بير الجن بقلم ريناد يوسف
ترتاحي
قالها بحدة مبالغ بها وهو يفتح خزانته ويخرج ملابسة يرتديها على عجالة ويغادر أمام نظراتها المشدوهة الغير مستوعبة فكانت تشعر أنها ضائعة مشتتة تحارب تلك الخيوط التي تحاول أ قراره ولا شيء يستطيع أن يردعه عن ما نوى وها هو يجلس لتوه مع والدتها ويتفق معها على أتمام زواجه منها بعد أن
وافق على تلك الشروط المبالغ بها التي أصرت عليها كي تؤمن مستقبل ابنتها كما تدعي
اسدل الليل ستائره معلن عن تلك الحړب الضارية التي تدور برأسه فقد
تململ في فراشه يجافيه النوم بعد محاولات شتى كلها باءت بالفشل فبعد أخر مشادة بينهم يتعمد ان يتجاهلها حتى انه ينفرد بغرفته طوال الوقت كي لا يتصادم معها هو على يقين تام انها غاضبة من أجل شكه بها وتنتظر مبادرته ولكن لم يشغله ولم يهتم فماذا كانت تنتظر منه هو كاد يجن وحقا هو غير أسف بشأن ذلك بل مازالت الشكوك برأسه ولم يزيحها إلا أن يتأكد بطريقته ولكن ماذا بشأن قلبه الذي يعصاه ويميل لها كما يحدث الآن تماما عندما
بحبك يا نادين وعمري ما حبيت حد غيرك ......ليرفع خصلة من شعرها الطويل و يستنشقها بعمق راجيا
أوعي تخذليني وتخوني ثقتي فيك
تململت بنومها مما جعله ينهض على الفور ويغادر كي لا تشعر به فأخر ما يريده الآن هو أن يتجادل معها من جديد
في صباح اليوم التالي
أحضر لذاته كوب من القهوة وجلس يحتسيها على طاولة الطعام داخل ذلك المطبخ ذات الطابع الأمريكي تناول هاتفه برتابة وظل يتفقد مواقع التواصل الإجتماعي شعر بها تجلس على أحد المقاعد العالية التابعة لذلك الكونتور الرخامي امامه تصنع عدم الأنتباه لها في حين هي تحمحت
لم يرفع عينه لها بل أخبرها بصدق ببحة صوته المميزة وهو مازال يصب كافة تركيزه على شاشة هاتفه
كده افضل أحنا كل ما نتكلم نتخانق وبصراحة زهقت من الخناق ومن طريقتك
ارتفع حاجبيها المنمقين بمكر لا يضاهيها أحد به تستند بظهرها على طرف الطاولة أمامه تحاول أن تستحوذ على اهتمامه قائلة
المفروض انا اللي ازعل مش انت علشان شكيت فيا ! .....بس على العموم خلاص سامحتك علشان مش بحبك مكشر بيبقى دمك تقيل
حانت منه بسمة هازئة وأسند ظهره بأريحية أكبر على مقعده يتأملها بصمت مريب يخالف ضجيج رأسه فمتى ستكف عن طريقتها الملتوية تلك التي تستخدمها عندما تريد شيء فنعم هو يحفظها عن ظهر قلب وعلى يقين تام بكافة طرقها وقد أعتاد عليها.
ايه رأيك في اللوك الجديد
كانت نظراته ثابتة عليها بشكل أثار ريبتها وجعلها تترقب لردة فعله بينما هو أخبرها بإقتضاب خالف كل توقعاتها
حلو ..........
هاااااا يعني عجبك بجد!
اجابها وهو يضع نظارته يخفي ناعستيه الثائرة ويشرع بركوب السيارة
أي حاجة عليك بتبقى حلوة.....ممكن تتحرك علشان ارجعك البيت واروح اشوف شغلي
تنهدت بإحباط من ردة فعله واقترحت ببراءة مصطنعة
انا ممكن أروح لوحدي عادي ....لو متأخر!
يلا يا نادين بدل ما أجيبك من ديل الكلب اللي انت عملاه ده
يا لهوي ...عملتي أيه في شعرك يا بنتي
هدرت بها ثريا ما أن رأتها لتبرر وهي تمرر يدها بخصلاتها القصيرة
دي الموضة يا مرات يا بابا
يا حول الله يارب موضة أيه بس يا بنتي ده زينة البنت شعرها
نفخت اوداجها ولم تعطي لحديثها أي أهمية ودخلت غرفتها لټضرب ثريا كف على آخر وتقول وهي تلحق ب يامن إلى غرفة مكتبه
رجعت ليه يا بني مش عندك شغل
آه يا أمي بس نسيت ملف مهم ورجعت علشان اخده
هزت رأسها بتفهم وأردفت وهي تجلس على أحد المقاعد القريبة
البنت بتعند يا يامن .....
تنهد وأخبرها بقلة حيلة
عارف يا أمي وعلشان كده محبتش أبينلها إني أتضايقت من قص شعرها
لتتنهد والدته وتقترح بفطنة
أسمع يا بني عايزاك متضغطش عليها .....سيبلها الحبل شوية ...نادين متربية وعمرها ما هتغلط ......هي مش مقدرة خۏفك وحاسة انك مفروض عليها .....يمكن وقتها يا ابني تحس أنها مش مجبورة وتقدر حبك
مرر يده بخصلاته البنية وأخبرها ببعض التردد فهو لا يضمن ذاته عندما يتعلق الأمر بها
هحاول يا أمي
تردد بدل المرة ألف وهو يتطلع لرقمها المسجل الذي أخذه من والدها سابقا لكي ينسق معها مواعيد العمل فظل يجاهد تلك الرغبة التي تلح عليه أن يهاتفها منذ أن أخبرته مربيتها انها ليست على ما يرام ولن تذهب اليوم ايضا لجامعتها انتابه القلق وأراد حقا أن يطمئن عليها ولكنه تراجع باللحظة الأخيرة وهو يلعن ذلك الفضول الذي يدفعه نحوها فما شأنه هو! ليقذف الهاتف من يده على الفراش ثم يزفر أنفاسه حانقا عندما تذكر حديث تلك الصفراء