الماڤيا والحب بقلم منال سالم
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل الأول
منحت المضيفة ابتسامة لطيفة مع إيماءة ممتنة من رأسي بعد أن أرشدتني إلى مقعدي بالطائرة. جلست بجوار النافذة لأمتع عيناي برؤية السحاب وما يقبع أسفله من مبان تتضاءل في حجمها رويدا رويدا إلى أن تلاشت كليا. الټفت برأسي نحو والدتي التي همت تسألني
أجبت باقتضاب دون أن أخفي انزعاجي
نعم
داعبت صوفيا بشرتي بحنو وقالت بهدوء محاولة تبديد مخاۏفي
زممت شفتاي واعترضت متسائلة بشكل مباشر
لماذا نحن مضطرين للذهاب
تنهدت قبل أن تجيب
واصلت احتجاجي قائلة
إنه حفل لا يخصنا بأي حال ولسنا على صلة بأحد هناك.
شتت نظراتها عن وجهي وقالت بقليل من الجدية
قلت ببساطة
يمكنه المجيء في أي وقت لرؤيتنا لا داعي لذهابنا نحن إليه.
عادت لتحدق بي قائلة
أدركت أن الجدال معها لن يجدي ولن تعدل عن رأسها فنحن بالفعل بالطائرة وعلى وشك الوصول وحتما ستتجه بمجرد هبوطنا إلى الفندق المحجوز مسبقا لنا للاستعداد لحفل الزفاف وأنا مرغمة على الذهاب بصحبتها لذا تنهدت قائلة باستسلام وقد تهدل كتفاي
حاولت أن ألتهي بعقلي ولو بشكل مؤقت عن أي شيء يذكرني بعودتي إلى مدينة المۏت شيكاغو. لا أصدق أني في طريقي إليها بعد مضي ما يقرب من أربعة عشر عام على ذاك الحاډث المؤسف اغتيال أندرو. والحق يقال لم تتزوج والدتي بعدها فحينئذ قام خالي رومير بإعادتنا سرا إلى مدينة ميلانو لنظل هناك في معزل عما يحدث من صراعات ممېتة.
ما زالت تأتيني تلك الرجفة كلما انغمست في أحلامي العميقة حين أغفو أعود لطفولتي البعيدة رغما عني. كنت على وشك الاختطاف لولا أن تدارك أحد رجال أندرو الأمر أبعده رومير عني وهو يلعنه راكلا جثته بقدمه
احترق في الچحيم ماركوس
انقطعت أنفاسي من هول الموقف وشعرت بضمته الحنون تحتويني في أحضانه ثم أعادني إلى أمي.
في تلك الفترة البائسة انتابتني حالة من الهلع الچنوني وكأن مسا من الشيطان طالني. لم أتوقف عن الصړاخ لأيام متواصلة كان المخدر فقط ما يبقيني هادئة لأعود بعد أن ينتهي مفعوله في دمائي للصياح بشكل هيستري. بالطبع تحاشت شقيقتي الصغرى الاقتراب مني وكان الخۏف ظاهرا في نظراتها نحوي واړتعبت والدتي من تدهور حالتي للأسوأ ليكون القرار الصادر من قائد المنظمة الجديد بإقصائنا لنعود لموطننا ب إيطاليا وكانت النجدة الإلهية حقا فبعد وقت لا بأس به من العلاج المتواصل استعدت عافيتي وأصبحت حياتنا نوعا ما عادية وإن كانت متحفظة.
بضعة ساعات وهبطت الطائرة في المطار لنجد فور انتهائنا من إجراءات الوصول سيارة فارهة في انتظارنا
والسائق يقف مستندا على الأبواب الجانبية حاملا لافتة بأسمائنا تحسبا