شغف القاسم بقلم ياسمين الهجرسي
زجاج النافذة تلك النوافذ التي لطالما حملت نظراتهم وسمعت همساتهم مناجية الأحبة في غيابهم.
كانت ريهام تنظر لكارمن وعلامات الأستفهام تحتل ملامحها تحاول كبح فضولها كي لا تزعجها بسؤالها في الوقت الحالي ولكن غريزتها الفضولية تغلبت عليها قائله باندفاع
أنا عاوزه أعرف أيه اللي حصل لك فجأة وأنتى مكلماني كنتي كويسه بعد ما نزلتى من الطيارة.
مش عارفه أيه اللي حصل أنا فعلا كنت كويسه بس لما خبطت في شخص وأنا خارجه وبمجرد ما لمسته قلبي كان هيقف ليه مش عارفه.
اندفعت ريهام في
أنا مصدقاكي وعارفة انك كويسة بس لازم اتأكد من ده بنفسي .
أجابتها كارمن بنفي لحديثها وأكملت تبوح عن مخططها التي سوف تفعله
كانت ريهام تنصط لها بأهتمام لتطمئنها
انا خلاص جهزت كل حاجه أخذت شقه إيجار محدش يقدر يوصلنا فيها على الأقل الفترة دى على ما نشوف هنعمل أيه والحمدلله إنهم ما يعرفوش عني حاجة يعني يا حبيبتي أنتي في أمان..
تسلمي ياحبيبتي معلش يا ريهام سوقي بسرعه عشان چرح كتفي بدأ ېنزف ودرجة حرارة جسمي بترتفع .
هزت ريهام رأسها بالموافقة وعلامات القلق تسكن عينها التى تزوغ حولهم للتأكد أن لا أحد يتتبعهم..
ثم حولت نظرها الي كارمن
قربنا يا حبيبتي خلاص اتحملي بس شويه صغيرين.
أنا مش عارفه أقولك أيه بصراحه اللي عملتيه معايا محدش يقدر يعمله ولو كان ليا اخت مكنتش هتعمل أكتر من اللي عملتيه معايا.
حاولت ريهام أن تطيب خاطرها
أولا... انتي أكتر من أختي
ثانيا... دا واجب عليا
تالثا... عيب عليكي وراكي بنات بشنبات يا كبير هو أنتي فكراني أي حد ولا لازم يا ست كارمن اتدرب على أيد ماڤيا علشان أعجبك..
ضحكت كارمن على مزحتها
هتفضلي دمك خفيف ياريهام وبعدين أنتي أجدع من رؤساء الماڤيا نفسهم..
وأكملت بصوت حنون
وحشتيني فعلا ووحشنى كلامى معاك..
ألقت ريهام لها قبلة في الهواء من خلال مرأه السيارة وظلوا يتحدثون حتى وصلوا مكان سكنهم الجديد أوقفت ريهام السياره وهبطت من خلف عجله القياده تهرول إلي الباب الخلفي لكي تفتحه وتساعد كارمن علي الهبوط انحنت تبسط لها يدها قائله بهدوء
حاولت كارمن أن تتحامل على نفسها وتكافح آلامها وهي تستند على زراعها تعض على شفتها السفلى قائله
اسفه
ياريهام تعبتك معايا من أول ما شفتيني.
حدقتها ريهام بحاجب مرفوع دليل على اعتراضها لحديثها
بطلي هبل ياكارمن علشان مزعلش منك هو احنا لينا مين غير بعض يا هبلة وبعدين أنا بحبك أكتر من نفسي وأنتى عارفة.
ابتسمت لها كارمن بحبور
عارفه يا حبيبتي ربنا يخليكي ليا صدقيني ربنا عالم معزتك عندي ربنا يديم المعروف بنا ..
دست ريهام يدها داخل حقيبتها تخرج منها مفتاح الشقه كانت كارمن تأن من الألم دلفوا بخطوات بطيئة الي حجرة كارمن التي أعدتها لها ريهام مسبقا اجلستها في الفراش تساعدها على نزع ملابسها العلوية حتى تطمئن على جرحها نظرت لها بقلق
ثواني أجيب شنطة الإسعافات من أوضتى واجي لك حالا
هزت كارمن لها رأسها وهي تبتلع ريقها بصعوبة
سريعا بخطوات متلهفه ذهبت ريهام وجلبت حقيبتها الطبيه وضعتها بجوار الفراش وانحنت تساعدها على أن تتسطح حاولت أن تشتت تفكير كارمن ظننا منها أنها لا تتحمل الأدوية المطهرة للچروح..
