السبت 23 نوفمبر 2024

اسلام الغريب بقلم ساره منصور

انت في الصفحة 12 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

ياسمين بشدة وهى تراه بهذه الطريقة تريد أن تعيش حياة سعيدة لكن الواضح لها أن حياتها ستكون بها عدة عوائق 
ارتمت على فراشها وهى تتنهد لم تتوقف عن التقلب شعور الارهاق يغزو جسدها بثقل رهيب 
طوال اليوم لم يأتى اليها النوم برغم التعب الذي بها والخمول 
كل زفير يخرج على هيئة تنهيدة مؤلمة تصيح بتعب قلبها 
لا تعرف ماهذا الشعور الغريب ولما تشعر بهذا المړض 
أستمر الالم اسبوعا كاملا يزداد فى دخول الليل تتقيئ لاتستطيع التحدث مع أحد تنام على الفراش ولا تتحرك عيناها مغلقة وجسدها ساكن عن الحركة لكن حواسها كلها تنصت لما حولها 
تشعر بخطوات خفيفة تدور حولها دائما فى الليل الثقيل لكن لم تستطع أن تفتح عيناها من شدة التعب 
الشئ الوحيد الذي تعم فيه الحياة هى عيناها التى تتنفس بالدموع المؤلمة التى تخرج الكلمات من قلبها ويبقي التعب ساكن بين أضلاعها يذقها بالمرارة 
وفى اليوم الثانى مع مرور شمس الصباح بدا يوم جديد قامت من فراشها بصعوبة من كثرة رنين الهاتف لتلتقطه وتقوم بالرد عليه بصوت نائم 
مين 
ايه اللى مين انت مش مسجل رقمي لازم تيجي النهاردة فى تدريب مهم 
مش هقدر يارامي أنا تعبان اووى 
أنت بتهزر يااسلام بقالك اسبوع غايب هو أنا بقلك تعالا نلعب دا شغل فريق ولازم تيجي 
خلاص خلاص هاجي 
قامت من الفراش بصعوبة بالغة ونظرت فى مرآتها لترى أن دموعها رسمت ممر عابر على وجهها يظهر أثر أوجاعها 
زفرت وهى تبحث عن عنوان هذا الطبيب النفسي الذي أخبرها عنه الطبيب المعالج لحالتها 
فلم تعد تحتمل ۏجع قلبها الدائم ولم تعد تتحكم فيه فقط يزداد أكثر مع مرور الايام 
قامت بالاتصال بالمشرفة الخاصة بالطبيب لتحدد موعد بأسرع وقت ممكن 
أرتدت ملابسها بعد أن أخذت استحماما باردا جعلها تفيق قليلا وذهبت الى النادي 
لترى كل شخص تكره فى حياتها موجود لكن حمدت الله
ان سيف ليس معهم فرؤيته ليست محمودة وخاصة الان 
دخلت الى غرفة تغير الملابس لتراها فارغه تنهدت براحة وهى تغلق الباب الرئيسي 
وتدخل الى غرفة محكمة الغلق وتغير ملابسها الى ملابس كرة القدم 
وما أن دخلت الى أرضيه الملعب كانت تشعر أنها فى حالة غائبة عن الوعي فى عالم أخر 
تجرى أمام الجميع ولاترى اين هى كرة القدم تجرى فقط مع الفريق وتارة اخرى مع الفريق المعاكس 
حاجة مسكرة عاوزة حاجة مسكرة 
شعر رامي بالڠضب منه وهو يراه ضعيفا هشا يتشبه بالنساء لكن فى نهاية الامر اشفق عليه من رؤيته ينهج بتلك الطريقة ويظهر عليه التعب والتعرق الشديد 
فقام ببعث أحد العاملين الخاص بتنظيف النادى ليشترى بعض العصائر الى الفريق 
وما أن قامت ياسمين من ارضية الملعب لتذهب الى الحمام رأت اكثر من تخشي وجوده أمامها 
والاسوء انه ينظر
اليها بضيق وخاصة بعد أن خلع بذلته الانيقة فى ارضيه الملعب وارتدى ملابس رياضيه ويشير اليه بأنه يتحداه فى مباراة 
لكنها ذهبت مسرعة الى الحمام وبيديها علبه عصير وبعض السكاكر 
حمدت الله عندما وجدت الحمام الخاص بالرجال فارغا
وأعتبرته حظا وفيرا 
أغلقت الباب الرئيسي ودخلت الى غرفة منهم وجلست على الحمام وخلعت القميص الرياضي حتى يأتى اليها الهواء 
ايه الحر دا هموووت 
هتفت بها ياسمين وهى تقوم بتحريك قميصها يمينا ويسارا حتى يمرر اليها الهواء 
ثم أقبلت تشرب قنينة العصير وبعض السكاكر بنهم 
حتى سمعت صوت يطرق الباب بقوة وصوتا قويا
يهتف 
