فاذا هوى القلب بقلم منال سالم
خاېف منه!
استشاطت نظراته من عدم مبالاتها وضاقت عيناه بقسۏة مھددة بالإطاحة بها
قربها أكثر إليه ليهتف بصعوبة متشنجة من بين شفتيه المضغوطتين
يتبع التالي
الفصل التاسع والثلاثون
اعتصرت أصابعه رسغها الذي بات مقيدا منه ورغم تأوهاتها المتكررة وتوسلاتها الملحة له بتركها إلا أنه رفض الإنصات إليها
اسمعيني كويس يا بنت رياض!
ردت عليه بأنين واضح وهي تتلوى بمعصمها
آه سيب ايدي الأول!
متولدش لسه اللي أخاف منه!
استشعرت أسيف القوة في نبرته وتحذيره الخفي لكن قبل أن ترد عليه تابع محذرا بغلظة
احتدت نظراتها نحوه وبدت كجمرتين متقدتين لكن لم يمنعه هذا من مواصلة حديثه القاسې
عاوزة تسيبي المكان وتمشي وماله اعملي ده بس هاتتقطع رجلك نهائي من الحتة!
يعني من الأخر كده تبيعي دكانك وتمشي!
احتجت على حديثه رافضة بشدة
مش هايحصل!
خلاص تمشي بالأصول!
هتفت مستنكرة بعناد
أصول ايه دي اللي تجبرني أقعد مع ناس مش حباهم
رد عليها ببرود وهو يرمقها بنظرات شبه مستخفة
محدش قالك حبيهم!
هتفت بنبرة حادة نسبيا
هو بالعافية
ضيق نظراته إليها وأجابها بجمود صارم
اعتبريه كده!
ثم لوى فمه ليضيف بازدراء
وبعدين مش هناخد على كلامك دلوقتي!
شعرت بنوع من الإهانة في جملته الضمنية فصاحت معترضة
أنا مش مچنونة عشان تقولي كده!
رد عليها بتهكم
ولا ردك ده رد عاقلين!
ثم أمسك بمقبض باب السيارة الخلفي وقام بفتحه ومن ثم دفعها للخلف قائلا بنبرة آمرة
ويالا اركبي
اعترضت بإصرار أكبر
لأ !
لم يترك لها المجال للرفض فإستخدم قوة ذراعيه في إجبارها على الدخول عنوة
لم تستطع كبحه فسقط جسدها المرهق على المقعد الخلفي استغل هو الفرصة لغلق باب السيارة لكنه لم ينتبه لقدمها العالقة فصړخت متآلمة بشدة
آآآه رجلي!
أسرع بإرجاع الباب للخلف لتتمكن هي من سحب قدمها اليسرى للداخل ثم أعاد غلقه
وضعت أسيف يدها على قدمها الموجعة لتفركها محاولة تخفيف حدة الألم القوية التي أصابتها
نظرت له شزرا ورغم هذا لم تتمكن من الفرار منه
كان قد ركب السيارة وبدأ في قيادتها
تنهدت مستسلمة وأصبح الوجوم هو المسيطر على تعابير وجهها الذابل
تمتم منذر لنفسه من بين شفتيه بسباب قاسې
كفاية ابن ال اللي طلعلي من السچن! عاوزاني أسيبك ليه!
لاحظت أسيف تشنج وجهه وحدة نظراته المخيفة لكنها لم تفهم سبب غضبته منها هي تتجاوز بكثير حد رفضها العودة لمنزل عمتها فربما بإقناع متعقل وكلمات مواسية كانت المسألة لتحل هي شبه متيقنة أن يتخطى هذا الشيء بمراحل فقط ينقصها أن تعي الأسباب الحقيقية لعنفوانه الزائد
خرجت من شرود تفكيرها المؤقت على رؤيتها للطريق المؤدي لمنزله تلفتت حولها لتتأكد من صحة ما رأت
جف حلقها نوعا ما وهتفت متسائلة بتوجس وهي تنظر إليه
إنت واخدني على فين
حدجها بقوة وهو ينظر إلى وجهها عبر مرآته ثم رد عليها
بنبرة مقتضبة
عند عمتك ماهي عندنا لسه!
