الجمعة 29 نوفمبر 2024

روايه رائعه بقلم مي علاء

انت في الصفحة 18 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


صدقها في الأساس توقفت حين استمعت لصوت محرك سيارته واتجهت بخطوات سريعة للشرفة لتتأكد إذ كان هو حقا راقبته بعيون فضولية الى ان دلف للفيلا اسرعت لتتجه للباب وتفتحه لتقف جابنا وتنتظر ظهوره لكنه لم يصعد اتجهت للاسفل حيث غرفة مكتبه فهو المكان الوحيد الذي سيلجأ اليه هروبا منها!
فتحت الباب بخفوت وتقدمت للداخل بخطوات مترددة مالبثت ان تسارعت حين رأت حالته بوضوح الډماء تلطخ قميصه ويديه ملطخة بالكامل بالډماء وملامح وجهه باهتة متعبة التقطت كفه بهلع ظاهر في عينيها وصوتها

.. ايه اللي حصل لأيدك ايه الډم ده كله
سحب كفه بنفاذ صبر وأعاد رأسه للخلف ليرتاح على الأريكة نهضت متجهة للخارج وهي تخبره
.. هجيبلك الإسعافات الأولية عشان اطهر چرحك
.. مش محتاج ده ډم بس.
عادت بعد دقائق ومعها قطعة قماش ودلو صغير به ماء جلست بجواره والتقطت كفه الأيمن وبدأت في تنظيفه من الډماء والتزمت الصمت رغم وجود اسئلة كثيرة تدور بداخلها تريد ان تسأله لكنها خائڤة من اجابته التي قد تؤذيها
.. تعرفي ده ډم مين
طرح عليها سؤاله وهو يسند ذراعه على رأسه رفعت نظراتها بتردد له فعقلها يخبرها انها دماء ادم لكنها غير متأكدة سألته بعد ثواني
.. مين!
.. ادم.
نطق اسمه بخشونة وبغض ابعد ذراعه ورفع رأسه لينظر لها بعيون مظلمة بدت غامضة لها مع قوله
.. خدتلك حقك منه سيحتله دمه
شهقت پصدمة وقد اتسعت مقلتيها غير مصدقة فعلته هل ماټ إذا وكأنه قرأ ما دار في رأسها ليردف بحنق
.. مماتش للاسف هو في المستشفى.
هدأت ملامح وجهها واحمر انفها مع تجمع الدموع في مقلتيها متأثرة بتصديقه لها لقد صدق قولها ولم يكتفي بهذا بل اعنف الاخر لأجلها ذهب بها عقلها لتخيل ما إذ كان هو في حياتها من ثلاث أعوام لوجدت من يقف معها ويأخذ حقها دون اي خوف او تراجع ابتسمت مع انهمار دموعها وهمسها بكلمات

شاكرة له.
أشاح يامن بوجهه حين رأى دموعها وحالتها تلك إذ ظلت نظراته مسلطة عليها قد يستسلم لرغبته في مواساتها ليخبرها انه بجانبها وأنه سيأخذ حقها ولن يتركها بمفردها ابدا لكنه لا يريد ان يفعل ذلك لذا أراد الهرب لكنها هل ستسمح له
توقف واضطرب قلبه حين عانقته فجأة من الخلف كم كان كفها الموضوع على صدره دافئ! كحال صوتها التي قالت به بإمتنان شديد.
.. شكرا لأنك دافعت عني رغم اللي عملته وأنك صدقتني ومكدتنيش عارفة ان أذيتك بس كنت بجبر نفسي اعمل كدة عشان بحب..
اختفت حروفها تدريجيا حين امسك بكفيها وأبعدهم عنه مع استدارته ومواجهتها لقد أوقفها قبل ان تسيء الظن في تصرفه اكثر كان قاسې في توضيحه
.. متاخديش الأمور بالطريقة العاطفية السخيفة دي مفيش حاجة هتتغير مابينا
.. بس...
لم يسمح لها بمقاطعته ليردف بنظرات مستخفة
.. انت حكمتي علينا من الاول بالبعد فمتجيش دلوقتي وتبرري أفعالك وتقولي انك بتحبيني بتحبيني اللي بيحب حد عمره ما كان آذاه بالطريقة البشعة اللي انت كسرتي بيها رجولتي قبل قلبي
كانت حروفه الاخيرة حادة غاضبة تنفس پعنف وهو يرمقها بإحتقار ابتعد عنها ليتجه للباب توقف قبل ان يصل واستدار لها ليقول بجمود
.. صحيح انت طالق.
اليوم التالي ظلت شادية واقفة عند نهاية السلم منتظرة ظهور حلا التي كانت تتحدث مع لمى وتحاول ان تعرف سبب مجيئها للنوم معها ليلة امس جذبتها شادية من يدها فور نزولها وأخذتها للصالون لتطرح عليها اسألتها الفضولية بلا توقف
.. ها قولي حصل ايه ليه نامت في أوضتك امبارح وليه اټخانق يامن معاها وصوتهم كان عالي
كانت ملامح حلا حزينة ظلت صامتة للحظات فوبختها شادية
.. ما تقولي ساكتة لي
.. يامن طلق لمى.
قالتها حلا بأستياء وهي تنظر لوالدتها التي ضړبت على صدرها پصدمة
.. نعم!
عادت لتردف بريبة
.. ليه طلقها ايه السبب
.. معرفش مقالتليش
.. طب وابني حبيبي فين
.. تقريبا في أوضة المكتب
همت شادية بالنهوض فمنعتها حلا
.. متروحلهوش دلوقتي سيبيه لوحده
اردفت برجاء
.. خليهم يحلوا الموضوع مع نفسهم يا ماما ومتدخليش لوسمحت
تنهدت شادية بإستياء وهم وهي تعود بظهرها للخلف وتتمتم بحسرة
.. انا عارفة ان سعادته مكانتش معاها بس هو مسمعش كلامي
نهضت حلا لتتجه للمطبخ وتطلب من الخادمة ان تعد القهوة والفطار اخذت فنجان القهوة ومعه شطيرة صنعتها واتجهت لغرفة مكتب يامن وطرقت على الباب بخفة ثم دخلت شعرت بالحزن حين رأت حالته وضعت الصينية امامه واتجهت لتفتح الستار جلست امامه وقالت بحنان
.. كل السندوتش ده عشان انت مكلتش حاجة من امبارح.
رفع رأسه من فوق الطاولة ونظر لها بعينيه المرهقة اومأ برأسه بفتور وهو يشكرها عرضت عليه بصوتها الدافئ
.. لو عايز تتكلم مع حد انا موجودة انا هفهمك وانت عارف فمتترددش انك تكلمني
ابتسم لها رغم شحوب وجهه نهضت لتغادر وقبل ان تصل للباب اخبرته
.. الاوضة بتاعتك فاضية لمى عندي في الاوضة.
ثم غادرت وهي تدعوا الله ان تحل العقد التي بينهم عادت للمطبخ لتأخذ الصينية الأخرى ل لمى
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 24 صفحات