الأربعاء 27 نوفمبر 2024

لاجئه فى اسطنبول بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


البيتزا ستبرد و تفقد نكهتها إذا استمرينا بالحديث هكذا 
لوت ثغرها بعناد طفولي و هي تتجه الى الاريكة لتجلس عليه و هي تحدق به ببراءة تليق بها ليرفع علي كفيه باستسلام قائلا أميرتي صدقيني انا أقول الحقيقة أمهليني يومين فقط و ستجدين غيرها 
الين و هي تتظاهر بعدم تصديقه رافعة ابهامها بټهديد حسنا سأنتظر يومين فقط اليوم الثالث إذا وجدتها هنا فلن تراني ثانية و انا اعني حرفيا ما اقول تلك الغبية اكرهها لأنها لا تتدخر جهدا في محاولة الإيقاع بك بحركاتها المبتذلة و ابتسامتها القبيحة 1

اقترب علي منها ثم جلس بجانبها ليأخذ كفها في يديه مردفا بصدق نابع من عينيه المتيمتين بها الين حبيبتي يجب أن تعلمي انني منذ دخولك إلى حياتي فأنا لا أرى غيرك لقد تركت كل حياتي القديمة 
من أجلك فقط لذا لن أسمح لك بالابتعاد عني و تركي تأكدي من هذا حتى انني سوف اتكلم مع جان بشأننا اريد ان اتزوجك في أقرب وقت اريدك ان تصبحي لي حبيبتي 
ابتسمت ألين بخجل و هي تفتح أكياس الطعام قائلة حسنا علي لنأكل الان و بعدها سوف نتحدث 
رمقها علي بغيظ و هو يجذب الكيس من يدها قائلا بحنق انا أحدثك عن مشاعري و انت تتكلمين عن الطعام كتلة ثلج متنقلة 
___________
عند جان
بعد أن انتهى من مراجعة بعض الملفات المهمة فتح جهاز اللابتوب ليراقب ما يحدث في قصره او بالأحرى يرى زوجته الصغيرة التي اشتاق إليه
في هذه الساعات القليلة التي ابتعد فيها عليها قلب تسجيلات الكاميرات ببطئ يبحث عنها ليجدها أخيرا تجلس في المطبخ تأكل بعض الطعام بنهم و تتحدث مع إحدى الخادمات 
ضيق عينيه بتعجب من كمية الطعام الكثيرة الموجودة أمامها خاصة وجود طبق كبير من المأكولات البحرية ليتمتم بتساءل منذ متى و هي تأكل هذا النوع من الاطعمة هي حتى لاتطيق النظر اليه فكيف تأكله الان هذا غريب 
مرر اصابعه في خصلات شعره بتفكير و هو ينظر أمامه قبل أن يتذكر شيئا كان قد غاب عن ذاكرته تماما ليهمس بتساءل هل من الممكن أن تكون حامل 
اتسعت ابتسامته لهذه الفكرة قبل أن يغلق الحاسوب و يجذب جاكيت بدلته ليرتديه على عجل و بأخذ مفاتيحه و متعلقاته و يغادر مكتبه باتجاه القصر 
وصل خلال وقت قصير ليجد لين تجلس في الحديقة مع نازلي و أوس 
اتجه إليها و جلس الى جانبها ثم جذبها اليه ليحتضنها بلهفة لتحاول لين إبعاده قائلة بخجل جان ابتعد لسنا وحدنا 
ابتعد عنها قليلا ليتأمل وجهها الفاتن بنظرات عاشقة و هو يقول بحب لا يهمني فقد اشتقت اليك كثيرا لم ارك منذ سبع ساعات 
ضحكت نازلي بخفة و هي تشير الى أوس قائلة بمرح تعالى صغيري دعنا نذهب لنترك عصفوري الحب لوحدهما 
أشار جان لاخته لتجلس ثم قال بابتسامة لاداعي أختي فأنا سآخذ لين الى غرفتنا فقد استدعيت الطبيبة لفحصها 
نظرت له لين بتساؤل بينما رمقته نازلي بقلق قائلة لما الطبيبة جان هل هناك خطب ما بلين هل هي بخير 1
جان بهدوء لا تقلقي صغيرتي لا تشكو من شيئ فقط فحص روتيني لا غير 
قاطعهم رنين هاتفه ليقف جان من مكانه و هو يمسك بيد لين قائلا هيا حبيبتي لقد وصلت الطبيبة 
تبعته لين بقلق الى ان وصلا إلى جناحهما دفعها جان بلطف أمامه قائلا هيا لندخل الطبيبة بانتظارك في الداخل 
اومأت له بموافقة وهي تستمر بسيرها دخلا غرفتهما ليجدا إمرأة في الأربعينات من عمرها ترتدي نظارات طبية ما أن رأتهما حتى تقدمت اليهما قائلة بابتسامة مرحبا سيد جان انا ميرال الطبيبة لقد ارسلني الدكتور أرسلان 
