الثلاثه يشتغلونها
المۏت لما فعلته به بالماضى ..لكن لابد وأن يعترف أنها لازالت تمتلك قلبه..ذلك القلب الخائڼ العاشق لها حتى المۏت..يدرك وبكل ضعف أنه لن يستطيع أن يتركها لغيره ..فإما هو أو المۏت..ولا خيار آخر أمامها.
تراجع إلى الخلف بحذر..لينظر إليهما نظرة اخيرة قبل أن يغلق الباب متجها إلى حجرته..ليجد راوية مازالت مستيقظة رغم تأخر الوقت ..تتطلع إليه فى حزن..ليأخذ ملابسه متجها إلى الحمام فى صمت ولكن يده توقفت على مقبض الباب للحظة وهو يستدير بجانب وجهه إليها قائلا بجمود
ثم دلف إلى الحمام وأغلقه خلفه..لتتسع عينا راوية لا تصدق أذنها..ثم مالبثت أن زفرت براحة قبل أن تنظر إلى السماء قائلة
الحمد لله.
لتغلق عينيها وتستسلم لنوم عميق..ترتسم على شفتيها لأول مرة منذ سنوات...إبتسامة إرتياح.
الفصل السادس
قال هشام بسخرية
حبيب القلب هيتجوز بكرة.
نظرت إليه رحمة فى صدمة قائلة
إقترب منها يقول بإبتسامة ساخرة باردة الأحرف
بقول إن يحيي فرحه بكرة وتعرفى مين عروسته
مزقتها صدمة ذلك الخبر..يحيي سيتزوج غدا..بعد مرور أيام على زواجها من أخيه..ألم يعشقها يوما..ألم يخبرها أنه يذوب فى هواها..كيف إستطاع نسيانها بتلك السرعة..كيفلتفيق من صډمتها على سؤاله الساخر وهو يقول
مش عايزة تعرفى إسم العروسة..على فكرة..إنتى تعرفيها كويس.
العروسة تبقى راوية.. أختك.
قالت بنبرات مرتعشة
كددداب..مستتتحيل..راوية
أخرج من جيبه كارت دعوة ألقاه بوجهها قائلا
إقريه يمكن ساعتها تصدقينى.
جوازه نجاه منى..انا كنت خلاص بفكر أقتله بسبب حبك ليه..حتى تصديقه لخېانتك و جوازنا قصاد عنيه وهو واقف مفكرش حتى يعترض ..كل ده مقدرش يمحى حبه من قلبك..لكن جوازه خلانى عرفت إنك ولا حاجة بالنسبة له..وبتهيألى انتى كمان
عرفتى ده..فالمفروض دلوقتى تنسيه..بإرادتك أو ڠصب عنك..بس لازم تكونى متأكدة إنك هتنسيه هتنسيه..لإنك مراتى أنا ..حبيبتى أنا..مفهوم
كادت رحمة ان تتجه إلى جناح أختها لتطمأن عليها..ولكنها نظرت إلى ساعتها التى تشير إلى السابعة صباحا ..تدرك ان الوقت مازال مبكرا وربما كانت نائمة الآن وإلى جوارها يحيي..وعلى الرغم من أنها تدرك أن هذا شئ طبيعي إلا ان مجرد تخيله ېمزق قلبها ألما..إلى جانب شعورها بأنها لن تتحمل أن تواجهه بعد ما حدث البارحة ومعرفته بإقتراح أختها..بل وصيتها ورغبتها الأخيرة كما تردد..هبطت رحمة إلى الأسفل..لتفاجئ بمراد جالسا فى حجرة الطعام لتبتسم قائلة
خفق قلبه لإبتسامتها ليبتسم بدوره قائلا
صباح النور.
جلست إلى جواره قائلة
الظاهر إن مش أنا لوحدى اللى صحيت بدرى.
نظر إليها يتأمل ملامحها بطريقة أربكتها قائلا
لأ..مش لوحدك.
إبتلعت ريقها قائلة فى إرتباك
إحمم..هي..بشرى مراتك فين..وأخبارها إيهأصل..يعنى..مشفتهاش إنبارح لما جيت.
موجودة ياحبيبتى..والله فيكى الخير وبتسألى عنى..حمد الله ع السلامة.
مازالت بشرى كما هي..حقود..غيور منها..تكرهها وبشدة..هذا ما فكرت فيه رحمة وهي تلتفت إلى بشرى الواقفة أمامها بثبات لتقول بهدوء
الله يسلمك يابشرى..إزيك
قالت بشرى بإبتسامة باردة
بخير يارحمة..إيه مش شايفة بنفسك
إبتسمت رحمة ببرود قائلة
لأ شايفة طبعا..حقيقى متغيرتيش..لسة زي ما إنتى..بشرى بتاعة زمان.
إبتسم مراد بداخله وهو يتذكر كلمات رحمة عن بشرى والتى ذكرته جملتها الأخيرة بها فقد كانت دائما تقول عنهابشرى كتلة جنان..مما كان يثير غيظ بشرى وحقدها على رحمة أكثر لتكفهر ملامح بشرى وتظهر نظرة غل فى عيونها كما تظهر تماما الآن ..ليبدو أنها تتذكر كلمات رحمة بدورها..كادت أن ترد عليها حين إستمعوا إلى صوت يحيي الذى صړخ بإسم راوية فى لوعة..لتنتفض القلوب ړعبا وهم يدركون معنى صرخته..لينطلقا بإتجاه حجرته يتآكلهما القلق.. فيما عدا بشرى التى تابعتهما..وفى عيونها إرتسمت نظرة إنتصار وعلى شفتيها ظهرت إبتسامة..وهي تقول بهمس
وأخيرا.
قالت علا بصوت خاڤت موجهة حديثها إلى بشرى الجالسة بجوارها تنظر إلى رحمة پحقد
خفى يابشرى ..مش كدة..الستات أخدت بالها منك.
زفرت بشرى وهي تنظر إلى علا قائلة فى همس حاد
ڠصب عنى..إنتى مش شايفة ستات العيلة عاملين معاها إيه ..وكأنها مبعدتش عنهم بمزاجها سنين..وكأنهم نسيوا إنى انا اللى كنت بزورهم وبودهم وبعملهم الحفلات وبجمعهم..سايبينى أنا وقاعدين حواليها بيواسوها.. هتشل يا علا..هتشل.
قالت علا بهدوء
نظرت
بشرى
إلى علا فى حدة قائلة
حتى إنتى يا علا بتصدقى الحركات بتاعتها دى..هو انا مش ياما كلمتك عنها..دى تمثيلية ياعلا..تمثيلية قصدها تكسب بيها عطف العيلة وشفقتهم..وعطف يحيي ومراد طبعا..دى حرباية وعارفة إزاي تتلون
بألف لون.
قالت علا بهمس
وأهى خطتها نجحت والكل متعاطف معاها..إتعلمى منها بقى ياحبيبتى ومثلى شوية..الناس بيبصولك .
نظرت بشرى بالفعل إلى محيطها لتجد بعض النسوة ينظرون إليها تبدو على ملامحهم الإستنكار..لتشعر ان علا على حق..يجب ان تبدأ التمثيل الآن وحالا وإلا ستكون سيرتها غدا على كل لسان فى تلك العائلة التى تكرهها من كل قلبها..عائلة الشناوي.
لتدمع عيناها على الفور وهي تستحضر