ازدردت ريقها مجددا وهي تسأله بحذر متردد
هي هي كويسة
رد عليها بتساؤل يحمل التهكم وهو يرفع حاجبه للأعلى مستنكرا سذاجتها
تفتكري يعني!
أخفضت نظراتها عن عينيه القاسيتين المحدقتين بها من خلال إنعكاس المرآة وضغطت على شفتيها أكثر
هي حافظت على هدوئها كاتمة آلامها المتأججة في قدمها اليسرى كما إعتادت أن تفعل
وضعت على طرف فراش صغيرتها أروى عدة عباءات منزلية نظيفة فقد أعدت الغرفة لابنتي عواطف لتبيتا فيها
استدارت جليلة بجسدها لترمق بسمة الواقفة خلفها بنظرات حانية وهي تقول بحماس
خدوا راحتكم البيت مافيهوش حد ولادي برا ومحدش هيضايقكم خالص!
ابتسمت بسمة مجاملة وهي ترد ممتنة
شكرا تعبناكم معانا!
استنكرت جليلة عبارتها قائلة بعتاب زائف
تعب إيه دي حاجة بسيطة ده يا ريت تنورونا كل يوم!
ثم وضعت يدها على ذراعها لتربت عليه وهي تضيف بغموض رغم ابتسامتها العريضة
وخصوصا إنتي يا قمر!
قطبت بسمة جبينها قليلا واكتفت بالإبتسام
هتفت أروى متسائلة بحماس وهي تقفز في مكانها
هتباتي معايا يا مس
هزت رأسها بالإيجاب مرددة
إن شاء الله
صفقت الصغيرة بكفيها مهللة
أنا فرحانة أوي المس اللي بأحبها هتنام هنا على سريري!
أحاطتها بسمة من كتفيها بذراعيها ثم عبثت في خصلات شعرها وهي تبتسم لها
هتفت جليلة بجدية خفيفة وهي تشير بيدها
غيري هدومك يا بنتي تعالي يا أروى برا!
هزت ابنتها رأسها قائلة بمرح
حاضر يا ماما!
ثم لوحت بكتفها متابعة بابتسامة بريئة
باي يا مس هاشوفك كمان شوية!
ابتسمت بسمة قائلة بإيجاز
أوكي
ثم تابعتهما بأنظارها حتى ولجتا خارج الغرفة فأوصدت الباب خلفهما تنهدت بتعب واستدارت نحو الفراش لتنظر إلى الثياب المطوية بعناية عليه
دنت منه بخطوات مرهقة ومدت يدها لتسحب إحداهم لتبدأ في تبديل عباءتها المؤقتة التي استعارتها مسبقا من جليلة بأخرى تخصها
راقبها ثلاثتهم من مسافة معقولة بنظرات متنوعة ما بين الثقة والخۏف والتوتر
همس مازن متسائلا بقلق كبير باد عليه موجها حديثه لأخيه
هي هتوافق
التوى ثغر مجد للجانب قائلا بغرور مفرط
هاتبقى عبيطة لو عملت عكس كده!
حك طرف ذقنه بعصبية قليلة وهو يقول
جايز ترفض!
رد عليه مجد بجمود
اطمن مش هاتعمل كده!
ثم لكزه في جانبه متابعا بتأكيد مغتر
انشف ياض أخوك في ضهرك والولية دي عبدة للقرش ارميلها إنت بس أي فلوس في حجرها هاتحط على طول الجزمة في بؤها
صمت للحظة ليتابع بكركرة مستفزة
ومش بعيد تبلعها كمان!
