الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازه نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 8 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


انا مهما كان بنتك حبيبتك بردو ليه عاوزة ترميني في بإيديكي بس
شهقت امها عاليا والتفتت اليها ناظرة اليها باستنكار تام وهو تهتف زاجرة اياها
ايه اللي انت بتقوليه دا يا بنتي اعوذ بالله دي سنة الحياة حبيبتي
قلبت منة عينيها الى اعلى ثم حاولت رسم ابتسامة على شفتيها الورديتين
وقالت بمزاح خفيف
خلاص ولا تزعل يا جميلمش ماية بس بردو مشكلة انا في العوم مش أوي يعني هغرق في شبر ماية شوفتي المصير واحد في الآخر سواء او ماية

قالت امها وهى تضربها بخفة على يدها المحيطة بكتفيها
انا عاوزة اعرف انت بتجيبي الردود دي منين ربنا يكون في عونه دا هو اللي هيكون وقع ولا حد سمى عليه
ابتعدت منة عن امها قليلا واجابت
طيب كويس علشان ياخد باله وما يقعش عموما الكلام دا سابق لأوانه يعني شايفه العريس واقف على الباب
شهقت امها قائلة
شوفتي الكلام خدنا ونسيت اتفضلي روحي لباباكي في الصالون عاوزك
قالت منة مقطبة بحيرة
عاوزني وبابا عاوزني في الصالون ليه وبعدين مش فيه ضيف معاه هو واحمد
زفرت الام بضيق قائلة
جرى ايه يا منة هو محضر روحي شوفي بابا عاوز ايه ياللا اتفضلي
رفعت منة يدها الصغيرة وقالت
طيب طيب طيب
قلبك ابيض يا أم احمد رايحه أهو
ووضعت وشاحها الذي سبقت وأن خلعته لتستر به خصلات شعرها الحريري وغادرت مرافقة والدتها والتي حاولت معها لتبدل ثيابها بأخرى نظيفة ولكنها عاندت وأصرت على الذهاب لرؤية والدها بنفس ثيابها فما الداعي للتبديل وارتداء ثيابا جميلة فهي قد انصاعت لرغبة والدها لموافاته الى غرفة استقبال الضيوف بصعوبة نظرا لوجود سيف هناك انها لا تعلم لما لا تستطيع التصرف بطبيعية معه بل وكأنها تخشى شيئا فما ان يتواجد بالقرب منها حتى تسارع باختلاق الأعذار لتتسلل هاربة من امامه ولكم حمدت ربها لمرافقة شقيقها اليوم في رحلتهما تلك الرحلة التى تعتقد اعتقادا كبيرا أنها لم ترق ل سيف
انتبهت من شرودها على صوت والدتها يحثها للاسراع للحاق بوالدها
طرقت منة الباب فسمعت صوت والدها الحاني يدعوها للدخول دخلت تاركة الباب خلفها مفتوحا
اتجهت منة الى والدها الذي أشار الى كرسي مذهب بجواره كباقي طقم الجلوس جلست منة وهى تنظر الى اخيها الجالس على الاريكة الفخمة بجوار سيف بتساؤل فرفع حاجبيه الى اعلى بمزاح بينما لم تفوتها نظرات سيف المتلهفة
وجه الأب حديثه الى ابنته بلهجة حانية
بصي يا منة يا حبيبتي الباش مهندس سيف هيتكلم معاكى شوية يا ريت تسمعي منه كويس الأول قبل ما تقولي رأيك
ثم وقف الوالد يتبعه احمد ووقف كلا من سيف ومنة احتراما بينما منة عاقدة جبينها في حيرة وتساؤل واثناء مرور احمد من امامها للانصراف قرصها في وجنتها بمزاح قائلا بمشاغبة بينما عيناه تلمعان من فرحته لرؤية صغيرته وقد أضحت عروس يخطب ودها الآخرون
والله وكبرت يا منونتي ما ان هم بالابتعاد تاركا منة غارقة في حيرتها حتى وصل الى اسماعه صوت سيف يقول بخفوت كي لا يسمعه الباقيين بلهجه عادية في ظاهرها ولكنها تحمل رنة تحذير مبطن
مد ايدك عليها تانى وانت تشوف شغلك ومنونتي دي هعرفك ازاي انها تبقى منونة واحد بس
احمد بمرح واضعا يده بجانب فمه
خلي بالك انت لسه ع البر وانا بكلمة مني ممكن اخليك ما تطولش اللي انت هتتجنن عليه دا روق كدا وما تزعلنيش
سيف بمزاح زائف
لالالا كله الا زعلك احنا طالبين الرضا
قال احمد بجدية مصطنعه وهو يقف معتدا بنفسه
