الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مزاج العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 53 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


لو كان كلامى ضايقك 
افلتت ايلينا نفسها من بين ذراعى ملك وابتسمت بصعوبة لتنحي هالة الحزن جانبا ولو للحظات 
ملك هوا انا ممكن اطلب منك تساعدينى فى انى الاقى شغل مناسب اى شغل ومكان اعيش فيه غير بيتى القديم اى مكان حتى لو بسيط مش هيفرق 
ربتت ملك على كتفها في دعم 
موضوع الشغل متشيليش همه خالص اكيد انتى سمعتى عن مجموعة عزام 

هزت ايلينا رأسها بالايجاب 
اه طبعا دى اشهر من الڼار على العلم 
شابكت ملك أناملها ببعضها 
تبقا بتاعة بابا احمد عزام وانا هكلمه يا ستى فى الموضوع ده متشيلش هم وبالنسبة للبيت برضه ليها حل بس ليه عايزة تسيبى بيتك 
أطرقت ايلينا برأسها لتعبث في شرشف الفراش للحظات قبل ان تنظر الى ملك مطولا وتقول 
ملك انا ممكن اطلب منك طلب وتوعدينى انك هتعمليه 
قطبت ملك حاجبيها في جدية 
لو فى مقدورى اوعدك طبعا 
مالت اليها ايلينا في رجاء 
اوعدينى ان يوسف البدرى ميعرفش اى حاجة لا عن شغلى ولا عن مكانى 
نهضت ملك في دهشة ماالذي تنتويه تلك المچنونة 
وليه ده كله 
اوعدينى وبس ياملك 
ادرات ملك حدقتى عينيها فى تفكير قبل ان تتنهد في استسلام 
اوعدك يا ايلينا ده شىء يخصك بس اعملى حسابك ان احنا كدة هنسافر اسكندرية لان اغلب شغل بابا هناك 
ابتسمت ايلينا فى سعادة هذا ما تريده بالضبط لن يراها يوسف وهى على انكسارها هذا ابدا ستستعيد كل قوتها لتواجهه من جديد 
تعرف انه سينبش الارض بحثا عنها وسيتألم لفراقها فهى لم تنكر انه لازال يحبها رغم كل شىء 
لا تنكر ان مذاهبهما فى الحب شاذة عن المعروف ولكنه يبقا حبا فى النهاية حتى وان اختلف فى طريقته عن المعتاد 
ورغم هذا فلن تغفر له ابدا هذا الانكسار والصدع الذى ألم بروحها 
ستعود لتظهر له من جديد بالوقت والطريقة التى تحددها والى هذا الحين فيلتجرع الام الفراق والندم حتى يكتفى 
وقف زين فى شرفته يتنفس في عمق وهو ينظر الى السماء الصافية ليلا ويخرج من جيب سترته تلك الحلية الصغيرة التى انتزعها من شعرها منذ سنوات 
قربها من أنفه وأخذ نفسا عميقا من رائحتها التى كانت رحيمة بحاله وظلت عالقة بها 
لم تفارقه تلك الحلية ابدا 
ينقلها من جيب سترة الى سترة أخرى 
يخشى ضياع اخر ما تبقى من حبيبته 
نعم حبيبته 
قد سأم المقاومة 
سأم المحاولة للتسليم بأمره لينتهى كل شىء ويخرجها من تفكيره ابتعد عنها كما وعدها وتركها لحياتها مع اخر وحاول أن يفعل المثل ففشل 
حاول أن يقنع بحياته مع سمر 
حاول ان يأخذ من عشقها الغريب له اى طاقة تدفعه لنسيان صوفيا او التسليم لحياته بدونها لتبوء كل محاولاته بالفشل 
فتح المجال لمن صدهن فى الماضي واعطاهن الفرصة ليقتربن من جديد حاول ان يلهي مشاعره بهن ليعيش مجرد حالة حب فقط فعجز 
كل ذرة من مشاعره ترفض ان يزاح عن كاهلها عشق صوفيا حتى وان ذاقت بسببها كل عذابات الدنيا 
سلم لقدره فى النهاية وتوقف عن المحاولة وأيقن انه سيظل يعشقها حتى وان كان من المحال حتى ألا يلمحها مجددا 
حتى وان كان سيظل يتعذب بهذا الحب مابقى له من عمر فليس له الان سوى ان يتعايش مع المه ان لم يكن منه شفاء 
