روايه فاطمه
كده ان شاءالله يا قلب ادهم
سارة بخجل يارب يا أدهم وادينى خلصت امتحانات هتيجى امتى تكلم بابا
أدهم بقلق من رد فعل والداها اه هاجى ان شاءالله بعد مايجى مجدى من شرم
وكأن عايز مجدى يكون موجود عشان لو حصل شىء يسانده ويكون خير معين له كعادته
سارة هنتظر اليوم ده بفارغ الصبر يا حبيبى
وسط فرحة زميلتها ودعواتها لهم ان يحصلوها قريبا ان شاءالله
وجاء العريس ومعه المأذون وحضر ادهم الذى كانت بصحبته سارة التى خطفت الانظار برقتها وشياكتها وجمالها
وحضر ايضا ايمن الذى يظهر فعلا
على وجه الفرحة من اجل مجدى
وكان ادهم وايمن هما الشاهدين على العقد وتم العقد
فكانت ذات خلق ودين وكان من اقرب البنات الى قلب كرمة زميلة ليها اسمها منى
التى كانت تنظر اليها بحب والدموع فى عينيها لانها ستفارقها الى بيت زوجها
وكانت كرمة تشعر بما تشعر به منى من الم الفراق فاخدتها فى حضنها مع وعد بالزيارة ديما والدعاء لها بالزوج الصالح قريبا
الذى حرم طويلا من مشاعر الحب والصداقة الحقيقية
فاعجبته كثيرا منى ولم يخفض بصره عنها طوال الحفل البسيط حتى انها احست به فكلما كان ينظر اليها تحمر وجنتاها خجلا
وتخفض من راسها وهذا جعل ايمن يعجب بيها اكتر لحيائها فهو لم يتعود الا على السافرات
وبدء الحفل البسيط على اغانى بسيطة ليدخلوا البهجة على قلب مجدى وكرمة
وعلى موسيقى هادئة رقص مجدى وكرمة وهو يضمها الى قلبه ويهمس فى اذنيها بكلمات تحمر وجنتيها خجلا
فنظر ادهم الى سارة بشوق ورغبة فكم يتمنى ان يضمها ولا تفارق عينيه ولا قلبه لحظة
ايه الشاب الموزز ده ياخواتى
ولا البدله ال لبسها هتاكل منه حتة
اه لو ياخد باله منى بس وربنا يكرمنى كده واحصل كرمة
هنا لم تستحمل سارة اكتر من ذلك بل وقامت وجذبت أدهم من يده بصوت تأكله الغيرة قوم نرقص بقولك
واوشك ان يقول لها مقدرش ميصحش لكن لم تعطه فرصة للرفض
وهى فعلت ذلك بدون وعى ولكن لتوصل فكرة للبنات ان ادهم بتاعى انا وحبيبى انا حتى شوفوا
وفعلا رقصوا الاثنان ولكن حاول الابتعاد بجسده باقصى ما يستطيع
نعم الشوق والرغبة تملكه ولكن كعادته لا يستطيع ان يفعل شىء ليس من حقه
وسارة كانت مش مركزة معاه ومرتحتش غير لما سمعت البنت وهى بتقول ايه ده شكله مرتبط خسارة
ولما البنت شعرت ان سارة بتبصلها اكسفت ومقدرتش تبص لادهم تانى
فابتسمت سارة ابتسامة الانتصار اخيرا وبدئت تنظر لأدهم فوجدته يصب عرقا خجلا
سارة مالك يا حبيبى
أدهم مفيش بس يلا كفاية كده
الوقت أتاخر عشان اوصلك
وارجع اروح مجدى وكرمة بيتهم
وفعلا انسحبوا من الحفل وشاور لمجدى انه راجع تانى
وصل أدهم سارة تصبحى على خير اميرتى أشوفك على خير يا عيونى
سارة وانت من اهل الخير
ولما توصل العرسان وتروح كلمنى عشان اطمن عليك
ادهم من عيونى
خلى بالك من نفسك
سلام
ورجع ادهم تانى للحفل عشان يوصل كرمة ومجدى
فوجد أيمن فى انتظاره
ووجده يقول
ممكن يا أدهم طلب
يا ترى ايمن عايز ايه من ادهم
وايه هو الطلب ده
وليه لسه ادهم قلقان من مقابلة والد سارة
يا ترى قلبه هيطمن ولا ايه
وللحكاية بقية فكونوا بالقرب
الحلقة التاسعة عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
عندما يريد الله شيئا يقول له كن فيكون
فسبحان الله الذى ابدل قلب أيمن القاسى العاصى إلى تائب حنون
فقد كان يكره تماما من تربى فى دار الايتام ويعتبرهم أقل منه فى الخلق
ولكن المفاجأة التى طلب على إثرها ادهم قبل أن يغادر بالعروسين
هو طلبه من ادهم أن يتزوج بإحدى فتيات الدار
حيث قال لادهم ممكن طلب قبل ما تمشى يا ادهم
ادهم أمرنى يا خويا تحت امرك طبعا
ايمن بدموع الإمتنان له الأمر لله يا احن واجدع اخ فى العالم
ثم تابع بقوله
ايمن بخجل ايه رئيك يا أدهم لو نخلى الفرحة فرحتين
أدهم باستفهام ازاى فهمنى
أيمن انا عايز اخطب صاحبة العروسة اللى جمبها دى على طول
اندهش ادهم قائلا ايمن انت متأكد !!