أفتح يااسلام ياجبان بتهرب منى والله ماهسيبك غير لما اعلمك ازاى تيييييتتت 
بعد تلك الكلمة وصل صفير الى اذناها مع خفقان شديد 
فقامت من على المقعد پصدمة مرعبة حتى سقط منها القميص فى مجرى المياة 
ياحظك الهباب أعمل ايه بسرعه فكرى قالتها ياسمين وهى تضع أذناها على الباب تسمع إن ذهب أم لا فقد عم الصمت لثوان 
هنا سمعت تحطيم الباب الرئيسي من ركله واحدة ليجرى الخۏف فى قلبها بسرعة ويقل الهوا فى رئتيها 
نظرت الى القميص الذي امتلأ بالماء وما أن انحنت حتى تلتقطه تم ركل بابها الخاص بدورة المياة 
التفتت بسرعة وتقوم بمسك مقود الباب حتى لايستطيع ان يفتحه 
فهتف سيف لها پغضب 
مش هسيبك النهارده غير لما أربيك لو راجل افتح 
فردت ياسمين عليه بتوتر 
ياعم أنا مش راجل اقصد راجل ومش هفتح 
ارتعشت شفتاها وجسدها بالړعب لاتعرف كيف تتصرف عقلها يسرد لها ان علم الجميع بأمرها ستكون ڤضيحة لها خاصة رامي هى لا تريده ان يعرف بأمرها ليست مستعدة بعد الا يكفى ما فعله أدم معها 
وصل اليها هتاف سيف پغضب 
كدا طيب 
قالها سيف ليقوم بتحطيم الباب بركله جعلتها ترجع الى الوراء حتى سقطت على دورة المياة بقوة 
مفيش حد جاله اليوم اللى يقف قدامى 
هتف بها رامي وهو يمسك الباب المحطم فى يده اليسري و ينظر اليه پغضب حتى سقطت عيناه على الرباط الذي يحيط به صدره ليردف بصياح 
قالها بعد أن اقترب منها وعيناه لاتستوعب ماتراه هل ما كان يشك به كان حقيقيا لكن كيف كل تلك 
الفصل الحادى عشر 
خرجت مسرعة إلى النادى وهى ترتدي قميص سيف الذي يبدو كالبحر الشاسع تعوم بداخله بجسدها النحيل 
حمدت الله عندما وجدت باقى الفريق يتحدث فيما بينهم فى وضع دائرة فأسرعت أكثر حتى خرجت من الباب الرئيسي 
أما الاخر كان ملقى على الارض يشعر بالألم بجسده وعيناه شاردة فيما رأته من غرابة 
فعندما رأه للمرة الاولى يلعب الكرة فى المتوسط دار الشك حول عقله لذا أراد أن يتأكد فقام بضربه بقسۏة ذلك اليوم أمام الجميع 
أما الان يريد ان يكتشف ماحقيقة الشئ الذي رأه تنهد وهو يرفع نفسه لكى يقوم من الارض 
فى تلك اللحظة دخل عليه رامي وعيناه جاحظة يرمقه بنظرات غريبة وسيف ينظر اليه طويلا يحاول أن يكتشف أن كان يعرف أم لا 
لكن الضباب يملأ المكان بالغموض فقال سيف وهو يقف على قدميه 
أن تعرف أن إسلام 
وقفت شفتاه عن الكلام فرفع ببصره الى رامي ليرى عيناه متلهفة لتنصت الى كلماته لا يعرف لما اراد أن يخفى ما رأه وأردف مغيرا للموضوع 
لو شوفته هقطعه ميهمنيش إن كان صحبك ولا لا 
صاد الصمت بينهم للحظات ومن ثم خرج رامي من أمامه بدون كلمه واحدة 
متجها الى غرفة تغير الملابس وقف أمام حزانة الملابس الخاصة باسلام وقام بفتحها بصعوبة بسبب غلقها المشيد عليها ليري حقيبة اسلام بداخلها 
أسرعت الى المنزل وقلبها يرتجف پجنون تشعر أن الحياة تميل عليها بكل ثقل الايام دفعة واحدة ولا ترحمها بيوم تسترح فيه من كل الآمها 
دخلت الى البيت وهى تشعر بالإرهاق الشديد والعرق يملأ جسدها حتى تجمعت الأتربة حول وجهها تخفى بياض وحمرة وجنتيها 
صعدت الى غرفتها وهى تنهج بصعوبة على السلم الخشبي وتلتقط الهواء بصعوبة حتى يملأ رئتيها وما إن وصلت وجدت لبني تقف أمامها بعيناها الغاضبة 
لبني 
تعرف لما عمى جمعنا أمبارح عشان يقولنا عليك أنا مصدقتش أنت ليه كلك مشاكل متعيش بهدوء وحل
عننا مش كفاية سړقت الفلوس وهربت 
ياريت بقي تخرج من
هنا ومعتش أشوف خلقتك تانى 
برغم تعبها الشديد حاولت ان تتماسك وترفع ظهرها مستقيما وتقوم بمسح حبات العرق وتقول 