كانت كارمن تعلم نيتها أبتسمت بۏجع قائله بتهكم
طهرى الچرح ياريهام متقلقيش عليا أنتي متعرفيش اللي اتحملته الچرح ده جانبه ولا حاجة من اللي شوفته.
فرت دمعه من ريهام وهى لا تتخيل عمق الألم التى عاشته كارمن واكملت تطهير جرحها وهى تدعمها
انا عارفه إنك جادعة وبنت بلد علشان كده أنا متأكده أن ربنا هيعوضك خير..
كانت تتحدث وهي تضمد جرحها تواسيها بحنو يفتقداه اثنتيهم..
أستقامت تجمع أدواتها وتساعدها علي التسطح بأريحيه ودثرتها بالغطاء
كده بقيتي فوله قوي وجاهزه للعرض كمان
وضحكت بمشاكسه متابعه
ارتاحي على ما أحضر الأكل.
صدحت ضحكات كارمن بصخب من حديثها رغم بؤسها
أنا للعرض بكام طيب وهل ليا في الربح ولا لأأ.
ضمتها ريهام بحبور
ولا يقدر على ثمنك إلا فارس همام يليق بجمالك يا حبيبتي
همست بصوت متعب لا يكاد يسمع لخفوتة من شده الألم الذي يعتصر قلبها لما يحملة ترد على حديثها
وهو فين الفارس الشجاع ده أنا نفسي أرمي نفسي في أحضانه واترجاه أنه يهتم بيا..
استرسلت بتمنى
عارفه ياريهام نفسي احس أن في حد ساندني تعبت من سندتي لنفسي .
بسطت ريهام يدها تجفف دموعها
بكره الفارس الهمام الشجاع هيجي وأنا متأكده إنك مش هتسمحي له أنه يسندك ياكارمن أنتي بس تعبانة من الأحداث الأخيرة وهي اللي خلتك تحسي إنك ضعيفة.
قوست كارمن شفتيها تزوم مستوحشه حياتها وما أجبرت على معايشته
يمكن ياريهام كلامك صحيح أنا فعلا مريت بفتره صعبه جدا فوق ما عقلك يتخيل.. حياتى كلها خطط ومؤمرات وخداع حاجه كده مؤرفه..
ريهام بروحها الفكاهيه أخذت تحدثها فى مواضيع كثيره كى تقلل من حدة وتيرة اوجاعها وظلوا يتثامرون ويضحكوا على مواقف مروا بها..
حتي قطعت كارمن حديثهم
أنا هاخد شاور لأني فعلا ھموت من التعب.
ضحكت ريهام وهي تستقيم واقفه تهتف بمرح
عيب علي المرأه الڼارية لو حد سمعك هتخسري هيبتك ..
ثم بسطت يدها تجذبها تساعدها على الوقوف
انا هدخل اجهز الأكل عقبال ما تخلصى شاور
وساروا كل منهم الي وجهته.
دلفت ريهام حجره المطبخ لكي تعد الطعام بعد قليل انتهت وصاحت تنادي على كارمن لكي تاتي لتناول وجبتها
يلا ياكارمن الأكل هيبرد تعالي شوفي الملوخيه والرز والفراخ اللى بتحبيهم.
أقبلت كارمن عليها وهي تستنشق رائحة الطعام تلوح بيدها يمينا ويسارا باشتهاء
يا الله على ريحة الملوخيه هتجنن منها ما تزعليش لوشريت الملوخيه كلها..
سقطت بعينها علي الأصناف الموضوعه على المائدة
ياالله على مصر وجمال أكلها الواحد نشف من أكل الخواجات.. الأكل شكله تحفه تسلم أيدك يا ريري أنا ھموت من الجوع..
جلسوا الاثنتين على المائدة يتناولون الطعام ولا تخلوا جلستهم من الثرثرة النسائية عندما انتهوا جمعوا الأطباق وذهبوا الي حجرة المطبخ و وضعوها في منظف الأطباق ثم أعدت كارمن الشاي وذهبوا لغرفه كارمن يستكملوا حديثهم جلسوا على السرير كلا من تستند بظهرها على مخدع السرير ممسكه بكوب الشاى خاصتها..
