انتي حقي انا بقلم نورهان حسني
خلاص عادي مش عايزاها خالص برده عادي هي حرة في طريقتها و مادام أنتي بتعملي الصح و الواجب خلاص مش مشكلة أي حد تاني أوعي تسمحي لحد يا فيروز إنه يقلل ثقتك من نفسك فاهمه أقصد إي
ظهر شبح الإبتسامة علي وجه فيروز وقالت فاهمه
قام حسن وقال يبقي الدموع دي مش عايز أشوفها تاني
قامت فيروز لتكون في مستوي حسن وقالت حاضر
حسن بضيق بالغ طيب نازل
أغلق حسن الباب و ذهب ما أخته تاركا فيروز كالمخدرة من تأثير انتبهت فيروز أخيرا لنفسها و ذهبت إلي سناء
فاقت فيروز من صراع عقلها و قلبها علي صوت حماتها تقول فيروز فيروز
فيروز بانتباه أيوة يا ماما
حنان سناء بتشاور ليكي يا بنتي
سارت فيروز في اتجاه سناء غير مبالية لنظرات غادة و سميرة الساخرة
مع دقات الساعة معلنه حلول منتصف الليل كان عامر ممسك بيد زوجته متجهين إلي جناحهم الخاص في قصر آل توفيق ودعوا أهلهم بسعادة وصعدوا لغرفتهم لبدء حياتهم الزوجية تحت رعاية الله
في منزل سميرة و زوجها
أغلقت سميرة باب الحمام الملحق بغرفتها و جلست أمام مرآتها تصفف شعرها ليقول زوجها ناصر عملتي إي في اللي قولتلك عليه !!
سميرة بضيق أعمل إي يعني يا ناصر دي حاجه بتاعت ربنا
ناصر پغضب مكتوم و أنا بقولك هنكشف و بس أعملي حسابك أول ما نسافر هنروح لدكتور صاحبي نطمن
اقترب ناصر منها بابتسامة و قبل رأسها قائلأ متزعليش مني يا حبيبتي بس أنا نفسي في ابن منك
ابتسمت سميرة بقلق وقالت بإذن الله يا حبيبي
أنهت حمامها الدافئ و خرجت لتجد الغرفة خالية وقفت تنظر إلي نفسها في المرآة محادثه نفسها كانت سعيدة جدا اليوم و ي بفستانها الأبيض يا تري كيف يكون هذا الشعور لقد حرمتني تلك الحياة منه و من أحاسيس أخري يا الله ماذا أفعل لقد أوشكت علي الجنون
شعرت بخاتم زواجها بيدها كأنه يحدثها لقد منح الله لكي زوج يحبك و لا يريد سوي سعادتك
نظرت فيروز مرة أخري للمرآة ليمر أمامها كل لحظة عاشتها مع حسن لامت نفسها كثيرا وكثيرا فمهما كانت فرحت سناء في يوم زفافها لن تكون كفرحتها مع حسن
زفرت بهدوء و اتجهت نحو خزانة ملابسها و بداخلها صراع هائل بين عقلها و قلبها
فتحت خزانتها و اختارت ثوب حريري باللون الكحلي منقوش من أعلي الصدر ارتدته و اكتفت بأحمر الشفاه الذي أضاف جمال علي شفتيها
ما إن انتهت وضع أحمر الشفاه حتي فتح باب الغرفة و هو يظن أنها نائمة ليجدها بكامل زينتها
لم يظهر أي تعابير و لم تنطق شفتاه بحرف و إنما أخذ ملابسه و أخذ حمام بارد و عقله قارب علي الإڼفجار من كثرة التفكير
بعد أن أنهي حسن حمامه خرج ليجد فيروز مدثره بغطائها فقال لنفسهلا أعلم ماذا أفعلأحببتك بغير إرادتي!! و الآن أصبحت قلقا من أن أقترب منك فتظنين أنه حب و فقط
زفر حسن بضيق و جلس علي فراشه و قبل أن يغمض عيناه شعر برأسها علي صدره و يدها تحيط به
نظر حسن لها لتفتح عينيها بابتسامة هادئة و تقول بحبك
اڼهارت كل الصراعات التي كانت بداخل حسن و قال بصوت هادئ ليه
اندهشت فيروز من سؤاله و لكن قلبها هو من أملي عليها الإجابة قائلة عشان أنت الوحيد اللي بطمن معاه عشان لما حبيبتك مفكرتش في فرق السن اللي بينا و لا أنا إي و أنت إي عشان لما كنا النهاردة في الفرح و ألاقي واحدة من قرايبك بتسلم عليك ببقي نفسي أخنقها عشان مبخفش و أنت جمبي عشان ببقي مرتاحة و أنا سامعه صوتك عشان عارفه إن لو في يوم الدنيا جيت عليا هتقف جمبي و تحميني عشان لما ببعد عنك بحس إني بمۏت بالبطئ عشان أنت الراجل الوحيد اللي يدق قلبي عشانه و أنوثتي تبقي ليه هو وبس
عشان مينفعش غير أني أحبك
كان حسن في حالة بين سعادته بكلام فيروز و صډمته من مشاعرها اتجاهه لام عقله علي التفكير في البعد عنها و لو لدقائق لام نفسه عندما ظن أنها محرومة من السعادة معه شعر أن مشاعره لا تساوي شئ أمام مشاعرها الصادقة لم يستطع أن يجمع الكلمات و لم يقدر علي أن يلملم شتات نفسه سارت رعشة غريبة بجسده و انتفضت قلبه وقال
