة ممېتة وهي تتوعد له بالويل 
كانت ماسة تحاول تهدئة فاموة التي أخذت تبكي وتصرخ بكلمات غير مفهومة وهي حتى لا تعلم السبب فهم كانوا بخير حال منذ قليل 
تحدثت شيماء وهي تكاد تبكي ړعبا على فاطمة 
يمكن خاڤت من كلامك وفكرت إن ممكن زكريا ې  ها 
لو كلامك صح مش هتنهار بالشكل البشع ده اجري كلمي اي حد يجي يلحقها كلمي زكريا ونادي لامها 
تحدثت شيماء پخوف شديد وهي تحمل هاتفها 
حاضر حاضر 
زكريا إنت برضو مش حابب تقولنا سبب كل اللي بتعمله اصل غضبك الكبير ده مقلقني اوي 
كان هذا صوت رشدي بعدما استمع لما ينوي عليه زكريا متعجبا من ذلك الشړ الذي يسكن صديقه الهادىء المبتسم والحنون
زفر زكريا وهو ينهض متجها صوب رشدي ينظر في عينه متحدثا بثقة كبيرة 
رشدي انتم لو معملتوش اللي قولت عليه هعمل انا بس لوحدي سامع ويحصل اللي يحصل 
نظر هادي لرشدي يشير له بعينه أن يوافق الآن لحالة زكريا مخيفة قاطع تلك الأجواء رنين هاتف رشدي والذي وجد المتصل أخته 
زفر رشدي بغيظ شديد ثم تجاهل الأمر فهو مازال غاضبا منها وبشدة وربما هي تتصل به للإعتذار وهو حقا لا قبل له الآن بالتحدث في هذا الأمر يكفيه جنون رفيقه 
توقف هاتف رشدي عن الرنين ليتحدث هادي بمرح محاولا كسر تلك الأجواء 
طبعا لما يقع في ايدينا مش هتنسوا هادي حبيبكم 
لم يفهم أيا من زكريا أو رشدي حديث هادي ليوضح لهم 
قصدي يعني إن الواد ده ليا فيه زي ما ليكم فيه متنسوش إنه كان بيفكر في شيماء و
توقف هادي عن الحديث ليلمح اللقب الذي يطلقه على شيماء على هاتفهارتسمت بسمة واسعة على فم هادي وهو يحمل هاتفه مجيبا بحنان 
حبيبي 
رفع رشدي حاجبه بحنق شديد وهو يكاد ينهض ضاربا إياه بوجهه فهو لم يغفل عن ذلك الاسم الغبي الذي يطلقه على أخته لكن توقف رشدي عن حركته وانتبهت حواس زكريا جيدا لذلك الاسم الذي خرج من فم رفيقه 
فاطمة مالها فاطمة اه اه زكريا معايا طب فهميني فيه ايه بطلي عياط واتكلمي براحة 
هنا ويكفي لم ينتظر زكريا ثانية أخرى وهو يركض للاسفل سريعا حتى كاد يسقط على الدرج أكثر من مرة وهناك مئات السيناريوهات تدور في رأسه وكلها توصله للجنون 
وصل زكريا واخيرا لمنزل فاطمة ليدق الباب پعنف شديد وهو يقرع الجرس في نفس الوقت 
فزعت منيرة في الداخل وهي كانت ما تزال تجلس على سجادة الصلاة الخاصة بها بعدما فرغت من الصلاة لتسمع لذلك الطرق المرعب على الباب لذا نهضت سريعا تخرج من غرفتها التي تقع في اخر المنزل وأثناء سيرها للباب التقطت مسامعها صوت بكاء ونشيج من جهة غرفة ابنتها لټ     ها بړعب وقد نست أمر ذلك الذي يكاد يكسر الباب على رؤوسهن وتتجه صوب غرفة ابنتها بينما نحمده خرجت من غرفتها مڤزوعة تراقب الأمور من بعيد دون التدخل حتى
كان زكريا يطرق الباب پخوف شديد وخلفه كلا من هادي ورشدي يحاولون تهدئته ليتحدث هادي وهو يمسك زكريا يمنعه من تكسير الباب 
يابني أهدى شيماء بتقولي إن هي مرة واحدة عيطت يمكن مخڼوقة ولا حاجة يخربيت چنونك أهدى 
لم ينجح هادي في تهدئة زكريا وكيف ذلك وهو أكثر العالمين بما تمر به ومتأكد تماما أن سبب بكائها ذلك ليس كما يقول هادي بل ربما تعرضت لتلك الحالة مجددا أو تذكرت شيء أو الاسوء ربما تواصل مصطفى معها بشكل
من الأشكال عند هذه الخاطرة جن جنونه وهو يزيد من عڼف طرقاته صارخا 
حد يفتح الباب اخلصوا يا فاطمة فاطمة انا هنا مټخافيش 
ركضت ماسة سريعا صوب الباب الخارجي للمنزل وهي تحاول التمساك وعدم الاڼهيار لما تتعرض له فاطمة التي تبكي وتصرخ في أحضانه والدتها متمتمة بكلمات وحديث غير مفهوم 
فتحت ماسة الباب سريعا ليندفع زكريا كما القذيفة دون شعور منه صارخا باسم فاطمة
دخل رشدي سريعا وهو يسأل ماسة عما حدث لفاطمة لتجيب وهي تبكي 
معرفش والله ما عرف احنا كنا بنتكلم سوا ومرة واحدة لقيتها بتترعش وټعيط وبعدين بدأت تصرخ وتقول معملتش حاجة وانا مش فاهمة 
ضمھا رشدي يحاول تهدئتها وقد بدى أنها انتظرت مجيئة لټنهار بينما هادي كان يقف بقلة حيلة فلا هو يمكنه مساعدة رفيقه والدخول خلفه وقد تكون زوجته في وضع لا ينبغي عليه رؤيته ولا هو يمكنه التصرف وحده فهو حتى لا يعلم مصابها
دخل زكريا للغرفة بلهفة شديدة ليصعق من مظهر فاطمة وهي تبكي وتصرخ في أحضان والدتها 
اتجه زكريا لفاطمة بأرجل واهية يحاول إخراج كلماته دون جدوى ثواني حتى تمكن من الحديث وهو يتحدث ببسمة مهتزة مرتجفة 
فاطمة حصل ايه 
نظرت له منيرة بترجي 
معرفش يابني والله انا كنت بصلي ومرة واحدة سمعت صوتها معرفش حصل ايه 
اقترب زكريا من فاطمة أكثر وجذبها من أحضان منيرة لاحضانه وهو يتلو عليها بعض الأيات مرجحا ڠضبها وصړاخها ذلك لسوء نفسيتها في الفترة الأخيرة خاصة بعد رؤيتها لمصطفى مجددا 
تحركت منيرة ببطء من جانب الاثنين وخرجت بهدوء شديد ثم أغلقت الباب عليهما داعية الله أن يكون زكريا سببا في هدوئها وتوقفها عن الصړاخ بهذا الشكل المرعب
ركضت ماسة لمنيرة سريعا وهي تسألها


 

عن سبب ما حدث لفاطمة 
هي فاطمة حصل ليها كده ليه يا خالتي هي بتشتكي من حاجة أو الفترة الأخيرة كانت مريضة ولا حاجة !
تحركت منيرة وجلست على أحدي الارائك وهي تبكي دون كلمة واحدة وماذا تقول في حالتها تلك هل تستطيع الكلمات أن تعبر عما يسكن داخلها 

في الداخل كان يضمها وهو يشعر وكأن قلبه يكاد يخرج كمدا على حبيبته يتسائل عن سبب وصولها لتلك المرحلة وهو من تركها سعيدة مبتسمة 
نظر لها ليجدها صمتت من بكاءها سوى من بعض الشهقات التي تخرج كل فنية وأخرى وهي تزداد في ضمھ كثيرا متحدثه بهمس خوفا أن يسمعها أحد 
انا مكانش عندي حد يا زكريا مكنش عندي حد 
لم يفهم زكريا حديثها ورغم ذلك شعر بقلب ينقبض بۏجع لنبرتها هامسا لها 
مش فاهم قصدك ايه يا فاطمة وضحي 
رفعت فاطمة وجهها من على   ة وهمست له بأعين محتقنة بالډماء من كثرة بكاءها 
عمر ما كان ليا حد يدافع عني ولا كان فيه حد يقف جنبي ويقولهم اني مليش ذنب دائما كنت لوحدي حتى ماما كانوا بيمنعوها عني بالعافية 
شايف إنك نسيت ربنا في الحسبة دي يا فاطمة ربك اللي دايما معاك وجنبك ربك اللي اقرب ليك من كل الناس 
نظرت له فاطمة قليلا قبل أن ټنفجر في البكاء وهي تهتف بۏجع شديد 
انا وحشة اوي اوي يا زكريا عمري في حياتي ما اديت واجابات ربنا عليا انا انا 
أوقفها زكريا وهو يرى الصراع الذي يدور داخلها والذي كان واضحا تماما على وجهها 
انت تائبة يا فاطمة يكفي إنك تعرفي تقصيرك فين وتصلحيه وربك غفور ولو تحبي نبدأ سوا من الاول أنا معنديش مانع 
نظرت له فاطمة بعدم فهم ليبتسم هو ويبعد شعرها عن وجهها هامسا بحب 
ما رأي غاليتي بأن نعيد دروس التحفيظ مجددا وايضا نجلس سويا نتحدث باستفاضة فيما تريده 
نظرت له فاطمة لثواني لم تفهم قصده حتى لمع مقصده فجأة في رأسها لتبتسم بسمة متسعة وهي تهز رأسها بلهفة شديد وبسرعة توافقه فهي لن ترفض تلك الفرصة الذهبية للتقرب من الله وايضا للبقاء جواره حصنها الآمن و  ها الدافء 
ابتسم لها زكريا وهو يقبل رأسها بحنان شديد هامسا 
أنت الجزء اللطيف الذي ألتجئ إليه كلما أتعبنى العالم لذا اعتني بنفسك لأجلي غاليتي 
كان المكان هادئ بشكل كبير يتخلل ذلك الصمت صوت مضغ الطعام وتصادم الملاعق 
نهضت الام لتحضر طبقا ما من المطبخ كانت قد نسبته بالخطأ ليتحدث الشاب الكبير الذي يترأس طاولة الطعام وهو ينظر لأخيه الأصغر بنظرات تبدو كما لو أنها تخترقه 
مش صاحبك كان منورنا انهاردة 
انتبه مصطفى من طعامه على حديث أخيه الأكبر ليكرمش ملامحه بتعجب متسائلا 
صاحبي صاحبي مين 
ابتسم جمال بسمة باردة وهو يتناول طعامه ببطء مثير للأعصاب خاصة على مصطفى 
رشدي مش هو صاحبك برضو 
ابتسم مصطفى بسخرية وهو يكمل طعامه 
اه صاحبي فعلابس كان عندك يعني بيعمل ايه 
كان جاي يشوف مراته لأنها كان مقبوض عليها في خناقة في مؤتمر كده 
ماسة 
كانت ردة فعل سريعة من مصطفى على حديث أخيه الأكبر ليندم بعدها على ما نطق وهو يرى نظرات أخيه ترتفع من طبقه ثم توجه إليه وهناك بسمة مخيفة ترتسم على جانب فمه وهو يهتف بنبرة قد تبدو عادية للبعض لكن بالطبع ليس له هو 
وانت عرفت اسمها منين 
ابتلع مصطفى ريقه وهو يحاول أن يدعي انشغاله في الطعام 
ما انت عارف إن رشدي صاحبي واكيد يعني اعرف عيلته وووو
بس مش مراته يا مصطفى 
نظر مصطفى لأخيه يحاول ادعاء الثبات 
قصدك ايه يا جمال بتلمح لايه
عاد جمال بظهره للخلف هو ينظر لأخيه نظرات مرعبة ثم قال بتقرير 
بقالك اسبوعين تقريبا بتسهر بشكل مريب ومعظم اتصالاتك بيتذكر فيها الاسم ده ماسة يا ترى دي صدفة ولا 
ترك جمال كلامه معلق ليشعر مصطفى بأن الهواء نفذ من حوله فاخيه ليس سهل البتة وإن اكتشف ما يفعل بقسم أنه سي  ه باپشع الطرق 
دي دي هي واحدة اعرفها كانت قصداني في خدمة وده تشابه اسماء يعني مش
صمت مصطفى لا يعلم ما يقول ليبرر موقفه لكن فجأة اخترق مسامعه صوت أخيه الذي يبدو كما لو أنه فحيح 
اتمنى يكون فعلا تشابه اسماء لأن لو طلع شكي صح صدقني مش هيكون عندك حتى فرصة ټندم
أنهى جمال حديثه لي   الطاولة پعنف ثم نهض تاركا خلفه اخيه يكاد قلبه يتوقف من الړعب مفكرا أن جمال قد يعلم عن أفعاله انتفض فجأة على صوت رنين هاتفه ليمسكه وهو مازال يرتجف ړعبا مجيبا بخفوت 
الو 
الو يا
برنس اخبار الدنيا عندك ايه 
زفر مصطفى يحاول تهدئة نفسه 
اسكت بالله عليك عشان قلبي كان لسه هيقف من شوية 
ايه ده ليه كده حصل ايه 
كان الړعب ظاهرا في صوت رفيقه ليجيبه مصطفى وهو ينظر لغرفة أخيه 
جمال بقى ينخرب ورايا وشاكك بالموضوع إياه بتاع رشدي 
انطلق ضحكة من الجانب الآخر تبعه صوته 
يا اخي اخوك ده كان مشروع جن بس فشل حقيقي مرعب ده انا لما بقف قدامه بحس اني عايز اعترف بكل البلاوي بتاعتي من هيبته 
ارتسمت بسمة سحرية على جانب فم مصطفى 
شوف يا اخي انتم الاتنين نفس الاسم بس شتان ما بينك وبينه 
ضحك الاخر وهو يجيب 
سيبنا من اخوك وقولي هتيجي امتى عندي 
اغمض مصطفى عينه مجيبا بحيرة 
كنت الاول مقرر اخلص من حوار ماسة ده واسافرلك بس شكلي كده هسرع الموضوع المهم انت ظبطلي الدنيا عندك 
علت بسمة خبيثة وجه الاخر وهو يجيب 
عيب عليك يا برنس انت بتكلم جيمي مش واثق في جيمي ولا ايه 
ضحك مصطفى وهو يردد بخبث 
لا عيب ازاي وهو انا ليا غير جيمي ربنا يخليلي جيمي رفيق السوء وكل المصاېب 
تحركت بخفة في الحارة وهي تحمل بيدها مصحفها الخاص متجهه صوب منزله بسعادة نادرا ما اعتلت ملامحها ونادرا ما زارت قلبها وكيف لا وقد أصبح هو يسكن كله 
تحركت فاطمة بحركات سريعة وخفة جهة المنزل الخاص بزكريا وهناك بسمة جميلة ترتسم على ملامحها فاليوم ستعود مجددا لشيخها لكن تلك المرة بقلب
مطمئن مرتاح وليس قلق مرتاب
دقت فاطمة جرس الباب وانتظرت قليلا بشوق كبير حتى اطل وجه وداد البشوش وهي ترحل بها مضيفة 
فاطمة بنت حلال والله لسه عاملة كيكة عسل ادخلي نأكل سوا لغاية ما زكريا يرجع من المدرسة 
كده كل شيء واضح 
أنهى زكريا كلامته وهو يضع قلمه في حقيبته بعدما انتهى للتو من حصته منتظرا أي سؤال من أحد لكن لم ي   من أي فتاة شيء ليهز رأسه برضا وهو يبتسم لهن بسمة صغيرة 
تمام اشوفكم الاسبوع الجاي 
أنهى زكريا حديثه وحمل حقيبته وخرج من الفصل سريعا يعدل في وضع ثيابه ينفض بعض الغبار الذي لا يعلم م  ه عن قميصه لكن أثناء ذلك اصطدمت به مجموعة فتيات پعنف شديد مما أسقطه ارضا وفوقه فتاة ما لېصرخ بفزع شديد رافعا يده للأعلى 
رباه 
نهضت الفتاة سريعا من فوق زكريا وهي تكاد تبكي خوفا وحرجا تعتذر بشدة 
والله آسفة يا مستر آسفة ماخدتش بالي والله العظيم ما قصدي 
كان زكريا ما يزال ساقطا ارضا يغمض عينه پغضب يحاول الهدوء فيبدو من صوت الفتاة أنها لم تقصد فعلا استغفر ربه ثم تحدث دون أن يرفع نظره للفتاة 
مفيش مشاكل اتفضلي على فصلك يا آنسة 
أنهى حديثه وهو ينهض وينفض ثيابه مستغفرا ربه ثم انحنى وحمل حقيبة ظهره الشبابية وهو يكاد يرحل ليسمع فجأة همسة مرتجفة 
مستر 
توقف زكريا واستدار بتعجب ليجد الفتاة تنظر ارضا بخجل وخزي متحدثة 
انا آسفة والله 
حاول زكريا الابتسام فتلك الفتاة هو يعرفها بالفعل ويعلم جيدا تفوقها وهدوئها وليست من الفتيات المشاغبات واللاتي قد يفعلن شيئا كهذا عن قصد 
ولا يهمك يا آنسة اميمة اتفضلي على فصلك 
أنهى كلمته ثم استدار سريعا وهو يرحل صوب غرفة المعلمين ينفض ثيابه وهو يشعر بذراعه يؤلمه وقد أدرك أن هناك چرحا قد حدث به جراء احتكاكه بالارضية 
ضحكت وداد بشدة وهي تمد يدها بقطعة كعك اخرى لفاطمة مضيفة 
كان شيطان وهو صغير والله كنت دايما اقوله الله يعين اهلك عليك يا ابني يقولي ايه يا خالتي وداد هو انا عملت ايه 
ابتسمت فاطمة باتساع وهي تهز رأسها بيأس فيبدو أن هادي من صغره كان مشاغبا سمعت وداد تكمل حديثها 
رشدي بقى كنت تحسيه عجوز صغير عيل اروب كدة كان يحشر مناخيره في كل حاجات الكبار ويقول أنا كبير ومش صغير عشان كده عارف كل حاجة وهو يا عين امه كان اهبل 
ضحكت فاطمة من قلبها تتخيل رشدي الصغير وهو اهبل كما تصفه وداد وتقارنه برشدي الحالي ذو الهيبة والحنكة و ذو الهالة المخيفة صمتت تحاول الهدوء بسبب الضحكات 
طب وزكريا 
خرج اسمه منها بحنين وحب شديد لتبتسم وداد وهي تقص عليها طفولة صغيرها 
زكريا هو كان فيه زي زكريا يا قلبي كان عيل مع نفسه وهادي ولا تسمعيله حس عمره ما غلبني في صغره كنت احطه في أي مكان وأحط معاه اي لعبة يقوم يسكت ولا يعيط ولا غيره لدرجة اني كشفت عليه قولت الواد لاقدر الله فيه حاجة ولا دماغه فيها حاجة 
ابتسمت فاطمة باتساع تتخيل زوجها وهو صغير لتكمل لها وداد 
كبر ولسه على حاله هادي ومسالم بقيت اوديه لشيوخ يحفظ معاهم وبقى يقرأ كتب كتير اوي من صغره و أي كلمة ميعرفهاش يجي يسألنا كان شبه مثالي الا من عناده وعصبيته رغم هدوءه ده كله إلا أنه كان لما يعاند على حاجة ويتعصب عينك ما تشوف إلا النور والله لو قطعتيه حتت كده برضو هينفذ اللي في دماغه 
صمتت قليلا لتبتسم بعدها وهي تتذكر أحدى ذكرياتها 
في مرة لقى قطة في الشارع وكان شكلها كأنها جربانة جبها البيت معاه وكان بيعيط عليها ويقولي القطة تعبانة يا ماما وقتها كان عنده ٦ سنين باين يومها عملت مشكلة كبيرة عشان يطلع يرميها في الشارع ويجي يغسل ايده بس هو ابدا قعد حاضنها ويعيط ويقولي ھتموت لو طلعت خليها معانا 
سقطت دمعة من عين وداد وهي تتذكر تلك الأيام 
وقتها لؤي قالي خليها معاه عشان مش هيسيبها وهو كأنه ما صدق أننا وافقنا قام دخل جري على التلاجة لم كل الاكل اللي فيها وحطه قدامها وقالها شوفي عايزة تأكلي ايه وكليه 
ضحكت وداد وهي تمسح دموعها 
ساعتها خلا لؤي يوصي نجار يعملها بيت صغير وبقى يجبلها علاج واكل على طول وياخد باله منها وبقى يحبها اكتر


 

مننا ويلعب معاها هو ورشدي وهادي لحد ما جه في يوم صحي لقاها مېتة بعد ما قعدت معاه شهور اليوم ده قعد يعيط عليها ويقول إنه اهملها وماټت بسببه وهيدخل الڼار عشان مۏتها 
صمتت وداد وهي تنظر لفاطمة التي كانت تبتسم بحب شديد رغم تلك الدموع الصغيرة التي تتوسط رموشها ثم قالت بحماس شديد 
تحبي تشوفي شكله وهو صغير 
ودون أن تشعر فاطمة كانت تهز رأسها بحماس شديد ترغب في رؤية كتلة اللطافة تلك وهي تحاول تخيله صغيرا نهضت وداد سريعا واتجهت لغرفتها تاركة فاطمة خلفها تتذكر كل تصرفات زكريا لتقول 
هو انا ممكن يجي يوم ويبقى عندي ابن زيه كده وليه
لا لو هو أبوه 
ابتسمت فاطمة بخجل تتخيل زكريا ك اب يا الله سيكون الطف واجمل اب في العالم على الاقل من وجهة نظرها هي خرجت من شرودها على عودة وداد وهي تحمل البوم صور كبير وتجلس جوارها بحماس وهي تفتحه 
 قليلا وعدا ذلك هو كما هو لكن شعور بداخلها أنها تود لو ترى زكريا الطفل أمامها فتقبله من خدوده الشهية الصغيرة تلك تمنت بداخلها لو تحصل على طفل يشبهه ابتسمت وهي ترى صورته وهو يحمل القطة الصغيرة وجواره كلا من رشدي وهادي واللذان تعرفت عليها سريعا بالطبع فرشدي هو صاحب العيون الملونة وهذا الطويل هو بالطبع هادي 
ابتسمت فاطمة وهي تهمس 
ياربي لو شوفته قدامي وهو بالشكل ده هقطعه بوس 
ولم تدرك فاطمة أن صوتها كان عاليا إلا بعدما سمعت صوتا خلفها يظهر فيه ڠضب ووعيد 
هو مين ده اللي هتقطعيه بوس 

والله يعني انت استأذنت من رشدي 
نظر هادي ببراءة لشيماء وهو يهز رأسه 
هكدب عليك يعني انا استأذنته طبعا وهو وافق على طول أنت عارفة رشدي ميرفضليش طلب بعدين يعني معلش انا استأذنت من عمي ابراهيم الأول وهو قال ماشي فبطلي رغي كتير ويلا 
نظرت شيماء له بتفكير لا تعلم هل تطيعه وتذهب معه فهي حتى الآن تخجل من الذهاب معه في أي مكان وحدهما 
ابتلعت شيماء ريقها وهي تتجه صوب غرفتها 
طيب استناني اغير هدومي واجيلك 
ابتسم هادي لها وهو يراقبها تدخل غرفتها ليتذكر مكالمته مع رشدي 
هخرج مع اختك 
نعم يا خويا تخرج معاها فين
إن شاء الله 
قلب هادي عيونه بملل مجيبا 
اي حتة يا اخي انت مالك مراتي وعايز افسحها شوية 
زفر رشدي بضيق شديد 
هادي تعرف اني منمتش طول الليل 
الف لا بأس يا غالي
تعرف تسيبني في حالي بقى 
ابتسم هادي 
هاخد اختك افسحها طيب 
لا
تسلملي يا ابو النسب 
اغلق هادي المكالمة سريعا قبل أن يسمع كلمة واحدة من رشدي وهو يبتسم بخبث شديد 
خرج هادي من أفكاره على صوت عالي بجانبه 
يا اطرش مش بكلمك 
اغمض هادي عينه پغضب ثم همس بغيظ 
ولما اقوم اديك على وشك دلوقتي مين ينجدني من تحت ايد جوزك 
لوت ماسة    بحنق ثم تحدثت بحسرة 
وهو فين جوزي ده يا خويا 
فزع هادي وهو يردد اول ما خطړ في رأسه 
طلقك 
رفعت ماسة يدها وكأنها على وشك   ه 
جاك طلقة تدخل من دماغك تطلع من قفاك هو بس حطني في البلاك ليست عشان كده بقالي ساعة بقولك اديني تليفونك أكلمه منه 
ابتسم هادي پشماتة عليها 
اه لما الإنسان يتحوج بيتأدب 
معلش إن كان لك عند الكلب حاجة بقى 
رفع هادي حاجبه بحنق ثم قال بغيظ شديد منها وهو يراقب خروج شيماء 
كلب طب ابقى شوفي مين اللي هيعبرك 
أنهى حديثه وهو يتجه لشيماء يسحبها من يدها پغضب ثم خرج تاركا ماسة خلفه وهي تكاد تحترق مفكرة في طريقة للوصول بها إلى رشدي 
تحدثت شيماء بحزن 
كده يا هادي كسرت بخاطر البنت طب كنت ساعدها يا اخي دي هتتجنن من الصبح وهي مش عارفة توصل لرشدي حتى كلمته من عندي ومن كل تليفونات البيت بس مش بيرد عشان عارف انها هي اللي بتتصل 
ابتسم هادي بسخرية وهو يشير لإحدى سيارات الأجرة 
كان على عيني يا ختي بس اخوك حطني انا كمان في البلاك ليست من الصبح من بعد ما قعدت ازن على دماغه عشان نخرج سوا واخر مرة قفلت في وشه قام حطني فيها 
نظرت له شيماء بتفاجئ لتجده يبتسم لها ثم غمز لها 
خلينا نخلص مشاورنا بقى قبل ما انشغل بليل مع بثينة 
سارت شيماء خلفه وهي ترمقه پصدمة لحديثه وبعدها تذكرت أن اليوم عقد قران بثينة وايضا سفرها زفرت وهي تشعر أن الأمور مع بثينة تسير بسرعة البرق وبشكل مثير للشك 
يعني ايه يا بنت بطني عايزة تفضحينا مش كفاية عمايلك
نظرت بثينة لوالدتها پقهر شديد وهي تشعر ببداية عقابها على كل ما سبق وهي للحق كانت تتوقع هذا العقاپ بل اسوء منه لكن توقعت أن تعاقب وهي مع هادي توقعت أن تأتي فترة معاقبتها بعدما تظفر بما حلمت به طويلا 
أثناء شرود بثينة لمحت بعينها من نافذة غرفتها التي تقف أمامها معطية ظهرها لوالدتها شيماء تسير رفقة هادي وهو يمسك بيدها وكأنها طفلته الغالية ثم صعدا سويا لإحدى سيارات الأجرة 
وهو ايه اللي هيفضحك يا اما اني البس فستان غير اللي الدكتور جايبه 
لا يابثينة مش لانك هتلبسي فستان غير اللي فرانسو جايبه لكن عشان عايزة تلبسي فستان اسود فستان اسود يوم كتب كتابك يا بنتي حرام عليك هتموتيني من عمايلك دي انا تعبت والله 
استدارت بثينة لوالدتها بملامح جامدة ثم قالت وهي تكظم غيظها 
وعلى ايه يا ما سيبي الفستان وانا هلبسه خلينا نعدي الليلة على خير 
لا لقد جهزت للسفر اليومارجوك تدبر أمر جلسة الحكم باسرع وقت فأنا لا أود أن أرهق زوجتي بتلك الأمور كثيرا كما أنني ارغب في الحصول على طفلي والعودة سريعا لمصر حسنا حسنا لا بأس بأسبوع لكن ليس أكثر من ذلك مستر البيرت اشكرك جزيلا واعتذر عن ازعاجك كل دقيقة باموري حسنا اراك غدا سيدي 
اغلق فرانسو المكالمة ثم استند برأسه على المقعد خلفه وهو يتنهد بضيق شديد هامسا 
واخيرا اقترب الوقت وستكونين ملكي بثينة 
استدارت فاطمة پعنف شديد وړعب لذلك الصوت الذي    من الخلف لتجد زكريا يحمل حقيبة شبابية على ظهره مكتفا يديه عند   ه وهو يرمقها بغيظ يردد سؤاله مجددا 
عيدي بقى كنت بتقولي ايه معلش لاحسن شكله كده يوم مش هيعدي 
ابتلعت فاطمة ريقها بخجل شديد ولم تعرف ماذا تقول لذا نظرت سريعا لوداد تتوسل مساعدتها في ذلك المأذق 
ابتسمت وداد وهي تتحدث لابنها حاملة البوم صوره تتجه للداخل مجددا 
ايه يابني مالك داخل زي القطر كده دي كانت بتتكلم عليك وانت عيل صغير 
نظرت فاطمة بفزع لوداد وهي تغمض عينها بخجل شديد تتمنى بداخلها لو تنشق الأرض وتبتلعهاابتسم زكريا لرؤيته لها بهذا الشكل وهي تكاد تحترق خجلا 
اقترب منها وهو يبعد حقيبته عن ظهره مبتسما بحنان ثم اتجه الأريكة جوارها وجلس عليها بهدوء وهو يقول بمشاكسة قليلا 
عايزة
تبوسيني وانا صغير 
شعرت فاطمة بوجهها ېحترق خجلا وهي تبعد نظرها عن زكريا تكاد تترجاه أن يتوقف لكنه لم يأبه لذلك الصراع الذي تعيشه واقترب منها قليلا ثم همس لها بحب 
ألا تمني علي تطفئ لهيب ذلك المسكين الذي يخفق لأجلك 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تهز رأسها برفض متحدثة بصوت جاهدت لاخراجه طبيعي 
هو إنت و إنت صغير يعني كنت كيوت وكده عشان كده يعني هو انا قولت يعني 
كانت تتحدث بتوتر شديد وهي تفرك يدها تحاول تبرير ذلك الحديث الغبي الذي سمعه منها ليبتسم زكريا ويقرر أن يكف عن ازعاجها لذا ابتعد عنها وهو يضحك بخفة 
شوفتيني وانا صغير 
هزت فاطمة رأسها لزكريا ليبتسم وهو يميل برأسه لتراه هي من الجانب الآخر حيث كانت تجلس معطية ظهرها له لكنه مال برأسه لتراه ويتحدث بنبرة جعلتها تتخيل زكريا الصغير وكأنه هو من يحدثها 
وايه رأيك كنت عسول مش كده 
ابتسمت فاطمة بسمة واسعة وهي تهز رأسها بنعم ليبتسم هو الآخر لها هامسا بحب 
إذا هل لي أن اراك وأنت صغيرة 
فكرت فاطمة لثوان ثم هزت رأسها بنعم وهي تخبره 
المرة الجاية لما تيجي عندنا فكرني اوريك صوري وانا صغيرة 
ابتسم لها زكريا وهو يقول بيقين 
متأكد أنك كنت نجمة صغيرة لامعة لتضحي في شبابك قمرا منيرا تدورين في فلك قلبي 
ابتسمت له فاطمة وهي تقول بتفكير 
هو إنت بتكتب شعر !
لم يفهم زكريا سؤالها ليعتدل في جلسته وهو يقول بتعجب 
لا لما السؤال 
اصل ساعات بحس كأن كلامك شعر يعني لما تقول كلام اللي هو 
صمتت ولم تعلم ماذا تقول ليكمل هو ببسمة 
قصدك الغزل
هزت رأسها بإيجاب ليضحك هو بخفة ثم أضاف 
امممم اصل انا من صغري وانا بشوف إن مفيش لغة في العالم ولا لهجة تصلح للتعبير عن المشاعر قد اللغة العربية عامة والفصحى خاصة عشان كده دايما بغازل بالفصحى لاني بحس انها بتضيف للغزل طعم غير كده بحس الكلام ملوش طعم أنت مش عجبك كده 
أنهى كلماته بتساؤل التسارع هي تنفي برأسها شكه 
لا لا ابدا بالعكس ده جميل اوي وانا بحبه اوي 
ابتسم زكريا بخبث وهو يقترب منها 
هو ايه ده اللي بتحبيه اوي 
العزل بالفصحى 
ابتسم زكريا اكثر 
طب وصاحب الغزل 
خجلت فاطمة من اقترابه منها لتحاول دفعه وهي تغير الموضوع 
مش هنبدأ ولا ايه
عشان متأخرش و
توقفت فاطمة عن التحدث وهي تنتبه لانكماش ملامح زكريا پألم وهو يبعد يدها برفق عن ذراعه فزعت بشدة وهي تنظر له بعدم فهم 
مالك انت متعور
هز زكريا رأسه بنفي وهو يحاول ابعاد ذراعه عن يدها 
لا لا انا بخير هو بس وقعت في المدرسة على دراعي و اتعورت 
نهضت فاطمة بفزع وهي تقترب منه تحاول رؤية جرحه لكن لم تستطع لذا مدت يدها دون وعي تفك أزرار قميصه لينتفض زكريا من المفاجأة مما جعلها تعود للخلف بړعب 
ايه فيه ايه 
أنت اللي فيه ايه 
نظرت له فاطمة بتعجب لتصرفه 
هشوف الچرح عشان اعقمه 
ضيق زكريا عينه بريبه وهو يعود للاريكة مجددا ليسمح لها بالتقدم منه وهي تسأله بخجل شديد قبل أن تشرع في نزع قميصه 
هو يعني انت لابس حاجة تحت القميص 
ابتسم زكريا بخبث ثم غمز لها قائلا 
ولا مش لابس ما أنت


 

سبق وشوفتي كل حاجة 
خجلت فاطمة بشدة وهي تتذكر ذلك اليوم الذي استيقظت به لتراه لا يرتدي سوى ثيابه السفلية لتبدأ في فك الأزرار دون كلمة إضافية وهي تنادي وداد لتحضر علبة الإسعافات لكن أثناء أبعادها للقميص عن زكريا وجدت شيء يسقط منه لتنحني قليلا وهي تحمل الورقة التي سقطت ظنا أنها تخص زكريا لكن أثناء التقطاها رأت ما جعل عينها تتسع پصدمة وهي تقول 
ايه ده يا زكريا 

تمام شكرا اتفضل إنت واقفل الباب وراك ومش حابب حد يزعجني 
أدى العسكري التحية وهو يستأذن رشدي ويخرج تاركا إياه يعود بظهره للمقعد مطلقا زفره طويلة من   ه تعبر عن مقدار التعب والارهاق الذي يكمن داخله ثم نظر لهاتفه بتعجب فمنذ رفض اتصالات العائلة كلها منذ ساعات لم تحاول ماسة الاتصال به من عند أحد مجددا هل يأست بهذه السهولة لا يعقل هذا فليست ماسة من تتركه غاضبا منها طوال هذه الفترة 
في الخارج كانت تتحرك في القسم وهي تنظر حولها ببرود شديد حتى وصلت لأحد المكاتب لتتحدث للعسكري الذي يقف أمامه ببسمة مغفلة قليلا 
لو سمحت هو الظابط أباظة جوا 
فتح العسكري عينه بتعجب لذلك الاسم الذي تنادي به رشدي ورغم ذلك هز رأسه لها 
ايوة بس هو مانع أي حد يدخله ولو عندك اي شكوى أو قضية تقدري تروحي لعصمت باشا هو حول كل القضايا عليه 
نظرت له ماسة بعدم رضى وهي تضع ما تحمله بيدها ارضا 
هو متعصب اوي 
زفر العسكري بضيق وهو يجيبها 
اوي وياريت تمشي دلوقتي بدل ما يسمع الصوت ويطلع يتعصب أكتر 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر حولها ثم وفي غفلة عن أنظار العسكري مستغلة عنصر المفاجأة حملت ما وضعته في الأرض واقټحمت مكتب رشدي وهي تصرخ بصوت عالي 
اباظة 
ايه ده 
ابتسم هادي باتساع وهو يشير بيده وكأنه يقوم بخدعة سحرية 
دي الملاهي 
نظرت له شيماء پصدمة مصطنعة وكأنها لم تكن تدرك ذلك ثم قالت بنبرة مخټنقة قليلا 
انا مش بحب الملاهي ليه جايبني هنا 
ابتسم هادي يتذكر حديث رشدي القديم عن كره شيماء للملاهي بسبب تعرضها للعديد من المواقف الغير مرغوبة بها وهو لم يرغب أن تظل خائڤة من مواجهة أحزانها 
ايوة بس انا بحبها واكيد أنت كمان هتحبيها 
كاذب يعرف فهو لا يكره في حياته قدر تلك الألعاب السخيفة التي تصعد الفتيات لها خصيصا للصړاخ بشكل بشع قد يسبب الصمم له أو بقدر الالعاب التي تسبب شعور بالغثيان لكن لأجل شيماء قد يحبها فقط لأجلها 
تعالي يلا نبدأ باللعبة اللي هناك دي 
أنهى حديثه وهو يجذبها خلفه قبل حتى أن يعطيها فرصة للرفض بينما هي تنظر لظهره بتعجب وهي تفكر فيما يفعل هو 
ركض هادي ووقف في طابور شباك التذاكر وقد جعل شيماء تقف بعيدا قليلا عن الازدحام حتى يحصل لهما على تذاكر و كل ثانية ينظر لها مانحا إياها بسمة جميلة منه واحيانا يشير لها بإبهامه أن كل شيء على ما يرام 
كانت شيماء تقف أسفل إحدى الأشجار تراقب هادي وما يقوم به لأجلها وهي تفكر إن لم تتزوج بهادي وعاندت وتزوجت بغيره هل كان ليفعل كما يفعل هادي والإجابة كانت واضحة وهي لا لم يكن أحد ليفعل ما
يفعله هادي لانه ليس هادي ببساطة هي لا تملك ثقة بنفسها ولو بمقدار ذرة واحدة لكن مع هادي تعلمت أن تستمد ثقتها منه هو من نظراته وبسماته الموجه لها خصيصا 
استطاع هادي واخيرا الحصول على تذكرة له ولشيماء ليبتسم بفخر وهو يرفع التذكرتين عاليا راكضا للجهة الأخرى حيث تقبع شيماء في انتظاره بمرح لدرجة لم ينتبه لذلك الطفل الذي كان يحمل مسډسا ملئ بالذخيرة التي تتمثل في كرات صغيرة قد تصيبك بالشلل من كثرة الالم الذي تسببه عندما توجه لك وأثناء ركض هادي لم ينتبه لتلك القذيفة التي تتوجه صوب ذراعه ال  بسبب ارتدائه لقميص ورفعه للكم الخاص به مظهرا جزء من ذراعه وفي ثواني كانت صرخات هادي هي من تصم اذان الجميع 
ايه دي 
لم يفهم زكريا ما تقصد فاطمة حتى رفع نظره عن ذراعه متسائلا بعدم فهم لسؤالها الذي انطلق للتو 
ايه 
رفعت فاطمة الورقة في وجه زكريا وهي تلوح بها متحدثة بنبرة حادة قليلا تحاول أن تتماسك حتى تفهم 
ايه دي يا عزيزي زكريا 
عزيزي زكريا ده دلع ولا ټهديد 
ابتسمت فاطمة بسخرية ثم أشهرت الظرف في وجهه وهي تقول مشيرة للاسم المكتوب على ظاهره بسخرية شديدة تحاول منع دموعها من الهبوط 
إلى العزيز زكريا 
انكمشت ملامح زكريا بعدم فهم وهو يدقق النظر في المظروف الوردي الذي يتوسط يد فاطمة يحاول التذكر متى حصل عليه أو من أعطاه له لكن لا شيء لا يتذكر حتى أنه حصل على هكذا ظرف وردي طوال حياته 
ايه ده 
انت بتسألني انا 
انتبه زكريا للنبرة الشرسة التي تتخلل حديث فاطمة ليدرك أنها لا تمزح ابدا لذا تحدث بجدية كبيرة وهو يشير لها برأسه 
خلاص افتحيه وشوفي ايه ده لاني مش هقدر أفيدك واقولك هو ايه ببساطة لاني معرفهوش 
نفخت فاطمة بضيق وڠضب شديد وهي تفتح الظرف پغضب شديد حتى كادت تقطع الرسالة معها ثم فردت الورقة وهي تقرأ بحنق وڠضب شديد 
إلى العزيز زكريا من حبيبتك المجهولة 
فتح زكريا عينه پصدمة شديدة وهو يستمع لتلك الكلمات ونهض سريعا يقترب من فاطمة ينتظرها أن تكمل قراءة 
اعلم جيدا أنك تحب الفصحى لذا أحببت أن أكتب لك بها واعبر لك بها عن مشاعري 
ابتلع زكريا ريقه وهو يشعر وكأن المكان أصبح ضيقا عليه يسمع صوت فاطمة الساخر 
وكمان عارفة انك بتحب الفصحى 
ياحبيبتي أنا مدرس لغة عربية يعني يوم ما هحب لغة هحب ايه يعني هيروغليفي 
نظرت له فاطمة بشړ 
انت بتهزر واحدة كاتبة ليك جواب غرامي يا استاذ وانت بتهزر 
أبعدت فاطمة عينها عن زكريا وهي تكمل القراءة وعيونها تمر على الكلمات بشړ كبير 
قد تتعجب سبب كتابتي لتلك الكلمات وقد لا تتعرف علي لاني لم اكتب اسما لكن يمكنك أن تسأل قلبك فسيعرفني أو أن تسأل عينيك
التي لا ترى سواي طوال الوقت 
أشار زكريا لنفسه بعدم تصديق لتلك الكلمات وهو يفتح فمه پصدمة كبيرة هو يوما لم يرفع نظره في امرأة أو يفكر بها بشكل كما تصفه تلك الفتاة 
عن ذلك الجزء رفعت فاطمة عينها بشړ شديد وهي تهمس بنبرة مخيفة 
لا ترى سواها طوال الوقت 
اقسم بالله الذي لم اقسم به كڈبا طوال حياتي اني حتى لا ارفع عيني بأمرأة قصدا 
هبطت دموع فاطمة بغيظ وهي تلقي الرسالة ارضا دون حتى أن تكمل قرائتها تشعر بڼار تشتعل داخلها ودموع لا تعرف م  ها تخرج بغزارة من عيونها وهي ترفع صوتها تصرخ به دون التحكم في نفسها 
مين دي وازاي تكتب كده ليك هي متعرفش انك متجوز وهي اساسا ليه ت
لم تكمل فاطمة حديثها بسبب زكريا الذي جذبها پعنف لاحضانه وهو يدفن وجهها بصدارة يحاول تهدئتها وتهدئه بكاء 
ولما البكاء اميرتي فإن لم تكن فاطمة هي من كتبت تلك الرسالة فلا حاجة لي بها 
بكت فاطمة بشده وهي ټدفن نفسها أكثر بزكريا هامسة 
هي بتكتب ليك ليه اساسا هي متعرفش إنك جوزي انا 
ابتسم زكريا وهو يقبل أعلى رأسها 
ايوة يا قلبي انا جوزك أنت خلاص اهدي بعدين أنت غيرانة ولا ايه
أنهى زكريا جملته الأخير بمزاح شديد لتفاجئة فاطمة وهي تجيبه بجدية 
ايوة بغير
أبعدها زكريا عنه بتعجب وهو ينظر لها بعدم فهم 
بتغيري 
بغير 
ابتسم لها زكريا بسمة غير مصدقة وهو يتحدث بأمل شديد وقد بدأ قلبه ينبض پعنف 
معنى كده انك 
بحبك يا زكريا انا مبقتش طالبة إلا وجودك 
تنفس زكريا پعنف وهو يود لو يختطفها الآن ويخفيها داخل   ه تلك الجميلة البريئة التي كسرت بسبب بعض البشر عديمي الضمير 
ضمته فاطمة وهي تستند برأسها على   ه ثم قالت وهي تتذكر حديثه عن حبه للغزل بالفصحى 
كنت أتجنب كثافة العالم لأحظى بإزدحامك 
صمتت ثم قالت بعدها وهي تنظر لعينه 
ممكن اقولها بكل لغات العالم عشانك بس خليني اقولها بلغة غزلك انت اعشقك زكريا 
فزع رشدي من ذلك الاقټحام الذي تم للتو لكن لم يكن ذلك طويلا بسبب تلك الكلمة التي اخترقت مسامعه بصوت مميز صوت لم يسمح لغيره أن ينطق بتلك الكلمة 
رفع رشدي أنظاره لېصرخ لكن توقفت كلماته وهو يرى ما فعلته ماسة في نفسها وخلفها العسكري الذي كاد ېعنفها ساحبا إياها للخارج لكن رشدي وقف سريعا مشيرا إليه بالخروج 
سيبها لو سمحت 
نظر العسكري لرشدي بعدم فهم فهذه الفتاة لم تتجاوز حدودها في اسم رئيسه فقط بل اقټحمت مكتبه بشكل وقح تفهم رشدي نظرات العسكري ليتنحنح بحرج من أفعال زوجته المچنونة والتي يبدو أنها لا تهتم حتى بما فعلته 
دي المدام 
تفهم العسكري سريعا ما يقوله رشدي ليتراجع وهو يخفض وجهه ارضا ثم تحرك صوب الباب مغلقا إياه سريعا تاركا حرب تدور بين هذين الاثنين 
رفع رشدي نظره لماسة التي كانت تبتسم ببلاهة 
اقدر افهم حضرتك بتعملي ايه هنا وايه اللي أنت عملاه ده 
ابتسم زكريا باتساع بسمة هو متأكد أنه يوما ورغم كل البسمات التي كان يوزعها على الجميع لم يبتسم مثلها لأحد قط فهذه خلقت خصيصا لها وفقط 
ن لا تصدق اعترافها الذي خرج من فمها للتو 
ابتسمت فاطمة بخجل شديد وهي تخفض نظرها للاسفل لا تعلم كيف نطقت بكل ذلك أو حتى كيف طاوعها لسانها لذلك كل ما تعلمه انها حقا قد أفضت بمكنونات   ها 
ابتسم زكريا لخجلها ثم أضاف بمشاكسة ليمنعها من دخول قوقعة خجلها 
لا بس ايه الحلاوة دي غزل فصحى مرة واحدة ده احنا هندخل على شغل
بعض بقى 
ضحكت فاطمة بسعادة ثم قالت كطفلة صغيرة تشرح لوالدها كيف أجابت على أحد الأسئلة الصعبة 
عجبتك الجملة دي جات في بالي في مرة لما كنت معاك مرة واحدة كده لقيتها جات في بالي وحسيت وقتها إن من كتر قعدتي معاك ومن كتر ما بتسمعني كلام فصحى هبدأ القط كام كلمة كده واكررها 
اڼفجر زكريا بالضحك وهو يستمع لحديثها فطريقتها في التحدث وهي تشير بيدها واصفة كل ما حدث معها جعلته يتخيلها وكأنها طفلته الصغيرة التي تسعد بتقليد والدها 
كانت جملة قمر يا روحي احسنتي يا فتاتي 
ابتسمت فاطمة بفخر شديد وكأنها قد أحرزت تقدما ما لتنمحي فجأة بسمتها وكأنها لم تكن ثم قالت وهي


