هل للعمر بقيه بقلم نرمين همام
علي فمه وينظر لباب الشقة ويتمنى ان يكون قوي حتى يقوم بكسر الشقة واخراج امه منها فبكي الام وبكى الاب
________________________
الفصل العاشر
استطاع بعض الاشخاص كسر باب الشقة واطفاء جزء من الحريق ووجدو چثة متفحمة ولم يجدو الچثة الاخري فبحثو فوجدو ام سعديه تأن فى الحمام من حريق جسدها فقد اهداها عقلها ازاحة بسيمة عنها فظلت تبعدها عنها وتضربها بيديها الى ان وقعت وجرت هي للحمام ووقعت على الارض محروقة لكنها ما زالت حيه
واوصل رجال المطافي الخرطوم الموصل بعربتهم لداخل شباك المنزل المحترق وما هي الا دقائق وكانت الشقة مليئة بالمياه وتم تطفأتها
الا ان الرائحة كانت كريهه جدا . ودخل رجل الاسعاف وقامو بنقل جسمان بسيمة والتي احټرقت ويديها مرفوعتان وتم نقلها الى مشرحة كوم الدكة
قام بعض الاشخاص بابلاغ زوج ابنتها وزوجها وبدورهم ابلغو سعدية والتي كانت ما تزال عروس جديدة
فتركت حبيبة لدي صفية وذهبت على الفور للمشفى
وهناك تحايلت على الممراضات ان تدخل لتطمأن على امها
فقالت لها احداهن ماخبيش عليكي حالتها صعبة اوي اتمنلها الرحمة علشان ترتاح من ال هي فيه لان حروقها صعبة جدا وفي كل جسدها علشان كدا الدكتور امر انها تنحط تحت صندوق زجاج كبير مقاس جسدها واحنا مغطينوه بالملايات وسترين جسمها ربنا يسترنا في اخرتنا . دا الدكتور حقنها بكمية مسكنات رهيبة قال علشان متحسش بال هى فيه
فبكت سعدية وتوسلت ان تدخل لها ووافقو
فدخلت لقسم الحريق بالمشفى ووجدت عدة اسرة عليها مريضات الا انها وجدت في اقصي الغرفة
سرير عليه شئ كبير مغطى ففهمت انها امها ووصلت ناحيتها وهى ترتعش الا انها حاولت تتمالك نفسها وان تحاول ان تقرأ امها الشهادة علشان ربنا يسامحها
فبكت سعدية وتذكرت ان شيخ المسجد قال المحروق شهيد فتمنت ذلك الا ان عقلها كان مذبذب ابعد ما فعلته يحاسبها الله ثم قالت استغفر الله
وظلت تنادي على امها وامها تأن وتصدر صوت كانها تغني او تقول شي بايقاع منتظم
فقربت سعدية اذنها بجانب فم امها وسمعتها تردد
طنووش قال لك طناش
بس البعيد حيتعب وتبقى حالته اصعب
خليك من حسب اشعب طنش تاكل بلاش
تنح قفاق وازرع وشك قوالح
ماطحتش المصالح بين صالح وخاصم
دا مافيش خصومة دايمة تفضل على الوش عايمة
ولا القيامة قايمة الا في لحظة طناش
غفير وخالته داية لو مسكوه عصاية
ولبسوه عبايه وحطوه على المرايا
_ فبكت سعدية بكاء بصوت مرتفع وقالت فوقي يا اما بردو بتغني اغاني الزار استغفري ربنا يا اما استغفري الله قولي ورايا
أشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله
الا ان امها في عالم اخر وظلت تتكلم
وهنا قربت ممرضة رأسها هي ايضا لتسمع ما تقوله ام سعديه
يا بنت ماما يا ام الغلام
يام الغلام والعفو منك
يام الغلام واشفي عيانك
يام الغلام والطبل طبلك
يام الغلام والدبح دبحك
يام الغلام والدبح عندك
يام الغلام والليلة ليلتك
ظلت سعدية تبكي وتبكي وجسمها يرتعش فقامت الممرضة باخراجها من حجرة المرضى وادخلتها حجرة جانبية وقالت لها ارتاحي هنا سبحان الله شكلك طيبة وبتاعة ربنا يخلق من ظهر الفاسد ما تزعليش منى لامؤخذة . انا حنادي الرجالة واقفين برا يجو يسندوكي وتمشو . بصراحة قعادك مالوش اي لازمة هي كدا بتخلص
