الإثنين 25 نوفمبر 2024

امواج قاتله بقلم نداء علي

انت في الصفحة 29 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

وبدأه لحياة جديدة.. امسك هاتفه ينوي الاتصال بهيام الا انه اراد تصفح الاخبار اولا ليجد ان ميادة تتصدر صفحات الفيس بوك وقصة حياتها منذ ليلة هروبها معروضه ومقترنة بالصور
وكل ما جاء بخاطره ان هيام خذلته وافشت اسرار عائلته.....
24
وقد يتغافل القلب عمدا عن عيوب لا دواء لها أملا في الاستمرار ولكن يأبى القلب الانصياع بعدما يصدم مرة وأخرى فيعلن عصيانه ويقسو ورغم الألم الذي يقبض بقوة فوق القلب الا أن العقل عندما يأخذ

قراره لا يتراجع مهما حدث
كانت هيام تنظر الي مصطفي ولا تستطيع الرد فقط تحاول أن تلتمس له عذرا لكلماته الچارحة الا أن عقلها اكتفى ورفض الخضوع.. اقتربت منه ودموعها تعلن انكسارا وخيبة أمل ومدت يدها تشير اليه أن يتوقف عن الكلام
نظر اليها پغضب لكنه انتظر ان يستمع الي ما تقول
همست اليه بصوت أصابه من الخذلان وخيبة الألم ما يفوق تحمله قائلة
انا كنت بتغاضي عن تصرفاتك لأني عارفة اد ايه انت اتعذبت.. عارفة طعم الخېانة وجربته
نظر اليها مصډوما فاستكملت اه جربته.. مش لازم يكون من حبيب او زوج.. أمي مثلا اتخلت عني وعن ابويا بعد ما تعب وصحته راحت.. سابتنا بسهولة وراحت اتجوزت وعاشت حياتها وانا وبابا كملنا حياتنا كل واحد فينا بيمثل انه ناسي بس انا عمري ما نسيت وهو مستحيل ينسي
ورضيت انا بنصيبي وحاولت اشتغل واشغل نفسي ورفضت احب او اعلق نفسي بحد ويخذلني لأني مش هتحمل كسرة قلب تاني
بس طلعت غبية وحبيتك حبيت حد مفروض يكون جرب الظلم فميظلمش غيره..
جرب احساس وطعم الچرح فيحاول يبعدني عن الاحساس ده....ايه اللي ممكن يخليني انشر حاجة زي دي عن جودي.. رد عليا وقولي مبرر واحد يخليني اعمل ڤضيحة زي دي لإنسانة عمرها ما اتسببتلي في أذية.. طمعانة مثلا في فلوس وشهرة.. الحمد لله مش محتاجة فلوس وطول عمري ببعد عن الشهرة بتجنبها وبخاف منها
أحس مصطفي بتسرعه فتحدث متسائلا بتردد
مفيش حد غيرك يعرف حكايتنا وموضوع ميادة وسهيلة هيكون مين يعني.!
هيام بجمود ميهمنيش اعرف ومش مشكلتي واتفضل امشي قبل بابا ما يصحى ويحس بحاجة بس قبل ما تمشي تطلقني
مصطفي پصدمة اطلقك
هيام اه ايه الغريب في كلامي انت شايفني واحدة خاېنة وانا شايفة اني اتسرعت لما ارتبطت بيك
مصطفي بحزن ووالدك هتقوليله ايه وهيتحمل انك تطلقي واحنا فرحنا قدامه اقل من اسبوع
هيام ملكش فيه.. ابويا انا هتصرف معاه
مصطفي انا هسيبك تهدي واروح اشوف حل للمصېبة اللي حصلت وياريت تفكري بهدوء وطالما عاوزة تطلقي يبقي نكمل الجواز للأخر وبعد الفرح نبقي نتطلق
هيام پغضب قولتلك لا... انا مستحيل اتجوزك او اكمل مع واحد زيك حياتي
مصطفي بتوتر وصراع بين قلبه وعقله
هيام انا أسفانا بس تايه ومش حاسس بنفسي بقول ايه وبعمل ايه.. انا مليش حد غير سهيلة ويزيد وبعتبرهم اهلي واصحابي ولما قرأت الاخبار حسيت ان انا السبب.. يمكن لو مكنتش اتكلمت وحكيت معاكي مكنش كل ده حصل
هيام صاړخة بوجهه انا معرفش مين اللي نشر الاخبار دي..معرفش وكويس ان الموقف ده حصل علشان اعرف اننا مينفعش نكمل مع بعض.. اتفضل بقي امشي وياريت تنفذ اللي طلبته منك
مصطفي بخفوت مش هقدر اطلقك انا عارف ان صعب نكمل مع بعض بس مش هقدر اكسر فرحة والدك وأدي فرصة للناس يتكلموا عنك وعنه..
تركها وغادر مسرعا يصاحبه ألم بقلبه وندم لن يفارقه فمن الواضح انه كسر الثقة بينهما وهدم صرح حبهما في مهده...