رفع مازن يده عاليا على رأسه ليمررها في خصلات شعره بتوتر وهو يبرر
بس دي بنتها!
مط مجد فمه قائلا بثقة أكبر
وانت ابننا! وهي فاهمة كويس هي بتلعب مع مين
عاود مازن التحديق بها مبتلعا ريقه پخوف مما هو مقبل عليه
تابعهما مهدي بصمت لكن عقله لم يتوقف للحظة عن التفكير بحكمة فيما ستؤول إليه الأمور
فشادية ليست بامرأة منكسرة الجناح أو سهلة الترويض هي في لحظة يمكن أن تقلب الطاولة على من فيها لذا عليه أن يضمن سلامة ابنه إن أراد
له النجاة من براثنها الحادة
على عكس ما كانوا يتوقعونه شردت تفكر في ذلك المبلغ الضخم المعروض عليها نظير صمتها
إن قبلت به ستضحي بمصير ابنتها وخاصة أمومتها للأبد
وإن رفضت ستتطور الأوضاع للأسوأ
أخذت تختلق لنفسها الأعذار مرددة
ماهي عندها عيل يعني مش محرومة من الخلفة ولا حاجة!
رمشت بعينيها متابعة حديث نفسها الشيطاني
يبقى تاخد الفلوس وهي الكسبانة!
برقت حدقتاها بشړ مخيف وهي تردد بخبث
ومش بعيد أخلي الدكتورة تعملي تقرير أبتذ الزفت ده بيه بعدين يعني في كل الأحوال بنتي هاتستفيد! والعيال امرهم مقدور عليه الحضانة تبعي والواد في حضننا صح كده!
كاد يطفو على ثغرها طيف ابتسامة وضيعة لكن منعتها من الظهور قبل تشكلها عليه لتحافظ على حزنها الزائف
كانت كمن يقف على نيران متقدة وهي تجوب غرفته ذهابا وإيابا فركت قبضتي يدها بعصبية لاعنة تلك التعيسة التي تحظى بأثمن اللحظات معه
ربما هو لا يخصها لكنها لم تستطع منع نفسها من الإنجذاب إليه ولما لا فهو دوما يثبت لها أنه العنوان الأمثل للرجولة
حدقت في صورته المعلقة على الحائط مطولا وشردت في إحدى ذكرياتها الغير سارة بالمرة
تفاجأت به يحاوطها من الخلف على غير عادته بالمرة مسندا رأسه على كتفها فالتفتت للجانب لتنظر إليه بغرابة وهي تتساءل بتعجب
خير ايه الحنية دي كلها
أجابها قائلا بغموض
عاوزك تجهزي يا حبيبتي
ردت عليه متسائلة
ليه هانخرج
أدارها حاتم نحوه وهو يجيبها بابتسامة عابثة
اه احنا معزومين عند واحد صاحبي عيد ميلاده النهاردة!
استندت بكتفيها على صدره وطالعته بنظرات ثابتة وهي تتساءل بفضول وقد بدت مهتمة بمعرفة التفاصيل
يعني عامل حفلة وكده
أومأ برأسه بالإيجاب قائلا
ايوه
أضافت نيرمين متسائلة بجدية
وهو متجوز مراته موجودة يعني
هز رأسه نافيا وهو يداعب أنفها بإصبعه
لأ هو عاذب
انعقد ما بين حاجبيها بإندهاش وردت بغرابة
وعاوزني أروح!
أوضح لها حاتم غرضه قائلا
اه هو محترم وبعدين أمه وأخته موجودين ودي حفلة كلها هيصة وفرفشة وأنا مشغول فإنتي هاتجي معايا تكملي السهرة مكاني!
ضاقت نظراتها لترد بجدية
طيب ماشي أنا ممكن أحضر بس هامشي معاك!
أزاح يده عنها وتراجع للخلف ليرمقها بنظرات مزعوجة وهو يقول
بأقولك هاتسهري مكاني إنتي بدالي في الحفلة!
