عصى الهوى بقلم نرمين همام

كيف نامت. كل ما تتذكره كان مفاجأتها عندما بدأت تغفو.
سمعت ضجيجا عند باب غرفة نومها وأدارت رأسها عندما استدار المقبض. فتح الباب وباسل نظر إلى الخارج. عندما رأى نونا مستيقظة وعيناها مثبتتان عليه أطلق صوتا وتراجع لكنها ضحكت وطلبت منه الدخول. دخل الصبي
لقد حذرني ياسين من عدم إزعاجك لكنني أردت أن أحضر لأرى ما إذا كنت قد استيقظت بعد ... لن تخبريه أليس كذلك .
أجابت وهي جالسة في السرير بالتأكيد لا. إلى جانب ذلك كانت بالفعل مستيقظة
قرب الظهر أخبرها بلمسة عتاب وجلس على قدم السرير. لقد نمت طوال الصباح. جدتي هنا. تحب أن نقول لها هيام ولهذا أقول لها اسم جدتي.

آه نعم ضحكت نونا. وماذا هي تفعل
فمها يضيق وتنظر إلي بقرف.
حسنا أرى أنه سيتعين علي الاعتناء بك!
لماذا لا تنزل نادية حتى أرتدي ملابسي
سأخبر نادية أنك مستيقظ. تريدي الفطور لم ترغب نونا في التسبب في أي مشكلة لذلك قالت
لا شكرا لكني سأتناول كوبا من الشاي. سأكون في الأسفل خلال عشرين دقيقة.
بعد ليلة من النوم كانت تشعر بالنشاط وعيناها تلمعان. قررت الذهاب إلى المطبخ لشرب فنجان الشاي واصطدمت ب ياسين وهي تقترب من ركن في الممر. أمسكها بيده وهي تتعثر. نظرت الفتاة في عينيه وعلقت بابتسامة.
أقدمك إلى والدتي بعد تناول الإفطار. نادية تستعد لشيء ما لك.
فأجابت إذن من الأفضل أن أذهب.
أمال رأسه لفحص وجه نونا حيث.
هل أنت بخير
أجابت بالتأكيد وألقت برأسها للخلف. لماذا لا أكون بخير
أجاب لا أعرف
وعرفت نونا أنها يجب أن تبتعد.
ثم قدمت لها نادية الإفطار على منضدة المطبخ. فوجئت نونا لكن طعم الطعام لم يكن مثل أي شيء. لم تكن تريد أن تفكر في الأمر فقد ركزت على الثلاث قطط التي ترقد عند قدميها وعلى نادية وعلى باسل. بعد ذلك تم تقديمها إلى الجدة الأنيقة.
كانت السيدة تتمتع بلطف تخيلت نونا كيف بدت في شبابها.
ومع مرور فترة ما بعد الظهيرة بدت السيدة مرتاحة على نحو متزايد.
كما قالت الجدة ليلة سعيدة بعد العشاء ابتعدت نونا عن ياسين الذي شتت انتباهه باسل.
صعدت الدرج إلى غرفة نومها واڼهارت على السرير لماذا ترتبك حينما يعاملها كصديقة. لماذا يؤلمها ذلك كان عليها أن تسيطر على نفسها. كانت بحاجة لاستنشاق الهواء. نهضت من السرير وذهبت إلى باب الشرفة.
استنشقت رائحة الزهور.
لم تكن تعرف ما إذا كان بإمكانها توضيح الارتباك بداخلها لكنها تعرف شيئا واحدا. إذا لم تتحكم في نفسها سيعرف ياسين وماذا ستقول بعد ذلك
تمنت ألا يعلق ياسين على تعاملها الغريب في ذلك اليوم.
كان أول تلميحا إلى نفاد حظ نونا هو الهمس المخملي لصوت خرج من الظل. كنت أتساءل عما إذا كنت ستخرج هنا.
نونا قفزت عندما أحست بشخص . استدارت ويدها على قلبها
ظهر ياسين متحركا على نحو مقصود ومدروس خرجت من باب شرفة غرفة نومي وأنا أمامك تماما. كانت تتكئ على جدار الشرفة بشدة ركزت انتباهها بالكامل على ظهوره. كان الضوء المنبعث من غرفة نومه يضيء شعره الرمادي. ابتسم ونظرت إليه ثم نظرت حولها دون أن تعرف الطريقة التي تنظر بها
وعلق قائلا أن الشرفة طويلة جدا. تشترك جميع غرف النوم تقريبا في فيها هيا أجيبي لماذا كنت تتجنبني طوال اليوم
لم أدرك أنني فعلت ذلك.
لا تكذبي علي. يمكنني أن أحترم أنك لا تريدي أن تعطيني إجابة صادقة لكن لا يمكنني تحمل الكذب.
أنا لا أكذب! أنا لا أتجنبك! في الواقع حاولت طوال اليوم أن أتصرف كما فعلت بي! أنا آسفة
والتفتت لتنظر إليه فرأت تعابير وجهه حزينة.
