هل للعمر بقيه بقلم نرمين همام
النيران تاكل الغرفة والجيران يقومون بسكب المياه من كل جانب والسيدات تصرخ الي ان وقفت تحت وتقول اولادي فين وهم ېصرخون من شدة الۏجع الا ووقع ابنها من فوق وتحت قدمها هربا من النيران وابنتها فوق الي ان قام الجيران بكسر الباب وبصعوبه فوجدو البنت للاسف مېته متفحمه اما الولد فماټ تحت ارجل امه
وعندما قام بعض الجيران بالذهاب الى محل البوظه واتى الاب ومن هول ما رأه تنبه من حاله السكر البين التى هو فيها وظل يذرب راسه بيده ووقع على الارض يضع التراب على راسه ويقول انه السبب لانه ترك وابور الجاز مشتعل لتدفأه الابناء في هذا الجو واكيد وقع واحړق الغرفة
وظلت تعمل لسنوات كما هى وتاكل من نفس الحلة التي تملأها كل يوم ببواقى اكل اصحاب البيوت التى تعمل لديهم وقامت اختها بتاجير غرفة فوق سطوح المنزل التي تسكن بها ام سعدية
ونعود لوقت صړاخ ام ابراهيم وكانت حميدة ترتقى السلم لاعلى وعلى راسها الحلة وتركت ام ابراهيم ولم تلتفت لها فهى دائمة السكوت
ووضعت الحلة على المنضدة الصغيرة
وجلست تنصت لهذا الصړاخ الا انه ذاد وعندما سمعت صوت الناس يقولون حريق حريق تنبهت وظلت تدور في الحجرة وتبكي وتقول اولادي اولادي الحريق حتكولهم وجرت على السلم الا ان هناك منظر شد انتباهها في شقة بسيمة والتي كانت مفتوحة الباب على مصرعيه شاهدت طقله صغيرة تبكي وحى تسحف علي الارض فوقفت تنظر لها كثير والفتاه تبكي وتبكي فدخلت الشقة وانحنت وقامت بحمل الطفله والتي كانت تنتفض من كثرة البكاء
واخذتها واحتضتها ورجعت بها حجرتها وهيى صامته فهدأت الطفله قليلا وظلت تنادى مم مم مم
فقامت حميدة بندغ بعض الارز ووضعه في فم الطفله الصغيرة التي كان عمرها في حدود سته اشهر سكتت الفتاه بعد ان قامت حميدة بتأكيلها بل وقامت بتنظيفها وخلع ملابسها ورمتهم من فوق السطوح . وانتبهت ان الفتاه ليس لديها ملابس
وارتقت السلم ثانيا كل ذلك ولم ينتبه احد لان جميع السكان بالاسفل مشغولين في الڤرجة علي الحريق
وكانت تاتيها اصوات عربيه المطافئ والصړاخ من بعيد فعقلها مشغول بكيفيه الهرب من هنا ومعها الفتاه لانها من اليوم ستصبح بنتها
وفى الاسفل تم القبض على حسن زوج بسيمة واخذوه لمركز الشرطة وظل ينادي ولده سيد والذي كان ينظر من بعيد
_ ظل سيد واقف فترة حتى اتت الاسعاف وحملت امه وسمع الجيران يقولو منها لله ضيعت جوزها وعيالها والواد ابراهيم كمان
_ كله بسبب مشيها مع كوديه الزار ما كانت كويسه لغايه ما مشت في سكتها يا عينى على عيالها . اهو دلوقتي حيخدوها المشرحة بتاعة كوم الدكة
_ فردت جارة ومين حيروح يستلمها من هناك ولا ليها حد ولا حاجة
_ رد رجل واقف يبقى حتتدفن فى مدافن الصدقة ماهم لما ما بيلاقوش حد جه ياخد الچثه هما پيدفنو بمعرفتهم وياما چثث ماحدش راح استلامها واكثرهم الحوادث
_ قالت اخرى ربنا يسترها على ولايانا
