سقطت من عيني
اقاربهم الفقراء ...... يعمل لدى شقيقها ....... ورغم علمها بأنه لم ينل أى قسط من التعليم بالأضافة لرقة حاله ...... الا أنها رغم ذلك قد شعرت بالأرتياح للتخلص من الزواج من مختار ...... خاصة وهى كانت تلاحظ نظرات الأعجاب التى يلاحقها بها فاروق ........ فتمنت أن يكون زواجها منه نهاية لمعانتها ببيت أخيها ...... ولكن ذهبت أمانيها هباء فلم يغير الزواج أى شئ ..... فقد تزوجت بغرفة ببيت أخيها وظلت قائمه على خدمتهم كما لم يمنعهم زواجها من المداومه على ټعنيفها وضربها اذا تطلب الأمر ....... التغير الوحيد الذى طرأ بحياتها هو تدليل فاروق الشديد لها بغرفتهما ........ فقد اكتشفت بأن زوجها عاشق لها حتى النخاع ....... يتألم لألمها أكثر منها ولكن سلبيته وضعف شخصيته أمام أخيها ...... تمنعانه من الدفاع عنها ويكتفى بأحتضانها والتخفيف عنها بكلمات المواساة ...... أو تضميد چراحها وتدليك كدماتها ان وجدت ........ ورغم ذلك كانت سعيدة بحياتها فهى قد حرمت من الحنان والحب منذ طفولتها وهذا أكثر ما يملكه زوجها فاروق ..... وبعد عده أشهر من زواجهما زادت سعادتها بمعرفتها بأنها تحمل جنين باحشاءها ........ ورغم حملها لم ترحمها نوال زوجة اخيها من أعباء خدمتها بل تمادت فى احدى المرات التى أغضبتها بها سهير حيث لم تقم ببعض الأشياء بالنحو الذى يرضيها فقامت
فى المشفى
أفاقت سهير من أغماءها لتجد فاروق يبكى وهو جالس بجوارها بينما تتواجد طبيبة تحاول تهدئته تقريبا هى بدأت تفوق ...... أهدى شوية ...... معقول بتحبها للدرجة دى
سهير بوهن فاروق
فاروق بلهفة سهير ....... يا قلب فاروق ...... ياروح فاروق ........كده أهون عليكى تفزعينى عليكى بالشكل ده
الطبيبة الحمد لله ...... أنت مش متخيلة حالته من ساعة ما جيتى ..... كلنا كنا خايفين يحصل له حاجة ....... وابقى خدى بالك وانت نزلة السلم المرة الجاية ..... المرة دى ربنا ستر
الطبيبة جيتى من حوالى خمس ساعات ...... ونزفتى جامد ....... بس الحمد الله قدرنا نوقف الڼزيف
سهير پذعر والحمل
الطبيبة مټخافيش احنا قدرنا نوقف الڼزيف ونحافظ على الحمل .......... وعرفنا كمان انها بنوتة زى القمر ......... بس هى بتقول لك انت ضعيفة قوى ياماما وعشان كده انا تعبانة فياريت تتغذى كويس عشان تقدرة تحفظى عليا
أصابتها كلمات الطبيبة بمقټل ........ هى حامل بانثى ......... حلم حياتها بالحصول على طفلة تكن الابنة والصديقة والاخت على وشك التحقق ....... ولكن هل ستحقق هى احلام تلك الصغيرة القادمة ........ام تخضع لسامى ليجعلها خادمه باملاكها كما خضعت امها......... نعم هى ضعيفة كما قالت الطبيبة........ ليس ضعف البدن بسبب سوء التغذية ....... بل ضعف النفس بسبب سوء التربية ....... لقد ربياها على الخضوع والمذله وقد قبلت بهما لنفسها ........ ولكن لا والله لن ترضى بذلك لابنتها ابدا....... وكما قالت الطبيبة ابنتها تحتاجها قوية لتستطيع الحفاظ عليها.......فلتكن قوية بها ولها حتى تحظى ابنتها بحياة افضل مما عاشته هى .........حياة ابنتها على المحك وهى لن تخذلها ........ لتكن ابنتها حياة جديدة لها هى ايضا تحقق لها مالم تستطع تحقيقه لنفسها فاستجمعت قواها ونظرت للطبيبة وقالت بقوة انا ما وقعتش من على السلم ......... نوال مرات اخويا هى اللى ضربتنى وكانت هتسقطنى ........احست بارتعاش يديه الممسكه بيدها وتوقفه عن النحيب .......... ولكنها لم تبالى فان تقاعص هو عن حمايتها فيما سبق فلن تتقاعص هى عن حماية حياتها وابنتها مهما كان الثمن
