قطه فى عرين الاسد بقلم بنوته اسمره
له .. توجهت الى أحد الأدراج فى غرفتها وأخرجت علبه صغيره .. فتحتها وأخرجت منها القطع الذهبيه التى بها .. وفى الصباح ذهبت الى الصائغ وباعت ما بجوزتها .. أخذت المال والابتسامه على شفتيها .. توجهت الى أحد المساجد التى تم بنائها حديثا فى شارعها .. كان مسجدا صغيرا لم يتم الإنتهاء من تشطيبه حيث توقف استكماله بسبب قلة الموارد المالية .. سألت عن صاحب المسجد وذهبت الى محله الذى يقع فى نفس الشارع .. كان شيخا دينا .. أعطته مريم ما بحوزتها من مال جمعته من بيع مصوغاتها ومصوغات والدتها و أختها .. وطلبت منه أن يقوم بتشطيب المسجد بهذا المال ويقوم
بفرش المسجد وشراء المصاحف .. شكرها الرجل كثيرا ودعا لها بسعة الرزق .. كانت مريم تشعر بسعادة غامرة لأنها لم تتصدق عن ماجد فقد بل شملت صدقتها أمها وأبيها وأختها .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى بنى الله له به بيتا في الجنة .. دعت الله أن يتقبل الهدية التى أهدتها لأفراد عائلتها.. قال لها الرجل
قالت مريم بإستغراب
لحد متوفى .. بس ليه حضرتك بتسأله
قال الرجل مبتسما
عشان يا بنتى احنا هنعمل يافته بأسماء الناس المتوفيه واللى أهلهم اتبرعوا للمسجد وهنعلقها فى المسجد عشان الناس تدعيلهم بالرحمة والمغفرة
أومأت مريم برأسها وأملته أسماء أبيها وأمها وأختها .. فقال الرجل بأسى
قالت مريم بحزن
أيوة فى حاډثة
نظر اليها الرجل مشفقا وقال
ربنا يجعل الصدقه دى فى ميزان حسناتهم وحسناتك يا بنتى
تمتمت بخفوت
آمين .. ولسه فى كمان جوزى
نظر اليها الرجل بحزن بالغ وقال
لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يعوضك يا بنتى ويصبر قلبك .. قوليلى اسمه
ماجد ... ماجد خيري
يتبع
الحلقة التاسعة.
فى اليوم التالى ذهبت سهى الى عملها فى وجوم .. كان يبدو عليها الحزن وعلى عينيها آثار البكاء .. تطلعت مريم و مى كل منهما الى الآخرى .. لم تتحدث سهى طوال اليوم ولم تناكف فى مى كعادتها .. فقط انكبت فوق حاسوبها لكن بدا وكأنها لا تحرك الماوس تحت أصابع يدها .. فقط تنظر الى الشاشة شاردة .. ظلت هكذا طوال اليوم حتى آتى موعد الانصراف .. قالت مى ل مريم
قالت مريم وهى منهمكة فى علمها
لأ لسه .. عايزة ألحق أخلص كل الشغل اللى ورايا قبل سفرى ان شاء الله
سألتها مى قائله
ليه مش أستاذ عماد قالك انك هتشتغلى عن طريق النت
نظرت اليها مريم ويبدو على وجهها علامات التعب وقالت
أيوة بس أكيد أول كام يوم مش هعرف أشتغل هكون مشغوله مع أهلى .. وعشان كده حابه أخلص جزء كبير من شغلى .. عشان ما أتأخرش فى تسليم الشغل
ماشى يا حبيبتى .. أنا ماشية بأه أشوفك بكرة
مع السلامة
خرجت مى وألقت مريم نظرة على سهى لتجدها فى دنيا آخرى تماما .. نادتها قائله
سهى .. سهى
التفتت اليها سهى قائله
أيوة يا مريم
نظرت اليها مريم بقلق وقالت
انتى مش هتمشى
قالت بوجوم
آه .. لا .. لسالى شويه
لحظات واڼفجرت سهى فى البكاء .. شعرت مريم بقلق شديد اتجاهها فهبت واقفه واتجهت اليها وضعت يدها على كتفها قائله
سهى مالك فى ايه .. بټعيطي ليه .. سهى
حاولت سهى تمالك نفسها ووقف بكائها .. أعطتها مريم منديلا من حقيبتها فكفكفت دموعها وقالت بصوت مرتجف
مفيش أنا كويسه
جذبت مريم أحد المقاعد وجلست بجوارها قائله
لا مش كويسه طبعا .. قوليلى مالك ايه مضايقك يمكن أقدر أساعدك
نظرت اليها سهى وقالت
مش هتقدرى تساعديني
جربي
صمتت سهى قليلا ثم قالت بخجل
مش هقدر أحكيلك على المشكلة .. بس كل اللى أقدر أقولهولك انى اتهنت اهانه جامده أوى أوى .. والمشكلة اللى تعبانى انى شايفه نفسى غلطت فعلا واستحق الإهانه دى
نظرت اليها مريم قائله
طيب طالما شايفه انك كنتى غلط .. يبقى تحاولى تصلحى الغلط ده
قالت سهى بمرارة
ياريت بس معدش ينفع اللى حصل حصل
قالت مريم بهدوء
لو معرفتيش تصلحى الغلط .. يبقى على الأقل توقفيه فورا ومتكرريهوش تانى أبدا مهما حصل
نظرت اليها سهى وقالت بأعين دامعه
أنا حسه انى واحدة رخيصة أوى .. مش عارفه أعمل ايه وازاى أشيل الإحساس ده من جوايا
ربتت مريم على كتفها وقالت
سهى هكلمك بصراحة لانى بحبك .. ولانى طلبتى منى النصيحة .. سهى اعرفى حاجه واحده .. سعادتك فى قربك من ربنا مش فى بعدك عنه .. ربنا مبيحرمش الا الحاجات اللى بتضرنا فعلا .. هو اللى خلقنا وهو أدرى بينا من نفسنا .. احنا اتخلقنا فى الدنيا دى مش عشان ناكل ونشرب وننام وبس .. لأ .. احنا اتخلقنا عشان نعبد ربنا .. نعبده صح زى ما قالنا .. مش نعبده بمزاجنا .. أكيد كلنا بنغلط .. بس فى فرق بين