مزيج العشق المر بقلم سلمى المصري
ليه يا بابا متتكلم
هز سمير كتفيه قائلا انتي ناضجة وكبيرة كفاية يا ايلينا عشان تقررب أنا واجبي أنصحك وبس
أشار محمود الى ايلينا قائلا اقعدي بس يا بنتى خلينا نكمل كلامنا
جلست فى استسلام فواصل محمود وهو يجلس بدوره انا قولتلك لحد دلوقتى على عيوب يوسف بس متكلمتش على مزاياه يوسف راجل بمعنى الكلمة طول ماانتي معاه هتكوني فى أمان هوا بس محتاج واحدة زيك تشده معاها للطريق الصح أنا من أول ما شوفتك وأنا واثق انك تقدري تقومي بالدور ده وأضاف في تردد واللى خلانى أصر اكتر اني حسيت ان ابني شايلك احساس جواه
رد محمود فى جدية يوسف عمره ما هيعترف بسهولة حتى قدام نفسه انه حب مش هيقدر يترجم احساس مجربوش قبل كدة من أصله بالعكس ده هيرفضك بكل طريقة وهيحاول يبعدك كمان
ضحكت ايلينا وهى ټضرب كفيها ببعضهما قائلة ده على أساس انى هوافق عليه اصلا عشان هوا يرفض انتو عايزه يرفضني واروح اقله انا اللى ھموت واتجوزك انت بتتكلم ازاي يا عمي
ابتسمت ايلينا من اصراره على موافقتها وهو يعطيها بنفسه كل أسباب الرفض حضرتك بتتكلم كأني وافقت
رد محمود فى رجاء ايلينا انا ابني فعلا محتاج مساعدتك وانا واثق ان محدش هيقدر يقوم بالدور ده غيرك وبعدين مفيش حاجة هتتم ڠصب عنك مفيش جواز من اصله هيحصل غير لما يوسف يتغير بجد وانتى اللى هتقرري ده انا مش هخدعك واقولك ان معركتك معاه سهلة بالعكس دى هتبقى عڼيفة وزى ما قولتلك هيحاربك بكل طريقة وهيحاول يبعدك
قال محمود بسرعة ويوسف طبعه مش كدة قولتلك مجرد ظروف اتعرضلها
قال وهو يتشبث ببعض الامل معطيا اياها مثال يفهمه مثلها جيدا أي انسان ممكن يتغير رابعة العدوية مثلا شوفي كانت ايه وبقت ايه ربنا قادر على كل شىء بس بيبعتلنا اسباب وانتى هتكونى السبب اللى هيغير يوسف للأحسن
وذهب تاركا اياها مع أبيها الذى ابتسمت وهى تربت على يده قائلة ها يا بابا رأيك ايه
ارتبكت ايلينا ووالدها يواجهها على هذا النحو بما لم تعترف به حتى لنفسها فقالت بابا انا اشار لها والدها لتصمت مواصلا وهو ينهض لينهى الحوار لو قررتى تساعديه خدى بالك من حاجة مهمة وحطيها حلقة فى ودنك لو حد واقع فى حفرة وانتى مادة ايدك عشان تخرجبه فرصته انه يوقعك تحت اكبر من فرصة انقاذه بس انا عارفك كويس وعارف انى عمرك ما بتستسهلى تجربتك مع ريان مختلفة عن دى خدى بالك ريان كانت مجرد خطوبة تقليدية ومكنش فيها أي مشاعر من ناحيتك لكن يوسف وصمت بعدها ليغادر المكان قائلا زى ماقولتلك قبل كدة ده قرارك وانا دورى انصحك وبس وقبل جبينها وهو يدعو لها بصلاح الحال انتشلتها نغمات العود الخاص بعلي من أفكارها الصغير يحب الموسيقى وأتقن العزف عليه في وقت قياسي والمدهش أنه يختار نغمات شرقية عتيقة وكلمات صعبة الفهم على فتى في عمره ابتسمت وهي تنهض من فراشها لتقترب أكثر من صوته الشجي بمرح استندت الى الباب وهي تسمعه يشدو رائعة احمد شوقي
مضناك جفاه مرقده
