حلم ولا علم بقلم منى لطفي
بالنسبة للنضارة تقدر تقوول النضارة بتدى نوع من الجدية في المظهر وانا اول ما اشتغلت عندك في السكرتارية مدام ليلى اكدت على الجدية في المظهر واللبس فأنا بتبع ارشادتها مش اكتر!
أجاب امجد بحسم
خلاص طالما كدا ممكن بأه تقلعي النضارة دى وتحطيها في جرابها لانى احب لما اتكلم ابص في عنين اللى بتكلم معاه!
فعلت ما طلبه منها في حين نظر اليها بخبث وشبح ابتسامة ماكرة تلوح على شفتيه وتابع
تمام كدا بس موضوع انك لسه ماقبلتيش طلبي واتقدم لوالدك انا اكيد هتقدم له والدك انسان محترم وانا راجل عارف الاصول بس اسمحيلي اظن ان ردك وصلني اول ما استأذنتي وروحتي الحمام ورشيتي المايه في وشك علشان تتأكدي حلم ولا علم بدليل الماية اللي مغرقة الفستان عندك ولا انا غلطان
عنده حق ما انت زى ما تكونى مش معشمة ما صدقتي نطق الكلمة وشبطتي! فيه واحده تعمل كدا ترش نفسها بالماية علشان تتأكد انه جالها عريس صحيح هو مش اي عريس ومن ساعه ما اشتغلت في مكتبه من اكتر من سنتين وانت حلم حياتك انه يبصلك بس بس بردو ارسمي نفسك اتقلي اعملى اي منظر مش عريس يا ابوووي وشبطت اقوله ايه دا دلوقتى دا
وفجأه ارتسمت بسمة ماكرة على شفتيها وهى ترد عليه قائلة
احيانا الحلم بيبقى كابووس او العكس!!
مش فاهم ازاى يعني يعني قصدك انه العلم ممكن يكون كابوس فنفسك يطلع اللي بيحصل حلم علشان كدا
هزت برأسها بالموافقة على كلامه وهى تقول بلهجة مغيظة
تمااااااااام هو كدا انا رشيت الماية من الخضة حضرتك مش من الفرحة!!
قبض على يديه من الغيظ فقد نجحت باغاظته فهتف وهو عاقدا لجبينه
عموما أيا كان حلم ولا علم احنا دلوقتى في العلم وانا فتحت الموضوع معاكى قبل ما افاتح والدك في الموضوع بشكل رسمي فياريت تقوليلي رايك المبدئي على الاقل
نظرت اليه جيدا وقد كټفت ذراعيها على الطاولة امامها قائلة
ليه استغرب من سؤالها فأوضحت قائلة
اظن انك توافقني انها حاجة غريبة شوية! انا بشتغل عندك فعليا من اكتر من سنتين ومتأكده انك ما اخدتش بالك منى الا من اسبوع بس ودى مده بسيطة جدا انك تفكر في انسان ترتبط بيه علشان تكملوا حياتكم سوا وانا متأكده بردو انه شخصيتك مش الشخصية المتسرعه يبقى اكيد في سبب قوى ممكن اعرفه اظن من حقي !!
