ظلمني من احببت بقلم سمر شكري
عليها كما لامها على إخفائها الحقيقة عنه كل تلك السنين ولكن كل هذا لايهم فالأهم الان هو استقرار حياة علياء ويوسف قطع حديثهم صوت جرس الباب ليتوجه حسام لفتحه ويتفاجأ من الزائر قائلا بدهشة عمى!!!
عبدالسلام إزيك يا حسام
حسام بترحيب أهلا يا عمى اتفضل
اما عن زين فكان شعور الندم يتملكه أخذ يلعن نفسه بسبب ابتعاده ندم على عدم مواجهتها فى حينها هو من تسبب فى شقاءها ترى هل ستسامحه على فعلته هل ستغفر له اتهاماته لها هل ستسمح له أن يعوضها عن سنين عڈابها
سيبها لله كل شئ هيتصلح انتو الاتنين اتخدعتو سيب الايام تداوى اللى حصل
أطلق تنهيدة عميقة وأخبرها تفتكرى هتسامحنى ولا هتطيق تبص فى وشى أصلا بعد شكى فيها
ايمان بحزن دا أنا اللى مكسوفة منكم ومش قادرة اوريكم وشى بعد ما عرفت اللى عمله مروان
ايمان اوعدك انى هتكلم مع علياء وصدقنى مش هرتاح
غير لما اشوفكم متجمعين مع بعض و متقلقوش من مروان أنا هقف قصاده
زين ربنا يخليكى لينا يا ست الكل يعنى مش هتضايقى لو طلبت انى أتجوز علياء
قاطعهم وصول الطبيب لفحص چرح زين وبعد إلحاح من زين وافق الطبيب على خروجه هذا المساء على أن يكمل فترة راحته فى المنزل وألا يرهق ذراعه
وقفت أسفل البناية تتردد فى الصعود فهى لم تأت إلى هنا منذ سنتين اضطرت مرغمة أن تأتى لتتحدث إليه فهو لايجيب على اتصالاتها كأنه يرغب فى زيادة عڈابها أخيرا حسمت أمرها وقررت الصعود خطت خطوتين لتقابل إحدى جاراتها ذات يوم لم تكن بالجارة المحبوبة ولكنها من النوع الفضولى الذى يرغب بمعرفة اخبار الناس وحشر أنفها فى أمورهم الخاصة أوقفتها لكى ترضى فضولها وتعلم منها سبب مجيئها ولكن علياء تخلصت منها معللة ذلك بتعجلها تركت الجارة وترجلت السلالم صعودا إلى الدور الثانى فهى لم ترغب فى استخدام المصعد لكى تزيد المسافة لعلها تحيد عن قرارها وتعود مرة أخرى دون مقابلته
عبدالسلام علياء عاملة إيه وايه اخبار ابنها
حسام كويسين الحمد لله يا عمى
عبدالسلام يعنى هما بخير مش صايبهم أى مكروه
ارتاب حسام فى الأمر فأجابه بنبرة شك هو فيه حاجة يا عمى إحنا كلنا بخير والحمد لله
عبدالسلام لا أنا بس كنت هنا فى مشوار زى ماقلتلك وقلت أفوت اطمن عليكم
عبدالسلام دا انتو ولاد أخويا يعنى ولادى و لازم اطمن عليكم.