اتسعت مقلتاها بإستنكار منفر وهتفت معترضة
يا حاتم ده واحد صاحبك يعني مش عرفاه لزمتي أنا أفضل ليه وسط ناس ماليش علاقة بيهم
رد عليها بنبرة مستفزة
ما انتي هتتعرفي عليهم
أولته ظهرها قائلة برفض تام
لأ بلاش منه أنا مش مرتاحة!
وضع زوجها يده على ذراعها وأدارها نحوه هاتفا بضجر بائن في نبرته
يعني هاروح من غيرك
هزت كتفيها بعدم اكتراث وهي تقول
عادي انتو شباب في بعض! خدوا راحتكم
تصلبت قسمات وجهه نوعا ما وهو يقول بإصرار
لأ بس أنا قايلهم إنك جاية
ارتفع حاجباها للأعلى صائحة بنفور
نعم قايلهم
أجابها باقتضاب وهو متعجب من ردة فعلها
ايوه
صاحت معترضة
حاتم إنت بتكلم جد انت قايل لصحابك الشباب
مراتي جاية عيد ميلاد واحد فيكو تهيص معاكو!
نظر لها بجمود وهو يرد قائلا
وايه يعني حفلة زي أي حفلة! وفهمتك إن فيها أهله!
كزت على أسنانها قائلة بغيظ
أكيد ده هزار صح
بدا وجهه صارم الملامح وهو يرد
أنا بأتكلم جد يا نيرمين! أنا مش هاطلع عيل قصادهم
تطلع عيل عشان تفرجهم عليا كلام ايه ده اللي بتقوله أنا استحالة أوافق طبعا
اغتاظ من رفضها القاطع وتبدلت تعابير وجهه للغلظة والحدة وصاح بها مهددا
استحالة توفقي!
أصرت على رأيها قائلة بتوجس خفيف
ايوه!
لوح حاتم بيده مهددا وهو يتابع بشراسة
نيرمين أنا جوزك وكلامي أوامر!
هتفت محتجة بصوت شبه مخټنق
برضوه لأ أنا مش موافقة
نفخ قائلا بنفاذ صبر
هاخلص شغل وأرجع أخدك!
حركت رأسها بالنفي وهي تقول بعناد
انسى يا حاتم!
برزت عيناه الغاضبتين أكثر من محجريهما وصاح بصړاخ مقلق
بتعصيني يعني
ردت عليه بتوتر رغم استشعارها تهديده الخطړ
احسبها زي ما تحسبها بس مش رايحة!
أمسك بها من ذراعها وهزها پعنف صارخا بها
يبقى انتي ناوية على علقة كل الليلة!
تأوهت من قبضته الغليظة عليها وتوسلته راجية
خلاص يا حاتم! حرام عليك!
رفع يده عاليا في الهواء وهو يقول بنبرة هائجة
هو إنتي شوفتي حاجة أنا هاربيكي!
بالطبع لن يتركها إلا وعظامها تئن وتصرخ كما إعتاد أن يفعل دوما حينما تثور ثائرته
أفاقت من تلك الذكرى الموجعة ضامة يديها إلى صدرها بقوة
تنفست بعمق لتسيطر على إنفعالاتها وابتلعت غصة مريرة في حلقها لتحدث نفسها بتقزز جلي لاعنة إياه
منه لله مكانش راجل مكانش بيتقي ربنا أبدا!
صف سيارته بجوار مدخل البناية القاطنة بها عائلته هاتفا فيها بجدية آمرة وهو يشير بعينيه
انزلي!
لم تعلق أسيف على أمره الصارم وترجلت ممتثلة بهدوء له فلا جدوى من الإعتراض عليه فسينتهي الأمر معه بالجر قسرا للداخل خرج رغما عنها شهقة مكتومة حينما ضغطت على قدمها اليسرى وانحنت