الأحد 24 نوفمبر 2024

حب مستحيل بقلم ساره اللومي

انت في الصفحة 3 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

تقوله جبت لي ايه و اللي تشتكيله و هو مستمتع بكلامهم البريء و انا كنت بابقى مستخبية من ورا الباب بابتسم بكسرة قلب كان فيه فرق سن بيني و بينهم كبير و كمان فرق المعاملة كان كبير كنت لما اسال أمي ليه انا بيتعصب عليا و بيضربني ليه مش بيعاملني زيهم كانت بتقولي ابوكي بيحبك هو بس عايزك تكوني قوية عشان انتي الكبيرة و لازم تتعودي تتحملي المسؤولية مسؤولية ايه و انا لسة طفلة !! المهم كانت السنين بتعدي و امي كانت بتلاحظ نظرات الحسړة لابوي و اخواني و كانت بتشجعني عشان اختلط بيهم و اروح له و اسأله و ألعب معاه زي ما هما بيعملوا و ابطل انطواء على نفسي كانت بتحاول تكسر الحاجز اللي اتبنى بيني و بين ابوي طول السنين اللي فاتت كانت بتقولي هما أصغر منك و مع كدة هما اشطر منك و أجرأ ليه ما تتعامليش معاه بجرأة زيهم يعني هي من كل عقلها بتسالني ليه و هي اللي طول عمري بتقولي اجري استخبي باباكي جاي تعبان و منرفز اوعي يشوف وشك او يسمع نفسك!!
المهم ..كنت بأحاول اسمع كلامها و اختلط بيهم بس اول ما كان بيشوفني جاية ناحيتهم أو بلعب معاهم بيبتدي يتريق عليا و هما بيضحكوا شوفو مين جاي!
الزرافة! كانوا بيتريقوا عليا كدة عشان طولي فاكرة نفسها لسة صغيرة و جاية تلعب ! تكونش غيرانة منكم لما شاب دخلوه الكتاب ! و عبارات ثانية كان هدفه وقتها أنه يضحكهم بيها بس مكانش عارف أنه كان بالكلام ده قاعد ېقتل لي فاللي كان باقي من شخصيتي و بيحطمني اكثر ما انا كنت محطمة ..و وصلت لمرحلة ما بقيتش لا أحاول منه ولا اسأل عنه و كل وقتي مقضياه في القبو مكاني الوحيد المظلم الهادي اللي كنت بأحس فيه بالأمان و اقعد مع اوراقي و خواطري ..
الوقت ده انا كنت على 12 سنة و بدأت تظهر عليا أثار الانوثة و اتحولت في عطلة الصيف من البنت النحيلة السمراء لبنت جذابة جسمها ممتليء لونها قمحي طويلة بتلفت الانظار نحيتها وين ما راحت او جات على فكرة انا الوحيدة اللي كنت بأشبه أمي اخواني كلهم كانت بشرتهم بيضة و بيشبهوا بابا يمكن عشان كدة كان بيحبهم و مكانش بيحبني زيهم يمكن كنت دايما بافكره بأمي .
المشكلة أن أمي كانت بتحاول جهدها من بابا بعد ما شافت اني طول الوقت تعيسة لكن عمرها ما حاولت هي مني مش فاكرة ولا مرة في طفولتي انها او كنت محتاجة تهتم بيا و تعطيني حنان الام اللي طول عمري محرومة منه بس للأسف كنت طول عمري بحس اني انا اللي كنت أم لبنت كبيرة هي أمي.
عدت السنين و مفيش حاجة اتغيرت غير ان عمتي بطلت تدايق ماما و بقت تدايقني انا كانت غيرتها مني شديدة و كرهها أشد مع انها كانت بتحب اخواتي كلهم بس مشاعرها دي كانت معاي انا بس و كأنها كانت بټنتقم من ماما عن طريقي انا كانت بتستفزني و بتفتري عليا و بتهينني و بتحاول بكل الطرق تأذيني نسيت اقولكم ان عمتي اكبر مني تسع سنين .
انا في الوقت ده كنت بحاول اركز على دراستي كان عندي أمل انها هي الحاجة الوحيدة اللي ممكن تطلعني من الحياة التعيسة اللي انا كنت عايشاها كنا عايشين في شقة ضيقة و كنت بنام انا و عمتي و أحمد اخوي في الصالون أحمد مكانش بيحب الدراسة و لا عايز يكمل تعليم بس انا كنت شاطرة و بحاول دايما اكون متميزة في دراستي عشان كدة كنت باسهر لوقت متأخر ادرس في المطبخ لما ارجع انام الاقيها قفلت بالمفتاح عشان ما ادخلش ارجع انام في كرسي المطبخ للصبح اول واحد كان بيصحى هو جدتي و كانت بتلاقيني هناك و مع كدة ما كانتش بتجيب سيرة و تتستر على بنتها ماهي متأكدة انها عمايلها كنت دايما بقول لماما و كانت بتواجهها و كل مرة بطلع انا كدابة و لو عليت صوتي او اصريت انهم

انت في الصفحة 3 من 56 صفحات