بزاويه من الغرفه بقلم ډفنا عمر
انت في الصفحة 24 من 24 صفحات
يكفيني ويرويني العمر كله لحد ما اموت.. أنت ابني وراجلي وسندي أنا واختك في الدنيا..ربنا يقدرني واكمل رسالتي معاكم عشان يوم ما اقابل ابوكم اقوله اني حافظت على الأمانة وصونتها.
انحني مغدقا وعوده البريئة عليها لينتهي الأمر لنومته الهنيئة فوق قدميها بدلال يستحقه بعد أن حصد لها فرحة نجاحه هو وشقيقته.
همسات ذكرها وشكرها لله تتوالى وأناملها المجعدة تحصي فوق مسبحتها الغالية .. مسبحة خليلها أبراهيم .. ذكراه التي لا تفارفها .. وكل يوم تهب ثواب قرائتها للقرآن لروحه الطاهرة ..وكل ليلة يزورها ويبتسم بوجهه المضيء ..تعلم أن ولدها يحظي بنعيم الأخرة..ومن غيره يستحق جنة الفردوس العالية ..وهي عنه راضية كل الرضا .
الټفت لحفيدتها التي أسدلت شعرها الطويل وهي تقول يلا بقي يا ديجا معاد حمام الزيت اللي بتعمليهولي كل أسبوع..تعرفي يا تيتة البنات اصحابي هيتجننوا من جمال شعري.
_أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
سارعت الجدة ترقي حفيدتها بدعاء يكفيها شړ العين لتعود وتهتف الصغيرة بس انا زعلانة من طنط شروق خالص يا تيتة.
قالت وهي تدلك بأطراف أصابعها بين شعرها الغزير
كسفتني قصاد عتبة ابن عمي.
الجدة بخبث ليه قالت ايه
أخبرتها ما حدث لتقهقهة جدتها شروق دي شقية.
_ تيتة.. تفتكري عتبة بيحبني بجد يعني ولا دي ممكن تكون رغبة عمو تيمور وطنط شروق وبس وهو بس بينفذ رغبتهم هما ومش بيحبني
ضوت عينيها بحنان ومايحبكيش ليه ياعين خديجة ده انتي ما شاء الله ست البنات كلها ومفيش احلي ولا احسن ولا اشطر منك يا خديجة
_قوليلها يا تيتة!
شهقت وهي تميز صوته للمرة الثانية لتطلق العنان لقدميها وهي تتواثب لغرفة جدتها وهو يضحك وقلبه يخفق لرؤيتها بهذا الشكل.
اقترب منها لتمسك أذنيه بقوة فيتظاهر بالألم براحة يا ديجا.. والله مقصدت اكسفها .. اعمل ايه حظي عنب انهاردة .. وهي كل اما تشوفني تجري تستخبى كأني مش ابن عمها ومتربين سوا.
_ لأنها بتتكسف زيادة وانت عارف وبتتعمد تضايقها يا لئيم انت.
ضحك وهو يحرر أذنيه من كفها الذي لثمه وقال
بحب انكشها والله يا ديجا مش اكتر يعني. غلطت كده أنا.
ثم تعمد أن يعلو صوته قليلا
بمۏت في خجلها وخدودها الحمرة يا تيتة ..
ضحكت وهي تكشف حيلته وتضربه علي أم رأسه
_ يا ديجا ده انتي حبيبتنا. لو مش نتدلع علي حسك نتدلع علي مين.
ونهض وهو يخبرها برحيله ثم علا صوته مرة أخرى
أنا نازل يا تيتة.. وأوعي تقفي علي السطوح بشعرك أحسن أطين عيشتك يا تيتة..وكنت نفسي اتكلم معاكي بس انتي جبانة وكل اما تشوفيني تجري.
لطمة قوية أصابت كتفه والجدة تقوم بتوبيخه أنا جبانة يا قليل الرباية .
غمزها وهو يقول يا ديجا ما انتي فاهمة الليلة والكلام رايح لمين..يلا بقا أنا نازل اقابل اصحابي.. ومتنسيش تعمليلي المهلبية اللي بحبها من ايدك.
_ لا تيتة هتعمل بلح الشام اللي بحبه.
برز أمامهما أبراهيم من فتحة الباب الموارب دائما ليضيء محياها برؤيته فيصيح عتبه مازحا شايف عنيها بتلمع ازاي اما بتشوفك كأن انت بس اللي حفيدها ..ثم مال علي أذني جدته يقول بخفوت
طبعا أنسي موضوع المهلبية اللي طلبته صح.
ضحكت لا ياحبيبي هعمل كل اللي نفسكم فيه..
عتبة واخدة وقلبي وربنا.
جلس أسفل قدميها بعد رحيل ابن العم وراح يداعب كاحلها بحنان مبسوطة بنجاحنا يا تيتة.
ملأت حدقتيها بوجهه الذي يشعرها دائما انها تراه هو.. إبراهيم ولدها..ثم. قالت مبسوطة طول ما انتم بخير يا قلب تيتة .. يارب يحفظكم ليا واسمع عنكم كل طيب .
أمن علي دعائها لتنضم أليهما خديجة التي قلدت أخيها وجلست أسفل قدميها لتنظر إليهما ولعين خيالها تجسد لها إبراهيم بينهما كأنه يضم الصغيران.. أغمضت عيناها وتكاد تشعر بأنامله تدلك. كاحلها كما كان يفعل قبل مۏته..صورة ثلاثتهم تراها حية بأرض خيالها.. روحه هنا معهم.. لم يفارقهم لحظة واحدة.
همست بما لم يصل لمسامع أحفادها لكنهم أدركوا جيدا حالتها.. الجدة تسبح بخيالها بعيدا.. تري ما تحب أن تراه.. أما هو ضم كتف شقيقته وقال بحنانه ودلاله المعهود مبروك يا ديجا..هجيبلك هدية هتبهرك وتعجبك خالص..ودايما يارب تخلي راسنا مرفوع بيكي يا تؤام أخوكي.
ابتسمت له مبروك ليك أنت كمان يا هيما..واوعدك
أبراهيم وخديجة هيفضلوا دايما فخر لماما وللعيلة.
وفخر لأبونا الله يرحمه
تمت بحمد الله.