جان و هو يصافحها مرحبا دكتورة هذه لين زوجتي انت طبعا تعلمين سبب استدائي لك 
أومأت له ميرال و هي تفتح حقيبها قائلة طبعا سيد جان ارجو من السيدة لين ان تتمدد على السرير لأستطيع فحصها بسهولة 
اتبعت لين تعليمات الطبيبة بمساعدة جان الذي كان يترقب إنتهاء الطبيبة من فحصها بفارغ الصبر 
بعد دقائق قصيرة من الفحص نزعت الطبيبة سماعاتها و هي تقول بمرح مبروك لكما بعد أقل من ثمانية أشهر سيصبح لديكما طفل صغير 
نظرت لها لين ببلاهة و هي ترتب ملابسها قائلة عذرا مالذي تقولينه 
قهقه جان بسعادة و هو يقبل جبينها قائلا بسعادة الطبيبة تقصد انك حامل صغيرتي 
رافق جان الطبيبة الى خارج الغرفة بعد أن أعطاها رزمة كبيرة من النقود ثم عاد ليجد لين تجلس على حافة السرير بترقب جثى أمامها على ركبتيه ثم وضع يده على بطنها يتحسسها بلطف و هو يقول
بصوت هامس انت حامل حبيبتي لدينا هنا طفل صغير قطعة مني و منك انا لا أصدق 
لم يستطع مواصلة الحديث بسبب دموعه التي نزلت رغما عنه لتشهق لين بعدم تصديق فهذه اول مرة ترى فيها زوجها يبكي 
مسحت دموعه بأناملها الرقيقة ليبتسم هو قائلا لا تقلقي انا فقط سعيد لا أستطيع أن أعبر عن مدى فرحتي 
انهى كلماته و هو يعانقها بقوة مردفا بتذكر سنحتفل سوف أقيم أكبر حفلة في التاريخ بهذه المناسبة 
ابعدها قليلا عنه و هو يحيط وجهها بيديه مكملا بحماس أميرتي تستطيعين طلب أي شيئ الان ماذا تريدين تمني فقط 
أومأت لين بنفي و هي ترى مدى تحمسه لخبر حملها قائلة لا أريد شيئا فقط إهدأ مازال الوقت مبكرا على الاحتفال لما لا تأجله إلى حين يأتي 
جان عندها سأقيم حفلا آخر لا تقلقي هيا لين لما لا تبدين متحمسة مثلي الا تريدين الحصول على طفل 
لين بنفي بالعكس انا سعيدة جدا لكنني لا زلت متفاجأة 
وقف جان من مكانه ثم جلس على طرف الفراش بجانبها و أدارها إليه قائلا بهدوء حبيبتي مابك لقد لاحظت انك تبتعدين عني منذ أيام هل انت منزعجة مني ام ان هذا بسبب الحمل 
رمشت لين بأهدابها عدة مرات بتوتر قبل أن تجيبه أعتقد أنه بسبب الحمل لا داعي للقلق 
إحتضنها جان برقة و هو

يقبل أعلى رأسها قائلا بحماس غدا سوف آخذك إلى عيادة الدكتور أرسلان الدكتورة قالت إنه يجب أن نطمئن عليك و على الصغير 
كانت لين ستجيبه إلا أن صوت طرقات الباب قاطعت كلامها لتدخل نازلي و هي تبتسم بفرح قائلة يا إلهي و أخيرا سأصبح عمة كم انا متحمسة مبروك لكما 
جان و هو يحتضن أخته قائلا شكرا أختي بما انك عمته فأنت من ستتولين تنظيم حفلة له أريدها ان تكون أكبر حفلة في العالم 
ظلت لين صامته و هي تسمع حديثهما الحماسي عن الطفل بينما كانت هي في وادي آخر تفكر في كلام ليزا 
في مكان آخر
صاح ليناردو پغضب و هو يرمي كل ما تطاله يده على وجه فرانكو الذي كان يرتجف ړعبا أيها الأحمق ألم أخبرك ان تبدأ بتنفيذ الخطة منذ ايام تاتيني الان و تخبرني انها حامل ها حامل سوف اقټلك فرانكو سوف اقټلك ايها الغبي عديم الفائدة انت و ذلك التركي اللعېن هيا أغرب عن وجهي 
فرانكو پخوف سيدي انها الخادمة هي مازالت مترددة بعض الشيئ تقول ان القصر مليئ بالكاميرات و هي خائڤة من إكتشاف أمرها 
ليناردو پغضب أمامك يومان يومان فقط أيها الابله إما ان تقتله و تحضر لي الفتاة او سأقتلك بنفسي هيا غادر لا اريد رؤية وجهك الكريه أمامي 
فتح فرانكو باب المكتب ثم خرج سريعا نافذا بجلده من عقاپ سيده المتوحش عازما على قتل جان بأي طريقة 
يتبع 
مؤامرة
بعد أيام قليلة 
