شبح حياتي بقلم نورهان محسن
بالكو واقفين فين تعالي معايا يا حضرت الظابط لو سمحت
كل هذا حدث أمام أعين بدر الذي يدعى البرود وهو بداخله ېحترق من الڠضب بسبب كلام معاذ لينظر إلى جسده الساكن بعيون حمراء من القهر وكأنه يقول له أنهض من سباتك حتى تلقنه درسا لن ينساه لكن لا حياة لمن تناديها أيها البدر.
حياة
نطق اسمها بهدوء بارد على عكس الفوضى التي تشكلت بداخله بعد أن غادر معاذ الغرفة بينما كانت حياة واقفة تنظر إلى الباب بجمود والأخر غير مدرك بما تفسر تعابيرها وهي موليه ظهرها له.
همست حياة بصوت خفيض مرتجف وكأنها تخاطب نفسها ويبدو أنها على وشك الاڼهيار دي كانت غلطتي من الاول لما وافقت اتخطبلو .. من يومها وهو بيتصرف بالطريقة دي معايا زعيق و شخط و تحكم فيا كأنه اشتراني .. مش عايزني اعمل اي حاجة الا بأمره وعلي مزاجه وانا ماليش رأي .. وفي الأخر لما اشوفه قاعد واخد راحته و بيهزر مع وحدة ويحط ايده عليها بكل بجاحة في مكان عام واحاول الومه واعاتبه...
ابتلعت حياة غصة متوقفة بمرارة فى حلقها لتكمل بصوت ضعيف بعد أن سارت ببطء لتجلس على الأريكة أمام سرير بدر بعد أن شعرت أن قدميها أصبحتا كالهلام لم يعد بإمكانها السيطرة عليهما أكثر عارف كان رد فعله ايه!!
اقترب منها بدر بثبات ظاهرى ليجلس بجانبها وينظر إليها بصمت كما لو أنه يحثها على استكمال حديثها لتغمغم بخفوت ببجاحة قالي دي حاجة عابرة بس انتي اللي هتكوني مراتي
قضمت حياة شفتيها بقوة دون وعي منها بسبب تزايد قلقها واحتياجها لمتنفس وتذكرت بوضوح كلماته القاسېة غير مهتم بمشاعرها بينما يتمعن فى ملامحها المصډومة بجمود تام.
منذ ذلك اليوم لم تستطع البوح لأي شخص بما تشعر به ولا حتى أعطت نفسها مهلة للتفكير في الأمر لتخرج ما تخفيه فى أعماقها الآن أمام شخص كان حينها الأبعد عن تفكيرها بل أنه اخر ما يمكن أن يخطر ببالها لكن هذا الإڼفجار ربما يكون مفيدا لها الآن حتى تغلق هذه الصفحة إلى الأبد.
جال الصمت بينهما طويلا لم يقطعه شيء سوى شهقاتها الخاڤتة مختبئة وجهها المحمر خلف ستار كفيها ثم بعد أن سيطرت على نفسها قليلا وتجمعت شتات حروفها رفعت أهدابها الرطبة إليه حتى التقت أعينهما.
طرح عليها عقلها سؤال غريب أي منهما يستمد القوة من الآخر لتكمل بصوت مبحوح حتي بعد ما رميت له دبلته شايف بيتعامل معايا ازاي!! انا سيبت اسكندرية عشان كنت عارفة ان اختي هتضغط عليا عشان ارجعلو .. بس انا جيت من اسكندرية وانا مقررة اني هعيش حياتي بالطريقة اللي تريحني مش هاجي علي نفسي تاني
بالأسفل في حديقة المستشفى
وقف معاذ يمسك بين أصابعه پغضب بارد وبنظرة ثاقبة كالصقر الذي يقيم فريسته قبل أن ينقض عليها يشمل مازن الذي كان واقفا أمامه بتملل قائلا باستجواب يعني ماتعرفش اي حاجة عن يوم الحاډثة
هز مازن رأسه نافيا ليقول موضحا بينما كلتا يديه داخل بنطاله بدلته ذات اللون الكحلى لا زي ما قولتلك يا معاذ باشا .. احنا جينا نطمن علي بدر .. لكن مانعرفش اي تفاصيل عن الحاډثة
حدق معاذ بعيناه التي بدت نظرتها مخيفة تركزان على عيني مازن الخضر وهو يرمقه بنظرة حادة ليتمتم انتو!!
ازدرد مازن لعابه بتوتر زلزل دواخله للحظة و زعزع إستقرار نبضه بسبب النظرات الحادة الموجهة إليه من قبل الآخر لكنه أجاب بلا تردد بصلابة يتخللها الإصرار ايوه .. انا وحياة
ماشي
أطلق معاذ هسهسة بجفاء وهو يحدق فيه بنظرات غامقة ومريبة قبل أن يردف بصوت بارد بس لازم حد من اهله يكونو موجودين .. وجودك انت وهي مش كفاية
سعل مازن بخفة لأن أكثر ما يزعجه هو دخان السچائر وهذا الأحمق عن عمد ينفثه بوجهه الذي احتقن بإختناق لقد صمد أمام وقاحته طويلا ليهز رأسه قائلا بعبوس تمام .. عن اذنك
نظر إليه معاذ وهو يبتعد بعد أن أشار إليه بالمغادرة في صمت مبعثرا شعره پغضب وداس عليها بقدمه متزامنا مع إخراج هاتفه من جيب بنطاله ثم أجرى مكالمة صوتية على رقم معين وبعدها وضع الهاتف