الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اسلام الغريب بقلم ساره منصور

انت في الصفحة 17 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

ويقوم بتوبيخها 
كنت فيين كل دا أنا مش قولتلك مفيش خروج قبل المغرب بساعة 
ايه دا مين دا ياسمين وبيكلمك كدا ليه وبعدين ايه شغل الحضانة دا مغرب مين يابابا 
أنتبه أدم إلى تلك الفتاة التى ترتدي ملابس شباب فنظر اليها باستحقار وهى تتحدث معه پغضب ساخر 
عم عبده مين اللى دخل البنت دى هنا 
قامت ياسمين بسحب هالة من أمام أدم وذهبت مسرعة الى غرفتها 
فقالت هالة 
مين الولد دا فاكر نفسه مين عشان يكلمك بالاسلوب التييت دا
ابن عمى اللى حكتلك عنه 
أدم بتهزرى والله خسارة فيه الحلاوة اللى فيها أنا تخيلته من كلامك ضبع جربان 
ضحكت ياسمين على كلام هالة الساخر وجلس الاثنان مع بعضهما حتى أرتها ياسمين الملابس التى تأتى اليها والزهور 
شكلهم حلو أووى ياسمين شكل الواد دا ھيموت عليك أنا لو منك أتجوزه 
ههههههه مش لدرجادي أنا حاسه أنه بيشجعنى أما من نحية الحب بصي هو مجرد هااا مش عارفة اقولك ايه 
بعد مرور الساعات وقفت هالة تستعد للمغادرة فأخذتها ياسمين تودعها عند فناء المنزل لترى أن أدم جالسا على مقعدا فى الحديقة وينظر اليهما بنظرات خاطفة 
فى تلك اللحظة 
ظهر نفس الشاب الذي اصطدم بهما فأشاوا الي بعضهم پصدمة 
أنت ايه اللى جاب هنا 
مش دا بيت ناجى 
مالو برأسهما بايجاب فقالت 
يبقي بيتي 
نظر الاثنان له بغرابة فوقف أدم ينظر اليه بشوق جارف ويهتف 
نادر 
ابتعدت ياسمين وهالة عند بوابة المنزل وهى تقول 
أأأه أنا دلوقتى افتكرت دا بن عمى نادر أنا كنت بقول شوفته فين قبل كدا 
هو أنتوا كلكم حلوين ازاى كدا 
ابتسمت ياسمين وجاء فى خاطرها فى تلك اللحظة كلمة رامي لها أنتم كلكم حلوين كدا معندكش أخت بنت 
تنهدت بحزن فأخبرتها هالة أنها ستذهب وقاموا بتوديع بعضهما 
رجعت ياسمين وهى تنظر الى الاخين وهما يتعانقان بحرارة 
فقال نادر وهو يشير اليها 
هى دى ياسمين اللى حكتلى عليها ازيك ياياسمين أنا نادر فاكرانى 
شعرت ياسمين بالاحراج وهى تنظر الى أدم اعتقدت بأنه اخبره باشياء مخجلة فلم ترد عليهما وصعدت الى غرفتها 
جاء الصباح محملا برياح مملوءة بالاتربة قررت أن تذهب الى الجامعة فحاولت الخروج مبكرا بدون علم ادم وتسللت بدون أن يراها العم عبده أيضا 
وخاصة ان طوال الليل كانت لبني تطرق الباب پعنف بسبب دراجتها التى رأتها محطمة 
وبعد ان وصلت الى الجامعة جلست أمام المبني الخاص بكلية الهندسة تنتظر موعد المحاضرة مرت ثلاث ساعات عليها وهى تنظر الى العشب والورود الحمراء التى تزين مدخل الجامعة 
لمحها سيف وهو يمر على الطريق المؤدي الى مبناه فاقترب منها والجميع ينظر اليه وما أن رأته أنتفضت واقفة ووجها يتلون خجلا 
فقال لها وهو يرنوا اليها باعجاب 
زهرة الياسمين 
تعرفي انك أحلا من الزهور نفسي اقول كدا لشخص اللى اختر اسمك 
ابتسمت وهى تراه ينظر اليها باعجاب فأردف 
هتخلصي امتى محاضرات 
على الساعه ثلاثة 
بصي ساعة ماتخلصي انتظريني هنا هوريك حاجة مهمة 
لا يعلم انه قام بايقاظ فضولها فبقت طوال
اليوم شاردة تتسأل بما يريد أن يريها لكن تلك التسؤلات كلها تلاشت وهى تجلس فى المحاضرة فى المدرج السابع وترى رامي يدخل أمامها ويرمقها بنظرات لا تختلف عنها 
جلس فى المدرج الأخير فبقي مقابلا لظهرها يراقب كل تصرفاتها ولكن جلس وراءها
بعض الشباب يحجبون الرؤية
عنه 
صدمت ياسمين وهى ترى زملاءها الشباب والبنات من
ايام المتوسط ممن هم فى فرق أخرى وجامعات مختلفة عنها يجلسون خلفها يهمسون ويضحكون بصوت هامس يصل اليها واضحا 