سهير بعزم ايوه ......... ودى مش اول مرة هى واخويا يضربونى ........ بس المرات اللى فاتت حقى كان بيروح ....... بس المرة دى حق بنتى مش هيروح ........ انا عايزة اعمل محضر
الطبيبه وهى تخرج بسرعه طبعا دى........ انا هبلغ المركز فورا
فاروق پذعر انت اتجننتى .......... بتبلغى عن الست نوال ........ ده سى سامى ده غير اهلها ........ دى عمها يبقي من كبارات البلد ....وبرجاء.... انت تتنزلى عن البلاغ ده حالا ونعتذر لهم ونقول انهم ادوكى بنج خلاكى تخترفى باى كلام
جاء ضابط من الشرطة لاخذ اقوالها ....... فاعادت ما قلته للطبيبة واثناء المحضر اقتحم سامى غرفتها
سامى پغضب بتبلغى عن ستك يا بنت الخدامه .......... طيب هى خلتك تنزفى بس ......... انا بقى هجيب اجلك واجل اللى فى بطنك اللى بتتحامى فيه
ليتصدى له الضابط ويشل حركته قائلا بتتعدى عليها اثناء المحضر..... طيب اعترافك على مراتك انا هسجله فى المحضر يا سبع ........ ده غير المحضر الجديد لك بالتعدى والټهديد بالاجهاض والمحضر ده انا و الاتنين عساكر دول شاهدين عليه
سهير بهدوء بعد أذنك يا حضرة الضابط ...... سامى يبقى أخويا الكبير ...... كفاية المحضر الأولانى دلوقتى ...... وتاخد لى عليه تعهد بعدم التعرض ........ ولو حبيت أثبت اللى حصل دلوقتى فى محضر ...... هاطلب شهادة حضرتك ....... وكتر الف خيرك على وقفتك معايا
قام الضابط بما طلبته منه وبعد توقيع سامى على تعهد بعدم التعرض لها ...... قال له متوعدا اتفضل امشى .......
وحاول تحافظ على صحتك الفترة اللى هى قاعدها هنا لأنك لو هوبت ناحية المستشفى كلها مش أوضتها بس ....... حسابك هيبقى معايا أنا
سامى ماشى يا باشا
ونظر لها نظرات متوعدة وخرج
فى منزل جابر الغمراوى
سامى صارخا بعصبية عايزة تحبسى مرات سامى الغمراوى يابنت الخدامه
مختار الغمراوى بحدة اتكلم كويس يا سامى ...... هى فى بيت عمها كبير العيلة ...... وابويا جابها هنا على ضمانته ....... عشن تتراضوا
سامى بحدة وأنت عجبك كلامها ....... ميراث ايه اللى عايزه .....فى عرف مين البنات لها ميراث
سهير بقوة فى شرع ربنا ..... ولا عرفكم بقى اهم من شرع ربنا
سامى بعصبية اهى هتكفرنا واحنا قاعدين ...... لو مش بنفذ كلام ربنا مكنتش جيت..... انا هنا وقاعد معاكى عشان صلة الرحم اللى مابينا اللى ربنا منع قطعها
سهير پقهر لو بتعمل حساب لصلة الرحم ماكنتش حرمتنى من امى لحد ما ماټت ياسامى ...... أنت جيت علشان نوال المستخبية بعد ما وصل لها استدعاء النيابة
سامى بسخرية هو انت فاكرة ان عمها مايقدرش ينهى البلاغ الخايب بتاعك فى ثوانى
سهير بتهكم وانت فاكر انى معرفش أنه حاول ....... لكن سبحان الله أن الموضوع ده يحصل الأنتخابات ومحدش يرضى يتدخل عشان ما يتقالش استغلال نفوذ
سامى متهربا بارتباك ايه ياعمى انت جايبنى عشان تقعدنى قدامها تناطحنى كلمة بكلمه
جابر الغمراوى أنا جايبكم تتكلموا مع بعض عشان النفوس تتصافى ونحل المشكلة
سامى بتعالى خلاص يبقى تتنازل عن المحضر ...... وانا معنديش مانع انى اسامحها وخليها ترجع تعيش هى وجوزها فى بيتى ...... انما ميراث للبنت معندناش كلام من ده
