روايه ادم بقلم زينب سمير
الباب رغم أنه موارب وليس مغلقا ودخلت وهي تنظر للاسفل قبل أن ترفع عيونها وتقابل نظراته التي تراقبها بعمق وبسمة علي وجهه وهو يقف ويتجه نحوها بخطوات هادئة متزنة قائلا
_اتأخرتي اووي علي فكرة..
الفصل الرابع
اڼصدمت من كلماته تلك ... كيف تأخرت ماذا يقصد بتأخرت من الاساس هل كان يعرف بأنها اتيه هل كان يعرف أن ذلك العجوز سيحدثها هل هو من حدثه اساسا ظلت الأسئلة تتتابع في رأسها وهو ينظر لها ببسمة خفيفة كأنه يدرك ويعرف جيدا ما يجول بخاطرها بينما تنحنح رشاد ووقف واستعد للخروج هاتفا بصوت حرج قليلا
ثم نظر ل ادم مكملا بتحذير
_بس اعرفوا كويس أن حضراتكم متراقبين
وتركهم وخرج
ليتجه هو للمقعد ويجلس عليه بعدما اشار لها أن تجلس علي الاخر المقابلا له والتي توجهت نحوه بالفعل وجلست عليه والفضول يتأكلها من الداخل وهي منتظرة حديثه التي لا تعلم ما هويته وعلاما سيتحدث بالضبط
نظف حلقه وهو يطالعها بعينيه قبل أن يقول
عقدت حاجبيها بعدم فهم وتسائلت بتعجب
_اية هو اللي سر
رد علي تسائلها بهدوء مبينا مقصده
_الكلام اللي هقوله دلوقتي سر ... ميتقلش ل اي حد ... حتي يحيي
نفت سريعا برأسها وهي تقول بتعلل
_بس في ناس هتساعدني في حل القضية ولا زم يعرفوا الكلام دا ... علشان يتأكدوا أنهم بيساعدوا برئ
هتف بأصرار استعجبته وبشدة
_انتي وبس اللي الكلام يبقي معاكي ... ياأما ... اتفضلي معطلكيش
اليس هو من كان ينتظرها منذ زمن
تنفست بضيق للحظات قبل أن تقول اخيرا
_تمام ... احكيلي ووعد محدش هيعرف اي حاجة ... حتي يحيي
كان رشاد يقف أمام شاشة الكمبيوتر يتطلع لغرفة مكتبه من خلال كاميرا المراقبة ورغم أن كل شئ كان تحت السيطرة حتي الصوت إلا أن آدم اخفض صوته خلال ثواني قليلة بدرجة لم يستطيع هو أو غيره من الموجودين أن يسمعون منه اي حرف
لم يجلس في منزله سوي دقائق لم تتعدي الساعة ومن بعدها ذهب باتجاه عمل أخيه ... تماما امبراطورية ادم الجيزاوي ليجد يحيي بانتظاره أمام البوابة الخارجية وعندما وقف أمامه تماما هتف الاخر بنبرة خالية من الحياة وكأنه يتحدث عن اخبار الطقس
قاطعه هيثم
_لسة ادم موافقش يقابل حد
اؤما ب نعم ب حزن وقبل أن يهتف بشئ جائه اتصال هاتفي لينظر للمتصل بتعجب قبل أن يجيب
هذا كان رد فعله بعدما عرف بقرارها المچنون من وجه نظره ليأتيه ردها الجامد والذي يبين من خلفه مدي إصرارها
_دا قرار نهائي يايحيي ومستحيل اغيره حتي لو ادم نفسه رفض ... سلام دلوقتي
وأغلقت معه دون حتي رد منه
ليقول هيثم والذي فهم ما دار بينهم من كلمات يحيي
_غريبة !! لية ادم وافق أن همس الوحيدة اللي تمسك القضية
رد عليه الاخر بشرود
_علشان عارف انها مستحيل تسيبها غير لما تحلها
ربت علي كتفه محاولا اطمئنانه وهو يردد بتأكيد
_متخفش ... ادم اكيد مش هيعرضها ل خطړ
ابتسم له ببعض الرهبة ... الخۏف ليس من تلك القضية فقط بل الخۏف مما سيلحقهم بعدها
وقفت أمام باب مكتب السيد رشاد وقد عادت لها نظرات الجدية والجمود وهي تقول ل رشاد الواقف أمامها
_امتي مفروض يكون معاد محاكمته..
رشاد
_هو مفروض يتعرض علي النيابة ويتحقق معاه ودا اللي هو موقفه حاليا بسكوته ... وكمان مش هينفع قبل ما يوصلنا تقرير الطب الشرعي
همس
_لو أثبت برائته قبل المحاكمة ... يبقي ملهوش لازمه أنه يتعرض للمحكمة ... صح
اؤما بنعم وبسمة سخرية خفيفة علي شفتيه ... فكيف لتلك الصغيرة أن تخرجه من مأزق كهذا !
تجاهلت نظراته وابتعدت بخطواتها عنه
ولكن سرعان ما عادت مرة أخري متسائلة
_طيب هو هيفضل هنا ل حد ما نثبت برائته
أما ب نعم هاتفا
_اها ممنوع خروجه الا للمحكمة أو لبيته لو كان برئ
اؤمات ب حسنا ب شرود وتركته وغادرت
لينظر لاثرها لثواني ويعود بنظره ل ادم ناظرا له من الباب الموارب مراقبا ل تصرفاته التي عادت كما هي باردة ... شاردة ... ممزوجة بحزن
كان الدكتور مهند في غرفة التشريح منذ ساعة تقريبا بعدما تلقي اتصالا هاتفيا من همس طالبه منه أن يقوم هو بتلك العملية وان هذا العمل سيكون بمثابة مساعدة لها