ارتشفت ريهام رشفة من كوبها تسألها
طيب لو قولنا نبدأ الحكايه هنبدأها منين ياترى .. ما هو أنا لازم على الأقل أعرف المهم اللي في حياتك من بعد ما سيبتك ونزلت مصر . أنا بقول نبدأ الحكاية من آخرها أيه حصلك و ۏجع قلبك ده
من أيه .. أنتي وأنا دكاتره وعارفين مفيش أعراض من غير أسباب وأنا كشفت عليكي ضغطك كويس ونبضك منتظم ومفيش أي حاجه عضويه وده عكس الحاله اللي شفتك عليها واللي حستي به وقتها وكان سبب اغماءك..
هتفت بخفوت
صدقيني مش عارفه ايه اللي حصل أنا كنت كويسه جدا لحد فعلا ما خطبت في المارد ده.
ضيقت ريهام ما بين حاجبها ونظرت لها بتسأل يغلبه الاندهاش
كان وسيم لدرجه انه فقدك تركيزك .. لا ومش كده كمان ده كارمن سالم بنفسها بتقول عليه مارد .. يعني أنا عاوزه افهم هو شكله اللي عمل فيكي كده مثلا ..ولا البرفيوم بتاعه.. ولا قوه جسده.. ولا حضوره.. ولا كهرب قلبك
قالت الاخيره وتعالت ضحكاتها عليها بصخب
شردت كارمن في هيئته وهي تصفه بهيام
حاجه كده عمري ما شفت زيها .. مش قادره انسي شكله ولا نظرت عيونه .. بمجرد ما لمسني ضربات قلبي زادت .. وأول ما بعدت عنه حسيت قلبي كان هيقف .. شعور غريب أنا مش متخيله أن ده ممكن يحصل.. عشان كده بقول عليه مارد لأن مش هشوفة تاني.
كانت ريهام تصتنت لحديثها وهي في حاله ذهول غريبه لأول مره تسمعها تتحدث بهذه الطريقة المهيمنة برائحة إعجاب وهيام لم تشعر بها كارمن نفسها من قبل كارمن بكل الرجال المحيطه بها والتى تتمنى قربها والتنعم بوصالها هى نفسها من تهيم فى رجل من أول لقاء بعثر محيطها وأشعل هالة الڼار التى تحتمى بها من أشباه الرجال..
تحدثت بدهشه
انتي بتقولي أيه ياريهام مش ممكن أنتي اكيد مجنونه .. عشق أيه وكلام فارغ أيه لا مش معقول طبعا ده يكون حصل .. أكيد اللي حصلي من كميه الضړب اللي أخذتها من المتخلفين بلاك ومارك مش من واحد خبط فيا لأقل من دقيقة..
هزت رأسها بنفي واكملت حديثها
سيبك من كل ده و يلا أديني حقنه مسكنه عاوز أنام لأن بكره لازم أروح البنك أجيب الفلوس اللي في حسابي كله عشان اكيد هيدوروا عليا .. بس عاوزه أبعد مكان اسحب منه لأن لو سحبت من هنا هيعرفوا أنا فين .. وعاوزهم يتشتتوا يعني لازم اسحب من كذا مكان أو على الأقل من مكان بعيد عن هنا نهائي وميعرفوش مكاني
واكملت
أومأت ريهام بالموافقة
تمام خليها يوم تاني عشان أنا بكره عندي ثلاث عمليات مش هينفع اعتذر عنهم ومستحيل اسيبك لوحدك وبعدين اشمعني اسماعيليه ما في محافظات كتير بعيدة عن القاهرة.
هتفت كارمن بأبانه
صدقيني مش هينفع يا حبيبتي أأجل أنتي عارفه تأخير يوم واحد مش هيخليني اسحب وأنا محتاجه فلوس و متأكده أنه هيراقب الحساب بتاعي وهيجي يدور عليا .. اطمني يا قلبي أنا هكون هنا على طول ما تقلقيش وإسماعلية بالأخص لأني زرتها قبل كده وبطبيعة عملي بحفظ الأماكن كويس روحي انتي شغلك واحنا على الفون مع بعض.
أمسكت ريهام يدها تشعرها بالامان
عارفه أيه الحلو فيكي يا بت يا كارمن إنك بنت بلد كده وجدعه ومش بتحبي تشيلي حد همك بس امانه عليكى خلى بالك من نفسك وبلاش تهور يضرك..
وطبعت قبله أعلى قمه رأسها واستقامت تودعها حتي الصباح
تصبحي على خير يا أجمل كارمن في الدنيا...
وتركتها وأغلقت الإضاءة وأوصدت الباب خلفها......
تسطحت كارمن على الفراش تضع يدها تحت وجنتها كعادتها استعدادا للنوم تستحضر ءكريات لقاءها القصير