عشان بس احنا ناس حساسة اوى ولو ارتبطت بيها وسبتها ممكن ټموت من القهر
ايمن لاااا انا متاكد يا صاحبى صدقنى
ايمن بتاع زمان خلاص ماټ ولى قدامك ده شخص تانى
مش شايف فى عينيه الا كل حاجة حلوة وخير
ابتسم ادهم قائلا اللهم لك الحمد
ايمن الحمد لله
ثم تابع بقوله
مش عارف والله يا ادهم انا اول ما شوفتها
حسيت انى مرتحلها اووى
وشوفت فى وشها براءة مشفتهاش فى اى وحدة عرفتها قبل كده
ادهم عشان هنا صدقنى بنات عفيفات اتربوا على الطهر
ايمن عندك حق
فياريت يا أيمن تروح تكلم المسئولة قبل ما نمشى حتى عشان يكون فيه ربط كلام كده
عقبال ما أجهز نفسى
وتسئلها برده فربما معجبهاش
أكد تانى ادهم على ايمن قبل أن يتحدث مع مديرة الدار يعنى فعلا اكلمها متأكد يا ايمن بيه
إنك عايز تجوز وحدة اتربت فى دار أيتام وملهاش اهل ولا اصل ولا فصل
ايمن صدقنى يا أدهم انا اتغيرت فعلا وشفت كل الامور بنظرة تانية
وان مش المال او الجاه او النسب هو اللى بيعمل للانسان قيمة
ما انت زى شايف وعارف انا قدامك
كنت ابن اشهر رجال الاعمال وعندى فلوس متتعددش وكل متاع الدنيا كان عندى
وحصل ايه فى الاخر كله ضاع عشان كنت انسان مش شايف الا نفسى وبس
وكل الناس عندى كانوا فى نظرى أقل ولكن الحمد لله ربنا نور بصيرتى وبعتك ليه فى الوقت المناسب
وفعلا حاسس ان البنت دى هتكون سبب سعادتى
أدهم بابتسامة حاضر يا سيدى
ثم قال مداعبا
مش عارف كبرتونى انت ومجدى وعملتونى ابوكم بخطبلكم واجوزكم
بس تراعوا ربنا فى البنات مش عايز وحدة فيهم تيجى تشتكى
والا ودينى هملص ودنكم فهمنى
ايمن بضحك حاضر يا أبييه
بس يلا قوم كلمها بسرعة
أدهم مستعجل اووى يعنى اهو قايم
ادهم فعلا كلمة المسئولة التى بدورها كلمت منى
فطأطأت راسها خجلا بالموافقة
وسبحان الرزاق ستخرج من دار ايتام لتعيش فى فيلا كرم ربنا كبير وخزاينه وسعه بس نقوول يارب
وبقت الفرحة فرحتين فى دار ايتام الفتيات زواج كرمة وخطوبة منى
واخذ ادهم يدعوا الله انه يكلل فرحته هو أيضا بموافقة والد سارة على زواجهم
وصل أدهم العروسين
عايزة افهمك حاجة انك من اول ما دخلتى البيت ده معايا
فده معنا أننا أصبحنا روح واحدة
يعنى انتى باللنسبالى هتكونى كل حياتى
اب وأم واخت وزوجة وبنت
فهتلاقينى فى حنان كل ده وهعملك بما يرضى الله عز وجل
فمټخافيش ومتتوتريش لأن بالحب هيكون كل شىء سهل وبسيط
وفى الصباح طاروا لشرم يقضوا اسبوع عسل
لم يحلم به من قبل
ولكنه فضل الله يهبه لمن يشاء
فقد صبر مجدى كثيرا على الابتلاء وأكرمه الله فى النهاية
اما ادهم فتابع الشغل مع ايمن بجد وحرص
وأيمن بالفعل كان بمثابة الاخ والسند مثل مجدى
وربنا اكرمه ادهم وكان كل يوم عن يوم يزيد الانتاج وواشتهر بسمعته الطيبة فى سوق رجال الاعمال لاخلاقه الطيبة وابتسامته التى تجعل كل من يراه يحبه
بجانب أمانته وحب الخير للجميع
مجدى قضى اسبوع كان الاجمل فى حياته