سهير بسخرية كمان أنت اللى هتسامحنى ...... لعلمك انا لايمكن ارجع بيتك تانى ....... وبدل مافيش ميراث للبنات وقفت لأهل مراتك واخدت ميراثها ليه
سامى ضاحكا بسخرية وهو ينظر باحتقار لفاروق طيب ما تخلى جوزك يقف لى ويجيب لك ميراثك
مختار بحدة ايوه ..... ماهى دى نيتك من الأول اول ماعرفت انى هاتقدم لها جريت وجوزتها خيال الماته ده عشان محدش يقدر يقف لك
نظرت سهير لشحوب وجه زوجها ونظرات الخزى بعينيه فصاحت بهم أنا جوزى مش خيال ماته يا مختار انا جوزى سيد الناس
سامى هازئا وما دام هو رجل قوى كده ...... ما يتكلم هو بدل ما انت واقفه فى وسط الرجاله
سهير مدافعه جوزى ساكت علشان عارف الأصول ....... وعارف أنه مينفعش يدخل بين واحدة واخوها ...... العيب على اللى ساب مراته تتدخل بينه وبين اخته وخلاها تخدمها وتضربها
سامى وهو يهم بتلقحى على بالكلام يا بنت الخدامه
كان يظن أنه عندما يقترب سترتعد وتحاول الأختباء خلف عمها ولكنه وجدها ثابتة تنظر له بقوة وتتحدث بجراءة لم يعهدها بها
سهير بحزم اياك تفتكرانك هتقدر تمد ايدك على تانى ....... ولا انى ارجع اخدمك بلقمتى اللى بغمسها بالذل
جابر الغمراوى بحدة ايه .... ياولاد اخويا ..... ماليش قيمه وسطيكم ..... هتضرب اختك قدامى .... وانت واقفه تردى ومش عامله حساب لكبير ولاصغير
سامى باستسلام مقامك على راسنا ياعمى
سهير باعتذار حقك على ياعمى
جابر الغمراوى بحزم خلاص ماټ الكلام ....... سهير ترجع تعيش هى وجوزها فى بيت أبوها ....... وحتة الأرض اللى جنبه يتولاها فاروق ......... يزرعها ويقلعها ويأكلوا من خيرها
ردا معا باصوات متداخلة معترضة
سامى بحدة بنت الخدامه وجوزها هيبقوا صحاب ملك على حسابى
سهير بحزن ده ما يساوى ربع ورثى حتى
جابر الغمراوى بتوعد انا قلت حكمى ..... هتقبلوا بحكمى ...... ولا هتصغرونى
رددا بنفس الوقت .... معاش ولا كان اللى يصغرك ياعمى
الجزء الثاني
بعد مرور ست سنوات فى بيت فاطمة صديقة سهير وجارتها
أحتفلت سهير بعيد ميلاد حياة السادس بصحبة صديقتيها فاطمة وايمان وكذلك أحمد ومنار أبناء
ايمان
سهير بسعادة ربنا ما يحرمنى منكم كل سنة بتصمموا تعملوا لحياة عيد ميلادها عندكم
ايمان بحب احنا مش بنحتفل بعيد ميلاد حياة وبس ...... احنا بنحتفل بصداقتنا اللى ابتدات فى اليوم ده
فاطمة بضحك اما ده كان حتة يوم ...... انا وايمان كنا قاعدين بنرغى كالعادة ........ وفأجاة سمعنا صوات جامد ولما قلتلها أن اللى سكنت جنبنا جديد فى البيت المهجور هى اللى بتصوت ..... نقح عليها عرق حرية المرأة وشغل الجمعيات النسائية بتاعتها ....... وقالت أن أكيد جوزك بيضربك ...... وخرجت جرى وانا جريت وراها عشان الحقها قبل ما تخانقه ....... أول ما دخلنا لاقناكى نايمة على السرير بتصرخى من طلق الولادة ....... وجوزك قاعد تحت رجليكى على الأرض ماسك ايديك يبوسها ويعيط ...... وست ايمان اللى كانت جاية تخانقه قعدت تهديه
ايمان ضاحكة ولا ست فاطمة ..... اللى كانت عماله تهدينى وتقولى ما ترحيش هو حر مع مراته ...... راحت مزعقه له وقالت له ..... يعنى عياطك هو اللى هيولدها ....... وطردته بره الأوضة
سهير بحب ربنا يخليكم ليا أنتم الاتنين لولاكم كنت مت أنا وبنتى ساعتها ..... ولادتونى ....... وساعدتونى ..... وما سبتونيش لوحدى من ساعتها
فاطمة بحب