ايوة كدا ناس تخاف ماتختشيش بصحيح
قاطع جدالهما المرح صوت الوالد مناديا لأحمد الذي سرعان ما لحق به تاركين منة وسيف بمفردهما والتي شعرت وكأنها كالطفلة التي تركها والدها في اول يوم لها بالمدرسة منصرفا فكانت على وشك النداء عليه علما بأن الباب مشرعا على مصراعيه وان عائلها تقبع على بعد خطوات منهما
أشار سيف لمنة بالجلوس فجلست حيث الكرسي خلفها جلس سيف وانتظرت منة سماع ما يريد قوله بينما كان سيف يراقبها وابتسامة حنان صاف ترتسم على شفتيه فتقلل من حدة فمه الحازم يطالعها بنظرة توق وشغف تلمع في مقلتيه لتشعل فحم عينيه
هزت منة بقدمها بحركة لا ارادية وهي تقول في نفسها
ايه يا عمنا هو الموضوع عويص أوي كدا وبعدين موضوع ايه اللي عاوز يكلمني فيه لا وبابا وأحمد موافقين
تكلم سيف بصوته الرخيم قائلا
عجبتك الرحلة انهرده
نظرت منة اليه واجابت بهدوء
آه كانت ظريفة واحلى حاجه ان الشغل عجبهم ثم سكتت قليلا لتتابع بعدها وقد انفرجت اساريرها وقد توصلت اخيرا في رأيها لسبب انفراده بالحديث معها
هو دا الموضوع اللي عاوز تكلمني فيه
قطب سيف وقال مستفهما
موضوع ايه
اجابت منة بحماس
المشروع اللي احنا الاتنين شغالين عليه سوا لم تنتظر سماع اجابته واندفعت موضحة
عموما ما تقلقش عن نفسي الجزء الخاص بيا من المشروع هخلصه بسرعة وأي شيء هحتاج أعرفه هسأل غادة هي طلبت مني دا
قطب سيف قائلا
غادة ثم ابتسم متابعا بسخرية طفيفة
انا شايف انكم بئيتوا اصحاب بسرعه يعني
اجابت منة بتلقائية
هي بصراحه شخصية حبوبة وظريفة وانا ارتحت لها وهى اللي طلبت منى نشيل الرسميات بيني وبينك انا مش بحب التكلف في الكلام
عاجلها سيف
هاتفا
ايش معنى انا اللي مصرة على التكلف معاه في الكلام
اندهشت منة وقالت بارتباك خفيف
أفندم
مال سيف بجذعه باتجاهها وقال بجدية ناظرا الى عمق عينيها اللوزتين
بقول ليه انا اللي مصرة تحطي حاجز بيننا
ليه مش عاوزة تشيلي الرسميات مع العلم انك بتتصرفي عكس كدا مع الكل
ضحكت منة ضحكة خفيفة مضطربة وقالت وهى تحاول الهروب من حصار عينيه اللتان تثيران فيها مشاعر تختبرها لأول مرة
وانا أظن سبق وقلت لك سبب انى بكلمك بالاسلوب الرسمي دا انا مش شايفه فيها حاجه بصراحه تخليك بالحدة دي انت مديري واكبر مني ب 8 سنين وبعدين عادي يعني فين المشكلة
أجاب سيف بحزم وهو يطالعها بنظرات قوية جعلت عيناها اسيرة شعاع عينيه هيكون جوزها
فغرت منة فاها دهشة وفتحت عينيها على وسعهما وهى تكرر كالبلهاء
ايه جوزها ثم عبست متسائلة
جوز مين
ابتسم سيف ابتسامة صغيرة مجيبا
هو فيه حد غيرنا هنا
نظرت اليه منة مصعوقة من اجابته بينما كان يلوم نفسه فهو لم يكن من ضمن خططه مفاتحتها بأمر ارتباطهما بهذا الشكل ولكنها هي من تثير أسوأ ما فيه زفر بعمق واغلق عينيه لثوان ثم فتحهما ناظرا اليها بقوة وقد قرر طرق الحديد وهو ساخن فدائما كان مبدأه الوصول الى هدفه بأقصر الطرق وفي رأيه الاسلوب المباشر هو الحل الأمثل فهو لا يستسيغ المحاورة والمداورة في الكلام وجه اليها الكلام متحدثا بجدية بينما تطالعه هي بذهول بالغ وكأنها أمام كائن خرافي
بصي يا منة المعروف ان أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم صمت قليلا ليتابع ناظرا بعمق الى بحر عينيها الذي يموج بانفعالات شتى الآن
منة انا عاوز أتجوزك رأيك ايه نظرت اليه منة وكأنها لا تفقه ما يقول وسرعان ما ترجم عقلها العبارات التى سمعتها أذنيها ووجدت نفسها تردد كالبغبغاء
نعم تت ايهتتجوزني أومأ برأسه ايجابا وقد برقت عيناه بعزم لا ينضب وقال بنبرة لا تحتمل المزاح
