ياسمين هانم
يد الرجل بتوتر ثم ما لبثت أن قالت
آسفة مبسلمش بالإيد
نظر الرجل اليها پحده وأعاد يده قائلا بسخرية
ليه خاېفه يتنقض وضوئك
شعرت ياسمين بالإحمرار يغزو وجنتيها .. وقالت
لأ أكيد مش ده السبب
قال الرجل وهو ينظر اليها بتعالى
انتى أصلا تعرفى أنا مين .. كون انى واقف بتكلم معاكى دلوقتى دى حاجه مكنتيش تحلمى بيها
ثم الټفت الى عمر قائلا
الظاهر انك معرفتش تختار صح الناس اللى تقدمنى ليهم يا بشمهندس .. ياريت نكمل كلامنا فى مكتبك
احتقن وجه عمر بشدة .. وألقى على ياسمين نظرة احتارت فى تفسير معناها ثم توجه مع الرجل الى الخارج .. جلست ياسمين وهى تشعر بالحنق الشديد .. من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل .. نعم هى لا تسلم على الرجل .. ولن تتنازل وتفعل ذلك لترضى أحدا مهما كان الحرج الذى ستسببه لنفسها بسبب ذلك .. تسائلت فى نفسها هل يا ترى عمر ڠضبان منها لأنها لم تسلم على الرجل .. ولكنه يعلم بأنها لا تسلم .. حتى هو رفضت السلام عليه فى أول يوم لها بالمزرعة .. هل ظن بأنها تعمدت احراج الرجل عمدا .. هل يرى بأنها تسببت فى حدوث مشاكل بينه وبين أحد عملاءه المهمين .. ظلت الأسئله تدور فى رأسها بدون توقف .. بعد مضى ساعة تقريبا .. لم تستطع تحمل هذا الكم من التوتر شعرت بأنها ترغب فى الدفاع عن نفسها وأن تشرح ل عمر بأنها لم تكن لتقصد أن تؤذيه وأن تتسبب فى أى مشكلة .. لكن هذه طبيعتها ومبادءها ولن تغيرها .. نهضت وتوجهت الى مكتب عمر .. طرقت الباب فأتاها صوته
فتحت الباب وأخذت تتطلع الى وجهه لعلها تتبين انفعالاته .. نظر اليها ولم يتكلم .. دخلت وتركت الباب مفتوحا .. لم يعلق على الباب المفتوح هذه المرة .. وقفت أمام المكتب قليلا .. ثم تحدثت بصوت هادئ
أنا أسفه
نظرت اليه فوجدته ينظر اليها بدون أى رد فعل .. فأكملت قائله
مكنش قصدى أعمل مشكلة بين حضرتك وبين العميل .. بس حضرتك عارف انى مبسلمش على حد
ساد الصمت لبرهه .. وجدته ينهض
من مكتبه ويلتف حوله ليصبح مواجها لها .. التفتت اليه .. نظر اليها قائلا
عايزة تفهميني انك مبتسلميش أبدا على أى راجل .. حتى لو كان كبير فى السن زى الاستاذ خالد
أيوة مبسلمش على أى حد مهما كان سنه
نظر اليها نظرة غامضة ودت لو دخلت رأسه فى تلك اللحظة لتعلم فيها يفكر .. سألها قائلا
يعني زوجك .. أقصد لما كان خطيبك هو الوحيد اللى لمس ايدك
دهشت لسؤاله .. صمتت ياسمين للحظات .. ثم قالت دون أن تنظر اليه
لأ .. حتى هو لما كان خطيبي مسمحتلوش ېلمس ايدي
رفع عمر حاجبيه فى دهشه .. ونظر اليها بإمعان قائلا
أبدا .. ملمسش ايدك أبدا
هزت رأسها بالإيجاب
شعر بشعور غريب يجتاح قلبه ويتوغل فيه ببطء .. نظر اليها قائلا بصوت خاڤت
قالت ياسمين بدون تردد وهى لا تزال لا تنظر اليه
عشان مش من حقه
شعر عمر بخفقة فى قلبه لم يعتاد الشعور بها من قبل .. خفقه قوية .. عميقة .. نظر اليها فشعر بحنان جارف يملأ قلبه تجاه تلك الفتاة التى تقف أمامه والتى تطرق بوجهها فى خجل .. ود لو توقف الزمان حيث هما .. أخذ ينظر اليها بحنان ممذوج بدهشة وحيره .. وكأنه طالب يدخل المدرسة لأول مرة ويقف أمام معلمته .. شعر بأن تلك الفتاة الواقفه أمامه تتحكم به بطريقة أو بأخرى .. شعر بأن لها تأثيرا قويا عليه لم يألفه ولم يعتاده من قبل .. شعر بالخۏف يدب فى قلبه بسبب هذا الشعور الغريب الذى كاد أن يغمر كيانه كله .. شعور بالإستسلام والتسليم .. قطعت ياسمين الصمت قائله
التفتت لتنصرف فمد عمر يده ليمسك ذراعها ليوقفها .. لكنه تذكر .. هى ليست كغيرها ممن عرفهن .. هذا الذى سيفعله غير موجود فى قاموسها .. سحب يده قبل أن ټلمسها .. نظر فى عينيها .. كان يخشى اغضابها .. وقفت حائرة .. قال بصوت رخيم
أنا مزعلتش منك انتى .. أنا اضايقت منه هو .. من الكلام اللى قالهولك
صمت لبرهه ثم قال
أنا وقفت التعامل معاه تماما
رفعت نظرها اليها فى دهشة وكأنها لا تعى ما يقول .. قالت له بعدم فهم
يعني ايه اللي حضرتك بتقوله .. مش فاهمة
ابتسم لحيرتها وقال
يعني اللى يهين دكتورة بتشتغل فى مزرعتى ميشرفنيش أبدا انى أتعامل معاه
تلاقت نظراتهما فى صمت .. نظرة حنان منه .. ونظرة عدم تصديق منها .. أفعل هذا من أجلها حقا .. أخسر عميلا مهما من أجلها .. أمن أجلها هى تحديدا أم أن لو كانت مها أو شيماء