هل للعمر بقيه بقلم نرمين همام
نفسنا شويه هو انا حفك عن نفسى من الكتمه دى امتى بس ياربي
رد حوده المشرف زوج نادية
_اتكلمى براحتك هنا والنبى لوريكى طوله اللسان دا حيوديكى لفين ان ما علقتك
واكمل بصوت خاڤت ان ما قصتلك لسانك الحلو دا الى بينزل شهد .
خرج حوده من الحجرة سريعا بعدما سمع صوت الهاتف فى الجزء الامامى من المحل
مضت دقيقه ثم دخل الحجرة ثانيا وقال
ياست صفا واحدة اسمها تهانى قالتلى ابلغك انها حتجيب بنتك من الحضانه وهى مروحه من شغلها وروحى انتى علشان مرات اخوكى تعبانه اوى فى بيت ابوها
_ ربنا يستر والنبى تستاذنلى من المعلم انور علشان امشى
_مالكيش دعوة انتى روحى واحنا حنسد مكانك
ردت نادية بلهفة
_ربنا يطمنكم عليها حبقى اعدى اطمن واحنا مروحين
ألتقطت صفا حقيبتها وخرجت من المحل مهروله لمحطة الترام كى تذهب لبيت الاسطى فتحى والد هنيه .هواجس كثيرة دارت فى عقلها جعلتها مشتته الافكار من خۏفها على هنيه .
بعد مرورسبعة ايام
سيدات يرتدين الاسود ويهمهمن بكلام خاڤت فيما بينهم يجلسن فى منزل الاسطى فتحى
بينما تجلس صفا منفردة على كنبه تحمل الطفله الرضيعه بنت هنيه وبجانبها ابنتها امل التى تبلغ سنه من عمرها وبجانب امل يجلس ادهم ينظر الى الصغيرة وامه تحملها ويتذكر زوجه خاله هنيه التى كانت لاتبخل عليه بالحلويات او بهريسه وبسبوسه العم فرحات الحلوانى
نظرت له امه نظره تحاول ان تسكته لكى لا يكمل كلامه وتقول له
_ اطلع جيب لنفسك عسليه او غزل البنات من المحل الى جنب البيت يالا قوم
_ حاضر يا ماما
خرج ادهم
فنظرت الجارة ام ابراهيم لعواطف وقالت لها
هى ام سعديه قاعدة جنب جوزها جوه ورفعت من صوتها ياحبت عينى الراجل طب واقع من حزنه على بنته وبصراحه ام سعديه ماقصرتش ألهى ربنا يسعدلها بنتها
واكملت بصوت يشبه الهمس
_هى مش حتبطل سجاير حتى وجوزها عيان دى ماسبتش السجارة من ايدها دا احنا اتخنقنا واحنا هنا الراجل الى راقد دا يعمل ايه ربنا يكون فى عونه.
ياختى هى فارقه معاها هى كانت بنتها ولا بنتها يعنى دى وليه قادرة ربنا يحفظنا من ليسنها ويجعل كلامنا خفيف على الى معاها
ردت ام ابراهيم
_معاها ايه انتى بتصدقى يعنى الكلام دا دى بترسم الدور علشان محدش يكلمها ويقف قصادها او يشتكيها فى النقطة قسن الشرطة
واكملت
هى بس بتخوف الناس بتعملها هيبه ياعنى والناس مصدقه علشان قبل ماتسكن هنا كانت ساكنه جنب مدافن العامود الى فى كارموز ياختى .
ردت عليها الجارة
_ ايووه والنبى اول مرة اعرف انا سكنت لما البت سعديه كانت بت سنتين كدا وكانو ساكنين هنا
لأ ياختى دا المطرح دا اصلا مطرح حماتها وهى جت سكنت فيه لما حمتها تعيشى انتى
_شفتيها امبارح فى المدافن فى اول خميس على البت تعمل ايه
نظرت نظرة سريعه فى اتجاه باب الغرفه الراقد بها فتحى تحسبا من سماع ام سعديه لها
_امبارح ياختى جوز البت الله يرحمها مكلف قرص بالسمنه الفلاحى من المخبر جابهم خصوصى وجاب تفاح احمر كبير كدا شكله يفتح النفس وبلح ايه البلحه طول الصوبع من غلاوت مراته ياختى
راحت البخيله قعدت جنب الصناديق تقطع التفاح حتت بدل ما تفرقها بالوحدة رمامه بعيد عنك الا ما هان عليها تحدفلى واحدة وانا واقفة الشمس اكلت دماغى
والنبى ومن نبى النبى نبى ماتطول ابنى ابدا هى فكرانى ارضى اجوزه لسعديه الهبلة .