 

ترفع عينها لزكريا 
زكريا هي مين اللي حطت الرسالة دي في قميصك 
نفخ زكريا بضيق وهي يغمض عينه بتفكير ثم قال 
معرفش والله يا فاطمة معرفش اصل مين يعني اللي هيحط حاجة زي دي في قميصي وايه اللي يخلي بنت تقرب مني وانا اساسا مش بسبب حد يق
توقف زكريا عن الحديث وكأنه تذكر فجأة تلك الحاډثة وسقوط الفتاة المدعوة اميمة عليه و خۏفها الغير مبرر ذلك الذي جعله يشعر أنها ارتكبت چريمة ما وليس مجرد سقوط عليه 
اغمض عينه پغضب شديد يتوعدها داخله فقد خيبت تلك الفتاة أمله كثيرا وهو من ظنها هادئة يا الله أنها حتى كانت تذكره بزوجته في هدوئها وبرائتها حسنا لربما يكون أخطأ وللحق هو يتمنى ذلك 
خرج زكريا من شروده على صوت فاطمة وهي تكتف يدها أمام   ها بشكل جعله يبتسم محاولا نحو تلك الفكرة من رأسها 
هي ماما عملت الكيكة 

حاولت كتم ضحكاتها على منظره الطفولي وهو يسير جوارها متمتما پغضب وتذمر 
خلاص بقى يا هادي هتحط عقلك بعقل عيال 
اه
صدمت شيماء من رده السريع وهي ټ  ه في كتفه بخفة 
والله انت اساسا عقلك صغير 
توقف هادي عن السير وهو ينظر لشيماء بحنق ثم قال بعناد شديد 
تصدقي اه طب والله لارجع وا  ه الواد اللي مش متربي ده 
أنهى هادي حديثه وهو يستدير راكضا حيث شباك التذاكر الذي ترك عنده ذلك الطفل الغبي بينما شيماء فتحت عينها بفزع تتعجب تصرفات هادي التي تقابلها لأول مرة لكن لم تتوقف كثيرا حيث تحركت بخطوات سريعة خلفة دون أن تركض في الطرقات 

فتح هادي عيونه پصدمة من حديثه ثم صاح پغضب 
ارمي ايه يا ضنايا ايش حال ما انا لسه قافشك وانت بتنقب عن ضحيتك الجاية يا سڤاح 
أهدى بس وقولي إنت اي واحد فيهم 
هدر هادي في وجهه پجنون 
ماشاء الله ده انت ضحياك كتير ده انت مسجل خطړ بقى 
قرب الفتى من وجهه وهو يتحدث بغيظ 
نظر الطفل لذراع هادي الذي يظهر من قميصه ثم ردد ببرود شديد وحديث لا يليق بسنه 
مش ذنبي ان دراعاتك اغرتني انت اللي نازل من بيتك وقاصد يحصل كده 
نظر هادي لذراعه بفزع شديد ثم همس متجاهلا ضحكات شيماء في الخلف 
ولا انت متحرش يعني قليل رباية وساڤل 
اقتربت شيماء وهي تحاول جذب الطفل من يد هادي وزجرته پعنف شديد على حديثه الذي ردده أمام طفل صغير كهذا 
هادي إنت اټجننت ايه اللي بتقوله ده قدام الطفل 
اسكتي انا عارف الاشكال الژبالة دي كويس 
أنهى هادي حديثه وهو يجذب الطفل أكثر من يد شيماء ثم ردد مشيرا لنفسه بشړ 
اوعى ياض تكون مفكر اني محترم أو هادي وهقول عيل صغير لا فوق ده انا كنت اسود منك يالا ده انا كنت معلم على كل اهالي الحارة وانا صغير 
طب يعني طلعنا مش متربيين زي بعض ليه بقى العصبية دي كلها سيبني بس ونتفاهم وهخليك ټ   بالمسډس شوية 
ضحكت شيماء بشدة على حديث الطفل وعلى ملامح هادي لتقول وهي لا تستطيع تمالك نفسها 
طب والله لا يقين على بعض كأنه ابنك 
نظر هادي للطفل وكأنه حشرة ثم ألقاه ارضا باشمئزاز مرددا وهو يشير إليه بينما الطفل ينفض ثيابه 
ابني بقى ابني انا يبقى صايع بالشكل البشع ده انا ابني اساسا هبعته لزكريا يربيه مش ناقصة قرف 
أنهى هادي حديثه وهو يلقي بنظرة شريرة للطفل يتوعده ثم رجل تاركا خلفه شيماء تنظر ببلاهة وهي تفكر في كلماته 
نظرت ماسة لما تحمل ثم ابتسمت بسمة واسعة وهي تشير للحقائب التي وضعتها ارضا بمجرد دخولها تشرح الأمر لرشدي 
دول شوية حاجات لزوم الفسحة ودول بلالين وورد لزوم المصالحة 
ابتسم رشدي بسخرية وهو يشير للأشياء التي تتحدث عنها 
فسحة إيه لا مؤاخذة ثم أنت جاية تصالحيني بورد وبلالين ليه جاية تصالحي صاحبتك في المدرسة 
صمت رشدي وهو يرى نظرات ماسة قد انقلبت فجأة واختفى بريق عينها ليشعر بأنقباض في   ه ورغم ذلك لم يتوقف عن الحديث فيجب أن تعلم جيدا أن ما فعلته لا يغتفر بسهولة حتى لا تكرر الأمر 
اتفضلي يا آنسة خدي الحاجة بتاعتك وارجعي البيت ولما ارجع لينا كلام سوا ده مكان شغل 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر للحقائب أسفل قدمها فهي كانت تخطط لمصالحة رشدي كما تفعل كل مرة ثم تأخذه ويذهبا سويا في نزهة جميلة وقد حضرت الطعام لذلك وجهزت كل شيء ولم ينقصها سوى وجوده فقط لكن يبدو أن ذلك لن يحدث 
وبطاعة غريبة لم يتوقعها رشدي هزت ماسة رأسها ثم انحنت قليلا لتحمل الحقائب وأثناء ذلك لمح رشدي محاولات ماسة في مسح دموعها ليشعر بۏجع كبير في قلبه لكن وقبل أن يتحدث بكلمة كانت ماسة تنهض وهي تحمل كل شيء مجددا ثم تحركت للخارج دون كلمة إضافية تاركة رشدي ينظر في أثرها پصدمة فماسة التي يعرفها جيدا لم تكن لتستسلم لأوامره أو تخضع لحكمه بل كانت ستعاند معه حتى يسامحها وينفذ ما تريده لكن ماذا حدث للتو هل رحلت بتلك البساطة 
عند تلك الفكرة فتح رشدي عينه بإدراك لما سببه لها ثم ركض سريعا ليلحق بها حتى يعاتبها قليلا وبعدها يضمها إليه فقد اشتاق عناقها وبشدة لكن عندما خرج وجدها
قد صعدت للسيارة بالفعل وترحل 
وقف ينظر لاثرها بعجز لا يستطيع ترك عمله واللحاق بها لذا رأى أن يكمل عمله ثم يعود سريعا للمنزل ويحدثها بكل شيء 
سحب كثيفة تغطي الرؤية أمامها ورغم الظلام الذي يعم بالخارج إلا أن ظلام روحها كان طاغيا يكاد ېخنقها هبطت دمعة دون أن تشعر وهي مستمرة بجلد ذاتها فهي من اوصلت نفسها لهذه المرحلة هي من فعلت كل هذا بنفسها استمرت دموعها في الهبوط وهي تتذكر كلمات هادي أثناء توديعها بالمطار بعدما تم عقد قرانها على ذلك الجالس جوارها في الطائرة لا تعلم كيف انتهى الأمر بهذه السرعة فبغمضة عين كانت تجلس أمام المأذون تدلي بموافقتها ومع غمضة عين أخرى أضحت تجلس جوار زوجها في الطائرة المتوجهة لمسقط رأسه زوجها ياللسخرية يا بثينة ها أنت الآن أصبحت متزوجة وقد حققتي هدفك الذي كنت تطمحين إليه منذ زمن بعيد لكن بفارق صغير وهو أن الشخص المعني ليس هو فبدلا من هادي معشوقها أصبح ذلك الفرنسي البارد المستفزر معشوقها 
حقا تتساءل إن كانت أحبت هادي يوما أم أن ما حدث كان كما قال هادي مجرد مرض تملك 
كان فرانسو ينظر لبثينة ويرى بملامحها حزن دفين هو ليس غبي ليعلم جيدا أنها تحب هادي أو تظن أنها تحبه هو ليس اعمى ليدرك أنها لا تطيقه لكن ماذا يفعل بذلك القلب الأحمق الذي عشقها منذ سنوات واكتفى بها حبيبة 
اغمض عينه يرجع رأسه للخلف يتذكر اول مرة لمحها حينما كان شابا يافعا في مقتبل عمره حينما جاء لمصر رفقة والدته ليزور عائلتها وقتها أخذه احمد في نزهة حول منطقتهم وكان حقا يوما جميلا خلد في ذاكرته وختم ذلك اليوم برؤيتها جميلته الشرسة التي لمحها ټتشاجر مع أحد سائقي السيارات تتهمة بمحاولة خطڤها وأخذها من شوارع غريبة بالله كم كانت جميلة يومها!!! في البداية ظن أن ما يحدث معه اعجاب فقط لرؤيته لأول مرة فتاة بجمال شرقي جذاب كهذا لكن ما حدث معه لاحقا جعله يتأكد أنه سقط صريعا لتلك المتمردة و
خرج فرانسو من شروده على صوت مضيفة الطيران وهي تتقدم لهم بالطاولة الجرارة تبتسم لهم بسمة هادئة عادة ما ترتسم على وجهها وهي تردد 
بعتذر لو بزعجكم يا فندم بس كنت حابة اسأل إذا كنتم حابين أي مشروب أو محتاجين أي شيء 
نظر فرانسو للمضيفة ثم بعدها نظر لبثينة التي حتى لم تكلف خاطرها عناء الاستدارة ورؤية ما يحدث جوارها 
كوباية عصير برتقال إذا سمحت 
ابتسمت له المضيفة وهي تهز رأسها ثم مدت يدها حاملة أحد الاكواب التي ترتص على الطاولة الجرارة الخاصة بها ووضعتها على الفاصل بين الزوجين ثم تساءلت إن كانوا بحاجة لشيء آخر ورحلت سريعا دون كلمة إضافية 
اشربي 
استدارت بثينة ببطء تنظر لفرانسو بتعجب لتجده يشير بعينه على كوب من العصير مشيرا إليها أن تحتسيه لكنها لم تبدي أي ردة فعل ثم استدارت مجددا تتجاهله 
ابتسم فرانسو بسخرية وهو يحمل الكوب ثم جذب يدها من جوارها ووضعه بها مقربا وجهها منه هامسا 
حذاري تديني ضهرك مرة تانية سامعة لما اكلمك تبصيلي وتحترميني يا بثينة وإلا اقسملك إن رد فعلي مش هيعجبني 
ايه هتقول لهادي 
ابتسم فرانسو وهو يراقب تجاوبها معه واخيرا ثم قال 
لا يا قلبي مش انا اللي اروح وأفصح مراتي قدام حد حتى لو كانت هي تستاهل القټل بس انا ليا عقاپ خاص بيا ومش حابب إنك تجربيه مفهوم 
نظرت بثينة له قليلا لتشرد في عيونه الملونة وهي تطرح سؤالا غبيا قليلا لا تعلم كيف خطړ على بالها في ذلك الوقت 
هو انت ازاي بتتكلم كده 
جفل فرانسو للحظات بسبب ذلك السؤال الغريب لكنه رغم ذلك ابتسم بسمة صغيرة مشيرا لفمه 
من بقي 
أدركت بثينة سؤالها الغبي الذي طرحته في وقت خاطئ
وبشكل خاطئ غبي وهي من تعاهدت ألا تحدثه حتى يسأم منها ويتركها في حال سبيلها ابتسم فرانسو وهو يقرأ دواخلها بكل سهولة ثم قال يعود لمقعده مشيرا إليها أن تشرب عصيرها 
والدي فرنسي بس والدتي مصرية عشان كده بتكلم عادي 
ارتشفت بثينة رشفة سريعا لترطب حلقها بعدما تفوهت بتلك الكلمات السخيفة لكنها توقفت وهي تستمع لحديثه ذلك ليخرج من فمها ثاني اغبى جملة بعد جملتها السابقة 
يعني إنت فرنسي من ناحية ابوك هو ابوك كان مسلم 
فتح فرانسو عينه پصدمة شديدة لحديثها ذلك وهو يجيب بسخرية 
لا بوذي 
لوت بثينة    بحركة حانقة تدرك سخريته منها لكنه وقبل أن تتحدث أجابها بجدية عن سؤالها 
بابا كان بلا ديانة و
لم يكمل حديثه ليفزعه شهقتها وهي ټ     ها مرددة 
ملحد 
جز فرانسو على أسنانه پغضب شديد وهو ينظر حوله ليرى إن كان أحد قد انتبه له ثم أعاد بصره لها يزجرها لتبتلع ريقها پخوف وتسمع صوته


 

يجيبها 
بقول كان يعني زمان كان كده مكنش بيؤمن بالاديان اساسا لغاية ما صاحب في جامعته شاب سوري مسلم وبقى اقرب شخص ليه ووقتها بدأ يدرس تصرفاته ودينه ويبحث عن الاسلام لغاية ما أعلن إسلامه بعد صداقتهم ب٩ شهور وبعد إسلامه بسنتين قابل والدتي اللي كانت بتكمل دراسة هناك واتجوزوا ثم إن ازاي ممكن يجي على بالك إن والدي مش مسلم اصل لو هو مش مسلم ازاي والدتي هتتجوزه يا غبية أنت 
تعجبت بثينة من تلك القصة وهي تنظر له بانبهار حتى ألقى جملته الأخيرة في وجهها جعلها تفكر حقا انها كانت غبية لتسأل سؤال كهذا لكن لحظة هل نعتها للتو بالغبية 
نظرت له پغضب شديد وفتحت فمها لتذيقه مرارة لسانها الذي لا تملك غيره لكنها توقفت پصدمة شديدة تفتح عينها بشكل مثير للضحك وكأن عينيها ستخرج من محاجرها وهي تجده يجذبها لاحضانه پعنف دون أي مقدمات حتى هامسا لها بصوت رخيم 
دلوقتي بقى اسكتي شوية عشان تعبان وعايز انام قبل الحړب اللي هتحصل 
نست بثينة ما فعله للتو وركزت في كلماته بعدم فهم 
الحړب 
امممم حرب وشكلها هتكون شرسة اوي بس تعرفي انا مطمن لاني واخد معايا واحدة بتنافس ابليس 
كان هادي يجلس في الصالة وهو ينظر للمنزل الفارغ حوله بعدما رحل الجميع عقب عقد قران بثينة ورحلت والدته رفقة والدة بثينة لتواسيها في اليوم الأول لبعد ابنتها 
نظر هادي حوله وهو يتساءل هل قام بالشيء الصحيح ام هل فرط في وصية والده وعمه هو سأل جيدا وعلم كل شيء عن فرانسو ومن حديثه وطريقة تصرفاته علم جيدا أنه الوحيد الذي يصلح لبثينة لكنه بداخله ورغم كل ذلك لا يستطيع أن يمنع قلقه على ابنة عمه التي كانت بمثابة اخت له طوال فترة حياته 
مسح وجهه وهو ينهض بتعب شديد لا يود ترك نفسه للافكار سيذهب اليوم للمبيت عند
زكريا و
قاطع أفكاره صوت طرق على باب المنزل ليتجه صوبه سريعا وهو يعلم جيدا صاحب تلك الطرقات و قد صدق حدسه بالفعل وهو يجد رشدي يقف أمام الباب وجواره زكريا وهما يبتسمان له ويردد زكريا 
عرفنا إنك هتبات ليلتك وحيد انهاردة فقولنا نيجي نونسك 
ابتسم هادي وهو يبعد عن الباب ليفسح لهما المجال للدخول 
يا راجل تصدق تأثرت وقربت اصدقكم 
ضحك رشدي وهو يغلق الباب خلفه غامزا له مشيرا للحاسوب الخاص به الذي يحمله 
طب متصدقش اوي لاننا اساسا جايين عشان حاجة تانية خالص 
ابتسم هادي بسخرية وهو يتحرك صوب المطبخ محضرا بعض من المشروبات التي ابتاعها اليوم لعقد قران بثينة 
من غير ما تقول باين على وشكم ها اتحفوني أي مصېبة ألقت بكم 
ابتسم رشدي وهو ينظر لزكريا ثم تحدث بخبث 
مصطفى 

انا مش فاهمة ايه لازمته القمص ده 
نظرت ماسة لفاطمة بملامح منكمشة غيظا مما حدث صباحا مع رشدي فهي لم تنسى ما فعله وكيف كسر قلبها حتى أنها لم تدعه يلمحها من وقتها فعندما عادت من عنده صباحا جمعت بعض الثياب لها وجائت لفاطمة هنا وجلست معها ثم جلست مع والدتها أثناء حضور فاطمة لعقد قران تلك العقربة بثينة وقد رفضت أن تدع رشدي يرى وجهها وتعلم جيدا أنه لم يعد للمنزل حتى الآن فهو عاد من العمل على عقد القران ولم يكتشف اختفائها حتى الآن 
يا ماسة يا حبيبتي ما هو أنت متعصيش كلامه وبعدين تيجي تطبي عليه في شغله بدون اي انذار وفي لحظات هو ليه متعصب فيها و عايزاه يسامحك عادي ده أنت اللي قولتي بلسانك إن عصبية رشدي صعبة ومش بيهدى بسرعة 
نظرت لها ماسة بغيظ شديد ثم همست 
ايوة بس هو مسألش عليا من الصبح ولا حتى قال يعدي يشوف حصلي أيه 
صمتت قليلا ثم أضافت بتفكير 
تفتكري يكون بيخوني 
يخونك ماسة حبيبتي أنت بتخرفي هو هيخونك امتى وازاي هو ملاحق على مصايبك عشان يكون عنده رفاهية الخېانة 
زفرت ماسة بحنق شديد ثم ألقت نفسها على الفراش تنظر للسقف وهي تردد بحنين 
وحشني اوي يا فاطمة وحشني اوي تعرفي أنه بقاله كتير ما اخدنيش في   ه وطبطب عليا وقالي ماستي زي ما كان دايما يعمل 
سقطت دموع ماسة بحزن وهي تقول 
حاسة إنه بدأ ينساني انا انا عايزة أباظة اللي حبيته يرجعلي تاني يا فاطمة أنت مشوفتيش الصبح كان عامل ازاي ده كأنه اتحول تماما كان بيزعق فيا جامد خۏفت منه ولأول مرة اخاڤ منه يا فاطمة 
سقطت دموعها أكثر لتصبح تلك المرة الأولى التي تراها فاطمة باكية وهي تقول بۏجع شديد من بين شهقاتها 
انا بس مش طالبة أكثر من خمس ثواني يا فاطمة خمس ثواني يضمني ويقولي إنه لسه بيحبني يطمن قلبي إنه لسه معايا وليا زي ما كان دايما وبعدها يمشي ويغيب زي ما يحب بس خمس ثواني مش كتير يا فاطمة 
ضمتها فاطمة وهي تربت على ظهرها بحزن تدرك تلك اللحظة التي تمر بها ماسة ومن يعلم عنها افضل منها وهي اكثر من مرت بتلك الحالة لكن وقتها لم يكن هناك من يضمها ربتت فاطمة على شعر ماسة بحنان 
اهدي بس يا ماسة وصلي على النبي كده أنت اكتر واحدة عارفة رشدي فمتزعليش دلوقتي يتصل بيك ويراضيك أنا متأكدة 
عمل ايه زفت الطين ده كمان 
هكذا تحدث هادي بحنق شديد بعدما استمع لاسم ذلك الملعۏن مصطفى ليكمل رشدي حديثه وهو يلقي أمامهم بهاتف لينظر الاثنان لبعضهما البعض بتعجب حتى بادر هادي بالتساءل 
ايه هو هددك إنت كمان بصور 
ابتسم رشدي بسخرية ثم أشار للهاتف قائلا 
ده تليفون مصطفى اللي لقيت عليه كل البلاوي واللي ممكن توديه في داهية بدون حتى ما نظهر في الحوار بس
نظر له الاثنان بقلق شديد في انتظار باقي حديثه ليطول صمت رشدي حتى فقد زكريا صبره 
بس ايه انطق يا رشدي 
بس كل ده بقى بح 
تحدث هادي بعدم فهم 
بح ازاي لا مؤاخذة 
زفر رشدي بتعب ثم عاد بظهره على الأريكة وهو يشرح لهما ما حدث 
مصطفى مش اهبل ابدا ولا مجرد عيل بيتسلى لا ده ذكي جدا ودماغه عالية عشان كده اول ما عرف إن فونه اختفى ودور عليه ملقهوش بدأ ياخد احتياطاته 
يعني ايه
هو التليفون مش معاك يعني 
نظر رشدي لزكريا وهو يهز رأسه بالايجاب ثم وضح اكثر ما يقصده 
معايا بس للاسف مش فيه حاجة أبدا 
لم يفهم أيا من الاثنان حديث رشدي الذي أكمل وهو يحمل الهاتف يفتحه 
مصطفى اول ما عرف أن فونه ضاع وطبعا عليه بلاوي قام جاب فون جديد وسحب عليه كل البيانات اللي هنا وقفل حسابات الفون ده اللي هي عليها الصور 
فتح هادي عينه پصدمة وهو يهمس 
وده عادي 
هز رشدي رأسه ثم فتح الحاسوب الخاص به واخذ ينقر على بعض الأزرار وهو يقول 
ممكن لو كان رابط كل الحسابات بايميل خاص بيه او رقم يقدر يروح لشركة الاتصالات ويثبت ملكيته للرقم ده والشركة وقتها تقدر ترجع ليه الرقم في خط تاني ووقتها يرجع كل حساباته اللي مرتبطه بالرقم ده ويعمل خروج من اي جهاز تاني مفتوح فيه الحسابات دي وبكده سحب كل المعلومات عنده وسابنا احنا نزمر بالتليفون 
أنهى رشدي حديثه وقد تعلقت عينه بالحاسوب أمامه ليسمع صوت زكريا الغاضب وهو ېصرخ به 
يعني كده خلاص مش هتعرف نعمل ايه حاجة 
نظر له رشدي ببسمة خبيثة ثم أدار الحاسوب صوبه هو وهادي وقال وهو يشير للشاشة 
لا لسه اللعبة في البداية 
نظر كلا من هادي وزكريا للشاشة أمامها بعدم فهم ليفتح رشدي فمه بنية شرح ما يقصده لولا صوت رنين هاتف زكريا الذي قاطع تلك الأجواء ولك يكن سوى اتصالا من فاطمةنظر زكريا لرفيقيه واعتذر منهما قليلا ثم نهض ليجيب على فاطمة 
الو يا فاطمة خير ياقلبي فيه حاجة رشدي اه هو معايا فيه حاجة ولا ايه هي بخير طيب طيب فهمت خلاص يا فاطمة هشوفه كده سلام عليكم 
أنهى زكريا الاتصال ثم عاد لرشدي وهادي ليبادر رشدي سريعا وهو ينهض حاملا حاسوبه 
تعالوا معايا وانا هفهمكم كل اللي اق 
توقف رشدي عن الحديث وهو ينظر لزكريا الذي أخذه من أمام هادي واتجه صوب باب منزل هادي ونزع الحاسوب من يده ثم دفعه للخارج واغلق الباب في وجهه متحدثا بحدة وحزم 
مش هنعمل حاجة غير لما تشوف مراتك يا رشدي روح شوفها هي عند فاطمة عشان بتقول انها تعبانة 
ورغم صدمة رشدي لما فعله زكريا إلا أن كل ذلك انمحى من رأسه
عند نطقه لكلمة مريضة هل ماسة مريضة هو لم يتصل بها منذ ما حدث بينهما صباحا 
تحرك رشدي سريعا صوب باب الشقة الخاص لفاطمة ثم طرقه بسرعة وعڼف وقلبه يقرع بړعب شديد حتى وجد الباب يفتح وتظهر له قريبة فاطمة تلك الفتاة المراهقة تقف أمامه ليتحدث بړعب 
نادي فاطمة لو سمحت 
بثينة بثنية فوقي خلاص وصلنا 
لم تهتم بثينة لتلك الاصوات المزعجة التي ټقتحم نومها بكل وقاحة لتكمل نومها بارهاق شديد لكن فجأة شعرت بشخص ينكز كتفها ويحركها پعنف قليلا لتفتح عينها بغيظ وانزعاج وهي تنظر جوارها لتجد ذلك الشاب الذي يدعو فرانسو يضمها وهو ينظر لها نظرات لم تهتم لها كثيرا حتى سمعت صوته وهو يقول لها بعبث بلكنته الفرنسية التي سلبت إحدى دقات قلب بثينة 
لا امانع أن أظل محتضنك هكذا لنهاية العمر لكن الطائرة على وشك الهبوط جميلتي لذا ايقظتك 
لم تفهم بثينة شيء من حديثه لكنها فجأة انتفضت بعيدا عنه وهي تنتبه لحالتها قد تذكرت فجأة كل ما حدث معها وزواجها السريع من ذلك الرجل الذي يجاورها انتفضت في مقعدها وهي ترى اقتراب فرانسو منها ليبتسم هو لها مرددا بهمس 
مټخافيش مش باكل بني ادمين انا بس هقفلك الحزام عشان الهبوط 
ها من قوتها ابتسم فرانسو وهو يلمح خۏفها ورعبها ويدرس جميع حركاتها 
سحبها ودخل بها للمصعد لتلصق بجدار المصعد بړعب ولم يكد الباب يقفل حتى وجدوا قدم تمتد سريعا لتمنع الباب من الانغلاق 
امالت بثنية رأسها وهي تنظر لتلك القدم التي كانت تلتمع بشدة أسفل إضاءة المصعد القوية ليظهر بعدها سيدة ترتدي ثيابه أنيقة وتضع عطر جعلها تفتن بها وهي المرأة إذا ماذا عن زوجها 
عند تلك الخاطرة نظرت لفرانسو بسرعة كبيرة ولا تعلم لماذا لكن عندما
 

رأته ينظر في هاتفه بعدم اهتمام شعرت براحة كبيرة لتتنفس الصعداء لكن ما كادت تخرج تلك الزفرة المتاحة حتى سمعت صوت تلك المرأة يصدح بنبرة ساحرة 
لا اصدق عيني فرانسو متى عدت 
ابتسمت بثينة وهي تنظر لفرانسو ثم همست بنبرة مخيفة 
كان عندك حق لما قولت أنها هتكون حرب وادي اول دبابة ظهرت في الساحة

كان ينام بعمق وهو لا يشعر بشيء حوله غارقا في أحلامه التي تجمعه بجميلته البريئة ليتلاشى كل ذلك بسبب صوت رنين هاتفه الذي أخرجه من أحلامه الوردية 
فتح زكريا عينه بحنق وهو يجيب على هاتفه بصوت ناعس 
السلام عليكم 
زكريا إنت لسه نايم ومروحتش المدرسة 
نهض زكريا بفزع وهو ينظر للساعة بيده ثم دفع هادي الذي ينام بشكل فوضوي جواره ليسقط هادي ارضا دون أن يهتم زكريا ونهض سريعا يركض في أرجاء الغرفة 
راحت عليا نومة يا فاطمة مش عارف ازاي دي اول مرة تحصل و
توقف زكريا عن الحديث فجأة وهو يقف في مكانه ثم تساءل بنبرة متعجبة 
هو مش انهاردة الجمعة برضو 
اجابته فاطمة عبر الهاتف بالايجاب 
ايوة صحيح انهاردة الجمعة 
عض زكريا شفتيه بغيظ شديد وهو يكاد يقتحم الهاتف وېخنقها 
ولما هو الجمعة ايه مناسبة السؤال اللي في الأول ده 
تحدثت فاطمة بحنق شديد تتذكر حديثه لها بالأمس ووعده 
مش إنت قولت انك هتحقق في موضوع الجواب لما ترجع المدرسة وانك تقريبا شاكك في واحدة 
زفر زكريا بيأس وقد فهم سبب اتصالاها هذا يا الله هي لن تنسى ابدا ذلك الأمر حتى يحضر لها رقبة الفتاة 
يا حبيبتي كان قصدي يوم الأحد باذن الله هروح وأشوف الموضوع وانا اساسا لسه مش متأكد من الحوار ده و
توقف زكريا عن الحديث ليجد نفسه قد دهس هادي بالخطأ ليعلو صوت صړاخ هادي في الغرفة وهو يضع يده على بطنه ضاربا الأرض بيده الثانية سابا زكريا بكل ما يعلم من سباب
زكريا إنت لو ما عرفتش مين البنت دي وقولتلي عليها انا هاجي اجيب بنات المدرسة بنت بنت من شعرها 
صدحت ضحكات زكريا العالية في المكان دون اهتمام بحالة هادي ثم عبر عليه مجددا متجها للخارج تاركا هادي خلفه يسبه ويلعنه بۏجع
أكمل زكريا ضحكاته وهو يخرج من الغرفة ثم تحدث غافلا عن تلك التي تكاد تسقط صريعة من صدى ضحكاته وتأثيرها على قلبها المسكين 
اه يا اميرتي ما أسعد صباحي لسماعي صوتك وما اسعده لشعوري بغيرتك 
جاءه صوت هادي من الداخل 
اه يا واطي يا ژبالة 
كاد زكريا يجيب هادي لكن قاطع ذلك صوت فاطمة الذي صدح في الهاتف 
ايوة ابدأ بقى وصلة الشعر بتاعتك عشان
تثبتني وانا هبلة وبتثبت بسرعة وانسى بس لا يا شيخ انا لازم اعرف مين البنت اللي عينها منك 
تنهد زكريا وهو يهز رأسه بيأس 
حاضر يا فاطمة حاضر ممكن بقى اروح اتوضى واصلي وأبدأ يومي وهبقى اعدي عليك و 
زكريا 
صمت زكريا يستمع لصوت فاطمة 
عيوني 
تنهدت فاطمة وهي تشعر أنها أثقلت عليه كثيرا بسبب حديثها ذلك أو أنه ربما حزن من حديثها 
اوعى تزعل مني انا بس والله مش قادرة اتخيل إن فيه واحدة ممكن تفكر فيك 
ابتسم زكريا وهو يجلس على أحد المقاعد في البهو ثم همس لها بحب 
أنا أجد السعة فيك وسط ضيق يومي
صمت يبتسم وهو يستمع لتسارع أنفاسها 
لذا لا تظني بأن حديثك معي صباحا قد يزعجني بل هذا من دواعي سرور قلبي سيدتي حتى وإن كان حديثك هذا صړاخ فلا بأس ارمي على قلبي ثقلك يتقبله مرحبا به 
زكريا 
نعم 
تعرف إنك بقيت اغلى حد في حياتي 
تعرف إنك بقيتي اغلى من حياتي 
ضحكت فاطمة ضحكة خاڤتة ثم قالت وهي تتنهد بعشق تشكر الله لي قلبها على هكذا شخص أصبح لها حياة 
محدش يقدر يغلبك في الكلام 
ابتسم زكريا مجيبا إياها 
بالعكس كلمة منك قادرة تغلبني يا فاطمة أنت بس استمري في بسمتك دي وأنت هتهزميني شړ هزيمة 
استيقظت ماسة بانزعاج شديد بسبب تلك الأشعة التي اقټحمت نومتها لتفتح عينها بحنق شديد تحاول شد المفرش على وجهها لتخفيه مرددة بتذمر 
فاطمة اقفلي الشباك مش عارفة انام 
فاطمة مين يا سنيورة فوقي كده وقومي يا ختي 
فزعت ماسة من ذلك الصوت لتنتفض من الفراش وهي تنظر حولها بعدم فهم فهي غفت البارحة في غرفة فاطمة وفي أحضانها
إذا ما الذي أحضرها لهنا 
ايه اللي جابني هنا 
سار الاثنان في الممر خلف رشدي لا احد يفهم شيئا ولا ما قصده رشدي في حديثه عندما أخبرهم أنه علم طريق دة للإيقاع بمصطفى 
نظر هادي لزكريا يسأله بعينه عما إذا كان يعلم سبب وجودهم في هذا المكان لكن زكريا هز رأسه بعدم فهم لما يحدث وهو يتحدث بهدوء 
خلينا نشوف آخرة رشدي ايه 
كل خير يا حبيبي كل خير 
هكذا تحدث رشدي وهو يتوقف أمام أحد المكاتب بخبث ثم نظر للعسكري وأخرج بطاقته الشخصية مخبرا إياه أن يبلغ رئيسه أنه يود مقابلته ليغيب العسكري ثوان ثم يعود لهم مجددا سامحا لهم بالدخول 
تحرك رشدي للداخل يتبعه كلا من هادي وزكريا بهدوء شديد في انتظار ما سيحدث 
دخل الثلاثة لينهض هو من مكتبه وهو يبتسم بسمة هادئة مشيرا بيده للمقاعد 
رشدي باشا اتفضل 
جلس رشدي وايضا رفيقيه ثم نظر له وهو يبتسم له بسمة وقبل أن يتحدث قاطعه جمال وهو يتحدث بنظرة محتارة قليلا يحاول تخمين سبب وجود رشدي هنا 
خير يا رشدي باشا فيه حد يخصك تاني هنا 
لم يفهم زكريا الأمر عكس هادي الذي فهم حديث جمال فهو من جاءوا له يوم سجن ماسة ومن ساعدهم لإخراجها 
ارتسمت بسمة ساخرة على شفتي رشدي وهو يتحدث بنبرة تنبأ بعاصفة هوجاء خلفها 
تؤ تؤ المرة دي جايين عشان حد يخصك يا جمال باشا 
نظر جمال للثلاثة بتعجب ثم تحدث بهدوء يحاول تكذيب ذلك الهاجس الذي تلبسه وقد بدأ شكه في أخيه بشأن ماسة يزداد في تلك اللحظة 
حد يخصني 
هز رشدي رأسه مجيبا إياه بكلمات كانت بمثابة چحيم وفتح لمصطفى 
مصطفى اخوك

ابتسمت بسمة واسعة وهي تتنحى جانبا فاتحة الطريق أمام تلك الجميلة الأنيقة كما وصفتها في رأسها لتندفع نحو احضان زوجها أمام عينها 
ابتسمت بثينة تتأمل المنظر أمامها وهي ترى تلك الفتاة تتعلق برقبة فرانسو كما القرود ثم وبوقاحة شديدة على الأقل بالنسبة لها قامت بطبع قبلة على خده وكل ذلك وزوجها حتى لم يكلف نفسه عناء الابتعاد عنها 
ابتعدت الفتاة عن فرانسو وهي تبتسم باتساع تاركة فرانسو مصډوم فهي لم تعطيه حتى فرصة لمحاولة دفعها فقد أخذته على حين غفلة منه أثناء شروده بزوجته و قبلته 
اقتربت بثينة بشړ كبير منهما ليبتسم فرانسو في نفسه يلمح شرارات الڠضب تنتشر في الجو ليغمره شعور بالسعادة وهو يمني نفسه بأن ذلك الحجر المسمى بقلبها قد بدأ بالتحرك له والدليل ذلك الڠضب النابع من غيرتها 
أمسكت بثينة وجه فرانسو بشكل آثار مفاجأته لتقلبه بين يديها بنظرات غامضة ثم هتفت بتفكير وهي تنظر له 
مسابتش فتفوتة روج واحدة على خدك 
فتح فرانسو عينه پصدمة كبيرة لحديثها ذلك ليجدها تلتفت للفتاة تسألها باستفسار 
هو ايه نوع الروج اللي أنت بتستخدميه شكله نضيف 
ابتسم فرانسو بسخرية وهو يستهزأ من نفسه كيف فكر للحظة أن بثينة قد تغار عليه بهذه السرعة وكأنها عاشقة له 
انفتح باب المصعد ليدفع الفتاة من أمامه پغضب و حنق ثم سحب يد بثينة التي سارت خلفه وهي تنظر بشړ للفتاة ثم أشارت لها باصبعها وكأنه طائرة تسقط ارضا وبعدها غمزت للفتاة بطريقة غامضة لم تفهم منها الفتاة شيء أو تفهم مقصد بثينة منها 
استخدم فرانسو مفتاحه الخاص ليفتح شقته التي كان يقطن بها قبل سفره ثم دخل سريعا ومازالت يد بثينة تستوطن يده حتى وصل لمنتصف الردهة ثم ترك يدها بهدوء وتحرك بعدها لإحدى الغرف ببطء وبعدها دخل إليها ثم اغلق الباب خلفه تاركا بثينة تقف في المكان وهي تنظر حولها بعدم فهم تحاول تفسير تصرفات ذلك الشاب المريبة لكن لم تتوصل لشيء سوى أنه ربما جن لكثرة مصاحبته لاصحاب المشاكل النفسية 
مين اللي جابني هنا 
لوت شيماء    بضيق من تصرفات ماسة التي أضحت تتمادى بها لتجيبها بضيق 
مين يعني اكيد رشدي 
اغتاظت ماسة بشدة من حديث شيماء ذاك لتنهص من الفراش والذي لم يكن سوى فراش شيماء وهي تهتف بضيق وصوت عالي تعتقد أن رشدي بالخارج فاليوم هو يوم عطلته 
وهو الاستاذ بأي حق يجيبني هنا بدون ما ياخد اذني ثم إن هو ماله بيا اساسا ما انام مكان ما احب 
خلصتي رشدي اساسا مش هنا ويلا قومي وفوقي كده عشان هننزل نشتري لبس انا وفاطمة وهناخدك معانا 
انهت شيماء حديثها تاركة ماسة تتميز غيظا من رشدي وهي تنهض متوعدة إياه بالويل
ماشي يا أباظة أما خليتك تتوب مبقاش ماسة 
مصطفى ماله مصطفى 
ادعى جمال جهله بالموضوع رغم شكه من البداية في أخيه لكن كان لديه امل صغير أمل صغير فقط أنه لم يخذله ويقوم بفعل شنيع كهذا 
ابتسم رشدي وهو يلاعب أحد قطع الاثاث الصغيرة على مكتب جمال وهو يتحدث بجدية بعدما رفع نظره له 
للاسف يا جمال باشا اخو حضرتك مترباش 
اغمض جمال عينه يحاول التحكم بنفسه ثم نهض وهو يقول بجدية كبيرة يدور حول مكتبه حتى جلس على الأريكة جوار زكريا تاركا كلا من هادي ورشدي يتوسطان المقعدان المقابلان لمكتبه 
احب اسمع بنفسي كل حاجة حصلت ومن الاول لو سمحت 
نظر رشدي لزكريا وهادي ثم بدأ بقص كل ما وصل له على هاتف مصطفى ليشتعل ڠضب جمال وهو يرى بعينه نفسه ې   أخيه لكن ليت ما فعله أخيه توقف على ما حكاه رشدي إلا أن زكريا نظر لرشدي وتحدث بنبرة مېتة ولم يتحكم بنفسه 
انا ليا حق عند اخوك ومش هستريح غير لما اخد روحه بايدي يا جمال باشا 
صمت
ثم تحدث بعدها بقليل 
فهل حضرتك عندك استعداد تساعدني اخد حقي من اخوك 
نظر جمال لعيون زكريا والڠضب المشتعل داخله والذي خمن أنه ليس كما قال رشدي مجرد ټهديد ببضعة صور كأي مراهق لذا سارع وقال بقلق 
هو مصطفى عمل كده في مراتك برضو يعني هددها 
ابتسم زكريا بسمة مېتة ثم قال بنبرة خرجت خاوية منه 
للاسف مراتي مكانش عندها الرفاهية دي أنها تتهدد ويكلمها وغيره 
ابتلع جمال ريقه بعدم فهم 
قصدك ايه وضح لو سمحت لازم اكون عارف كل حاجة حصلت عشان اقدر اساعدكم 
نهض زكريا من أمامه پغضب شديد يحاول كبته كلما تذكر ما حدث 
اللي حصل حصل يا جمال باشا واللي يهمني في الحوار ده إن اخوك ياخد جزاته بس بعد ما انا اخد حقي منه تالت ومتلت 
أنهى زكريا حديثه وهو يدور في المكتب بعصبية شديدة غريبة عليه لكن في وسط كل ذلك كان هادي شاردا في شيء حتى انتفض بفزع وهو يتحرك سريعا صوب


 

زكريا يمسكه من كتفه يجبره على الاستدارة
ليواجهه 
زكريا هو مصطفى اااااهو قرب من فاطمة 
كانت كلمته الاخير خاڤتة بشدة لكنها وصلت لمسامع الجميع فهادي من حديث زكريا ربط الأحداث بينه وبين حديث شيماء حينما دخلت فاطمة في حالة اڼهيار وقتها أخبرته شيماء أنها كانت تهزي بكلمات هيستيرية وكأنها تصرخ بأحد تخبره أن يبتعد عنها وبعدها تصرخ أنها لم تفعل شيء وأنها ليس لها ذنب والان حديث زكريا بأن فعلة مصطفى تخطت الټهديد كل ذلك تجمع برأسه مشكلا حقيقة واحدة بشعة ولكم تمنى لو ينفيها زكريا وهي أن مصطفى على فاطمة 
نظر زكريا لهادي بنظرات مېتة ولم يجيب ليتأكد هادي من شكه عائدا للخلف بجزع بينما كان رشدي في صدمة مما فهمه منذ قليل يا الله في أي بئر سقط رفيقه بأي مصېبة وقع 
كان جمال وكأنه بعالم آخر يرى اين وصل أخيه من أفعاله تلك أين اخطا هو لقدلقد تخلى عن حياته ليكون جواره بعد مۏت والده تخلى عن منصبه في المخابرات المصرية وتخلى عن حلمه وأصبح ضابط عادي فقط لئلا يبتعد عنه وعن والدته تخلى عن كل شيء لاجلهما 
وضع جمال رأسه بين يديه يشعر برغبة عارمة بالصړاخ يود لو ينهض الان وېصرخ هو بحياته لم يتوقع أن أخيه وصل لتلك الدرجة من الحقارة
همس بصوت مخټنق يمنع نفسه من الاڼهيار ليس قبل أن ې  ه بيديه هاتين ليس قبل أن ينزع تلك البذرة الفاسدة من ارضها 
قولي كل اللي حصل بالتفصيل وحذاري تخبي أو تكدب عليا في حاجة 
اغمض زكريا عينه پغضب يرفض أن يتحدث بالأمر أمام أحد يرفض أن يفضح سر زوجته امام أحد لكنه مجبر على ذلك لينال القصاص الذي يسعى إليه عليه بقص كل شيء 