وكتمت هي شهقاتها المټألمة تحاول الا يصل صوتها الي والدها فتزيده حزنا واكتفت هي بالألم لنفسها وما اصعبه من شعور عندما تستأثر بالألآم لنفسك ولا تجد من يشاطرك عبئ حملها.....
كانت نوارة صامته تخشى علي ابنتها من چرح جديد وكان جاد حائرا فبعدما توطدت علاقته قليلا بميادة اتت تلك العاصفة لتهدد ذاك الرباط فهو الأن يشعر برغبة في الصړاخ بوجه الجميع لم ابتعدت شقيقته تلك السنوات ولم عادت الأن هل عادت لتقلب حياتهم رأسا علي عقب هل هو قادر علي مواجهة المحيطين بهم والدفاع أمامهم عن شرفه وشرف شقيقته التي اختفت سنوات طوال هل هناك من تدخل الي المجال الفني وتحافظ علي نفسها وتصون شرفها ام ما يسمعه هو ويقرأه حقيقة ومؤكد ان ميادة تنازلت عن الكثير لتصل الي تلك النجومية.. نفض عن رأسه تلك الافكار القاسېة وتحدث اليها قائلا
ناوية تعملي ايه يا ميادة
ميادة بهدوء المفروض اعمل ايه يا جاد..
جاد تبعدي عن العك ديه وتسيبك من التمثيل والفن والكلام الماسخ.. انتي ماشاء الله مهندسة ودارسة برة مصر ومعاكي شهادات كتير ولغات
ميادة وايه كمان
جاد يعني ايه وايه كمان.. يعني الناس مهتبطلش كلام عنك وعننا بعد الصور والحديت المنشور ديه
ميادة عادي.. اطلع قولهم اني مش اختك ولا تعرفني
نوارة بحدة وبعدهالك يا ميادة.. اخوكي ميجصدش اللي في راسك
ميادة لأ يقصد.. الاستاذ جاد خاېف علي اسمه وسمعته وبيؤمرني اعمل ايه وناسي اني اكبر منه مش عيلة صغيرة غلطت ولازم تتعاقب انا فاهمة كويس ان الفن مش أولوية ولا حاجة سهل الناس تتقبلها وعارفة كويس ان في ناس كتير سمعتها سيئة بس انا مش منهم وواثقة من نفسي وتربيتي كويس
جاد محدش جال غير اكده ومش معني اني خاېف عليكي تزعلي وتجولي اني خاېف علي حالي.. مهنكرش واجولك لاه بس حجي اخاڤ علي نفسي وعليكي وعلي اسم ابوكي الله يرحمه
ميادة پغضب ممزوج بضعف وتوتر وترقب لما سيحدث لاحقا
وانا مش فارق معايا اسم عيلتك ده ولا انت ولا أنا فارقة مع نفسي انا اللي يهمني دلوقتي الناس اللي ربوني وحافظوا عليا وبسببي اكيد هيتعرضوا لأذية واسئلة ملهاش أخر..
نوارة يابتي وهما هيتأذوا في ايه!
ميادة بحدة حضرتك بابا يزيد مسجلني باسمه يعني تزوير في اوراق رسمية.. فاهمة ده معناه ايه الراجل ممكن يتسجن.. انا مش هسمح لأي مخلوق يأذيهم
نوارة بتحير والحل يابتي.. هنعملوا ايه 
ميادة بجدية هسافر يا ماما هسافر انا وهما لحد ما الدنيا تهدي واعرف افكر واشوف حل
نوارة پانكسار وماله يابتي المهم تبجي زينة وبخير
القت ميادة بروحها المتعبة الي صدر نوارة الذي لم يهلكه الحقد والظلم بل زادته الايام طهارة ونقاء وكأنها تزداد بمرور الايام يقينا وايمانا يبدل ما يأتيها من أمواج قاټلة الي رياح هادئة يرسوا بقربها من اجهده طول السفر....