كرمه وهى تتعلق بعنق مجدى ياه مش مصدقة أن خلاص ده اخر يوم لينا فى أسبوع العسل
كان نفسى نفضل وقت أطول
انا عمرى ما شوفت الجمال ده كله الا معاك يا حبيبى
دى اول مرة استمتع بحياتى فيها معاكى
بس ڠصب عنى مقدرش اسيب ادهم لوحده اكتر من كده
كرمه للدرجاتى بتحب ادهم وپتخاف عليه
مجدى فعلا والله
ده كمان وحشنى جدا
فداعبته كرمه بقولها لا ده كده انا اغير
مجدى لا غيرى من اى حاجة الا ادهم
احنا روح وحدة زى ما تقولى كده توؤم
كرمه ربنا يخليكم لبعض وطبعا انا احترم العلاقة اللى بينكم
ده شىء جميل ونادر فى الزمن ده
مجدى وعشان الكلمتين الحلوين دول اوعدك يا ستى كل فترة اخطڤ اسبوع عسل تانى
عشان حياتنا هتكون بفضل الله كلها عسل فى عسل
طول ما فيها كرمه
فابتسمت كرمه قائلة متحرمش منك ابدا
وبالفعل
عادوا مرة أخرى إلى القاهرة واستقبله ادهم بترحيب حار وحشتنى يا حبيب اخوك
مجدى وانت كمان يا صاحبى
وقولى ايه اخبارك والمصنع تمام
ادهم الحمد لله تمام
وقولى اخبار شهر العسل ايه
وكرمه
فمكث مجدى يحكي له على الايام الجميلة التى عاشها مع كرمه
وانها فعلا نعم الزوجة الصالحة
وتمناله السعادة مع سارة قريب وسئله ها نويت امتى ان شاءالله تروح تتقدم لسارة
أدهم بقلق ظاهر عليه ان شاءالله بكرة بعد العشا
مجدى ومالك كده باين على وشك القلق
انت بقيت ادهم باشا ومحدش يقدر يقولك لا
أدهم ولما يسئلنى فين أهلك هقوله ايه
مجدى هتقوله الحقيقة
وافق يبقى الحمد لله موفقش البنات ملية البلد يا عمنا متزعلش نفسك
أدهم بس انا قلبى اختار سارة ومش عايز غيرها
مجدى يبقى تحارب عشان خاطرها ولو موفقش مرة تحاول تانى وتالت لغاية مربنا يكرمك
ادهم الله المستعان
وفى المعاد كانت سارة مترقبة وصول أدهم وتعد الثوانى قبل الدقائق لوصوله
حتى ان والداها فى بادئ الامر عنده شغف لمقابلة رجل الاعمال أدهم المشهور
لعله بزواجه من ابنته سارة يكون فاتحة خير للمشاركة معاه فى اعماله وصفقاته
فوالد سارة لا يشغل دماغه سوى العمل فوق كل شىء اخر
ووصل أدهم واستقبله والد سارة بترحيب اشعر ادهم بالسعادة والتفاؤل
فى البداية تحدث مع والد سارة فى ظروف العمل والانتاج
وأدهم يرد بكلمات ثقيلة فهو لم يأتى للكلام فى العمل
وانقذته سارة عندما دخلت عقب الخادمة باكواب من العصير
ويظهر على وجهها الخجل فسلمت عليه ورأته هو ايضا يكسو وجهه الحمرة
فلم تستطع التحدث معه ولا هو أستطاع ان ينظر اليها او يكلمها فالامر محرج حقا ولم يخرجهما من الخجل الا صوت الوالد وهو يقول شرفتنا يا أدهم يا ابنى
بس مش الواجب انك كنت تجيب معاك والدك وولدتك
عشان نتعرف بيهم ويشوفوا عروسة ابنهم
هنا اضطرب أدهم وتصبب عرقا وغار قلبه فى الارض وتمنى انه لم يولد حتى لا يسئل يوما عن هذا السؤال
نظر ادهم الى سارة التى طأطأت راسها فهى لم تخبر والدها بحقيقة الامر بعد لعله عندما يشاهد ادهم