لقد تصرفت بهذه الطريقة الباردة والمسيطر عليها لقد كنت في حيرة من.
هل تعتقد أنني لا أعرف . الټفت إليها. لأنه يبدو أن وقت الاعترافات قد حان 
لا تذكر والدي مرة أخرى
لم أذكره.
من الأفضل أن نتحدث عن قلة خبرتك في الحياة والتعامل مع الأشخاص وكيفية التعبير عن نفسك! رد. كانت مصډومة كان يعرفها أكثر مما تعرف نفسها ولم تستطع تحمل ذلك.
هل تتزوجينني
أن اشرحها لك لقد عرفنا بعضنا البعض لمدة ثلاثة أيام فقط وقد أحسسنا عواطف غريبة. أليس صحيحا
أنتا تعلمي أنني منجذب إليك. أنت ذكية ومدركة أنني لا أحاول إخفاء ذلك. هذا غير صحيح
نظر إلى الأمام وكان مظهره صعبا كما لو كان منحوتا من فولاذ. 
وأنت لكنك بريئه مثل طفلة في جسد امرأة أنت لا تعرفي كيف تتفاعلي مع شعورك حتى إنك لا تعرفي ما تريدي. لكنني أخبرتك بالفعل لن يحدث شيئا بيننا لا تريديه.
أنا أحاول أن أجعل الأمور أسهل بالنسبة إليك لا أن تربكك أكثر.
إذا لم تكن قد توقعت الكثير من هذه المحادثة فقد تكون قد قدرت جهوده في التحلي بالصبر والتفهم لكن كل هذا مؤلم. لقد جرحها. وصل إلى أعماق قلبها وأخبرها بما كان هناك ولكن الجزء الأسوأ
هو أنه فعل ذلك بطريقة مباشرة.
فقالت يبدو أن المشكلة هي قلة خبرتي! ربما يجب أن آخذ قلة خبرتي في مكان آخر. يجب أن يكون شخص ما لطيفا بما يكفي لايحرمني منها حتى نتمكن بعد ذلك من مواجهتك على مستوى خبرتك الطويلة في الحياة.
الټفت إليها كانت تعابير وجهه مخيفة.
لا تتحدثي بهذه الطريقة أبدا معي! فهمتى 
بقلم نرمين عادل همام
قصص نيمو
تحدث ياسين بهدوء
لا تحاولي أبدا استفزازي مرة أخرى.
ثم أدار ظهره لها وغادر فجأة.
ذهبت نونا إلى غرفتها وألقت بنفسها على السرير ودفنت رأسها في الوسادة بدأت تبكي
للمرة الثانية استيقظ مشوشة الذهن. كانت لا تزال ترتدي نفس الملابس من اليوم السابق وشعرت بعدم الراحة. تتذكر ما حدث في اليوم السابق عندما سمعت شخصا يطرق علي بابها.
.
كان باسل هو من دق الباب لكن عندما فتحت الباب رأت ياسين. كان يرتدي بدلة وكان ظاهرا عليه الڠضب وقد جرى باسل بعيدا.
جلست
وابتسمت لا أتذكر أي شيء منذ أن وضعت رأسي على الوسادة. كيف نمت
تمتم بأدب شكرا لكى على سماحك لي بالدخول. 
هل أردت شيئا معينا
ضحك بهدوء ونسيت ڠضبها منه.
لقد جئت للتو لأقول إنني سأسافر يومين.
المواد التي تريدينها موجودة على مكتبي. سأتصل بك خلال الأسبوع لأرى كيف تسير الأمور.
أجابت بإجهاد واضح حسنا.
ثم غادر الغرفة.
نفخت نونا أنفاسها وڠرقت مرة أخرى على وسادتها وكأنها منهكة كما لو كانت تجري لتوها. مرة أخرى عانت آلام يدها.
علمت أن باسل قد غادر بالفعل إلى المدرسة ولن يعود حتى بعد الظهر.
كان رجب زوج نادية مشغولا ببعض المهام التي وكلت إليه من قبل ياسين في الشقة فوق الجراج وعندما أنهت الإفطار الذي أعدته لها نادية  وجدت نونا أن المنزل خالا تماما لا سيما هي وناديه .
وشعرت بالإحباط ولكن مع تقدم الأسبوع بدأت تشعر بإحساس بالتوازن وذلك بفضل تحررها من جدول عملها المزدحم. كانت قادرة على التفكير والتخطيط المسبق والتفكير في كل ما حدث في الأسبوع الماضي حتى تتمكن من قبول وفهم تدخل ياسين في حياتها.
اتصل بوالدتها بعد الظهر وأبلغها بكل ما حدث معها بالتفصيل الممل ونظرا لأن والدتها لا تمتلك هاتفا فقد كلمتها في منزل إحدى قريبات والدها وانباتها أنها في غضون نصف ساعة ستعيد الاتصال.
