اخطائي بقلم شهد محمد
سونة ومقدرش اعيش من غيرك
لم يمهلها لقول المزيد فقد ..
كم كان الوقت يمر سريعا وهو برفقتها فقد احتسوا القهوة ثم سارو معا للكثير من الوقت حتى ألمتهم اقدامهم وقررو يستريحون على أحد المقاعد الرخامية على ضفاف النيل ورغم انه كان يأمل أن تتجاذب معه أطراف الحديث ولكنها لم تنبس ببنت شفة فقد كانت فقط شاردة وكأنها تفكر في معضلة عويصة تؤرقها وهو لم يريد أن يفرض حصاره عليها بالحديث بل فضل أن يمنحها مساحتها الخاصة ويكتفي كونه برفقتها دون جدل
بالتخبطات لا تعلم ما يحل بها فقط كل تعلمه أن بداخلها صخب يؤرقها وكم تتمنى أن تتخلص منه و تنعم بشيء من السکينة والأطمئنان لوهلة شعرت بفراغ بجانبها وإن كادت تبحث بعيناها عنه وجدته يقف على يبتاع تلك الحلوى التي تعشقها حانت منها بسمة حنين تحمل بين طياتها الكثير فكم ذكرها ذلك المشهد بطفولتها حين كانت تركض على البائع وتجبر والدتها ان تبتاعها لها وحين تنفذ
عارف انك بتحبي غزل البنات
تناوبت نظراتها المشتتة بين الحلوى وبينه وتناولتها من يده واخذت تنظر لها بعيون مسبلة تغيم بالذكريات تفهم هو ما أصابها ولكونه يعرفها عن ظهر قلب قال مواسيا وهو يربت على ظهرها
عارف أنها وحشتك بس مفيش حاجة بأيدنا غير ندعيلها
اسف مكنش قصدي أفكرك
نفت برأسها وهمست بنبرة تحمل بطياتها
الكثير من الألم
عمري ما نسيت علشان تفكرني
تنهد بعمق وهو يلعن ذاته بسره وصمت كي لا يزيدها عليها بحديثه وبعد عدة ثوان همست هي
أبتسم بحنين لتلك الأيام وقال مشاكسا كي يستغل الأمر ويخفف عنها
فاكر يا مغلباني كنت مطلعة عيني بتتلككي ليا دايما ولو قولتلك صباح الخير من غير قصد كنت وانا كنت كل مرة أجري اجبهالك من مصروفي علشان تصلحيني
استعادت رباط جأشها وحانت منها بسمة صادقة نابعة من قلب تلك الطفل ذاتها حين أخبرته
فاكر يوم عيد ميلادي و العروسة بتاعتى اللي حسنجبهالي عملت فيها ايه
ابتسم حين تذكر حنقه من أبن خالته المتلاعب حينها وتذكر فعلته الشنعاء بتلك الدمية المسكينة ولكنه أنكر قائلا ببراءة
مش فاكر
وكزته هي بكتفه قائلة في غيظ
لأ فاكر ...يومها صحيت من النوم لقيت العروسة مقصوص شعرها ومتشخبط على وشها وفستانها مقطع ومربوطة بحبل من رقبتها فوق سريري وانت قولتلي انها روح شريرة
ميراكريم
وكزته مرة أخرى بكتفه ولم تستطيع منع نفسها من مشاركته ضحكاته قائلة بلا فائدة
طول عمرك رخم
أجابها مشاكسا
أنت اللي كنت مبتسمعيش الكلام اعملك ايه قولتلك بلاش تاخديها منه وإني جايبلك واحدة أحلى منها بس انت عاندتي ورمتي عروستي واخدتي بتاعته وطلعتيلي لسانك
كان يتحدث بعفوية تامة وحركات جسده متناغمة تماما مع بسمته البشوشة الهادئة التي تزين وجهه مما جعلها دون أي تعمد وجدت ذاتها تهيم به وتلك النبضة العاصية بقلبها يزداد وجيبها استكانت ملامحه حين ألتقط نظراتها ووجد ذاته يغوص بدفء عيناه بليل عيناها المشتتة وكم تمنى أن يرى بصيص أمل بداخلها ولكنه كان كالغريق الذي يظن أن نجاته تعتمد على المعافرة و قدرة تحمله على الصمود
دام ذلك التواصل البصري لعدة ثوان كانت كفيلة أن تجعل ذلك الصخب الذي يعتمرها يسكن ويهدأ تماما حتى انها وجدت ذاتها تصرح له دون أي تفكير مسبق
تعرف إني مبقتش أخاف منك
حانت منه بسمة حالمة وأجابها بنبرة صادقة للغاية
آسف لو اتعمدت اخوفك قبل كده كان غرضي أخليك بوجودي جنبك وتحسسيني إني الوحيد القادر على حمايتك
صدقيني ڠصب عني ببقى عايز أطمنك بعديها وأخبيك بين طيات روحي جنب قلبي وأحميك حتى من نسمات الهوا اللي بتعدي جنبك أنت الروح لروحي يا نادين و وجودك جنبي دليل على حياتي
كانت تستمع له بعيون لامعة وقد لامست كلماته الصادقة شغاف قلبها وزعزعزت قناعتها بكل براعة وحينها دق ناقوس الخطړ وأعلن عن بدء تلك الحړب الضارية بين قلبها وعقلها ولكنه لم يمهلها الوقت لذلك
انتظر أن تتفوه بأي شيء من أجل أن تخلد تلك اللحظات بذاكرته ولكن طال صمتها مما جعله يهدر