بير الجن بقلم ريناد يوسف
ولكن لم تجد شيء غير الجمود الذي جمد أطرافها حين قال وهو يهب واقفا دون أي لمحة تهاون واحدة
مش أنت اللي تقرري وأي حاجة صدرت مني نحيتك فكانت رد فعل منطقي لمصايبك أنا عمري ما كنت همجي معاك وطول عمري بحترمك وعمري ما فكرت اهينك بس انت اللي أضطرتيني لكده وخرجتني عن شعوري
ذلك أخر شيء تفوه به قبل أن يغادر تاركها تنظر لأثره بملامح بائسة حزينة بسبب تبريره للأمر حتى أنه لم يمهلها وقت كاف ليستمع لردها التي عجزت عنه فكان من المفترض أن تثور عليه لتوها لتعنيفه لها وتنقم عليه أكثر ولكن شيء ما بداخلها كان يود شيء أخر حقا لا تعلم ما أصابها فهي مشتتة ضائعة لا تعلم أين الصواب أتتمرد عليه من جديد وتنقم عليه وتظل تتمسك بهواجس عقلها أم تنصاع لأنين قلبها و تصرخ بكل صوتها وتطلب منه أن يغفر لها خطيئتها حقا هي في حالة صراع ترثى لها ولكن يا ترى متى ستتوقف تلك الحړب الطاحنة التي تفتك بها.
ررررررهف أنت فين يا هانم
لم يأته رد مما جعله يستشيط أكثر ويخطو نحو غرفتها ولكن لم يجدها ليخطو نحو غرفة أطفالة وهو يزعق بأسمائهم أيضا ولكن بلا جدوى فكان كمن أصابه نوبة هلع لتوه حين أخذ يبحث في كل أنش بالشقة ولم يجد لهم أي أثر هاجس عابر اتى برأسه وكم تمنى أن يكون كاذبا ولكن لسوء نكبته لم يجد أثر لأغراضهم ايضا .تنبأ عقله أن من كان يستخف بقدراتها قد تركته وبكامل إرادتها لا
والأنكى أنها سلبت منه أطفاله وكافة ماله وحينها تصلب جسده وجحظت عيناه پصدمة عارمة غير مستوعب أن رهف المنكسرة الضعيفة خاصته استطاعت أن تتركه فطالما كان يثق في قلة حيلتها ولكنها حقا افحمته بفعلتها
صباح الخير يا بنتي
قالتها ثريا وهي تدلف لغرفتها وبيدها صينية الطعام
في بادئة الأمر استغربت نادين كونه لم يوصد الباب كعادته ولكن ثريا اوضحت لها وهي ترى نظراتها مسلطة على الباب
متقلقيش مش هيحبسك تاني أنا حلفت عليه وهو وعدني
لتستأنف وهي تجلس مواجهة لها على الفراش وتضع الطعام أمامها
والله يا بنتي كان على عيني انا غلوبت معاه بس أنت عارفاه على أد حنيته على أد ما زعله وحش ولما بينشف دماغه مفيش حد بيعرف يقف قصاده
أنا عارفة انك غلطانة وغلطتي في حقي بس أنا مش هعاتبك دلوقتي انت دلوقتي في محڼة ولازم ابقى جنبك ...هستنى لما تشدي حيلك علشان تعرفي تقنعيني بأسبابك...
ابتلعت ما بفمها وقالت وهي منكسة الرأس بحرج
مكنش قصدي أأذيك أنا...
قاطعتها ثريا وهي تدس قطعة من لحم الدجاج بفمها
قولتلك هنتعاتب بعدين... المهم دلوقتي انك تاكلي علشان تاخدي العلاج و تشدي حيلك
أومأت لها نادين بطاعة لم تكن ابدا من شيمها وهي تحاول جاهدة أن تتغاضى عن أفعالها الحانية التي توقد تلك النيران المتأكلة بضميرها .
بتقولي ايه يا نادينمعقول
هدرت بها نغم بتعجب بعدما ذهبت لزيارتها ولكن بالطبع لم تخبرها أن طارق هو من حثها على ذلك لتؤكد نادين
بقولك انا اللي بادرت وخليته يا نغم أنا مش عارفة عملت كده ازاي أنا مكنتش في وعي وهو استغل تعبي
تنهدت نغم وأخبرتها بعقلانية
يا بنتي ده جوزك ... هو اه مش مستحب لكن يحل ليه وبعدين بلاش تقولي استغل ضعفك وتعبك هو ممكن مشاعره اللي خلته يعمل كده انت عارفة انه بيحبك وبعدين ده راجل يا نادينوليه طاقة بلاش تظلميه ما انت بقالك سنين عايشة معاه في بيت واحد عمره ما فكر من غير إرادتك
لتتذمر هي بعدم اقتناع
يووووه بقى مش عارفة انا من ساعتها وانا هتجن
اهدي يا نادين واحمدي ربنا انه ماقتلكيش بعد عملتك السوده دي
تنهدتنادين وأخبرتها وهي تمرر يدها في خصلاتها
بس هو مقصرش معايا ودغدغ العربية والتابلت وخد التلفون ومد ايده عليا ده حتى ما أعتذرش بعديها