غمره الفهد بقلم ياسمين الهجرسي
من الهوا المعدى يخبط فى جلبيته .. شفوا هتعمل فيكم أيه .. أنا طالعه وهسيبكم لها تأدبكم ..
ومازالت على ضحكاتها تابعت
استلمي يا ماما بيعكسوا عمى الحج وحضرتك موجودة....
صدح صوت سعد بداعبه غامزا هنيه بطرف عينيه لتجاريه فى كلامه
يالا بقي يا هنيه طولتى فى الكلام وأنا عايز اتسبح وأغير خلجاتى...... ابتسم لها وسحبها من يدها يصعد الدرج تحت ضحكاتهم...
هتفت زينه بحالميه
الله الله علي رميو وجوليت.....
التقطت فجر منها بقية الكلام وهتفت بفكاهه مرحه
مفيش أحلى من بتنا فيه كل الأفلام الرومانسيه والدراميه والاكشن....
تخصبت وجنتى هنيه بحمرة الخجل وسحبت يدها منه وطأطأت بنظراتها أرضا هاتفه بحنق
هذا السعد اللئيم الماكر تعالت ضحكاته وهو يحاوط خصرها يزيد خجلها أكثر قائلا
لسه بتتكسفي مني ياهنايا أنا
دنى من أذنها يضرب بشرتها بأنفاسه الساخنه وهمس بنبره اهلكتها
مش عاوز أشوفك مكسوفه تاني فهمتي......
كملوا كملوا .. ليكم يوم
بس عارفين دى أحلى چوليت في الدنيا.....
تركهم وصعد الدرج تحت ضحك الفتيات ومرحهم مع جدهم وجدتهم.......
على جهه أخرى من البلده وفي منزل سنطرق بابه لأول مره بيت الاستاذ عزت رشدى رجل خمسينى محاسب فى وزارة الماليه ميسور الحال يمتلك قطعة أرض كبيره تعينه على المعيشه.... لديه من زوجته المتوفاه ولد وبنت توأم عبدالله مهندس زراعي وغمزة طبيبه بيطريه .........
فى جو أخوى يسوده الألفه والمحبه يجلس كلا من أحمد وعبدالله وبسنت يرتبوا لتحضير مفاجأه لأختهم غمزه بمناسبة عيد ميلادها الذى يوافق غدا.
يا بابا ياحبيبى تعالى بقي لما نتفق عشان عاوزه انزل العيادة.....
صاحت بسنت پخوف
يا ماما اخلصي زمانها راجعه ومش هنعرف نتكلم اخصلوا بقي....
أتى عزت يشيح بيده قائلا بضيق
ايه مالكم عاملين هيصه ليه .. اخلصوا عاوزين إيه ..
وتطلع ناحية المطبخ يهتف على زوجته
تعالي يا أم أحمد لما نشوف عاوزين أيه.......
أحنا رتبنا كل حاجه لعيد ميلاد غمزه بكره .. وأهم حاجه الهدايا بقي ..
وضع هديته على المنضده وأردف
و أنا أول واحد مجهز هديته جبتلها اللاب توب عشان تبعد عن بتاعى....
وعقب أحمد يخبرهم بهديته هو الآخر
وأنا جبتلها
________________________________________
المتوسكل اللي نفسها فيه وبالمواصفات اللي هي عاوزها....
أما بسنت أخت على درجة صديقه تابعت تسرد هديتها
وأنا خلصت البيت القديم وعملته عياده تليق بحيونات البلد كلها ..
بفكاهه استطردت
وطبعا عشان أختي حبيبتي بتحب النوم .. فرشت لها أوضه يرمح فيها الخيل ..
لتقهقه مسترسله
أوضه نوم كامله وحياتك ياولدى عشان تنام وترتاح جنب البهايم وهى بتعالجهم ...
حدقتها والدتها وأشارت على فمها علامة بأن تصمت عن الثرثره التى تتفوه بها..
لتضع بسنت يدها على فمها علامة سكوتها.. ولكن تهتف پاختناق
انا كده هتخنق ولسه مخلصتش كلامى...
ببشاشه ابتسم عزت يحثها على متابعة كلامها...
نفضت يدها من على فمها وتابعت
بس ناقص حضرتك وست الكل تيجوا تشفوها وتقولوا رايكم....
بغبطه لروح التألف والمحبه التى تسود بينهم هتفت انعام
ربنا يخليكم لبعض .. أنتم أحن اخوات في الدنيا وهي غمزه جدعه وتستاهل.....
هم أحمد واستقام قائلا
كده اجهزوا أنتم الاتنين عقبال ما اسخن العربيه .. وتعالوا أخدكم معايا تشوفوا عيادة بنتكم وباركوها .. عشان متزعلش أنكم مشفتوش العياده ......
أوما عزت بارتياح لمحبة أولاده وأردف
روحي يا ام أحمد البسي عشان نروح مع ابنك قبل ما ترجع وتقول رايحين فين ونضطر نكدب ونشيل ذنب.....
واستدار ووجه كلامه ل بسنت
وأنتى يا بشمهندسه تعالي معنا
وتابع إلقاء تعليماته
وانت يا بشمهندس عبدالله خليك هنا عشان اختك لما ترجع متشكش فى حاجه....
أومأ له عبدالله وهتف بمزاح
ماشي هسيبكم تروحوا من غيرى .. بس أبقوا بصوا على جنينه العياده اللي أنا زرعتها .. عشان الحيوانات تكون نفسها مفتوحه وهي بتتعالج .. ماهو العامل النفسي مهم بردوا ..
قهقهه الجميع على طرافته وهموا بالانصراف يقصدوا وجهتهم بسعاده.....
فى نفس الأثناء بدوار الراوى نطرق أحد أبواب الدوار .. حجرة الحفيد الثانى للعائله
ريان سعد عبدالجواد الراوى شاب فى أواخر العقد العشرين.. يافع الطول عريض المنكبين حنطى البشره لديه شارب ولحيه يزيدوه جاذبيه ويدق على جسده أكثر من وشم معصمه اليمين نقش عليه تاريخ سفر أخيه والذى يعتبره تاريخ لبداية انهياره وغرزه فى معاصي الدنيا وشهوتها.. والمعصم اليسار وشم طائر العنقاء أملا فى يد تنتشله لبداية ولادة عهد جديد لحياته......
كان يشع فيما مضى حيويه ونشاط ومحبه لمن حوله ولكن الآن هو هزيل ضعيف شاحب الوجهه