روايه ادم بقلم زينب سمير
ذهاب الجميع لأعماله كان الارتباك يسيطر علي ملامح وجهها ويديها التي تعرقت وكذلك ملامحها المشدوهة من التوتر والخجل وهي تتساءل بصوت منخفض قليلا
_طنط .. تتوقعي هيثم ممكن يرجعلي في يوم
تنهدت حنان وهي تنظر لها وتقول
_مش عارفة والله يابنتي بس معتقدش أنه هيسامح بسرعة دا ابني وانا عرفاه
هتفت تاليا بتحجج
_بس انا مغلطتش
_انتي بالنسبة ليه غلطانة هو قالها ليكي اختاري ما بيني وما بين شغلك وانتي فضلتي شغلك عليه
قالت بتوتر
_لو كنت اخترته كنت هخسر نفسي
_بس كنتي كسبتيه
قالت بضيق
_واية اللي كان هيضمنلي أني هكون كسبانة لو فضلت معاه
قالت حنان فجأة
_انتي مبتحبهوش ياتاليا
_لية بتقولي كدا ياطنط
حنان
_انتي اخترتي شغلك زمان وفضلتيه علي هيثم ودلوقتي مش ندمانة علي كدا انتي بتقولي انك لو فعلا كنتي اخترتيه كنتي احتمال تخسري كتير وټندمي ومادام انتي مش عارفة تضحي علشان اللي بتحبيه يبقي مبتحبهوش
_وهو لية مضحش وسافر معايا علشان احقق حلمي وأثبت نفسي في مجال الأزياء
_متنسيش انك قولتي لينا قرارك دا قبل سفرك بساعات ياتاليا
تاليا
_انا معترفة اني غلطت بس هو كان مفروض يقدر كان ممكن ميسافرش معايا بس يستناني لكن هو علطول طلعني الغلطانة وإني فضلت شغلي عليه .. هاتي اي حد عاقل وقوليله الحب ولا الشغل هيقولك الشغل .. انا مش ضامنة الحب هيعيش لبكرة ولا لا
تنهدت حنان وهي تقول
_بصي بعيد عن أنه ابني بس اي حد كان هيعمل كدا لما ابقي شايفك بتفضلي حاجة عني يبقي انا كمان مضحيش علشانك .. ودا اللي حصل بينكم انتوا عندكم أنانية في حبكم كل واحد عايز التاني يعذره ويساعده لكن هو ميضحيش علشانه ودا غلط .. واكبر غلط كمان
_خلاص سيبنا من السيرة دي ياطنط انا بجد تعبت منها .. انا هطلع اريح شوية بعد اذنك
لترد عليها بحنو
_اتفضلي ياحبيبتي
لتغادر الاخري وتظل حنان وحيدة تتنهد بحزن علي أحوال الجميع
كانت سارة تقف في المطبخ تطهي طعام الإفطار لها ولشقيقها والحزن يسيطر علي ملامحها دوما ما تشعر بنفور نادر منها أو كراهيته لها حقا لا تعلم بالضبط ما شعوره نحوها ربما تتهئ ذلك أو ربما هي تفهم شعوره بالخۏف علي همس خطأ وتظن أنه يكرهها هي ويكره تقربها من همس .. تعلم قوة العلاقة الي تجمع نادر بهمس الجميع يعلم كذلك فمنذ صغره هو من اهتم بها وكأنه ابيها وليس فقط شقيقها والسيد عبد العزيز كان يراقب حراكته فقط بابتسامة لطالاما شهدت خناقاته التي فعلها من اجل همس
_ساااارة
انتفضت في مكانها لتنظر خلفها تجد مهند الذي هتف بتعجب
_سرحانة في أية كدا
ردت بتوتر
_ها .. مفيش مفيش
_طيب الفطار جهز
اؤمات بنعم وهي تقول ببسمة خفيفة
_دقيقة وهتلاقيه علي السفرة
دقائق وكانت تجلس علي طاولة الطعام مع اخيها وفجأة تعالي صوت جرس الباب لتذهب وتفتحه لتجد همس في وجهها والتي هتفت ببسمة
وازاحتها جانبا ودخلت باتجاه المطبخ
نظر لها مهند وقال بضحك
_مش عايزين لبن
جلست علي أحد المقاعد وهي تهتف
_بس ياض
هتف بأستنكار
_بقي في دكتور محترم زيي يتقاله ياض
ابتسمت بسماجة وهي تهتف
_مش انا قلت يبقي فية
جائت سارة اخيرا وقبل أن تجلس هتفت همس بدهشة
_انتي لسة هتقعدي ... يلا ياهانم البسي بسرعة الوقت متأخر
قالت سارة بغيظ
_بس انا لسة مفطرتش
_انا هفطر مكانك .. يلا بقي خلصي
_اوووف .. ماشي قايمة
وتركتهم واتجهت لغرفتها ليقول مهند
_مفترية
رفعت أحد حاجبيها هاتفة
_دي مين دي يابابا اللي مفترية
رد پخوف مصطنع
_سارة طبعا
_ايوا كدا اتعدل
في منزل البحراوي
هبط نادر درجات الدرج وهو يغلق الزر الاخير من قميصه ليلمح عبد العزيز الجالس علي أحد المقاعد في غرفة المعيشة ليتوجه له وهو يتساءل بتعجب
_اومال فين يحيي يازيزو
قال الاخر وهو مازال يقرأ في جرناله
_راح الشغل
كرر ساله مرة أخري
_وهمس
عبد العزيز
_راحت لسارة
ظهرت علي وجهه عده انفاعلات لكن سيطر عليها سريعا وهو يقول
_طيب انا ماشي
_فطرت
_هفطر في الشغل
ترك عبد العزيز جرناله ونظر له هاتفا بحدة
_مش هتروح مكان غير لما تفطر ... أمينة
ثواني واتت الدادة التي علي أمينة ليقول لها
_جهزي فطار بسرعة لنادى ياامينة
ردت بخضوع
_حاضر ياعبد العزيز بية
ليسير خلفها نادر دون حديث فلقد اعطي زيزو أمرا ويجب عليه التنفيذ
دخل ادم لشركته بخطواته الواثقة الهادئة وعلي وجهه بسمة بشوشة ملقيا التحية علي كل من مر عليهم تاركا بصمة علي المكان برائحة عطره الفواحة الخاصة به ومن جواره يحيي الذي كان يتحدث في هاتفه وبعد ثواني اغلق الهاتف ونظر ل ادم هاتفا
_في مؤتمر صحفي في شرم متحضر مخصوص علشان