روايه ادم بقلم زينب سمير
غير كدا اصلا .. دا من وقت ما خرج مكلمنيش ولا مرة حتي .. وانا اللي حسيت بتأنيب ضمير ناحيته وناحية مشاعره .. يلا كويس اني مأخدتش الموضوع بجدية
في منزل سارة و مهند
طرقت علي الباب ودخلت بعدما إذن لها بذلك لتجده يجلس علي أحد الارائك وينظر للتلفاز أمامه متابعا لأحد الافلام لتجلس بجواره وتسأله
_مهند انت كلمت نادر بخصوص شرم
_لا .. لقيته هو اللي بيكلمني وبيعرض عليا اسافر معاكم
شعرت بالسعادة تغمرها داخليا من ذلك نعم قالت همس انها من الحت عليه لكن هي تعلم أيضا أن هذا لا يكفي معه وما دام مهند لم يحدثه ايضا إذن هو من وافق من داخله علي ذلك
عندما وصل تفكيرها لذلك الحد اتسعت الابتسامة البلهاء علي وجهها مما جعل مظهرها مضحكا
_سارة روحتي فين يابنتي
_معاك اهو ... أية رأيك اعمل فشار واجي اسمع معاك
رد بمرح
_موافق طبعا ... بس ابقى اعملي شاي بالمرة
هتفت بغيظ
_الخدامة بتاعتك انا اصلي
مهند
_اعتبريني يتيم وبتكسبي فيا ثواب
قالت فجأة بجدية
_ما تتجوز يامهند
قال ضاحكا
_لا مليش نفس
ضړبته علي كتفه قائلة بضيق
_هو انا بعزمك علي بيبسي .. انا بتكلم جد علي فكرة
_وانا كمان بتكلم جد علي فكرة .. مش هتجوز دلوقتي .. لما احب ابقي اتجوز
_انا فكرتك هتقول زي البشر مش هتجوز غير لما اطمن عليكي والكلام دا
نظر لها من أعلاها لاسفلها بقرف وهو يقول
_انتي عيزاني اعطل حياتي علشانك انتي .. انا بس الاقي اللي تخطفني ومش هسيبها
رفعت يدها للأعلي في السماء وهي تقول بتمني
خلوووود خلووود
وقفت خلود منتفضة من صړاخ شقيقتها التي جلست بجوارها علي المقعد الموجود في الشرفة وقالت وهي تضيق حاجبيها
_مالك سرحانة في أية
هتفت بتوتر
_ولا حاجة .. خلصتي مذاكرة ولا لسة
غدير
_متتهربيش مني .. بتفكري في يحيي صح
تنهدت بحرارة وهي تقول
_وهو في غيره بفكر فيه
_ل امتي .. ل امتي هتفضلي تفكري فيه
حركت كتفيها بجهل وهي تجيب
_معرفش
قالت غدير ببساطة
_طيب اعترفيله
نظرت نحوها وقالت بنفي
_لا طبعا
تحولت نظراتها للخبث وهي تقول
_يبقي نوقعه
نظرت لها بتعجب وتسائلت بعدم فهم
_نوقعه ازاي يعني
غدير
_بصي .. هنوقعه لو مكنش بيحبك خالص لكن لو لقيت أنه عنده مشاعر ناحيتك يبقي نستفزه لحد ما نجيب آخره
_طيب هعرف ازاي أنه بيحبني
قالت غدير ببسمة
_انا اللي هعرف ... سيبي الموضوع دا عليا
قالت خلود بتوتر
_انا مش مطمنالك ياغدير
هتفت غدير بثقة
_لا اطمني و اوي كمان
في غرفة مظلمة بشدة الا من ضوء بسيط يأتي من ذلك الشراع العالي جدا منصبا علي وجهه ذلك المجثي أرضا وجسده ملئ بالكدمات كما أن ثيابه متقطعة كانت ملامح وجهه كخريطة للوطن العربي لا يظهر من خلالها شئ
لكن عندما رفع وجهه وظهرت عينيه تبينت ملامحه اخيرا بوضوح ... أنه كارم .. ف من غيره سيكون بذلك المكان البشع....
الفصل الثالث عشر
البوم السابق ليوم السفر لشرم..
في مكتب ادم..
كان يجلس ادم علي مقعده الخاص بينما يحيي جلس علي المقعد المجاور له يطالعه بتعجب واندهاش من بروده الظاهر علي ملامحه وهو يعمل علي تلك الأوراق فكيف يكون بهذا البرود وهو يعلم ما يجري الآن مع كارم وخرج تفكيره هذا علي هيئة سؤال
_ادم انت ازاي بارد كدا وانت عارف اللي بيحصل مع كارم
ترك ادم الأوراق التي بيده ونظر له وقال بهدوء
_متخفش انا هتصرف
قال يحيي بعصبية
_انا اللي مستغربة كلامك بالبرودة دا ولا كأنه يهمك .. دول ممكن يكونوا مموتينه دلوقتي
_لا متخفش هو لسة عايش
قال يحيي بغيظ
_تعرف انك بارد
رمقه بنظره ذات معزي وهو يهتف
_مش ابرد منك
ونظر لاوراقه مرة أخري واكمل عمله عليها
بينما يحيي نظر له بعدم فهم .. فماذا يقصد بكلماته تلك ياتري
في المكتب الخاص بهيثم
طرقت تاليا علي الباب بخفة ودخلت بعدما سمح لها بذلك وعلي وجهها بسمة خفيفة ساحرة سلبت لبه ما أن رأته ولكن رغم ذلك اصطنع قناعا جامدا علي ملامحه وهو يقول ببرود جليدي
_اهلا ياتاليا اتفضلي
دخلت وجلست علي المقعد أمامه وقالت برقة
_كنت عيزاك في موضوع
ركز نظراته عليها وقال بنبرته الهادئة
_اتفضلي قولي .. سامعك
رمشت بعيونها للحظة ثم هتفت
_بص اولا كدا خلينا نتعامل عادي كأني بنت عمك اوك .. ثانيا انا عيزاك في شغل .. عايزة تصميم لشركة خاصة بالازياء لاني قررت استقر هنا ومسافرش تاني
ترك كل ما قالته وتأمل جملة عدم سفرها مرة أخري ربما بسعادة وربما بسخرية ولكن علي اي حال هو لا شأن له بما يخصها تنهد وهو ينظر لها ويقول
_هو عمتا انا مجربتش اصمم حاجة من النوع دا بس هعمله علشانك ... يابنت عمي
اتسعت ابتسامتها وهي تستعد لتقف وتمد يدها له قائلة
_ميرسي يايحيي ميرسي بجد
مد يده لها وسام عليها ببطء وما أن الأمين أيديهم حتي ابعدها فورا .... فمازالت تلك الجنية تؤثر علي مشاعره وتربكه بشدة وكأنها ماس كهربائى
بينما هي بعدما العد يده عنها تركته واتجهت للخارج