تنصت لكلمات لكن بقت تحاول أن تركز مع المحاضرة 
كلما يتحدث الأستاذ الدكتور ترفع يدها وتسأل وتجاوب وتظهر لهم أنها لا تعيرهم أى أهتمام 
اسمك ايه ياطالبة 
هتف بها الاستاذ الدكتور أمام الطلاب وهو يرى أن ياسمين تملك عقلا كبيرا بتفوق وتتجاوب معه بأسئلة ذكية للغاية 
هتفت بأعلا صوتها الذي ينبع بداخله الثقة حتى هى لم تصدق نفسها وجرائتها 
زهرة الياسمين 
هنا ظهر صوت زملاءها الذين يجلسون خلفها يضحكون بأعلا صوت بسخرية مريرة جعلتها تغمض عينها پألم وتطلب القوة من الرحمن 
فهتف الدكتور 
اللى بيضحك وراء قم ياخويا أنت وهو تعالوا هنا منشوف بتضحكوا علي ايه 
وقف الشباب يرمقون ياسمين ويهمسون لها بافظع الكلمات وهم يذهبون الى الدكتور 
اكتب اسم أنت وهو هنا 
فى تلك اللحظة وقفت ياسمين وهتفت 
مش فى القسم هنا يادكتر فى جامعات تانية واسمهم 
أقبلت ياسمين تهتف بكل أسم لديهم 
فانفعل الدكتور وامتلئ وجهه بالڠضب وقام باحراجهم وقام بطردهم شړ طرده وأردف 
أى حد مش فى القسم يخرج بكرة 
وقفت الفتيات زملاءها وقاموا باطلاق السباب لها وخرجوا من القسم وقال الدكتور 
زهرة الياسمين بعد كدا تعدى فى الدسك الاول لانك هتكون القائد فى الفرقة الاولى اى حد عاوز يوصل ليا حاجه هى هتكون المسؤلة ماشي ياسمين متغبيش بقي 
أمالت ياسمين رأسها بايجاب وقد نبض الحماس داخلها وهى ترى أن باقى الفرقة يتهافتون عليها بالتعريف عن نفسهم ويطلبون صدقاتها 
لمحت ياسمين نظرة خاطفة رمقها بها رامي وهو يخرج من المدرج لم تعرف أن تترجمها 
خرجت ياسمين من المدرج وخطت فى الطريق ذاهبة الى المكان الذي اخبرها سيف أن تنتظره فيه وفى الطريق تجمع عليها الشبان والفتيات زملاءها فقامت فتاة منهم بلكزها فى كتفها والاخرى بلكمها فى وجهها وبقت تنظر اليهم ياسمين ولا تعرف كيف تتصرف بتجمعهم حولها ليظهر صوت ذلك الشاب الذي هو صديق أدم وهو يقول أمام الجميع من طلاب فرقتها و بعض الطلاب الاخرين 
أنا أنا ياسمين ليه ياأدم عملت كدا واتفقت معاهم دا أنا بنت عمك ليه كلكم وحشين 
من ينظر اليها يراها قوية صامدة تنظر اليهم بجراءة لا يرى الصراع الذي بداخلها لا يسمع صرخاتها الصامتة لايشعر بانياب حقدهم ولم يعد يحتمل 
وإقترب منها الشاب مرة أخرى يرفع يده عليها لتقوم بايقافه يد اجتمع فيها ڠضب العالم كله حتى قامت بلوي يده وكسرها فلم ېصرخ من الالم بل من الصدمة وهو يري صديق عمره أدم واقفا أمام
خلع أدم معطفه ووضعه علي ياسمين وقام بسحبها الى سيارته 
كانت تنظر اليه بغرابة وعيناها مليئة بالضباب من هو هذا الذي أنقذها من هو الذي قام بتحريرها من أيديهم 
لم تعرفه الا وهو يجلس فى السيارة يخرج منديلا ويقوم بمسح وجهها وترتيب شعرها بلمسات ليست غريبة عنها 
ويقول بنبرته التى جعلت جسدها ينتفض 
متخفيش أنا معاك 
تلاشي الضباب لتصفى الرؤية تدريجيا على عيناها لترى أدم ينظر اليها بتلك العينان الغاضبة 
جاء الليل بعلو القمر يرتسم داخل السماء بضوءه الشديد التى أخفته السحب عن عيناها واخفت النجوم عن رؤيتها لمحت ذلك الرجل الذي يأتى اليها بالصناديق يقف أمام بوابة المنزل لكن فى تلك المرة لم يكن معه أى صناديق 
أعطها ورقة صغيرة 
ذهبت الى غرفتها وقامت بفتحها تقرأ مابداخلها
عيناك سرابا لبئر يسحبني 
اخطو اليك وارادتى ليست ملكي 
فى الدنيا قالوا ان لكل داء دواء 
فكان حبي لك دائى وانت لى كنت دوائى
قالوا ان الحواس خمس 
وانا اخبرهم ان الحواس سبع
فالحب فى اذني ينصت لهمسك 
الحب فى قلبي يخفقك باسمك 
الحب فى عيني يرى سحرك 