كل هذا الكلام ولاتاثرو بوجود الفتي الصغير ذو العشر سنين ولا يدركون انه قام بتخزين احداث هذا اليوم فى ذاكرته وسيتأثر باقي عمره بما حدث
فنادته سيدة من المنزل المقابل تعالى يا سيد خد الرغيف دا كله . ونظرت لسيدة واقفة في المنزل المجاور لها وقالت
_ هى امه عندها غيره
_ اه ياختلى عندها بت صغيره كدا يجي ست شهور ماهي من يوم ما سكنت تحبل وتسقط لغايه ما حبلت فى البت دي
_ اعوذ بالله ماهو من كتر شعل الزار والدق على الرق والنط والفط بتاعهم
_ وردت اخرى ايوه اهو حنرتاح من قرفهم وجت من عند ربنا
دخل سيد المنزل وارتقى السلم سريعا لاعلى ودخل شقتهم وظل يبحث ويبحث عن اخته ولم يجدها
فظل يبكي بحړقة الفراق امه ومۏتها امامه ام لحرمانه من والده ام لضياع اخته والتى كانت امه دائما توصيه بها فهو يحبها ويلاعبها ومتعلق بها
ظل يبكي حتى نام على الاريكة فى صاله شقتهم امام الباب والذى ما يظل مفتوح
_ وفى الصباح لم تخرج حميدة للعمل بل ظلت جالسة تحمل الفتاه وتلعب معها . الي ان بكت الفتاه جوعا ففكرت حميدة ماذا تفعل الان اتتركها لوحدها وتذهب هي لشراء زجاجة لبن وبعض من الذبادي ام ماذا تفعل
وبالفعل قامت موضع بطانيه على جانب في الحجرة ووضعت الفتاه وامسكتها قطعه صغيرة من الخبز تلهيها بها حتى ترجع . وقامت بوضعا ارضا خوفا عليها من الوقع من على السرير نظرا لارتفاعه .
وقفلت باب الحجرة بالقفل ونزل من على درج السلم وقلبها ينبض سريعا وتفكر فين امها وابوها واخوها وايه ال حصل فى الحريقة ومين ال ماټت كيداهم ولا بسيمة
نظرا لانها اغلقت حجرتها امس ولاتعلم ماذا تم
وجرت من امام شقة بسيمة ونظرت للباب المفتوح ووجدت سيد يبكي ويرتعش من البرد
فوقفت امامه والحزن يأكلها الا انه وحين رفع راسه جرت لاسفل
ونزلت للطابق الاسفل وشاهدت ام ابراهيم تسندها جارة وتفتح باب الشقة وادخلت ام ابراهيم
_ فوقفت بالخارج تسمع
_ هي مين دي ال نازلة يا بت
_ دي الوليه الخارسة باين ال ساكنه في السطوح
_ ردت ام ابلااهيم مش خرسة ولا حاجة هي بس فى حالها
_ عموما ياخالتي امي حتعملك لقمة تاكليها وحجبهالك ومنها لله بسيمة غارت بقرفها دهيه تجحمها ماترح ما راحت
_ لولاكي وامك امبارح اخدتونلى المستشفى حطولى محاليل كنت مت جملكم فى رقبتي . وربنا يرجعك بالسلامة يا ابراهيم الواد خاف وطفش
_ خلاص يا خالتي الكل بيقول شاب وغلط والعيب على غوته بس انتي غلطانه ازاى تفضحى ضناكي كنتى مسكتيها عليها زله وكرشتيها من غير صوت وخلاص . بصراحة انتى السبب في ال حصل كله اه انا اقول الحقيقة ولو على رقبتى واحط صباعى فى عين الطخين . انتى ال غلطانه ما ابويا بيقول كل الشباب كدا والكل عارف كبر وما اتجوزش عاوزة ايه يعنى وانتى طول النهار هاجة من البيت عند دي حبه وعند دي حبتين
_ اخص عليكي عيلة لسانك طويل بصحيح . يالا روحي لامك بلا هم