ردت عليها جارتها
_ياختى مش كنتو حتاخدوها للواد ابنك
ردت ام ابراهيم
_ لا هو احنا ناقصين احنا عاوزينه يتجوز واحدة اهلها مرتحين شويه علشان ننول من الحب جانب.
اقولك سر تعرفي انها ست قدارة
ردت الجارة
قولي يا ختي
نظرت ام ابراهيم يمينا ويسارا خائڤا من سماع احد اخر لكلامها وقالت
_ دي كانت ساكنه جنب الترب تفتح شباكها عليها وكان عندها ولد تاكبر من البت سعديه يجي كدا بخمس ست سنين . فلما في يوم البت وهي صغيرة بتزن وامها نيمتها قام الواد لعب وعلى صوته راحت بت الحړام جابت حلاوة طحينية مغمساها في الشطة الحراقة ال ايه زهقانه من شقاوته والضړب مابيأثرش فيه
الواد اكلها من هنا وهي بتأكلهالو بالعافيه الواد سخن بعدها علي طول هب ايه صړاخ وعياط والناس خبطو عليها افتكروها بتضربه اتاريه يا حبه عيني بيفرفر هب ماټ
_ردت الجارة وانتي عرفتي من اين يا اختي
ردت ام أبراهيم
_ حماتها ياختي قالت اتاري اختها فضحتها وقالتلها مۏتي ابنك لكن بقي دكتور الصحة لما جه قالولو جاتلو حمى فطلع شهادة الوفاه علي طول
الواد بيقولو كان جميل شبه ومسمينو شمس
عرفتي بقي اها مفتريه وبيقولو فضلت تصوت وتلطم بعدها بسم الله الحفيظ لبسوها وياما عمللولها زار كتير ياختي
كل ذالك وعواطف تنظر لهم وعلامات الاندهاش على وجهها من كلامهم الغير لائق فى مثل هذه الظروف فرغم الانهاك البادى عليها الا انها تفكر فى مستقبل الطفله الرضيعه
تخشى من رفض زوجها او رفض فتحى والد هنيه من فكرة اخذها الرضيعه لتربيتها مع ابناءها الا انها نظرت للطفله نظرة تفائل ولمعت عينيها ببريق الامل فلماذا لا تأخذها وهى احق شخص بتربيه ابنه اخيها الوحيد.
دخل ادهم وبيده قطعة من العسليه المغطاه بالسمسم فنادت عليه ام ابراهيم
_انت يا واد يا حلو انت هات حته من البتاعه الى فى ايدك دى نفسى هفتنى عليها هات حته وانت خدودك كدا موردنه زى التفاح آخ كان نفسى فيه لولا الرمه الى جوه.
ردت عواطف
_ وماله ياخالتى ابعتو يجبلك واحدة ولا اتنين طالما نفسك فيها
نظرت لها ام ابراهيم بلهفة
_ هههههه لو مافيهاش حاجه حاخد حته بس
القت عواطف نظرة على ادهم الذى وقف فاتح فاه من المفاجأه وقالت له
ادى حته لخالتك يا ادهم
_حاضر يا ماما
ثم قامت عواطف من جلستها لتحضر للطفله رضعة من اللبن الصناعى الذى احضره اخيها لابنته الطفله فى الداخل .