ابتسم محركا رأسه يمينا ويسارا وهو يقول
ماشاء الله عليكي لماحة فعلا هو في سبب اكيد طبعا وجوهرى وعملي كمان واكيد من حقك تعرفيه
انتي اكيد خدت بالك من المكالمة اللي جاتلى من شوية هزت براسها ايجابا في حين استمر هو بالكلام قائلا انا كبير اخواتى عندى 36 سنه ليا اخ واخت توأم علا و علاء اختى بتدرس آداب انجليزي واخويا بيدرس سياحه وفنادق والدي اتوفى وانا في المدرسة في ثانوى وعشنا مع جدى ابو والدى امى من النوع الطيب المسالم كان جدي بيقرر لنا كل حاجه حتى الكلية اللى انا دخلتها الهندسة هو اللي صمم يختارها لي علشان لما اتخرج اشتغل في شركته انا ذاكرت واجتهدت لغاية ما اخدت منحه للماجيستير من اكبر جامعه في كاليفورنيا وبالفعل سافرت وهو كان رافض تماما لكدا ورأيه انى اشتغل في الشركة بتاعته مش محتاج منحة بس انا صممت وسافرت وهناك عرفت قيمة الانسان لما يعتمد على نفسه ويبنى نفسه بنفسه اشتغلت في كذا شغلانه بسيطة جنب دراستي ما اقدرش انكر انه عمره ما بخل عليا بالعكس اللي كنت بطلبه كان بيديني ضعفه بس انا اللي كنت حاسس انى بمد ايدي ليه ودا احساس صعب تقدري تقولي عزة نفس بس جامده عموما اشتغلت علشان كنت لازم أعتمد على نفسي كنت بصرف على نفسي وهو طبعا كان بيبعت لي مبلغ كل شهر ما كنتش برضى أصرف منه مليم الا في أضيق الظروف واول ما المنحه خلصت ورجعت مصر بعت حتة أرض كانت جدتي الله يرحمه كتباها بإسمي اول ما اتولدت لأني اول حفيد ليها والارض علشان حظي الحلو دخلت كردون مباني وطبعا لأني عدي تال 21 سنة استلمتها وبعتها وبتمنها ابتديت أول مشرع ليا واكيد جدي كان رافض وبشدة المهم الشركة الصغيرة بقيت شركة كبيرة بس ما اقدرش انكر انى جوايا كنت ببص على الشركة الاصليه بتاعت جدي هى كانت حلمى من الاساس ورفضي انى اشتغل فيها انى كنت عاوز لما ادخلها اكون على قدر المساواة مع صاحبها اللي هو جدي بصرف النظر عن العمر والخبرة بس انا كمان ابتديت من الصفر وكونت نفسي بنفسي مش شركته هى اللي علمتنى او عملتنى وهو بئاله فترة بيلح عليا انى امسك شركة العيلة اللي هيا امبراطورية في حد ذاتها وانا موافق لكنه بيدخل في حياتى بإستمرار وآخر حاجه انه عاوز يختار لي عروسة !!
ما ان سمعت عبارته الأخيرة حتى اعتدلت جيدا في جلستها فقد علمت ان الجزء القادم من الحديث يخصها هي بشكل او بآخر واستمر قائلا
لكن انا مش عيل صغير ووالدتى ضعيفة قدامه وعاوزة تسعده بأي طريقة لانه عاملها هى وولادها احسن معامله وما بخلشي علينا في تعليمنا ودى حاجه مقدرش انكرها مع العلم انى من وقت طويل وانا بدي والدتى اللي يكفيها هى واخواتى وزياده لكن جدي بيرفض انهم يصرفوا منه مليم طول ما هو عايش نيجي بئه لسبب طلبي الجواز منك زي ما قلتلك صحة جدى في النازل وكان مر بظروف صحية صعبة اووى وربنا نجاه منها على خير وأمله انى امسك شركة العيلة وانى اكون مستقر مع زوجة كويسة وبما انى عارف جدى وانه عمال يصر على انه يشوفنى فأنا متأكد انه عنده ليا عروسة على مزاجه وعلشان كدا انا فكرت كدا كدا انا 36 سنه يعني لازم افكر في الاستقرار يبقى ليه استنى جدى يختار لي وانا في استطاعتى اختار عروسة مناسبة ليا نيجي لسؤالك اللي انا عارفه ايش معنى انت هقولك انتي من بيت طيب والدك انسان ممتاز انا اعجبت بيه وبتفكيره انت انسانه ذكية ولبقة صحيح انك مندفعه شوية في كلامك وتصرفاتك لكن دا في رأيي صراحة انت مش بتحاولى تزوئي كلامك ولا تصرفاتك وبعدين انا حاسس انك عقلانية جوازنا هيكون جواز عقلانى مش حب وكلام فاضي 112 هي كدا بيتهيألي رأيي صح مش كدا ولا ايه
نظر اليها منتظرا ردها عليه وهو مبتسم ولكن ابتسامته ما لبثت ان تلاشت تماما عندما سمع اجابتها وهى تقول كمن خاب أمله وقد ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها
ايه!!
