الإثنين 25 نوفمبر 2024

مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 32 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


ويوسف وقت ما هتحتاجى حاجة هتلاقينى 
تجمدت فى مكانها للحظات تتساءل لماذا ضاق صدرها بتلك الجملة وهى طالما تمنتها منه 
لماذا الان لاتقبلها مطلقا 
اهو شعور التملك 
اهي رغبتها فى ان يرضى غرورها كأنثى ويظل يحتفظ بحبها الكبير فى قلبه رغم ما حدث 
لما تراه اليوم بشكل اخر غير الذي اعتادته طيلة عمرها ليس فقط في طباعه بل في ملامحه 

نظرة أخيرة اليه والى الباب الذي وقف الى جواره ليطلب منها الرحيل جعلتها تشعر لأول مرة أنها خسړت الكثير  
ألقت هاتفها فى غيظ بعد ان قرأت رسالة جديدة من رسائل لاتعد ولا تحصى من صديقاته القدامى تحاول كل منهن دائما ايهامها باستمرار علاقتها به  
فتحاول هي بالمقابل التشبث بكل ذرة ثقة وضعتها فيه واقناع نفسها بنظرية الوقيعة التي تتبناها مثلهن للظفر به من جديد  
ولكن الأفاعي لعبن على اضعف وتر لديها  
الغيرة  
ان لم ينجحن فى اقناعها بخيانته فعلى الاقل اوصلنها الى التفكير فى علاقاته العابثة من قبل كادت فى كل مرة ان تفقد عقلها وهى تتخيله مع اخرى قبل ان تدخل هى حياته  
تمنت لو كانت اول انثى تخط ذكرياتها على صفحة قلبه  
دائما يذكرنها انها حرمت هذا الحق وأن قلبه يحمل صفحات من
ذكريات طويلة له مع أخريات  
سؤال خبيث يكاد يفقدها عقلها تماما هل من الممكن ان يحن الى ماضيه فى يوم ما حين يكتفى منها ويخفت شغفه بها 
استغرقت فى أفكارها تماما حتى عادت الى واقعها بقبلته على شعرها  
رفعت رأسها بابتسامة جاهدت كثير لترسمها على شفتيها  
تبادل معها حوارا عاديا وهو يبدل ملابسه حتى تفاجىء بسؤالها 
يوسف انت ليه مش عاوزنى ارجع شغلى 
توقف لحظة وهو يضع ملابسه فى الخزانة والټفت لها قائلا فى هدوء 
انا مرفضتش انك ترجعى الشغل بس لو هترجعى هترجعى مديرة لقسم التصميمات مش مديرة لمكتبى فاجئها بما قاله فسألته فى حيرة 
وليه بقا 
تمعن بها للحظات هل يخبرها انه اعتاد دوما ان يفصل بين حياته الخاصة وعمله وانها بالذات ستفقده تلك العادة تماما فان بقيت امامه لن يهتم حينها بشىء مطلقا سواها شغفه بها قد وصل حد الهوس واذا عادت الى عملها فربما فقد اعصابه فى أي لحظة وقبلها او ضمھا ليس ربما بل مؤكد هذا سيحدث ليراهما اى موظف فى وضع غير لائق  
هيا الاجابة صعبة اوى كدة 
قالتها ايلينا وهى تعقد ساعديها فى مواجهته سامحة لكل شياطين الكون ان تتناول عقلها بالشك كما تشاء وأضافت بسخرية 
ولا عايز تكون على راحتك 
رد فى حدة وقد ازعجه ما رمت اليه 
قصدك ايه 
قطبت جبينها تجيبه في ڠضب 
انت فاهم قصدى كويس شكلك كدة حنيت لمغامراتك القديمة 
زفر محاولا الحفاظ على هدوئه وهي تخبره صراحة بانعدام ثقتها به 
يبقى الحكاية بقا مش حكاية شغل سيادتك عايزة تراقبينى مش مكفيكى التلفون اللى كل ليلة بتقعدى تفتشى فيه عاوزانى اكون تحت عنيكى على طول 
حاولت الرد فاوقفها بكفه قائلا وهو يحتد بنبرته اكثر 
احنا قبل ما نتجوز وانتى عارفة ان كان عندى ماضى وخلاص انا رميته ورا ضهرى ومش عايز ارجعله تانى لكن انتى مصرة كل مرة ترجعينا ليه مش قادرة تثقى فيا وفى حبى ليكى وتقتنعى انى اتغيرت 