وبعدها وأول ما ردت والدتها ابلغتها أن تستمع وهي صامتة وأن تجيب باقل الكلام حتى لا تعرف قريبتها.
إلا أن الأم وبعد ما استمعت.
أبلغتها بأغرب معلومة وهي أن خال باسل ياسين ابلغها بكل ما حدث وأنه أتى أيها بعدما سافر وحكى كل ما تم بينها وبين من لقاء حتى عندما أخذها كأمانه لديه.
وأنه أراد أن يتزوجها وأن أمها لن تضغط عليها أبدا وستتركها بكامل حريتها سواء بالرفض أم القبول.
وأنه قال إنها أمانة سيحافظ عليها حتى وأن رفضته بل سيسلمها هي لزوجها بيده ويكون ولي أمرها في كامل شؤونها.
استغربت نونة وودعت والديها
وظلت تتعجب من أمر ذلك الشخص.
إلا أنها أرجعت طلب زواجه منها في أنه رجل أراد فقټله غرة فقط لكي يتزوجها لكي يشكلها بالصورة التي يريد ليس أكثر ولا أقل.
فمر بمجموعة كاملة من الأحاسيس الشديدة بما في ذلك الرفض لكنها وصلت في النهاية إلى نتيجة. أصبح ياسين مهما بالنسبة إليها.
ولكن عندما اتصل بها على الهاتف ليسألها كيف كان يومها أخبرته عن كل شيء.
وفي الأيام المتتالية راجعت المعلومات التي تركها لها وبدأت بوضع خطط للتصاميم الجديدة. اتصلت ب منير  وقامت بزيارة لطبيب وإزالة الضمادات من يديها والتأمت چروحها.
بعد مضي أكثر من أسبوع استعادت الكثير من الحركة في يديها لدرجة أنها بدأ بعمل بعض الرسوم التخطيطية للتصاميم التي طلبها ياسين.
كان باسل في المنزل في ذلك اليوم حيث كانت المدرسة في إجازة وبدلا من الركض في الحديقةقام بمرافقتها في المنزل بل وتقليدها أيضا  كان مستلقيا على الأرض تحت الطاولة ومعه عدة أوراق وألوان يرسم سيارات سباق ويلونها.
قررت نونا في الغداء أنها ستضطر إلى الذهاب إلى المتجر للعثور على باقي الأدوات اللازمة لعملها الفني.
أخبرت نادية أحتاج إلى بعض أقلام الړصاص بدرجاته والألوان المائية والزيتية وورق مناسب.
ثم نظر باسل إليها متوسلا. أستطيع أن أذهب معك واشتري لي أقلام تلوين شمع
وعلقت اعتقدت أنك تدخر لشراء لوح تزلج بعد أن سمعت بالفعل رأي ياسين المعبر عن ذلك.
ووافقت.
ضحك باسل بفرح
. بعد فترة وجيزة غادر الاثنان.
اعتقدت نونا أن هذه كانت فرصة مثالية.
بقلم نرمين عادل همام
قصص نيمو
الفصل الرابع 
وبالفعل خرجت مع باسل وأوقفت تاكسي وطلبت منه الذهاب إلى محطة الرمل وبالفعل وصلوا ونزلت هي وباسل وشاهد باسل بائع الآيس كريم والزحام وأصر على شراء الآيس كريم.
وبالفعل اشترت له ما أراد.
وقالت له لقد نفذت لك طلبك لأني اعلم أنك قد أكلت كل غذائك.
والغريب أنه سار بجانبها بهدوء وهو يبتسم.
ووصل لكبرى المتاجر هناك وظلت تبحث بين المعروضات عن ما تطلبه فسألها باسل في الجلوس فوافقت فذهب إلى الجانب وجلس يلعب ببعض الألعاب الصغيرة التي سبق وقد كانت معه.
الغريب أنها كانت تفكر في شيء واحد.
هل من الممكن أن تؤثر الصدفة فينا وتغير أقدارنا.
أم هي قدر كتب لها.
لقد غيرت صدفة لقائها به حياتها كل التغير فمن كان يصدق أنها ومن فترة قريبة كانت تأخذ تصميماتها وتطوف على كل أصحاب المحلات والمشروعات الصدفة لتقنعهم بتغير تصميمات كفرات منتجاتهم ليس أكثر وكم أهانت وكم سبها شخص لأنها بالنسبة إليه شخص يلهيه عن تجارته أو أنها تضيع وقتهم.
وكم مرة هددها عصام وحتى منير بالطرد.
إلا أنها وجدت تفكيرها يتجه إليه لقد كانت تتوق لرؤيته أرادت أن ترى وجهه ابتسامته
نظرت لباسل ووجدت ان الايس كريم تحول إلى کاړثة بسبب الحرارة.
ما زال باسل يجلس على الأرض في ركن وكانت تراقبه وهو يتنقل في أرجاء المتجر. بدا فرحا وهو ينتظرها
عندما سقط