تجلس لين في الحديقة مستمتعة بجمال
المناظر الخضراء التي أمامها تذكرها 
كثيرا ببلدتها الصغيرة التي كانت تعيش 
فيها قبل أن تظطر إلى الانتقال إلى 
هذا البلد الغريب عنها 
شردت قليلا بذاكرتها لتمر أمامها كل 
الأحداث التي عاشتها لتنزل دموعها 
دون إرادة منها 
إنتفض جسدها فجأة إثر شعورها 
بلمسة خفيفة على كتفها لترفع
رأسها بسرعة و هي تكفكف 
دموعها بيدها تنهدت بارتياح
عندما وجدت ليزا تقف بجانبها 
و على وجهها إبتسامة خفيفة 
و هي تقول سيدتي لقد كنت 
أناديكي منذ دقائق لكنك لم تجيبيني 
اجابتها لين ماذا هناك ماذا تريدين
ليزا بخبث لقد اوصانا السيد جان بالاهتمام
بصحتك فكنت اقترح جلب 
بعض العصير الطازج لك فأنت منذ الصباح
تجلسين هنا 
اشارت لها لين بالجلوس و هي تسألها كيف
حال والدتك ليزا
ليزا و هي تتصنع الحزن الحمد لله على كل 
حال صحتها بخير لكنها دائمة الشرود لا 
تجيبني في أغلب الأحيان و معظم الوقت 
تقضيه في النوم بسبب الأدوية المهدئة
التي تتناولها المسكينة لقد عاشت حياة 
صعبة 
إبتلعت لين ريقها بتوتر قبل أن تهتف 
إهتمي بها جيدا و انا سأطلب من جان
إن يزيد راتبك حتى تستطيعي توفير 
ثمن الدواء لها و ان يبعث لها بطبيب 
خاص حتى يفحصها جيدا 
قفزت ليزا من الكرسي و كأن عقربا 
لدغها و هي تهتف بتلعثم شكرا 
شكرا لك سيدتي لكن لا داعي 
لذلك ارجوكي لو سمع السيد 
جان فقد يغضب و يطردني 
فهو لا يريد أن تتحدث الخادمات 
مع أصحاب القصر في أمورهم 
الشخصية أرجوكي لا تخبريه 
بهتت لين من فزعها الغير مبرر 
لتومئ لها برأسها لتتنهد الأخرى 
بارتياح محاولة إخفاء رعبها
من إكتشاف كذبها فلو أن 
لين تخبر جان اي كلمة مما تقوله 
لها ليزا فسيكتشف بسهولة خطتها 
و بالتالي لن تنجو من عقابه الحتمي
و الذي لم يكون سوى المۏت 
في الداخل 
كانت اصلي تجلس على أرضية 
الصالون تلاعب اوس المنشغل
بتركيب قطاره السريع الذي 
أحضره له جان تذمر الصغير 
و هو يرمي إحدى القطع من يده
قائلا بحنق فشلت مجددا لا 
استطيع وضعها في مكانها المناسب 
ابدا مهما حاولت
ربتت نازلي على رأسه بحنان و هي 
تجيبه اسدي الصغير لا يجوز ان
ترمي الاشياء هكذا هيا قم و احضرها 
و انا سأساعدك في تركيبها سوف ترى 
كم هذا سهل فقط لا تستسلم إتفقنا 
هز اوس رأسه و هو يناظرها بحماس قبل 
إن يسارع و يحضر القطعة التي رماها 
و يمدها نحوها قبل أن يجلس في مكانه 
بجانبه منتظرا ما ستقوم به اصلي ضحك 
جان بخفة و هو يدلف إلى داخل الصالون 
بعد أن رأى أخته الكبرى مندمجة في اللعب 
و كأنها طفلة صغيرة 
رمقته اصلي بنظرة حانقة قبل أن تشاركه 
ضحكه قائلة بعد سنتين او أقل سوف 
أجدك مكاني تلاعب أطفالك حبيبي جان
و عندها سوف اضحك عليك 
إنحنى جان عندما وصل بجانبها ليقبل
رأسها قائلا بمرح أنا متحمس جدا 
لذلك و لن أخجل فاضحكي كما تشائين 
و منذ الآن إن اردتي 
جلس على الاريكة و هو يرمي بسترته
و ينزع ربطة عنقه ثم يرميهما بإهمال 
قبل أن ينتبه فجأة لغياب لين 
أين لين
هتف و هو يلتفت يمينا و يسارا 
باحثا عنها لتحيبه اصلي دون أن 
ترفع رأسها في الحديقة منذ ساعات 
و هي جالسه لقد ارسلت لها ليزا 
حتى تخبرها بضرورة تناول الطعام 
فهي لم تأكل او تشرب شيئا منذ وجبة 
الإفطار و هذا ليس جيدا في حالتها 
عقد جان حاحبيه بقلق لما يسمعه 
فهذه ليست اول مرة يلاحظ شيئا
غريبا من تصرفاتها ففي الفترة 
الأخيرة أصبحت دائمة الشرود 
و الإختلاء بنفسها و
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات