عازف بنيران قلبي كامله بقلم سيلا وليد
مترقرقة وتحدثت بشفتين مرتعشتين
إنت كويس.. عامل ايه.. أنادي الدكتور
أطبق على جفنيه عندما شعر پألم بطنه وتحدثت بصوتا مرهق
إنت مين
استيقظ يونس ونهض يسأله بلهفة
راكان إنت كويس.. أومأ بعينيه وتحدث وهو ينظر للفتاة
مين دي... قوس يونس فمه بسخرية وأشار عليها
دي بنت عم القمر.. قالها غامز بعينيه لراكان.. طالعها راكان كانت تنظر بعينيها للأسفل وتفرك بكفيها..
دي البنت اللي حضرتك عملت فيه فريد شوقي وانقذتها.. استيقظ والدها واتجه اليهم
حمدالله على سلامتك يابني.. مفيش كلمة شكر تعبر عن اللي عملتوه
أومأ له بعينيه ومازالت نظراته تتفحص شمس التي لم
ترفع عيناها عن الأرض
فأردف متسائلا
عملتوا إيه مع الشرطة.. مټخافيش منهم لازم تاخدي حقك.. علشان لو كل واحدة سكتت عن حقها في كدا.. هندي فرصة للزيهم يتمادوا
غادرت شمس مع والدها.. وظل يونس بجواره ينتظره حتى يفيق كاملا.. ولكنه غفى بمكانه
أسدلت الشمس ستائر نورها الدافئ ولاتزال سماء الأسكندرية ملبدة بالغيوم تارة تحجب أشعتها وتارة تتغلب على سحبها السوداء فتنير الأرض
فتح راكان جفنيه وحاول الأعتدال ولكنه تألم.. ساعده على الأعتدال بعض الشئ ثم تسائل
حاسس بإيه.. أومأ له وأجابه بصوتا مرهق أحسن الحمدلله.. تليفوني فين لازم أعمل مكالمة ضروري
قول ماتقعدش تبحلق فيا كدا.. ولا أقولك أقوم خلينا نمشي.. أنا مبحبش المستشفيات.. ظل يونس صامتا للحظات ثم تحدث متهكما
انت عارف العيال اللي اتخنقنا معاهم فيهم ابن المسيري
تجهمت ملامح السخرية بنبرته وهو يسأله
ومين البتاع اللي قولت عليه دا
والله العيلة دي ماهتتبرى مني غير من أعمالك دي ياراكان.. استعد لڼار جدك لما يعرف.. استعد ياحبيبي.. ولا اقولك ولا كأننا عملنا حاجة ولو حد سألني هقولهم انك اټسممت وعملت تنضيف معدة
ابتسم بسخرية لم يستطع مدارتها وهو يعود بظهره على فراش المشفى للخلف مستندا على مرفقيه
نهض وهو يميل عليه هامسا
المسيري ياراكان.. اللي اڼضرب امبارح وعملناله قضية اڠتصاب.. انت فاهم معنى القضية ياحضرة النايب.. يعني هيفتح علينا چحيم جهنم وياسلام لو جدك عرف.. دا هنولع قبل مانوصل
هنا تذكر ذاك الرجل.. فحاول النهوض يستند على يونس
طيب تعالى نمشي... أومأ يونس برأسه
أحسن برضو .. لكن غريبة راكان يسمع كلامي من غير جدال.. إيه اللي ناوي عليه ربنا يستر
وصل بعد فترة لسيارته بعدما أنهى يونس الأوراق الخاصة بالمشفى
صعد للسيارة بهدوء بسبب جرحه وجلس بصعوبه ثم اتجه بنظره ليونس
روح على القسم.. عايز أعرف إزاي العيال دي طلعت في قضية أقل حكم فيها عشر سنين
هنا صفع يونس على وجهه وظل يتمتم
احيه عليك ياراكان... وحياة ربنا أخرتي في العيلة دي على ايدك
نهاية الفلاش
خرج من ذكرياته على رنين هاتفه.. زفر متخذا نفسا ورفع الهاتف
أيوة ياسليم... تمام.. قالها ثم أغلق هاتفه وقاد السيارة عائدا لمنزله.. وبدأت أنفاسه في الاضطراب وخفقاته تتسارع في سباق حتى شعر بأنه سيفقد وعيه بسب ماتذكره من ماضي مؤلم لروحه
وصل بعد قليل... ترجل من السيارة
قابله والده توقف أمامه
مش هتحضر الأجتماع ياراكان.. براحتك يابني.. أنا هروح الشركة مينفعش سليم يكون لوحده.. ماهو مينفعش تكون تلات أرباع الشركة من نصيبنا وسليم يوقف لوحده في الأجتماع
وقف أمام والده بجسد مستقيم رغم احزانه التي ټحرق قلبه فتحدث بصوت رصين
بابا عايز تروح اتفضل .. أنا هنزل بعد شوية..
سحب نفسا وطرده حاول أن يتحلى بالجلد والصمود فخرج صوته معبأ بالألم
ياريت تكلم جدي يخليه بعيد عني زي ماكان بعيد عني السنين اللي فاتت لو فعلا عايزني أروح الشركة
زفر والده بحزن
يعني يابني زعلان من جدك وأنت دلوقتي داخل على إتنين وتلاتين سنة يعنى مش صغير زي ماإنت لسة قايل..
هرب اللفظ من بين شفتيه فأخذ نفسا مطولا
المطلوب من ابنك اللي داخل الخمسة والتلاتين إيه... قالها عندما أختنق من إصرار والده
مال والده عليه ينظر بحدقيته فتحدث قائلا
أنا هتنازل عن مجلس الإدارة لحضرتك ياحضرة النايب.. واعمل حسابك مفيش اعتراض.. ماهو تعبي السنين دي كلها ميوقعش في الأرض عشان غضبك من جدك وهتكون جنب سليم لحد مايعرفك مكنونات الشغل ورغم إني عارف ومتأكد انك متابع كل حاجة... بدليل شركتك وارباحها اللي بتذيد
ربت على كتفه وأكمل
راكان انت