وبكاه ورحم عوده
حيران القلب معذبه
مقروح الجفن مسهده
يستهوي الورق تأوهه
ويذيب الصخر تنهده
ويناجي النجم ويتعبه
ويقيم الليل ويقعده
الحسن حلفت بيوسفه
والسورة أنك مفرده
وتمنت كل مقطعة
يدها لو تبعث تشهده رددت كلماتها دون وعي وعقلها شارد تماما
الحسن حلفت بيوسفه
والصورة أنك مفرده لفت خصلة من شعرها حول اصبعها بابتسامة حالمة ترسم ملامحه للحظة عينيه البنيتين وتلك الخطوط الصغيرة التي ترتسم حولهما حين يبتسم شعره الناعم حالك السواد وأنفه المستقيم في شموخ غريب لحيته القصيرة المهذبة باستمرار والتي لاحظت اخفائها لغمازة صغيرة في ذقنه او ما يسمى طابع الحسن أما شفتيه فهما هزت رأسها في عڼف وهي تردد استغفر الله استغفر الله
وعضت على شفتها السفلى وهي تغلق الباب لتقف خلفه مستندة اليه وهي تقول في نفسها مش حلو أوي يعني عادي خالص وأقل من العادي كمان
رن الهاتف لينقذها من مواجهة نفسها بادعائها الكاذب فابتسمت وهى تعود الى واقعها بصوت صوفيا ونبرته الطفولية المميزة قائلة صوفيا لسة صاحية
ردت صوفيا فى ارهاق مكنش ينفع انام من غير ما اطمن عليكى انتى واثقة من قرارك ايلينا
جذبت ايلينا الغطاء عليها وقالت كأنها لم تسمعها انا اسفة صوفيا اسفة بجد اني كنت بالقسۏة دى عليكى
تنهدت صوفيا قائلة اللى حصل حصل ايلينا انا خلاص نسيت
قالت ايلينا في تقدير مشوب بكثير من الاعتذار متعرفيش مكالمتك معايا فرقت كتير ازاى
ابتسمت صوفيا قائلة خدتى قرارك بسرعة ايلينا كنتى محتاجة وقت اكتر من كدة
ردت ايلينا فى شرود لوفكرت مش هغامر هيا فى الأول والآخر مغامرة
لحظات من الصمت قطعتها صوفيا قائلة في حماس مفاجىء كعادتها على فكرة انتى ليكى عندى خبر حلو انا جايالك مصر قريب
وفي الصباح كانت ايلينا على موعد مع معركة اخرى تعرف انها ستواجهها حتما مع يوسف جلست على مكتبها الجديد كمديرة لمكتبه وهى تنقر بقلمها فى توتر وتحاول ان تكون اهدأ رفضت المنصب مسبقا ولكنها الآن تحتاجه بشدة أنبأتها رائحة عطره المميزة عن قدومه لحظة مرت وجدته بعدها يدلف الى المكان وخلفه الساعى كالعادة يحمل حقيبته توقف عند مكتبها وخلع نظارته الشمسية ليرمقها بنظرة ڼارية جاهدت لتخفي انفعالها بها الټفت بعدها الى الساعي ليأخذ منه حقيبته ويصرفه بايماءة من رأسه قبل ان يميل اليها قائلا فى غلظة حصليني تنهدت في قوة لتستعد لمواجهة تعرف صعوبتها وتحمست في الوقت ذاته لرؤية بارد المشاعر هذا وهو ينصهر أمامها غيظا كلوح الجليد تبعته الى مكتبه وهي
ترسم على ثغرها ابتسامة تعرف جيدا أنها
سيتفز تماما بها لن تننكر انها تراه جذابا أكثر وهو على عصبيته تلك وجدته واقفا يعطيها ظهره وما ان شعر بالباب يغلق حتى الټفت لها قائلا انتى بتستعبطى صح
هزت ايلينا كتفيها قائلة في هدوء فيه حاجة غلط فى الشغل يا فندم وفتحت ملف كان بيدها قائلة أنا رتبت لحضرتك المواعيد النهاردة على حس قاطعها وهو يلتقط الملف من يدها ويطيح به أرضا قائلا من بين أسنانه بطلي استعباط انتي عارفة أنا بتكلم على ايه