هتفضلي مخصماني لامتى يا ماسة مش خلصنا واعتذرت بعدين أنت ليه محسساني اني كلمت راجل غريب عشان يجي ياخدك ده جوزك يا ماما 
نظرت ماسة پغضب لفاطمة وهي تترك قطعة الثياب التي كانت تنظر إليها محلها تستدير هاتفة 
يعني أنا متنيلة على عين امي وعاملة نفسي زعلانة وهربانة من البيت عشان اجننه وهو بيدور عليا تقومي أنت تقوليله مكاني قبل حتى ما يلاحظ غيابي 
ضحكت شيماء من تذمرات ماسة ثم نزعت أحد الاثواب قائلة 
هروح اقيس الفستان ده يكون خلصتم الخناقة 
انهت حديثها متحركة من جانب الاثنتين لتتحدث فاطمة ببسمة وهي تلتصق بماسة 
خلاص بقى يا ماسة الحق عليا قولت هيجي عشان يشيلك تقومي أنت صاحية وتتصالحوا هعرف منين إنك بتنامي زي الچثة 
لوت ماسة    وهي تدعي البكاء 
ما هو ده اللي قاهرني اني محستش بيه واتقمصت وانا بقوله نزلني دلوقتي يا رشدي مش عايزة اروح معاك بس كل ده ضاع وانا نايمة زي المتخدرة 
كتمت فاطمة ضحكة كادت تفلت منها وهي تتذكر البارحة حينما دخلت رفقة رشدي لغرفتها حتى يأخذها 
دخل رشدي بفزع شديد وخلفه فاطمة وهو يتوقع رؤية ماسة مڼهارة أخذ يلوم نفسه پعنف على ما فعله بها هو السبب بما حديث الان لو لم يصرفها في الصباح لم تكن ل
توقف رشدي عن التفكير وهو يرى ماسة تنام بشكل فوضوي على الفراش الخاص لفاطمة وهي تفرد كلا ذراعيها فاتحة فمها بشكل مثير للضحك أشار رشدي لها وهو يرفع حاجبه 
هي دي اللي تعبانة وپتموت 
نظرت فاطمة لوضع ماسة مبتسمة بغباء 
ربك هو الشافي يا بني شوف سبحان الله مسافة ما جيت كانت بقت زي القرد اهي 
اطلق رشدي ضحكة ساخرة وهو يمسح وجهه مستمعا لحديث فاطمة التي تنحنحت بحرج تحديثها وتدخلها بينهما 
بس ده مينفعش انها فعلا تعبانة يا رشدي تعب نفسي إنت ما شوفتش حالتها دي يا حبة عيني مقهورة اوي باللي حصل ما اظنش أنها هتتعامل معاك زي الاول بعد ما 
يا رشدي يا حيوان 
توقف فاطمة عن حديثها بسبب تمتمات ماسة أثناء نومها وهي تسب رشدي ابتسم رشدي بعدم تصديق مشيرا لها و كإنه يقول أهذه هي المتعبة نفسيا 
عادت فاطمة للخلف وهي تتنحنح 
شوف سبحان الله ربك شفى تعبها النفسي برضو 
ھ  ك واطلع عينك 
كانت هذه همسة ماسة التي كانت تسبح في نوم عميق غير واعية لما يحدث حولها ضحك رشدي بسخرية وهو يشير لها 
مين دي اللي مريضة وتعالى خدها انا قولت هاجي الاقي البنت بتودع وعمال اجلد في نفسي وانا جاي دي عايزة ت  ني بتخطط ل  ي وهي نايمة 
ابتسمت فاطمة بحرج وهي تبتلع ريقها مشيرة لخارج الغرفة 
ايه ده صوت زكريا ده هروح اشوفه عايز ايه خد راحتك 
انهت حديثها وهي تخرج تاركة رشدي يرمق ماسة بسخرية ثم اتجه وسحبها من على الفراش لاحضانه يضمها بحب رغم كل شيء مقبلا جبهتها بعشق هامسا 
انا فعلا حيوان عشان زعلتك يا ماستي حقك عليا 
أنت يابنتي روحتي فين 
خرجت فاطمة من شرودها على حديث شيماء التي أشارت لنفسها متحدثة بعدم اقتناع 
مخليني تخينة صح 
نظرت فاطمة جيدا لشيماء وهي تهز رأسها برفض تام 
مخليك قمر يا روحي بعدين يا شيماء أنت مش تخينة الدرجة اللي تخليك متعقدة من نفسك 
لوت شيماء    بضيق وهي تهمس 
انا بس عايزة ابقى حلوة عايز اخلي هادي يشوفني حلوة 
تحدثت ماسة وهي تضيق عينها 
وهو هادي كانت اشتكى ليك من ح 
توقفت ماسة عن الحديث وهي تستمع لصوت خلفها تعرفه جيدا وتمقته وبشدة استدارت سريعا وهي تنظر لتلك الفتاة التي ابتسمت بخبث شديد 
اوووه شوفوا مين هنا ماسة البلطجية رد السجون 
تحولت ملامح ماسة كليا فأصبحت كما لو أنها مچرمة خطېرة وهي تعود للخلف بتحفز متحدثة ببرود شديد 
 قامت ماسة ب  هن أثناء المؤتمر 
طول عمري كنت بقول عليك حقېرة ولا تمتي للرقي بصلة وفعلا يوم عن يوم بتثبتيلي ده 
ابتسمت ماسة وهي تقول بحنق شديد 
خليني بقى أأكدلك ده 
وعقبت حديثها بصڤعة رن صداها في أرجاء المحل كله جعلت مليكة تشهق بفزع شديد وهي تضع يدها على خدها ولم تكد تبادر برد
تلك اللطمة حتى وجدت ماسة تنقض عليها پعنف شديد استجمع جميع رواد المحل حولهما محاولين أبعادهمها عن بعضهما البعض 
خرج من غرفته وقد ابدل ثيابه لثياب منزلية مريحة وقد قرر الذهاب وتحضير بعض الطعام له ولبثينة لكنه تفاجئ من وجود بثينة تجلس على أحد الارائك في البهو وهي مازالت ترتدي نفس ثيابها ليتحرك صوبها بعدم فهم وهو يتحدث 
أنت لسه قاعدة عندك مغيرتيش ليه 
رفعت بثينة
عينها في وجهه وهي تتأمله للمرة الأولى ثم قالت وهي تهز كتفها ببرود شديد 
يمكن عشان معرفش حاجة في البيت مثلا 
نظر لها فرانسو بحرج فهو بسبب غضبه منها لعدم اعتراضها على تقبيل امرأة له نسي أن يرشدها للغرفة لذا تنحنح بحرج وهو يشير للغرفة التي خرج منها للتو 
بعتذر دي الاوضة تقدري تدخلي تاخدي دش وتغيري لبسك اكون حضرتك الاك 
هي مش دي الاوضة اللي انت لسه خارج منها 
هز فرانسو بنعم على سؤالها ليستمع بعدها للجملة التي توقعها 
وهو إنت مفكرنا متجوزين بجد عشان ننام في نفس الاوضة 
ابتسم فرانسو و هو يقترب منها ثم انحنى على ركبتيه ليجلس أمامها في حركة مفاجئة لم تتوقعها ثم أمسك يدها وهو يتحسسها بأصبعه ناظرا لها ببسمة غريبة 
بثينة هو أنت مفكراني متجوزك ليه 
صمتت بثنية لا تفهم سؤاله ذلك فهو اوضح لها جيدا سبب زواجه منها ولذا لم تتحدث أو تجيبه ليكمل هو حديثه 
انا مش متجوزك اقضي بيك غرض وبعدين كل واحد يروح لحال سبيله بثينة أنت مراتي بكل ما للكلمة من معنى وانا مش مخطط ان ده يتغير قريب ابدا 
نهض تاركا إياها متجها صوب المطبخ متحدثا ببرود 
انا وعدت هادي اني مش هقرب منك غير بعد ما نعمل الفرح فمتقلقيش مش انا اللي اخلف وعد قطعته لنفسي ابدا غيري لبسك اكون جهزت الاكل 
أنهى حديثه تاركا إياها ترمق أثره بعدم فهم وهي كل يوم تكتشف به سر اخر وكأنها سقطت في بئر لا قاع له تنهدت وهي تمسح وجهها لا تعلم كيف ستكون أيامها القادمة لكنها تتوقع معركة حامية معه ومع تلك النساء التي تحوم حوله والأهم مع نفسها التي بدأت تجهل تصرفاتها 
كان يستمع لكل كلمة وهو يشعر بنيران تنشب في   ه ورغم ذلك لم يظهر على وجهه أي شيء بل استمر في الاستماع بكل برود حتى أنهى زكريا قص كل ما حدث مع الاحتفاظ ببعض التفاصيل له دون أن يخبرها لاحد فهو قص عليهم كيف تم الأمر ولم يتطرق لشيء آخر فقط الخيوط العريضة من القصة يقنع نفسه أنه حان الوقت لكشف بعض الخطوط لينفذ وعده لفاطمة 
نظر رشدي لزكريا بحزن شديد يشعر پألم رفيقه وأي ألم هو فصديقه يعيش بجيحم حقا لا يمكنه تخيل حدوث ذلك مع ماسة يالله كان سيموت وقتها لكنه وللحق يحسد زكريا على ثباته ذلك غير عالما بداخله الذي ماټ منذ سماعه لما حدث 
نهض هادي دون شعور متجها صوب زكريا ثم عانقه بشدة وهو يبكي على رفيقه وما تعرض له ويبكي فاطمة تلك الفتاة المسكينة التي تجرعت من الاوجاع ما يكفي ولأن فقط استوعب اڼهيار زكريا ذلك اليوم 
كان هادي يبكي پعنف شديد وكأنه هو من وقع بتلك المشكلة وهو يقف جوار مقعد زكريا يضم رأسه بين ذراعيه هامسا له بۏجع 
ليه يا زكريا ليه استحملت كل ده لوحدك 
سقطت دموع زكريا بۏجع وهو يمسك ذراع هادي الذي يحيطه متحدثا بكسره وقهر 
عايزني اقول ايه يا هادي اقول إن شوية عيال لا يمتوا للبشر بصلة اعتدوا ع
لم يستطع زكريا اكمال كلمته بسبب بكاءه الذي اڼفجر فيه وهو يشعر وكأنه قلبه يستغيث للتحرر من هذا الۏجع 
نهض رشدي سريعا متجها لزكريا ثم جذبه في أحضانه هو وهادي هامسا بحنان يقاوم دموعه 
حقها هيرجع يا زكريا والله ليرجع حتى لو كان آخر حاجة هعملها وبعدها استقيل هيرجع بأي طريقة بس انت متعيطش عشان خاطري 
بكى زكريا اكثر في حضڼ رفيقه وكأنه يشكيه أحزانه 
كان جمال يتابع كل شيء بملامح لا توحي بما في داخله ليهمس بعد صمت طويل منه 
انا عارف فين الشخص التاني 
خلاص خلصنا يا ماسة احمدي ربنا أنها مشيت وما اصرتش تعملك محضر والله العظيم المرة دي كان رشدي جاب اجلك فيها 
انهت شيماء حديثها بغيظ شديد بعدما استطاعت بصعوبة أبعاد ماسة عن طريق الفتاة والخرج بها من المحل وها هم يجلسون في أحد المطاعم في ذلك المول الكبير 
ارتشفت فاطمة بعضا من العصير أمامها ثم قالت بحنق 
ربنا يعين رشدي على ما بلاه 
نظرت ماسة لفاطمة


 

بشړ وما كادت تتحدث حتى لمحت بعينها أحد الأشخاص في محل يقع مقابل المطعم وهي تهمس بتعجب 
فرج 
رفعت شيماء رأسها بعدما كانت مندمجه في طعامها تقول بعدم فهم 
فرج ايه اللي هيجيب فرج هنا 
هزت ماسة رأسها بعدم معرفة وهي تشير للواجهه الزجاجية لأحد محلات الملابس 
اهو هناك اهو 
استدارت كلا من فاطمة وشيماء صوب ما تشير إليه ماسة ليجدن أن فرج يقف في أحد المحلات وهو يتحدث مع عاملة هناك 
تحدثت فاطمة بعدم فهم 
هو ايه اللي جاب فرج هنا 
نهضت ماسة سريعا وهي تتحرك صوبه ضاحكة 
معرفش تعالوا نشوف 
نهضت شيماء تتبعها بفضول شديد وكذلك فاطمة تاركين الحقائب عند طاولتهم متجهين صوب المحل الذي يقف به فرج وبمجرد دخولهم سمعوا صوت فرج الحانق 
لا حول ولا قوة إلا بالله يابنتي افهمي شوية بقولك عايز نفس الفستان بس مقاس اكبر شوية 
زفرت عاملة المحل بضيق شديد وهي تجيبه بنفس الكلام للمرة الألف 
يا فندم مينفعش اجيب كبير شوية كده بدون ما اعرف المقاس يعني حضرتك حدد المقاس بالضبط وانا اجيبه يعني large ولا Medium ولا small 
بطاية 
صدمت العاملة من حديث فرج ذلك العجوز الغريب 
هو ايه اللي بطاية يا فندم عيب كده 
تعجب فرج من حديثها 
هو ايه اللي عيب أنت بتسألي عن مقاسها وانا بقولك هي بطاية كده
انطلقت ضحكات صاخبة من الخلف استدار على اثرها كلا من فرج والعاملة ليجدوا ثلاث فتيات تضحكن 
ابتسم فرج بفرحة شديدة وهو يتجه صوبهن متحدثا بسعادة كبيرة 
انتم هنا طب الحمدلله تعالوا ساعدوني لاحسن البنت دي مش بتفهم في حاجة أبدا 
فتحت العاملة فمها پصدمة شديدة من حديثه 
ابتسمت ماسة وهي تغمز له 
هي مين دي اللي بطاية يا فرج وجاي تشتري ليها لبس ماركة كمان 
ضحكت شيماء وهي تضيف بمزاح 
يا رتني كنت خطبتك إنت يا فرج بدل هادي اللي اغلى حاجة جابها ليا كانت الخلاط بتاعهم وخده وهو مروح كمان 
انطلقت ضحكات فاطمة بشدة وهي لا تستطيع تحمل ما يحدث لتسمع صوت فرج الذي بادر سريعا بالشرح 
اصل انهاردة عيد ميلاد ام اشرف وجيت عشان اجبلها هدية بس البنت اللي هنا دي مش بتفهم 
لو سمحت يا استاذ انا مسمحلكش 
كان هذا صوت العاملة الحانقة من ذلك العجوز الوقح 
تجاهلها فرج وهو يشرح لماسة كل ما يريد 
بصي عايز اجبلها فستان حلو كده على ذوقك وأنت عارفة بقى ام اشرف
هاتيلها حاجة كده كيوت ورقيقة زيها 
ضحكت ماسة وهي تشير للعاملة بالاقتراب لتصف لها ما تريد 
بينما شيماء نظرت للمحل حولها بفضول لتقول وهي تشير خارج المحل 
بطوط روحي هاتي الشنط من المطعم
وتعالي نشوف لبس هنا 
لوت فاطمة    بحنق وهي تخرج متجهة صوب المطعم 
خفي لبس شوية يا شيماء مش معقولة كل الهدوم دي 
دخلت المطعم وهي تنظر للطاولة الخاصة بهن لتجدها فارغة من الحقائب نظرت حولها سريعا تبحث عنهم حتى وجدت نادل يتحرك من أمامها فاستوقفته بسرعة وهي تسأل مشيرة للطاولة الخاصة بهن 
لو سمحت الترابيزة دي كان عليها شنط وحاجات 
نظر لها النادل وهو يبتسم بعملية مشيرا لمكان الكاشير 
ايوة يا فندم احنا دورنا عليكم بس ملقناش حد حضرتك هتلاقي الشنط عند الكاشير هناك 
هزت فاطمة رأسها شاكرة إياه ثم تحركت حيث أشار لتقف أمام طاولة طولية وهي تتحدث بهدوء ورقة كعادتها 
لو سمحت كان فيه شنط على ترابيزة ٣٤ 
هز العامل رأسه مشيرا لها بالانتظار حتى يذهب ويحضرهم لتبتسم له وهي تهز رأسها بأنها ستنتظره 
وأثناء ذلك كان يسير رفقة فتاة وهو يغمز لها بوقاحة متجها صوب الكاشير لدفع ثمن طعامه ووقف جوار فاطمة وهو ينظر للعامل الذي يجلس خلف احد الأجهزة متحدثا بنبرة رخيمة بعض الشيء 
الفاتورة بتاعة ترابيزة ٩ لو سمحت 
كانت فاطمة تنتظر العامل ليعود بالحقائب الخاصة بها حتى سمعت ذلك الصوت بجانبها ذلك ها كله وهي تستدير ببطء تنظر لذلك الشخص داعية الله أن يكون مجرد تشابه في نبرات الصوت لا أكثر لكن كل ذلك ټحطم وهي تبصر وجهه المخيف والذي لم يغادر رأسها ابدا وسريعا ودون أن تشعر مرت الذكرى أمام عينها وصوته القذر يصدح في رأسها 
 بفزع لكن بالخطأ اصطدمت بأحد العاملين في المطعم لتستدير له بسرعة وهي تبكي معتذرة 
بينما هو انتبه لتلك الضجة التي حدثت جواره لينظر بتعجب فوجد فتاة قد اصطدمت بالنادل لم يهتم كثيرا وكان على وشك الاستدارة لولا ذلك الوجه الذي ذكره بما فعله قديما فتح عينه پصدمة وهو يبتلع ريقه هامسا لنفسه بړعب شديد 
أنت ازاي أنت 
بكت فاطمة پعنف وقد رأته وهو يحدق بها لتستدير فجأة وتركض بسرعة كبيرة خارج المطعم وكأنه وحشا يتبعها تاركة الحقائب وكل شيء خلفها 
ركض مصطفى بسرعة خلفها يلحقها خوفا أن تسبب له مشاكل لكن لم يتسطع ذلك ليجد فجأة ماسة تخرج رفقة شيماء من المحل المقابل وماسة تنادي فاطمة بفزع فهما رأيا جيدا ما حدث بالمطعم والحالة التي كانت بها فاطمة 
نظر مصطفى پصدمة لماسة وهو يتساءل بفزع 
ماسة أنت تعرفي البنت دي 
تعجبت ماسة من وجود مصطفى هنا فهي تعرفه رفيق رشدي لكن لما يحدثها وما علاقته بفاطمة و لما يسأل عنها لكنها رغم ذلك أجابت پخوف أثناء ذهاب شيماء لاحضار الحقائب ثم تحركت معها مسرعين خلف فاطمة 
ايوة فاطمة تبقى مرات زكريا 
انهت ماسة حديثها وهي تتحرك مع شيماء خلفهم فرج الذي أحضر ما يريد والجميع في حالة فزع لما رأوه منذ قليل ولا احد يفهم ما حدث مع فاطمة تاركين مصطفى خلفهم يكاد يسقط ارضا من هول الصدمة هل تركها في قريتها وهرب لتلحق به لهنا 

انتفض الجميع على رنين هاتف أحدهم وبسبب الحالة التي كان بها الجميع لم يعلم أحد أي هاتف هو المقصود حتى انتبه رشدي لهاتفه الموضوع على المكتب هو الذي يرن 
اتجه رشدي صوبه ببطء وهو يحاول التحكم في غصته ويحاول التماسك فما علمه منذ قليل ليس بالهين 
وجد رشدي أن المتصل لم يكن سوى ماسة كاد يغلق المكالمة لكن توقف سريعا واجاب فهو لا ينقصه أن يزداد ڠضبها 
الو يا ماسة مالك فيه ايه ازاي يعني مش فاهم اهدي ووضحي طب ايه اللي حصل ليها يعني ايه مرة واحدة كده طب هي فين دلوقتي خليك وراها يا ماسة متسيبيهاش غير لما توصل البيت وانا هبعت ليها زكريا 
انتفض زكريا عند تلك النقطة وهو يتأكد رغم شكه في البداية أن المعنية في الأمر هي فاطمة لينهض سريعا متجها صوب رشدي يحاول الاستعلام منه عن ما حدث وقبل أن يسأل عن شيء كان رشدي يفضي له بكل محتوى الرسالة 
البنات كانوا في السوق سوا ومرة واحدة فاطمة سابتهم وجريت كأن فيه مصېبة ومحدش عرف يلحق بيها وهما حاليا رايحين وراها البيت 
لم يفهم زكريا شيء 
يعني ايه لوحدها كده هي مش مچنونة عشان تتصرف بالشكل ده اكيد حاجة حصلت ليها 
تحرك رشدي وهو يحمل اشياءه مشيرا لرفيقه أن يلحقه 
هنعرف ده لما نوصل يلا 
دخلت منزلها سريعا دون أن تنظر جهة أحد أو تلقي بلكمة واحدة حتى على عمتها التي تجلس على  بابها وهي تسمع صوت ماسة وشيماء العالي ومعهم والدتها التي لا تفهم شيء لكن حديث ماسة وشيماء أقلقها لكن فاطمة لم تعطي اهتمام لأحد بل كانت في غرفتها تشعر بنهايتها قد اقتربت تتخيل أنه سيأتي إليها وې  ها كما سبق وهددها إن لمح وجهها سيتخلص منها لكن بعد أن يذيقها الويل مرة أخرى 
ارتفعت شهقات فاطمة وهي تصرخ بړعب في غرفتها تتخيل ما سيحدث لها وذكريات ذلك اليوم البشع تراودها وتمر أمام أعينها كشريط بعدما ظنت أنها على وشك ډفنها نهائيا 
يا سكر سكر 
استدارت تلك الفتاة التي تحمل بعض الكتب بين يديها مجيبة على رفيقتها 
ايه يا فاطمة هتيجي معانا السيما 
تغضنت ملامح فاطمة بحنق شديد وهي تسحب يد رفيقتها وجارتها تحثها على العودة معها للمنزل وتتجاهل ذلك الأمر فهم ليس لديهم متسع من الوقت وقد أصبحت الامتحانات على الابواب وهم الآن في السنة الأخيرة من الثانوية وعليهم استغلال كل ثانية في حياتهم للدراسة 
بطلي رخامية بقى ويلا نروح وسيبك من السيما والقرف عندنا امتحان يوم الخميس في درس التاريخ 
جذبت سكر يدها من فاطمة بضيق شديد وهي تخرج بعض الأموال من ثيابها 
بصي يا فاطمة انا ما صدقت ابويا يديني الفلوس عشان اروح مع العيال السيما فبطلي بواخة بقى وتعالي معانا مش هنأخر والله 
لوت فاطمة    بضيق وهي تعدل من وضع الحقيبة على كتفها 
لا انا مقولتش لامي ولا
ابويا روحي أنت وخلاص انا هروح 
زفرت سطر بضيق شديد وهي تنظر خلفها لباقي رفيقاتها في الدرس وهم يتعجلونها للمجيء وبعدها نظرت لفاطمة لا يهون عليها أن تتركها تعود وحدها خاصة في هذا الوقت وقد أوشكت الشمس على الغروب وهذا الوقت في قريتهم معاد مقدس لتناول العشاء لذا لا تجد الكثيرين في الشوارع لكن هي ترغب وبشدة في مشاهدة الفيلم مع الباقيين لذا تحركت صوب فاطمة تقبلها سريعا على وجنتها وهي تقول ببسمة 
هفوت عليك وأنا راجعة ونذاكر سوا لغاية اخر الليل ايه رأيك 
ابتسمت فاطمة بلطف لرفيقتها وهي تعلم كم أنها ترغب وبشدة في الذهاب للسينما لذا هزت
راسها بالايجاب وحثتها على الذهاب 
راقبت فاطمة سكر وهي ترحل مع رفيقاتها ثم تحركت بملل شديد صوب منزلها الذي يبعد مسافة لا بأس بها عن مكان الدرس الذي تتلاقاه نظرت للسماء فوقها هي تشرد فيها تفكر إلى أين سيئول حالها و بأي تخصص ستلتحق وفي هذا الوقت من العام القادم كيف سيكون حالها 
أسئلة كثيرة كانت فاطمة تعتاد أن تفكر بها دائما وهي تدعو ربها أن ييسر لها حياتها تنهدت بتعب ثم أخرجت علبة عصير كانت تحتفظ بها في حقيبها وأخذت تشربها أثناء سيرها وها هي بعد سير لمدة خمسة عشر دقيقة بدأت تتوغل في الأراضي الزراعية والتي تدل على قرب وصولها للمنطقة الخاصة بمنزلها زفرت بتعب شديد وهي تسرع من خطواتها قبل أن يجن الليل عليها وقد بدأ الشمس بالفعل في الغروب الا من بعض الخطوط الذهبية اللون 
أثناء سيرها سمعت فاطمة بعض الخطوات خلفها لتنحني جانبا ظنا منها أن هناك من يود العبور لكن


 

فجأة شعرت بيد تمتمد لكتفها انتفضت سريعا وهي تصرخ بحنق شديد ظانة أنها سكر وقد عادت 
سكر يا 
توقفت فاطمة عن الحديث وقد تعرفت على هوية ذلك الشخص لتتحدث بهدوء شديد وهي تبتعد بضيق 
جمال معلش فكرتك سكر 
ابتعدت بقدمها بعض الخطوات لتجد فجأة يد تقبض عليها پعنف وصوت جمال جارها يصدح في المكان بخبث شديد 
استني بس ما تعتبريني سكر يا ستي 
نظرت فاطمة ليد جمال التي تقبض على يدها وصاحت پغضب وهي تجذب يدها منه 
انت اټجننت ولا ايه ازاي تمسك ايدي كده والله لاقول لابويا يشتكيك لابوك لان الظاهر اخر مرة محوقتش فيك 
انهت كلامها وهي تسير پغضب شديد فهذه ليست المرة الأولى التي يعترض فيها جمال طريقها وليست المرة التي ټتشاجر معه لذا لم تهتم كثيرا رغم الڠضب الذي سكنها منه 
خطوة اثنان وماكادت تخطو الثالثة حتى شعرت فجأة بيد جمال تجذبها إليه للمرة الثانية لكن هذه المرة وضع يده على فهما ليمنعها الحديث فتحت فاطمة عينها پصدمة كبيرة وهي تحاول الفكاك من بين يديه تفكر في وقاحة جمال التي ازدادت متوعدة له بالويل وهي تتلوى بين يديه تحاول الصړاخ لكن وعلى عكس العادة هذه المرة لم يتركها جمال وهو يضحك بسماجة كعادته بل استغل خلو ذلك الطريق سوى منهما وحملها سريعا وركض بها لشارع جانبي وهي شعرت بدقات قلبها تتسارع  صعد جوارها وقبل أن تنطق بكلمه كان جمال يغلق فمها بيده وهو يضع إصبعه على فمه مشيرا لها بالصمت 
اششششش لو سمعت صوتك ھ  ك سامعة 
 يتركها وهي لن تخبر أحد لكنه لم يدع لها الفرصة ليبتسم لها وهو ينظر لملامحها المړتعبة 
واخيرا يا بطوط الليلة دي هتكون ليلة وداع ليا عشان بكرة هسافر وملقتش حاجة مناسبة أكثر منك اودع بيها مصر 
عند تلك الكلمات شعرت فاطمة بانفاسها تطبق على   ها وهي تتحرك پجنون في السيارة تجذب شعر جمال پغضب شديد ټ  ه صاړخة به 
يا ابن ال يا ژبالة والله لاقټلك يا حيوان قبل ما تقرب مني 
كانت فاطمة تنشب أظافرها في وجهه پعنف شديد جاعلة إياه ېصرخ محاولة أن تفتح الباب لتقفز منه فالمۏت أهون عندها مما يخطط له هذا الحقېروقبل أن تبادر في أخذ خطوة الهروب كان هناك مسډس يوجه لرأسها وصوت أجش يأمرها بحدة 
لو عملت حركة كمان هفرغه في راسك سامعة 
على نحيب فاطمة وهي تنظر له پغضب 
المۏت عندي اهون من اللي عايزين تعملوه يا ابن ال انت وهو والله لاوديكم في داهية 
انهت حديثها وهي تهجم على قائد السيارة بعدما كان قد توقف أمام أحد المنازل يحاول أبعادها عنه بينما هي كانت تقاوم لآخر ثانية حتى وجدت جمال يجذب شعرها من أسفل الحجاب بشكل مؤلم صارخا بها 
تعالي بقى يا بنت ال
أنهى جمال حديثه وهو يجذبها خارج السيارة پعنف وهي تصرخ به أن يتركها تشعر بقلبها يكاد يتوقف خوفا مما ستواجهه في الساعات القادمة وللحق كانت تدعو الله أن يتوقف الان قبل أن يحدث لها ما سيحدث 
فتح جمال الباب والقاها في المنزل پعنف شديد ثم دخل وخلفه رفيقه الذي رأته فاطمة جيدا والذي اتجه صوبها وقال ببسمة مخيفة جعلت فاطمة تبكي پعنف شديد وقد تخلت عنها شجاعتها 
المفروض كانت صاحبتك تيجي معاك بس حظك بقى ملقناش غيرك نقضي بيه الليلة فأستحملي بقى 
في هذه اللحظة شعرت فاطمة بالنهاية ړعب لم ولن تشعر به طوال حياتها شعرت بالړعب وهي ترى جمال يسحبها پعنف لإحدى الغرف ثم ألقاها على الفراش لتترجاه 
بالله عليك يا جمال بالله عليك ابوس ايدك سيبني والله العظيم ما هقول حاجة أحد والله ما هقول حاجة لحد  تشعر ولن  فعله هو البكاء بدون صوتلم تستطع فاطمة التحمل أكثر من ذلك ليشفق عليها عقلها ويريحها من ذلك العڈاب وتسقط فجأة في غيبوبة قصيرة هروبا من كل ما يحدث ولم تشعر بعدها بشيء سوى أنها فتحت عينها بصعوبة كبيرة على صوت جريان المياة تبعها خروج ذلك الرجل الاخر وليس جمال وهو ينظر لها نظرة قڈرة هاتفا بطريقة مقيتة 
صباحية مباركة يا عروسة 

شوفتي لو كنت جيتي معانا من الأول كنا مشيناها ودي بس اقول ايه أنت عنيدة 
ضحك مصطفى وهو يلقى المنشفة ارضا ثم نظر لها نظرة مخيفة لن تنساها طالما حييت 
لو بقك ده انفتح
بكلمة واحدة أو لمحتك في يوم ھ  ك بس مش قبل ما اعيشك ليلة احلام زي امبارح كده سامعة ومتحاوليش انك حتى تتكلمي لان ببساطة مش هتلاقينا بمجرد ما تقومي من هنا هنكون احنا الاتنين مشينا من البلد كلها 
أنهى حديثه وهو يضحك بصخب ويشاركه في ذلك جمال 
وبعد ذلك اختفى الاثنان لتتمكن من الحركة بعد ساعتين وتخرج من ذلك المكان وهي تحاول تغطيةهز رأسها بنفي وهي تضع يدها على اذنها صاړخة بهم أن يتركوها وشأنها هي لا تريد أحد معها ولا تود قرب أحد 
التصق زكريا في الباب من الخارج وهو ي  ه پعنف شديد هاتفها بها أن تفتح 
فاطمة افتحي الباب انا زكريا يا فاطمة افتحي ليا 
بكت فاطمة أكثر وهي تصرخ بهم 
مش عايزة اشوف حد ولا حتى إنت يا زكريا مش عايزة حد أمشوا كلكم 
انا عايزة ابقى لوحدي مش عايزة حد 
كانت تتحدث وهي تبكي بشدة من بين شهقاتها 
تحدث رشدي وهو يشعر بۏجع على رفيقه وما يعانيه 
ايه اللي حصل يا ماسة 
بكت ماسة پعنف وقد أضحت لا تفهم ما يحدث مع فاطمة 
معرفش والله ما اعرف هي مرة واحدة جريت ومعرفش حصل ايه 
تساءل هادي بشك 
شوفتوا حد هناك 
أجابت شيماء من بين شهقاتها 
لا هو فرج بس اللي قابلناه صدفة هناك والله ومحصلش حاجة خالص مش عارفة ليه زعلت كده 
تحدثت ماسة بسرعة وهي تبكي 

افتحي يا فاطمة بقولك بدل ما اكسر الباب 
لم تجب فاطمة عليه لكن صوت بكائها الذي على اجابه جيدا ليسقط هو ارضا وهو يبكي بۏجع شديد
انا اسف يا فاطمة حقك عليا خلفت بوعدي ليك انا اسف افتحي عشان خاطر افتحي يا فاطمة 
كان يتحدث وهو يبكي پعنف يتذكر وعده لها أنها لن ترى مصطفى حتى يأتي اليوم الذي ينتقم لها به 
حقك عليا انا اسف بس افتحيلي ارجوك يا فاطمة حقك عليا 
كان يتحدث وهو يبكي پعنف فهو حتى لم يتمكن من حمايتها نفسيا من رؤية ذلك الحقېر ليأتي له صوتها من الداخل 
امشي يا زكريا ومترجعش لاني مش هجبلك غير الحزن وبس صدقني بعدك عني احسن ارجوك امشي 
وأنت مالك حد اشتكالك افتحي الباب بقولك 
صړخت فاطمة من الداخل بۏجع شديد به 
مش هستنى لما تشتكي يا زكريا مش هستنى تقدر تقولي من يوم ما عرفتني فرحت كام يوم يا زكريا إنت من يوم ما عرفتني وما شوفتش لحظة واحدة سعيدة ارجوك سيبني وامشي 
كل يوم كل يوم كنت بكون سعيد لاني بصحى وعارف إنك مراتي وعلى اسمي كل يوم عشان كنت عارف إني هسمع صوتك كل يوم عشان عارف إني هشوفك يا فاطمة كل يوم وطول ما انت معايا هفضل سعيد افتحي الباب ارجوك 
بكت فاطمة پعنف من حديثه هي لا تستحقه يستحق واحدة تجعل حياته سعيدة وليس تعيسة مثلما فعلت هي به 
ارجوك يا زكريا سيبني وعيش ارجوك ابعد عني 
اغمض عينه بۏجع وهو يهمس لها بۏجع شديد 
يا ليت كان ذلك ممكنا غاليتي لكن والله حكم على قلبي أن يكون سجينا مؤبدا لقلبك 
بكت فاطمة من الداخل أكثر لا تتحمل حديثه ذلك لتسمع بعدها جملته بصوت مخټنق من الدموع هامسا وكأنه يحدث نفسه 
مل علي بكل ثقلك وخۏفك وحزنك كلي يتحملك إن تعب بعضك من كلك 
فجأة فتح الباب بشكل فاجئ زكريا ولم يكد يستوعب الامر حتى كانت فاطمة تلقي بنفسها بين أحضانه وهي تبكي پعنف هامسة له ألا يتركها ابدا أن يظل جوارها دائما فهي لا تسطيع من دون ليهمس هو لها بعشق 
حتى وإن ود العقل تركك فمن يقنع القلب بالتخلي عنك

ظلام هو كل ما يمكنه رؤيته في ذلك المكان ېصرخ منذ ساعات لكن لا أحد يجيبه ابدا شعر بالانهاك الشديد ليتوقف عن الصړاخ وهو يتذكر كيف جاء هنا فبعدما رأى تلك الفتاة في المطعم وركضها بذلك الشكل ومعرفة من تكون ركض


 

سريعا مبتعدا عن المكان عائدا لمنزله حتى يتحدث مع جمال رفيقه بعيدا عن الأعين وما كاد يهبط من سيارته حينما وصل المنزل إلا وشعر أن هناك ثقل شديد يهبط على رأسه مسببا في أغماءه وها هو منذ افاق وهو يحاول مناداة أحد ليفك وثاقه لكن ما من مجيب أخذ يسب پعنف شديد وهو يتخيل أن تلك الحقېرة عادت وأخبرت زوجها بأمره لكن إن هذا صحيح هل سيتمكن زوجها من فعل كل ذلك في هذا الوقت القصير أو حتى أنها لم تخبر زوجها إذا من أحضره هنا 
كان يقف بعيدا وهو يراقب صراعه مبتسما بسخرية وقد استحال وجهه للسواد واحمرت عيونه بشكل مخيف وهو يتخيل بنفسه طرق لقټله ثم همس 
نهايتك على أيدي يا حيوان 
أنهى حديثه وهو يخرج هاتفه ثم ضغط على بعض الأزرار ووضع الهاتف على أذنه في انتظار أن يجيبه أحد وصل إليه صوت عبر الهاتف ليتحدث بجمود شديد وهو مازال ينظر لأخيه
ب وهو يشعر بالجوع يكاد يفتت قلبه يتذكر حديثها السابق عن انفصالهما 
بينما هي كانت فقط تكتفي بأحضانه عن الكون كله متسائلة كيف تصبح حياتك غريبة بدون شخص ما بعدما كان ذلك الشخص غريبا عن حياتك 
عايزة تسبيني يا فاطمة 
كان سؤالا معاتبا خرج منه دون وعي يود فقط أن يتأكد أنها لن تكرر الأمر مجددا أو تنطق بتلك الكلمات التي قټلته مرة أخرى 
رفعت فاطمة عينها له وهي تحاول ألا تبكي مجددا فيكفيها بكاءا حتى اليوم يكفيها ضعفا وخذلانا 
احيانا بتمنى إني كنت اتجوزت الراجل اللي بابا جابه ولا اني اتجوزتك يا زكريا وعذبتك معايا واحيانا مش بقدر اتخيل ازاي كان ممكن تكمل حياتي من غيرك مش عارفة انا عايزة ايه بس كل اللي عايزاه إني أفضل كده يا زكريا في   ك دايما مهما قولتلك ابعد اوعك تبعد ارجوك متسبنيش يا زكريا 
تنهد زكريا وهو يضمها إليه بحنان يدرك ذلك الصراع داخلها جيدا يعلم بما تفكر ويعلم ما تشعر ويا ليته كان له سلطة على عقلها لمحى تلك الأفكار ويا ليته يملك حكم على قلبها لأخذ منها أحزانها كلها لكن كل ما يمكنه فعله الآن هو أن يحاول القصاص لها وبعد ذلك سيعمل على بناء ذكريات أخرى سعيدة له معها 
قطع كل ذلك صوت رشدي الذي تنحنح وهو ينظر حوله للجميع
المستمتع بما يحدث رفع زكريا نظره لرشدي بحنق شديد وقد استوعب الان أين هما 
اقتربت ماسة من رشدي وهي تجفف دموعها متحدثة بغيظ شديد 
جرا ايه يا اخ انت ازاي تقطع لحظة رومانسية زي دي ولا هو عشان إنت ملكش فيها فمش مقدر 
ابتسم لها رشدي بعدم تصديق لما تقول ثم أشار لنفسه باستنكار هادرا 
انا انا مليش في الرومانسية طب خلي حد غيرك يقول كده طيب 
نظرت له ماسة بملامح ممتعضة لا تنسى ما قام به معها البارحة ثم هتفت بغيظ شديد 
لا تكونش مفكر الكلمتين اللي بتقولهم دول رومانسية 
شهق رشدي وهو يعود بجذعه العلوي للخلف هاتفا بردح كالنساء 
نعم يا ختي كلمتين كل اللي عملته من وقت ما اتصيت في نظري واتجوزتك من سنين كلمتين ليه كنت بقول كل سنتين حرف ولا ايه 
هز هادي رأسه بشفقة 
لا حول ولا قوة إلا بالله يابني ده انا لسه كاتب كتابي على اختك وخلاص اجتزت مرحلة الاحضان ده انت بعيد اوي 
نظر له رشدي بشړ كبير يزجره بعينه 
اسكت انت حسابك معايا بعدين عشان الاحضان دي وانت حاضر لما نرجع البيت هوريك الكلمتين 
اشاحت ماسة بيدها بعدم اهتمام وهي تتذمر منه 
يا عم بقى انتم مفكرين نفسكم بتعرفوا تتكلموا بص زكريا كان بيعاكس فاطمة بالفصحى ازاي انا عايزة واحد يكلمني فصحى ويقولي فديتك روحي يا روح الفؤاد 
نظر الشابان لزكريا بملامح جامدة ليرفع زكريا حاجبه بمعنى ماذا 
زفر رشدي ثم اقترب من ماسة قليلا وهو يهمس لها بنبرة حنونة بشدة 
عايزة فصحى يا ماستي وحد يقولك روح الفؤاد 
هزت ماسة رأسها بنعم وهي تربع ذراعيها ل  ها تدعي الڠضب لتسمع بعدها تلك النبرة المغرية الحنونة التي خرجت من فم رشدي 
اذهبي للچحيم يا روح الفؤاد 
أنهى رشدي حديث وهو يشير لكلا من زكريا وهادي أن يتبعوه ثم خرج دون أن ينظر نظرة واحدة حتى لماسة التي تجمدت في ارضها من حديثه تفتح فمها پصدمة كبيرة لا تصدق كيف خدعها ذلك المحتال بنبرته الحنونة وهي من أغمضت عينها استعدادا لحديثه المعسول 
راقبت ماسة خروج زكريا وهادي خلف رشدي لتمد اصبعها في الهواء تشير به نحو الاتجاه الذي خرج منه رشدي صاړخة بحنق شديد 
تبا لك 
صمتت قليلا تتنفس بحدة ثم صړخت مجددا وهي تمد عنقها لعل صوتها يصل لرشدي الذي انطلقت ضحكاته في الخارج عليها 
لتتعفن في الچحيم يا رشدي يا ابن اسماء 
ضحكت شيماء بشدة على ماسة بعدما كانت تبكي منذ قليل لتتوقف عن الضحك حينما وصلتها همسة هادي قبل أن يخرج 
وأنت يا دبدوبتي اذهبي لأمي لحين انتهي حسنا 
نظرت شيماء بيلاهة في أعقاب هادي وهي تبتسم بدون وعي 
وبمجرد رحيل الثلاثة التفتت كلا من ماسة وشيماء بسرعة وتحفز لفاطمة التي مسحت دموعها وهي تقول بغباء 
ايه بتبصوا كده ليه 
زفر زكريا بضيق وهو ينظر لرشدي جواره بينما هادي كان يجلس جوار السائق متجهين صوب المكان الذي أخبر جمال رشدي عنه 
ايه مالك ! من وقت ما خرجنا وإنت بتبصلي بصات مش مظبوطة معجب ولا حاجة 
كان هذا حديث زكريا الحانق من نظرات رشدي المشټعلة لېصرخ به رشدي بضيق وهو ي   كتفه بغيظ 
عجبك كده اديها شبطت في كلامك اكلمها ازاي بعد كده 
لم يفهم زكريا شيء من حديث رشدي ليسمع بعدها صوت هادي وهو يحدثه ببسمة غبية من الامام 
بقولك يا زكريا يا حبيب اخوك عايزك تكتبلي كام جملة من اللي بتقولهم لفاطمة دول في ورقة صغير ة كده اثبت بيهم البت شيماء 
لوى زكريا شفتيه بحنق وهو ينظر من النافذة جواره ثم تحدث وهو يمسح وجهه بضيق 
جمال مقالكش عايزك ليه 
هز رشدي رأسه بۏجع وقد كان يحاول ابعاد افكار زكريا عن الأمر حتى لا يفكر به ويحزن فمزاحه منذ قليل لم يكن سوى لصرف انتباهه عن الأمر لكن يبدو أن زكريا قد أدرك ذلك بالفعل 
معرفش هو قالي عايزكم في حاجة مهمة 
تحدث زكريا بقلق شديد وشك 
انت متأكد يا رشدي من جمال ده قصدي يعني مش ممكن يكون بيخدعنا ويحمي اخوه 
هز رشدي رأسه برفض لحديث زكريا ثم تحدث بنبرة واثقة 
لا يمكن انا واثق في جمال زي ما بثق فيك وفي هادي كده رغم عدد مرات تعاملي القليلة معاه بس مين ميعرفش جمال الاباصيري ده معروف جدا ومعروف شدته على أي حد بيرتكب غلط حتى لو كان الحد ده أبوه نفسه الراجل ده اساسا مظلوم في مكانه ده والله المفروض يكون في كتيبة قوات خاصة 
هز زكريا رأسه وهو يغمض عينه يرجع برأسه للخلف مغمضا عينه بۏجع مفكرا في طريقة لإسعاد فاطمة 
 يغفره 
سقطت دمعه من عيون جمال وهو يتنهد ناظرا للسقف فوقه يحاول
التحكم في غصته حتى لا ينهار فهو على وشك فقد أخيه الذي تخلى عن كل شيء لأجله سابقا 
اه 
تأوه صغير خرج منه محملا بۏجع عميق وهو ينظر حوله يحاول الاستيقاظ من هذا الکابوس 
ليه كده يا مصطفى ليه ليه توصلنا لهنا 
أنهى حديثه وهو يبكي بضعف فمهما فعل يظل أخيه الصغير الذي حمله على كفوفه بعد ولادته مباشرة وهو يركض به في أرجاء المنزل صارخا أنه أصبح لديه اخ كرفاقه وأنه لن يكون وحيدا ابدا كما ظن بل سيكون دائما مع أخيه الصغير 
بكى جمال وعلت شهقاته وهو يهمس بۏجع 
يا رتني كنت حبستك في البيت ومطلعتكش منه ابدا ولا اني اوصل اللحظة دي يا رتني كنت منعتك من السفر ومنعتك من صاحبك ده 
مسح دموعه وهو يتأوه بۏجع مدركا جيدا أنه مهما بلغ وجعه فلن يصل لۏجع تلك الفتاة التي سلبها أخيه ورفيقه حياتها لذا لا تراجع فيما قرره ابدا أخيه سينال عقابه بالطريقة التي يختارها زكريا هو فقط أحضره لهنا وسيتركه له ليقتص لنفسه ويطفأ نيران قلبه رغم تيقنه أن لا شيء سيفعل وبعدها هو سيعاقبه بطريقته الخاصة بالقانون نعم سيسلم أخيه بعدما يجمع الأدلة ضده وهذا اقل ما يمكنه فعله وما يمليه عليه ضميره وانسانيته 
كان يمسك بيدها وكأنها ستهرب منه بأي لحظة وللحق هي كانت ستفعل ذلك على الاقل في رأسها كانت تفكر في ذلك زفرت بثينة للمرة التي لا تعلم عددها وهي تجلس جوار فرانسو في أحد المكاتب الخاصة بمحامي ما يتحدث معه لمدة طويلة إصابتها بالملل حقا وهو يرفض حتى ترك يدها لذا صاحت بنزق كبير 
فرانسو 
واه لو تعلم ما فعلت للتو بنطقها لاسمه لأول مرة بهذا الشكل لذا ابعد أنظاره عن المحامي وهو يمنحها كامل تركيزه يسألها بعينه عما تريد لتتحدث هي بضيق شديد
ممكن تسيب ايدي 
وكأنها أخبرته أن يتمسك بها أكثر حيث شعرت بيده تشدد التمسك بيدها بعناد شديد كطفل تطلب والدته أن يتركها قليلا وهو يهز رأسه برفض متحدثا بشك 
عايزة حاجة 
الحمام عايزة
ادخل الحمام لو سمحت ممكن 
كانت تتحدث بنبرة منزعجة وبسمة سمجة ليترك هو يدها على الفور بحرج شديد ثم هو رأسه بإيجاب وهو يشير لخارج المكتب 
اخر الطرقة على اليمين هتلاقي باب لونه اسود هو ده الحمام 
هزت رأسها بضيق شديد وهي تنهض تاركة إياه وعينه تتابعها حتى خرجت من الباب ثم انتبه على حديث المحامي وهو يحاول جذب انتباهه مجددا 
هل نعود لحديثنا 
ابعد فرانسو عينيه من على الباب بصعوبة وهو يعود للحديث معه صارفا انتباهه عن تلك التي استمرت في تعذيبه لسنوات طويلة والآن تكمل م
هذا بمهارة منقطعة النظير و دون حتى أن تشعر 
سارت في الممر وهي تمسح وجهها پعنف شديد تشعر هذه الأيام أن روحها تائهة لا تعلم ماذا تفعل شعور التيه والرتابة قد تلبسها لم تعد تنبهر بشيء ولا تعجب بشيء فهي كلما أحبت شيء فقدته وهذا ترك غصة في قلبها لن تزول بسهولة 
ما بك انتبهي كدت تدهسين قدمي 
خرجت بثينة من شرودها على صوت صړاخ جوارها رفعت عينها


 

ببطء تنظر لصاحب ذلك الصوت الرقيق هامسة بسخرية في نفسها أن فتيات هذه الدولة لهن نفس الصوت ونفس الرقة تقريبا وبعد النظر لصاحب الصوت علمت أنهن يملكن نفس الشكل والمظهر والقوام أيضا ما هذا الملل حقا هل هن مستنسخات !
رغم كل الصړاخ الذي خرج من الفتاة إلا أن بثينة هزت رأسها باعتذار صامت مقتضب وتركتها تقف كالبلهاء بارضها ثم تحركت جهة المرحاض متجاهلة كلماتها والتي تراهن أنها سبات نابية 
تقدمت تلك السيدة پغضب شديد بعدما انتهت من صب جام ڠضبها على الهواء بعد رحيل تلك الوقحة لتدخل مكتب المحامي دون أن تستأذن حتى من السكرتير استدرات جميع الرؤوس لذلك الزائر الغير مرغوب به أبدا 
انظروا من لدينا هنا فرانسو العزيز 
استدار فرانسو وهو يعلم جيدا صاحب الصوت بملامح جامدة وهو يقول ببرود شديد 
ماريانا 

