الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيما

انت في الصفحة 34 من 158 صفحات

موقع أيام نيوز


حبيبي انت خلاص كبرت وبقيت راجل قد الدنيا وهتخلي بالك من ماما واخوك الصغير
بابا الف رحمه ونور تنزل عليه راح فوق في السما عند ربنا المكان اللي احنا كلنا مسيرنا في يوم من الايام هنروحوا 
علشان انت كبير وعاقل مش بعتبرك طفل صغير فبحكي لك على كل حاجه 
واسترسلت حديثها وهي تأخذه بين احضانها 
انا دلوقتي ما ليش غيرك انت واخوك هتبقوا أصحابي وحبايبي عايزاك تخلي بالك مني وتخلي بالك من اخوك 

فاهمني يا حبيبي 
نظر اليها الطفل ببراءة وردد والدموع تملأ عينيه
يعني بابي ماټ ومش هشوفه تاني يا مامي خلاص 
وما ان قال الطفل ذلك حتى انفطرا في البكاء هما الاثنان فشددت والدته على احتضانه ورات انها لابد ان تقوي حالها ولا تضعف 
فتحدثت اليه بحنان 
المۏت علينا حق يا حبيبي وفي يوم من الايام احنا كمان هنبقى زي بابا وهنروح له وهنبقى معاه بس دي بتبقى اعمار ربنا سبحانه وتعالى اللي بنؤمن بيه هو اللي محدده لنا وكاتبها لنا وانت مؤمن وبتقرا القران فلازم تبقى قوي وشجاع وتستقبل كل هجمات الدنيا بقوه علشان خاطر تقدر تعيش 
واسترسلت حديثها بتعقل 
وربنا سبحانه وتعالى بيرزقنا نعمه الصبر والنسيان علشان نقدر نكمل والمفروض علينا ان احنا نتقبل اي ابتلاء ربنا يبعته لنا علشان خاطر يحبنا ويدخلنا الجنه مع بابا .
هدئ الطفل من حديث والدته واشار اليها بابتسامه وهو ينظر الى صوره والده المرسومة امامه 
خلاص يا ماما انا هبقى كبير وقوي ومش هعيط تاني وهخلي بالي منك ومن اخويا علشان خاطر لما نروح لبابا يحبني كتير ويحضني كتير ويقول لي شطور يا عمر زي ما كان بيقول لي على طول .
جحظت عينيها وابتلعت لعابها من حديث طفلها ونظرت بداخل عينيه مردده بدعاء 
بعد الشړ عليكم يا حبايبي ربنا يطول في عمركم وتفضلوا جنبي وسندي وما يحرمنيش منكم ابدا يا نور عيوني 
وكادت ان تكمل حديثها الا انها استمعت الى جرس المنزل 
فأشار اليها الطفل ان تجلس ويذهب ليعرف من الطارق 
أما هي جففت دموعها واذا بصهرتها تاتي اليها وجلست امامها وقالت بمكر 
ألا انتي يا ريم ما زهقتيش من القاعده لوحدك بين أربع حيطان جوزك مېت بقاله اسبوعين دلوقتي ليه ما اخدتيش بعضك ورحتي قعدتي وسط امك واخواتك يواسوكي في محنتك علشان خاطر ربنا ياخد بيدك .
اتسعت عيناها بذهول ورفعت احدي حاجبيها متعجبة 
كلام ايه اللي انتي بتقوليه ده يا هند ! إنتي بتطرديني من بيتي بالذوق
ازاي عايزاني اسيب بيت جوزي اللي لسه مېت بقى له اسبوعين واروح اقعد عند بابا واسيبه ليه اصلا !
واستطردت باستنكار 
بدل ما تيجي تقفي جنبي وتواسيني في محنتي جايه تسمعيني كلام زي السم بس مغطياه ومذوقاه علشان خاطر ما يجرحنيش .
رفعت هند حاجبيها وأجابتها باستنكار 
انا أقصد كدة !
اخص عليكي ياأم عمر ربنا الاعلم محبتك ومعزتك في قلبي قد ايه لكن انا قلت لك كده علشان خاطر ما تبقيش قاعده حزينة مكتئبة ولا قدر الله ممكن يجرى لك حاجه من الاكتئاب ده واولادك محتاجينك يا حبيبتي ما بقاش ليهم غيرك .
ابتسمت ريم بسخريه على حديثها واجابتها بحدة 
مش هرد على كلامك انه اصلا مش من الاصول ان جوزي يبقى لسه مېت بقى له اسبوعين واسيب البيت وامشي ولا اقول لك اني لا العرف ولا العادات ولا التقاليد يسمحوا بكده 
ولا هرد عليكي بقلة ذوق واقول لك ما تشغليش بالك بيا وانا أدري بأموري وبحياتي 
واستطردت بتهكم 
هقول لك ان ربنا سبحانه وتعالى أمر الست اللي جوزها مټوفي انها ما تخرجش من بيتها الا لما ټوفي عدتها الا للضروره القصوى 
ما تعرفيش دي كمان ولا إنتي عايزه الناس تلسن عليا وتجيب في سيرتي عمال على بطال مش توعي للكلام وتوزنيه قبل ما يخرج من بقك يا هند 
شعرت الأخرى پغضب عارم من حديث تلك الريم واستشاطت ڠضبا 
ولوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة وهي ټضرب علي فخذيها بغل 
طب ولما الست هانم بتحس وعارفه الشرع وعارفه ربنا ليه عملتي اللي عملتيه واتسببتي في مۏته وعايشه دور الكئيبه الحزينه بتمثليه علينا والكل عمال يطبطب على الكونتيسة ريم وهم ما يعرفوش ان إنتي السبب في مۏته 
وخاتمه الكل على قفاه وسابكة الدور على الأخر بس مش علي هند ياعنيا .
فصل 7
نزل مالك من سيارته وخطي بساقية داخل منزله وجد والدته وأخته ألقى السلام عليهن وذهب الى اخته واخذها بين احضانه وقبلها من راسها مرددا باعتذار 
انا اسف يا هيام على اللي حصل المرة اللي فاتت صدقيني كان ڠصب عني بس انا برده معذور ما كانش ينفع تدي رقمي لنهال خالص انتي عارفه ان هي صفحة وانا طويتها ونسيتها ومش عايز افتكرها تاني .
ابتسمت هيام ببرود ورددت على اعتذار أخيها قائلة 
معلش يا مالك مش عايزين نتكلم في الحوار ده تاني انا لسه
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 158 صفحات