اسلام الغريب بقلم ساره منصور
ويقوم بتوبيخها
كنت فيين كل دا أنا مش قولتلك مفيش خروج قبل المغرب بساعة
ايه دا مين دا ياسمين وبيكلمك كدا ليه وبعدين ايه شغل الحضانة دا مغرب مين يابابا
أنتبه أدم إلى تلك الفتاة التى ترتدي ملابس شباب فنظر اليها باستحقار وهى تتحدث معه پغضب ساخر
عم عبده مين اللى دخل البنت دى هنا
قامت ياسمين بسحب هالة من أمام أدم وذهبت مسرعة الى غرفتها
مين الولد دا فاكر نفسه مين عشان يكلمك بالاسلوب التييت دا
ابن عمى اللى حكتلك عنه
أدم بتهزرى والله خسارة فيه الحلاوة اللى فيها أنا تخيلته من كلامك ضبع جربان
ضحكت ياسمين على كلام هالة الساخر وجلس الاثنان مع بعضهما حتى أرتها ياسمين الملابس التى تأتى اليها والزهور
شكلهم حلو أووى ياسمين شكل الواد دا ھيموت عليك أنا لو منك أتجوزه
بعد مرور الساعات وقفت هالة تستعد للمغادرة فأخذتها ياسمين تودعها عند فناء المنزل لترى أن أدم جالسا على مقعدا فى الحديقة وينظر اليهما بنظرات خاطفة
فى تلك اللحظة
ظهر نفس الشاب الذي اصطدم بهما فأشاوا الي بعضهم پصدمة
مش دا بيت ناجى
مالو برأسهما بايجاب فقالت
يبقي بيتي
نظر الاثنان له بغرابة فوقف أدم ينظر اليه بشوق جارف ويهتف
نادر
ابتعدت ياسمين وهالة عند بوابة المنزل وهى تقول
أأأه أنا دلوقتى افتكرت دا بن عمى نادر أنا كنت بقول شوفته فين قبل كدا
هو أنتوا كلكم حلوين ازاى كدا
تنهدت بحزن فأخبرتها هالة أنها ستذهب وقاموا بتوديع بعضهما
رجعت ياسمين وهى تنظر الى الاخين وهما يتعانقان بحرارة
فقال نادر وهو يشير اليها
هى دى ياسمين اللى حكتلى عليها ازيك ياياسمين أنا نادر فاكرانى
جاء الصباح محملا برياح مملوءة بالاتربة قررت أن تذهب الى الجامعة فحاولت الخروج مبكرا بدون علم ادم وتسللت بدون أن يراها العم عبده أيضا
وخاصة ان طوال الليل كانت لبني تطرق الباب پعنف بسبب دراجتها التى رأتها محطمة
لمحها سيف وهو يمر على الطريق المؤدي الى مبناه فاقترب منها والجميع ينظر اليه وما أن رأته أنتفضت واقفة ووجها يتلون خجلا
فقال لها وهو يرنوا اليها باعجاب
زهرة الياسمين
تعرفي انك أحلا من الزهور نفسي اقول كدا لشخص اللى اختر اسمك
ابتسمت وهى تراه ينظر اليها باعجاب فأردف
هتخلصي امتى محاضرات
على الساعه ثلاثة
بصي ساعة ماتخلصي انتظريني هنا هوريك حاجة مهمة
لا يعلم انه قام بايقاظ فضولها فبقت طوال
اليوم شاردة تتسأل بما يريد أن يريها لكن تلك التسؤلات كلها تلاشت وهى تجلس فى المحاضرة فى المدرج السابع وترى رامي يدخل أمامها ويرمقها بنظرات لا تختلف عنها
جلس فى المدرج الأخير فبقي مقابلا لظهرها يراقب كل تصرفاتها ولكن جلس وراءها
بعض الشباب يحجبون الرؤية
عنه
صدمت ياسمين وهى ترى زملاءها الشباب والبنات من
ايام المتوسط ممن هم فى فرق أخرى وجامعات مختلفة عنها يجلسون خلفها يهمسون ويضحكون بصوت هامس يصل اليها واضحا
تنصت لكلمات لكن بقت تحاول أن تركز مع المحاضرة
كلما يتحدث الأستاذ الدكتور ترفع يدها وتسأل وتجاوب وتظهر لهم أنها لا تعيرهم أى أهتمام
اسمك ايه ياطالبة
هتف بها الاستاذ الدكتور أمام الطلاب وهو يرى أن ياسمين تملك عقلا كبيرا بتفوق وتتجاوب معه بأسئلة ذكية للغاية