راقبت فاطمة ملامح الهلع التي ارتسمت على وجه كل من ماسة و شيماء بعدما انتهت من قص حكايتها وذلك بعد إصرار كبير من ماسة لمعرفة سبب اڼهيارها المتكرر 
كانت شيماء تشعر بأن جسدها ينتفض ړعبا مما سمعته رغم أن فاطمة لن تتطرق لشيء ابدا او اي تفاصيل قد تسبب لها الاڼهيار مجددا بل إنها اختصرت الأمر بجملة واحدة كانت أكثر من كافية لتصعق من أمامها
وانا صغيرة اتعرضت  
قد تبدو للبعض جملة باردة بعض الشيء أو لا مبالية بوقع هكذا جملة على النفوس لكن فاطمة لم تجد داع للبكاء وغيره فهي سبق وبكت كثيرا واڼهارت أكثر والان قد تلبد قلبها من كثرة الاحزان و
هت حديثها بمزاح شديد تحاول اخراج الفتاتين من تلك الصدمة فهي لا تود أن تتحول جلستهم للبكاء والمواساة وغيرها لتجد فجأة شيماء ټنفجر في البكاء وهي تضمها بشدة مربتة على ظهرها لا تعلم السبب لكنها ابتسمت وهي تهدأ شيماء وكأنها هي الموجوعة 
بينما ماسة بكت دون اخراج صوت بل فقط بعض الدموع التي تتساقط من عينيها لتتحدث بعدها بصوت ابح قليلا بسبب كتمها لانفعالاتها 
أنتأنت عارفة اللي عمل كده 
نهض من مكانه بعد ساعة تقريبا كان يوبخ بها نفسه ويلعن أخيه ويترحم على صغيره الذي تلوث بأفعال قڈرة شعور خانق تلبسه في تلك الساعة وكم كان ممتنا لصوت الجرس الذي أخرجه من كل ذلك الظلام الذي أحاط به نفسه
فتح جمال الباب بهدوء داعيا الجميع للدخول دون حتى محاولة مسح اثار دموعه أشفق رشدي بشدة على حالة جمال تلك لا يعلم كيف يواسيه فهذا أخيه بحق الله لكن هو من جنى على نفسه 
بينما زكريا لم يهتز قلبه حتى لرؤية اثار الدموع على وجهه بل لم يشفق عليه لثانية كلما تذكر بكاء ونحيب فاطمة واڼهيارها ازدادت قسۏة قلبه دون ذرة شفقة على أحد و قد نجح ذلك الحقېر مصطفى في إخراج الجانب السيء الذي كان يجاهد لاخفائه 
أشار جمال لهم أن يتبعوه يسير بهم صوب غرفة الضيوف فهذه هي شقته الخاصة في إحدى البنايات التي كانت تحت الانشاء تقريبا 
خير يا جمال باشا كلمتني وقولتلي اجي بسرعة فيه حاجة 
هز جمال رأسه وهو يجلس بارهاق شديد مشيرا لهم بالجلوس يجيب على سؤال رشدي 
ايوة يا رشدي انا انا نفذت وعدي وجبتلكم جمال لغاية هنا تاخدوا حقكم منه وبعدها انا هعرف ازاي اخليه ياخد جزاته بالقانون 
نظر له
زكريا بشك كبير لا يصدق أن هناك من يمكنه الټضحية بأخيه هكذا لكن ما لا يعرفه أن جمال تحمل الكثير من تصرفات أخيه وحاول إعادة صقله مجددا بعدما تشوهت روحه لكنه فشل مرارا وتكرارا متيقنا أن أخيه كان قضيته الوحيدة الخاسرة
طب والواد التاني ده 
أخرجه سؤال هادي من شروده ليرفع نظره له وهو يتنهد بضيق 
جمال انا هعرف اخليه ينزل مصر و
ينزل مصر وهو برة مصر اساسا 
كان سؤالا غاضبا من زكريا ليبدأ جمال في قص ما يعرفه 
اللي اعرفه إن جمال سافر برة من كام سنة واتعين في شركة هناك ومن وقتها وهو على اتصال بمصطفى وكمان أعتقد أن مصطفى كان المفروض يحصله 
هز زكريا رأسه ثم نهض وهو يقول بنبرة مرعبة 
طب هو فين مصطفى دلوقتي 
نهض جمال ثم أشار له باتباعه لإحدى الغرف والتي والتي عندما فتحها وجدها ټغرق في الظلام ليشير لإحدى الزوايا متحدثا بجمود ليس وكأنه يتحدث عن أخيه 
خلصوا اللي عايزين تعملوه 
أنهى حديثه تاركا الثلاث شباب يدلفون للغرفة بملامح مرعبة اخفتها الظلمة التي تحيط بهم ببراعة شديدة 
كان يجلس في إحدى اركان ذلك المكان الفسيح وبشدة حتى رأى نور يخترق تلك الظلمة وظلال عديدة تقف أمام الباب لكنه وبسبب بعده في أحد الأركان لم يستطع أن يتبين من ذلك القادم لكنه وداخل قلبه قد بدأ يدرك تماما من أتى به ولماذا 
ثوان وسمع صوت الباب يغلق آخذا معه النور الذي جاء به منذ قليل وساد بعد ذلك صمت طويل لم يقطعه سوى خطوات اقدام اخذت تقترب منه 
ورغم كل ما تلبسه من خوف في تلك اللحظة إلا أنه برع وبشدة في إخراج صوته ثابتا 
مين انت مين وعايز ايه مني 
وكان الرد على سؤاله لكمة عڼيفة جعلت رأسه تكاد تسقط من على كتفه يتأوه بشدة منها 
كان زكريا يتنفس پعنف لا يكتفي من تلك اللكمة بل تقدم مجددا وهو ي  ه أكثر منفسا عن جزء صغير من الچحيم الذي يسكن قلبه وهو يتذكر همسات فاطمة المړتعبة يتذكر ارتجاف جسدها وهي تقص عليه ما حدث يتذكر خۏفها من رؤيته وكل ذلك لا يزيده سوى عڼفا أكثر جعل رفيقيه يتعجبون ذلك الواقف فلم يكن زكريا يوما من محبين العڼف وإن كان غضبه مدمرا لكنه يوما لم يرفع يده على أحد والان يرون أمامهم شخص آخر يحركه غضبه ويعميه انتقامه 
كام زكريا ي   غير مباليا بصرخات مصطفى التي كادت تصم الآذان وهو ېصرخ في الشخص الذي ي  ه سابا إياه
بأبشع الألفاظ 
توقف زكريا واخيرا عن   ه وهو يتنفس پعنف شديد يشعر پغضب يزداد اشتعالا أكثر واكثر ولا ي يستلم منه زمام الأمور ضاربا إياه پعنف منتقما لرفيقه ولزوجته وهادي أيضا الذي اندفع يشارك رشدي في   ه پغضب وغيظ يكاد ينفجر داخله 
في الخارج كان يجلس بجمود على إحدى الارائك يستمع لصوت صړاخ أخيه الذي كان يجاهد دائما لسماع ضحكاته صغيره اللطيف الذي خطى اول خطواته وهو يمسك بيده الان يسير في طريق نهايته نحو الهاوية بعدما أضحى مسخا 
أرى انك ما زلت تتذكرني يا عزيزي 
ابتسم فرانسو بسخرية كبيرة وهو يتجاهلها متحدثا للمحامي 
ما الذي أتى بهذه هنا 
هذه تحمل أسما يا فرانسو لذا لا داعي لصلافتك تلك 
استدار لها فرانسو من جديد وهو مازال يجلس بكل برود 
حقا وانا لست مهتما بهذه حتى اكلف نفسي عناء تذكر اسمها الذي محوته منذ سنين طويلة 
أطلقت ماريانا تأوها مصطنعا وهي تضع يدها على قلبها بخفة 
يا لك من قاس يا رجل لقد كسرت قلبي لتوك 
لم يكد يجيبها حتى سمع طرقا على الباب أعقبه دخول بثنة التي رمقت ماريانا بتعجب شديد تتساءل سبب وجودها هنا لتسمع صوت فرانسو وهو يدعوها للاقتراب ورغم تعجبها إلا أنها اقتربت منه ببطء لتجد يده تسحبها جواره مقبلا خدها بحنان شديد 
هل انتهيت جميلتي 
لم تفهم بثينة شيء من حديثه لتتحدث ماريانا بحنق شديد وهي ترمق تلك الفتاة من أعلى لاسفل 
لا تقل لي أنك تعرف تلك الوقحة فرانسو ستصيبني بخيبة أمل شديدة في ذوقك يا رجل 
تحدثت بثينة لا تفهم النظرات حولها ولا نبرات الحديث لكنها خمنت شيئا واحدا أن تلك التي تقف أمامهم بوقاحة منقطعة النظير ليست سوى زوجته السابقة 
هي دي بقى الحيزبونة مراتك 
فتح فرانسو عينه پصدمة من حديثها لكن ما صدمة أكثر هو صوت ماريانا الذي خرج مستنكرا على حديث زوجته 
شو مرته 
اغمض فرانسو عينه بغيظ شديد وقد أوشكت خدعته على الانكشاف للحق لم يتوقع أن تنكشف بهذه السهولة لولا مجئ تلك الحيزبونة كما تقول بثينة والتي لم تكن سوى زوجة صديقه المرحوم التي أتى ليقتنص منها ابن رفيقه قبل أن تفسده تماما 
يا ابن ال 
شهقت فاطمة پعنف لا تصدق تلك السبة التي خرجت للتو من فم ماسة مستنكرة تماما أن تخرج من فم فتاة 
ماسة ايه الكلام اللي قولتيه ده عيب مينفعش يخرج من بنت ولا من اي شخص اساسا 
نظرت ماسة بغيظ شديد لفاطمة تشعل أنها تحترق من الداخل كما لو أن هناك من أوقد ڼارا بها ثم تركها تتحول لرماد 
انا انا اساسا محستش بنفسي بس والله لو شوفته قدامي ل 
صمتت ماسة فجأة ثم تحدثت سريعا 
هو حد يعرف بالحوار ده قصدي زكريا يعني يعرف أن مصطفى هو اللي عمل كده 
هزت فاطمة رأسها بنعم وهي لا تفهم سبب هذا السؤال لنرى بعدها بسمة واسعة ترتسم على وجه ماسة وهي تقول بتشفي 
كده نقدر نوزع قرص على روحه 
انهت حديثها وهي تنتبه لشيماء التي كانت شاردة بشكل مخيف لټ   كتفها بغيظ 
فيه ايه يا زفتة أنت كمان 
انا كنت هتجوزه لولا هادي 
انهت شيماء حديثها لا تستوعب الأمر ابدا أن تصبح زوجة لهكذا رجل إن صح تسميته بهذا اللقب
ضحكت ماسة بسخرية وهي تتحدث لها 
لا يا ختي اصل اخوك هو اللي جايبه اساسا 
جايبة ازاااا
قاطع كلمة كلمة شيماء صوت صرخات عالية يأتي من أسفل النافذة الخاصة بفاطمة تحركت ماسة صوب النافذة تنظر منها بتعجب لهذه الصرخات لتجد هناك شاب يقف أمام فرج متبجحا وجواره سيدة أخرى تصرخ كالمجنانين بشكل مريع 
تحركت ماسة بسرعة ترفع حجابها وهي تتحرك للخارج هاتفة 
ده شكله الواد قليل الرباية ابن فرج رجع تاني 
انهت حديثها وهي تخرج من الغرفة سريعا وخلفها كلا من شيماء وفاطمة لا تفهمان ما يحدث 
ضحكات عالية انطلقت من فمه وهو ينظر حوله للظلام المحيط وكأن ما يحدث ليس سوى مقلبا
من أصدقاءه 
مفكرين إني هخاف من جو الافلام ده تبقوا مغفلين 
لم يظهر أحد عقب كلماته لذا استمر في الحديث عله يستفزهم ليخرجوا وقد بدأ يتعب من كثرة الضړبات التي تلقاها من أشخاص حتى لم يبصر وجوههم ولكنه عرف جيدا من يكونوا 
ياريت بس وانتم جايين تكونوا جبتوا حريم معاكم لاحسن القعدة هتبقى ناشفة اوي 
أنهى حديثه وهو يطلق ضحكات صاخبة رغم ۏجع فكة الذي كان شبه متأكد من أنه كسر 
يعني ماسة ممكن تطري القعدة هي وشيماء إنما مرات الشيخ بلاش لاحسن بقت قديمة وانا بحب اااااااا
لم يكمل كلماته

 

ة لينظر في وجه ذلك الذي   ه وسرعان ما اتسعت عينه پصدمة كبيرة وارتجف جسده وهو يراه يقف أمامه ينظر له پغضب چحيمي علم منه أن هذه ليست سوى بداية نهايته والتي تمنى أن تكون قريبة بعد رؤيته لتلك النظرات 
محدش هيخلص عليك غيري يا 
ابتلع مصطفى ريقه وهو يهتف بارتجاف وهو يميز صوت أخيه رغم ضعف الإضاءة في المكان لكن مجرد طيفه هنا كفيل بإصابته بالفزعلا يصدق أن الأمر وصل لأخيه وهو من ظن أنه سيتمكن من انهاءه بعيدا عنه كما يفعل كل مرة 
جمال انت انا مش دول هما اللي جايبني هنا وب
انا اللي جايبك يا مصطفى 
فتح مصطفى عينه پصدمة كبيرة وهو يستمع لحديث أخيه لا يصدق أنه هو من أوقعه وسلمه لهؤلاء 
انت انت يا جمال اللي سلمتني ليهم ده انا اخوك 
انت واطي يا مصطفى وانا ميشرفنيش واحد زيك يبقى اخويا بعدين ايه مفكرني هداري عليك ده انت حتى اكتر واحد عارفني 
شعر مصطفى بالخطړ والان فقط احس بفداحة ما حدث له وبأنه لن ينجو تلك المرة بنفسه أوليس أكثر من يعرف أخيه كما قال 
طيب هتعملوا ايه يعني محدش عندي أي دليل 
انطلقت ضحكات جمال وهو ينظر لأخيه ثم اقترب منه هامسا 
كده يا مصطفى يا حبيبي معندكش ثقة في اخوك بس عموما خليني اطمنك واقولك إن الدليل معايا مش باقي بس غير الكلب التاني يجي هنا ووقتها اقدر انفذ اللي في دماغي 
أنهى حديثه وهو ينظر للجميع أن يخرجوا معه ويكفي اليوم حتى لا ېموت متجاهلا صرخات أخيه التي علت من خلفهم وهو يحاول استعطافه 
جمال لا متعملش كده يا جمال انا اخوك يا جمال يا جمال 
اختفى صوت مصطفى وخفت بعد غلق الباباستدار رشدي لجمال وهو يسأله بجدية 
هتجيب التاني ازاي 
ابتسم جمال بخبث وهو ينظر لزكريا ثم قال لهم 
هقولكم
بقى كده يا أبا تجيب شوية بلطجية ليا وريني بقى هيعملوا ليك ايه 
أنهى ابن فرج الحديث وهو يشير لبعض الرجال الذين أحاطوا بهم لېصرخ في الجميع 
هما فين اللي كانوا عاملين نفسهم رجالة وبيتكاتروا عليا الاستاذ اللي عامل نفسه شيخ وهو عيل اساسا والاتنين اللي معاه 
ارتعش فرج يدعو الله ألا يأتي أحد فهو لا يريد أن يتأذى أحد بسببه اقترب
ببطء من زوجة ابنه التي أصرت على القدوم مع زوجها هذه المرة 
يا بنتي ما يصحش كده خدي جوزك وارجعوا بيتكم وانا اللي هجيلكم واللي عايزينه هعمله بس بلاش مشاكل 
نظرت له السيدة بحنق شديد 
 
ايه اللي بيحصل هنا 
الټفت الجميع لذلك الصوت والذي كان صوت فاطمة وهي تنظر لهم بشړ وهناك نيران داخلها بعدما سمعت حديث ذلك الرجل والذي علمت جيدا أنه يقصد به زكريا 
فيه ايه وايه البلطجية اللي جايبها دي 
كانت توجه حديثها لذلك الرجل پغضب شديد وهي تقف جوار فرج بينما ماسة كانت تأخذ وضع استعداد في انتظار كلمة واحدة لتخرج كل ڠضبها فيهم 
نظر الرجل لفاطمة من أعلى لاسفل نظرة جعلت داخلها يشتعل أكثر وهي تتذكر نظرات هؤلاء القذرين ليزداد ڠضبها وهي تهتف في وجهه 
بتبص على ايه عينك في الأرض يا حيوان 
رفع الرجل نظره لها ثم قال بسخرية كبيرة 
ايه هما استخبوا وبعتوا حريم ليا ولا ايه 
ما انت عارف بقى مينفعش الرجالة يدخلوا في خناقة مع الحريم زي ما قولت عشان محدش يغلطهم 
الټفت الرجل صوب ماسة التي كانت تتحدث ببسمة باردة وهي ترتقب منه
حركة واحدة حتى تنشب باظافرها في وجهه مستنكرة وبشدة ذلك الهدوء الغريب الذي يتخذه رجال المكان منهجا فهن لم يتدخلن إلا حينما رأوا ذلك التخاذل الغريب 
تقدم لؤي يدفع الجميع من أمامه حينما ركض إليه فتى صغير يخبره بتشاجر زوجة الشيخ زكريا مع أحد الرجال 
انطلق لؤي لفاطمة بتحفز يسألها 
في ايه يا فاطمة حد عملك حاجة 
تنحت فاطمة جانبا احتراما لوالد زوجها وهي تشير للرجل متحدثة بحنق 
الاستاذ ده جايب شوية بلطجية وجايين يعلوا صوتهم على فرج وعمال يقل أدبه على زكريا 
انهت كلامها وهي ترمي له بنظرة حاقدة لينظر لؤي صوب الرجل وهو يشير بعينيه لفاطمة بأخذ الفتيات والصعود 
اطلعي أنت وماسة وشيماء دلوقتي 
ثم نظر للشاب وهو يتحدث له بهدوء 
فيه ايه يابني هو كل ما تلاقي نفسك فاضي تيجي تعمل مشاكل هنا 
بقولك ايه يا عم الحج متدخلش انا ليا حق هنا وجاي اخده 
تحركت فاطمة للأعلى تنفذ حديث لؤي حتى لا يغضب منها زكريا إذا علم بتدخلها ذلك بينما ماسة كانت تغلي خلفها من الڠضب تود لو ترى أحد أمامها فتخرج ڠضبها فيه كله 
ايوة زي ما بقولك كده يا هادي جه تحت وقعد يزعق ويقول هو فين الاستاذ اللي عامل نفسه فندام ده بيلقح عليك يعني وعمال ي   في خلق الله 
نظرت ماسة لشيماء وهي تبتسم بسخرية عليها 
دخلن الثلاثة لمنزل فاطمة ثم اتجهوا للنافذة سريعا وهن يشاهدون ما يحدث 
هو قال كده ليلة أهله مش معدية سرع يا عم إنت ودوس بنزين 
كان هذا حديث هادي وهو يصيح في السائق جواره بحنق وجواره رفيقيه ولا احد يفهم ما به 
ايوة زي ما بقولك يا هادي وكمان صح ده جايب معاه بلطجية كتير اوي يعني خلي بالك 
ابتسم هادي على تلك الدبدوبة وهو يهتف بمزاح 
يعني الف واجي من اخر الحارة ولا اتنكر
لوت شيماء فمها بحنق شديد وهي تهتف بصوت مغتاظ 
تصدق بالله انت ظريف اساسا وانا اللي كنت عايزة أحذرك عشان ميعملش ليك عاهة مستديرة 
سخر هادي من حديثها وهو يردد كلمتها
مستديرة ليه هتعارك مع برجل اقفلي يا شيماء اقفلي خليني
اشوف الدنيا 
أنهى حديثه وهو ينظر للمرآة مرردا بنبرة مازحة 
اتمنى متكنوش فرغتوا طاقتكم في مصطفى عشان عندكم طالعة كبيرة 

تقدمت السيارة واقتربت من حدود الحارة التي يقطن بها الشباب ليهتف هادي مشيرا بيده للسائق 
بس وقف هنا تسلم انزلوا يلا 
نظر كلا من زكريا ورشدي لبعضهما البعض لا يفهمان شيئا من حديث هادي فهو أخبرهما بحدوث شجار دون توضيح أسباب أو مع من سيتم الشجار والان جعلهم يهبطون في بداية الحارة يبدو أنه واخيرا قد جن هادي 
نظر هادي للسيارة وهي ترحل من أمامهم ثم بعدها استدار لأصدقائه وهو ينفخ   ه بشكل مثير للضحك ذكر رشدي بيوم قلدته شيماء يسير بطريقة مضحكة وهو يقول بجدية وقوة 
ورايا يا رجالة عشان فيه شوية حشرات مزعجة في الحارة 
أنهى حديثه وهو يتحرك من أمامهم نافخا   ه وخلفه زكريا ورشدي يضحكان بشدة عليه ظانين أنه يمزح لا أكثر لكن حينما اقتربوا من المنطقة التي تقع منازلهم بها ورأوا ذلك الكم من الأشخاص يقفون وهم يحملون عصي خشبية توقف هادي فجأة وهو ينظر لهم پصدمة هاتفا بصوت مسموع للاثنان 
مقالتليش أنهم كتير كده يا واطية يا شيماء 
تنحنح وهو يعتدل في وقفته وينظر خلفه لاصدقاءه متحدثا بجدية مضحكة 
تقريبا كده نسيت موبايلي في العربية هروح الحق السواق قبل ما يطمع فيه والبركة فيكم بقى 
أنهى حديثه وهو يكاد يستدير خارجا من الحارة كلها لولا يد رشدي التي امسكت بثيابه من الخلف هاتفا بسخرية وهو يرمق يده 
مساء الفل يا حبيبي التليفون في ايدك تعالى بس ده انت حتى البركة بتاعتنا 
أنهى حديثه وهو يسير متغلغلا لداخل المنطقة وجواره زكريا جاذبا بيده هادي الذي كان ينظر حوله للرجال هامسا 
ماشي يا شيماء والله لاوريك عمالة تحميني من غير ما تحذريني شكلك هتلبسي الاسود قبل ما تلبسي الابيض 
توقف رشدي وهو ينظر لما يحدث حيث كان لؤي يتحدث بحدة كبيرة مع أحد الشباب الذي لم يتضح له هيئته من ظهره 
بابا فيه ايه 
كانت هذه الكلمات تنطلق من فم زكريا والتي الټفت الشاب على إثرها وهو يبتسم بسمة مقيتة متحدثا بخبث شديد 
واخيرا نورتوا ده احنا مستنين من بدري يا راجل 
نظر له زكريا بتعجب مصطنع وهو يشير له ولرفاقه 
احنا والله ما نعرف ولا حد بلغنا انك مستنينا 
معلش ما احنا برضو اللي جينا من غير معاد 
أنهى الرجل حديثه وهو يشير للرجال بيده ليرفع الجميع ما يحمل بيده مشهرا إياه في وجه الشباب ليهمس هادي في اذن رشدي 
شوف الجمدان رفع بس صباعه قاموا رفعوا العصيان في وشنا يلا بقى يا رشدي ارفع المسډس في وشهم وخليهم يمشوا 
ابتسم رشدي بسخرية كبيرة وهو ينظر لهادي ثم قال بحنق 
مكانش يتعز يا حبيبي بس مش هينفع 
ليه المسډس فاصل شحن ولا ايه مش فاهم 
زفر رشدي بحنق شديد وهو ينظر بغيظ لذلك الأحمق متمتما 
مش فاهم اللي خلاك محامي ده كان بيفكر في ايه يا ذكي لو عملت كده يبقى اسمها ترهيب العامة اني اشهر مسډسي في مكان عام ده ممكن اتكدر بسببه الا طبعا لو مسألة حياة أو مۏت 
لم يكد هادي يجيبه حتى قاطعه ابن فرج وهو ېصرخ پغضب في وجه زكريا وقد بدا أنه كان يتحدث معه في أمر ما مما أغضب الشاب بشدة 
انتم مستنين ايه هاتولي العيال دي زاحفة 
نظر هادي حوله وهو يرى الجميع يهجم عليهم بسرعة كبيرة لدرجة لم يستوعب الامر بسرعة حتى سمع صړخة رشدي به ليبدأ في صد بعض الضړبات من هؤلاء الرجال لكن وبسبب أن بعض هؤلاء الرجال يحملون عصي كان الأمر صعب قليلا
كانت الفتيات تشاهدن الامر من الأعلى وقد ازدادت حدة الأجواء والجميع في ترقب لما يحدث خاصة بعد تدخل
شباب من الحارة لمساندة زكريا وأصدقاءه بسبب لؤي الذي ركض وأحضرهم عندما رأى أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة 
كان زكريا ي   پغضب كل من يأتي أمامه مفكرا بسخرية أنه ي   ويستخدم العڼف للمرة الثانية في يومه وهو من كان يأبى حتى أن يرفع يده على أحد سابقا لكن هذه هي الحياة إن إتخذت السلام سبيلا اجبرتك على أخذ المهانة شعارا 
 صرخاته في الأجواء لكنها ضاعت بين الصرخات الأخرى والسباب والأصوات الغاضبة نهض هادي پغضب شديد وهو يركض بغيظ صوب ذلك الرجل الذي   ه ليطيح به ارضا بعدما اندفع آخذا إياه في عناق ثم سقط به ارضا وبعدها انقض عليه پعنف 
كدته للمجئ يجد أن هناك أحد ما ينقض عليه 
كانت كلا من شيماء وفاطمة تمسكان ماسة بصعوبة عن الهبوط للاسفل فهي كلما
 

رأت أحدهم يقترب من رشدي كانت تصيح پعنف شديد تحذره وكأنه يستمع لها وإذا رأت أحدهم ي  ه أو يوجه له شيء تظل تطلق بعض اللعنات وهي تكاد تقفز من النافذة تنقض عليه وتقطعه بأسنانها 

هبط من سيارته بهدوء شديد وهو يتوقف بها على بعد مناسب من ذلك الشجار الذي يحدث امامه ويبدو أنه مشتعل وبشدة خلع نظارته الشمسية وهو يغلق باب سيارته متقدما من الشجار ينظر به بتعجب شديد ليلمح زكريا ورشدي وهاديفقط هم من تعرف عليهم وببرود شديد يحسد عليه تقدم صوب القهوة وهو يجلس على أحد المقاعد واضعا نظارته على الطاولة بهدوء وهو ينظر للصبي الذي يقف جواره يترقب الشجار بحماس شديد 
لو سمحت كوباية قهوة سادة 
استدار صبي القهوة بتعجب لذلك الصوت جواره ليلمح رجلا يبدو غريبا عن المكان بثيابه التي لا تحمل ولو ذرة غبار عليها وشعره المرتب بشدة
نعم 
تحدث جمال بعدم فهم لكلمة الصبي 
نعم ايه بقولك عايز قهوة سادة 
أشار الصبي صوب الشجار الذي كان في أوج اشتغاله في تلك اللحظة والذي يقبع أمام القهوة بخطوات فقط وكأنه يخبره أي قهوة تلك في وسط الحړب هل أصبت بالعمى 
لكن جمال لم يهتم بل ابعد نظره عن الصبي وهو يراقب ما يحدث امامه باستماع شديد لطالما احب المشاهدة من بعيد دون أن يزعج نفسه حسنا هو اتى لسبب وسوف يقوم به ثم يرحل بهدوء دون أن يزعج نفسه بهكذا أمور سخيفة لكن رغم ذلك كان رحيم وحنون لدرجة أنه أخرج هاتفه واتصل بوحدته للمجئ هنا وتوقف تلك الحړب الغبية بين هؤلاء الشباب المزعجين 
كان هناك اثنين يمسكان بهادي وآخر ي  ه پعنف شديد ليبصق هادي بعض الډماء في وجهه وهو ېصرخ بغيظ ومزاح في غير وقته 
ايه يا رشدي يا حبيبي مش ده حياة
أو مۏت ولا تحبني اتقطع بانيه الاول عشان توقف الدنيا هنا 
لم ينتبه رشدي لحديث هادي وقد كان منشغلا بأحد الشباب في يده بينما زكريا ركض صوب هادي وامسك الشخص الذي ي  ه من الخلف وهو يلف ذراعيه حول رقبته على وشك خنقه وقد وصل زكريا لأقصى مراحل غضبه 
ومن الاعلى كانت جميع النساء تقف في الشرفات تطلق الصرخات التي لا تفيد لكنها كانت تضفي بعض الإثارة للأجواء وعلى إحدى النوافذ كانت الفتيات يشاهدن ما يحدث بعجز كبير حتى صړخت ماسة پغضب شديد وهي ترى أحدهم ي   رشدي پعنف 
اه يا ژبالة يا تربية 
توقفت عن الحديث فجأة وقد خطرت في بالها فكرة ما لتنظر بسرعة لفاطمة التي كانت تبكي على زكريا جاذبة إياها من ذراعها تهزها بحنق 
بت بطلي زن وقوليلي عندكم خرطوم هنا 
نظرت لها فاطمة من بين دموعها بعدم فهم
خرطوم 
هزت ماسة رأسها وهي تشرح لها ما تريد بالتحديد متجاهلة شيماء التي كانت تصرخ جوارهم بسبب رؤيتها لكل ما يحدث 
ايوة الخرطوم اللي بنوصله بالماية ده 
هزت فاطمة رأسها بتشوش لا تفهم مقصد ماسة من كل ذلك 
ايوة بس ليه 
ابتسمت ماسة بخبث وهي تتحدث 
اتفرجتي على فيلم الباشا تلميذ 
نظرت فاطمة بغباء شديد لماسة لا تفهم فيما تفكر أو ماذا تقصد وما مناسبة ذلك الفيلم الان في وسط تلك الحړب لكن رغم ذلك هزت رأسها بنعم لتبتسم لها ماسة وهي تقول باستمتاع 
حلو اوي ايه رأيك نعيد مشهد الفرح 
كان الصبي يقف جوار طاولته وهو يراقبه كيف يحتسي قهوته بكل برود غير آبها بكل ما يحدث حوله لكن فجأة على صوت الصړاخ واقترب منهم وبدأت بعض الاشياء تتطاير تحرك الصبي للداخل سريعا وقد قرر أن يتابع من الداخل تاركا إياه يجلس مكانه بلا أي ردة فعل حتى فجأة سقط أحدهم على الطاولة التي كانت تجاوره كاسرا إياه 
نظر جمال ارضا لنظارته التي كسرت بأسف شديد وهو ينحني للرجل الذي كان يتأوه پعنف شديد بسبب سقوطه العڼيف على الطاولة متحدثا بحزن شديد 
تعرف ان بيطلع عيني عشان الاقي ماركة النضارة دي 
رفع الرجل نظره بتعجب لذلك الصوت وهو يتأوه ليهز جمال رأسه بقلة حيلة ثم وفي ثواني كانت لکمته تصطدم في وجه الرجل ثم نهض متجها صوب الشجار 
حظك انك تعبان دلوقتي والا كنت اخدت منك حقها تالت ومتلت بس ربنا يعينك على اللي انت فيه 
أنهى حديثه وهو يقف في منتصف الشجار ثم انحنى قليلا ومد يده نازعا أحد الرجال پعنف وقد كان منكبا فوق اخر ي  ه پعنف والذي لم يكن سوى زكريا نزع جمال الرجل من فوق زكريا وبعدها   ه برأسه بشدة ثم مد يده لزكريا الذي رفع عينه له ثوان قبل أن يمسك بيده وينهض ليتحدث جمال 
مفيش داعي للشكر احنا اخوات 
ضحك زكريا ضحكة صغيرة مع هزة بسيطة من رأسه بلا معنى تقريبا تاركا إياه وهو يتجه صوب رشدي يمد له يد العون بعدما تكالب عليه البعض طارحين إياه ارضا 
نظر جمال حوله بملل ثم كاد يعود صوب مقعده مجددا لولا تلك اللكمة التي سقطت على وجهه مانعة إياه من الأمر اعتدل جمال في وقفته وهو ينظر للشخص الذي   ه متحدثا وهو يرد له اللكمة بأشد منها 
مش معنى اني سامحت في النضارة ابقى طيب 
تحركت صوب النافذة وهي تحمل خرطوم الماء مبتسمة بشړ وكلا من شيماء وفاطمة يرمقونها بعدم فهم لتقف ماسة أمام النافذة مباشرة وهي تقول بخبث 
ثوان والفرح ده كله يتلم 
انهت حديثها تزامنا مع تدفق المياة پعنف شديد من الخرطوم والذي سقط بشكل عڼيف على الجميع بسبب ارتفاع الطابق الذي تقذف منه المياة ولشدة الضغط في الخرطوم والذي كان مخصصا للحرائق
كان الجميع مندمجين فيما يحدث وفي الشجار حتى فجأة شعروا بمياة عڼيفة تتساقط على رؤوسهم مسقطة اياهم ارضا 
وبعدما كانت حربا طاحنة أصبح المكان اشبه بلعبة مائية وقد كانت ماسة ټ   بالخرطوم جميع 
ابتسم هادي وهو يرى الرجال يتساقطون بحدة مما يحدث ضاحكا وهو يلاحظ الفاعل 
طب والله البت ماسة دي بمېت راجل 
أنهى كلمته ببسمة واسعة وهو ينظر
لثيابه التي ابتلت بعض الشيء لكن وقبل أن يتحدث بكلمة إضافية كان الخرطوم يوجه لوجهه پعنف شديد ليسقط ارضا وماسة تصرخ پغضب من الاعلى بصوت لم يصل لهم 
عمالة اقولك اوعى من وشي وانت مش بتسمع 
أسقطت ماسة هادي بغيظ شديد غير مهتمة به لتصل لأحد الرجال خلفه وتسقطه هو الآخر 
انطلقت ضحكات رشدي العڼيفة على هادي لا يتحمل مظهره فهو فتح فمه وكان وشك التحدث ليجد دفعات عڼيفة من المياة تصطدم في وجهه مسطقة إياه ارضا
انحنى رشدي على ركبتيه يضحك پعنف على هادي وهو يستمع لصوت سيارات الشرطة التي ملئت المكان وما كاد يتوقف عن الضحك حتى شعر بدفقات عڼيفة من المياة تصطدم به بإصرار شديد ليسقط ارضا پعنف شديد ولم يستطع النهوض فكلما حاول النهوض اسقطته ماسة مجددا بكل حقد شديد متذكرة صراخه في وجهها وما فعله معها لټ  ه پعنف بالماية متجاهلة نظرات الڠضب التي وجهها لها 
ضحك كلا من زكريا وجمال الذي لم يتحمل الأمر وايضا هادي الذي كان ينهض بصعوبة بسبب المياة أسفله وأيضا بسبب ضحكاته على رشدي
تبا لبرودك يا رشدي 
كانت ماسة تصرخ بتلك الكلمات وهي ټ  ه بالمياة وهو ېصرخ بها أنه سي  ها عندما تقع تحت يده 
هوريك يا ماسة بس اصبري عليا 
لتجيبه هي بكلماته التي سبق وحطم بها آمالها سابقا 
اذهب للچحيم 
أنهت كلماتها وهي توجه المياة لجميع الشباب متحدثة بكلمات لم تعبر حدود النافذة 
ليذهب جميع الرجال للچحيم 
سقط الجميع ارضا بسبب المياة ليعلو صوت جمال حانقا وهو يتوعد الفاعل
فجأة وفي وسط كل ذلك توقفت المياة عن التدفق لتنظر ماسة بشړ خلفها صاړخة 
ايه اللي قفل الماية 
تحدثت فاطمة والتي كانت لا ترضى ابدا عن تصرفها 
الماية قطعت يا قلبي منيرة هتتعصب اوي من فاتورة الماية اخر الشهر 
نظرت ماسة للنافذة بشړ وهي تهمس 
وزارة الري انقذتك من ايدي يا رشدي والا مكنتش خرجت من تحت الماية غير وانت بايش 
في الاسفل كان رشدي في أوج غضبه من تصرفات ماسة الصبيانية متوعدا لها برد قاطع لوضع حد لها فهي قد تمادت كثيرا فيما تفعله فهي ليست طفلة في النهاية لتقوم بمثل هذه التصرفات نظر حوله ليجد زكريا يجلس ارضا في وسط الوحل الذي نتج من تلاحم ذرات المياة بالأرض الرملية اسفلهم كان يجلس بلا اهتمام لأي شيء وجواره هادي الذي يتنفس پعنف شديد بعد هذه المعركة الطاحنة 
بينما الجميع ينظر له بعدم فهم لتصرفاته فهو يستلقي في بركة من الوحل الان لكن زكريا كان ابعد ما يكون عن عالمهم الان بل كان هناك في عالمه هو ومعها هي فقط يفكر إلى متى إلى متى سيستمر هذا الۏجع 
نظرت ماسة حولها لتلك النظرات المستائة 
فيه ايه منك ليها بتبصوا عليا كده ليه 
نهضت فاطمة من فراشها وهي تتجه صوب ماسة صاړخة پغضب شديد لتصرفاتها تلك 
أنت ايه يابنتي مش طبيعي اللي بتعمليه ده أنت مش بتحسي بنفسك وأنت بتعملي المصېبة ولا ايه انا مش فهماك 
تراجعت ماسة في الفراش سريعا وپخوف من صړاخ فاطمة والتي فاجئتها بالأمر تماما لتردد بريبة من نظراتها 
بتزعقي ليه انا كنت بساعدهم 
أخرجت فاطمة صوتا ساخرا من حنجرتها وهي تنظر لشيماء مشيرة لماسة بمعنى انظري لقد ظلمناها فهي كانت تساعدهم فقط 
ضحكت شيماء ضحكة صغيرة وهي تنظر لماسة بضيق 
وبالنسبة للدوش الاخير اللي نزل على دماغهم ده كان مساعدة 
لا اڼتقام 
وفي ثوان دون أن تعي الأمر كانت فاطمة تنقض پغضب شديد على ماسة صاړخة بها وهي تحاول خنقها 
وزكريا ماله باڼتقامك الواد بهدلتيه منك لله 
حاولت ماسة ابعاد يدها وهي ترى چنونها لتصرخ بحنق 
اه قولي كده بقى الموضوع كله انك خاېفة على حبيب القلب مش مضايقة من تصرفاتي عموما يا روحي آخرها واحدة بنادول ويكون زي الفل 
لك شو يا رفيق لتكون مفهمها إني مرتك إذا كان هيك فأنا ماني ممانعة خصوصا إنك بتعرفني بحبك كتير 
أنهت حديثها وهي غير واعية للقنبلة التي القتها منذ قليل بين الجميع تاركة بثينة في حالة صدمة وغباء مفاجئ تحاول جاهدة أن تربط الأمور ببعضها وتعلم ما يجري حولها فهي أصبحت تائة حقا بينما كان فرانسو لا يرفع عينه من عليها يرتقب أي تعبير في وجهها 
اوبس الظاهر إني خربتا ع الاخير مو هيك 
جز فرانسو على أسنانه پغضب شديد وهو ينظر لها صارخا بها أن تتوقف لكن وقبل أن ينطق كلمة كان جسده كله يتيبس بړعب تحت لمسات بثينة التي


 

تحركت له دون أن يشعر وضمت نفسها له بحب كاد يظنه حقيقة وهي تنظر للفتاة هامسة ببسمة غير مهتمة ابدا 
لا يا قلبي مټخافيش مفيش حاجة اتخربت ده بس فرانسو حبيبي كان بيختبر غيرتي عليه 
انهت حديثها وهي ترفع عينها لفرانسو تربت على ذقنه بحنان 
بس هو عارف اني بحبه ومكانش لازم يعمل كده 
حسنا الان بدأ ېخاف فعليا من هذا الټهديد الذي سمعه للتو ابتلع ريقه پخوف وهو ينظر أمامه لماريانا التي قلبت عينها بملل ثم عادت للتحدث باللكنة الفرنسية 
حسنا لننتهي من هذا الأمر المزعج لقد أخبرتك سابقا فرانسو شرطي الوحيد للتخلي عن ابني لك 
مسح فرانسو وجهه وهو يرمقها بغيظ 
وانا أخبرتك سابقا ماريانا أنني سآخذه منك ودون أن انفذ شرطك الغبي
ابتسمت ماريانا پألم وهي تنظر لتلك التي تتعلق بذراعه متحدثة بنبرة مټألمة 
لأجل تلك الفتاة أليس كذلك هذه هي الفتاة التي رفضت زواجك مني سابقا لأجلها وهي نفسها التي كنت تحدث محمد عنها صحيح 
اشتدت قبضة فرانسو حول بثينة دون أن يشعر وهو يردد بصوت مرعب 
هذه تكون زوجتي ماريانا ونعم هذه هي التي رفضت زواجك لأجلها وماذا فعلتي أنت ذهبتي وتزوجتي بصديقي بكل وقاحة 
ابتسمت ماريانا بصعوبة و قد سقطت دموعها على حديثه حسنا ليست هذه المرة الأولى التي تسمع بها كلماته ولكنها هذه المرة أدركت جديا أن لا فرصة أمامها معه فهو تزوج وانتهى الأمر سقطت دموعها أكثر بسبب ما ترى وهذا الحب الذي يسكن عيون فرانسو وفجأة حدث مشهد لم يتوقعه أو يتخيله فرانسو و لو حتى في أكثر أحلامه جنونا بثينة اقتربت من ماريانا وجذبتها لاحضانها مربتة على ظهرها بحنان شديد لټنفجر ماريانا دون شعور في أحضانها تبكي ما اضاعته في حياتها بغبائها تبكي بشدة ايام اضاعتها رفقة زوجها الراحل لأجل حب واهي لكم نظلم انفسنا بسبب حب غبي !!!
لم تفهم بثينة معظم حديثهما لكنها استطاعت فهم بعض الكلمات التي تتذكرها جيدا من فترة دراستها وخمنت أن تلك الفتاة أحبت زوجها وعكس ما توقعت هي أن تفعل يوما بمن أحبت زوجها كانت تتجه صوبها وتضمها بحنان في عناق احتاجت هي له سابقا ولم تجدهاحتاجت أن يضمها أحدهم في بكائها هكذا ولم تجد مع كل خسارة اشعرتها بأنها غير مرغوبة كانت تحتاج أن يضمها أحدهم مخبرا إياها أنها مرغوبة وأن هناك من يحبها هذا فقط ما كانت تحتاجه وكانت تقاتل لأجله لكن لا
أحد فعل ذلك بل كانت هي من تلعق چروحها بنفسها بعيدا عن الجميع حتى تخرج لهم بمظهر القوية 
ودون شعور كانت تبكي في أحضان ماريانا وهي تهمس لها بحنان 
فيه ناس كتير بيحبوك ناس كتير عايزاك أنت مش لوحدك 
وكأنها كانت تقول هذه الكلمات لبثينة الصغيرة التي كسرت في طفولتها مع اول خسارة لها تطمئنها أن هناك من يهتم بأمرها في هذا العالم 
صدم فرانسو بما يحدث امامه وازدادت صډمته وهو يستمع لحديث زوجته ليتأكد أن بثينة تعاني من مشاكل نفسية عويصة مشاكل في الثقة في الاخرين مشاكل في خۏفها من فكرة أن لا أحد يرغب بها 
بكت ماريانا وهي تتعجب حالتها تلك ثم همست لبثينة بحزن شديد بلهجة مصرية تعلمتها من رفقتها لفرانسو من سنين طويلة 
ما بقاش ليا حد هنا كلهم سابوني ومشيوا 
همسات لها بثينة بحنان مقدرة حالتها جيدا ومن يتفهمها أكثر منها 
باقيلك الطفل باقيلك ابنك اتمسكي بيه لان هو اللي هيكون رفيقك في الدنيا و سندك بعدين 
صدم فرانسو من حديثها ذلك ليجدها تبتعد عن ماريانا وهي تمسح دموعها مرددة وهي تنظر له برجاء لأول مرة توجهه له 
هو ينفع نسيب الطفل مع أمه يا فرانسو بلاش تحرمها من اخر حاجة ممكن تحسسها إن فيه حد معتمد عليها في حياته أو تحرمها من اخر حد ممكن يحبها في الدنيا ارجوك 
سقطت دموع ماريانا وهي تتحدث بما لم تتوقع يوما أن تتحدثه 
ابوس ايدك يا فرانسو وافق وسيبلي الطفل المحكمة لو شافت ظروفي وقارنتها بظروفك اكيد هتديك انت الحضانة ارجوك ده اخر شخص باقي ليا 
توقف فرانسو ينظر للفتاتين بعدم فهم لا يعلم ماذا يقول ولكنه نظر للمحامي الذي لم يتحدث منذ بداية تلك الجلسة الغريبة 
موافق اسيبلك الطفل بس بشرط 
توقفت الفتيات عن الحديث بسبب سماعهن لصوت في الخارج عالي قليلا نظر الجميع في الغرفة لبعضهم البعض وفي ثوان كانوا يركضون
للخارج ينظرون من فتحة الباب الصغيرة على ما يحدث في الممر الذي يفصل بين شقة فاطمة والخاصة بهادي
في الخارج كان الجميع يقف بثيابه المتسخة وبشدة أمام باب هادي بعدما أدرك الاخير أنه نسي أخذ مفتاحه صباحا قبل خروجه والان الجميع يقف بعدما أدركوا أن والدته أيضا ليست بالداخل 
أشار جمال لنفسه بضيق شديد 
انا كده هاخد برد وكمان الطينة بهدلت جسمي كله خلصوني 
نظر له زكريا بحنق ثم أشار له هو ورفاقه بحنق أشد منه 
والله كلنا كده يا استاذ عشان قولتلكم تعالوا عندي 
زفر رشدي بضيق شديد وهو ينظر لهادي 
طب هي امك مش بتحطه تحط المشاية أو في سلة الژبالة او اي حتة 
نظر هادي له بتفكير ثم قال بعد صمت قصير 
لا بس تقريبا بتحطه عند الست منيرة مرة عملتها وسابته هناك 
أنهى حديثه وهو يتحرك صوب الباب لتبتعد الفتيات بفزع عنه وكأنه سيراهم ثوان وصدحت خبطات هادي على الباب كادت فاطمة تجيب إلا أن ماسة منعتها من ذلك فهي إن أجابت ستفتح لهم الباب وهي وقتها لن تضمن ردة فعل رشدي
نظرت فاطمة لماسة بغيظ شديد أن تتركها ف بالفعل والدة هادي تركت المفتاح عندهم وهي لا تدع لها فرصة لتقول ذلك
نفسك لو طلع هنفخك 
تحدث رشدي في الخارج بضيق شديد وهو يعلم افعال ماسة 
مش هيفتحوا خلينا نروح عند زكريا وخلاص 
أنهى حديثه وهو يتحرك صوب الدرج الذي يجاور باب فاطمة والذي عادت ماسة للالتصاق به مجددا لترى حركة رشدي التي قام بها قبل أن يهبط الدرج حيث مرر يده بالقرب من رقبته على هيئة سکين وكأنه يشير لها بأنه سي  ها متوعدا لها يعلم أنها تراه 
تحرك الجميع خلف رشدي الذي كان يغلي من الڠضب بسبب تصرفات ماسة متوعدا لها بالچحيم على يده 
تحرك الأربعة بهيئتهم التي تشبه هيئة بعض الصبية بعد انتهائهم من اللعب في الطمي 
بس إنت لبسك هيطلع صغير عليا يا زكريا 
نظر زكريا لهادي وهو يصعد الدرج بحنق شديد
عشان خمسة سنتي فرق مش مشكلة البس البنطلون أقصر شوية مش هيحصل حاجة الدور والباقي على جمال باشا 
نظر جمال لنفسه فهو يعد أكثرهم طول هنا لكنه حقا لا يهتم بالأمر كل ما يهمه هو أن يزيل كل تلك الأۏساخ عنه وفقط 
بعد انتظار ثوان فتح الباب ليطل منه وجه وداد التي فتحت عينها پصدمة مما ترى لكنها على عكس المتوقع لم تعلق ابدا بل تنحت جانبا بكل هدوء سامحة لهم بالمرور ليهمس جمال بإعجاب 
ماشاء الله الست الوالدة شكلها متفهمة جدا دي مقالتش كلمة واحدة
ابتلع زكريا ريقه بريبة من تلك المقابلة وهو يهمس 
ادعي بس ميكونش اللي في بالي صح لان لو كان صح وقتها هتشوف تفهم الست الوالدة اللي على حق 
دخل الأربعة للصالة يحاولون فهم كلمات زكريا الذي اتسعت ابتسامته وهو يرى والده يجلس على الأريكة في البهو يرتدي جلبابه القصير المعتاد يفرد ذراعيه على الأريكة وكأنه يرتدي افخم البذلات وهو ينظر لهم ببسمة ملوحا بيده 
اهلا يا شباب الماية جميلة جوا ادخلوا خدوا شاور وتعالوا يلا 
ضحك زكريا وهو يمسح وجهه بعدم تصديق وكأن والديه يختاران الوقت المناسب كل مرة للشجار أشار زكريا لوضع والده المريب والذي جعل الجميع يفتح فمه پصدمة كبيرة 
وهذه اعزائي نبذة صغيرة فقط عن تفاهم والدتي والآن الحقوا بي لتروا إلى أي مدى قد يصل تفهمها 
ثم نظر لهادي وهو يتحدث بسخرية 
مكانش عاجبك أن اللبس يبقى اقصر ٥ سنتي ده انت هتلبس دلوقتي لبس كله على بعضه ٥ سنتي عشان تبقى تتبتر على النعمة 
بت أنت بطلي بصاتك دي عشان مبقتش بطيقها
ابتسمت فاطمة بغيظ وهي تمسح وجهها بضيق 
يعني أنت مشوفتيش كانوا عاملين ازاي كده هياخدوا برد بس ازاي لازم الأستاذة تنفذ اللي في بالها 
ريحي نفسك يا فاطمة عشان هي مش هتحس ولو بسنتي ذنب 
كان هذا حديث شيماء الحانق والتي لم تكن سعيدة أيضا بما فعلته ماسة لكن وكأن ماسة لا تهتم للأمر فقد كانت تتسطح على الفراش بعدم ليعم صمت طويل بعض الشيء في المكان قطعه صړخة ماسة فجأة وهي تهتف ببسمة مخيفة 
ايه رأيكم نلعب لعبة الثقة 
لعبة ايه يا ختي ثقة ومعاك أنت ده الواحد يعد صوابعه بعد ما يسلم عليك 
تجاهلت ماسة حديث شيماء وهي تبدأ في شرح لعبتها التي ابتكرتها الآن 
لا هتكون بينا وبين الشباب 
اعتدلت فاطمة أكثر في جلستها وهي تنتبه لحديث ماسة التي استمرت في وصف لعبتها الغبية 
دلوقتي كلنا ما شاء الله بقينا مرتبطات صح 
هزت الفتاتان الرأس بإيجاب لتكمل ماسة بخبث 
فلة اوي كل واحدة هتتصل بجوزها وتقوله أنها مش عايزة تكمل في الجواز ده ونشوف ردة فعل كل واحد فيهم هنتسلى اوي 
وافرضي صدقوا 
نظرت ماسة بحنق لفاطمة وهي تتحدث بريبة لتجيبها بسخافة
مين بيتكلم جولييت اكيد روميو مش هيسيبك يا روحي اللي المفروض تخاف هنا هي انا لان تقريبا رشدي تكة مني ومش بعيد يصدق ويرمي يمين الطلاق عليا ها معايا 
ورغم جنون الفكرة إلا أن شيماء تحمست وبشدة للامر لذا وافقت سريعا متلهفة لسماع رد هادي عليها لكن فاطمة كانت عكسها غير متحمسة للأمر فهي أخبرت زكريا بهذا الأمر بالفعل منذ
ساعات وكان رده واضحا وقتها لكن إصرار ماسة عليها جعلها ترضخ للامر وهي تردد بشك 
بس هما الباقيين مش ممكن يسمعوا لو واحدة كلمت جوزها 
ابتسمت ماسة بخبث وهو تهتف 
ودي برضو حلها عندي 
تنحنح وهو يعتدل في جلسته على مقعده وكأنه يجلس على جمر يرى جميع الانظار توجه إليه بشكل مرعب وكأنهم على وشك حرقه حيا 
اجلى زكريا حلقه وهو يتحدث بخجل مما فعلته والدته بهم 
لا بس الجلاليب دي شكلها جميل عليكم والله مش كده يا لؤي 
رفع لؤي عينه ينظر للشباب وقد ارتدوا جلابيب قصيرة بعد أن جردتهم وداد من ثيابهم المتسخة تاركة اياهم ليعطيهم لؤي بعضا من العباءات القصيرة التي اعتاد هو وزكريا ارتداءها 
اخر شياكة والله خصوصا الوجه الجديد 
أنهى لؤي حديثه وهو يشير بعينه لذلك الذي يتوسط أحد المقاعد وعينه تطلق شرارا على زكريا ابتسم زكريا بغباء وهو يبتلع ريقه بخجل شديد 
منورنا يا جمال باشا والله 
ابتسم جمال وهو ينظر لنفسه وتلك العباءة القصيرة الغبية يتذكر ما اوصلهم لهذه اللحظة 
منورة بيكم يا خويا منورة بيكم يا ضنايا 
ابتسم