اخفضت رأسها للحظات وادركت انها بالفعل تسرعت ككل مرة فاقتربت تمسك بكفيه تحاول أن تعتذر مدعومة بأنوثتها الفجة 
اعمل ايه يا يوسف بغير عليك كل ما اتخيل انك كنت مع واحدة قبلى ببقا هتجنن انا عارفة انه ماضى وانتهى عارفة انى ممكن اكون مچنونة بس كتير كنت بتمنى اكون اول واحدة فى حياتك الغيرة بټقتلنى يا يوسف 
نظر الى اناملها التى تحيط كفيه وابتسم في حزن 
يا ريتها كانت غيرة يا ايلينا لكن ده شك وانا طول الوقت اللى فات وانا بحاول اقنع نفسى بالعكس بس هيا دى الحقيقة وانا مش هستحمل كتير شكك فيا ولا نظرة الاتهام اللى على طول بشوفها فى عنيكى اللى ساعات بتحسسنى انك ندمانة انك ارتبطتى بيا 
سارعت تنفي ما قاله بسرعة 
يوسف لا اوعى تقول كدة انت اجمل حاجة حصلت فى حياتى 
نظر لها فى تمعن ليجد ان عينيها لازالت تحمل الكثير الذى يرفض لسانها البوح به فاقترب ليقبل جبينها فى بطء قبل ان ينسحب الى فراشه قائلا 
مش بالكلام يا ايلينا مش بالكلام 
شهر قد مضى عليها وهى تقيم فى منزل ايلينا القديم فقد رفضت العودة معها الى القصر بعد كل ما تسببت لها هذه العائلة من الم أخفت الأمر برمته عن صديقتها وأخبرتها فقط بحاجتها الى البعد لتعييد تقييم علاقتها بزين من جديد لم تشأ ان تقحم ما فعلته به هذه العائلة ليفسد ما بين ايلينا ويوسف فهي تعرف أن صديقتها لن تمرر ما حدث ان علمت به مرور الكرام فى البداية شعرت بڠضبها على زين فهو لم يهتم بالسؤال عنها كأن لم يجمعهما شيئا ذات يوم  
هل تضايق لأنها طردته من غرفتها يوم ان ظنت انه من فعل تلك الفعلة الشنيعة 
ام تضايق هو من سوء ظنها به 
من من حقه ان يغضب من الاصل 
هى من اهماله 
ام هو من رد فعلها 
قضت اغلب اوقاتها فى الرسم وانتظمت ايلينا في زيارتها يوميا لتقضى معها بعض الوقت مكررة محاولاتها لاعادتها الى القصر دون جدوى اتخذت قرارها ذات لحظة بالعودة من حيث أتت ورأت ان هذا افضل للجميع ولكنها تحججت بحالتها الصحية التى لم تستقر بعد لترجىء الأمر قليلا حجة واهنة ساقتها مشاعرها المعذبة واستجاب الجسد وأعلن ضعفه بالفعل ليثبت مصداقيتها أكثر فهي لاتحتمل البعد لا تحتمل الفراق  
مر الوقت  
خفت صوت العقل تماما  
تمكنت المشاعر من كل شىء  
احتل زين وشوقها اليه كل ذرة من تفكيرها  
شوق عارم محا كل قسوته فى لحظة واتخذ له كل الاعذار بل وضعه فى مكان الضحېة  
مبررات كثيرة اتخذها قلبها له ورفضها عقلها ليثور القلب ناثرا فوضاه بكل ذرة من احساسها فيرفع الكيان بأسره رايته البيضاء مهزوما فلم يعد لشىء سلطان عليه  
فتحت هاتفها وطالعت بعض الصور التى التقطتها لهما سويا  
كم منعت نفسها من مطالعتها حتى لا يتغلب الشوق عليها وبما أن المعركة قد حسمت فلا ضير أبدا أن تراهما مرة واثنان وعشرة  
ابتسامات وديعة نظرات تحطها بالدفء والأمان هذا لم يكن وهما مطلقا بل كانت حياة بأسرها حياة عاشت كل لحظة بها وانتظرت ما لم تعشه بعد منها 
هي لم تحتج صورة على هاتف لتدرك هذا  
لم تحتج أن تتذكر ما لم تنساه من الأساس  
زين الدين في كل شىء تحط نظراتها مرساه عليه بل بين جفونها ان أغلقتها عن العالم  
بين ألوانها التي تمزجها لتصنع لوحة وفي أوراقها التي لم تمسها أقلامها بعد  
