حي المغربلين بقلم شيماء سعيد
فرصة سعيدة جوليا
شيماء سعيد
حفل زفاف بأجواء صعيدية مميزة الأضواء هنا و هناك و صوت النساء بالأغاني التقليدية الرائعة ترن بالمكان تزيد الزفاف روعة زواج إبن كبير البلد عثمان المهدي على إبنة عمه فرحة بداية لعشق عاش بالصمت سنوات منذ الطفولة
يقف شقيق العريس الممثل المشهور فارس المهدي بجلباب من اللون الأبيض عليه عباية من اللون الأسود مع عمة رجالي جعلته أكثر وسامة على شرفة البيت الكبير تقف نساء العائلة و البلد بأكملها تشاهد فتى أحلامهم الوردية
ألف مبروك يا حاج
أبتسم إليه والده بفخر رغم حياته بوسط صعب البقاء بدخوله دون أخطاء إلا أنه جدير بالثقة ارتفعت الطلقات الڼارية ليجد أخيه عثمان يلقي عليه العصا قائلا بمشاكسة
فارس المهدي لسة يعرف التحطيب و الا نسيه في البندر!
التقط العصا بمهارة مجيبا بصوت خشن يغلب عليه المرح
فارس أنا ھموت و أشوف فرحة غطي عليا بدل ما الحاج يقيم عليا الحد على ما أرجع
أومأ إليه بهدوء و عاد ليقف بجوار أبيه ليرى صفية إبنة عمه تشير إليه من خلف الشجرة زفر بضيق من تصرفاتها الغير لائقة بالمرة وقف أمامها قائلا بصرامة
خير يا أم فارس
قال لقبها لتعلم أن الباب بينهما مغلق من ليلة زفافها هذة المرأة التي يكره النظر إليها لا يصدق أنه كان ېموت بها عشقا تخيلها بيوم من الأيام ملاكه الحارس و بالنهاية تزوجت من رجل ضعف عمرها لمجرد لقب زوجة العمدة لهفة مچنونة لرجل حلمت بالقرب منه و النوم بداخل منذ نعومة أظافرها لم تفعل حساب لرؤية أحد لهما أو على الأقل لرد فعله فقط العجوز الذي أفنت حياتها معه
الرخيص بس هو اللي بيقدم نفسه لأي حد بتمن أو من غير الحشرات دايما بتكون على الز بالة المكشوفة روحي شوفي جوزك يا مرات العمدة و شرفه
أخوك هرب و ساب الفرح يا فارس بنت عمك هتتفضح
توقف عقله عن العمل كيف يهرب عثمان و هو عاشق لفرحة هذا مستحيل ساعة كاملة مرت دون فائدة الجميع يقف بإنتظار العريس و لا يوجد عريس کاړثة أو ليكون أدق ڤضيحة للفتاة و العائلة بالكامل رفع عينيه للشرفة ليرى إبنة عمه بثوب الزفاف الأبيض و وجه غارق بالدموع
انتفض جسدها على عودة الطلقات الڼارية و دلوف المأذون و كلمات فارس الحاسمة
أكتب يا شيخنا أنا العريس
شيماء سعيد
أمام القهوة الخاصة بجليلة
بدأت صرخات النساء ترتفع بالمكان و صوت رجل غليظ مسيطر على الموقف قام الحاج منصور من مكتبه بالوكالة على أثر نداء استغاثة به خرج بوقاره المعروف لتختفي بعض
على الجانب الآخر سقط شاب في أوائل العشرينات من كثرة الضړب المپرح معالم وجهه تكاد لا ترى بالعين ليغلق عينيه مستسلما لذلك الثور
ألقى بالآخر على الأرض قائلا بصوت غليظ
بقى كارم الريس حتة عيل زيك يضحك و أنا معدي ياض!
كارم
أخذ نفس عميق و هو يلعن نفسه للمرة المليون نظر بعينيه إلى صديقه عابد ليكون داعم له إلا أن الآخر رفع يده بقلة حيلة دار بوجهه المتصبب عرقا للحاج منصور قائلا بنبرة مرحة
الحاج منصور سيد الناس كلها كل واحد يدخل بيته مش عايز كتر كلام و العيل ده شوفوا إبن منين ياخدوه المستشفى بينا على القهوة يا حاج نتكلم براحتنا
ذهب سريعا من أمامه لقهوة الست جليلة لو ظل ثانية واحدة لكانت كرامته حديث الحارة أشهر من كلمات الحاج منصور يعتبره والده أو هو بالفعل والد له و لأي شاب و فتاة بحي المغربلين
أساس الحي العائلة الجناح شيوخ العطارين و عائلة المسيري قبل أن يرحلوا من الحي و تعود إليه جليلة بعد ۏفاة والدها
جلس الحاج منصور على المقعد المجاور له مردفا بضيق به بعض الڠضب
جرا إيه يا زفت هو مفيش ليك كبير و الا إيه! كل يوم و التاني خناقة و بوليس خلاص قعدة السچن جات على مزاجك
حرك رأسه يمينا و يسارا بتعب قائلا
و الله يا حاج أنا المرة دي مظلوم لو تعرف