روايه بقلم دينا الفخراني
نقلت سلمى انظارها بينهم تحاول فهم ما يدور فلم يقابلها سوى صمت الشفاه وكلام العيون وهى غير ضليعه به
لتقطع هذا الصمت قائله بمرح
_ ها يا حنون قوليلى ....اخبار تركيا ايه ...سمعت ان المزز هناك زى مهند كده مليين الشوارع
فتبتسم حنين بحذر يلحظه حسام فيقول رافعا عنها الحرج
_ متقلقيش يا انسه حنين انا واخد بنت خالتك على التقفيل ده فعادى يعنى
قطع حوارهم المتبادل هذه المره حبيبه وهى تقول
فيرد حسام بعدم فهم
_ نعم ..ده عبرى ده ولا ايه
فيلقى تجاهل من كلا من حنين وسلمى التى قالت الاخيره
_ لا يا حبيبتى قربنا نوصل عند خالو محمد اهوو
وتكمل سلمى بحزن
_ مش المفروض كنتوا جيتوا قعدتوا عندنا ..مش انا العروسه برضو
_ يا حبيبتى ما انتى عارفه ان خالو قاعد لوحدو ..فطبيعى نروح نقعد معاه ..وبعدين منا كل يوم هاكون معاكى لحد يوم الفرح ..بس صحيح هو بعد تلات اسابيع صح
أومأ كل منهم بصمت ...وبداخلهم حيره كبيره ...أما يقدمون عليه صحيح !!
وقف كالصقر الجائع الذى يبحث عن فريسه ...ينتظر لحظة الانقضاض ..كان ذو هيبه مخيفه ..حتى تلك الشعيرات البيضاء التى تدلت بإستحياء على حافة شعره لم تزده سوى رهبه لكل من يراه
أجاب على رنين هاتفه ..ورد بكلمات مقتضبه لا يفهم الجالس منها شئ ..أشار للجميع بالانصراف فانصاعوا سريعا ..وقبل ان يخرج الأخير اوقفه بكلمات سريعه يخبره بثقه
_ بنت عمك وصلت
فيطالعه بدهشه وهو يعاود ادراجه للداخل متمتما
بخطى واثقه وصل هو الى كرسيه وهو يقول بهدوء
_ هتقعد عند خالها محمد لحد فرح بنت خالتها ما يخلص
بدا الأخر مترددا وهو يقول
_ طب... وو...ااا...محمود
لتتحول نظراته للأحمر القانى من الڠضب الذى سيطر عليه
_ رجالتنا فى المطار ما شافوهوش هناك ...بس متأكد انه هايحاول يوصلها الفتره دى ..عشان كده انت لازم تروح القاهره وتخلى بالك منها من غير هى ما تحس بحاجه ..انت فاهم
ليطالعه بثقه
_ هتابع من هنا
استدار بكرسيه للناحيه الأخرى مشيرا لإنتهاء الحديث ...فعلم من كان يزال عند الباب ان الحديث انتهى ..فخرج وبداخله يتمنى لو انه لم يقف من الاساس
_ انت فين يا محمود .......بس انا ما شوفتكش فى المطار .....طيب طيب هاخلص واجيلك ...لا انا جايلك اهو ..مسافة السكه ...سلام
انهى حسام اتصاله ..ليتلقى سؤال ممن تجاوره
_ ازاى راح المطار واحنا ما شوفناهوش
_ بيقول كان متنكر
_ جميل اوى انه يعمل كل ده عشان الانسانه اللى بيحبها ..يخاطر كل ده عشان يشوفها بس من بعيد
ثم وكأنها انتبهت لشئ هام فتبدل حالها من الهدوء للدهشه
_ انت ازاى هتروحله دلوقتى ...احنا ورانا مشاوير كتير
فيجاوبها بلا مبالاه
_ انا هاروح لصاحبى ..ماليش انا فى المشاوير دى
فتقول بحنق
_ يعنى ايه
_ يعنى روحى لوحدك
_ بس دى مشاوير مينفعش اعملها لوحدى ..لازم تكون معايا
_ وانا مش رايح اتصرفى ...ولا اقولك روحى اى مكان لفى اتفسحى ...براحتك ..وفى أخر اليوم روحى قوليلهم اننا خلصنا كل المشاوير
_ انت فاكر انى ممكن اكدب على اهلى ..مستحيل طبعا
_ خلاص اعملى كل المشاوير دى لوحدك
_ تصدق كده احسن ..على الاقل هرتاح منك واعمل كل اللى انا عاوزاه لوحدى
_ براحتك
_ طبعا براحتى ...بس مقولتليش هنفركش الموضوع ده امتى
بصمت قاټل اجابها ...ظنت انه يفكر او يعيد ترتيب حساباته فانتظرت الرد ...وبعد برهه ملت الصمت فقالت بانزعاج وبصوت عالى نسبيا
_ هاااا.. مقولتليش
انتفضت عندما اوقف السياره فجأه ..ليقول پغضب هادر
_ انزلى
وبعدم فهم تجيب
_ يعنى ايه ...انزل هنا ليه
_ انزلى احسنلك بدل ما اقسم بالله اوريكى وش عمرك ما شوفتيه فى حياتك ..ما انا مش بنت زيك هتعلى صوتها فى وشى واسكتلها
ثم بصوت كأنه زلزال اخبرها
_ انزلى
پخوف شديد نزلت من السياره تضع يدها على صدرها تخشى على قلبها من ان يهرب فزعا من قسۏة وبطش هذا الظالم ...لم يمهلها فرصة ان تعرف اين هى ..لأنه كان قد استدار بالسياره تاركا اياها وحيده ..تمنع بصعوبه تلك الدموع التى تلألأت بعينيها وتقول بحنق
_ مچنون
ثم بصوت اقرب الى البكاء
حدثت نفسها
_ بس انا مالى ومال جنانه ...انا فين .. الشنطه فى العربيه وفيها الموبايل..عاااا..انا عايزه اروح على البيت
لم يكن ما فعله سوى هروب ....هروب منها ومن سؤالها ..لم يكن هروبه هذا من جبن اصابه بل
من حيره وخوف