دا بيت عمى وأعد فيه زى ما أنا عاوزة لو بتفكرى يالبني أنك تطرديني زى ما أبوك وأمك عملوا
يبقي أنت عايشة فى الوهم روحى شوفى مصلحتك إجرى 
اااه صحيح ولمى جوزك عليك مبقتش حباه يجيلي الاوضه كل شوية 
إإإيه صدقت أمى لما قالت عليك عيل ناقص 
قصدك تقولى بنت ولا عقلك غايب عن مخك زى ماغايب عن جوزك 
كزت لبني على أسنانها بالغل فاقتربت من ياسمين حتى تعنفها وتصدر صوت بكاء برعت فى تمثيله 
دخلت ياسمين الى غرفتها وأوصدت الباب بقوة فى وجهه لبني 
كل تلك القوة التى بادت على وجهها ليست سوي قناع سريع التلاشي فى صومعتها ليظهر الوجهه الحقيقي لها من بكائها القهرى 
وبعد مرور يومين بدون مغادرة غرفتها جاءها أتصال من عيادة الطبيب النفسي تخبرها المشرفة أن المعاد هو اليوم 
تنهدت وهى تقوم من الفراش وقد عاد اليها الثقل فى جسدها لا تعرف لما لكن تمنت عندما تذهب الى الطبيب أن تطيب نفسها وتستريح 
وعندما ذهبت الى العيادة وجدتها ممتلئة يجلس المړضي فى مقاعدهم الخشبية والعجيب الذي ثار دهشتها أن العيادة تطل على حديقة خضراء مليئة بزهور الكاسليا التى تفضلها 
يدخلون تلك الحديقة بشرط خلع حذائهم والجلوس فى أى مكان سواء على العشب بالأخضر أم تلك المقاعد الخشبية المريحة 
أنتظرت دورها بجانب تلك الزهور طوال الوقت تلثم عطرها 
وما إن حان دخولها عند الطبيب خطت بخطوات أريحيه
جلست أمام الطبيب ونظرت اليه طويلا كان رجلا شديد البياض ذا وجه حسن طيب الملامح بشوش العينان 
أخيرا
جيتي ياياسمين دا الدكتور كامل كل شوية يتصل بيا يعرف أنك جيتي ولا لاء 
ااه دكتور كامل هو لسة فكرني 
طبعا المهم ياياسمين أخبارك أيه 
ردت ياسمين على الطبيب وقصت عليه كل شئ فكان الطبيب معها حكيما فى رده دائما يخبرها ان تتمسك بنفسها وأن تتعرف عليها من جديد 
واستمر ذهابها الى الطبيب كل ثلاثة أيام فى الاسبوع حتى قال لها فى هذا اليوم 
ياسمين أعرف أنى مجرد طبيب بيسمع ليك فقط مش بايدى أقدم ليك غير الكلام اللى ممكن يساهم فى شخصيتك بنسبة ثلاثين فى المئة والسبعين التانين دول هيجوا منك ومن إرادتك لازم تبحثي عن نفسك وتحبيها أنت لحد الأن معرفتيش إذا كنت ياسمين أو إسلام 
أنت بتقوليلي أن مفيش أى تقدم عندك بسبب أنك مستسلمة لتعب اللى بيجيلك كل دا نفسي أنت سليمة مفكيش حاجة 
أمالت ياسمين برأسها الى الطبيب إيجابا وهى تتنهد 
فأردف الطبيب 
أنا بكلمك زي بنتي ان من البداية بعرفك مش هعطيك أى علاج لان العلاج دا بينيم بس مش هيساهم فى حاجة وممكن يقلب بالسلب عليك 
بس هعطيك علاج روحاني 
دايما أقرئ قرآن عشان روحك تبقى خفيفة إصحي بدرى وامشي قدام البحر وعنيك دايما تشوف الزهور والشجر 
الحاجات البسيطة دي بتقوى روحك أتجاه اى حاجة 
اهو أنا مبخدش
منك غير انك تميلي رأسك بس وتيجي تقوليلي أنا مبتحسنش 
بصي متنسيش بكرة هيبقي فيه تجمع ولازم تيجي قالها الطبيب مودعا ياسمين وهى تخرج من العيادة 
وفى اليوم التالي 
زفرت ياسمين بشدة وهى تنظر الى إتصالات رامي التى لاحصر لها فقامت ترتدى ملابسها الرياضية لتشهق وهى تتذكر حقيبتها التى قامت بنسيانها بسبب سيف 
عزمت على الذهاب الى النادى وهى تشعر بالخۏف من سيف وهل أخبر رامي أم لا 
لكنها لن تصمت وستجد حل لتلك الأزمة بسبب بعض الحجج التى فكرت بها طويلا 
وما إن لمحت رامي يلعب الكرة وينظر اليها بضيق فطمئنت من نظراته لها فهى لم تتغير 
فأخبرت نفسها انه لايعلم بأمرها فتنهدت براحة 
يلا روح اجرى شوف
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 25 صفحات