وفى هذه اللحظه سمع جميع من فى الصاله صوت ياتى عبر الباب لجارتهم التى تقطن بالطابق الثالث
ظهرت عبر الباب شابه فى اواخر العشرينات من عمرها جسمها يميل للامتلاء قليلا مع بياض بشرتها تتلائم مع شعرها الاسود الحريرى يكلله منديل من اللون الاحمر
ترتدى فى اذنيها حلق يتدلى منه دوائر كبير نسبيا .وقلادة كبيرة تنتهى بعين ذهبيه فى منتصفها فص كبير ازرق اللون
وفى ايديها عدد من الغوايش فى كل يد خمسه علشان العين فلقت الحجر على حد قولها
ارتفع صوتها
صباح الخير يا جماعه ماحدش يجلكو فى حاجة وحشة ربنا يجعلها اخر الاحزان بأذن الله
وجالت ببصرها تبحث عن ام سعديه
ردت ام ابراهيم
_صباح الخير عليكى يا ست بسيمه يا عسل انتى
_هههه صباح الخير يا خالتى معلش والنبى لما ارجع حنشر تبقى تشيلى غسيلك
_رايحه فين على الصبح كدا
_صبح ايه دا انا حتى اتأخرت النهاردة فى الصحيان وعاوزة اخطڤ رجلى للحلقة بتاعة السمك اجيب الترسه قبل ما تخلص . الراجل عديت عليه امبارح قالى عدى بكرا
تروحى وترجعى بالسلامه بس كدا جبيلى شروة جمبرى ولا حتى سمك بطاطا وححاسبك عليهم
_حاضر ياخالتى من عنيا
ادخل اصبح على خالتى ام سعديه والحج فتحى ربنا يصبرهم يااارب
دلفت بسيمة الى داخل الغرفه التى يرقد بها فتحى واقتربت من ام سعديه التى افترشت الارض بجانب السرير بجانبها علبه السچائر التى لا تفارقها وكوب به بقايا قهوة لكن النوم غلبها فنامت
_خالتى يا خالتى اصحى الف بعد الشړ عن الحج ربنا يقومه بالسلامه البركه فيكى وفى سعديه
افاقت ام سعديه
_ها مين اه دا فين ...خضتينى .....يالا نحمدو ونشكرو على كل حال
انتى رايح سوق الميدان تجبيلى خضار
_لا ياخالتى انا رايحة الحلقة اجبلك حاجه
_جيبى اى حاجة وانتى راجعه من هناك وححاسبك
طب ماشى من عنيا الجوز
_هما جوز الحديات قاعدين برا لسه
_ بسيمة وهى تلوى فمها اه ياخالتى قاعدين وحاطين راسهم فى راس بعض
_ اه ما انا مش قاعدة بقى ومشغوله بالراجل وهما ما صدقو ينتفو فى ريشى أمي
_ولا يهمك انتى بردو الست كيداهم ام سعديه
الراجل بس يقوم بالسلامه ما هو الى شايل البيت ولما افوق كدا حفرجهم شغلهم
_يديكى الصحة يا خالتى
_وانتى خارجه شوفى البت سعديه فين كدا بقالها ساعه بتجيب الفلافل والعيش يمكن راحت على الشط تستنى الراجل الى بينقى ام الخلول اصلها بتحبها اوى
_حاضر ياخالتى انا ماشيه اهو
القت بسيمه السلام على صفا الجالسه فى حجرة سعديه تحمل ابنه هنيه وبجانبها امل نائمه وادهم ينظر بفضول لابنه خاله الصغيره
خرجت بسيمه من باب المنزل وادارت رأسها فى كل الاتجاهات تبحث عن ابنها
_يا واد يا سيد انت يا واد تعالى هنا مش قولتلك تقفلى جنب الباب هنا علشان حتروح معايا وابوك واختك نايمين .
سيد ابن بسيمه يبلغ من العمر حوالى عشر سنوات يشبه كثيرا امه فى لون بشرتها وشعرها الا ان جسده نحيف
سارت بسيمه وبجانبها سيد
تحركت بسيمه خارجه من الحارة القاطنين بها متجهه الى طريق الشاطئ الذى تسير به العربات
نظرت اتجاه الشط شاهدت بالفعل سعديه وعددا من النسوة منتظرين صائد ام الخلول ان ينتهى من عمله
نادت عليها بسيمه ورفعت يدها عاليا كى تشاهدها
_يا سعديه اتأخرتى على امك بالفطار زمان الفلافل بردت والعيش الى معاكى دا نشف
القت سعديه نظرة عليها ولم تعرها اى اهتمام
بسيمه نظرت لابنها وقالت له
_مين يصدق ان سعديه قريبه منى فى السن انا اتجوزت ابوك بت 18 ودى من هبلها محدش راضى يعبرها
تعالى قرب يا سيد الاتوبيس قرب اهو
وبالفعل استقلت سعديه وسيد الاتوبيس
لفت سعديه نظرها تبحث عن اماكن شاغره وبالفعل كان الاتوبيس به عدد قليل من الاشخاص
في الفصل القادم سنقرأ عن السلحفاه الكبيرة والتي يطلق عليه اهل الاسكندرية الترسة والتي يأكلها البعض هناك بل وايضا يشربون دمائها ويقفون بالصف يحملون الاكواب لكى يحصل كل فرد على قليل من دمائها واغلب من يشربونها السيدات . كما ان لها طريقة معينه في الطبخ