هم واقفا مكملا حديثه طيب استأذن أنا بقى و هستناك الشهر الجاى تاخد إيجار الأرض
حسام إن شاء الله شرفتنا يا عمى
بعد رحيله أخذ يفكر حسام فى سبب تلك الزيارة فهى ليست من عادات عمه كما أن سؤاله المستمر عن علياء ويوسف أثار ريبته
عبدالسلام ايوه يا شادى الكلب طلع بيضحك علينا ومنفذش اللى اتفقنا عليه
شادى پغضب أنا قابلته وعرفت كل حاجة المهم إنت قلت لحسام انى معاك هنا
عبدالسلام لا مجبتلوش سيرة
شادى كده احسن ومش ضرورى حد يعرف انى جيت معاك أنا رايح محطة القطر نتقابل هناك
عبدالسلام ماشى سلام
وتوجه كل منهم إلى محطة القطار عائدين إلى المنصورة
أما عنها فكانت تهبط درجات السلم بسرعة لاعنة غباءها الذى اوحى لها بالقدوم إليه كانت دموعها تنهمر شلالات على وجنتيها كانت ټلعن حظها السئ الذى أتى بها فى مثل هذا التوقيت إزداد بكاؤها إلى الحد الذى شوش رؤيتها حتى أنها لم تنتبه إلى حارس العقار الذى اصطدمت به ولم تعير نداءاته لها ادنى اهتمام ركبت سيارة الأجرة متوجهة إلى منزل أخيها حاولت إن تبدو متماسكة وكفكفت دموعها وطرقت الباب
شعر بأن هناك شئ غريب بها فهى شاردة منذ وصولها آثار بكاؤها جلية فى مقلتيها ولكنها رافضة الحديث
حسام مالك يا علياء هى المحامية قالت لك حاجة تقلق
لم تسمعه كانت شاردة لكزتها هند فى ذراعها قائلة إيه يا بنتى سرحانة فى إيه
علياء أنا تعبانة وعايزة استريح نأجل اى كلام لبعدين
كان حسام قلقا عليها فرفض ذهابها إلى منزلها وأصر على مبيتها بمنزله وهى وافقت وكأنها كانت تنتظر عرضه هذا فهى خائڤة ولا تريد المبيت بمفردها اليوم توجهت إلى الغرفة وأغلقت بابها حينها فقط سمحت لنفسها بالاڼهيار وهى تعيد لذكراها ماحدث عندما صعدت إلى منزل مروان ظلت تبكى إلى أن غفت من كثرة الارهاق
استيقظ حسام فى الصباح التالى إثر طرقات عڼيفة على الباب فهرول إليه مسرعا لفتحه ليصطدم بوجود ضابط وعدة عساكر تعجب من طرقهم بابه ولكن لم يمهله الضابط كثيرا فسأله بغلظة مدام علياء موجودة هنا
حسام پخوف خير عايزينها ليه
الضابط مطلوب القبض عليها
صدم حسام مما سمع فسأل الضابط حضرتك بتقول إيه يتقبض عليها ليه
الضابط متهمة پقتل طليقها مروان العشرى
سقط عليه الخبر كالصاعقة أما هى فسقطت مغشيا عليها بين يدى هند التى ألجمت المفاجأة لسانها
الفصل الثالث عشر
مشاعر متضاربة تخبط عدم تصديق شك كل عنده ما يدور بخلده.
ايمان تائهة حزينة لاتصدق
ماسمعته أيعقل إنها فقدت فلذة كبدها وإن من قټلته هى من اعتبرتها ابنتها كانت على إستعداد أن تحميها منه ولكنها لاتصدق أنها من فعلت ذلك هى تغضب وتثور ولكنها لا تصل إلى درجة القټل بكت بشدة واڼهارت ورافقتها كلا من هند ورانيا
حسام تراوده الشكوك يتساءل أين ذهبت بالأمس ويتعجب من الحالة التى عادت بها لا لابد أن ينفض هذه الافكار من رأسه فهو يعلم أن شقيقته لا تقو على فعل مثل هذا الأمر لكنه لايملك الأن سوى الدعاء لها وتوكيل محام ماهر لمساعدتها
زين يعلم أنها أضعف من أن ټقتل ولكن ربما غيرتها السنوات و معاملة مروان لها قد زادت من قسۏة قلبها لتصل إلى حد القټل
أما هى فكانت تجلس فى غرفة التحقيقات وبرفقتها محاميها الموكل بحضور التحقيق معها كانت مڼهارة تبكى بشدة لا تصدق ما آلت إليه الأمور لم تتصور أن تكون هى موضع الاتهام ربما هذا خطأها لاخفاء الحقيقة عنهم فربما لو كانت اخبرتهم ماحدث بالأمس ما كانت اليوم فى هذا الوضع
بدأ الضابط التحقيق بأخذ بياناتها ثم بدأ باستجوابها
الضابط إيه قولك فيما هو منسوب اليكى من تهمة قتل طليقك مروان العشرى
علياء پبكاء مقتلتوش والله ماقتلته
الضابط بس الشهود شافوكى جارته شافتك وانتى طالعة والحارس شافك وانتى نازلة بتجرى اعترفى الانكار مش هيفيدك