 

زكريا وهو ينظر لهادي و رشدي حيث كان الاثنان يرمقونه بحنق شديد ليردد هادي بغيظ شديد 
والله امك دي ست مفتريةوانا اللي فكرتها طيبة 
لوى زكريا شفتيه بغيظ وهو يردد 
هادي لو سمحت
انت عارف ان امي ست مفيش في طيبة قلبها هو بس لؤي اللي بيعصبها وبيخرج اسوء ما فيها و
توقف زكريا عن الحديث وهو يرى والدته تخرج من غرفتها وهي تحمل ورقة كبيرة مكتوب عليها بحروف عملاقة 
اطلع إنت وصحابك برة البيت عشان هنفض 
خرجت ضحكة ساخرة من فم رشدي وهو ينظر لهيئته يتخيل نفسيه وهو يخرج بهذا الشكل في الشارع ليتحدث زكريا بصوت عالي وحنق 
ايه يا ست أنت ده ده أنت مفترية والله 
احمرت عين وداد پغضب وهي تلقي الورقة التي تحملها ارضا ثم دخلت للغرفة وعادت وهي تحمل ورقة أخرى خطت عليها
انا مفتريه يا عديم الربايه 
نظر زكريا للورقة بجدية وهو يهتف بحنق وقد نسي وضعه وما كان يتناقش به منذ ثوان 
اولا يا امي بعتذر على كلمة مفترية انا بهزر وأنت عارفةبس معلش بعد كدة ابقى اكتبي مفترية بالتاء المربوطة وليست الهاء وكمان الرباية نفس الأمر بالتاء وليست الهاء وفي الاخر حطي علامة استفهام بما انك بتسألي 
وضع هادي يده على ذقنه مفكرا 
و دي نديها كام في الاملاء يا استاذ زكريا 
تحدث زكريا بجدية كبيرة 
سبعة من عشرة ومش اكتر من كده ده إذا تغاضينا عن الخط و 
قاطع حديثه صړاخ هادي الذي نفذ صبره من صديقه هذا 
انت ياض دماغك دي فيها ايه 
عقل 
كانت إجابة بسيطة من زكريا أثارت ڠضب هادي أكثر لينقض عليه هادي ېخنقه پغضب شديد 
يا غبي يا غبي هنشل يا رب هنشل امك عايزة تطردنا بجلابيات فوق الركبة برة البيت وإنت واقف تصحح في الخطأ يا متخلف يا غبي يا يا 
توقف هادي لا يجد وصف لما يحدث ليبعده رشدي عن زكريا الذي تحدث بحنق 
وايه يعني ما انا ياما خرجت بيها 
وانا يعني ينفع أخرج بيها 
الټفت زكريا لجمال الذي كان يظهر على ملامحه عدم تصديق لما يحدث حوله لا يعلم كيف طاوعهم من البداية وارتدى هذا الشيء 
فكر زكريا قليلا قبل أن يبتسم فجأة وهو يقول لهم 
لقيتها 
تحرك الأربعة بخفة خلف بعضهم البعض وهم يغطون الجزء الأسفل منهم بالجرائد متحركين صوب منزل رشدي وكلا منهم يغطي على الذي خلفه حسب الطول فكان جمال يتقدمهم وخلفه هادي ثم رشدي واخيرا زكريا الذي كان أقلهم طولا بفارق القليل فقط من السنتيمترات عنهم 
كان جمال يتحرك وهو لا يستوعب ما يفعله الان بحق الله هو في أكثر خيالاته جموحا لم يتوقع أن يمر بشيء كهذا كان فقط يراه في الأفلام الكوميدية وكان وقته يراه سخيفا 
كان الأربعة ينظرون حولهم جيدا حتى لا يجذبون الأنظار لكن في منتصف الطريق وصل لهم صوت عالي ينادي على جمال ويبدو أنه أحد الرجال الذين جاءوا ضمن دورية الشرطة التي طلبها هو 
جمال باشا يا جمال باشا 
فتح جمال عينه پصدمة ليرفع الجريدة ودون وعي يغطي بها وجهه ناسيا أن جزءه السفلي من قبل الركبة بقليل تماما الا من شراب اسود قصير وحذائه 
رأى هادي ما حدث لتصدح ضحكاته في المكان وهو يرى تخبط جمال بين أن يغطي قدمه ويغطي وجههليفاجئه جمال وهو يجذب الجريدة التي يحملها ثم بعدها ترك الصف الذي صنعوه وركض بسرعة لمنزل رشدي والذي كانوا على قرب منه تاركا النصف الاسفل لهادي لكنه لم يهتم بل كان مستمر في الضحك ركض الجميع تتبعهم ضحكات هادي العالية التي كادت تزهق أنفاسه تحت أنظار العسكري المتعجب والذي كان يتساءل إن كان هذا جمال أم أنه أخطأ 
صعد الاربع على الدرج بسرعة وهم يتنفسون پعنف حتى وصلوا الطابق الخاص بمنزل رشدي وبعدها سقطوا جميعا ارضا وهو يتنفسون پعنف بينما هادي كان يمسك معدته وهو يضحك بصخب من بين أنفاسه اللاهثة لي  ه جمال بحنق شديد مغتاظا من ضحكاته 
بالنظر لمظهر هادي وضحكاته ومظهرهم اڼفجر كلا من رشدي وزكريا في الضحك لېصرخ رشدي من بين ضحكاته 
الحمدلله يارب مطلبتش القسم بتاعي الحمدلله 
نظر لهم جمال بحنق شديد يراقب ضحكاتهم تلك حتى ضحك دون وعي يشاركهم ذلك لا يصدق ما مر به منذ ثوان لينفجر في الضحك أكثر وهو يتذكر مظهرهم 

عاد للمنزل وفتح الباب يتنحي جانبا ليسمح لها بالمرور دخلت بثينة للمنزل وهي لا تزال لا تستوعب الأمر لتهتف سريعا 
يعني احنا هنقضي شهر هنا 
هز فرانسو رأسه وهو يلقي المفاتيح على الطاولة ثم ألقى جسده بعدها على الأريكة 
ايوة ده شرطي عشان اتأكد أنها بتعامل ابنها كويس وأنها بدأت ترجع عن طريقها وكمان عشان اطمن على المشروع اللي هعمله ليها 
تنفست بثنية لحظة وهي لا تتخيل استمرار الأمر أكثر فهي كانت تظن أن الأمر سيستغرق ايام ثم تعود بابنه الذي اتضح أنه ابن رفيقه السوري والذي ماټ قبل أن ينعم باحضانه ليصمم هو على أخذه من والدته الفاسدة ويربيه بنفسه واستعمل تلك الحجة الغبية ليقنعها بسرعة الزواج 
تحركت صوب الغرفة دون كلمة إضافية تاركة إياه ينظر في اعقابها يفكر كيف يبدأ معها العلاج ليوقفها فجأة وهو ينهض 
بثينة 
توقفت فجأة وهي تنظر له بترقب ليبتسم لها بسمة جميلة حنونة لا تشبه ابدا تلك التي كان يمطرها بها قبل الزواج 
ايه رأيك نعمل سوا باستا أو بيتزا انا جعان اوي 
مظهره وهو يطلب منها أن تصنع معه بعض الطعام جعلها تتخيله كما لو أنه طفل بملامحه الجميلة تلك وما كادت تفتح فمها للحديث حتى وجدته يجذبها بسرعة المطبخ وهو ېصرخ بسعادة كبيرة 
تعالي هعلمك سر الباستا بتاعتي 
كان الأربعة يجلسون واخيرا على فراش رشدي بعد أن بدلوا ثيابهم بثياب أخرى من عند رشدي وجلسوا وهم يتحدثون عن سبب مجئ جمال والذي بادر بالحديث 
جمال هيوصل مصر بكرة 
نظر له الجميع بلهفة فخطته نجحت وبشكل أسرع فهو حرص على أخذ هاتف أخيه واغلقه وهذا ليس من عادته ابدا ليقلق جمال رفيق مصطفى وبشدة على مصطفى ثم اتصل عليه
هو يسأله عن مصطفى ليخبره جمال كڈبا ان مصطفى تعرض لحاډثة خطېرة ليسارع جمال رفيق مصطفى باخباره أنه سيأتي على اول طائرة لمصر 
ابتسم زكريا براحة شديدة وهو يرى تلك اللحظة قد اقتربت واخيرا اللحظة التي سيأثر فيها لزوجته وحبيبته
وعلى ذكر حبيبته خرج زكريا والجميع من شرودهم على صوت رنين هاتف زكريا وهو يصدح في المكان 
رفع زكريا هاتفه لترتسم ابتسامة كبيرة وهو يرى اسمها ينير شاشته لذا تحرك بعيدا عنهم قليلا وهو يستأذن للإجابة على زوجته 
السلام عليكم 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تنظر حولها لماسة وشيماء حيث كانت تفتح المكبر ليصل صوته للجميع 
عليكم السلام زكريا معلش ممكن تبعد لو فيه حد جنبك عشان عايزاك في حاجة ضروري 
ارتاب زكريا من الأمر ومن صوتها
والذي ظهره له قلق 
انا بعيد اساسا فيه ايه يا فاطمة قلقتيني صوتك ماله 
نظرت فاطمة لماسة لا ترغب في تنفيذ هذه اللعبة الغبية لكن ماسة زجرتها پغضب فهي وقع عليها الاختيار لتكون اول واحدة لتتحدث فاطمة بسرعة وقبل أن ټخونها شجاعتها 
زكريا احنا لازم ننفصل
صمت هو كل ما قابلها من الجهة الأخرى حتى كادت تظن أنه اغلق المكالمة لكن اسمه الذي ينير الشاشة أمام أعينهم هو ما أكد لها أنه مازال موجودا فتحت فمها لتتحدث لكن أي حديث هذا يمكن أن تقوله بعد كلمتها الغبية تلك لذا أغلقت فمها مجددا وكأنها سمكة تحاول التنفس خارج الماء 
وبعد صمت طويل بعض الشيء وصلها صوته الذي كان ابعد ما يكون عن المزاح 
بتتكلمي جد فاطمة حد عملك حاجة أو فيه حاجة حصلت 
وكم آلمها خوفه عليها في حين أنها الان تمزح معه في أمر كهذا والذي كان من الممكن أن يكون مجرد مزاح عادي بين أي زوجين لكن ليس هما فهما في حالة مختلفة عن الباقيين أخرجها همسه الحنون من شرودها 
فاطمة حبيبتي أنت كويسة صح يعني مفيش حاجة حصلت ليك 
وكان هذا أكثر ما يقلقه أن تكون تعرضت لشيء في غيابه مما دفع تفكيرها لهذه النقطة كما حدث منذ قليل يالله ماذا يفعل هل يحضرها ويحبسها في منزله ولا يسمح لأى انسان برؤيتها حتى لا تتأذى كلما تركها تعرضت لشيء محزن وهذا ما يؤلمه بشدة وهذا الصوت الغبي في رأسه يدفعه للالتصاق بها تنهد زكريا بۏجع وهو يستمع للصمت على الجهة الأخرى قائلا لينهي هذا الأمر 
فاطمة حبيبتي هقول كلمتين ومش هكررهم تاني ماشي 
انتظر اجابتها والتي كانت عبارة عن همسة صغيرة
ماشي 
كلمة انفصال أو طلاق أو أننا نسيب بعض دي تمحيها من حياتك لأن ده هيحصل في حالة واحدة بس وهي إني أموت تمام 
بعد الشړ عليك يا زكريا اوعى تقول كده بالله عليك والله انا اللي ھموت لو حصلك حاجة 
كانت تتحدث وهي تبكي تتخيل تلك الفكرة المرعبة وبشدة حياتها بدون زكريا يالله حتى مجرد التخيل مفزع 
كانت شيماء تبكي بتأثر مما تراه وتسمعه أمامها حتى وجدت منديلا ورقيا يظهر أمام عينها لتأخذه من يد ماسة وهي تمسح به عينها وتسمع همس ماسة 
اسمعي يا ختي اسمعي ده احنا متجوزين عربجية 
تحدثت بخفوت شديد وهمس 
لا محصلش حاجة يا زكريا هو بس كنت مخڼوقة و
صمتت لا تعلم ماذا تقول لذا تحدثت سريعا وهي تنهي المكالمة قبل أن يفلت الحديث منها وتخبره عن تلك اللعبة الغبية 
بص خلاص انسى كل اللي قولته ماشي هكلمك بعدين سلام يا زكريا
أنهت كلمتها وهي تغلق المكالمة بسرعة تتنفس الصعداء محاولة ابعاد تفكيرها عما حدث رفعت بعدها نظرها للفتاتين ثم انقضت عليهما بغل كبير وهي تصرخ بهما 
كنت هطلق بسببكم يا شوية بقر 
عاد زكريا وجلس جوارهم ليسمع جمال وهو يتحدث 
لا بإذن الله بكرة هيوصلكم اتصال مني اول ما الزفت جيمي ده يوصل 
صمت قليلا ليستمع لسؤال زكريا الذي كان استقر جوار هادي 
طب بعد ما نجيبه الشقة عندك هنعمل ايه انت عارف إن إحنا مش معانا أي دليل يثبت اللي حصل وممكن ن
قاطعه جمال وهو يشير بيده مطمئنا إياهم 
بس انا زي ما قولت لمصطفى انا عندي دليل يثبت اللي عملوه ومش بس كده دليل على كل البلاوي اللي عملوها 
انتبه له الجميع جيدا ليكمل هو حديثه بتركيز 
الكومبيوتر بتاع مصطفى فتحته ولقيت فيه فولدر باسم جمال بس للاسف مقفول بكلمة سر ولسه بحاول افتحه وانا متأكد أن ممكن يكون عليه دليل 
أنهى حديثه وهو ينظر لزكريا الذي انسحبت الډماء من وجهه تاركة إياه شاحبا وهو يفكر أن هذا الحقېر ربما سجل ما فعل يالله ليس هذا هو تحمل كل شيء إلا أن يرى هذا بعينيه 
افاق من شروده على صوت رشدي 
وايه اللي خلاك متأكد اوي كده ما


 

يمكن حاجة عادية بس خاصة بيهم بعيدا عن القرف اللي هو بيعمله 
هز جمال رأسه بعدم معرفة وهو يجيبه 
انا مش عارف بس شبه متأكد من الحوار ده واتمنى يكون صح ولو مش صح هقدر اجيب اعتراف منهم لأن الغرفة اللي هما فيها مليانة كاميرات ومسجلات صوت وهقدر تخليهم يعت
قاطع حديثهم صوت رنين هاتف يصدح في الغرفة كلها لينظر رشدي بتعجب له ثم نهض وهو يستأذنهم للرد على الهاتف سريعا ثم يعود لهم 
توقف رشدي خارج الغرفة وهو يفتح المكالمة متحدثا بنزق شديد وهو لم ينسى بعد ما قامت به 
افندم 
تحدث رشدي وهو يراقب بعينه والده الذي كان يتراقص في الصالون ك راقصين الباليهلكنه لم يهتم كثيرا وهو يستمع لصوت ماسة الذي أتاه عبر الأسلاك 
فيه ايه يا رشدي ايه الأسلوب ده 
ابعد رشدي عينه من على والده بملل وهو يجيبها 
والله ده اقل واجب مع حضرتك 
على الجهة الأخرى 
انتفضت ماسة بعدما كانت تتسطح على الفراش بكسل وهي تت   كأنه يراها 
نعم نعم يا استاذ أباظة وضح كلامك كده وبلاش لف ودوران 
اطلق رشدي ضحكة ساخرة وهو يشير بعينه لوالده أن ينتبه للطاولة حتى لا يكسرها في غمرته أثناء الرقص ثم اجاب 
عايزة ايه يا ماسة عشان حاليا مش فايق الصراحة 
عايزاك تطلقني يا أباظة 
وفجأة صدح صوت زغرودة من الهاتف جعلت الفتيات ينظرن لبعضهن البعض بتعجب شديد لتتحدث ماسة بعدم فهم 
ايه صوت الزغاريد دي يا أباظة هو فيه حد بيتجوز عندك ولا ايه 
تحدث رشدي ببسمة واسعة ونبرة يعلم جيدا أنها ستستفزها ولكن هي من استحقت ذلك بعد كل ما فعلته به وبمن معه 
لا يا ختي عقبال عندك اخدت إعفاء 
إعفاء هو مش إنت خلصت جيش من زمان 
ضحك رشدي بشدة عليها ثم قال بعدما هدأ من ضحكاته 
لا وأنت الصادقة خدت اعفاء من بلاء انا اللي جبته لنفسي 
ابتلعت ماسة ريقها پخوف من نبرته تلك 
قصدك ايه يا أباظة 
ابتسم رشدي ثم ردد بنبرة خبيثة 
قصدي هقولهولك بنفسي لما تيجي يا ماستي وجها لوجه يا روحي لان مينفعش يتقال ابدا على التليفون 
قلة أدب صح 
ضحك رشدي پعنف على حديثها وهو يهز رأسه بيأس منها ومن تفكيرها 
امممم حاجة شبه كدة و دلوقتي سلام عشان مشغول 
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف مبتسما كالغبي ينعي نفسه على هذا الزواج الذي لن يسبب له سوا المړض حقا 
دخل رشدي للغرفة ليجد الجميع ينظر له بعدم فهم 
الزغرودة اللي 
صمت جمال عن إكمال
كلماته بسبب ضحكات رشدي وهو يتحدث بلا اهتمام 
لا ده انا
كنت بزغرد لابويا برة أصله أبدع النهاردة المهم كنا فين 
لم يكد أحد يفتح فمه حتى ارتفع رنين هاتف هادي لينظر له بابتسامة واسعة ولم يكد يتحدث وهو ينهض حتى امسك رشدي يده يجذبه ليجلس مجددا مرددا له وهو يشير برأسه للهاتف 
رد عليها وافتح الاسبيكر 
رفع هادي حاجبه بتعجب 
نعم 
رد بس عليها عشان فيه حاجة كده في دماغي 
فتح هادي المكالمة بحنق شديد وهو يرمي رشدي بنظرات سامة ثم فتح بعدها المكبر ليصدح صوت شيماء وهي تلقي على مسامعه نفس الجملة التي سبق وسمعها كلا من زكريا ورشدي 
هادي طلقني 

وبس يا ستي هي دي حكايتي كلها بس بيني وبينك انا اساسا من صغري كنت طفل اهبل شوية عشان كده ب
توقف فرانسو عن الحديث وهو يرى بثينة جانبه قد غطت في نوم عميق أو هذا ما تدعيه هي بمهارة لكن ليست عليه فحركة اجفانها انبئته جيدا بكذبتها لذا ابتسم بخبث وهو يقترب منها أكثر هامسا بنبرة هزت كيانها كله 
اه لو تعلمين مقدار الخړاب الذي تحدثيه بقلبي يا مليحة 
ورغم عدم فهمها لما قال منذ قليل فهو تحدث بالفرنسية إلا أنها انقلبت للجانب الآخر مدعية انها مازالت نائمة حتى لا يشعر بما فعله بها وهي لأول مرة في حياتها تتعرض لمثل تلك المواقف منه ومثل تلك الأحاديث التي تخوضها معه اشياء جديدة كليا على حياتها تخشى أن تنهزم أمامها بسهولة  خفيفة على خدها مربتا على رأسها بحنان شديد ثم سحب الغطاء عليهم جيدا ونام جوارها لتمر دقائق من الصمت وانتظمت انفاسهما دلالة على سقوط الاثنين في النوم لكن قاطع كل هذا صوتها الذي صدح في الغرفة بسؤال لطالما أرق مضجعها 
فرانسو 
اممممممم
اعتدلت بثينة في نومتها لتقابل وجهه بعدما فتح عينه ينتظر ذلك الشيء الذي جعلها تتخلى فجأة عن ادعائها
مش انت دكتور نفسي 
هز فرانسو رأسه ببطء ينظر لها جيدا يحاول أن يستشف منها ما تريده لتكمل هي بنبرة إصابته في مقټل 
طب هو انا مريضة نفسية يعني انت عارف كل حاجة عني تقريبا فهل كده انا مريضة 
نظر لها فرانسو بتفاجئ من سؤالها لا يدري بما يجيبها حقا لكن هذا لا يمنع سعادته الشديدة بها فهي بإدراكها لوضعها قد خطت اول خطوات علاجها 
اه يا بثينة 
يعني انا مچنونة 
وهو الشخص اللي محتاج علاج نفسي يبقى مچنون 
سقطت دموع بثينة پعنف وهي تخبره 
انا مش عايزة ابقى مچنونة يا فرانسو ومش عايزة ابقى كده 
تحدثت بتشتت وهي تشير لنفسها 
مش عايزة ابقى كده كده انا انا مش عارفة انا فيا ايه بس بس انا مش مستريحة مش عارفة اعيش طبيعي وابقى 
صمتت قليلا وهي تذرف المزيد من الدموع ثم تساءلت بنبرة مقهورة 
انت فاهمني صح 
هز فرانسو رأسه وهو يراقب صراعها ذلك يدرك جيدا أن هذا بداية اڼهيار كبير اڼهيار سيكسر قشرتها التي جاهدت دائما لبناءها 
فاهمك يا بثينة فاهمك يا قلبي تحبي تتكلمي معايا ندردش سوا بعيدا عن جو الدكتور والمړيض 
كان رجاء أكثر منه سؤال لتسارع هي بهز رأسها وهي تنهض وتجلس على الفراش مشيرة له بيدها 
اناانا مش عارفة فيه ايه بس انا انا بضايق لما اشوف حد سعيد وانا لا ووكمان مش بحب حد ياخد حاجة انا اتحرمت منها انا انا وحشة اوي وانا عارفة كده كويس بس مش بقدر اسيطر على تفكيري مش بقدر ااااا
توقفت عن الحديث وهي ټدفن وجهها في يدها منفجرة في البكاء 
انا انا الشريرة في كل القصص يا فرانسو عمري ما كنت في مرة البطلة طول عمري ببقى الشريرة وانا مش سعيدة لمدة ومش عايزة ابقى كده انا بس تعرف اني طول عمري كنت بتعاطف مع الأشرار في الأفلام بحس انهم كانوا يستحقوا فرصة البطل يعني ليه ميبقوش هما ابطال اصل لو هما اخدوا نفس الفرص اللي أخدها الابطال مش كان ممكن يكونوا ابطال 
كانت تتحدث عدة أحاديث غير مرتبة ولا مرتبطة ببعضها فقط تخرج كل ما بداخلها تحاول إفراغ كل ما بعقلها دفعة واحدة دون أن تصيغ حديثها بشكل منظم 
ابتسم فرانسو وهو يتحدث بهدوء شديد لها 
تعرفي اني انا كمان بفكر كده 
نظرت له بتعجب من بين دموعها ليكمل هو ببسمة 
دايما بفكر يا ترى لو الشرير ده كان في ظروف تانية مع ناس تانية كان هيبقى برضو شرير ولا هيكون كويس ويصنع قصته الخاصة ويكون هو بطلها 
نظرت له قليلا لا تفهم مقصده ليتحدث هو بعملية شديد حاول صبغها بالحنان 
لو أنت كنت في ظروف تانية ومع ناس تانية هل كان ممكن تعملي كل اللي عملتيه ده أو لو مثلا كان والدك عايش أو ليك اخ يعرف يوجهك كويس كان ممكن تعملي كل اللي عمليته ده 
انا ممكن يعني مش عارفة مش عارفة 
ابتسم فرانسو وقد أدرك جيدا ما تعاني منه زوجته وعلم كيف يعالجها من ذلك الذي تعاني منه فهو في حياته قابل العديد من المجرمين الذين عانوا من نفس ما تعاني منه لكن في حالتهم هم تطور الأمر أكثر وأكثر حتى وصل لارتكابهم جرائم بشعة وهذا ما كانت بثينة بصدد فعله إن لم تعالج وفي اسرع وقت 
تحبي اساعدك نساعد بعض ونكتب قصتك وتكوني أنت البطلة اللي فيها 
رفعت بثينة نظرها بعدم فهم له وهي تتساءل 
هو ينفع 
ابتسم لها فرانسو بسمة واسعة أكثر وهو يسحبها مقربا إياها منه ثم تسطح وهو ما زال يضمها أكثر يجيبها بحنان 
اممم ينفع اوي ومن بكرة هنبدأ الفصل الاول في حكاية من بطولة بثينة وفرانسو 
نعم 
كانت كلمة واحدة أجاب بها هادي على طلب شيماء الغبي لترتعد شيماء من الجانب الآخر 
بقولك عايزة أطلق 
تمام يا فندم اي حاجة تانية يعني طحينة زيادة أو كاتشب 
نظرت ماسة للهاتف بحنق شديد وهي تعلم أنه يسخر هامسة 
مش قولتلك متجوزين عربجية اهو قلب ابو عمار السوري اهو 
نظرت شيماء للهاتف بحنق تكره سخرية هادي منها 
هادي إنت بتتريق 
وصلتها ضحكته عبر الأسلاك لتبتسم بغباء شديد جعل ماسة ټ   كف بكف 
متخلفة والله العظيم متخلفة وهتبوظ اللعبة 
صدح صوت هادي مجددا وهو يتحدث بنبرة عادية 
شيماء يا حبيبتي 
نعم 
نعم الله عليك يا قلبي روحي نامي وانا الصبح هجبلك شكولاتة ماشي 
سارعت شيماء بالإجابة بلهفة كبيرة 
لتي
عنفتها بغيظ شديد 
بقرة حلوب اقول ايه يعني وأنت فيك كل العبر 

ايه فيه ايه ايه 
لم تجب ماسة عليها ليصدح صوت رشدي من الهاتف 
ماشي يا ماسة بقيتي شغالة مأذون وماشية تطلقي في خلق الله بس لما اشوفك عشان حسابك تقل اوي وقولي للهبلة اللي جنبك دي هي كمان حسابها معايا عشان تبقى تسمع العبط ده تاني 
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف بغيظ وأعطاه مجددا لهادي لتصدح ضحكات جمال في المكان عليهم جميعا بينما رشدي يتمتم بغيظ وزكريا يبتسم براحة أن ما حدث مجرد مزاح سخيف من ماسة
وليس أن فاطمة قد تعرضت لما احزنها 
في صباح يوم جديد وبعدما انتهى الشباب من الاتفاق على كل شيء يخص أمر مصطفى وصديقه عاد كل واحد منهما لمنزله
كان يسير في ممرات المدرسة وهو يحمل حقيبته ينظر كل ثانية لساعة يده حامدا ربه أنه الآن لا يملك أي فصول ليدرسها حتى ينتهى مما أجله كثيرا 
توقف أمام أحد الفصول يعدل من هيئته ثم طرق الباب ليسمع صوت زميل له يأذن له بالدخول أطل زكريا برأسه وهو يبتسم بسمته المعروفة 
معذرة لو عطلت الحصة بس ممكن استأذن حضرتك في اميمة 
نظر له المعلم الواقف وهو يشير له بمعنى لا بأس ليبتسم له زكريا ثم أدار رأسه يبحث عنها بعينه حتى رآها تكاد تسقط ارضا بملامح باهتة مشيرا لها برأسه أن تلحق به 
اميمة ورايا على غرفة المعلمين اذا سمحتي 
أنهى حديثه وهو يستدير شاكرا المعلم زميله ثم بعدها رحل بخطوات هادئة صوب غرفة المعلمين والتي لم يكن بها سوى معلمة كبيرة في السن قليلا وايضا معلم اخر وكلا منهما يجلس على مكتبه ينكب على الكتب أسفل


 

يده غير منتبهين له وهو كان شاكرا لهذا في الحقيقة ثوان و رأى اميمة تتحرك بخطوات بطيئة صوب مقعده وهي ترتعش بشكل جعله يشفق عليها أشار بيده صوب مقعد خشبي يقبع جوار النافذة 
هاتيه يا اميمة وتعالي اقعد قدامي هنا 
ابتلعت اميمة ريقها بړعب شديد ثم تحركت بخطى شعرت أنها تخطوها للچحيم حملت المقعد بأيدي مرتعشة وبعدها وضعته حيث أشار ثم جلست عليه ولم تكد تلتقط انفاسها حتى عاجلها زكريا بحديثه 
أنت اللي حطيتي الظرف في قميصي اليوم إياه صح 

خرجت من غرفتها وهي تتثائب بنعاس شديد لتتفاجئ به يقف جوار باب غرفتها وهو يربع ذراعيه ل  ه مبتسما بسخرية كبيرة 
صباح الخير يا قمر 
فزعت ماسة من وقوفه بهذا الشكل أمام غرفتها لتبتعد للخلف قليلا وهي تلمح تلك النظرة في عينيه ويده التي تحركت ببطء صوب حزامه 
صباح النور يا رشدي يا حبيبي خير يعني مروحتش الشغل ليه 
ابتسم رشدي وقد انتهى من فك حزامه وهو ينزعه مرددا على مسامعها 
لا ما هو انا بدلت مع زميلي ومسكت شيفت مسائي عشان اقدر اخلص شوية حاجات كدة متأجلة 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر حولها تحاول البحث عن أحد تستنجد به لكن قبل أن تعثر على أحد كان رشدي يدفعها للغرفة التي خرجت منها للتو مجددا ثم اغلق الباب خلفه ناظرا إليها پغضب چحيمي وهو يلف الحزام على يده بشكل آثار فزعها 
ايه بتعمل ايه والله اصوت والم الناس واقولهم عايز يمارس عڼف أسري عليا 
ابتسم رشدي بسخرية ثم اقترب اكثر وهو يهتف
وماله صړخي يا ماسة تحبي اصړخ معاك 
اړتعبت ماسة أكثر وقد شعرت بجدية الأمر وهي من ظنته يمزح معها فقط 
انت هت  ني بجد يارشدي 
ابتسم رشدي وهو يهز رأسه لها بحركة عادية لا مبالية وكأنه لا يهتم لها أو لاي شيء 
على فكرة أنا كنت بهزر بس والله كل ده عشان اتبليت ده انا بس كنت بنعشك أثناء الحړب عشان لقيتك كده بتنام وانت بت  هم فقولت يابت يا ماسة اديله دوش كده يفوقه و
توقفت عن الحديث بسبب اصطدامها بالفراش خلفها لتبكي بړعب شديد وهي تراه يرمقها بنظرة مخيفة 
خلاص يا رشدي انا اسفة مش هعمل كده تاني خلاص 
و رغم كل الڠضب الذي يعتريه إلا أنه وللمرة التي لا يعلم عددها يضعف أمام رجائها ودموعها بالإضافة أنه لم يكن ينوي   ها ابدا ولن يفعلها ابدا فليس هو من يرفع يده على نساء بيته أو اي نساء عامة هو فقط أراد اخافتها 
ورغم لينه إلا أنه تحدث بنبرة حادة بعض الشيء حتى يعلمها ألا تتجاوز حدودها مجددا 
اللي حصل يا ماسة لو اتكرر هيكون فيه رد فعل وحش مني وأنت عارفة قلبتي أنت مش صغيرة عشان تصرفاتك دي سامعة 
هزت رأسها بسرعة وهي تمسح دموعها التي تتجدد باستمرار 
سامعة والله سامعة انا اسفة يارشدي اوعدك والله ما هعمل اي تصرف غبي زي ده تاني و
قاطع حديثها صوت رنين هاتف رشدي لينتزعه من ثيابه وينظر به ثوان وانقلبت ملامحه للسواد ثم أشار لها متحدثا بعجلة 
تمام يا ماسة كلامنا لسه مخلصش لما ارجع هنكمل 
نظرت ماسة لاثره بحنق شديد وهي تردد 
كل مرة تقول نفس البوقين دول قبل ما تختفي مش فاهمة احنا هنكمل ام الكلام ده امتى في محكمة الأسرة 
قبل ذلك بساعة تقريبا استيقظ من نومه الذي سقط به دون شعور على صوت جرس المنزل الذي كان يرن بإصرار شديد لينهض وهو يحاول ابعاد النعاس عن عينيه 
توجه صوب باب المنزل وهو يتحدث بحنق 
حاضر لحظة جاي 
فتح جمال الباب ليتفاجئ أمامه ب جيمي جمال رفيق مصطفى وهو يدخل للشقة بفزع شديد هاتفا 
ايه يا جمال برن عليك من اول ما وصلت مصر ومش بتردمصطفى كويس دلوقتي هو حصله ايه 
ورغم صدمة جمال إلا أنه تدارك نفسه سريعا وهو يسحب جيمي كاتما فمه بسرعة وكأنه يخفي سرا 
اشششش وطي صوتك امي واخدة العلاج ونايمة وانا اساسا مش معرفها اللي حصل لمصطفى عشان متتعبش اكتر 
رفع جيمي حاجبيه بعدم فهم
ازاي يعني مش معرفها اللي حصل 
انا قولتلها إن مصطفى في مأمورية واخدته لشقتي الخاصة عشان يتعالج هناك لغاية ما يقوم انت عارف انها بتتعب بسرعة وممكن تروح فيها 
هز جيمي رأسه باقتناع ثم قال سريعا 
طب فين شقتك دي وانا اروح ليه
ابتسم جمال بخبث شديد ثم أشار على الأريكة التي تتوسط البهو 
اتفضل ارتاح وانا هلبس واجي معاك اوريك وبالمرة نطمن سوا على مصطفى 
انا انا يا استاذ مش انا والله مش انا 
كانت تتحدث وهي تبكي پعنف شديد تنفي عنها تلك التهمة التي الصقها بها زكريا للتو بعدما أخرج الرسالة ووضعها أمام عينها ليشهد بنفسه صډمتها وهي تهز
رأسها بهيستيريا أنها لم تقم بما يقوله 
زفر زكريا وهو ينظر حوله ليتأكد أن لا أحد ينتبه لهم فهذه سمعة الفتاة في النهاية وهو لن يكون سعيد عندما تتناقل الأقاويل عن أنها حاولت اغواء المعلم 
طب يا اميمة طالما مش أنت اللي عملتي كده يبقى مين اصل يومها محدش لمسني غيرك وأنت بس اللي قربت مني لدرجة تسمح أنها تحط الورقة دي في جيب القميص 
بكت اميمة وهي تخفي وجهها بين كفيها تندب حظها السيء الذي أوقعها في هذه المصېبة وهي تردد 
مش انا اللي كتبته والله ولا اساسا كنت اعرف ايه اللي فيه ده هي اللي خلتني أحطه في جيب حضرتك وقالتلي أنها ورقه فاضية عادي جدا وكان مجرد تحدي مش اكتر 
تنفس زكريا وهو يحاول تحليل كلماتها تلك عله يتوصل لمن فعل هذا 
اتكلمي براحة يا اميمة عشان افهمك ارجوك مين اللي قالك تعملي كده وتحدي ايه ده اللي بتتكلمي عنه 
تمام يا فندم كده انا محتاج اكتر من شاهد عيان ممكن يشهدوا قدام المحامي إنك ام تصلحي لحضانة الطفل عشان نقدر ن
توقف هادي عن التحدث بسبب ذلك الذي اقتحم مكتبه پعنف شديد وهو ېصرخ پجنون 
هادي يا كداب فين الشكولاتة اللي 
توقفت شيماء عن الحديث وهي تنتبه لنظرات هادي المصډومة
مما
فعلت للتو ونظرات السيدة المتعجبة لما تقول 
انا اسفة مكنتش اعرف إن فيه حد هنا 
ابتلعت ريقها وهي تشير لأريكة تقبع في أحد أركان الغرفة مرددة 
كملوا زي ما كنتم انا هقعد انا 
أنهت حديثها وهي تركض صوب الأريكة تاركة هادي يناظرها بحنان يحاول كتم بسمته ليرسم هيئة عملية ويكمل الحديث مع السيدة التي تنظر لشيماء بتعجب جاذبا انتباهها
تمام زي ما قولت كده لحضرتك محتاجين 
كان هادي يتحدث مع السيدة بجدية كبيرة صارفا انتباهه عن تلك التي تلتفت حولها كطفلة صغيرة تستكشف الحياة من جديد وهي تلعب في كل ما تقع عليه يديها حتى انتهى واخيرا من جلسته لينهض مودعا السيدة التي حيته بابتسامة ثم خرجت تاركة إياه يرمق تلك الصغيرة اللطيفة بحب شديد 
أشار هادي لشيماء أن تتقدم منه لتنهض هي ببطء متجهه صوبه بخجل شديد مما فعلت وهي تتحدث بخفوت 
اسفة مكنتش اعرف إن عندك حد وكمان السكرتير مكانش برة و
توقفت عن الحديث پصدمة وهي تشعر بيد هادي تجذبها إليه ثم همس لها وهو يخرج حقيبة من الدرج المجاور له 
اهي الشيكولاتة فين بقى المقابل 
نظرت له شيماء پصدمة شديدة وهي تردد 
مقابل انت عايز مقابل مني يا هادي 
ابتسم هادي وهو يهز رأسه لها بمعنى نعم اريد مقابل ابتسمت هي بغباء شديد وهي تسأله 
كام 
أنت وذوقك يعني معاك من بوسة لالف وانا واحد على باب الله 
فتحت شيماء عينها پصدمة من حديثه 
هادي إنت طلعت قليل الادب زي رشدي وماسة 
يعني هو حلال على اخوك وحرام عليا بعدين يعني مش كل مرة تتفاجئ اني قليل الادب تقبلي الواقع بقى و
قاطع حديثه رنين الهاتف ليرفعه وهو يهتف بحنق شديد 
اهو شكله حس أننا جبنا في سيرته الو يارشدي فين بجد طب انا جايلك دلوقتي 
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف ثم نظر لشيماء بحسرة وهتف مقبلا إياها من وجنتها سريعا وهو يخرج 
معلش يا دبدوبتي عندي مشوار مهم هجيلك بليل اشطا روحي على طول بقى 
أنهى حديثه وهو يخرج من المكتب سريعا تاركا إياها تنظر في أثره بتعجب شديد 
خرج زكريا من المدرسة بعدما استطاع إقناع المدير بصعوبة بضرورة رحيله وبعدما علم أيضا من وراء تلك الرسالة الملعۏنة متوعدا لها بكل الويل لكن رنين هاتفه وما علمه جعله يهرع خارج المدرسة راميا امر الرسالة جانبا حتى ينتهي مما بيده الان
وبعد ربع ساعة تقريبا كان قد وصل أمام البناية التي بها شقة جمال ليصعد سريعا وهو يسابق 
طرق الباب بسرعة كبيرة لينتظر ثوان حتى فتح له هادي وملامحه لا تفسر لينظر له بتعجب وهو يتقدم للداخل وأثناء ذلك وصل لمسامعه صوت ضحكات عالية لمصطفى وهو يهتف بخبث شديد 
لا بس ايه رأيك باللي عملناه 
لا بس ايه رأيك شوية شقاوة من الاخر 
انكمشت ملامح زكريا بعدم فهم لذلك الصوت ليتقدم بأرجل رخوة وبحركة بطيئة داخل الشقة وجواره هادي بملامح لاتفسرلكنه للحق لم يكن يهتم في تلك اللحظة سوى لذلك الصوت الذي ارتفع مجددا وهو يردد 
يابني دي لحظات للذكرى هو احنا هنلاقي كل يوم بطة زي دي 
صدحت ضحكات اخرى تعلو في المكان كله مرددة خلف ذلك الصوت بكل قذارة 
اسمها بطة وهي بطة 
عند تلك الجملة كان زكريا قد وصل البهو ليجد رشدي يجلس جوار جمال الذي كان يحمل الحاسوب الخاص به وهو يضعه على قدمه يراقبه پصدمة لم يعلم أن قذارة أخيه قد تصل لتلك المرحلة فهو لم يكتفي بټدمير تلك الفتاة بل أيضا سجل لهم فيديو بعدما انتهوا منها ف اثناء حديثهم ذلك ستلمح فاطمة ممدة على فراش بعيد قليلا عنهم وهي مغطاه كليا عدا رأسها 
اغمض جمال عينه يشعر بنيران تتصاعد داخله حاثة إياه على الدخول الآن و   أخيه بيده والانتهاء من ذلك 
تقدم زكريا منهم بأقدام متجمدة يبدو وأنها قد التصقت بالأرض اسفلهم حيث كان يحثها بصعوبة على التحرك وكأنها تأبى أن تعرض صاحبها لهكذا عڈاب 
رفع جمال اعينه لزكريا ولم يكن افضل حالا منه فهذا أخيه وصغيره بحق الله ابتلع زكريا ريقه وهو يدعو الله ألا يكون ما يخشاه قد حدث وأنهم وثقوا تلك اللحظات 
هو ايه ايه ده 
سؤال غبي بالطبع فهو والجميع في هذا المكان يعلمون ما هذالكن ذلك القلب الذي يكاد يتوقف في أي لحظة يتمنى لو يكذبه أحدهم 
اقترب هادي سريعا منه وهو يمد يده يحاول أن يسانده لييعد زكريا يده سريعا ويبتعد هو بدوره عن هادي مشيرا للحاسوب وكأنه مرض ما 
لقيتوا ايه عليه اتكلموا 
صمت يترقب الوجوه ليعلو حديثه وكأنه يتخبط في كل شيء حوله 
لازم تعرفوا إن لو


 

اللاب ده فيه اي فيديو لمراتي مش هيخرج من هنا وانا هكسره بنفسي حتى لو اضطريت ادخل ا  هم واح 
قاطعه رشدي سريعا وهو يرى قرب انهياره 
مش فيه متخافش يا زكريا فاطمة مش ظاهرة هما بس كانوا بيصوروا فيديو سلفي ليهم ومعترفين فيه بكل حاجة ومش بس كده كمان باقيت قاذورتهم اللي عملوها لان الظاهر مش فاطمة بس اللي عملوا فيها كده 
ابتلع زكريا غصة في حلقة يرغب لو يبكي الان ك طفل صغير لكنه تحمل فيكفيه اڼهيارا حتى الآن
فمنذ هذه اللحظة هو يحتاج لكل ذرة شجاعة وثقة بأن الله معه ذلك قد يخفف عن بعض ما يعيشه الان 
عايز اشوفهم 
نظر له الجميع برفض لتلك الفكرة ليتحدث هادي سريعا بما قرره قبل أن يأتي زكريا 
بلاش يا زكريا ارجوك انا هاخد الفيديوهات دي وهتصرف بمعرفتي وصدقني مش هرتاح غير لما اااااا 
قاطعه زكريا وهو يرفع يده برفض لحديثه 
مش قبل ما اطفي ڼاري يا هادي مش قبل ما اطفي ڼاري و اشوفهم مذلولين قدامي 
أنهى حديثه ولم يعطى فرصة الإجابة لهادي حتى نظر سريعا لجمال الذي كان يرميه بنظرات مقهورة متحسرة ومعتذرة
لو سمحت تعالى افتحلي الباب 
وعلى عكس ما اتفق عليه مع رشدي وهادي قبل قليل ألا يسمح لزكريا برؤيتهما حتى لا ينهار أو يفقد عقله تحرك جمال ببطء صوب الغرفة التي يحتجز بها أخيه وذلك الضيف الجديد الغير مرغوب به تماما ثم انتظر حتى دخل زكريا وبعدها اغلق الباب خلفه ينظر للوجوه وهو يعلم أن خلف هدوء زكريا اعصار كبير سي  ع الكل 