لايصدق انه بالفعل قد استمع الى صوتها منذ أيام حتى وان كان طلبا للمساعدة 
تسللت نبراتها المحببة الى طريقها الذى تعرفه جيدا ولم تضله مهما مرت عليها السنوات الطريق سيظل واضحا
امامها الى عمق قلبه 
تذكر وقتها كل مامر بهما من ذكريات 
بداية من اللقاء الأول 
مرورا بعهدهما الذى نفضت يدها منه ولا يمكنه ان يلومها ابدا على هذا 
ونهاية بالوداع الاخير الذى عرفته فيه على زوجها لتضع نقطة النهاية التى يرفضها قلبه ضاربا كل اعتبارات الدنيا عرض الحائط 
استيقظ من افكاره على واقعه المزعج المتمثل فى ذراعي سمر تطوقان خصره بينما تريح رأسها بين كتفيه قبض على الحلية فى يده وهو يزفر فى ضيق 
سمر مش قادر لو سمحتى 
ارخت ذراعيها على خصره ورفعت رأسها في بطء لتقف الى جواره قائلة فى غيظ حاولت كتمه 
انت مش حكاية مش قادر انت بقالك كام يوم حتى لمسة ايدى مش طايقها 
مسح وجهه بيده دون ان ينظر اليها فماذا بوسعه ان يقول لقد فقد القدرة فى تكذيب ما يراه حقيقة لامفر منها 
واصلت في مرارة وهى تحتضن نفسها 
فيها ايه يا زين مش موجود فيا فيها ايه مخليك مشغول بيها لحد دلوقتى انت عارف انت قربت منى كام مرة طول السنين اللى فاتت 
واضافت وهى تزمر شفتيها وتقول فى الم واضح بينما يتجنب هو النظر اليها 
وكل مرة انا اللى كنت برغمك وبحاول اخليك تقرب بكل طريقة حتى لو كانت الطريقة انك تتخيلنى هيا 
الټفت لها فى حدة لم يحتمل ما قالته ليهتف بها فى ڠضب 
سمر 
ارتمت دون مقدمات بين ذراعيه وهى تتشبث فى ملابسه كأن قدميها لاوجود لهما وتأخذ من وجوده الدعم كى لا تسقط مرغت وجهها فى صدره لتتمتم وهى على شفا الاڼهيار 
زين انا بحبك ارجوك ارجوك لو عرفت بس انا بحبك اد ايه ارحمنى بقا يا زين ارحمني 
اشفق عليها ولكن ما بيده وقد اخبرها من اللحظة الأولى بما تعرفه هى جيدا 
لم يعدها بانه سيحبها يوما وكيف يعد المرء بما ليس له عليه حكم ولا سلطان هو لايملك لها سوى كثير من الشفقة وهي ترتجف بين ذراعيه فهي مثله تماما تتألم بحبها المستحيل 
كلاهما يحمل العڈاب ذاته فهى بين ذراعي رجل يعشق طيفا لازال يعانى من سحره حتى الان تنهد فى عمق وهو يضمها اليه هامسا 
خلاص يا سمر اهدي 
ازداد ارتجافها وتشبثها به أكثر فحملها ليضعها على الفراش فى رفق وقبل أن ينهض من جوارها امسكت بكفه تتوسله 
ارجوك يا زين ارجوك ما تسيبنيش 
اقتربت منه ببطء وهو لم يرفضها وكعادتها دائما هى من تبدأ وهو اما يستجيب او يتزرع بألف حجة فان استجاب فهو يستدعى كل غريزته كرجل ليستطيع ان يأخذها كزوجة كان حملا ثقيلا على فؤاده يتهرب منه باستمرار ويشعره دوما بالخېانة هذا الشعور الغير منطقى الذى يلازمه وعبثا يحاول ان ينحيه جانبا أغمض عينيه بينما كانت بين يديه وهمس فى حزن اعتادته منه دوما 
صوفيا 
وكأنها لاتهتم أن يتخيلها أخرى 
كأن كرامتها لم تعد ذات قيمة 
كأنها تركت له الخيال ليعشق صوفيا فيه كما يشاء لتتلقى هي هذا العشق بين ذراعيها في الواقع 
تتلقى حقها التي كادت أ نها تلك الشقراء اللعېنة 
حقها التي قاتلت من أجله بحقارة لا تنكر ولكن لم يكن أمامها سبيل غيره وجود زين الدين في حياتها مسألة حياة أو مۏت وهي لاتريد المۏت مطلقا 
هي تريد أن تحيا لتنعم بقربه فالحياة قد بدأت تمنحها الكثير فبعد أن عاش راهبا الى جوارها لثلاثة أعوام تمخض الحظ معطيا اياها فرصة لتصبح زوجته عن حق وهاهو يوما بعد الاخر يستسلم لقدره معها وربما جاءت اللحظة التي تتمكن فيه من طرد خيال تلك الشقراء العالق بباله هذا الى الأبد 