تنهدت بعمق وهي تستسلم تماما و تدير رقمه ليدق قلبها وترتعد يدها وهى تشعر ان ما يفصلها عن سماع صوته هى تلك الرنات السخيفة  
كادت ان تنهى المكالمة حين اوشك الرنين على الانتهاء ليقطع صوته كل شىء وكأنه يأتيها من داخلها وليس عبر الهاتف 
صوفيا 
ازدردت ريقها وحاولت التحكم فى ارتعادها حتى لا يسقط الهاتف منها لحظات من الصمت استمعت فيها فقط الى أنفاسه فتتهدت في عمق وكأنها تسحب هذا الهواء الذي يخرج منه الى صدرها عله يحمل بعضا من رائحته وكثير من ذكراه حملت نبرتها بما تبقى بها من تماسك وهي تهمس 
زين ممكن اشوفك ضرورى 
وفى المكان والموعد المحدد جلست أمامه محاولة الحفاظ على ثباتها وهى تتأمل هدوئه الذى ازعجها واقلقها  
تبا له الا يشعر بشىء من شوقها الذى كاد ان يجعلها تضمه امام الجميع حتى لو رغما عنه متناسية كل ما حدث لها بسببه  
تأملت ملامحه للحظات وهو يعبث بكوب العصير امامه فى شرود دون ان ينظراليها فهمست فى عتاب 
هنت عليك يا زين طول الفترة اللى فاتت دى متسألش عنى 
تنهد وهو يرفع رأسه ببطء اليها 
كنا محتاجين فترة نبعد يا صوفيا عشان نقدر نفكر كويس 
واضاف بشبح ابتسامة واهنة 
لو مكنتيش اتكلمتى انتى النهاردة كنت هكلمك انا بكرة او بعده بالكتير 
ابتسمت وهي تمد كفها في تردد تتمنى لو لامست أنامله ولكنها قبضته وأعادته في منتصف الطريق تسأله ان كان لازال هذا حقها أم لا 
يعنى وحشتك 
أرادت ان تطمئن نفسها باجابته ارادت ان تحصل منه على اقراره بهذا  
نظر لها طويلا قبل ان يعود بظهره الى مقعده فى استرخاء 
صوفيا اسمعينى انا فكرت كويس الفترة اللى فاتت ووصلت ان انا وانتى مينفعش نكمل مع بعض بأي شكل 
تصلبت عضلات وجهها تستوضح منه ماقاله 
انت قولت ايه 
تابع وهو يقطب حاجبيه ويتحاشى النظر اليها لا يتحمل ابدا ان يرى صډمتها فيه 
انا وانتى غير بعض فى كل حاجة مستحيل نقدر نتجمع فى نقطة واحدة انتى انسانة متهورة مبتديش فرصة لعقلك انه يفكر مبتعمليش حساب لاى حد ولا اى حاجة مهما احذرك ومهما احاول معاكى برضه بت  
قاطعته بعينين التمعت فيهما دموع القهر هاتفة 
انا عملت كدة عشان ايتن عارفة انى اتصرفت بتهور بس مكنش قدامى حل تانى 
رد فى قسۏة متعمدة وهو يضرب المائدة بكفه وضع نفسها في خانة الذنب يذبحه وهو الجاني والمذنب والمشتت 
وانا مش هقدر استحمل تهورك ده انا كنت انسان ماشى بعقلى عارف انا عاوز ايه كويس من ساعة ما ظهرتيلى وانتى خلتينى اقبل بحاجات عمرى ما كنت اتخيل انى هقبلها انا مش عارف هقدر مستحمل ده ولا لا بس اللى متأكد منه ان اختلافنا ده فى يوم هيقضى على اى مشاعر جوانا 
هزت رأسها في الم تحاول أن تجمع شتات أمرها بأي كلمة ما يخبرها به ليس مجرد عبارات ينهي بها عاشق علاقته بمعشوقته بل أنه ينهي حياتها بأسرها التي لخصت كل معانيها به يشوه حبا راهنت عليه بعمرها كله 
لا يا زين ارجوك حبى ليك مش بالضعف ده ابدا حبك غيرنى غير فيا حاجات كتير بلاش تسيبنى زيهم يا زين انت غيرهم 
نظر لها لحظات وبعدها اشاح بوجهه وهو يقول بصوت متهدج بعض الشىء 
خلاص يا صوفيا انا خدت قرارى وكل حاجة بينا انتهت 
تمتمت وهى على وشك الاڼهيار كأنها لم تعد تسمعه 
لا لا انت لا انت مش زيهم انت مش زيهم 
اغمض عينيه بقوة محاولا اضفاء
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 75 صفحات