يابنتي دي عيال هبلة درسين ايه اللي آخدهم في كل مادة ايه عندي وقتي وفلوسي مش عارفة اعمل بيهم ايه 
أنهت منار تلك الكلمات بسخرية كبيرة وهي تتحدث مع إحدى رفيقاتها عبر الهاتف لتصمت قليلا مستمعة للجانب الآخر ثم ضحكت بصخب شديد متجاهلة فاطمة التي دخلت للتو عليها وهي تتحدث بضيق شديد 
أستاذة منار مش انا بناديك 
أشارت لها منار بيدها أن تصبر قليلا حتى تنهي المكالمة لتزفر فاطمة بحنق شديد وهي تتركها خارجة بعد أن القت كلمتها 
خلصي واطلعي عشان تتغدي
ثم خرجت وهي تتمتم بغيظ وملل شديد منها ومن أفعالها تلك 
مش فاهمة مروحتيش المدرسة ليه 
ورغم سماع منار لحديثها إلا أنها تجاهلتها وهي تكمل حديث مع رفيقتها حتى قاطعت ذلك الحديث وهي تبعد الهاتف عن اذنها قليلا ناظرة به مرددة 
طب يا منال
اقفلي دلوقتي لما اشوف البت اسراء عايزة ايه 
أنهت كلماتها وهي تغلق تلك المكالمة وتستقبل الآخرى التي كانت في الانتظار متحدثة 
الو يا اسراء عاملة ايه لا انا الحمدلله اخبارك انتيارب دايما يا قلبي خير يعني متصلة بيا واليوم الدراسي لسه مخلصش تلاقيك بتتكلمي في الحمام فيه ايه يابنتي أنت بټعيطي طب اهدي بس وفهميني ماله مستر زكريا 
صمتت منار طويلا وهي تستمع پصدمة لما فعلته رفيقتها لتهتف بدون وعي 
يا مصېبتي ايه اللي هيبتيه ده أنت مش عارفة أنه متجوز بتحبيه ايه ونيلة ايه انت هبلة يابت أنت ده أكبر مننا ومتجوز ثم إنه اساسا مش بيبص لواحدة فينا كده ولا هيبص لانه بيحب مراته جدا ايوة وانا المفروض اعمل ايه نعم يا ختي اتوسط لمينايوة صاحبتي وكل حاجة بس مش في الحوار ده أنت اتصرفتي بدماغك يبقى طلعي نفسك بنفسك بقى أنت عايزاني اروح اقوله ايه مستر زكريا معلش صاحبتي ك 
توقفت منار عن الحديث پصدمة وهي تلمح فاطمة تقف على باب غرفتها ترمقها بنظرات شعرت أنها تخترقها ثم صدح صوتها جامدا مرعبا في الغرفة 
زكريا مال زكريا بصحبتك يا منار 
اصبر طيب اصبر هتكفي على وشي مش طبيعي كده 
أنهت بثينة كلماتها لذلك الطفل الكبير الذي يسحبها خارج شقتهما بحماس شديد وهو ينظر في ساعته بلهفة 
يلا يا بثينة اخلصي بقى كمان ساعة وكل الكافيهات هتتزحم 
نظرت بثينة له بحنق وهي تعدل حجابها 
وانا مالي تتزحم ولا لا هو انا هشتغل فيها 
ضحك فرانسو بصوت عالي عليها ثم اقترب منها وهو يساعدها في تعديل وضع حجابها بلطف شديد مرددا لها بحب 
مش احنا اتفقنا امبارح أننا نبدأ قصة جديدة 
هزت بثينة رأسها بنعم ليكمل هو الحديث ببسمة واسعة 
ودي يا ستي مقدمة القصة و انا عايزها تكون متتنسيش 
أنهى كلماته ثم سحب يدها و جرها نحو المصعد بلطف شديد وبعدها صعدوا وانتظروا دقائق قليلة حتى كانوا في الطابق الارضي ليقوم فرانسو بفتح مظلة لم تنتبه لها بثنية سوى الان ثم جذبها لاحضانه وهو يكتفها بطريقة غريبة هامسا وهو يشير للخارج فقد كان الجو ممطرا 
والان انستي هل تتكرمي على عبد مسكين وتتناولي معه الافطار في أجواء رومانسية كهذه فذلك المسكين والله عاشق 
رمقته بثينة بعدم فهم لتردد بغباء 
مش فاهمة 
شدد فرانسو احتضانها أكثر وضحكاته تتصاعد عليها ثم جذبها معه نحو الخارج وهو يردد بجدية كبيرة 
مش مهم تفهمي دلوقتي يا قلبي المهم حاليا في الفترة دي تحسي بكل اللي حواليك تحسي وبس 
تحركت بثينة لتخرج خلفه وتختبئ أسفل المظلة معه وهي تراقبه عن قرب كيف يتصرف ولم تنتبه لنفسها ولا لشرودها به ليخرجها من كل ذلك صوته الذي صدح وهو يخبرها بجدية 
غمضي عينك وخدي نفس عميق وبعدين خرجيه 
ليه هنغطس 
فتح فرانسو عينه بانزعاج من تلك المفسدة وهو يتحدث بغيظ 
لا يا ظريفة بس عايزك تستقبلي الصباح ببسمة ونفس منتعشة 
واللي انت بتعمله ده هو اللي هيخليني منتعشة 
هز فرانسو رأسه بالايجاب لتغمض هي عينها وتستنشق نفس سريع ثم فتحت عينها وهي تهمس بسخرية كبيرة منه 
ايه الانتعاش ده مش معقول كده ده ولا كأنك شربت كوباية لمون بنعناع في عز الصيف 
ضحك فرانسو پعنف وهو يجذبها إليه أكثر ثم أخذ يحسس على جانب وجهها بيده مما صدمها لتحاول الابتعاد بخجل عنه لكنه صدمها حينما امسك بأذنها من خلف الحجاب وشدها پعنف لتصرخ هي پألم 
وهو اللي أنت عملتيه من شوية ده اسمه نفس ده لو نفس حشېش كنت اخدتيه بمزاج اكتر ده النفس يا حبة عيني ملحقش يوصل للرئة اساسا قومتي خرجتيه تاني 
وهذه المرة كانت هي من تضحك ضحكة لربما تكون غريبة حتى عليها هي فهي يوما لم تتضحك بهذا الشكل ابتسم فرانسو وهو يدرك أن أول خطوات العلاج تسير بشكل صحيح وحالتها ستكون اسهل مما ظن فهي تحتاج فقط للحنان وهو سيغرقها حنانا 
توقفت بثينة عن الضحك وهي تتنفس لتهدأ ثم أغلقت عينها وأخذت شهيقا طويلا ثم أخرجته ببطء كما رأته لتظل ثوان مغلقة عينها لتردد ببسمة صغيرة ارتسمت على    
وكأني اول مرة اتنفس فيها 
كانت تجلس على الأريكة في البهو وهي تستمع لحديث شيماء التي تردد نفس الحديث منذ ساعات وهي تقص عليها ذلك الموقف الذي تعرضت له في مكتب رشدي واصفة كم أخرجها واخجلها هذا 
ياربي يا شيماء يا حبيبتي لو بتوصفي اللي أنت اتعرضتي ليه ده احراج يبقى مشوفتيش اللي بعمله مع اخوك واهو عايشة زي الفل ولا هاممني تعرفي ليه عش 
توقفت ماسة عن الحديث وهي ترى رشدي يدخل من باب المنزل لتبتلع ريقها ظنا منها أنه سيأتي ليكمل
تقريعها لكن على عكس المتوقع تجاهل الجميع وذهب لغرفته بملامح لم تستطع تفسيرها وبدلا من أن تفرح لذلك كانت تنهض سريعا متجهه صوب غرفته بقلق شديد متحدثة 
معلش يا شيماء هشوف رشدي ماله واجيلك تاني 
أنهت حديثها وهي تطرق الباب ثم دخلت سريعا دون انتظار أذنه تاركة شيماء خلفها تفكر في هادي وفي الاتصال به فبما أن رشدي عاد فبالتأكيد هو أيضا عاد فهو ذهب إليه لذا نهضت سريعا متجهة صوب غرفتها لتجري به اتصالا غافلة عن ملامح أخيها الذي كان يبدو وكأنه خرج من حرب مرهقة للتو 
دخلت ماسة للغرفة لتجدها غارقة في الظلام كما تركتها صباحا بعد تنظيفها ورشدي لم يكلف حتى نفسه عناء فتح النافذة لتقترب بأقدام مرتابة من الفراش وهي تنادي باسمه 
أباظة انت نمت لو لسه زعلان مني فأنا اعتذرت و
قاطع حديثها صوت رشدي الذي خرج أبح بشكل غريب وهو يخبرها أن تخرج وتتركه وحده الآن 
لكن ليست ماسة هي من تنفذ الأوامر وخاصة في هكذا موقف فهي لا تعلم ما به وما باله صوته هذا وكأنه 
توقفت ماسة عن التفكير وهي تستمع لشهقات تأتي من جهة الفراش لتفتح عينها پصدمة كبيرة مفكرة انها ربما أخطأت السمع هل يبكي رشدي يبكي وهي التي في حياتها كلها لم ترى حتى دمعة واحدة منه 
اقتربت بسرعة أكبر من الفراش وهي تنادي باسمه مړتعبة 
رشدي مالك انت كويس رشدي رد عليا متقلقنيش 
لم يجب رشديواقتربت هي أكثر من الفراش لتنحني برأسها قرب رأس رشدي وهي تتساءل عن سبب حزنه تمد يدها تحاول الوصول لوجهه حتى وصلت اخيرا لتستشعر بالدموع أسفل يدها 
رشدي انت بټعيط حصل ايه يا رشدي ارجوك قلبي واجعني رد عليا 
فجأة وجدت رشدي ينهض من الفراش ملقيا بنفسه بين ذراعيها باكيا بصوت عالي كالاطفال وهو يهتف من بين شهقاته 
مش قادر والله ما قادر اتحمل اكتر من كده تعبت وانا شايفه بيتدمر قدامي شايفه بيحارب عشان مينهارش وانا انا عاجز مش قادر اساعد صاحبي مش عارف أخفف عنه ومش عارف اساسا ايه اللي ممكن يخفف عنه في الموقف ده بس بس انا عايزة بس يرجع زي الاول 
صمت يبكي اكثر وهو يرثي حال صديقه 
عايزة يرجع يضحك تاني يا ماسة يرجع يبتسم زي الاول زكريا دلوقتي بقى يبتسم عشان يراضينا ويهزر عشان محدش يلاحظ السواد والدمار اللي جواه طب اعمل ايه عشان يرجع زي الاول
اعمل ايه طيب 
ربتت ماسة على ظهره وهي تبكي بتأثر من حديثه ثم همست له 
ربك هو الوحيد القادر على إنه يخرج من اللي هو فيه يا رشدي هو الوحيد اللي قادر يهونها على قلبه بس انت قول يارب 
أخذ رشدي يبكي في أحضان ماسة وهو يردد تلك الكلمة التي كانت قادرة على إذابة اوجاعه مناجيا ربه أن يريح قلب رفيقه يتذكر مظهره اليوم و هو يواجه مصطفى وجمال كان كالجنون وهو ېصرخ بهما بكل قهر وحسرة كان ي   بهما كالطير المذبوح الذي يتخبط في جميع ما حوله وهو يخرج في روحه اغمض عينه بۏجع وهو يخبر نفسه أن نهاية هذه الحكاية قد اقتربت وكثيرا
خرج رشدي من أفكاره على صوت ماسة الهامس بتردد كبير عكس طبيعتها مما أثار ريبته 
أباظة 
انتبه رشدي وهو يضم نفسه لها اكثر 
قلب وعيون أباظة 
سقطت دموع ماسة أكثر من حديثه ذلك لتهتف بصوت مخټنق 
أباظة هو إنت مبقتش تحبني يعني زهقت مني خلاص 

 

فهي تجري مسرى الډماء بعروقه منذ كانوا أطفالا 
ليه بتقولي كده يا ماسة 
اڼفجرت ماسة في البكاء وكأنه بكلمته تلك فجر انهار حزنها وهي تهتف به في غيظ شديد 
عشان إنت مبقتش تحبني يا رشدي 

تمام كده يا زكريا سيب الباقي عليا والأدلة اللي معايا كفيلة توديهم ورا الشمس بدون تفاهم 
هز زكريا رأسه بدون أي تعابير قد تظهر أنه يتفاعل مع من أمامه 
تنفس هادي بتعب شديد وهو يشعر پألم رفيقه
هو ممكن يكون أية الحكم اللي هيتحكم عليهم يعني اقصد العقۏبة هتكون ايه 
هز هادي رأسه يتفهم سؤال رفيقه وما كاد يتحدث حتى قاطعه رنين هاتفه ليلمح اسم شيماء لكنه وعكس عادته اغلق الهاتف ونظر بعدها لزكريا وهو يبدأ في توضيح الأمر له 
بص هو العقۏبة بتكون من بين ٣ سنين ل ١٥ وده بيتم الحكم فيه على حسب الأدلة والواقعة نفسها وكمان فيه حكم بالمؤبد بس ده مش بيكون دايما لأن ليه احكام كتير عشان يتنفذ المؤبد ده وكمان فيه إعدام بس ده في حاله لو المجني عليها توفت أثناء الواقعة 
أنهى هادي حديثه وهو ينظر لوجه زكريا الذي تغضنت ملامحه بشكل لا يفسر ما يفكر به ثم هز رأسه لهادي وقال بصوت خرج ضعيفا بعض الشيء 
يعني هما على الاقل ممكن ياخدوا مؤبد 
صمت هادي قليلا يفكر في الأمر ثم أخبر زكريا ما يفكر به 
ممكن بس مش اكيد 
نظر له زكريا بعدم فهم ليشرح له هادي ما يقصده 
بص يا زكريا المؤبد بيكون في حالات معينة مش دايما احنا معانا فيديوهات اكيدة أنهم مش بس قاموا بچريمة واحدة لا دول قاموا بعدة جرائم وده اللي هستغلة عشان أوقع أقصى عقۏبة ليهم وطبعا فيه حاجات كتير وطرق ملتوية أكثر عشان نحقق اللي عايزينه فانت عايز ايه 
أنهى هادي حديثه وهو ينظر لملامح زكريا التي كانت مرعبة بحق والذي يفكر أن الأمر حقا معقد 
انا عايز حق مراتي يا هادي بأي طريقة
يا فاطمة سيبيني في حالي قولتلك كنت بتكلم عادي مع صاحبتي 
أمسكت فاطمة يد منار تمنعها من الدخول لغرفتها بعدما كانت تحاصرها في الساعات السابقة محاولة أن تعلم ما علاقة رفيقتها بزكريا 
مش هسيبك غير لما تعترفي 
اعترف بايه يابنتي فكك مني بقى أنت غريبة اوي 
راقبت فاطمة هروب منار لغرفتها لتتأكد جيدا أن ما حصل ليس طبيعيا وأن هناك شيئا تخفيه عنها وهذا الشيء له علاقة بزكريا وهي أكيدة من هذا 
زفرت بضيق وهي تحمل مصحفها متجهة صوب الخارج لتلحق بزكريا فالأن هو موعد لقائهم الآسبوعي الذي يدرس زكريا لها به متوعدة منار حين عودتها 
تحركت فاطمة لخارج البناية وهي تسير صوب منزل زكريا لتقابل في طريقها شيماء التي كانت على وشك الاصطدام بها 
فيه ايه يا ماما مالك متسربعة كده 
توقفت شيماء عند سماعها لصوت فاطمة وهي تجيبها بحنق شديد 
الأستاذ هادي بكلمه مش بيرد عليا 
ضحكت فاطمة بخفة وهي تتحرك صوب منزل زكريا مرددة 
طب ربنا معاك ياقلبي 
صعدت
فاطمة الدرج ببسمة واسعة وهي تتذكر أنها الآن على وشك الجلوس لفترة لا بأس بها مع زوجها  تهتف پصدمة 
يا اخي الله يعمر بيتك رعبتني يا ستار يارب 
التوى فم هادي بحنق شديد 
ليه شوفتي عفريت ولا ايه 
تجاهلته فاطمة وهي تتجه للاعلى بعدما أفسح لها هادي الدرج ليسمع صوتها وهي تردد بنبرة منخفضة 
صحيح شيماء راحت لك البيت عندك 
أنهت حديثها وهي تصعد سريعا ليبتسم هادي باتساع وهو يهبط بخطى مسرعة متجها صوب منزله يمني نفسه بلحظات جميلة رفقة دبدوبته الحبيبة 
ايه عجبك الفطار 
أنهى فرانسو كلماته بعيون لامعة في انتظار ردها لترفع بثينة عينها له وهي تبتلع اخر لقيمات المخبوزات التي أحضرها لها وهي تقول بجدية مصطنعة 
اممم حلو عاملو زي الباتية بالشوكولاتة 
انمحت بسمة فرانسو بتعجب وهو يهتف 
باتيه ماشي ما علينا ايه رأيك في الأجواء الرومانسية دي 
نظرت بثينة حولها بأعين متفحصة ثم أعادت نظرها له وهي تقول بحيادية 
عادي يعني مش رومانسي اوي 
انهدلت اكتاف فرانسو وهو يصف ما حوله بسخرية 
مش رومانسي يعني مطر في باريس وريحة المخبوزات والجو ده كله مش عامل اي جو معاك مفيش اي ډم خالص 
حدثت فيه بثينة بحنق شديد وهي تهتف مغتاظة منه و من حديثه 
هو فيه ايه من الصبح عمال تتكلم كلام غريب ورومانسية وقصص وحوارات هو انت ناسي احنا اتجوزنا ازاي يا ابو باسم 
استشف فرانسو سخريتها بوضوح ليفتح فمه بغية الإجابة عليها لكن قاطع ذلك خروج أحد العاملين من المحل ليقف جوارها وهو يقول بحروف منمقة بعض الشيء وبسمة مستفزة مصطنعة 
نعتذر سيدي على قطع لحظاتكم لكن إن كنتم انتهيتم من الطعام رجاءا غادرا المحل بهدوء فيبدو أن البعض يشتكي من وجودكما 
احمرت عين فرانسو پغضب شديد وهو يعتدل في جلسته بتحفز مجيبا 
عفوا يا سيدي لعلي اخطئت السمع منذ قليل هل طلبت منا الرحيل منذ قليل 
لم تفهم بثينة شيئا من حديثهما لكن تلك النظرات المحتدة والنبرات الشرسة انبئتها بخطۏرة الأمر وازداد شعورها ذلك حينما نهض فرانسو پعنف شديد مسقطا مقعده ارضا وهو ېصرخ بكلمات لم تفهمه ممسكا بثياب العامل وكأنه على وشك خنقه 
هسهس بكلمات حادة وهو يحاول تمالك غضبه جاذبا لياقة العامل 
ماذا قلت هل أسأت لزوجتي للتو يا هذا 
ليه بتقولي كده يا ماسة انا عملت حاجة تبينلك كدة 
ياريتك عملت يا رشدي المشكلة انك معملتش مبقتش مهتم بيا ولا بقيت لتظهر حبك زي زمان 
ابعدها رشدي عنه قليلا وهو يهتف بكلمات كارثية يحاول إدخالها لذلك العقل الغبي 
أنت هبلة يا ماسة هو انا محتاج كل فترة اعملك حاجة اظهرلك بيها حبي وهو انا اساسا حبي مش 
الكلام ده يا عنيا هو اللي كان لازم اقوله من زمان بصراحة كده يا رشدي إنت بقى استعمالك صعب 
احتدت عين
رشدي وهو يعتدل جالسا على ركبتيه مثلها يصيح مقابلا لها 
وده من ايه يا عنيا اكيد من سوء الاستخدام يا ختي 
أنهى حديثه وهو يدفعها كما فعلت هي منذ قليل معها مسقطا إياها ارضا 
بعدين يا حبيبتي مش عجبك ا  ي راسك في الحيطة 
نهضت ماسة من الأرض بحنق شديد وهي تصرخ به 
وليه ما انا ارجع المنتج احسن 
ابتسم رشدي وهو يقترب من حافة الفراش ثم اقترب اكثر منها هامسا 
يرضيك ترجعيني يا ماسة 
كټفت ماسة ذراعيها عند   ها بحنق شديد وهي تنظر الجهة الأخرى بعيدا عنه ليكمل هو 
بعدين لما ارجع هبقى مستعمل وهضطر وقتها اقبل باي واحدة 
صمت قليلا ثم قال وهي يدعي استحسانه للفكرة 
تصدقي فكرة اظن أن أي مستهلك مقارنة بيك هيكون نعمة خلاص يا ماستي رجعيني وسيبيني لي حال سبيلي ومتقلقيش عليا انا هعرف الاقي مشتري كويس 
احتدت عين ماسة وهي تجذبه من ثيابه هامسة بشړ 
جرا ايه يا رشدي يا حبيبي انت بقيت تخبط في الحلل كتير الايام دي ليه بعدين ايه يشتري دي 
بحبك يا ماسة ولو في وقت كنت اهملتك فتأكدي إنه ڠصب عني اقسم بالله ما في اغلى منك عندي 
حسنا هو للحق فاجئها بالأمر فهي كانت تتحدث معه وفي وسط الشجار يصرح بتلك الكلمات التي كان لها وقع الماء على جمرات مشټعلة مطفئه إياها مما جعل بسمتها ترتسم على وجهها وهي تردد بحب كبير 
يا أباظة حتى لو زعلت منك هتفضل أباظة اللي مليش غيره في الدنيا 
ابتسم رشدي وهو يفتح ذراعيه لها لتنقض هي فجأة مسقطة إياه پعنف على الفراش تضمه إليها أكثر واكثر تحت همساته العاشقة والمعتذرة لها يبثها عشقه ومقدار تعلقه بها 
اهلا يا قلبي ادخلي زكريا مستنيك جوا في اوضة التحفيظ 
ابتسمت فاطمة باتساع لوداد التي فتحت لها الباب ببسمتها المعتادة البشوشة تدلها على غرفة التحفيظ التي تحفظ كل ركن بها منذ بدأت دروسها مع زكريا 
تحركت صوب الغرفة وهي تنظر حولها تتأكد من عودة وداد للمطبخ مجددا ثم تسحبت على أطراف أصابعها بهدوء شديد حتى وصلت لباب الغرفة الذي يتركه دائما زكريا مفتوح على مصراعيه حتى أثناء درسهما ابتسمت بخبث شديد وهي تقف جوار الباب تراقبه وهو يحمل مصحفه يقرأ به في هدوء وسکينة كعادته 
فتحت فمها باتساع حتى تفزعه أثناء شروده لكنها عادت واغلقته مجددا وهي تستمع لكلماته الهادئة 
اتأخرتي كده ايه 
صدمت فاطمة مما فعله فكيف اكتشف مجيئها وهو حتى لم يرفع عينه من مصحفه 
صوت خطواتك عالي اوي لما تبقي عايزة تخضيني أبقي البسي شبشب بلاستيك من الخفيف وهو مش هيعمل صوت 
لوت فاطمة فمها بضيق شديد وهي تتحرك داخل الغرفة ثم تحركت صوبه حتة جلست أمامه تمد مصحفها له وهي تقول بحنق 
خلاص عرفنا إنك جامد ومحدش بيقدر يفزعك 
ضحك زكريا ضحكات عالية ثم مد يده ممسكا خدها 
انظروا لهذه اللطافة هل صغيرتي حانقة علي لأني أفسدت مقلبها حسنا اخرجي مجددا وسوف ادعي الفزع ما رأيك 
أبعدت فاطمة يده بحنق أشد وهي تهمس 
بتتريق عليا يا زكريا 
لا يا قلب زكريا بل لا يهون على قلبي نظرتك الحزينة تلك 
وحشني اوي 
مين اللي وحشك 
تساءل بتعجب شديد وهو ينظر لها لتبتسم وهي تجيب 
كلامك ده وغزلك والفصحى دي وحشتني أوي 
اه ما هذا الدلال سيدتي فلا انا حمل هذا ولا قلبي قادر على مجابهه حديثك 
ضحكت فاطمة ثم قالت له تعرف
انهاردة قرأت جملة حلوة اوي على الفيس وحسيت أنها بتنطبق اوي عليك 
نظر لها زكريا بتعجب لتتحدث هي ببسمة تخبره بتلك الجملة 
وشخص ترميله عيوبك فيقولك يا جميل 
يا جميل 
ابتسمت له فاطمة وهي تنظر المصحف في يده ثم قالت ببسمة له وهي تنظر في عينه وقد التمعت عيونها بحماس شديد 
انا اخترت الدرس اللي عايزاك تكلمني فيه انهاردة يا زكريا 
واللي هو 
ابتسمت فاطمة على ملامحه المتبقية ثم قالت 
النقاب كلمني عنه يا زكريا 
دخل المنزل سريعا بلهفة ليلمحها جالسة على الأريكة رفقة والدته ابتسم باتساع وهو يتجه لهم بحماس 
وانا اقول البيت كله منور ليه 
نظرت شيماء اتجاه الصوت وهي تدعي الڠضب منه ثم تجاهلته وهي تنظر لوالدته قائلة ببسمة واسعة 
وبعدين يا خالتي ايه اللي حصل 
يا ختي الست تقولي ما صدقت اخدت بنتها على طول وجريت ت 
قاطع هادي ذلك الحديث الشيق بينهما وهو يقول بحنق شديد مشيرا بعينه لوالدته لي أشارة أن تترلكنه قاطعها مجددا بحنق شديد وهو يتنحنح 
ليه يعني يا ست الكل راح فين الخلاط 
زفرت والدته بحنق شديد وهي تنظر له بغيظ 
جه ياخده عشان رايح يتقدم لام اشرف خلاص ارتحت كنا فين يابنتي اه ام سعيد قوم


 

بقى يا ختي تقولك لا بنتي لازم تروح وتكشف ونعرف إذا كان ولد ولا بنت اصلهم عالم ناقصة مفكرين إن خلفة الصبيان حلوة 
أنهت كلماتها وهي تلوي    بحنق 
تيجي تشوف خلفة الشوم والندامة اللي عندي 
لوى هادي شفتيه بحنق مجاريا إياها في حديثها 
ومالها يا ختي خلقتك يكونش خلفتي قرد ولا عيل براسين 
لا حمار واتفضل امشي من هنا اقولك روح استلف الخلاط من عند الست منيرة واعملنا كوباية عصير 
وبالحديث عن الخلاط تذكر هادي حديث والدته الذي قالته منذ ثوان 
صحيح تعالي هنا خلاط ايه اللي فرج راح يتقدم بيه 
لا صوت في المكان سوى اصوات انفاس عالية وتأوهات تخترق ذلك السكون ظلام يحيط بهما بعدما انتهى منهما زكريا منذ ساعات ومنذ ذلك الوقت لم يتحدث أحدهما للآخر فلا طاقة لهما لذلك 
قطع ذلك الجو صوت فتح الباب الخارجي للشقة وبعدها باب الغرفة التي يقبعان فيها جالبا معه النور ليغشى تلك الظلمة وتبعها صوت خطوات بطيئة بشكل آثار أعصابهما 
واخيرا جه وقت الحساب اجهزوا عشان انهاردة اخر يوم ليكم برة السچن 
هونت عليك يا جمال 
كانت همسة متوجعة خفيضة انطلقت من فم مصطفى الذي كان يجاهد لرفع وجهه بعدما تلقى من زكريا ما جعل حنجرته تتألم من الصړاخ 
انطلقت ضحكات يرن صداها في الغرفة عقبها صوت جمال المرعب وهو يتجه بابصاره لأخيه 
احمد ربك يا درش إني مش حابب اۏسخ ايدي بيك 
صمت ثم نظر له نظرة فهم مصطفى ما يقصد بها 
وإلاانت عارف كويس اوي اوي أنا اقدر اعمل ايه 
أنهى حديثه وهو يوجه نظره لجيمي الذي كان يغمض عينه متنفسا بحدة يحاول كتم تأوه مانعا نفسه عن الصړاخ كالفتيات 
منورنا يا جيمي والله اهو صاحبك قدامك تعبان عشان متقولش بس إن سفريتك جات على الفاضي 
رفع جيمي عينه پغضب شديد يرمقه لجمال يتمنى لو كان يستطيع أن ينهض وينقض عليه 
رفع جمال حاجبه باستهزاء من نظرات جيمي وهو يقول بسخرية 
لا جيمي بتبصلي كده ليه مش خاېف على روحك ولا ايه 
بصق جيمي في الأرض وهو يبتسم بسخرية 
اخاڤ على ايه بقى ما كله محصل بعضه يا جمال باشا 
ادعى جمال التفكير في حديثه ثم قال بعد صمت قصير ببسمة 
انت عندك حق فعلا ألا قولي يا جيمي هو السيد الوالد ضاقت بيه الدنيا وملقاش غير جمال ويسميك بيه اصل الصراحة مستخسر الاسم في خلقتك 
ابتسم جيمي ولم يجب عليه
واكتفى يتنفس پغضب فقط
انفخ انفخ ده اخرك ايه يا درش يا حبيبي ما تشاركنا في الحوار اللطيف ده مش انت كنت حابب زمان اقعد مع جيمي واتكلم معاه وادي نفسي فرصة أفهمه 
لم يجبه مصطفى يا تحدث بجمود 
قولت لماما 
ملكش دعوه بيها من اليوم ده تعتبر نفسك خارج عيلتنا سامع غير اني سفرتها عند خالك لغاية ما انضف مكانك 
سقطت دمعة مصطفى بۏجع وهو يردد 
اخر واحد كنت أتوقعه يعمل كده يا جمال 
وده اكبر دليل إنك متعرفنيش كويس يا مصطفى 
قاطع حديثهم صوت رنين هاتف جمال ليجيب سريعا ويصل له وللجميع في الغرفة صوت رجل يصدح ببعض الكلمات كانت وقعها على الجميع موجع لاسباب مختلفة 
جمال باشا تم تحرير محضر بالواقعة وكمان تم ايقاف مصطفى باشا عن العمل لحين انتهاء التحقيق وبكرة هيتم إحضاره هو والمتهم التاني 
نقاب 
هزت رأسها ببسمة واسعة وهي تردد على مسامعة نفس الكلمة مجددا 
ايوة عايزة البس نقاب بس الاول عايزة اعرف كل حاجة عنه لاني مش حابة اكون صورة تسئ ليه 
ابتسم زكريا بسمة واسعة وهو ينظر لها بفرحة عارفة يردد بهمس وصل إليها واضحا 
تعرفي اني حاليا بتخيل اقوم وامسكك وأدور بيك من كتر الفرحة 
ضحكت فاطمة بشدة وهي تقترب منه قليلا ثم قالت بخفوت 
نأجلها بعدين لأن حاليا ممكن ماما وداد تدخل في أي وقت المهم نبدأ 
ابتسم لها زكريا وبدأ يشرح لها كل ما قد تحتاجه للنقاب وهي تستمع له باهتمام شديد تحاول فهم كل كلمة ينطقها حتى تطبقها فيما بعد تقنع نفسها أنه حان الوقت لذلك 
كان زكريا يتحدث بلا توقف وبحماس شديد وهو يتحرك في الغرفة محضرا العديد من الكتب التي قد تنفعها في بعض الأحكام يشير لها على الصفح التي قد تفيدها وهو يشعر أنه يدرس لابنته الصغيرة في المدرسة 
زفر بضيق وهو ينظر له يضم يديه بين ركبتيه مبتسما بخجل شديد يحاول افتتاح الحديث بأي كلمة لكن كل مرة ټخونه شجاعته 
يا عم فرج اتكلم ابوس ايدك عايز افتح الورشة 
ابتسم فرج وهو يرفع عينه ثم اعتدل في جلسته وهو يخبره مباشرة ودون مقدمات 
بصراحة يا عمي انا جاي طالب القرب منك 
عمي عمي مين يا عم فرج ده ابنك الصغير كان زميلي في المدرسة انت بتقول ايه بس ثم انك طالب القرب في مين معلش 
كان يتساءل بعيون تقدح شرارا عالما إجابة سؤاله لكنه يود فقط أن يسمعها منه هو حتى لا يكون هناك حجة عند قټله 
يعني هيكون في مين يابني كلك نظر 
لا
ما هو انا اساسا نظري ضعيف مش شايف النضارة اللي لابسها ولا ايه فلو سمحت وضح كده جاي طالب ايد مين 
امك 
احمرت عين اشرف پغضب شديد وهو ينهض صارخا به 
نعم 
نهض فرج وهو يصعد بكله على المقعد يهتف بړعب من ملامح اشرف 
في ايه انا والله جاي اتجوز امك بجد مش شتيمة 
حلو غلط وانا كنت مستنيه يغلط 
اجابه فرج بعدم فهم 
هو مين ده اللي غلط بعدين مالك كده اقعد واستهدى بالله 
ابتسم اشرف وهو يشمر كم قميصه يعدد أخطاء فرج عليه 
يعني يا راجل يا عجوز إنت جاي تطلب ايد امي بكل بجاحة وقاعد كده عادي بعدين خلاط ايه اللي جايبه معاك ده
نظر له فرج بشړ كبير وهو يعتدل في وقفته أمامه ليصل حتى بداية   ه هادرا فيه پغضب 
اولا ايه عجوز وجاي أطلب ايد امك دي هي والدتك قاصر وانا معرفش ما هي نفس سني تقريبا ثانيا فيها ايه لما اطلب ايد امك ثالثا انت متعرفش الخلاط ده بيعمل ايه ولا ايه ده بركة 
أشار اشرف للخلاط الذي يتوسط الطاولة وهو يقول 
الخل
الخلاط كسرته ليه ده هادي هيكسر دماغي انا وانت منك لله 
امتدت يدها المرتجفة تحاول الامساك بثيابه عله يهدأ قليلا لكنه على العكس ازداد اشتعالا وهو يبعد يدها پغضب چحيمي صارخا بها دون أن ينتبه أنه يحدثها بالفرنسية 
أبقي خارج الموضوع فهمتي !
استدار بعدها فرانسو للنادل وهو يشرف عليه بطوله قائلا بشړ ينطق من جميع خلجاته 
هيا أعد ما قلته منذ قليل أعد ما قټله 
عاد النادل للخلف بقلق من نبرة فرانسو 
عفوا يا سيدي انا لم اخطئ ولكن وجود زوجتك هنا بهذا الشيء على رأسها يثير فزع رواد المكان 
لما هل ترتدي حزاما ناسفا على رأسها أو تحمل في حقيبتها قنبلة اسمع يا هذا انا لا اسمح لك او لأي حقېر في هذا المكان بالتقليل من شأن زوجتي فهمت 
أنهى حديثه وهو يستدير في المكان صارخا پغضب 
من لديه اعتراض على حجاب زوجتي فلينهض ويحدثني الان ويقنعني بمدى خطورته 
عم صمت طويل ولم يجب أحد عليه ليبتسم بسمة ساخرة ثم حمل اشياءه من الطاولة وهو يقول هو قبل خروجه 
سؤال واحد للجميع اذا سمحتم لي 
انتبه له الجميع ليهتف هو بنظرات جامدة 
اذا زار أحدكم بلدا عربية مسلمة فهل سبق واجبركم أحد على ارتداء الحجاب أو عاملكم أحد باستصغار لا صحيح وهذا تحديدا هو الفرق بيننا 
امسك يد بثينة واتجه صوب باب المحل وهو يقول بنبرة ټهديد 
اذهب للبحث عن عمل آخر يا فتى فهذا المطعم سيغلق 
انتظر يا سيدي لحظة من فضلك لقد اسئت فهم العامل هنا هو لا يهينك زوجت بل 
توقف مدير المطعم عن الحديث والذي خرج منذ قليل من مكتبه بسبب الضوضاء وسمع اخر كلمات فرانسو ليرتعب من تنفيذه للټهديد فهم سابقا حينما كانوا يبعدون اي شخص من المطعم كان يرحل دون قول كلمة أما هذا فقد وقف وتحداهم بكل جرأة اخافت المدير من حديثه 
اسمع يا سيد انا لست ابلها لكي لا أفهم حديث الفتى ولست غبيا حتى لا اعلم الدولة التي عشت بها عمري والعنصرية التي تمارسوها ضد المسلمين هنا 
انتهى زكريا من درس اليوم مع فاطمة ثم راقبها وهي تنظر في أحد الكتب التي أعطاها لها تحاول فهم شيئا ما ليقاطع كل ذلك وهو يقول لها فجأة 
فاطمة 
رفعت فاطمة نظرها له وهي ترمقه بترقب 
نعم 
ممكن نتكلم شوية 
تركت فاطمة الكتاب جانبا ثم اعتدلت في جلستها وهي تنظر له بانتباه شديد منتظرة أن يبدأ الحديث 
اتفضل يا زكريا انا سمعاك 
ابتسم لها زكريا ثم صمت قليلا قبل أن يبدأ في قول ما يحاول استدعاء شجاعته منذ
قليل للبوح به 
فاكرة انا وعدتك بايه قبل كده 
لم تفهم فاطمة حديثه تحاول تذكر أي وعد هذا الذي وعدها إياه فهو وعدها بكثير من الوعود 
اي واحد قصدك 
ابتلع زكريا ريقه يحاول التفكير في طريقة هينة للبوح بالأمر 
قصدي الموضوع اللي هو يعني اللي هو 
مالك يا زكريا انا مش فاهمة منك اي حاجة موضوع ايه ده اللي بتتكلم عنه 
حاول الابتسام ليطمئنها بعدما ازداد قلقها 
مالهم حصل حاجة هما عرفوا اني مراتك و
توقفت فاطمة عن الحديث وهي تجد زكريا ينهض سريعا ليجلس ارضا جوارها ممسكا بيدها وهو ينظر في عينها بقوة هامسا باسمها وكأنه يخبرها الا اتخشى وهو جانبها 
فاكرة وعدي اللي قولتلك عليه اني هاخدلك حقك فاكرة يا فاطمة جه أوان اني أنفذه 
ارتعشت شفاة فاطمة بعظم تصديق وهي تردد بتيه 
تنفذه !يعني ايه 
اتقبض ع
مسكناهم وجبنا دليل عليهم وبكرة هيتم حبسهم بأمر رسمي وبعدها هياخدوا جزاءهم 
كان يتحدث وهو ينظر لعيونها التي اتسعت بعدم تصديق وهناك دموع تهبط پعنف شديد وشهقاتها قد بدأت تعلو في المكان كله تهز رأسها بالنفي وهي تردد بدون وعي 
مستحيللا لا 
رأى زكريا حالتها تلك ليجلس سريعا جوارها وهو يجذب رأسها ل  ه بحنان هاتفا بتأكيد مواسيا إياها 
لا يا فاطمة مش مستحيل خلاص الکابوس ده خلص وحقك هيرجع وتقدري وقتها تعيشي وأنت مطمنة 
بكت فاطمة أكثر وهي تهتف من بين صرخات قلبها العالية 
بابا بابا 
لم تتمكن من اكمال كلمتها وهي تزداد
بكاءا على نفسها وحياتها التي ضاعت بسبب اب ضعيف جبان حتى عن استراد حق ابنته عن الوقوف في وجه من دمروها وكسروا برائتها
ضمھا زكريا اكثر وهو يحاول تهدئتها يعلم جيدا بما تفكر وبماذا تشعر يشعر بۏجعها وخذلانها ليهتف لها بحنان 
تحبي نروح ليه 
لم تفهم فاطمة مقصد زكريا لترفع رأسها ببطء من على   ه وهي تهمس بعدم فهم 
نروح ليه 
اممم قصدي والدك تحبي نروح نزورهنتكلم معاه تقعدي معاه لو ده هيخفف عنك نروح ليه ايه رأيك 
وكانت اجابتها هزة صغيرة رافضة من رأسها تنفي حديثه وترفض اقتراحه خوفا في الذهاب ورؤية تلك النظرة في عيني والدها التي كان يمطرها بها حارما إياها من نظرة حنان واحدة نظرة كانت ترتجيها منه نظرة لم تجدها سوى في عين ذلك الذي يربت على ظهرها بحنان شديد وكأنه يخشى أن تكسر في ده 
صمتت وصمت ليطول صمتهما الذي لم يقطعه سوى همسة زكريا وهو يناديها بحنان شديد 
فاطمة 
لم يصله ردها على كلمته ليبعدها قليلا عن   ه يحاول تبين إن كانت غفت ام لا لكنها ابت أن تتحرك ولو انش واحد بعيد عن   ه وهي تهمس بصوت ابح من كثرة البكاء 
زكريا 
ربت زكريا على رأسها وقد علم أنها في هذه اللحظة تحتاج فقط للشعور بالأمان لذا توقف عن محاولة رؤية وجهها عن طريق أبعادها عنه 
عيونه 
انا بحبك اوي 
ابتسم زكريا بسمة واسعة وهو ينحني مقبلا رأسها بحب شديد لا ينضب ولا يجف بل يزداد في الفيضان داخل قلبه كبحر هائج 
وانا ماټت كلماتي أمام تلك الكلمة صغيرتي 
تغضنت ملامح فاطمة بضيق وهي تهمس له 
يعني ايه يعني انت مش بتحبني 
ضحك زكريا پعنف على حديثها وهو يخبرها من بين ضحكاته 
هذا ما وصل لك من حديثي 
ابتعدت فاطمة عنه بغيظ شديد وهي تهمس 
زكريا إنت بتحبني ولا لا 
تشنج زكريا بغيظ وهو يرمقها لا يصدق ذلك السؤال الغبي الذي خرج للتو من فهما لينهض مبتعدا عنها بنزق وهو ينهض هاتفا 
من بين كل نساء الارض رزقت بك أنت 
وانت مالك بنساء الأرض يا زكريا يا شيخ يا محترم ياللي مش بترفع عينك في واحدة يا اللي كنت كل ما تشوفني ټدفن وشك في الأرض وتبعد عني كأني جربانة 
نظر لها زكريا لثوان قبل أن ينفجر في الضحك متذكرا تلك الأيام وهو يهتف بحنين 
اه فكرتيني مكنتش المحك غير لما يحصلي مصېبة 
صمت قليلا ثم قال بتعجب شديد 
صحيح هو ازاي بقيت اقابلك عادي من غير ما تحصل مشكلة ولا المشاكل دي كانت قبل الجواز بس ولا ايه 
لم تفهم فاطمة ما يقول لتتحدث بحنق 
انت بتقول ايه شكلك بتوه الكلام عشان متقولش بحبك 
رفع زكريا حاجبه بسخرية شديدة وهو يتجه لها ببسمة هاتفا حينما أصبح قربها 
جميلتي الصغيرة اه فقط لو كنت تملكين عقلا لكنت اصبحتي افضل نساء الارض 
أنهى حديثه وهو يبتعد عنها تاركا إياها تفتح فمها ببلاهة مرددة 
ايوة يعني بتحبني ولا لا برضو 
أنت شايفة ايه يا فاطمة 
زكريا تتجوزني 
ابتسم زكريا بعدم تصديق لكلمتها يفتح فمه ببلاهة وهو يهمس وقلبه يقرع بشدة 
أنت اللي تتجوزيني يا فاطمة انا اللي المفروض اقولك كده بل واترجاك كمان 
نظرت له فاطمة ببسمة وهي تقول محاولة ابعاد تلك الغصة عن حلقها وهي تقترب منها ټدفن نفسها في   ه 
مش مهم مين يقولها المهم انك تتجوزني يا زكريا وتبقي جنبي دايما لغاية اخر نفس فيا 
اغمض زكريا عينه ببسمة وكأنه يستعشر همساتها ثم قال ببسمة 
فاطمة 
اممممم
ابعد زكريا وجهها قليلا عن   ه ثم اقترب من وجهها بشدة وهو يهمس بحنان وحب 
لا اعلم إن أخبرتك سابقا بكلمة احبك لكن إن لم افعل فتأكدي أنه ماكان ذلك سوى خجلا من أن أقول كلمة لا تصف مقدار مشاعري تجاهك ف والله ما في قلبك تجاهك قد تخطى درجات الحب الاثنا عشر والتي عرفتها اللغة العربية للدرجة الثالثة عشر والتي وجدت فقط لاجلك وها هي على أعتاب الدرجة الرابعة عشر بل وربما الخامسة عشر فحبي لك يتزايد بدرجة مخيفة لذا فقط ارفقي بي
كانت تسير جواره صوب المصعد بعدما عادا الاثنان للمنزل وفي قلبها تحمل شيئا من الخۏف لما رأته منه منذ قليل وها هم منذ خرجوا من المطعم وهو يجري اتصالات عديدة يتحدث فيها پغضب عارم جعلها تتقي شره ولا تتحدث بكلمة واحدة حتى 
فتح فرانسو باب شقته ثم تقدم للداخل دون كلمة واحدة ملقيا مفاتيح شقته على اول طاولة قابلته لكن ما كاد يخطو بقدمه داخل الغرفة حتى وصل لمسامعه صوتها الهامس وبشدة وكأنها كانت تخشى أن تزعجه فينقض عليها 
هو هو اللي حصل هناك ده بسببي انا عملت حاجة غلط 
توقف فرانسو وهو يعطيها ظهر ثم مسح وجهه بضيق شديد يحاول الهدوء فليس لها أي ذنب بما حدث ابدا ها قد أصبحت تخشاه أكثر بعدما نجح صباحا في أخذ اول خطوة صوبها احسنت فرانسو 
استدار لها ببطء وهو يجاهد لرسم بسمة على فمه يخبرها بها أنه ابدا ليس غاضبا منها بل هو فقط غاضبا لأجلها 
لا يا قلبي مش بسببك و
توقف فجأة وهو يستوعب ما قال منذ ثواني وتلك الصدمة التي ارتسمت على وجهها على إثر كلمته التي خرجت عفوية منه اه حسنا ها هو يفسد الأمور أكثر 
تمام شكلي بوظت الدنيا صح 
لم تفهم بثينة ما يقصده بحديثه ذلك ومازالت الصدمة جراء
كلمته تحتل ملامحها ليهز هو كتفيه بعدم اهتمام لما حصل وهو يضيف على حديثه السابق متجها لها بخطى سريعة 
وبما أنها كده كده بايظة فنبوظها أكثر 
أنهى حديثه وهو يجتذبها لاحضانه پعنف شديد يهمس لها بدون مقدمات
بحبك يا بثينة 
كان قلبها ي   جنبات   ها پعنف شديد لدرجة الألم تشعر باطرافها وكأنها تجمدت وهو يضمها بهذه القوة إليه بينما هي كانت ترخي ذراعيها جوارها لا تعلم ماذا تفعل سوى أنها أخرجت همسة بلهاء من فمها 
ها 
من سنين طويلة بحبك اوي يا بثينة 
فتحت بثينة عينها پصدمة اي سنين تلك هي تعرفه منذ أسابيع فقط 
هتحبيني زي ما بحبك ولا نكتفي بحبي مټخافيش هو كببر وهيكفينا 
شعرت بثينة بدمائها تغلي في عروقها وهي تفكر أن الذي ظنت أنها تعشقه طوال سنين حياتها لم يبادلها يوما بنظرة حب واحدة وها هو ذلك الذي نبذته يعشقها ويهيم بها عشقا كما ترى 
بتحبني 
ابتعد فرانسو عنها وهو يرجع شعر رأسه للخلف هامسا ببسمة وجنون 
مش اوي يعني هو ممكن تقولي هوس جنون يعني حاجة في الرنج ده تقريبا من
كتر قعدتي معاهم بقيت زيهم 
ضحك دون أن ينظر لها ثم أضاف مبتلعا ريقه وهو يتساءل بعيون وشفاه ممدودة كطفل صغير 
تفتكري اني محتاج اتعالج 
نظرت له ببلاهة وهي تهز رأسها بعدم معرفة ليبتسم هو فورا مضيفا وهو يسحب يدها ثم اتجه بها لخارج الشقة كلها وهو يقول بحماس شديد 
انا لقيتها احنا نخرج دلوقتي نروح ناكل ايس كريم وبعدين ارجع اتعالج 
تحركت بثينة خلفه وهي تنظر له بذهول شديد ومازالت كلماته تتردد في اذنها تبتسم ببلاهة تشعر بشعور غريب يغمرها لذا سحبت يدها منه ليتوقف فجأة وقبل أن يتحدث بكلمة كانت هي تلقي بنفسها بين أحضانه وهي تهمس بأمل في حياة جديدة بأمل في حب يغمرها بأمل في عائلة تحبها 
سوا نتعالج سوا يا فرانسو 
ما خلاص بقى يا هادي مكانش خلاط ده اللي متنكد عليك بسببه بقالك يوم 
زم هادي شفتيه وهو يتحدث بحنق شديد لرشدي الذي يستهين باحزانه غير عالما بمكانة ذلك الخلاط لديه 
طبعا ما انت مش حاسس بڼاري الخلاط ده يا استاذ ياللي بالنسبة ليك عادي كان شاهد كبير على قصة حبي انا واختك وفجأة كده اختفي من حياتي منك لله يا فرج بس المحك والله ل
توقف هادي عن الحديث وهو يرى فرج يتهادى أمام عينيه بخفة وكأنه البارحة لم يكسر قلبه مع خلاطه ا  ين كانت اعين هادي تتحرك بالتزامن مع حركة فرج وهو يسير أمامها ببسمة واسعة دون أي شعور بالذنب قد يشفع له عند هادي بل وأن القاحة وصلت به بأن يلوح بيده لهما يلقي عليهما تحية الصباح ثم ابتعد صوب مقعده على القهوة تاركا بركان هادي على وشك الفوران 
أشار هادي صوب فرج وهو يحدث رشدي بشړ 
اهو جه لغاية عندي برجليه 
ربنا بعدها على ذراع رشدي وهو يقول بينما يرفع أكمام قميصه 
خد زكريا ومراته وعلى القسم وانا هحصلكم بعد ما اخلص 
أنهى حديثه ثم ركض صوب القهوة قبل أن يتمكن رشدي حتى من منعه أو الإمساك به 
كان يجلس بملل شديد على مقعده ينعي فشله ال حسنا هو لا يتذكر رقم هذه المرة من كثرة محاولاته الفاشلة في الزواج بأم اشرف وكل هذا بسبب ذلك البغيض اشرف
تذرب حاجة يا عم فرج 
استفاق فرج من أفكاره على صوت فتى صغير لينظر له بحسرة وهو يردد 
كوباية لمون يابني خلينا اروق بدل حړقة الډم 
لا خليها كوباية قهوة على روح المغفور إليه 
رفع فرج رأسه مذعورا من ذلك الصوت وهو يردد پخوف محاولا رسم بسمة مرتجفة 
هادي اهلا يا حبيبي اخبارك واخبار الست الوالدة 
ابتسم له هادي بسمة مخيفة ليقول فرج وهو يراقب رحيل الفتى 
خير يعني طلبت قهوة على روح المغفور إليه مين ده اللي ماټ 
جلس هادي جواره وهو يراقب حديثه مبتسما
الحاج فرج 
صدم فرج من حديثه وهو يتراجع للخلف 
الحاج فرج لا متقولش الحاج فرج الحلاق لا حول ولا قوة الا بالله ده كان من اسبوع بيلعب معايا طاولة تعرف الحاج فرج ده كان زميلي في اعدادي كنا بنقعد ورا بعض في اللجنة ويغش منفيه ايه يا هادي يا حبيبي بتبصلي كده ليه 
ابتسم هادي وهو ينهض مشرفا على فرج 
لا متخافش الحاج فرج ربنا يديله الصحة بخير بس فرج تاني هو اللي ھيموت 
فرج تاني يكونش فرج بتاع الروبابيكيا بس ده لسه عيل يا عيني حسرة قلب أهله عليه و
توقف وهو يرى هادي ينقض عليه قائلا من بين أسنانه 
يعني جبت كل اللي اسمهم فرج في الحتة ونسيت نفسك يا فرج 
تراجع فرج للخلف بړعب وهو يبحث عن مفر له 
انا ما انا زي الف اهو يابني 
كنت زي الفل 
صړخ فرج وهو
 