أيوة وأحب أعرفك انى مش هقبل كلمة لأ
نظرت اليه بسكون تام وعلامات الذهول وعدم التصديق ترتسم على وجهها بوضوح بينما يعمل عقلها بكامل طاقته مفتشا عن اجابة لسؤال يراودها
ترى هل هذه المزهرية المصنوعة من مادة البورسلين جيدة الصنع حقا أم أنها وعند أبسط احتكاك ستتكسر الى قطع صغيرة فهناك هاجس يلح عليها باختبار اناء الورود هذا على أم رأسه أو ربما شيء آخر كأن تصرخ الآن متهمة اياه بمحاولة التعدي عليها قطبت متسائلة في صمت
ترى أيهما الوسيلة المثلى للرد على هذا المچنون ولكن مهلا أليس كلامه في حد ذاته بل وتهديده الصريح برفضه لسماع أي رأي آخر خلاف موافقتها يعد ضړبا من الجنون إذن فلن يلومها أحد أن اختبرت أيا من الحلين فالأمر كله جنون في جنون
الحلقة الرابعة
نظر سيف اليها مندهشا من هدوءها الملحوظ قطب قليلا ثم تحدث بتساؤل محاولا اخفاء قلقه من الإجابة وقد رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه المظللتين بلحيته الخفيفة
ايه يا منة يا ترى سكوتك دا استغراب ولا مش مصدقة ولا وغمزها بمكر متابعا
السكوت علامة الرضا
طالعته منة ببرود
بصراحه كل اللي انت قلته دا
ما ان همت اساريره بالانفراج فمعنى ذلك انها موافقة أو لم يقل السكوت علامة الرضا ولكن قبل ان تفترش ابتسامة واسعه وجهه الرجولي الجذاب سمعها تقول ببرود ثلجي
ما عدا وشهرت سبابتها أمامه متابعة بثقة
السكوت علامة الرضا عموما انا مش هأخر الرد عليك نوووو
عبس سيف وقال باستهجان
إيه إيه نووو دي إن شاء الله
منة وهى تحرك كتفيها بتلقائية
يعني لأ انت مش قلت انك مش هتقبل كلمة لأ تابعت ببراءة مزيفة
وأنا ما يرضنيش انى أقول حاجه انت رافضها مهما كان انت مديري ولازم أسمع كلامك علشان كدا ردي نووووو
سيف باستنكار تام وعبوس
وأنا كمان نوووو
قالت منة بحبور
ممتاز يبقى فين المشكلة طالما أنا ونووو وإنت نوووو يبقى خلاص متفقين ما فيش حد هنا ييس
تحدث سيف وقد كان على أوشك أن يقتلع شعر رأسه غيظا
منة متستفزنيش وانا هرفض ليه وانا اللي متقدم لك
نظرت اليه منة ببرود وقالت منفعلة پغضب مكتوم
مين اللي مستفز فينا يا باش مهندس هو مشروع شغل عاوزنا نعمله سوا انت مش شايف طريقتك انت بتديني أوردر وعاوزني أنفذه لم تنتظر سماع اجابته وهبت واقفة من مكانها ونظرت اليه متابعة
للأسف يا باش مهندس طلبك مش عندنا عن إذنك
سارت بضعة خطوات باتجاه الباب قبل ان يوقفها صوته آمرا
إستني تسمرت قديمها في الأرض رافضة الحركة بينما شعرت به يقترب منها حتى وقف خلفها تماما ثم زفر عميقا قبل ان يقول في محاولة منه لامتصاص ڠضبها
يمكن يكون خانني التعبير بس اللي كان قصدي تعرفيه كويس إني مصمم على
الارتباط بيكي وانه حتى لو رفضت فأنا مش هزهق وهحاول بأي طريقة انى أقنعك بإرتباطنا
عقدت منة جبينها والتفتت اليه ناظرة الى فحم عينيه وهى تسأل في حيرة
وليه إصرارك أوي كدا على الارتباط بيا أعتقد انت ممكن تلاقي ألف واحده توافق عليك انت بمواصفات العريس أعتقد انك مناسب
ابتسم سيف قائلا
وأنا مش عاوز من الألف دول غير واحده بس نظرت اليه في دهشة حائرة بينما يكمل عبارته
إنت يا منة لا تعلم منة لما هذه الاختلاجة التي أصابت قلبها فنطقه لأسمها الآن جعلها تشعر وكأنه يغازلها حاولت منة ازاحة عينيها بعيدا عن أسر عينيه وقالت وهى تتهرب بنظراتها
وإيش معنى أنا
أجاب سيف وهو يشير اليها بالجلوس على الأريكة العريضة
طيب ممكن نقعد الأول علشان نعرف نتكلم
جلست منة على طرف الاريكة حيث أشار سيف ولم
 

انت في الصفحة 8 من 51 صفحات