بصوت حنون بعشقك يا فيروز
ابتسمت فيروز بفرحة و قبل أن تتكلم اطفأ حسن الإضاءة التي كانت بجانبه
و اقترب لتستسلم له زوجته و يعيشان ليلة من ليالي العمر
ليلة صارح فيها العاشقان عن مشاعرهم كلها ليلة أصبحوا فيها كالروح الواحدة المنقسمة علي جسدان ليلة تعاهدوا فيها علي ألا يفرقهم في هذا الزمان إلا المۏت
الفصل 17
مر أسبوع علي زواج عامر و سناء اللذان سافرا لقضاء عطلتهم و سافرت سميرة مع زوجها أما غادة مازالت تدب سمها في طفلها و زوجها لكره فيروز بل و حسن أيضا أما فيروز و حسن مرت أيامهم بسلام أصبحوا كأي زواجان تنعم حياتهم بالحب
و في أحد الأيام انتظرت حتى غادر والدها إلي عمله و دخلت المكتب بهدوء و ظلت في محاولة لفتح هذا الدرج الذي ظلت أكثر من شهر تحاول أن تعلم ما بداخله زفرت بضيق و أرجعت رأسها للخلف و هي تقولمخبي عن إي يا بابا
نظرت هدير إلي صورة ملقاة في سلة القمامة اتسعت عينيها دهشة وأمسكت بالصورة لتجدها لوالدها إسماعيل مع حسن صديق عمره و والدتها !! زفرت بضيق لتزداد شكوكها حول والدها الذي تغيير حاله منذ زيارة حسن الأخيرة
في قصر آل توفيق
حملت فيروز حقيبتها قائلة أنا همشي بقي يا ماما
حنان ما تخليكي شوية كمان يا بنتي
فيروز بإذن الله هأجي مع حسن يا ماما
حنان بابتسامة طيب يا حبيبتي في أمان الله
أكملت حنان متسائلة السواق معاكي بره عشان يوصلك
فيروز أيوة يا ماما عن إذنك
سارت فيروز في طريقها للسيارة و لكن أوقفها رؤية ماهر يلعب وحيدا في الحديقة سارت اتجاهه و نزلت في مستواه وقالت ممكن ألعب معاك !!!
كاد ماهر أن يقول أجل و لكن أوقفه صڤعة والدته في آخر مرة كان بها مع فيروز ليقول پغضب لا مش عايز تلعبي معايا و لا تقعدي معايا أصلا
اختفت ابتسامة فيروز تدريجيا فهي تعلم أن غادة دبت سمومها في هذا الطفل أيضا و لكنها أخرجت كيس صغير من حقيبتها يمتلأ بالحلوي و وضعته بجانب ماهر وقالت طب خلاص أنا همشي بس عمو حسن باعتلك دا معايا
عادت فيروز إلي السيارة و مسحت دمعة دافئة سقطت من عينيها وقالت بصوت يملأه الحزن علي الفيلا يا عم عبده
في المساء دخل حسن الغرفة ليجد فيروز نائمة علي فراشها كالجنين ضامه قدمها إلي صدرها
اقترب حسن منها و دثرها بالغطاء و قال في واحدة نايمة رموشها بتتحرك كدا
فتحت فيروز عينيها ببطء لتظهر الدموع المتجمعة في عينيها و تقول بصوت متقطع حسن هو أنا وحشة أوي كدا
عقد حسن حاجبيه بتعجب وقال في إي يا فيروز حصل إي
ألقت فيروز نفسها بين ذراعي حسن و زاد صوت بكائها و حسن في حالة من الدهشة الممزوجة بالقلق
تمسكت فيروز بحسن و هي ترتعش و حسن يحاول أن يهدأ من حالتها هذه إلا أن قل صوت بكائها و اختفت رعشة جسدها و بدأت تقص علي حسن ما حدث من ماهر و حزنها من غادة التي تدب الكره ناحيتها حتي في هذا الطفل الصغير
فيروز بصوت يغلب عليه البكاء أنا بقيت حاسه إني مرض الكل خاېف يقرب منه هو أنا عملت إي غلط يا حسن أنا اللي قولت لماما تتجوز بعد مۏت بابا علطول و لا أنا اللي قولت لجوزها يعيشني كل يوم في ړعب أنا مغلطتش لما هربت منه عشان أدافع عن نفسي و لا غلطت لما أشتغلت و سبت الشغل عشان واحد كل تفكيره في جسمي و لا كان بإيدي أقابلك و لا إنك تحبي الحاجة الوحيدة اللي اختارتها بنفسي إني حبيتك و قبلت أكون مراتك هو دا بقي ذنب يا حسن هو دا بقي ذنب الكل بيبص ليا باحتقار عشان أجوزتك رغم فرق السن و كل تفكيرهم إني أجوزتك عشان الفلوس
زاد بكاء فيروز و تعلقها بحسن وقالت خليهم ياخدوا كل حاجه و أنا مستعدة أكتب إني مش عايزه منك غير يحميني من الدنيا دي مش عايزه حاجه غير إني أبقي مطمنه يا حسن
كان حسن يسمعها في صمت غاضب من تصرفات زوجة أخيه حزين علي حالة فيروز تلك جن جنونه من دموعها السائلة علي أشخاص لا يستحقوا أن ټنزف تلك العيون دمعة واحدة عليهم
مسح بيده علي
رأسها و هو يقول أهدي يا فيروز أهدي مفيش حاجه هتفرقني عنك غير مۏتي عمري ما هسيبك يا فيروز دا أنتي الوحيدة