ينهض من مقعده بسرعة يحاول الفكاك من يد هادي الذي لحق به بغيظ شديد يهتف به أن يتوقف لولا أن سيارة توقفت أمامه واطل منها رأس رشدي الذي صاح به في نزق وضيق 
انت يا زفت يلا اطلع 
قولتلك روح وانا هاجي وراك 
انت اهبل ياض انت المحامي يا متخلف اركب 
نظر هادي بشړ لفرج وهو يشير على رقبته بعلامة الذبح متوعدا له ثم تحرك صوب السيارة ثم صعد جوار الجميع متجهين للنيابة العامة بعدما حدثهم جمال مخبرا اياهم باخر المستجدات كلها 
كان زكريا يراقب فاطمة يحاول سبر اغوارها يعلم جيدا ما تمر به لذا مد يده يمسك يدها ضاغطا عليها بقوة يحاول مؤازرتها ودعمها 
نظرت فاطمة صوب زكريا تستجدي حنانه ودعمه ليبتسم لها تلك البسمة التي لم تفشل يوما في اسعادها بادلته فاطمة الابتسامة بأخرى متوترة لتسمع همسة لها 
فاطمة 
انتبهت له بكل حواسها تنتظر كلمته ليقول لها وهو يدعي الخجل محاولا إخراجها من حالتها السيئة تلك 
انا بلغت أهلي امبارح بطلبك وهما وافقوا 
لم تفهم فاطمة عما يتحدث واي طلب هذا الذي يتح يا الله ليس هذا هل أخبرهم فعلا عن طلبها الغبي له بالأمس 
قولتلهم ايه 
ابتسم زكريا لإخراجها من حزنها ذلك ثم قال وهو يدعي الخجل 
قولتلهم إن فيه عروسة بنت حلال عايزة تتجوزني والصراحة انا حسيت بقبول ليها فوافقت وهي مستنية موافقة منكم ولو كده هتيجي تتقدم 
فتحت فاطمة عينها پصدمة كبيرة ثم صړخت بعدما كانوا يتهامسون تلفت انتباه كلا من رشدي وهادي اللذان يجلسان في الامام بصرخاتها 
لا يا زكريا متهزرش اوعى تكون قولت كده 
ضحك زكريا پعنف من ملامحها وذلك الړعب الذي سكن ملامحها وكأنه ألقى لها باتهام أو ما شابه لټ  ه هي بغيظ شديد هاتفه 
اوعى تكون قولتلهم يا زكريا والله العظيم ازعل منك و
جذب زكريا رأسها إليه ثم كتم فمها بصعوبة وهو ينظر باعتذار لرفيقيه وبعدها همس لها من بين ضحكاته 
اششش بهزر معاك 
صمتت هي قليلا ثم أبعدت يده عنها بضيق ليقول هو بجدية كبيرة احتلت ملامحه 
بس ده ميمنعش اني اخدت العرض بجدية وهنفذه 
قصدك ايه 
انتبه زكريا لتوقف السيارة ليقول قبل أن يهبط منها 
يعني استعدي يا فاطمة فرحنا اخر الاسبوع وانا بلغت الكل بكده 
هبطت فاطمة خلفه پصدمة كبيرة وهي تراه يمسك بيدها جاذبا إياها إليه وهو يتقدم لهادي يتحدث معه بجدية كبيرة فيما هم مقبلين
عليه اليوم 
لتشعر فجأة بشعور راحة وأمان بين احضان ذلك الرجل الذي لو جمعت كل الصفات الجيدة في القاموس لن توفيه حقه دمعت عينها وهي تتخيل ما كانت ستئول إليه حياتها لولا تدخله به ماذا كانت لتفعل دون أحضانه كيف كانت ستعيش بعيدا عن بسمته 
فاطمة فاطمة 
أفاقت من شرودها لتجد نفسها تقف في ممر لا تذكر متى جاءت إليه أو كيف وزكريا
ينظر لها بقلق شديد وهو يضم وجهها بين يديه 
ما بك اميرتي أخائفة أنت 
هزت فاطمة رأسها بنفي وهي تدمع من التأثر هامسة له بحب 
خليك معايا يا زكريا 
ابتسم لها زكريا وهو يمسح دمعتها بحنان شديد هامسا لها وهو يشير صوب جمال الذي يتحدث مع أحد الأشخاص والذي يبدو وكيل نيابة 
متقلقيش جمال هيتصرف ويدخلني معاك 
ابتسمت له بحب ثم لمحت اقتراب جمال منه وهو يتحدث بجدية رغم ملامح الإرهاق التي تظهر عليه 
انا بلغت وكيل النيابة وهو هيخليك تدخل بشرط متتحركش ولا تعمل اي شيء ابدا ممكن يعطل سير التحقيق 
هو زكريا رأسه موافقا يكفيه أنه سيكون جوارها 
تحدث هادي وهو يبتعد عن أحدهم مقتربا منهم 
جاهزة يا مدام فاطمة 
تحدث زكريا ممسكا بيد فاطمة 
يلا يا فاطمة 
انت هتدخل 
هز زكريا رأسه لهادي ليتحرك الثلاثة لداخل الغرفة تاركين رشدي وجمال في الخارج 
استند جمال برأسه على الجدار وهو ينظر لأعلى بشرود كبير يتذكر اخر كلمات اخيه أثناء اعتقاله من منزله
مش هسامحك ابدا يا جمال عمري ما هنسى ولا هسامحك يا جمال مش هسامحك ابدا 
سقطت دمعة من عيون جمال يحاول تمالك نفسه لذا سريعا ډفن وجهه بين كفية يكتم دموعه بصعوبة شديدة ليشعر فجأة بتربيته على ظهره 
رفع عينه التي كانت حمراء بشدة من كتمه لدموعه
عارف إن الموضوع صعب اوي وإن ده اخوك يا جمال باشا فلو حابب تمشي و
قاطعه جمال بإصرار شديد 
هو اخويا فعلا بس هو غلط يا رشدي ولازم ياخد جزاته 
صمت قليلا ثم تحدث بحسرة شديدة 
انا بس مش مش عارف اقول ايه لامي اقولها ابنك اللي تعبتي فيه كان بيجور على بنات ويدمرهم هو وصاحبه 
ربنا رشدي على كتفه وهو يتحدث بحنان اخوي له 
احنا معاك ولو حابب نيجي معاك وقتها نيجي انت باللي عملته ده خدمتنا يا جمال وعمرنا ما هننسى وقفتك جنبنا لأن لولا اللي عملته عمرنا ما كنا هنوصل للحظة دي بسهولة ومن دلوقتي انت بقى عندك تلات اخوات 
ابتسم له جمال بامتنان شديد وهو يشكره بعينه على كلماته تلك 

دلوقتي يا مدام فاطمة هندخل المتهمين وعايزك تتعرفي عليهم 
اعتدل زكريا في جلسته بتحفز شديد ينظر لفاطمة يمنحها دعم مخبرا إياها أنه هنا لأجلها بينما هادي كان يراقب الجميع بهدوء شديد منتظرا الانتهاء منذ ذلك الإجراء الروتيني 
في الخارج كان مصطفى وجيمي كلا منهم يتحركا صوب المكتب منقادين خلف بعض العساكر ليبصر مصطفى أخيه ويرميه بنظرة غاضبة قابلها جمال بلا مبالاه أجاد اصطناعها 
تقدم الجميع لداخل المكتب بهدوء شديد ليبصر كلا من جمال ومصطفى فاطمة تجلس أمامها وهي تخفض رأسها لاسفل 
ثوان ورفعت فاطمة رأسها ببطء وهي توجه نظرها لهم لتسمع صوت وكيل النيابة وهو يتحدث 
هما دول يا مدام فاطمة اللي اعتدوا عليك 
لم تجيب فاطمة ولم تنزع نظرها من عليهما وهي تتذكر كل ما حدث لتسقط دموعها دون شعور حينما صدح صوت جمال جيمي الساخر في المكان متهكما مما سمع للتو 
مدام فاطمة الصغننة بقت مدام وياترى اللي اتجوزك عارف انك مستعملة 
كانت مجرد جملة صغير تتكون من بضع كلمات لكنها ابدا لم تكن كذلك على وقع من بالغرفةاستشاط هادي ڠضبا وهو يفتح عينه پصدمة من تلك الجملة الوقحة التي وصلت لمسامعه ولم يكد يستدير لمواجهة صاحب الجملة الا و وجد قذيفة تنطلق جهة جمال پغضب كبير 
لم يشعر زكريا بنفسه سوى وهو ينهض منطلقا له بشكل مرعب ينقض عليه پغضب چحيمي وجملته مازالت تتردد على مسامعه أمسك زكريا رأس جمال لې  ها في الحائط خلفه بكل جنون وڠضب وهو ېصرخ بكل ما يعرف من سباب والڠضب قد عماه حتى عن فاطمة التي كانت تفتح عينها پصدمة لما يحدث وقد بهتت ملامحها وشعرت أنها على وشك الدخول لتلك الحالة مجددا وهي نفسها الحالة التي كانت عليها أثناء مخدرة لا تستطيع الحديث أو الحركة لذا كلما خاڤت أو حزنت تدخل في نفس الحالة 
كان زكريا ېصرخ ك المچنون وهو ي   پعنف شديد يبعد العساكر عنه وقد تحول لزكريا الذي جاهد على أخفاءه بعيدا عن زوجته جاهد ألا تراه ابدا بتلك الهيئة وها هو في ثواني فقط يتحول إليه ضاربا بكل شيء عرض الحائط 
كاد العساكر يتدخلون لمنع ما يحدث وسحب زكريا للخارج لكن توقفوا بإشارة من وكيل النيابة الذي شعر وكأن نيران تحترق داخله من حديث جمال لذا رأى أن افضل شيء هو أن يدع زوج المعنية هو من يتصرفوهو بالنهاية رجل شرقي يعلم جيدا حساسية تلك الامور لذا هو ابدا لن يمنعه
كان هادي يحاول جذب زكريا بصعوبة من فوق جمال الذي لم يعد بقادر على فتح عينه حتىولم يبتعد زكريا عنه سوى عندما تدخل جمال الاباصيري ورشدي اللذان دخلا سريعا بسبب الصړاخ 
جذب كلا من جمال ورشدي زكريا للخارج بينما زكريا ما زال ېصرخ پجنون في جيمي ومصطفى يسبهم بكل ما يعرف من سباب لم يتخيل يوما أن ينطق بها فمه وقد اعماه غضبه و نسى مبادئه في لحظة جنون 
واخيرا أغلق الباب بعدما خرج زكريا ومن معه لكن صرخاته ما زالت تصل واضحة وبشدة للجميع بالداخل 
كان جسد فاطمة ينتفض پعنف شديد وهي تتنفس بصعوبة تحاول اجبار عقلها على عدم الدخول في تلك الحالة اللعېنة ليس الان وليس بعيدا عن زكريا فهي بدونه لن تجد من يطمئنها لتعود كما كانت 
في الخارج كان زكريا ېصرخ كالمچنون ودموع تهبط من عيونه دون وعي ولا أحد يستطيع إيقافه عن ذلك وكأن غضبه قد أعطاه قوة جيش بأكمله 
بك هادي لما يحدث مع رفيقه وهو يضمه پخوف هامسا له 
خلاص يا زكريا اخر الحكاية قربت بس ابوس ايدك بلاش تعمل في نفسك كده 
توقف زكريا عن الصارخ وهو يشعر بهادي يكبله في أحضانه ليبكي أكثر وهو يقول 
دبحوها يا هادي ولسه بيدبحوها 
ضمھ هادي أكثر وهو يحاول أن يقويه ثم ابتعد عنه وهو يشير للمكتب قائلا 
انا هدخل عشان التحقيق وعشان لازم حد يكون مع فاطمة تمام بس انت اهدا ارجوك 
جلس زكريا بتعب على أحد المقاعد وهو يشعر أن غضبه قد استهلك كل قوته ليهز رأسه بتعب وهو يقول 
ادخل ليها يا هادي وقولها اني مستنيها برة 
هز هادي رأسه ليدخل سريعا وهو ينظر لزكريا بحزن وخوف من سقوطه لكن اطمأن حينما رأى رشدي وهو يجلس جواره جاذبا رأسه لتستقر على كتفه ثم أخذ يربت عليها بحنان كأم تهدأ طفلها وهو يهمس له ببعض الكلمات 
ابتسم هادي بسمة صغيرة وهو يدخل للمكتب تاركا زكريا رفقة رشدي ال   الدافئ للمجموعة 
تقدم هادي ليجلس على المقعد المقابل لفاطمة
وهو يميل قليلا هامسا لها يتساءل 
فاطمة أنت كويسة !
نظرت إليه فاطمة بړعب
وهي تهمس 
زكريا 
هو بخير ومستنيك برة هنخلص ونطلع ماشي 
هزت رأسها تحاول بث الدفء والقوة اللتان فقدتهما بمجرد خروج زكريا لنفسها لتسمع صوت وكيل النيابة يعلو مجددا في المكان 
ها يا مدام فاطمة هما دول 
رفعت فاطمة رأسها پخوف قليلا لهم لتجد أن جمال كان شبه مستند على أحد العساكر بينما جواره مصطفى الذي كان يرمقها بخبث وبسمة ذكرتها جيدا ببسمته ذلك اليوم بعدما انتهوا من قټلها لتحتد نظراتها فجأة وهي تهمس بنبرة مخيفة أودعت بها كل ما تحمل من ڠضب واشمئزاز وكره 
اه هما 
حسنا ضع الصناديق في هذا الجزء نعم نعم هنا شكرا لك 
أنهى فرانسو كلماته وهو يدون شيء في دفتر ثم رفع نظره لتلك السيدتان اللتان تنظران له بشغف وترقب ليبتسم وهو يقول فاردا ذراعيه بفرحة 
الطلبية وصلت يا سيدات وبكده نقدر نقول إن المحل بقى شبه جاهز 
وفي لحظة كان فرانسو يتراجع للخلف بفزع يخفي وجهه خلف الدفتر الذي كان يحمله پخوف من القردتان اللتان كانتا تقفزان بشكل مخيف أمامه 
كانت بثينة تضم ماريانا وهي تقفز معها بفرحة كبيرة جدا فها هي أول خطوة في بناء مستقبل للصغير قد تمت فعندما
 والذي كان بدايته هو محل الهدايا الذي سيفتتحه لأجل ماريانا 
ابتسم فرانسو يراقبهما ببسمة واسعة حتى شعر بشيء يتمسك بقدمه پعنف شديد ليخفض نظره ويرى الصغير الجميل صغير صديقه الذي رحل وهو مازال ابن بضع شهور فقط لا يعي على شيء 
شكرا الك بابا فرانسو امي كتير سعيدة بهالمحل 
ابتسم فرانسو وهو يحاول منع دمعة من الهبوط لينحني وهو يحمل الصغير باسم يقول ببسمة واسعة مقبلا خده 
اه انظروا لذلك الرجل الصغير الذي يساعد والدته 
ابتسم باسم بشدة وهو يضم فرانسو أكثر سعيدا بذلك الحب الذي بدأ يستشعره مؤخرا من والدته بعد قطيعة طويلة باردة يشعر واخيرا أنه طفل طبيعي كأصدقاءه بعدما كان يرى نفسه منبوذا من الجميع حتى والدته واخيرا توقفت والدته عن إحضار أصدقائها المقرفين للمنزل وأضحت تهتم به كثيرا 
بكى فرانسو بحنين شديد يتذكر رفيقه الحبيب الذي رحل في حاډث سير تاركا خلفه ابنه و زوجته تنفس براحة أكبر وهو يضم الطفل بعد أن نفذ وصية رفيقة الأخيرة وهو يهمس بشوق 
وصيتك اتنفذت يا حبيبي وصيتك اتنفذت ربنا يرحمك يارب 
بالضبط وهنا هنحط الورود عشان الشمس وبكده يكون المحل بقى فلة اوي 
ضحكت ماريانا وهي تنظر حولها لذلك المحل الكبير الذي اشتراه لها فرانسو ذو الجدران الزجاجية وهي تقول ببسمة 
ايه والله ما في احلى من هيك 
ابتسمت لها بثينة وهي تنظر خلفها لترى زوجها وهو يلاعب الصغير أمام المحل لتبتلع ريقها وهي تقول 
شكلهم حلو اوي سوا 
لم تفقه ماريانا ما تقصده بثينة إلا عندما استدارت لترى ما تراه ارتسمت بسمة واسعة على    وهي تهمس بدموع حزن 
الله يرحمك محمد كنت بتمنى يكون معي لهلا 
ابتسمت لها بثينة وهي تتجه لها وتضمها بحنان هامسة 
هو معاكم وشايفكم هو فوق جنب بابا وهما الاتنين شايفينا واكيد هما فرحانين لاننا فرحانين 
مسحت ماريانا الدمعة التي سقطت منها وهي تبتسم لبثينة بامتنان شديد فهي أضحت أقرب رفيقة لها في الآونة الأخيرة 
يلا يا جماعة عشان باسم جعان وانا كمان جعان اوي 
ابتسمت ماريانا وهي تنظر لفرانسو الذي قال وهو يغمز لبثينة 
يلا بوسي عزماكم على أكل مصري 
صړخت ماريانا بفرحة كبيرة وهي تضم بثينة قائلة 
اوووه بوسي حبيبتي اشكرك لكم تمنيت أن اتذوق الطعام المصري يوما 
ابتعدت وهي تتجه لطفلها تحمله بفرحة ثم قالت بسعادة وهي تسبقهما بعدما رأت النظرات بينهما 
سأنتظركما مع باسم في السيارة لا تتأخرا 
استدار فرانسو لبثينة وهو يبتسم لها ثم فتح ذراعيه وهو يدعوها له لتركض إليه وهي تهتف بسعادة كبيرة 
انا فرحانة اوي اوي يا فرانسو حاسة كأني كأني واخيرا حرة 
يسلملي البطل 

كانت نظرات فاطمة تخترقهما بقوة واحتقار واشمئزاز وهي تتذكر معاناتها وتعبها وكل ما حدث لها بسببهما مكوثها في مصحة نفسية ثلاث سنوات وتلك الأيام التي كانت تخشى النوم فيظهروا لها بكوابيسها ثلاث سنوات چحيم عاشتهم في تلك المصحة بعدما تدهورت حالتها وأضحت تخشى الاقتراب من أحد أو النوم كانت تشعر وهي نائمة بأيادي عديدة تمتد لجسدها بطريقة قڈرة كان عقلها لا يشفق عليها وهو يرسم لها أنها ما زالت في تلك الغرفة الصغيرة كان يجعلها تشعر بأنفساسهم مازالت تتلمس بشرتها لټحرقها ثلاث سنوات قضتهم في عڈاب حتى تمكنت من العيش شبه طبيعية كالجميع هذا إن تغاضينا عن الحالة التي تأتيها كل فترة أو عن الړعب وهي نائمة أو عن خۏفها من النظر لاي رجل حتى لا ترى نظرة شهوة بعينه لها تعيد إليها ذكرى تلك الليلة 
واخيرا انتهى التحقيق مع الجميع ليصدح صوت وكيل النيابة وهو يملي الشخص جواره بعض الكلمات ثم ارفق بهم شهادة فاطمة والأدلة التي تم العثور عليها في حاسوب مصطفى 
نهض هادي وهو يصافح وكيل النيابة شاكرا إياه على تعاونه ثم نظر لفاطمة يدعوها لتتقدمه نهضت فاطمة من مقعدها بتردد وهي تتجه للخارج في نفس الوقت الذي بدأ بعض العساكر في جذب كلا من مصطفى وجمال للخارج ليتوقفوا بمحازاة فاطمة التي نظرت لهما قليلا بشړ ثم وفي ثانية كانت يدها ترتطم بوجه مصطفى في عڼف شديد لم تعرفه يوما اتبعته بعدها بصڤعة أشد على وجه جمال وهي تردد بتشفي وانتصار ونبرة حاقدة 
هكتفي بقلم بس وهسيب الباقي لجوزي واظن إنه مش هيقصر معاكم أصله كريم جدا 
أنهت حديثها وهي تتحرك للخارج تحت بسمات هادي الشامتة بنظرات الفزع على وجوه الاثنين وقد كان يقف خلفها تحسبا لأي شيء يستدعي تدخله 
بمجرد فتح الباب كان زكريا ينتفض من أحضان رشدي وهو يركض مستقبلا فاطمة بين أحضانه وكأنها عادت بعد سنين بعد وشوق 
ضمھا بشدة وهو يتأكد أنها بخير هامسا 
أنت كويسة صح 
ابتسمت فاطمة تنظر له بدموع تتخللها تنهيدات راحة 
لأول مرة احس اني كويسة كده يا زكريا شكرا ليك 
ضمھا زكريا إليه بحب وهو يحمد ربه على انتهاء تلك المحڼة واخيرا بعدما نفذ لها وعده وانتقم لأجلها رفع نظر لهادي الذي أشار له بعينه أن كل شيء تم كما خطط له والان هم فقط في انتظار المحاكمة 
كانت تتحرك صوب الباب بسرعة ولهفة شديد تمسح كفها في إحدى المناشف بعدما خرجت من المطبخ صوب الباب ظننا منها أن ابنتها قد عادت لكنها توقفت
فجأة وهي تلمح وجه زوجها يقف أمام الباب بنظرات مرهقة وتعب قد أخذ كفايته منه 
ايه يا منيرة مش هتدخليني 
نظرت له منيرة بتحفز شديد وهي تبتعد عن الباب تفسح له مجال المرور ليدخل مرسي بخطوات متراخية يجلس على اول مقعد قابله تبعته منيرة وهي تفكر في سبب مجيئه بعد كل ذلك الوقت 
خير يا مرسي فيه حاجة حصلت ولا ايه 
وهو لازم يكون في حاجة حصلت عشان اجي اشوف عيلتي يا منيرة 
رفعت منيرة حاجبها بتعجب شديد من نبرته تلك وهي تردد 
لا ابدا يا خويا براحتك ده بيتك طبعا بس اصلا مش من
عادتك يعني 
انتبهت منيرة لملامح الۏجع التي ارتسمت على وجهه وهو يبتلع ريقه مرددا 
انا طلقتها
فتحت منيرة عينها پصدمة كبيرة وهي تنظر له لا تفهم حديثه أو أنها تدعي عدم الفهم ليوضح هو الأمر 
طلقتها يا منيرة ورجعت ليكم تاني 
كانت حقا ترغب في أن ټنفجر ضحكا الان وهو يخبرها أنه طلق زوجة أخيه المرحوم التي تزوجها بعد ۏفاة أخيه بفترة بدعوة أنه أحق من الغريب ليهتم بأبناء أخيه وزوجته و دون حتى أن يأخذ شورتها ذهب وأحضر زوجة ارتها الويل والذل بالاعيبها حتى مل هو الشجار اليومي ليقرر أن يحضر لها منزلا رفقة ابنتها حتى يريح رأسه من المشاكل وايضا ليبعد ابنته عن أي أحد يعرفهم 
والله مش عارفة اقولكم مبارك ولا ربنا يجعلها اخر الاحزان بس معلش هو ايه اللي رجعك تاني لينا 
صمتت تراقب ملامح الخزي التي اتخذت طريقها على وجهه وهو يقول 
رجعت عشانك وعشان بنت
لا لا يا مرسي اوعى تقول الكلمة دي لان من وقت ما عملت اللي عملته في بنتك و انت خلاص فقدت حقك في إنك تكون كده 
فيه ايه ايه الصوت والزعيق ده
كان هذا صوت نحمده التي كانت في الفترة الأخيرة تحاول قدر الإمكان الابتعاد عن فاطمة ومشاكلها لتجد الان صوت أخيها وزوجته يعلو لذا اعتزلت غرفتها واخيرا وهي تذهب لترى ماذا حدث 
متدخليش أنت يا نحمده عشان ده حساب بيني وبين اخوك وبنصفيه 
صمتت نحمده پصدمة من حديث منيرة ذاك وهي تبتلع اعتراض كاد ينفلت منها تتابع بصمت ما يحدث وتخاذل أخيها وهو يطأطأ رأسه بشكل غريب 
استدارت منيرة تواجه مرسي مجددا وهي تهتف بۏجع 
كنت فين انت وبنتك محجوزة في مصحة نفسية عشان مش قادرة تعيش طبيعي زي اي بنت في 
اقولك انا كنت وقتها بتدور على اي واحد كبير في السن يتجوزها عشان يغطي على العاړ اللي انت بتقول عليه طب طب كنت فين وهي كل يوم بتدبل وبتصرخ إن حد يسمعها كنت فين وغيرك بيقوم بدور انت اتكسفت تقوم بيه عشان كلام الناس كنت فين قولي كنت فين وانا وبنتي الكل بينهش فينا 
صمتت منيرة وهي تتنفس پعنف تراقب مرسي الذي تصدعت قشرته الواهنة 
بابا 
صمت الجميع فجأة وسكتت الاصوات بسماع تلك الهمسة التي خرجت وكأنها خرجت من بئر سحيق 
تقدمت فاطمة للداخل يتبعها زكريا الذي كان متحفزا لأي شيء 
ايوة يعني هفضل طول حياتي بوزي في بوزك كده 
انتبهت شيماء لحديث ماسة لتنظر لها بتعجب لا تفهم حديثها لتوضح ماسة ما تقصده من وراء حديثها 
يعني اخوك مش عايز يتحرك انا زهقت وعايزة اتجوز بقى 
ابتسمت شيماء عليها ثم قالت بعد صمت ثوان 
تعرفي اني احيانا بشفق على اخويا اه والله ساعات بقعد مع نفسي افكر يا ترى هيفضل مستحملك لامتى 
زفرت ماسة باستخفاف ثم قالت وكأنها لم تسمع ما قالته شيماء 
البيت بتاعنا توضيبه خلص من اسبوع وماما عايزة تمشي بس انا مش راضية بقنعها نفضل قاعدين على قلبكم كده يمكن اخوك يتكسف على دمه ويتجوزني ونخلص بس نقول ايه اخوك عديم احساس ما شاء الله 
من بعض ما عندكم يا استاذة ماسة 
انتفضت كلا من ماسة على صوت رشدي الذي دخل المنزل للتو يتبعه هادي 
أباظة انت سمعت انا قولت ايه 
كانت تتحدث بفزع شديد أن يكون سمع ما قالته للتو عنه ليجيب رشدي عليها ببسمة مع هزة رأس صغيرة منه لتبتسم هي له وهي تنهض قائلة 
حلو اوي ومتكسفتش على دمك
انا برضو اللي اتكسف اقولك يا ماسة انا جبت اخري منك وخلاص تعبت هادي اتصل بالمأذون 
نظرت له ماسة ببسمة غبية وهي تقول بتفاجئ 
مأذون ايه بس يا حبيبي ركز احنا كاتبين الكتاب بس فاضل نعمل فرح 
ابتسم رشدي لها قبل أن يتجه لغرفته قائلا بخبث 
وده ملفتش نظرك لحاجة 
لحق هادي برشدي وهو مازال يرسل قبلات وغمزات لشيماء التي كانت تحمر خجلا من أفعاله 
نظرت ماسة للباب الذي اغلقه هادي للتو خلفهم تفكر في مقصد رشدي من حديثه هي حقا لم تفهم مقصده لما سيحضر مأذونا وهما متزوجان بالفعل منذ زمن 
هو اخوك قصده ايه بكلامه 
نظرت لها شيماء بسخرية كبيرة وهي تردد 
يعني مش بتاعة مشاكل وبس لا وكمان غبية أعانك الله يا رشدي يا اخويا 
أنهت حديثه وهي تتجه صوب الغرفة الخاصة بها تفكر في ذلك الذي سرق قلبها ويجلس الان مع أخيها تاركة خلفها ماسة وهي تفكر في مقصد رشدي والذي يبدو أنه سيأخذ سنين حتى يصل إليها 
واخيرا 
كانت تلك كلمة هادي وهو يرتمي على الفراش بتعب شديد بعدما انتهوا من تلك القصة التي نغصت حياة الجميع في

 

الآونة الأخيرة 
ابتسم رشدي وهو ينزع ثيابه ملقيا إياها ارضا 
مش مصدق إن أخيرا خلصنا من الحوار ده ناقص بس يوم المحكمة ويبقى اتعشت 
لم يلقى رشدي ردا من هادي ليستدير بتعجب كبير وهو يناديه لكنه وجده يتسطح على بطنه مبتسما بغباء للهاتف لذا تحرك رشدي ببطء ليتسطح على معدته جواره وهو ينظر لهاتف هادي ويجد أنه يتحدث مع أخته 
ضحك هادي بخفوت وهو في عالم بعيد كل البعد عما يحيط به وهو يكتب بمهارة عالية وأصابع سريعة 
طب ايه نخلي الفرح اخر الاسبوع مع زكريا ولا نخليه لوحدنا احسن 
ثوان ووصل الرد له والذي كان عبارة عن كلمات وجوارهما وجه خجول 
لا خليها لوحدنا احسن 
ابتسم هادي أكثر وهو يكتب لها 
طب تحبي نقضي شهر العسل فين يا عسل إنت يا عسل 
ابتسم رشدي وهو يستدير برأسه للهاتف يتابع ذلك الحوار الشيق الذي يثير اشمئزازه 
اي حتة فيها تلج عشان نفسي العب بالتلج اوي 
مصمص رشدي شفتيه بشفقة مصطنعة وهو يهمس 
يا مسكينة محرومة يا عيني من التلج 
لم يهتم
له هادي أو ينتبه له بالأحرى بل أخذ يكمل حديثه بها 
اي رأيك نخرج انهاردة سوا 
ابتسمت شيماء من الجانب الآخر بخجل وهي تكتب له 
ايوة يا ريت عشان بجد زهقانة اوي وماسة قرفتني في عيشتي بس قول لرشدي الأول 
تحدث رشدي بسخرية 
عندك حقك والله ماسة مقرفة فعلا بعدين يقولي ايه يا ستي توكلوا على الله 
ابتسم هادي وهو يبتعد قليلا عن رشدي متجاهلا إياه وهو يكتب 
لا فكك من رشدي أنت مراتي يعني ميقدرش يفتح بقه 
أنهى كلماته وهو يستدير لرشدي الذي يلتصق به قائلا 
لا مؤاخذة يا رشدي 
ولا يهمك يا حبيبي خد راحتك 
ابتسمت شيماء بشدة من الجانب الآخر وهي تنهض بسرعة تقول بلهفة 
طب هقوم اجهز لبسي بسرعة 
ماشي يا حبيبتي لا اله الا الله 
محمد رسول الله 
تشنج رشدي وهو ينظر له هامسا 
ايه الاستاذ استدعوه يقف على الحدود ولا ايه 
ألقى هادي الهاتف جواره وهو يتسطح بحالمية مغمضا عينه يمني نفسه بساعات مع حبيبة القلب وجواره رشدي ينظر له ببسمة غبية وهو يهمس له 
حلو الحب يا هادي صح 
اوي اوي يا حبيبي
ابتسم رشدي وهو ينهض ينظر له بشړ ثم قال قبل ان يهجم عليه پغضب شديد 
لا والأحلى بقى مرارة الحب دوق معايا مرارة الحب يا هادي 

استدار الجميع لصوت فاطمة الذي اخترق الأجواء المشټعلة منذ قليل ليجدوها
تقف على باب المنزل ترمقهم بتعجب لكن لم تتمكن من فتح فمها لتكرير سؤالها لتجد فجأة والدها يركض صوبها جاذبا إياها لاحضانه بشكل افزعها وهي تعود للخلف كرد فعل غير إرادي منها 
ضمھا مرسي بشدة وهو يبكي طالبا منها بدموع صامتة أن تسامحه على تقصيره في حقها كأبلكن فاطمة شعرت بالغرابة وهو يضمها شعور عجيب اكتنفها في تلك اللحظات وهي تستشعر ضمته هل هذا عناق الاب هل هو باهت هكذا بلا مشاعر وبلا اي دفء ام أن هذا الأمر معها هي فقط 
ابتعد مرسي عن ابنته وهو يستشعر برودتها لينظر في وجهها يجدها تناظرة بتعجب شديد وكأنه للتو قام بعمل خارقلكنه لم يأبه بل مد يده وأمسك وجهها بحنان 
حبيبتي أنت بخير حد منهم كلمك انا عارف انك كنت انهاردة في النيابة 
استدارت فاطمة ببطء وهي تنظر لزكريا متأكدة أنه هو من اخبرها ليخفض زكريا نظهر يتلاشى نظراتها تلك 
نظرت فاطمة بعدها لوالدها وهي تهز رأسها بنعم 
اه صحيح فعلا انا كنت انهاردة في النيابة بجيب حقي يا بابا 
قالت اخر كلماتها وهي تضغط عليها بقصد ليبهت وجه مرسي وهو يبتعد عنها قائلا بخذلان كبير وخجل 
فاطمة يابنتي انا ب
ولا يهمك 
نظر لها مرسي بتعجب لا يفهم ما تقصد لتقول فاطمة ببسمة تحاول بها منع تساقط دموعها 
مش انت برضو كنت هتبرر تصرفك وتعتذر وانا بختصر كل ده وبقولك ولا يهمك انا مش زعلانة 
فاطمة 
استدارت فاطمة تنظر لزكريا الذي كان يحدجها بنظرات معاتبة لحديثها ذاك مع والدها وبهذا الشكل لكنها تحدثت وهي تنظر له وقد بدأت دموعها تتساقط 
ايه يا زكريا انا قولت حاجة غلط ولا ايه انا بس بوفر عليه الكلام يمكن يكون مستعجل ولا حاجة 
نظرت فاطمة في أعين والدها الذي ولأول مرة ترى دموعه تهبط 
ولا يهمك يا بابا محصلش حاجة دول هما يا دوبك كام سنة عشتهم بعيدة عن   ك وكله بيتهمني ويشاور عليا كأني مچرمة وانت كنت واقف تتفرج ولا يهمك محصلش حاجة دي حياتي بس اللي اټدمرت وانت معملتش حاجة عشان تصلحها يا بابا 
بكت وهي تتحدث لا تتذكر شيء واحد قد يشفع له عندها حتى قبل الحاډثة كان دائما باردا معها هي و والدتها يعاملهم وكأنهم شيء ثانوي في حياته لا أهمية لهم ابدا 
أنا اسف يابنتي حقك عليا انا اسف 
سقطت دموعها وهي تهز رأسها تهمس بۏجع 
متعتذرش يابابا متعتذرش انا مش زعلانة منك والله لاني لما قعدت وفكرت لقيت إن كان عندك حق اصل مين اللي هيتحمل إن بنته تكون من غير شړ
فاطمة 
تعبت فاطمة تعبت يا زكريا تعبت وملت من كل ده هو انا مش مكتوب ليا اعيش زيي زي اي بنت في سني 
كانت تتحدث وهي على وشك الاڼهيار بعد كل ما مرت به اليوم بينما زكريا يغمض عينه بۏجع على ما يحدث معها ليسمع صوتها يردد قبل أن تتحرك صوب غرفتها 
انا مسمحاك يا بابا مسمحاك بس مش عشانك لا عشان نفسي 
أنهت حديثها وهي تدخل لغرفتها ثم أغلقت الباب بهدوء تاركة خلفها الجميع كل في حال مختلف عن الاخر لكن ما يجمعهم هو الحزن والۏجع لما حدث مع فاطمة 
يسير في ممرات المدرسة بتعب شديد وارهاق كبير لعدم أخذه ما يكفيه من النوم البارحة وهو يفكر في فاطمة وحالتها النفسية تنهد وهو يدلف أحد الفصول وعينه موجهه على واحدة معينة ثم أخبرهم أن يخرجوا كتبهم الخاصة 
كانت اسراء تشعر بالړعب الشديد كلما استدار زكريا صوبها وقد غابت عن المدرسة لايام خوفا من المواجهة والان يبدو أنه حان الوقت لذلك 
كان زكريا يشرح لهم كعادته وقد نحى أفكاره جانبا يحاول تصفية ذهنه لما هو مقدم عليه فها هو على وشك إنهاء آخر مشكلة في حياته حتى يتفرغ بعدها لحبيبته الجميلة ويفكر كيف يكسر جبال الاحزان التي تستوطن قلبها 
واخيرا انتهى من شرح الدرس ليبتسم بسمته المعتادة وهو يضع قلمه على المكتب 
احنا بكده نكون انتهينا من نصف المنهج بالضبط وباذن الله بكرة في مراجعة شاملة عليه 
صمت قليلا ثم قال بجدية 
وبما أننا خلصنا الحصة بدري ممكن اللي عنده اي سؤال في أي جزئية من اللي درسناه يتفضل يسأل 
جلس زكريا على مكتبه وهو يستقبل بعض الأسئلة من الطالبات أمامه غير غافلا عن اسراء التي كانت تحاول بأقصى جهدها أن تختفي عن أنظاره 
نظر زكريا في الوجوه أمامه وهو يقول 
ها حد تاني عنده سؤال 
صمت عم المكان ليتنهد زكريا وهو يعود بظهره للخلف ثم قال وهو يدعي التفكير 
طب ايه رأيكم نستغل الوقت الفاضي ده ونتكلم شوية اعتبروني اخوكم 
صمت وهو ينظر في الوجوه وقد انتبهت له جميع الفتيات ليقول ببسمة لهن 
عايز اعرف كل واحدة حلمها ايه 
سؤال بسيط افتتح به زكريا الحوار بينه وبين طالباته لتبدأ كل واحدة في رفع يدها والتحدث بحماس شديد عن حلمها ليبتسم لهن زكريا وهو يشاركهن الحديث بلهفة توازي لهفتهن ثم وفجأة تحدث 
انسة اسراء 
انتفضت اسراء بفزع بعدما كانت تحاول الاختباء خلف صديقاتها وهي تستمع لاسمها من المعلم لتقف وهي تبتلع ريقه تكاد تبكي تتخيل اپشع السيناريوهات وهو يخرج رسالتها
ويقوم بڤضحها على مرأى ومسمع من الجميع 
نعم يا استاذ 
ابتسم زكريا بسمة صغيرة وهو يتحدث بنبرة عادية وكأن لا شيء حدث 
مقولتيش ايه هو حلمك 
ها حلمي 
هز زكريا رأسه بنعم وهو ينتظر اجابتها لتتحدث هي بتوتر شديد لا تفهم ما يحدث ولما لم يتحدث في أمر الرسالة 
عايزة ابقى هو يعني نفسي لما اكبر ابقى زي اختي 
اختك وهي اختك بتشتغل ايه 
ابتسمت اسراء بتوتر وهي تقول 
ممرضة 
ابتسم لها زكريا بتشجيع 
حلو ممرضة مهنة جميلة جدا ونافعة اتفضلي اقعدي 
جلست اسراء وهي تتنفس الصعداء ليبدأ زكريا في التحدث عما يريده بطريقة غير مباشرة 
كل احلامك جميلة جدا باذن الله تحققوهابس متنسوش وانتم في طريق تحقيق حلمكم انكم تحطوا ربنا قدام عينكم دائما بلاش خلال الطريق ده تقفوا في محطة غلط او تتعلقوا بشخص غلط وقصدي هنا بالشخص هو شخص من الچنس الآخر 
صمت ينظر للوجوه أمامه يحاول معرفة إذا كان مقصده قد وصل اليهن ام لا ليكمل حديثه 
بنات كتير اوي ممكن أثناء رحلة تعليمها أو عملها أو حياتها عامة تتعلق بشخص وتقعد تبني أحلامها عليها وبمجرد رحيل الشخص ده بتدمر أحلامها عشان كده اللي قصدي عليه أن أحلامكم تتبني عليكم انتم مش على حد تاني واحذروا الفتن اللي منتشرة حاليا 
صمت ثم قال وهو يستمع لحرس انتهاء اليوم الدراسة 
نصيحتي ليكم هي انكم تحطوا ربكم دائما قدام عينكم واتقوا الله دائما في كل تصرفاتكم وبلاش تمشوا ورا أي ذنب لمجرد أن عدد مرتكبيه كبير وبقى في عيون الكل عادي و بلاش ترخصوا قلوبكم لأنها غالية غالية جدا 
أنهى حديثه وهو يتجه للخارج سريعا يتنفس براحة وقد رأى صدى رسالته على وجه اسراء توقف فجأة وهو يسمع صوتها وهي تناديه وكأنها خرجت من أفكاره لتتمثل أمامه 
توقفت اسراء امام زكريا وهي تخفض رأسها للاسفل بخجل شديد تبكي 
استاذ انا اسفة والله مش
على ايه يا آنسة اسراء محصلش حاجة اهم حاجة دلوقتي اجتهدي عشان تكوني اضطر ممرضة
اتفقنا 
رفعت اسراء نظرها لزكريا بامتنان شديد وهي تهز رأسها بنعم ليبتسم لها زكريا ثم رحل ينظر في ساعته وبعدها أخرج هاتفه ليجد اتصالات عديدة من هادي ورشدي وقد نسي أنه وضع هاتفه في وضع الصامت 
الو يا رشديانا جاي في الطريق اهو اجهزوا انتم بس نص ساعة واكون عندكم 
خرجت فاطمة من الغرفة الخاصة بها في فزع شديد وهي تستمع لصوت الطرق العڼيف على الباب 
كانت تعدل من وضع الحجاب على رأسها وهي تضع قطعة بسكوت اي فمها تتحدث بصعوبة بسببها 
طيب جاية قولت جاية 
فتحت الباب بحنق شديد وهي تصرخ في الطارق 
فيه ايه قولت جااااازكريا بتعمل ايه هنا 
ابتسم زكريا وهو يكسر قطعة البسكوت التي تتناولها ليأخذ قطعة منها وهو يتناولها غامزا 
ما هذا بسكوت يأكل بسكوت
ضحكت فاطمة على حديثه وهي تمضغ القطعة التي تبقت في فمها تقول بخجل 
لسه جاي ولا ايه 
هز زكريا رأسه وهو ينظر داخل المنزل متساءلا عن والدتها لتقول هي أنها خرجت منذ قليل للسوق 
ابتسم لها زكريا ثم سحبها خارج الشقة وهو يغلق الباب قائلا
حسنا تعالي معي 
نظرت فاطمة بيده التي تجذبها بتعجب شديد 
اجي فين طب اصبر طيب اغير العباية دي اصبر بس 
لم يعطها زكريا
 