وخرجت الفتاه وشاهدت حميدة تتصنت فقالت انتي لسه واقفة بتسمعي . شوفتى الوليه ټقتل القتيل هي السبب فى ال حصل كانت سترت ابنها اهو طفش وبسيمة اتحرقت وكيداهم كانت بتحوش اتحرقت وپتموت في المستشفى . وليه هم تشوف بقى مين حتخلها بتها جلابة المصاېب
ونزلت الفتاه . ونزلت حميده بعدها بسرعة وخرجت على اول الشارع وذهبت لمحل الالبان تشتري اللبن الا انها نست ان تحضر اللبانه لتاخذ اللبن فقال لها الرجل اشتري زجاجه واحضرت ذبادي وعيش افرنجى وجبنه تركى وجبنه بيضة وبسطرمة وبيض واخرجت من صدرها اموال كثيرة مربوطة في كيس قماش
وكان يقف صبي المحل وشاهد الاموال
وخرجت من المحل تحمل الطلبات كلها في كيس من الورق المقوي كبير الحجم وهرولت سريعا للمنزل وارتقت للاعلي سريعا
الا انها لم تدرك الفتى الذى يتتبعها طمعا في الاموال
فهي وكما نعلم تعمل منذ سنوات ولا تاكل الا بواقي طعام من تقوم بالعمل لديهم والبعض منهم يضع لها مناب للغداء فتضعه في الحلة وتاكلهم بغرفتها واستمرت علي ذلك لسنوات حتى ملابسها من عند من تخدمهم ملابس قديمه ولا تخرج من اموالها غير اجرة الحجرة لذلا اصبح لديها اموال كثيرة على مر الاعوام
فدخلت النزل وهو وراءها وعرف انها تعيش في المنزل الذي قامت به الحريق وتكلم الجميع عن هذه الحاډثه
وجرت من امام شقة سيد وكانت ستقع فسمع خطواتها ونظر لها واكملت لاعلى ثم شاهد سيد الفتي يتلصص ويرتقي خلفها بطريقه غريبه
فخرج سيد وراءه بتطفل الاطفال وارتقى السلم
وحين وصلت لحجرتها وضعت الكيس الكبير على الارض لتخرج المفتاح وكان صوت الطفله يأتي من الداخل وتبكي
وهنا ھجم عليها صبي البقال من الخلف يد عل فمها والاخرى ملفوفه على رقبتها من الخلف
فما كان من سيد عندما شاهد ذلك الا وقام باحضار الحجرة التى يقومون بسند باب السطوح بها وحملها بصعوبه ورفعها بيديه الاثنتين نظرا لتوسط حجمها وقام بالقاءها على راس الفتي فتوجع الحرامي وامسك براسه وافلتت حميده وهنا شاهد سيد وهمت حميده بالصړاخ الا ان الفتي الحرامي طار من المكان سريعا ونزل السلم وهو يمسك براسه الجريح
ووقف سيد يرتعش من الخۏف والبرد بل والجوع ايضا فهو لم يأكل شئ من الامس من وقت ما اعطته كيداهم الخمسة قروش وذهب هو ليشتري رغيف من الكريمة بالعسل من عند البقال من وقتها وهو لم يأكل .
ونظرت له هي ايضا وهي ترتعش خوفا من ڤضح امرها وصوت الفتاه يأتى من الداخل فاتت بالمفتاح الملقى على الارض وفتحت الباب سريعا ودخلت لحمل الفتاه من الارض واطل سيد برأسه لداخل الحجرة والغريب انه عندما شاهد اخته ابتسم بفرح ودخل واغلق الحجرة سريعا ودخل ليحملها من حميده والتي اتطها له بسرعه فقال انا قفلت الباب للهوا يدخل وتبرد اصل دي لسه عيله صغيره ووضع راسه على راس اخته التي امسكته بدورها من راسه
فأحست حميدة بالدموع وهي تنزل على خديها ولم تتكلم بل قامت بوضع اللبن في اللبانه لتقوم بغليه واخرجت ملعقه لاطعام الفتاه من الذبادي المباع في الفخار . فاخذ الفتي الملعقه