ماتزعليش منى حسألك سؤال
_اسألى
_ هى امك بتشتغل كودية زار صح اصل شكلها ما تزعليش مش مظبوط والاغاني ال بتغنيها غريبة
اصل بتوع الاسعاف لما جبوها كمان قالو دي حالة حريقة من بيت كودية الزار
_ ايوه هي فخاڤت الممرضة وخرجت على الفور تبلغ الرجلين
دخل فتحي وزوج ابنته وقامو بأسنادها نظرا لان أرجلها لا تحملاها من الصدمة وخرجو
اوقفهم فتحي خارجا ورجع على الفور
ونادى على الممرضة واعطاها شيئ من المال ورقم هاتف القهوى في ورقة واوصالها بتبليغ اى شخص في الرقم دا بحالة الوفاه لو ماټت يعني
فوافقت على الفور
وخرج ثانيه ليوصل ابنته لمنزلها
_
دخلت الممرضة استراحة الممرضات وقامت بالنداء في زميلاتها
اسكتو يا بنات اما حصلت حته حكاية اعوذ بالله
فردت احداهن خير قولي
شكلها حتبقى ليلة طويلة والعياذ بالله . انا ايه ال خلاني اخد سهر النهاردة منها لله الريسة كان زماني نايمة في حضڼ ولادي
ماتقولى بقى
الست ال تحت الصندوق الزجاج ال الدكتور اداها حقن مسكن للالم
مالها ماتقولى
طلعت كودية زار معروفة اوى في بر بحري والانفوشي والمنشية كمان
ردت احداهن يالهووى
اه والله شايفين الست ال خرجت دلوقتي تبقى بتها وتخيلو بتصلي الفرض بفرضه طالعلها علامة صلاه صغيرة تخيلو وامها بتعمل اعمال وبتقرا الكوتشينة وكودية زار كمان
ردت احداهن وايه الغريبة بقى وموقفانا ليه
يا بت اصبري لما بتها دخلت تلقنها الشهادة زى ماياما حالات كانت كدا واتشاهدو وماټو وكمان اوقات كنا بنشوفهم كانهم بيتوضو وال بيقرأ قرأن . انما الست دي اعوذ بالله . بتقول كلام غريب والله ولا كانها اغنيه غريبة ال يا ام الغلام السماح وخففي العليل حاجات كدا والعياذ بالله .
_ اعوذ بالله دا الشافي هو الله
_ سبحانه ورفضت تتشاهد البت تقول الشهادة ودي تغني تغني استر
_ اعوذ بالله ودي مين ال حيشلها لو ماټت
فردت اخرى ماليش دعوة بيكم اه احنا ننادي على الممرضين ال في عنبر الرجالي لو ماټت وماحدش يقولهم حاجة لغايه ما تنزل تحت في مشرحة المستشفي
طب يافلحة ولو مامتتش
_ حتموت حتموت حالتها وحشة ووالعياذ بالله رحتها بشعة
تكلمت احداهن استرنا يااارب وامتنا على الايمان وكلمة التوحيد
رددن جميعهن امين يااااارب
ونعود ليونس والذي فاجأته لقاء بتغيرها الشامل لابنته ولحبها الشديد لها ولتعلق البنت ايضا بها وما فاجأه اكثر ان قام اخيها شريف بدعوته لحضور حفل زفاف صهره اخو زوجته وبالفعل لبى هذه الدعوة
وقد ابلغته امه انها ستذهب ايضا هي وقريبتها ماجده والدة شريف ولقاء لحفل الزفاف
وعندما وصل لمنزل ماجدة ليأخذ والدته لحفل الزفاف فاجأته بان قالت له
انا النهاردة رجلي ۏجعاني اوي ومن الصبح وانا بدهنها بزيت الزنجبيل والقرفة وعاوزة انام بدري
وطنطك ماجدة راحت بيت شريف من بدري علشان حتروح معاه هى لان مراته راحت للعروسة من بدري ماهي صحبتها
_ يعني انا دلوقتي اروح على المكتب بقى الحمد لله جت من عند ربنا انا مصدع والفكر تاعبني وكمان مابين ملاحظة تشطيبات الفيلا والمكتب تعبت بجد