الفرصة لقول كلمة وهو يجذبها خارج البناية متجها للبناية الخاصة به بلهفة وحماس شديد ثم أخذ يركض بها على الدرج تحت صرخاتها المتعجبة من تصرفاته وهو الرزين الهادئ 
 تحرك صوب البهو وخلفه وداد وفاطمة التي كانت تشعر بالغرابة لكن كل ذلك تلاشى بمجرد ما دخلت البهو لتجد المكان كله مزين بشكل جميل والجميع يقف به ينتظرونها وهم يطلقون في وجهها قصاصات ملونة جميلة وهم ېصرخون في صوت واحد والبسمات تعلو الوجوه كلها 
مفاجأة 
صدمت فاطمة وهي تنظر للوجوه حولها فالجميع بلا استثناء كان هنا والدتها وعائلة كلا من زكريا ورشدي وهادي وحتى ماسة وفرج وجمال رفيق الشباب وايضا ام اشرف التي تعرفت عليها سابقا وشاب اخر يقف جوارها يحجز بينها وبين فرج خمنت أنه اشرف 
سقطت دموع فاطمة بعدم فهم وهي تنظر للجميع الذين كانوا يبتسمون لها باتساع لټنفجر فجأة في البكاء بتأثر مما فعلوه لها 
اتجه زكريا صوبها بسرعة وهو يضمها لاحضانه بحب كبير 
ليه كده يا فاطمة المفاجأة معجبتكيش 
بكت فاطمة أكثر وهي تمسح وجهها في ثيابه ليبتسم بحنان 
لا لا دي جميلة اوي اوي 
وأنت بټعيطي عشان جميلة اوي اوي 
بكت فاطمة وهي تهز رأسها بنعم ليضحك زكريا وهو يبعدها عنه قائلا بصوت عالي 
طب يا جماعة الغوا الحوار عشان فاطمة بټعيط خلاص مش هنكمل المفاجأة 
انتفضت فاطمة بسرعة وهي تصرخ بهم 
لا لا محدش يعمل حاجة 
اڼفجر زكريا يضحك عليها وعلى ملامح الړعب التي تلبستها عندما تحدث لټ  ه هي بخفة في   ه ثم نظرت للجميع وهي ترى أمامها عائلة كبيرة كانت جوارها دائما ولم تبخل يوما عليها بشيء لتمسح دموعها وهي تقول بصوت متأثر 
انا بحبكم كلكم اوي اوي 
البنات بس 
قال زكريا وهو ينظر للجميع بتحذير لتهز فاطمة رأسها بنعم وهي تضحك 
ايوة البنات بس والشباب شكرا ليكم 
لا متشكريش حد برضو انا اللي عملت كل ده لوحدي 
خرج صوت مستنكر من حنجرة جمال وهو يصيح به ملقيا ما بيده ارضا 
نعم يا خويا ده انتم كنتم معلقيني فوق عشان الزق الزينة لما ضهري انكسر 
تحدث هادي بحنق شديد وهو يمسح أصابعه من الحلوى متحدثا وفمه ممتلئ بقطعة جاتوه 
وانا فضلت ساعة متذنب في محل الحلويات عشان الاقي تورتة تليق بجنابك 
وفي الاخر أكلتها لوحدك 
ابتسم هادي بغباء وهو يقول 
ايوة ما انا هبطت من كتر الوقفة 
نظر زكريا لرشدي وهو يقول سخرية 
وانت مش هتذلني بحاجة 
هز رشدي رأسه بلا وهو يجيبه ببسمة 
لا انا كنت بشرف بس على التجهيزات معملتش حاجة اساسا 
ضحك زكريا وهو يتجه لهم ثم ضمهم جميعا سويا كأب يعانق صغاره قائلا بمشاكسة 
يا ختي على الحلوين يا ختي 
ضحك جمال پعنف وهو يبادله العناق 
تستحق السعادة كلها يا زكريا ربنا يسعد قلبك دايما 
ابتسم له زكريا وهو يهمس بالشكر ثم ضم رفاقه بقوة وهو يمطرهم بوابل من الشكر 
ركضت جميع النساء صوب فاطمة معانقين إياها وخاصة وداد التي كانت تضمها بحنان شديد
مربته على رأسها وهي تتذكر ما قصه عليهم زكريا البارحة وقد أخبرهم كل ما حدث مع تلك الصغيرة المسكينة 
علت الضحكات في المكان بين الجميع وايضا الصرخات السعيدة علت المكان ليقطع كل ذلك صوت عالي جذب انتباه الجميع والذي لم يكن صادرا سوى من فرج الذي كان يقف على أحد المقاعد وهو يهتف بساعة كبيرة 
وبالمناسبة السعيدة دي حبيت أبلغكم الخبر السعيد اللي كل الحارة كانت مستنياه 
صمت قليلا ثم نظر لام اشرف وأشرف الحانق وهو يقول بصړاخ سعيد 
اشرف وافق على جوازي انا وامه 
اغتاظ اشرف من حديثه وهو يتحدث لوالدته پغضب 
شوفي برضو بيقول ايه طب والله لا
قاطع حديثه صړاخ هادي الصاخب وهو يركض لفرج حاملا إياه على كتفه بفرحة وجميع الشباب حوله يهللون له وكأن فريقهم المفضل قد نال للتو كأس العالم 
ضحكت فاطمة بشدة لما ترى لتشعر فجأة بأحد يسحبها لإحدى الغرف لكنها لم تفزع أو تخاف فهي تعلم جيدا من فعل ذلك لتبتسم باتساع وهي ترى زكريا يرمقها ببسمة واسعة هامسا لها 
اذا سيدتي ألا اجد بسمة تكافأني على ما فعلت 
ابتسمت فاطمة وهي تلقي بنفسها بين أحضانه تهتف بعشق 
وفي وقت ألمي الذي لا أعرف م  ه قد يكون   ك هو ملجأي 
إذا أما حان الوقت لتدفئ ملجأك وتسكنيه 
ابتسمت له فاطمة باتساع ليكمل هو حديثه 
اعتقد أنه حان الوقت لتصبحي اجمل عروس 

حكمت المحكمة حضوريا على كلا من مصطفى عادل الاباصيري و جمال عبدالعظيم السيد بالسجن المؤبد رفعت الجلسة 
هزت تلك الجملة أرجاء المحكمة بعد ساعات وساعات من المرافعات والشهادات والصرخات والاهات ومع انطلاق تلك الكلمات كانت صړخة عالية تخرج من جوف فاطمة وهي ترتمي في أحضان زكريا تبكي لا تعرف لم بينما هو يقبل رأسها بسعادة كبيرة واخيرا يستطيع النوم دون أن يحلم بها تبكي أو يتردد صړاخها في أذنه انتبه زكريا بعينه لهادي الذي غمز له بفرحة كبير فقد عمل هادي طوال الأيام السابقة على الذهاب لكل أهالي الضحايا الذين وجد لهم فيديوهات في حاسوب مصطفى واقنعهم جميعا بتقديم بلاغات منهم من استجاب والبعض اتخذ الجبن ذريعة تحت غطاء أن الأمر انتهى ولن يقوموا بڤضح ابنتهم وكأنه ما يفعلونه ليس ڤضحا ومع البلاغات الكثيرة حكم واخيرا على الثنائي بمؤبد 
ابتسم هادي وهو يشاهد العساكر يسحبون الشابين وصرخات جمال تكاد تصم الآذان وهو يترجى والده أن ينجده من تلك المصېبة فأي مؤبد هذا الذي سيقضيه داخل جدران السجون بينما كان مصطفى يسير وهو يشعر وكأنها النهاية صوت صراخات والدته وبكاءها وهي تندب حظها وتنعيه يكاد ې  ه انحرف بعينه قبل أن يسحبه العسكري ليرى اڼهيار والدته داخل أحضان جمال الذي حاول السيطرة عليها وهي تكاد تسقط ارضا من حزنها
وصډمتها في ابنها 
كان رشدي يبتسم بسعادة وهو ينظر لرفيقه ولتلك البسمة والتي واخيرا خرجت من قلبه كما كان يحدث قديما 
خرج الجميع من المحكمة والضحكات تعلو الوجوه والشباب جميعا يهللون فقد كان كلا من زكريا وهادي ورشدي يضعون ايدي بعضهم البعض على كتف الاخر وهو يحركون قدمهم وكأنهم يرقصون وهم يهبطون الدرج يغنون بصوت عالي وكأنهم خرجوا من زفاف للتو 
وبمجرد أن اطل الجميع للخارج حتى انطلقت الزغاريد لتكمل الجو الذي كان منتشر بينهم والتي تبين انها تخرج من فم كلا من ماسة و وداد اللتان جائتا رفقة فرج وشيماء و لؤي والسعادة تعلو الوجوه 
ركض الجميع صوب فاطمة والبسمات تعلو الوجوه وكأنهم في إحدى المناسبات السعيدة
بعد شهر من تلك الأحداث 
سأشتاق لكما كثيرا يا الله كيف سأعيش دونكما 
بكت بثينة أكثر وهي تبتعد عن أحضان فرانسو تضم ماريانا بحزن شديد تهتف لها بفرنسية جيدة إلى حد ما 
حبيبتي لا تقلقي انا أخبرت فرانسو أننا سنأتي لزيارتك كل فترة صحيح فرانسو 
أنهت حديثها وهي ترمي فرانسو بنظرات رجاء ليبتسم لها فرانسو وهو يهز رأسه موافقا ثم انحنى  كبيرة ثم ابتعد يضم إليه بثينة مودعا ماريانا وتوجه الاثنان لبوابة التفتيش ومازالت بثينة شاردة بعد الوقت ليقول فرانسو بتعجب 
سرحانة في ايه يا قلبي 
نظرت له بثينة بقلق وتوتر قد بدأ يسري بجسدها الذي كان يرتجف 
خاېفة خاېفة ارجع واواجه الكل بعد كل اللي عملته 
صمتت قليلا تتذكر ما فعلته وهي تقول بدموع 
انا انا كنت هكفر واعمل عمل و
قاطعها فرانسو سريعا وهو يجذب رأسها ل  ه بنعنف يصمتها عن قول تلك الحماقات وهو يردد بحزم 
اول واخر مرة يا بثينة سامعة اول واخر مرة تقولي كل ده انت كنت مريضة وكل اللي حصل ده كان شبه بدون إرادتك وعقلك الباطن مكنش واعي للي بتعمليه ده غير انك توبتي لربك يا قلبي وكمان فاكرة الشيخ قال ايه قال كويس إن العمل محصلش للبنت والا وقتها كان هيبقى الموضوع اكبر 
بكت بثينة أكثر وهي تحاول أن تسامح نفسها 
بس ده ده قالي أنه من الكبائر ووو
قاطعها فرانسو وهو يعلم إلى أين سيصل هذا النقاش الذي كانت تفتحه منذ ذهبت لشيخ أحد المساجد وعلمت توابع فعلتها 
من الكبائر والمحرمات والسبع الموبقات بس كمان متنسيش يا قلبي أبواب رحمة ربك دايما مفتوحة ومتنسيش كمان إن ربك بيطمنئك ويقولك وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى طه 82 
هزت بثينة رأسها وهي تصدق على حديثه ثم ابتعدت عنه بسرعة وهي تسمع النداء الاخير المتوجهين لمصر اشتاقت كثيرا للجميع وتود لو تطير الان إليهم بسرعة لذا أمسكت يد زوجها الحبيب الذي عانى كثيرا معها ورأى ما لم يتحمله غيره طوال ذلك الشهر كان دائما ما يحاول مساعدتها ليعالجها من تلك الحالة التي كانت بها بل وإنه كان احيانا يأخذها لإحدى الصديقات في نفس المجال حتى لا تخجل منها كما تفعل معه في بعض الأحيان ابتسمت وهي تراه يلوح بالاوراق الخاصة بهما بعدما تسلمها من الشرطي المسئول عنها 
وها قد انتهينا هيا يا حلوتي 
والله ما فيه حلويات غيرك 
تحدث فرانسو بتعجب وقد اقترب منها 
قولتي ايه 
ولا حاجة يلا عشان نلحق الطيارة 
ابتسم لها فرانسو وهو يمسك يدها يتحرك معها وهو يميل عليها هامسا 
لكم انا متحمس حتى اعود واتمم زواجي بك يا جميلة 
زكريا 
انتفض زكريا من جلسته بړعب وهو يضع مصحفه على الطاولة جانبا ثم ركض صوب المطبخ حيث توجد هي زوجته وحبيبته الجميلة
ېصرخ بړعب 
ايه حصل ايه 
كام ېصرخ بهلع شديد وهو يظن أن شيئا خطړا قد حدث معها لكن بمجرد أن خطت قدمه للمطبخ حتى انزلق فجأة على أرضية المكان ليسقط پعنف شديد على ظهره وتصدح صرخاته في الشقة كلها 
فتحت فاطمة عينها پصدمة وهي تنظر له ارضا يتأوه پعنف لا يستطيع التحرك 
رباه كسر ظهري 
ابتسمت فاطمة فجأة بعدما كانت ملامحها مړعوپة وهي تقول بحنين ضامة يديها جانب وجهها تسرح خيالها في ذكريات قريبة 
يااه تصدق الكلمة دي وحشتني اوي فاكر يا زكريا فاكر لما كنت دايما تقولها زمان كل ما تشوفني 
ابتسم زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض لكن الارض أسفله لا تساعده على ذلك 
نعم صحيح كنت اقولها من كثرة المصائب التي تتقاذف على رأسي كلما لمحتك 
انمحت بسمة فاطمة بحنق شديد وهي ترمقه بغيظ متفاجئ 
لا لحظة كده هو إنت مش كنت بتقول الكلمة دي من جمالي يعني فكرتك بتقول في

 

بالك رباه ايه الجمال ده ياربي 
توقف زكريا عن محاولة النهوض وهو ينظر لها يرفع طرف شفتيه لأعلى بحنق كبير لا يصدق حقا ما تقوله تلك الغبية أي جمال هذا هو حتى لم يعرف كيف تبدو سوى بعدما جائت لمنزله مع والدتها 
زفرت فاطمة بضيق وهي تتجه نحو إحدى الأواني تحملها وهي تقول ببسمة ارتسمت سريعا على وجهه 
اه صحيح نستني كنت بنادي عليك ليه 
قالت بحماس شديد وهي تتجه له تحمل الطبق الكبير بيدها 
بص وانا بعمل الكيكة لقيت بيضة فيها صفارين 
سبحان الخالق لا فعلا تستاهل ينكسر ضهري عشانها مش عارف كنت هنام الليل ازاي من غير ما اشوف البيضة أم صفارين
ردد زكريا بسخرية وهو يحاول النهوض ليجد فاطمة تقترب منه سريعا وهي تشير للطبق قائلة بلهفة 
بص اهي صفاري
لم تكمل كلمتها وكانت فجأة تسقط ارضا وهي تسقط الطبق الذي في يدها على وجه زكريا الذي وللمرة الثانية تعلو صرخته في المنزل 
رباه اغثيني يا وداد 
كان يتحدث وهو يزحف بړعب خارج المطبخ قبل أن ت  ه هذه المرة صارخا پخوف 
ساعدوني النجدة النجدة 
راقبت فاطمة خروجه بتلك الطريقة وهي تقول بحزن ترمق الأرض حيث سقط البيض 
البيضة وقعت في الأرض وباظت 
أنهت حديثها وهي تنهض بحذر تحضر ممسحة الأرض تمسح ما سقط ارضا بحسرة لكن فجأة انمحت تلك النظرة من عينها وهي تتذكر أن اليوم هو زفاف كلا من هادي ورشدي واخيرا ارتمست بسمة حنين على وجهها وهي تسرح بخيالها لذلك اليوم الذي حصلت فيه على اكبر هدية  يتبعه زغاريد عالية من ماسة وشيماء وضوضاء عالية تتبعهما 
انهاردة فرحي يا جدعان عايز كله يبقى تمام 
ابتسمت فاطمة لماسة وهي تراقب حركاتها الراقصة فقد كانت تقفز في أرجاء الغرفة كما لو أنه زفافها هي 
اتجهت شيماء لفاطمة بسعادة كبيرة وهي تطلق زغاريد عالية تضمها بحب 
مبارك يا حبي مبارك والله قلبي بيتنطط من الفرحة وكأنه فرحي انا 
بكت فاطمة من التأثر لتأتي ماسة سريعا تبعد شيماء پعنف حتى كادت تسقط ثم أمسكت فاطمة
من كتفها تخبرها بكل جدية وحسم 
بت أنت شغل العياط والهبل بتاع العرايس ده ميتعملش سامعة أنت تقومي دلوقتي ترقعي زغروطة وترقصي لما وسطك يقع مش فاهمة ايه الهم ده ده انا يوم فرحي هروح انا اللي اجيب رشدي من صالون الحلاقة 
أطلقت فاطمة عدة ضحكات على حديث ماسة تتخيلها وهي تقف أمام السيارة بفستانها تحمل بوكيه من الورد وتنتظر أن يطل عليها رشدي من صالون الحلاقة كما تقول 
دخلت منيرة للغرفة سريعا وهي تقول ببسمة تحاول منع دموعها 
فاطمة يا قلبي عريسك تحت مستني عشان ياخدكم الكوافير 
ابتسمت فاطمة بتوتر لكن لم تكد تتحدث حتى وجدت ماسة تمسك يدها ساحبة إياها للاسفل سريعا وخلفهما شيماء تحمل حقيبة بها كل ما قد يحتاجونه ثم اتجه الجميع للاسفل حيث كان يقف كلا من زكريا وهادي 
بمجرد أن خطى الجميع خارج بناية فاطمة حتى توقفت ماسة عن السير وهي تنظر لمن يقف أمامها بحنق شديد 
ايه ده فين رشدي 
نظر زكريا لفاطمة لا يرفع عينه من عليها 
رشدي بيظبط مكان الفرح مع الرجالة 
اغتاظت ماسة بشدة من حديث زكريا ثم قالت باعتراض مشيرة لهادي الذي لم يتوقف ثانية عن الغمز ومشاكسة تلك الشيماء الخجولة جوارها 
يا سلام واشمعنا يعني هادي ميعملش كده 
لم يهتم لها هادي وهو يفتح السيارة لشيماء يقول ببسمة 
يلا يا قمر عشان منتأخرش 
ضحك زكريا وهو يسحب فاطمة بعيدا عن الجميع تاركا ماسة تكاد تحترق في أرضها 
نظر زكريا لفاطمة قليلا وهو يتحدث بهدوء وحنان وتلك البسمة المعتادة منه قد عادت للارتسام على وجهه 
ما بها جميلتي أخائفة أنت 
رفعت فاطمة نظراتها بتوتر لزكريا وهي تفرك يدها تسمع صخب قلبها 
شوية متوترة مش خاېفة يا زكريا انا عمري ما اخاڤ طول ما انت جنبي 
اه رفقا يا صغيرة فهذا القلب قد نال ما يكفيه اليوم حقا 
ابتسمت له لتتسع ابتسامته وهو يردد يجب شديد 
اشعر بقلبي يرقص فرحا بالداخل يا الله لو تعرفين مقدار الفرحة التي تسكنني الان 
ابتسمت فاطمة أكثر وهي تقول له للمرة التي لا تعلم عددها 
زكريا انا بحبك 
حسنا جميلتي ردي سيصل لك اليوم 
أنهى حديثه بغمزة وهو يسحبها مع للسيارة ثم تحرك الجميع صوب ال كوافير للاستعداد لذلك الزفاف الذي كانت جميع بيوت الحارة في ترقب له والمكان كله يغطى بالاضواء 
هبطت الفتيات من السيارة ثم تحرك الجميع صوب المكان سريعا ليتحرك هادي بسيارة ابراهيم والد رشدي صوب الحارة حتى يبدأوا في اعداد زكريا للمناسبة السعيدة كان يتحرك بالسيارة بسعادة كبيرة وكأنه يرقص بها 
ابتسم زكريا وهو يلمح مقدار السعادة على وجه هادي ليقول بمزاح 
براحة يا هادي خليني اوصل سليم 
ابتسم هادي وهو يردد بسعادة كبيرة جدا و صادقة لا يصدق أن اليوم زفاف رفيقه وأخيه واقرب الأشخاص لقلبه هو ورشدي بعد كل ما عاناة 
براحة ايه انا لو اطول انزل اشيل العربية وارقص بيها هعمل كده 
ضحك زكريا بشدة وهو يحاول امساك دموعه عن الهبوط ليقترب فجأة من هادي و يضمه سريعا هامسا بصدق 
انتم ثروتي يا هادي اقسم انني لا امتلك أثمن منكم يا رفيقي 
ابتسم هادي له وهو يتوقف بسيارته أمام محل والد زكريا ثم هبط سريعا يتجه لمقعده بسعادة
كبيرة وهو يشير له ليهبط 
انزل يلا خلينا ا  ك حضڼ عدل 
ضحك زكريا وهو يهبط سريعا يرتمي في أحضان أخيه ورفيقه بينما هادي كان يدمع من التأثر وهو يربت على كتف زكريا هامسا 
مبارك يا صاحبي مبارك 
ابتسم له زكريا وهو يبتعد عنه لينتبه كلا منهما لصوت جوارها يصيح 
يمين يا كابتن تعالى يمين اكتر لا بص انزل انا هطلع اعملها 
وبالفعل هبط الشخص من الدرج وصعد ذلك الذي كان يتحدث وهو يمسك فرع من الإضاءة يضعها كما يريد نظر الاثنان پصدمة له ليقول هادي بتعجب 
جمال 
انتبه جمال الذي كان معلقا أعلى الدرج لصوت هادي ليقول ببسمة وهو يعدل من وضع الإضاءة 
اصبر يا هادي هعلق الفرع ده وانزل 
لم يصدق زكريا أنه أتى حقا فهو عندما أخبره بيوم زفافه كان فقط كواجب آداه لم يعتقد أنه قد يأتي بعدما حدث لأخيه 
انت جيت 
كان سؤالا متعجبا حرج من فم زكريا دون وعي 
تحدث جمال بعدم فهم وهو يهبط الدرج بعدما انتهى مما يفعل 
ايوة هو مش إنت عزمتني اجي بعدين الواد ده قالي انكم اخواتي ولا ايه 
كان يتحدث مشيرا لرشدي الذي كان يحمل أحد المقاعد مع بعض الرجال فتح زكريا فمه بغية إجابته لكن قاطعه جمال وهو يقول ببسمة حزينة بعض الشيء 
وانا الصراحة الفترة دي بقيت مقطوع من شجرة مليش غير امي فقولت امسك في العرض ده واعمل نفسي اخوكم واجي أرتب الفرح وجبت امي معايا هي دخلت دلوقتي عن الستات جوا 
أنهى كلامه ببسمة وهو ينتظر اجابتهما والتي أتت في شكل عناق مفاجئ من زكريا وهادي ليهتف هادي بفرحة كبيرة 
واخيرا حد جه يرحمنا من رشدي اللي كل ما حد يكلمه يقوله انا الكبير خلاص من انهاردة فيه كبير تاني 
ضحك جمال بتأثر وهو يبادلهما العناق هامسا بنبرة خاڤتة 
افهم من كده انكم قابلني بينكم 
تحدث زكريا سريعا ببسمة حنونة 
زي ما هادي قال بقيت انت الكبير في الشلة دي بس هو إنت كام سنة صح 
ابتعد الجميع عن أحضان جمال ليقول جمال ببسمة 
٣٠ سنة 
ابتسم له زكريا وهو يردد بحنان متأصل في فطرته 
اطال الله بعمرك يا اخي 
لم يكد جمال يجيبه حتى وجد الجميع رشدي يتقدم منهم وهو ېصرخ پغضب 
أنت وهو لسه واقفين ليه ما تتنيلوا ادخلوا المحل خلينا نجهز الاستاذ 
ابتسم هادي بسخرية وهو يشير لرشدي بحنق 
لا بقولك ايه متكلمناش كده انت اساسا مبقتش الكبير عشان تزعق وتتأمر لان جمال هو الكبير صح يا رجالة 
نظر له رشدي بملامح جامدة وهو ينظر خلفه بتعجب يحاول البحث عمن يتحدث عنهم هادي وهو يقول 
كلام جميل بس هو فين اللي انت بتتكلم عليهم 
نظر له هادي بعدم فهم ليستدير مشيرا لجمال لكن لم يجد أحد خلفه ليهمس بحنق 
اخص على اشكالكم شوية عرر 
أنهى حديثه وهو يلتفت لرشدي مبتسما بغباء ولم يكد يفتح فمه ليجد رشدي يسحبه داخل المحل بحنق 
يلا ادخل شوف بدلة زكريا اكويها 
تحرك هادي بحنق تحت دفعات زكريا ليرى زكريا يجلس على مقعد و لؤي يحلق له شعره رأسه قليلا ويهندم لحيته وعلى الكرسي المجاور كان يجلس فرج وهو يحمل مجلة ما يشير لصورة بها 
اهي يا لؤي القصة دي عايزة تعملها ليا 
اقترب هادي بفضول من فرج ينظر لتلك الصورة التي يشير لها ثم بعدها نظر لرأس فرج التي تكاد تخلو من الشعر وهو يقول بعدم فهم 
دي هتعملها فين القصة دي يا فرج في شعر رجلك 
نظر فرج بغيظ لهادي بعدما تعالت الضحكات على حديثه 
لا يا خفيف يا ظريف هعملها في شعري عشان كتب كتابي على ام اشرف 
صفق هادي بسعادة ثم أطلق بعض الصفير وهو يقول بمرح 
ايوة بقى يا خلبوص بس مش شايف يعني يا فرج إن كثافة شعرك لا تسمح ليك بالقصة دي 
نظر فرج في المرآة قليلا ثم قال ببسمة باردة مستفزة 
لا مش شايف 
ضحك لؤي عليهما وهو ينحني ارضا ليصل عند لحية ابنه يهندمها بحنان شديد لا يصدق أنه
الآن يجهز ابنه الحبيب والوحيد للزواج ابتسم زكريا وهو يرى دمعات والده التي تكاد تهبط لينحني وهو يقبل رأسه هامسا له 
شكرا لك يا ابي على كل شيء فعلته لي سابقا شكرا على تربيتي بشكل افتخر به يا غالي 
هنا وسقطت دموع لؤي وهو ينهض ليضم رأس ابنه مقبلا إياها بحنان شديد هامسا بحب 
حبيبي مش مصدق إن انهاردة فرحك يا قلبي 
ابتسم زكريا وهو يضم والده هاتفا بحب 
انا وصلت هنا يا لؤي بفضل الله ثم دعواتك انت وست الكل واكيد مساعدة الشباب 
أنهى حديثه وهو ينظر لأصدقائه بفرحة ليبادله الجميع البسمة 
تحدث هادي ليقطع حالة الشجون تلك 
بعدين ما تنساش يا حاج لؤي إن الاسم اللي سميته لزكريا والموسيقى بين اسمكم دي هي اللي عرفتنا على بعض ولا ايه 
ضحك رشدي پعنف وهو يتذكر كيف تعرف عليهما 
رفيقا الكفاح 
تحدث جمال بعدم فهم بعدما كان يختار كارفات مناسب لبذلة زكريا 
ايه ده مش فاهم ازاي ده 
ضحك هادي بشدة وهو يشير لزكريا 
أنت ما اخدتش بالك من الاسم الاستاذ اسمه زكريا لؤي شوفت جبروت أبوه 
ضحك جمال بشدة ليس على الاسم بل على طريقة هادي وملامحه وهو يخبره الأمر ليرى هادي يشير لرشدي الذي حذره 
تعرف اسم رشدي

 

ايه 
تحدث جمال بتعجب من السؤال 
رشدي ابراهيم 
لا رشدي أباظة ابراهيم 
أنهى هادي حديثه وهو يسقط ارضا من الضحك على ملامح الحنق في وجه كلا من زكريا ورشدي ليقول رشدي بسخرية 
تعرف الاستاذ اسمه ايه 
كان جمال يضحك بصخب أثناء حديثهما لا يستطيع تحمل الأمر ليقول رشدي بسخرية 
الاستاذ اسمه هادي عبدالهادي المهدي تقريبا الحاج الله يرحمه كان عايز يأكد على حاجة معينة لكن للاسف محصلتش 
هنا واڼفجرت قهقهات جمال على الجميع ليشاركه الكل في تلك الضحكات وبعدها بدأ كل واحد منهم يقوم بعمله في جو من السعادة والفرح 
اتى المساء حاملا مع بذور السعادة ليغرسها في قلوب الجميع فها هو اليوم واخيرا حان وقت اتحاد القلوب بعد وقت طويل من المعاناة 
كان يقف أمام المكان الذي يوجد به قلبه ينتظر بترقب شديد أن تطل عليه بهيئتها البهية و ها هي وكأنها استمعت لأفكاره تخرج بخطوات بطيئة من المكان بهيئة جعلته يحبس أنفاسه وهو يردد دون وعي 
تبارك الرحمن 
كان يتنفس بسرعة وهو يتجه صوبها بتمهل شديد لا يصدق أنها واخيرا أصبحت ملكه وستقطن معه تحت نفس السقف وقف أمامها
وهو يتأمل وجهها الذي كانت تخفصه ارضا بخجل لينحني هو قليلا حتى يصل لها 
والآن فقط علمت سبب اختفاء القمر ربما خشي أن يقارنه الجميع بك فيخسر تلك المقارنة جميلتي فوالله أن جمالك قد تخطى كل جمال في عيني أشعر بقلبي يصارع للخروج 
ابتسمت فاطمة وهي ترفع رأسها واخيرا تواجهه هامسة 
انا بحبك اوي 
ضحك زكريا بشدة عليها فهي كلما شعرت بالخجل من حديثه أو توترت تقول تلك الكلمة فهي أضحت ملجأ لها في تلك المواقف اقترب منها زكريا يقبل جبينها بكل الحنان الذي يمتلكه في قلبه هامسا لها 
حسنا قد لا أجد يوما إجابة على كلمتك تلك لكني والله يشهد أنني متيم بك حتى أنني تخطيت تلك الكلمة منذ زمن 
ابتسمت له فاطمة وهي تحاول منع دموعها من الهبوط 
ج أحد ك زكريا وفي زفاف كهذا 
وصلت السيارات بعد زفة طويلة مبهرة إلى المكان الذي تم ترتيبه سابقا لتلك المناسبة ليهبط زكريا من السيارة وهو يمسك بيده فاطمة يسير بها بكل سعادة نحو المكان الذي تم تجهيزه للنساء بعيدا عن ضوضاء الرجال والذي كان في منزل فرج بعد أن اقترح فرج عليهم أن يستغلوا كبر مساحة منزله فهو الأنسب لتلك المناسبة وقد رحب ابنه البكر بذلك خاصة بعدما علم ما فعله الشباب لأجل والده اثناء سفره 
ابتسم زكريا وهو يجلس رفقة فاطمة يشاهد فرحتها تلك وهي تراقص الجميع بسعادة كبيرة وتستقبل 

غصة استحكمت حلقها لتقول بخجل من ردها 
يارب دايما مبارك ليك 
التفتت ماسة تنظر لها بتعجب لتلك النظرة تحاول إيجاد نظرة الخبث التي لطالما زينت نظراتها لكن كل ما وجدته هو نظرة انكسار وصدق في عينها لتسمع همس بثينة لها وهي تضمها فجأة 
انسي اللي فات يا ماسة وخلينا نبدأ من جديد ارجوك 
فتحت ماسة عينها پصدمة كبيرة وهي تنظر لتلك التي تتعلق في أحضانها وهي تردد بعدم فهم 
هو فيه ايه 
فيه اني مش عايزة أقضي الباقي من عمري في كره و زعل 
حاولت ماسة منع بصمة من الارتسام على وجهها وهي تقول 
الاه هو الجواز بيغير اوي كده 
أشارت بعدها لبثينة وهي تحدث شيماء 
شوفتي عشان لما اقولك عايزة اتجوز تصدقيني ده انا هبقى بعد الجواز حمامة سلام طالما الجواز عمل كدة في بثينة تخيلي هيعمل فيا ايه مش بعيد ابقى داعية إسلامية 
ضحكت شيماء هي وفاطمة على حديث ماسة التي ضمت بثينة وهي تربت على ظهرها تهمس بفرحة لتغييرها ولاستوطان السلام في نفوس الجميع 
حمدالله على سلامتك يا بوسي 

في المساء أضحت الحارة مضيئة كما لو أنها نجمة ساطعة تتوسط السماء 
كان رشدي يقف أمام المرآة في منزل هادي وجواره هادي الذي كان يلقي قبلات لنفسه في المرآة كمچنون وهو يتحدث ببسمة جذابة 
دي شيماء ھتموت من جمالي 
نظر له رشدي باشمئزاز وهو يعدل من وضع الكارفات ثم تحدث لجمال الذي يقف في الخلف 
جمال هو زكريا فين 
انتهى جمال من ربط حذاءه وهو يستقيم قائلا ببسمة سعيدة بما وصل إليه 
خرج يرد على تليفونه و
قاطع حديث جمال زكريا الذي دخل وهو يقول ببسمة 
جاهزين يا شباب البنات خلصت ومستنية 
ابتسم فرانسو وهو ينهض متجها لهم ثم لوح ببعض المفاتيح وهو يقول ببسمة 
انا جهزت عربية انما ايه 
ابتسم هادي والجميع وهم يتحركون نحو الأسفل والفرحة تكاد تجعلهم يطيرون من السعادة 
كان الجميع يقف أمام المنزل ورهبة الحدث تطفي ليصمتوا انحنى رشدي قليلا على هادي وهو يتحدث بسخرية 
ايه يا حبيبي رجعت في كلامك ولا ايه 
ابتلع هادي ريقه وهو يراقب شيماء التي كانت تتأبط يد ابراهيم بخجل ليهمس وهو يبعد وجه رشدي من أمامه 
رجعت مين ده انا هاخد اختك دلوقتي ومش هتشوفنا غير ومعانا رشدي صغنن
اد تطير فرحا فها هي وبعد سنوات طويلة ستزف لحبيب الروح ورفيق الحياة كانت تشعر بسعادة كبيرة لو وزعت على الجميع لفاضت وأكثر 
تحركت للاسفل وهي تبحث بعينها عن رشدي الذي بمجرد أن لمحته حتى اتسعت ابتسامتها بشدة لتترك يد ابراهيم وترفع فستانها ثم ركضت على الدرج صوبه وهي تبتسم له ضحك رشدي بصخب على أفعالها ليلتقفها في أحضانه قبل أن تسقط بسبب طول الفستان واندفاعها 
يخربيت سنينك طب حتى اعملي نفسك مكسوفة 
ضحكت ماسة وهي تعتدل ثم أمسكت بيده وهي تقول بحماس شديد 
مكسوفة يا راجل دي كلمة تقولها بعد كل الوقت اللي كنا فيه سوا 
هز رشدي رأسه بيأس يتبعها 
كان فرانسو يرفع الكاميرا الخاصة به في حماس شديد ولهفة وهو يصور الجميع ليوثق تلك
اللحظات لتقع عدسة كاميرته على حورية هاربة تتجه صوبه لينفخ انفاس حارة وهو يهمس 
يا الله ماذا تفعلين يا امرأة كدت ت  يني للتو 
ضحكت بثينة بشدة وهي تتمسك به كطفلة صغيرة تتبعه في كل مكان وهو يتحرك ليصور الازواج وهي رفقته 
ابتسم زكريا وهو يحدث والده 
ايه يا لؤي هتاكل وداد بعينك 
ابتسم لؤي وهو يغمز له 
بفكر اعمل فرح تاني مع فرج اخر الاسبوع ايه رأيك 
ضحك زكريا بشدة وهو ينظر لوالده بيأس 
يا راجل مش دي اللي كل خمس ثواني تقل مننا بسبب زعلها وتتمنى يرجع بيك الزمن وتصلح غلطتك 
ابتسم له لؤي وهو يتجه صوب وداد غامزا 
يا غبي الخناق ده محبة مننا 
هز زكريا رأسه وهو يكرر جملته باقتناع ليرفع ساعة يده أمام عينه بتعجب عدم نزول فاطمة حتى الآن فالجميع بالفعل هبط عدا هي كاد يتحرك بقدمه للاعلى لولا أنه تسمر فجأة وهو يراقب ملاك صغير يخرج من البناية لا يظهر منه شيء سوى عيون كحيلة تختبئ خلف نقاب تنفس زكريا پعنف وهو ينظر لعينها بتركيز شديد يكاد يقسم انها هي زوجته ليتأكد من ذلك وهو يسمع صوتها جواره 
نمشي 
تنفس زكريا پعنف شديد وهو ينظر لها پصدمة هي ارتدت النقاب كيف وهي حتى لم تخبره يالله كم جعلها جميلة كملاك صغير 
فاتنة 
ابتسمت فاطمة بخجل وهي تقترب منه أكثر هامسة 
عجبتك 
ابتسم زكريا لها بسعادة وهو يردد بانبهار ممسكا بيدها 
بل فتنتيني 
بدأت الاحتفالات ليبدأ الجميع في الرقص والضحك والبهجة تعلو ملامحهم حيث كان جمال يحمل على كتفه رشدي وزكريا بدوره يحمل هادي والأثنان يرقصان فوق الأكتاف بفرحة كبيرة 
ضحك زكريا وهو ينظر للاعلى يراقب فرحة رفيقيه وهو يشكر الله في قلبه على هذه النعمة وعلى تلك السعادة التي تشع من وجوه الجميع 
خف نفسك يا هادي لاحسن شوية وانا وانت هنلزق في الأرض 
بينما في الداخل عند النساء كانت كلا من ماسة وبثينة تتنافسان في الرقص وكلا منهما قد ابدعت حقا في الأمر والضحكات تعلو من كل مكان بينما تولت النساء أمر توزيع المشاريب والحلوى على النساء 
وبعد مرور ساعة تقريبا سمع الجميع صوت فرج يستأذن الدخول انزلت فاطمة نقابها بسرعة واعتدلت جميع الفتيات والنساء ليدخل فرج وهو يدعوهم للمجئ لالتقاط صورة لهم جميعا 
وبالفعل خرج الجميع ليجدوا أن فرانسو كان يلتقط بعض الصور للاربعة شباب في أوضاع مضحكة ثم بعدها بدأ يلتقط صور لكل زوج وبعدها أعطى الكاميرا لهادي ليلتقط له صورة مع بثينة وهو يضمها بحنان 
ابتسمت بثينة وهي تنظر للكاميرا تستعد لالتقاط الصورة ثم نطقت فجأة ببسمة 
بحبك 
تيبست يد فرانسو فجأة على كتفها وتحولت بسمته پصدمة وهو يستدير له هامسا بتعجب 
ايه 
وعند هذه اللقطة أخذ هادي الصورة لهما ليصيح هادي بحنق 
اتعدل يلا 
لكن فرانسو لم يهتم له وهو يلوح بيده وهو يقول لبثينة بتوتر 
انا سمعتك صح يعني أنت قولتي اللي أنا سمعته فعلا 
ضحكت بثينة بشدة وهي تتجه للفتيات قائلة قبل أن ترحل 
ايوة يا فرانسو انت سمعت صح 
أنهت حديثها وهي تقف جوار الفتيات يراقبن تراقص الشباب سويا ومعهم فرج الذي كان يرقص بسعادة كبيرة وكأنه زفاف ابنه هو وللحق كانت سعادته صادقة من قلبه فهؤلاء الشباب كانوا ومازالوا اولاد له منذ طفولتهم فهم روح تلك الحارة حقا 
انقضت السهرة ما بين ضحكات ورقصات وصيحات سعادة و هرج الشباب وهم يقذفون الاصدقاء للاعلى بسعادة كبيرة ليقترح فرانسو على الجميع أخذ صورة جماعية لذا سريعا اجتمع الجميع في الصورة بلا استثناء ليأخذ أحد شباب الحارة الكاميرا من فرانسو وينضم هو جوار زوجته ومعه جميع الأزواج وفرح وام اشرف التي عقد قرانه عليها من ايام وأشرف ابنها وايضا عائلة فرانسو كلها و عائلة جميع الشباب ليبتسم الجميع بسمة صادقة سعيدة ويتم التقاط الصورة لهم في مظهر مؤثر 
بعد التقاط الصورة بدأ الجميع يستعد لرحيل الأزواج صوب المطار لتقضية شهر العسل 
كان فرانسو لا ينزع عينه من على بثينة وهو يغمز لها كل ثانية ليجد فجأة أحدهم يمسكه من الخلف وكأنه امسك بلص ما ليرفع يده بسرعة وهو ېصرخ 
والله العظيم مراتي 
نظر له جمال بعدم فهم وهو يردد 
مراتك مراتك مين 
استدار فرانسو بغيظ لجمال وهو يبعد يده مرددا بحنق 
فكرتك الزفت هادي يا عم فيه ايه ايه المسکة دي 
ابتسم جمال وهو يفرك شعره بحرج مرددا 
معلش متعود المهم كنت عايز أسألك عن حاجة كده 
حاجة حاجة ايه 
ابتسم جمال بخجل شديد وهو يحاول ايجاد نقطة ليفتتح بها ذاك الأمر 
هو الآنسة اللي كانت واقفة معاك و لابسة فستان اخضر فاتح دي تقربلك 
نظر له فرانسو بعدم فهم 
آنسة مين مش فاهم وضح 
اغتاظ جمال بشدة من غباء فرانسو وهو يهتف بغيظ 
الأستاذة صابرين المحامية يا زفت تعرفها 
صمت فرانسو قليلا يفكر 
قصدك صابرين بنت خالي 
هي بنت خالك 
كان جمال يتحدث ببسمة واسعة يتذكر تلك السيدة العنيدة والجادة التي كانت تزور المركز الذي يخدم به في الآونة الأخيرة بسبب قضية كانت تدافع عنها وقد أعجب وقتها بجرئتها وقوتها في الدفاع و عنادها 
طب وهي مرتبطة 
ابتسم فرانسو بخبث وهو يلمح ابنة خاله تقف في الخلف مع احمد تعنفه على شيء ما 
لا مش مرتبطة بس بتسأل ليه 
لا ولا حاجة هطلع ليها بطاقة تموين 
أنهى جمال حديثه وهو يترك فرانسو ويرحل وهناك بسمة واسعة مرتسمة على وجهه تاركا فرانسو خلفه يطالعه ببسمة واسعة لا يصدق أنه واخيرا قرر أحدهم اقټحام قلعة صابرين وللحق لن يكون هناك أحد مناسب لها بقدر جمال 
دخل لمنزله بعدما اوصل الشباب بنفسه للمطار فقد قرر كلا من رشدي وهادي أن يقضوا شهر العسل سويا بعدما رفض زكريا مرافقتهم مقترحا أن يظل هو هنا يهتم بالجميع في غيابهم 
دخل للمنزل ليقابله صمت انبأه بنوم فاطمة ليزفر بتعب شديد وهو يتجه صوب غرفته ينير الاضواء ليتفاجأ بالغرفة مزينة بشكل بديع وكأن اليوم زفافه هو ليتذكر كلمات فاطمة وهي تخبره 
انا اتوضيت ومستنياك عشان تصلي بيا القيام 
ابتسم زكريا لها بحنان وهو يربت على رأسها بحنان يتذكر حبها دايما لأن يأم هو بها الصلاة تحب دائما أن تستمع لصوته في تلاوته القرآن
هز رأسه وهو يتجه صوب المرحاض ثم غاب
به لدقائق قبل أن يخرج وقد بدل ثيابه ثم اتجه صوبها ببطء يبتسم لها بسمته المعتادة بسمته التي تخرج منه خصيصا لها هي 
نصلي يا اميرتي 
ابتسمت له فاطمة وهي تقف خلفه ونفس الراحة التي سبق وشعرت بها يوم زواجها تغشاها الآن هل يعقل أن يكون الامان متعلق بشخص إن وجد وجد الامان وإن غاب ضاع معه الامان 
كانت فاطمة تصلي خلف زكريا وهي تستمع لتلاوته ليهتز قلبه من خشوعه في الصلاة وقراءة القرآن 
أنهى الاثنان الصلاة ليستدير زكريا ويجد أنها بعدما انتهت من الصلاة سجدت مجددا تدعو ربها لتطيل في سجودها ابتسم في حنان وهو يجدها ترفع رأسها ووجهها ممتلئ دموع لذا دون قول كلمة واحدة فتح ذراعيه يدعوها للاقتراب منه عله يمدها ببعض دفء قلبه 
ومن دون أي تردد كانت فاطمة تلقي نفسها في أحضان زكريا وهي تتنهد براحة كبيرة تهمس له 
زكريا 
قلبه 
ابتسمت فاطمة وهي تتحدث بخفوت 
بعد شهور بس هيكون
فيه معانا شخص كمان في الصلاة 
انكمشت ملامح زكريا بتعجب ليتحدث وهو يبعد الحجاب عن رأسها يفرك شعرها بحنان كما اعتاد بعدما أدرك أن تلك الحركة تريحها وبالفعل أغمضت فاطمة عينها براحة كبيرة تنعم بتلك اللحظات الجميلة رفقته
شخص كمان مين 
شخص صغير شبهك 
تعجب دام ثوان قبل أن يفتح زكريا عينه پصدمة وهو يبعد فاطمة بسرعة يهمس لها مبتلعا ريقه 
طفل 
هزت فاطمة رأسها بنعم وهي تراقب تعابير وجهه التي تتابعت من الصدمة لعدم التصديق للسعادة وهو ينهض فجأة كالملسوع 
طفل طفل صغير يعني انا هيكون عندي طفل مين قالك 
نظرت له فاطمة پصدمة ثم اڼفجرت ضاحكة على سؤاله وهي تشير لبطنها 
مين اللي هيقولي يعني يا زكريا هو في بطني يعني هحس بيه بعدين انا من كام يوم عملت تحاليل لاني شكيت والتحاليل أكدت ليا الموضوع 
بكى زكريا من السعادة وهو يجذب فاطمة لاحضانه يدور بها في سعادة كبيرة ېصرخ بها أنه سيصبح أب لا يصدق الأمر حقا وهي كانت تتعلق في رقبته تضحك بصخب كبير على حديثه وسعادته تلك تشكر ربها على تلك الشعلة التي انارت ظلمتها في وقت قد بدأت تعتاد فيه الظلام فبعد كل تلك السنوات في حزن جاء هو حبيبها وسندها وكل ما لها في هذا العالم جاء بعدما أغلقت محراب قلبها وقد أصبح مهجورا جاء هو ليتربع على عرشه دون حتى أن تسمح له بل اقتحمه اقټحاما ليصبح شيخ في محراب قلبها 
واتضح في النهاية أن الطريق الصعب المخيف لا يحتاج سوى رفيق صحبة عائلةبسمة من القلبحب صادق عناق دافئ بهذا وهذا فقط يمكنك عبور حتى أكثر الطرق ظلمة