علقت نظراتها للحظة بينه وبين الملف الملقى أرضا وعادت تبتسم من جديد لتخفي توترها حضرتك احنا فى شغل والمفروض ان لم يمهلها فرصة للكلام وهو يشير بسبابته اليها قائلا مش انتي اللى هتعلمينى اتكلم فين وازاى ومش حته عيلة زيك هتقدر تضحك عليا
كټفت ايلينا ذراعيها وقالت فى هدوء كاد ان يفتك به غيظا أنا مش فاهمة حضرتك بتتكلم على ايه
نظر الى الأعلى لحظات وقال بعد أن مسح وجهه بيده مش فاهمة مقولتيش ليه من الاول انك تبقى بنت صاحب بابا
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة وكانت هتفرق معاك فى ايه انا قدمت السي في بتاعي زي أي حدد وحضرتك بنفسك اللى اخترتني
وضع يديه فى خصره وقال والله!!! طيب مكنتيش تعرفى اني جايلك مع اهلي باليل
ردت فى صدق مكنتش اعرف
مال اليها وقد اوشك حاجبيه الكثيفين ان يلتصقا ببعضهما من شدة تقطيبه لهما ووافقتى ليه
ردت وهى تعود خطوة للخلف متجنبة مزيدا من التوتر بقربه وانت اتقدمتلي ليه
صاح في نفاذ صبر مترديش على سؤالي بسؤال
ردت في تحد خلي اسئلتك منطقية الأول وانا ارد عليك
استدار يوسف ليعطها ظهره لحظات مسح فيها وجهه بكفه وعاد ليواجهها من جديد قائلا ما علينا من ده كله انت دلوقتي هتروحي وتقولى لباباكى انك مش عايزانى
قطبت حاجبيها في اهتمام قائلة لا مش هقول كدة انا اديت لباباك ومامتك كلمة وانا مش برجع فى كلامى لو حابب انت ترجع براحتك
بسط كفيه امامه قائلا كأنه يساير طفلة خلاص ياستى وانا اهو بقولك انى رجعت فى كلامى ومش عاوزك روحى بلغيهم
قالت فى برود وكأن الامر لا يمثل لها أي قيمة طنط سميرة وعمو محمود اللى كلمونى فى الموضووع من الأول انت روح قولهم انك رافض وهما يبلغونى
رد فى ذهول وهيا هتفرق معاكى فى ايه ان شاء الله واضاف وهو ينظر اليها فى حنق يزداد وهو يراها لا تعبأ به مطلقا دى لو واحدة غيرك واحد قالها انه مش عايزها مكنتش اديته فرصة حتى يكمل الجملة
هي تعرف انه يختار اقسى الكلمات ليجعلها تتراجع و لن تجعله ينتصر هكذا من اول جولة اوكى انا هكلم طنط سميرة واقولها انك مش عاوز وهمت ان تغادر لولا ان اوقفها صوته وهو يقول استنى هنا رايحة فين اوعى تقوليلها كدة
ابتسمت للحظة قبل أن تتصنع الحيرة والتجهم مجددا بتميز وتلتفت اليه قائلة حيرتنى معاك عايزنى اعمل ايه دلوقتى
حك يوسف جبينه بيده وقال في ترقب عاوزك تقولى ان الرفض من ناحيتك انتى
ردت وهى تقلد لهجته وطريقة نطقه للجملة اسفة مبكدبش
اقترب منها تدريجيا وهو يقول يعنى ايه مبتكدبيش وانتى موافقة عليا ازاى وليه اصلا واضاف فى وقاحة وهو يغمز بعينه تكونيش بتحبيني ولا طمعانة بقا فى الهيلمان ده كله
عضت ايلينا على شفتها فى غيظ هذا الوقح المغرور يتجاوز حدوده لا ده ولا ده واسبابى هحتفظ بيها لنفسى
رد وهو يشيح بكفه احتفظى باللى انتى عاوزاه بس خليكى فاكرة انا مش عاوزك واتقدمتلك واتدبست فيكى بس