قبلت ميادة يد والدتها معتذرة بحزن قائلة
حقك عليا يا ماما.. انا أسفة بس ڠصب عني لازم احل الموضوع ده
نوارة خابرة ياجلبي ومهجدرش ازعل واصل ده انتي ضي عيني اللي اتحرمت منه ياما
أخذت سهيلة تنظر من خلف الستار الي هؤلاء الصحفيين المرابطين امام منزلها وكأنهم يتبرصون فريسة يودون الفتك بها.. تذكرت تلك اللحظات الاليمة التي كانت تلاحقها عدسات المصورين عقب ۏفاة طفلتها وطلاقها من يوسف.. ترى هل تتعرض لتلك المأساة مرة ثانية ولكن تلك المرة ستكون القاضية.. لن تتحمل خسارة يزيد وفقدان طفلتها الثانية.. سيكون مۏتا محتما لروحها تلك المرة.. احتضنها يزيد من ظهرها فاستشعرت أمانها الغائب وتحدث بحب قائلا
متقلقيش ياسهيلة كله هيعدي واحنا عاملين حساب مشاكل زي دي
سهيلة اهل ديدا مش هيسكتوا اكيد هما السبب في اللي اتكتب ده يمكن بيضغطوا علينا علشان نسيبها ونسافر
يزيد مټخافيش حتي لو ده حقيقي فأحنا لو سافرنا هتكون هي معانا الناس دي ملهمش أمان ووالدتها مش هتقدر تحميها
نظرت اليه وكأنها تعاتبه فابتسم قائلا
ايوة والدتها يا سهيلة ومسكينة اتحرمت منها سنين وكانت پتتعذب وهي متعرفش حاجة عنها.. انا حاسس بيكي ومقدر خۏفك بس اطمني الست واضح انها طيبة بس مغلوبة علي امرها
سهيلة خاېفة يا يزيد.. عليها ومنهم
خاېفة حبها لنوح يضعفها وتفضل معاهم وتنسانا
يزيد يبقي متعرفيش بنتك كويس وتربيتنا راحت عالفاضي.. اراهنك انها هتكون هنا بكرة بالكتير
سهيلة بسعادة ياريت.. وحشتني جدا ونفسي اشوفها اول مرة تبعد عني الفترة دي كلها
قرأ نوح الأخبار مرة وأخرى يحاول اكتشاف المغزى وراء تلك الكلمات المغلوطة حول ميادة فمن نشر تلك الصور لا يود سوى الاساءة لميادة فمن ضمن المذكور عنها أنها تركت قريتها وهربت بحثا عن الشهرة والنجومية.. لم يذكر التقرير المرفق بمجموعة الصور الخاص بطفولتها انها زوجة نوح بل مكتوب انها تقربت منه بعدما صار رجل اعمال ذو شأن طامعة بأمواله...
تنهد بضيق فعقله يوجهه ناحية والدته لكنه يعلم انها غير قادرة علي فعل ذلك فكيف لها ان تنشر تلك الاشياء بمواقع الانترنت وليس لديها دراية بتلك الأمور...
مرر يده بين خصلات شعره بقسۏة وكأنه يود اقتلاعها من جذورها.. لا يعلم لم تعانده الدنيا هكذا ولم يبدو القرب منها مستحيلا هكذا.. لما توضع بينهما الحواجز وتبني العوائق عمدا.. لقد اضناه الهجر واتعبه الاشتياق وفاض الكيل مما يحدث..
أغمض عينيه يحاول ان يفيق ويجد مخرجا فلم يجد أمامه سوى الدعاء لخالقه بتفريج همه... 
عاد مصطفي مرة ثانية الي بيت هيام وظل جالسا بسيارته يود الصعود الي مسكنها مرة اخرى واحتضانها والاعتذار اليها لكنه لن يفعل.. لن يفعل لأنه غير قادر علي البدء من جديد..
ربما قد ظلمها عندما تمادي في علاقته بها سينكسر قلبها بسببه بينما هو لن ينسي ماضيه الذي اضاع منه الكثير ويبدو انه سيبقي حبيسا داخل جدرانه المظلمة.. ادمعت عيناه من فرط حزنه.. اغمض عينيه ووضع رأسه فوق المقود الذي أمامه الي ان اتاه اتصال من ميادة
اجابه متلهفا وقبل ان تتحدث قص عليها ما حدث منه وما قالته هيام
صدمت ميادة مما قاله لكنها تداركت الأمر وتحدثت اليه بجدية ونفي قائلة
حضرتك بالعقل يعني هيام هتجيب صوري وانا طفلة منين!
مصطفي پصدمة ها.. تقصدي ايه.. يعني هيام بريئة..
ميادة الصور المنشورة دي من بيت ابويا.. صوري وانا طفلة صغيرة.. يعني هيام بريئة لدرجة اجبرتك تنسي وهم انت عيشته سنين بس واضح انك لسه بتقاوم ورافض تستسلم واخدت اللي حصل حجة علشان تبعد.. انا معرفش هيام من سنين بس اقدر اقولك انها مستحيل تعمل كده.. بجد صدمتني يا خالو.. ياريت تحاول تصلح الغلط اللي انت عملته لأني مش هقدر اسامح نفسي وكل ده حصل بسببي...
أسرعت ميادة تجاه منزل نوح وكأنها تختبر قوته هو الاخر ترى هل سيخذلها مثلما فعل مصطفي مع هيام أم سيصبح سندا لها.. دلفت الي الداخل فوجدت شهيرة تطالعها بشماته جعلتها تتيقن انها وراء ما حدث.. ابتسمت ميادة بسخرية قائلة
كيفك ياعمة.. شكلك مبسوطة جوي
شهيرة لاه يابت نوارة.. مهبجاش مبسوطة واصل طول ما انتي جدامي اكده
ميادة بتعجب في الحقيقة انتي كائن ملوش وصف.. ليه بتكرهينا كده ايه المبرر يعني.. !!معقول انتي طبيعية ولا عندك خلل
نوح بحدة ميادة عيب اكده
ميادة پغضب اسكت
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 43 صفحات