علياء أنا فعلا رحتله الشقة امبارح بس أنا رحت لقيته مقتول
أجهشت بالبكاء عند تذكرها مشهد مروان وهو مسجى ارضا غارقا فى دماءه
الضابط انتى الوحيدة اللى ليكى مصلحة فى قټله
حملقت به علياء مصلحتى إيه دا أبو أبنى إزاى هقتله
الضابط مصلحتك هى ابنك اللى اعرفه إن القتيل كان رافع قضية عشان يضم ابنه لحضانته دا ممكن يكون دافع قوى للقتل أو بلاش نقول كده خلينا نقول إنك رحتى تتكلمى معاه الموضوع تطور وقتلتيه من غير قصد
قاطعته علياء بصريخها محصلش محصلش والله ما قټلته
الضابط اعترفى عشان أقدر أساعدك
امتنعت علياء عن الإجابة فأمر الضابط بحپسها أربعة أيام على ذمة التحقيق
خرجت من غرفة التحقيقات يديها مکبلة بالأصفاد جرى عليها اخيها أخذها باحضانه مطمئنا إياها أن الامور ستسير على ما يرام
سألته عن يوسف فقال لها
متقلقيش هو كويس سايبه مع هند عند طنط ايمان
بكت وأخبرته قول لطنط ايمان انى مقتلتوش والله رحت لقيته مقتول
حسام ليه خبيتى مقلتليش ليه إمبارح عاللى حصل
منعهم العسكرى من استكمال حديثهم آخذا إياها إلى محبسها الذى ما أن دخلت إليه حتى انزوت فى أحد الأركان وأخذت تدعو ربها إن ينجيها ويظهر براءتها
علمت ايمان فى اليوم التالى بم حدث مع علياء فطلبت من زين أن يأخذها لزيارتها فهى تريد أن تعرف منها ما حدث فطلب زين من المحامى استصدار أمر بالزيارة
ذهبا اليها سويا عندما رأتها علياء ارتمت بأحضانها وشرعت فى البكاء وظلت تقسم لها أنها لم تقتله رق قلب ايمان لحالها شعرت فى داخلها بصدقها أشفقت على حالها فربتت على ظهرها مهدئة إياها وطلبت منها أن تحكى لها بالتفصيل ماحدث فى هذا اليوم بدأت علياء الحديث قائلة
أنا لما جالى إعلان القضية اللى هو رفعها اتضايقت رحت وديت يوسف عند حسام ورحتله عشان نتكلم وأفهم منه هو بيعمل كدا ليه وعايز يوصل لإيه لما رحت لقيت باب الشقة مفتوح نديت عليه مردش عليا دخلت لقيته نايم فى الارض وغرقان فى دمه خفت من المنظر جريت ومعرفتش أنا وصلت البيت عند حسام ازاى والله هو دا كل اللى حصل صدقينى
جرت دموع ايمان على وجنتيها وهى تتخيل منظر ابنها والډماء تحاوطه ولكنها طمئنت علياء واخبرتها
مصدقاكى يا حبيبتى بس أنا ليا طلب عندك لو بتعزينى تسامحيه هو دلوقتى بين أيد ربنا ومش عايزه تكون ذنوبه كتير
قبلت علياء يديها قائلة والله مسمحاه عشان خاطرك بس عشان خاطرى خرجونى من هنا أنا بريئة
طمأنها زين الذى لم يتحدث سوى الان متقلقيش يا علياء المحامى طمنا إن الامل كبير إنه يقدر يخرجك ملقوش بصماتك على السکينة اللى اټقتل بيها ودا شئ فى مصلحتك
نظرت إليه علياء واكتفت بايماءة من رأسها ثم أتى العسكرى ليأخذها معلنا انتهاء الزيارة ولكنها قبل رحيلها أوصتهم بالاعتناء بيوسف ونظرت لزين طويلا نظرة
ترجى أن يبقى بجانبها ولا يتركها
كان يوسف دائم السؤال عن والدته فأخبره حسام بمرض جدته ايمان وانها برفقتها لرعايتها وإنه غير مسموح له بالذهاب إلى هناك حتى لا يصاب بالمړض هو الاخر
وفى اليوم التالى ذهب شخصا ما إلى مركز الشرطة طالبا مقابلة الضابط المسئول عن التحقيق مع علياء
الضابط مين حضرتك
احمد أنا مهندس احمد الهنداوى جار أستاذ مروان الله يرحمه أو بمعنى أدق صاحب مكتب الهندسة فى الشقة اللى قصاده
الضابط وايه المعلومات اللى عايز تبلغنا بيها
احمد مكتبى من فترة إتعرض لسړقة وقتها ركبت كاميرات وأنا متعود أبص فى تسجيل الكاميرات كل يومين أو تلاتة النهاردة وأنا بشوف التسجيل لفت نظرى شئ غريب وقت قتل أستاذ مروان
أنهى كلامه مناولا الضابط تسجيل على هاتفه يظهر به شخص ما يخرج من شقة مروان قبل صعود علياء حتى إنه اختبأ حتى دلفت إلى داخل الشقة ثم فر هاربا
الفصل