عن العشق والهوى بقلم نونا المصري
ذات مغزى وتحمل في يدها مغلفا ...وعندما رآها في المرآة تنهد وكأنه يعرف لما اتت واردف بتوسل : ارجوكي يا ماما ما تحاوليش لاني زهقت من الموضوع دا.
اقتربت السيدة كوثر منه وقالت بغنج وهي تعقد له ربطة عنقه : انت بص على الصور الاول وأكيد العروسة المرة دي هتعجبك... انا متأكدة وخصوصا لانها من عيلة محترمة جدا.
ابعد يديها عنه بلطف وامسك سترته واخذ يرتديها قائلا : قولت لك مليون مرة مش عايز اتجوز يا ماما ... ارجوكي بلاش تلحي عليا لاني مش هغير رأيي ابدا .
قال ذلك ثم امسك هاتفه وحقيبة عمله التي تحتوي على حاسوبه المحمول ثم خرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وكان من الواضح انه منزعج... اما امه فوقفت تحدق بظهره وهو ينزل السلالم وقالت محدثة نفسها : والله ما هسيبك يا ادهم غير اما اجوزك وبكرا هتشوف.
نزل ادهم وخرج من المنزل دون ان يتناول الفطور لانه فقد شهيته بسبب ازعاج امه المستمر بشأن تزويجه فهي كانت تحضر له كل يوم صور لفتاة مختلفة ولا تعلم انه قطع على نفسه وعدا واقسم بأن لا ېلمس أمرأة اخرى بعد مريم فخرج الى الحديقة حيث كان سائقه الخاص سمير ابن العم محمود ينتظره فقال له بنبرة جافة خاليه من التعابير : جهز العربيه يا سمير.
سمير : حاضر يا فندم.
قال ذلك ثم ركض نحو السيارة وصعد بها اما ادهم فوضع نظارته الشمسية الداكنة لتحجب نور الشمس عن عيناه وبعدها سار حتى وصل الى موقف السيارات فقام سمير بفتح باب السيارة الخلفي له صعد بالفعل ثم اخرج حاسوبه المحمول من الحقيبة وبدأ يراجع بعض الاعمال بينما كان الشاب يقود بهدوء ويستمع للأغاني الهادئة ... وبينما كان يعمل على الحاسوب تسللت الى مسامعه كلمات اغنية اثرت به مما جعله يطبق الشاشة وينظر من خلال نافذة السيارة بصمت من تحت نظارته الداكنه.
وكانت الاغنية كالتالي :
نصيبي اعيش عشانك يروووح قلبي لمكانك و اشوفك من بعيد
في ناس كتير معايا كل مناهم رضااااايا و برضوا.. بعيش وحيد
حبيبي ارجع تعالا أنا دبت من الغياب
بعدك فرحي استحااااالة ارحمني من العذااااااب
قوللي بعد حبك اااااايه يا غاااالي
غير جراااااح .... و ااااآه فوق احتمالي
غبت عني ليه رحت مني ليه
السنين عليا تفوت و لسه حبي ليك بيزيد !
وعمري ما انسى معقول أنسى إااااايه
اللي روحي فيه حبيبي يحرم عليا بعدك تفرح عنيا
مهما يطووووول الزمان.. لو كان نصيبي بعدك
برضوا حتفضل لوحدك حبيبي الجاي و كان
حبيبي ارجع تعااالا أنا دبت من الغياب
بعدك فرحي استحااالة ارحمني من العذاااب
وبعد ان سمع تلك الاغنية شعر وكأن كلماتها كتبت من اجله هو... لكي تعبر عن اشتياقه ومعاناته بسبب بعد حبيبته عنه فنزلت دمعة متمردة من عيناه و تدحرجت على خده الايمن من تحت النظارة السوداء وهو ينظر من خلال النافذة بصمت رهيب وكأنه عبر المحيطات بتفكيره وذهب إلى مكان آخر ولكن ليس لوقت طويل فقد ايقظه صوت سمير عندما قال : احنا وصلنا الشركة يا فندم.
رفع ادهم يده ومسح اثار دمعته التي تسللت من سجنها ثم وضع حاسوبه في حقيبته ونزل من السيارة بعد ان قام سمير بفتح الباب له سار بكل شموخ حتى دخل الى ردهة الشركة حيث قام الموظفين بتحيته وبعدها توجه إلى مكتبه في الطابق الاخير فنهضت سلمى عندما رأته وقالت : صباح الخير يا فندم.
أجابها بجمود : صباح النور.
ثم دخل إلى مكتبه واغلق الباب اما هي فتنهدت وقالت : نفسي اشوفك بتضحك مرة وحده دايما عابس ومكشر بس مز اوي يا بختها اللي هتتجوزك .
قالت اخر كلمة وهي تبتسم ببلاهة فسمعت صوت يقول لها : اوعي يسمعك يا سلمى لحسن هتروحي في ستين داهية.
انتفضت الفتاة من مكانها مثل الحمقاء والتفتت الى صاحب الصوت ويا ليتها لم تفعل فقالت بتوتر شديد : ا.. انا اسفه يا كمال بيه انا بس كنت ....
ضحك كمال واردف : خلاص ولا يهمك اعتبري اني مسمعتش حاجة بس خلي بالك علشان هو ميسمعش.
قال ذلك ورسم على محياه ابتسامة لطيفة ثم توجه نحو مكتب ادهم وطرق الباب مرة واحده وبعدها دخل.. اما سلمى تمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها لانها تفوهت بكلام تافه امام كمال الذي يعتبر اهم شخص في الشركة بعد ادهم لذا ضړبت فمها وقالت بتذمر : الله ېخرب بيت ام لسانك يا سلمى.. ضروري تقولي الكلام دا وانتي عارفه انك مش لوحدك في الشركة دي وان ممكن اي حد يسمعك !
وفي نفس الوقت داخل مكتب ادهم ......
كان هو واقفا ينظر من خلال نافذة مكتبه العملاقة على الشوارع والسيارات بينما كان ېدخن سېجارة بصمت مرعب... فدخل كمال وقال بصوت مرح : ايه يا عم.. انت ابتديت تدخين من الصبح كدا
الټفت إليه وقال : اهلا