احتيال وغرام بقلم رحمه سيد
لم يجدها في الغرفة التي خصصت لها فقابل احدى العاملات ليسألها بقلق
مشوفتيش مريم يا نسمة
ضيقت الاخرى عيناها متمتمة
تقريبا شوفتها داخله اوضة أيسل هانم
اومأ برأسه موافقا بهدوء
تمام شكرا
ثم أسرع بخطواته نحو غرفة أيسل طرق الباب مرتان ولم يجد رد ففتح الباب دون مقدمات ليجد أيسل التي خرجت من المرحاض تجفف يدها وهي تصيح فيه بغيظ
تجاهل بدر ما سمعه عن عمد وهو يغمغم ببرود وعيناه تجوب الغرفة بحثا عن مريم
كنت بدور على مريم ونسمة قالتلي إنها هنا تقريبا
عقدت ذراعاها معا ومن ثم أردفت بحروف غاضبة مغطاه برداء البرود
لا الست هانم بتاعتك جت هنا بالغلط ومشيت
فضړبت أيسل بقدمها المنضدة الصغيرة الموضوعة امام المرآة صاړخة بعصبية وقد نفذت أي ذرة تحكم كانت تحاول الحفاظ عليها
انا مش محتاجة لأي حد لا انت ولا البت بتاعتك دي!!
يلا يا شاطره روحي امسحي اللي وقعتيه
إتسعت عيناها بذهول.... أيحاول تأديبها!
فهزت رأسها بعناد تضخم مستوطنا عيناها لترد بحدتها المعهودة
هز بدر رأسها نافيا بنفس الهدوء الصلب الذي جعل كل خلية ب أيسل تهتاج بالجنون
هتمسحي طالما انتي اللي وقعتيها اتحملي اللي عملتيه وامسحيها اللي هيمسحها مفيهوش ايد مش فيكي!
ثم أمسك مقبض الباب رافعا كتفاه معا بلامبالاة خبيثة
وإلا.. مفيش خروج من الاوضة لحد ما الارض تتمسح ووالدتك مش في البيت ومفيش حد في البيت غير نسمة وتقريبا مشغولة يعني حليني عقبال ما حد يعبرك ويفتحلك الباب
انا محدش يقدر يجبرني على حاجة مش عايزاها !!
لم يجيب بدر بل ظل صامتا..... وبالفعل كما توقع استكان اهتياجها وكتم صوتها...
لترتخي نظراته بلذة الانتصار... لن يكون بدر الجمال إن لم يعيد تربية تلك الطفلة المدللة من البداية....!
وديني وما أعبد لوريك يا بدر انا يخليني امسح الارض ڠصب عني!
تحرك صدرها صعودا وهبوطا تحاول طرد أشباح الڠضب التي تظلل الرؤيا الشيطانية عن عقلها ثم ابتسمت ابتسامة ماكرة خالية من المرح وهي تنهض متوجهة للمرحاض لتجلب زجاجة الصابون ثم همست بصوت منخفض حتى لا يسمعها وهي تسكب من زجاجة الصابون على الأرضية امام الباب مباشرة
إما كسرتلك ضهرك مبقاش انا
وما إن انتهت حتى رفعت صوتها وهي تقف مبتعدة عن الباب بمسافة
انا خلصت!
فتح بدر الباب وكما توقعت لم ينظر ارضا بل دلف اولا وما إن لامس حذاءه الارضية اللزجة بالصابون حتى تحركت قدمه بسرعة رغما عنه ليختل توازنه ويسقط ارضا متأوها پألم...
فتعالت ضحكات أيسل التي أخذت ټضرب كفا على كف وهي تتردد پشماتة واضحة
ادي اخرة اللي يجي عليا
وهو يزمجر فيها بصوت اشبه بزئير الاسد
شغل الاطفال ده تبطليه! دي قلة ذوق وعقل
تباطئت أنفاسها وإنتفض كيانها كله من قربه المهلك ثم نظرت هي لعيناه نظرة ملكومة بالغيظ والڠضب ولكن ذلك الڠضب تلك المرة لم يتخطى حدود عيناها ولم يصل لحروفها التي اختنقت في حلقها حينما ثار واقترب منها محدقا فيها بتلك النظرة التي تكاد تبتلعها....
ثم نطقت اخيرا بصوت طفولي مبحوح
قولتلك مية مرة انا مش طفلة واتفضل ابعد عني يلا !!
بينما وهي تحرك يداها الملطخة بالصابون فدخل الصابون في عيناه فأغلق عيناه تلقائيا وهو يبتعد عنها ولكنها أسرعت تقترب منه بسرعة وهي تضع طرف التيشرت الذي ترتديه على عيناه وتنفخ فيها بينما تردد بلهفة
سوري سوري المرادي مش قصداها والله أنت اللي رزقك واسع!
كانت قريبة منه جدا دون أن تلحظ ذلك... للحظات اضطربت مشاعر بدر وهو يحدق بها بعينه الاخرى مأخوذ هو في تلك اللحظات ما بين الصدمة والغيظ والحيرة.... الحيرة من ماهية تلك الفتاة التي لا يعرف لها وصفا !!...
وحينما بدأ تفكيره ينحدر لنحو لا يعجبه دفعها بقوة