ارض الشهوات بقلم سمر محمد
انت في الصفحة 1 من 77 صفحات
1
في أحد الأحياء البعيدة بداخل القاهرة
حيث الأماكن المكتظة بعدد مهول من البشر الباحثين عن الرزق والباعة المتجولون والأسواق الشعبية والمباني المتهالكة المتلاصقة بشكل عشوائى فنجد انه من الصعب أن تنفصل
صعدت فتاة أحد هذه البنايات تحمل في يدها عدة أكياس بلستيكتة تحتوي علي أنواع عديدة من بواقي الخضراوات التي يحتفظ بها التاجر لتشتريها بسعر مناسب لظروفهم المادية
فتحت باب منزلها بهدوء وحرص شديد حتي لا يتهالك بين يديها مرة آخري وتعاني من محاولات تلصيمة دلفت منزلها لتجد والدتها تفترش الأريكة آمرأة
في العقد السادس علامات القحط متقسمة بوضوح علي خلجات وجهها المجعدة والشقاء يبدو رفيق دربها ترتدي جلباب مرقع ذات نسيج خفيف لا يناسب برودة الشتاء القارسة مستنده علي عكاز تبرع به أمام المسجد لها
تركت وسام ما بيدها وهرعت إلي الغرفة تبحث عن علبة الدواء والتي ثمنها يعادل الراتب التقاعدي لوالدها
وجدتها أسفل الوسادة لكن يا لحظها
ما بداخل العلبة أوشك علي النفاذ ونهاية الشهر يتبقي عليها اثني عشر يوما إلتقطتها وعادت إلي والدتها تعطيها حبة الدواء مربته علي ظهرها بحنان بالشفا يا أمه
قاطع حديثهم طرقات الباب السريعة ومن الأسلوب علمت من الطارق قررت تجاهله بالبداية لكنه مصر علي تكسير الباب فوق رؤوسهم استطاعت اللحاق بالباب المسكين فتحته لتجد اللزج البدين السمج كما تلقبه شقيقتها سلمي أمامها رمقته بنظرات حادة مستهجنة وقالت بضيق خير
أبتسم صلاح مالك البيت بسماجة وهو يفترسها بنظراته الوقحة وقال وكل خير يا ست البنات الأجار بتاع الشهر
حك البدين لحيته وهو يتساءل بجد
أغلقت الباب بوجهه وهي تقول بنبرة حادة تليق بأمثالة بجد ابقي اسأل المحروسة مرات
استدارت إلي والدتها المغيبة بفعل قرص الدواء والذي يتحوي علي نسبة ضئيلة من المخدر تحولت نظرات عيناها الباردة واضحت حزينه مشفقة تعلم أن المړض ينتهك جسدها لكن ما باليد حيلة تنهدت بۏجع واتجهت إلي غرفتها بخطوات هادئة دلفتها وجلست علي الفراش المقابل للمرآه تنظر لأنعكاس صورتها بشرود ملامحها بسيطة وهادئة فتاة في منتصف العقد الثاني تملك بشره قمحاوية وعيون بندقية وشعر أسود كثيف به بعض الخصلات البنية
وللقب مطلقة نصيب يشبه نصيب الأسد
ابتلعت ريقها بۏجع وهي تتذكر آخر العروض زواج بالسر لمدة أسبوعان لأن راتبه لا يسمح بأكثر من هذا والمقابل دفع إيجار البيت لعام ومن صاحب العرض جارها ونيس من ظنته مالك القلب لكنه راغب بأمتلاك الجسد وكلاهما في عرف الرجال واحد
تأخرت كثيرا عملها بدأ من نصف ساعة والطريق يلزمة ساعة علي الأقل ولا يمكنها ترك والدتها وحيدة وسلمي أين هي حتي الآن
استمعت إلي صوت شقيقتها
فتنهدت براحة الآن فقط يمكنها المغادرة بسلام
تحركت للخارج لتجد سلمي أمامها وكالعادة الدموع تترقرق بمقليتيها مشاكلها لا نهاية لها
سواء مع زوجها أو حماتها
أوقفت شكواها بتحركها إلي الخارج فعقلها لا يتسع للمزيد علبة الدواء بمفردها تكفي بتعكر صفو يومها
ما أن هبطت حتي وجدت طليقها وليد أمامها جالس علي المقهي بيده أرجيلة مؤكد أنها غير نظيفة بالمرة
ابتلعت ريقها بتوتر تخاف منه ومن تصرفاته الھمجية ارتفعت يدها بتلقائه إلي رقبتها
تتحسس آثار ماض عڼيف عاصرته
حياتها معه كانت عبارة متكونه من ثلاث كلمات الطاعة ثم الطاعة ثم الطاعة
والويل ثم الويل لتمرد تقمصته يوما
تحركت بخوات سريعة تشبه الركض تريد الخروج من مكان معبأ برائحته الكريهة ولمساته الحقېرة التي تلازم هواجس أحلامها پعنف
لا تعرف كيف وصلت مقر الشركة سيرا
ربما مقوله
الخۏف يجعل الحمار أسرع من الحصان
تمكنت منها فهرعت بأقصي قوتها علها تهرب منه ومن ماضية
دلفت مقر الشركة بعدما استمعت إلي كلمات الحارس الحانقة لتصطدم بعدي والذي عاجلها بسخرية لسه بدي يا مدام وسام
تحمحمت وسام بحرج وقالت بعجز ماحضرتك عارف ظروفي
طيب طيب خلاص روحي شوفي شغلك
أومأت وسام رأسها باذعان وقالت أوامرك يا بيه
في قصر فارس الاسيوطي
استيقط حمزه بعد سويعات من النوم المتواصل علي رنين هاتفه تثاءب بضيق وهو يتناوله ليجد أن صاحب الاتصال صديقه هشام
ضغط علي زر الإيقاف وأغلق الهاتف رأسه ليس بها فراغ لتحذيرات رفيقة الممله
حاول العودة إلي سلطان النوم مجددا لكن جميع محاولته باتت بالفشل ألقي الوسادة علي الأرض باهمال واعتدل في فراشه يفرق ظهره بتعب نظر إلي ساعة يده الملقاة بجانبه فوجدها العاشرة انتفض من جلسته كمن لدغة العقرب
موعد العمل كيف تلاها عنه سيستمع إلي عدد لا نهائي من الجمل
الحانقة عن كونة رجل لا يطقن شئ سوي مرافقة النساء
سواء من أبيه أو أخيه فكلاهما يتدخلان بحياته بطريقة وقحة لا تعجبه
دلف المرحاض سريعا