الحب فى انفاسي يلثم رائحتك 
الهواء فى رئتي يمتلأ بحبك 
الحب فى يدي يشعر بخفقك 
كانت تعيد قراءة الرسالة أكثر من عشرات المرات وتترك فى قلبها أثرا حتى شعرت ان الرسالة ليست لها 
معقول كل الحاجات دي متكونش جاية ليا وجيت هنا غلط بس كاتب زهرة الياسمين 
ممكن تكون كناية 
تنهدت وهى تنظر الى الرسالة وتردف 
لازم اتكلم مع سيف 
مر يومين كاملين لم يتحدث معها أدم يقوم بتوصيلها الى جامعتها أمام الجميع ولم
تأتى الجراءة لأحد حتى يرفع عيناه
فى عيناها 
قدم اليها هاتفا جولا بدون كلمة واحدة 
نظرت اليه لتراه انه ليس الهاتف الذي سحبه منها منذ أخر مرة بل هاتف جديد 
أخذته مرغمة فقد كانت بحاجه الى جوال معها 
باقى الطلاب كانوا مصعوقين مما سمعوه لكن كلما ينظرون اليها يروا فتاة جميلة مثل الأميرات فكانت الغالبية معها يحترمونها ويقدرونها وفئة قليله بقت حاقدة بنظراتها فقط لا تعلم أهو بسبب جمالها أم تفوقها عليهم أم بسبب انها كانت 
لم تعد تشعر بالخۏف لم تعد تخشي من نظرات الناس بقت تمشي رافعة الرأس لا تعرف كيف تغيرت 
لا تعلم كيف أصبحت تريد أن تتفوق على الجميع لا تعلم كيف أصبحت تحب نفسها أمام مرآتها 
لم يتوقف
رامي عن الذهاب الى الجامعة ولم يتوقف عن النظر اليها علمت فيما بعد أنه لم يحضر ماحدث لها من تعنيف بسبب عرض كاميرات المراقبة على الشرطة لأن عمها أثر على سجن الطلاب الذين قاموا بمهاجمتها وبالفعل لم يتركهم حتى جعلهم قامو بدفع الثمن غاليا هم وعائلاتهم 
استمرت الايام تجرى كالخيل أصبح هدفها هو دراستها حتى صار التفوق مركزها وبقي اسمها يلمع فى دفعتها 
اقترب الامتحان وبقت ايام قليلا على الاختبار 
وعند أخر محاضرة قام رامي بايقافها وهى تسير خارج المدرج وطلب منها أن يتحدث معها ارادت أن ترفض لكن لم تستطع بسبب 
فوقف الاثنان فى مواجهة بعضهما 
حولت نفسك ليه ليه دخلت العالم دا 
أسمع يرامي أولا أن محولتش نفسي أنا أتولدت بعيب خلقى وبسبب الظروف بقيت اسلام وبعدين صلحت نفسي 
التفتت ياسمين وابتعدت عنه بعد ان قام برمى تلك الكلمة لكن أوقفها وهو يقول 
عاوز فلوسي 
توقفت عن الخطى والتفتت اليه وقد تحقق تخوفها 
هرجعهم ليك فى اقرب وقت اصبر عليا شوية
لا مش هصبر 
أنا معيش فلوس دلوقتى وبصراحة مش هعرف أكون المبلغ دا غير بعد فتره ياريت تعمل اعتبار لصحوبية اللى كانت بينا قبل كدا 
التمعت عين رامي بالخبث فقال وهو يرفع حاجبا عن الاخر 
انا عارف
تردهولى بسرعة ازاى 
ضيقت عيناها وهى تنظر الي عيناه
الزيتونية وتتنبأ بشئ لن يعجبها 
الفصل الرابع عشر 
إبتسم وهو يرى نظراتها له المتحفظة التى تجيد قراءة عيناه الخبيثة وتلاعبه بالحروف ظهرت منه ضحكة خفيفة ساخرة وهو يقول 
مالك بتبصيلي كدا 
أنت أخر واحد ممكن أبصلك 
انتبهت له بنظراتها المتفاجاة تنتظر كل كلمة تخرج من شفتاه السميكة تريد أن تفك شفرة عيناه وما بها من نوايا تعلم أنه سيد الخبث يتلوى كالأفعى عندما يريد شيئا 
فاردف رامي بعيون جدية 
تيجي تشرح ليا المواد لو أنا نجحت مش هطلب منك اى فلوس 
لم تتوقع ابدا صدور تلك الكلمات من رامي خاصة أنه شخص غير محب لدراسة فكثير ماكان يهرب من الفصول الدراسية ولا يذهب الى الدروس الخاصة فبدأ الشك يجول داخل عقلها بتساؤلات غامضة 
فقالت له وهى ترفع حاجبا وتنزل الأخر بغرور 
هفكر 
بكرة الساعة أتنين هستناك فى كافية الجامعة 
عضت شفتاها بضيق فدائما مايضعها أمام الأمر الواقع بدون شروط فردت عليه معترضة 
نعم دا معاد محاضرة 
لو مجتش فى المعاد دا هاروح لعمك أطلب الفلوس 
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 25 صفحات