مكتب ايه وفيلا ايه انت يابني جرالك حاجة ما انت لابس البادلة اهو ومستعد وبنتك لابسة وجاهزو من بدري
_ امي مش حعرف اروح لوحدي خلي باله من كدا ولا حأعرف اراعي فريدة وسط الزحمة دي
_ ومين قالك انك حتراعيها ولا حترضعها مثلا حكم والله
_ ما انتي يا امي بتقولي مش حتروحي
_ ايوه صح . لكن لقاء لابسة وجاهزة من بدري هي وبنتك
عارفك والله يا ام يونس لما تصممي على حاجة حاضر انا مستنيها اهو
_ فنادت سامية يا سناء نادي على لقاء وفريدة وشهلى بالقهوة بتاعت يونس
فأحضرت سناء القهوة والقت السلام على يونس . ودخلت ناحية غرف النوم لكي تنبه لقاء بقدوم يونس وذهابهم للزفاف
وجلس يونس يرتشف فنجان قهوته المظبوطة وهو يضع الفنجان على فمه شاهد حوريتان من الجنة
فقد خرجت لقاء ممسكة بيد فريدة يرتدون نفس لون الفستنان وهو اللون الذهبي الا ان فستتان لقاء تم تصميمه كحوريه فهو اظهر طولها ورشاقتها كما انها اسدلت شعرها الاسود الفاحم والذي يصل لمنطقه وسطها . والبست فريدة فستان من نفس نوع ولون فستانها الا انه قصير ومثل فستان الاميرات فكانت ايه من الجمال وايضا اسدلت لها شعرها
وهما واقفتان شعر يونس كأنهما ام وابنتها واحس كانها اشارة له من عند الله لصالح ابنته
نظرت سامية للقاء وابتسمت وقالت
بسم الله ماشاء الله هو دا الجمال والشياكة هي دي الناس ال تشرف بجد
نظر لها يونس كانه ينبهها ان تصمت
وقالت لقاء احنا جاهزين
ونظر يونس لفريدة حببتي نسيتي بابا فين الحضن بتاعي
وجرت ابنته ناحيته واخذته بالحضن ورجعت سريعا تمسك يد لقاء وتنظر لها بانبهار فالبنت الصغيرة لم تشعر بدفئ عاطفة الامومة وتنظر للقاء كانها ام لها وهي لا تدري ما يخبئه لها الايام
نبهته ساميه بعينها ان صمته قد طال مش يالا بقي تاخدهم وتنزل دي الزفة قربت والوقت اتأخر زمان ماجدة قلقانة
طنط هو انتي مش جاية معانا انا جهزتلك ال حتلبسيه على السرير اخترتلك فستان اسود طويل وطرحة بيضاء مطعمة هي والفستان بالتطريز ز انتي في دولابك لبس جميل جدا
_ يونس اشتراهم من برا وانا مابخرجش ولابلبسهم هو بس يحب يكلف نفسه
_ زوقك حلو اوي يا بشمهندس
ردت امه لا والله مش في كل حاجة اسأليني انا
فتكلم قبل ان تسترسل امه في الكلام انا جاهز والعربية تحت البيت يالا بسرعة بينا علشان نلحق الزفه لو عاوزة تشوفيها
_ طبعا ما العروسة تبقي صحبتي وكمان مرات شريف احنا دفعة واحدة في الكليه وكنا مع بعض في مدرسة الليسيه من صغرنا وحقابل هناك بقية الشلة
وبالفعل غادرو المنزل وحاول يونس ان يمسك بيد ابنته الا انها تشبست بيد لقاء
جلست لقاء بجانب يونس واجلست فريدة على ارجلها فاستغرب وقال
هي متعودة تجلس بالخلف
ردت عليه انا خاېفة عليها لتتخبط لو انت فرملت فجأة
فتذكر زوجته الاولى والدة فريدة وكيف كانت تهملها وكانت السبب في الحاډثه والتي ادت الى ان يقوم الاطباء بتجبيس فريدة
فجلس يقود السيارة وعقله وقلبه يتحدثون معه الا ان عقله كان صاحب الكلمة العليا خصوصا بعد ان ابلغه حودة ان صفا غادرت المحل ولن تكمل عملها وحكى له ما قالته زوجته ناديه من انها رضت بما