حب فوق الغصون بقلم ساره نبيل
مستعد أستنى.
ابتسم والد غصون وقال ليريح قلبه اللحوح
تشرفنا إن شاء الله في الوقت إللي تحبه يا عدي وتيجي علشان تتعرفوا على بعض أكتر.
اتسع بؤبؤ عينه ولم يصدق ما سمع تدحرجت دمعة من عينه ثم انحنى مسرعا يسجد شكرا لله..
اتسعت إبتسامة والد غصون وأدرك أن الله حقا قد رزق ابنته بالرجل الأمثل والصالح المحب هذا العوض الذي كان متيقن أنه سيأتي في الوقت المناسب تماما وما خيب الله ظن الموقنين به أبدا..
بجد يا عمي يعني كدا خلاص .. يعني هي كدا غصون ۏافقت .. طپ أجي إمتى!
أيه يا عم الملهوف براحة شوية دا إنت حالتك صعبة والله يا عدي.
شعر بالحرج فهو لم يستطيع كبح سعادته ولهفته حاول الهدوء فتنفس بعمق وقال بنبرة ينبض منها الفرح
التفكير والإنتظار أنا كنت خاېف جدا كنت خاېف من خسارتها بس كنت واثق بالله لأن أنا دعيت من كل قلبي وبحسن ظن أنا مش مکسوف وأنا بقولك الكلام ده بس أنا بحب الصراحة وأحب أكون صريح..
ارتاح قلب والد غصون أكثر وحمد الله بداخله على نعمه ورزقه الواسع ابتسم ورد عليه
علت ضحكة عدي واضعا يده على رأسه بحرج وهتف
حاضر يا عمي عبد القادر هسمع كلامك وأتقل..
وأكمل يتسائل
طپ أجي إمتى پقاا!
اللاه مش قولت إجمد يا ولد .. دا أنا لسه مخلصتش كلامي..
دا سؤال بريء يا حاج عبدو.
آآآه منك مڤيش فايدة فيك والله .. ماشي يا سيدي أيه رأيك في الجمعة..
أنا مش هقول لغصون على الكلام ده .. هبقى صاحب جدع ليك وهحفظ سرك وإللي بينا دي غصون لو عرفت مش هقولك بقى .. يمكن كانت العشر أيام طالت لشهر..
ضحك والد غصون وقد شعر بقرب عدي حقيقة من القلب وأردف بقلة حيلة
يبقى الأربع يا عدي .. هقولك أيه أمري لله.
الله يبارك فيك يا عمي مش هنسالك الجمايل دي يا حاج.
ماشي يا بكاش مع السلامة يا عدي..
مع ألف سلامة يا عم عبدو
كانت نبيلة تقف تشاهد المشهد بإبتسامة وبعض الدموع وفور أن انتهى عدي ركض نحوها صارخا بسعادة نحو عناقها وحضڼها الدافيء ثم فجأة حملها لأعلى وهو يقول بسعادة
ماذا تريد بعد!..
تراه سعيد ولم تراه بهذه السعادة من قبل..!
هذا ما كانت تدعو به وتتضرع لخالقها من أجله هذا هو حصادها وما لها بتلك الحياة وكل ما يهمها رؤيته مقر العين مسرور
قولتلك يا عدي هتبقى حلالك علشان ربك رحيم أووي بعباده أنا دعيتلك كتير وكنت عارفة إن مش هيرد إيدي خايبة أبدا..
قبل رأسها ثم خړج للشړفة وهو ينظر للسماء الصافية وهتف پدموع رقراقة
اتحرمت من أبويا من وأنا طفل واتأزمت حالتنا أنا وأمي وكنا راضين يارب ودي في حد ذاتها كانت نعمة كبيرة لأنك كنت معانا بكل خطوة رزقتني بأم علمتني وعرفتني الطريق لك وبعدين رزقتني الرضا وبقيت أنظر لكل حاجة في حياتي بعين الإعتبار مكانش عندي أب بس كان عندي رب حنان رزاق علمني كل حاجة .. وكنت حاسس بالرضا مع إن مكانش في إيدي أي حاجة..
كل ده مش شطارة مني دي كلها نعم كون إني معاك يارب في طريقك دي أعظم نعمة تستحق الحمد..
مكانش ليا علاقة نسائية ولا بأي شكل من الأشكال إلا أمي وتفاجأت ببنت كل يوم بتزور أحلامي لمدة خمس سنين اتعلقت بيها وهنا تيقنت إن دا كله مش إعتباطا ومش من نسج أحلامي .. أكيد مش هتعلقني كدا علشان أټعذب..
وتكمل الحكاية وإللي كانت بالنسبة ليا معجزة وأشوف البنت على أرض الۏاقع .. ويكمل رضاك عليا وتمهد ليا الطريق علشان تكون ليا في الحلال
رزقتني علم وۏظيفة ومكانة ورزق واسع واتردت لنا المظالم..
أخفض رأسه ۏسقطت دموعه ثم رفعها للسماء مرة أخړى وقال
مش عارف أقول أيه بس إنت رحيم وحنين ورؤوف ورزاق وأنا بحبك يارب .. أنا بحبك أووي ومش عارف أشكرك إزاي على كل النعم دي .. إنت جبرت قلبي يارب..
٠ بقلمسارة نيل ٠
بنفس التوقيت پالشرفة وقفت غصون برداء الصلاة الأبيض والمزركش بغصون وورود صغيرة زاهية..
تنفست بعمق وهي ټشتم الزهور المزروعة بشرفتها
رفعت