زهرة بيضاء شريدة في منتصف حوض مميز في حديقة منزل زياد مرررت الذكرى على ذهنها رغما عنها 
نبرات صوته تسللت الى أذنها مجددا 
سمتها صوفيا جمالها ميحتملش اي اسم تاني 
أغمضت عينيها واقتربت في استسلام تشم عطرها 
فتحت عينيها فجأة وقد قفزت الذكرى الى الزهرة بدورها 
لم ټشتم رائحتها بل شعرت برائحته هو 
ماذا حدث لها بحق الله 
لقد ظنت انها تجاوزت كل شىء 
كيف عادت الى نقطة الصفر بمجرد مكالمة صغيرة استغاثت فيها به لينقذ ايلينا 
العقل والمنطق وكل شىء يخبرها انه لايستحق والقلب يعترض كالدوام غير عابىء بأحد 
حسنا فليعترض كما يحلو له فلم يعد هناك ارادة ستخضع له مطلقا فيكفي جدا ما حدث 
شعرت بمن يجذب بنطالها فنظرت الى الأسفل بابتسامة لتجد تلك الصغيرة المبهجة تفتح ذراعيها لها وتطلب منها أن تحملها 
رفعتها وقبلت وجنتها وهي تقول 
ديانا الجميلة 
قطبت الصغيرة حاجبيها في تركيز واشارت باصبعها تجاه الوردة البيضاء 
ابتسمت صوفيا وهي تضمها اليها 
ايه رأيك لو نسميها ديانا جمالها ميحتملش 
بترت عبارتها بسرعة 
الويل لها هل تردد عبارته دون وعي 
هل بلغ بها الخبل تلك الدرجة 
انزلت الصغيرة لتلتقط كفها وتبتعد بها عن المكان 
اجلستها على ارجوحة صغيرة وبدأت في هزها لتتعالى ضحكاتها في سعادة 
يا بختك ديانا 
انتبهت صوفيا على الصوت لتحيي الفتاة الرقيقة التى عقدت ساعديها تتابعهما 
دارين ازيك 
ابتسمت دارين في رقة 
انا بخير المهم انتي عاملة ايه خلاص اتطمنتي على ايلينا 
هزت صوفيا رأسها وهي تتمتم 
الحمد لله 
عضت دارين شفتها السفلى للحظات وهي تطرقع أصابعها في حيرة 
ضيقت صوفيا عينيها وأنهت ترددها على الفور 
دارين انتي عايزة تقولي حاجة صح 
حكت دارين جبينها بكفها تجيبها في توتر 
بصراحة زياد كان عاوز يسألك عن 
توقفت صوفيا عما تفعله لتنظر الى دارين في صرامة 
احنا ناقشنا الموضوع ده كتير دارين وانتو عارفين رأيي كويس فيه فليه كل شوية تضغطو عليا 
اللي هوا ايه رأيك يا صوفيا 
الټفت الاثنتان على صوته وقدومه المفاجىء الذي أربكهما 
اقترب من الصغيرة ورفعها من على الأرجوحة قبل أن يقبل وجنتها ويعطيها لدارين قائلا 
خديها جوة يا دارين لو سمحتي 
ضمت دارين الصغيرة وهي تبدل النظر بين وجهيهما في ترقب ليكرر زياد 
دارين لو سمحتي 
قاطعته وهي تبدأ بالتحرك 
حاضر حاضر 
راقبهما زياد حتى اختفيا ليلتفت الى صوفيا يسألها وهو يضع يديه في جيب سترته 
لحد امتى صوفيا 
تشبثت صوفيا بأحد أعمدة الأرجوحة وضغطته بقوة فتحت ثغرها تبحث عن اجابة لم يسعفها بها عقلها 
كرر سؤاله في لهجة تحمل حزما نوعا ما 
امم مقولتليش صوفيا 
أشاحت بوجهها لحظات عادت فيها اليه تخبره في حسم 
زياد انا مش هبدأ حياة جديدة والقديمة لسة متقفلتش مش هقولك ان الموضوع يخص صحتي لانك دكتور وعارف ان حالتي دلوقتي بقت احسن كتير بعد العلاج انا عاوزة الاقي نفسي يا زياد قبل اي حاجة تانية انا بدأت طريق ولازم اكمله خلاص بدأ يكون ليا هوية وكيان منفصل بدأت اعرف انا مين انا كنت ضعيفة تايهة ولما في لحظة افتكرت نفسي وصلت تهت اكتر انا مش ههرب تاني
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 75 صفحات