تساءل باستغراب
نعم
أجابته مبتسمة ابتسامه خفيفة مليئة بخيبة الامل
انت بتقول مش كدا ولا ايه انا بقولك ايه للاسف حساباتك ممكن في الشغل والصفقات لكن العلاقات الانسانية عمرها ما تتحسب ابدا كدا! وانا آسفة انا يمكن اظهر انى صريحه وعفوية وعملية لكن زي ما بسأل عقلي في اي خطوة لازم كمان اسأل قلبي فأنا للاسف على مواصفاتك يبقى ما انفعش! لانى عاوزة الجواز اللي مبني على الحب والمودة والتفاهم اللي حسبته قلب عقل حب و جواز وسعاده لكن حسبتك ناقصة كتيير أووي! جايز جدا واكيد هتلاقي اللي حسبتها شبه حسبتك لكن الاكيد انها مش انا!
ثم ما لبثت ان قامت وهى تتناول حقيبتها اليدوية ونظرت اليه واكملت قائلة
أنا آسفة أ أمجد الاجابة على طلب حضرتك لأ عن اذنك
خرجت هبة من الفندق وهى لا ترى امامها من الدموع التى تغشى عينيها وهى تدعو الله ان تظل متماسكة حتى تصل الى منزلها فتبكي حتى يرتاح قلبها ولو انها تعلم ان قلبها ما يزال امامه وقت طوييل حتى يبرأ مما حدث له كيف لم تستطع ان ترى انه رجل اعمال كل شئ لديه يقاس بمقياس المكسب والخسارة! هو اكبر منها بما يزيد عن 12 سنه ولكنها لم ترى
فارق السن كبيرا لدرجة مخيفه بل شعرت انه يستطيع ان يحتويها!
هي لا تستطع ان تنسى متى خفق له قلبها تحديدا!
كان ذلك منذ اكثر ما يقرب العام كانت قد تأخرت عن موعد قدومها للعمل لمرضها المفاجئ ولانها لا تريد ان تطلب اذنا بالغياب لمرضها فهى قد استطاعت مؤخرا كسب ثقة مدام ليلى في عملها وجديتها فلا تريدها ان تعتقد انها كغيرها ممن لا يأخذن امر العمل بجدية
دخلت مكتبها وقامت بصنع كوب من القهوة ارتشفته وهى تعمل على الكمبيوتر لاحظت مدام ليلى تعبها واصرت عليها ان تغادر الى بيتها ولكنها اخبرتها انها بخير وان هذه اعراض رشح بسيط في حين انها كانت ترتجف من السخونه في داخلها
قامت لتضع الملف الذي تعمل عليه على مكتب رئيستها وما ان استدارت لتعود لمكانها حتى احست بشئ اسود يلفها وهبطت في ظلام عميق ولم تشعر الا وذراعين قويتين يمسكان بها قبل ان ېلمس جسدها الارض
افاقت من اغماءتها لتجد نفسها ممدة على اريكة جلدية وعينين لم ترى في روعتهما وسوادهما ينظران اليها ولحية خفيفة على وجهه مع غمازة في وجنته اليمنى ظهرت ما ان ابتسم قليلا في وجهها وهو يسألها باهتمام
عاملة ايه دلوقتى حاسة بايه
حاولت النهوض فساعدها على الجلوس وشعرت بالاطمئنان عندما لم تعاودها نوبة الدوار ثانية وافاقت على صوت مدام ليلى وهى تقول بقلق واضح
كدا يا هبة ! انا مش قلتلك انك تعبانه ولازم تروحى لكن انت الله يهديكى عنيده كويس ان أ أمجد دخل وقتها هو الي جابك هنا
نظرت هبة الى منقذها وابتسمت ابتسامه خفيفة وقالت
آسفه على الازعاج ومتشكرة اووى لحضرتك
وما ان همت بالوقوف حتى وجدت من يمسك بها ويجلسها مكانها بقوة هاتفا
انت رايحه فين دكتور الشركة جاي يشوفك حالا مش