هتفت بأعلا صوتها الذي ينبع بداخله الثقة حتى هى لم تصدق نفسها وجرائتها
زهرة الياسمين
هنا ظهر صوت زملاءها الذين يجلسون خلفها يضحكون بأعلا صوت بسخرية مريرة جعلتها تغمض عينها پألم وتطلب القوة من الرحمن
فهتف الدكتور
اللى بيضحك وراء قم ياخويا أنت وهو تعالوا هنا منشوف بتضحكوا علي ايه
وقف الشباب يرمقون ياسمين ويهمسون لها بافظع الكلمات وهم يذهبون الى الدكتور
اكتب اسم أنت وهو هنا
فى تلك اللحظة وقفت ياسمين وهتفت
مش فى القسم هنا يادكتر فى جامعات تانية واسمهم
أقبلت ياسمين تهتف بكل أسم لديهم
فانفعل الدكتور وامتلئ وجهه بالڠضب وقام باحراجهم وقام بطردهم شړ طرده وأردف
أى حد مش فى القسم يخرج بكرة
وقفت الفتيات زملاءها وقاموا باطلاق السباب لها وخرجوا من القسم وقال الدكتور
زهرة الياسمين بعد كدا تعدى فى الدسك الاول لانك هتكون القائد فى الفرقة الاولى اى حد عاوز يوصل ليا حاجه هى هتكون المسؤلة ماشي ياسمين متغبيش بقي
أمالت ياسمين رأسها بايجاب وقد نبض الحماس داخلها وهى ترى أن باقى الفرقة يتهافتون عليها بالتعريف عن نفسهم ويطلبون صدقاتها
لمحت ياسمين نظرة خاطفة رمقها بها رامي وهو يخرج من المدرج لم تعرف أن تترجمها
خرجت ياسمين من المدرج وخطت فى الطريق ذاهبة الى المكان الذي اخبرها سيف أن تنتظره فيه وفى الطريق تجمع عليها الشبان والفتيات زملاءها فقامت فتاة منهم بلكزها فى كتفها والاخرى بلكمها فى وجهها وبقت تنظر اليهم ياسمين ولا تعرف كيف تتصرف بتجمعهم حولها ليظهر صوت ذلك الشاب الذي هو صديق أدم وهو يقول أمام الجميع من طلاب فرقتها و بعض الطلاب الاخرين
أنا أنا ياسمين ليه ياأدم عملت كدا واتفقت معاهم دا أنا بنت عمك ليه كلكم وحشين
من ينظر اليها يراها قوية صامدة تنظر اليهم بجراءة لا يرى الصراع الذي بداخلها لا يسمع صرخاتها الصامتة لايشعر بانياب حقدهم ولم يعد يحتمل
وإقترب منها الشاب مرة أخرى يرفع يده عليها لتقوم بايقافه يد اجتمع فيها ڠضب العالم كله حتى قامت بلوي يده وكسرها فلم ېصرخ من الالم بل من الصدمة وهو يري صديق عمره أدم واقفا أمام
خلع أدم معطفه ووضعه علي ياسمين وقام بسحبها الى سيارته
كانت تنظر اليه بغرابة وعيناها مليئة بالضباب من هو هذا الذي أنقذها من هو الذي قام بتحريرها من أيديهم
لم تعرفه الا وهو يجلس فى السيارة يخرج منديلا ويقوم بمسح وجهها وترتيب شعرها بلمسات ليست غريبة عنها
ويقول بنبرته التى جعلت جسدها ينتفض
متخفيش أنا معاك
تلاشي الضباب لتصفى الرؤية تدريجيا على عيناها لترى أدم ينظر اليها بتلك العينان الغاضبة
جاء الليل بعلو القمر يرتسم داخل السماء بضوءه الشديد التى أخفته السحب عن عيناها واخفت النجوم عن رؤيتها لمحت ذلك الرجل الذي يأتى اليها بالصناديق يقف أمام بوابة المنزل لكن فى تلك المرة لم يكن معه أى صناديق
أعطها ورقة صغيرة
ذهبت الى غرفتها وقامت بفتحها تقرأ مابداخلها
عيناك سرابا لبئر يسحبني
اخطو اليك وارادتى ليست ملكي
فى الدنيا قالوا ان لكل داء دواء
فكان حبي لك دائى وانت لى كنت دوائى
قالوا ان الحواس خمس
وانا اخبرهم ان الحواس سبع
فالحب فى اذني ينصت لهمسك
الحب فى قلبي يخفقك باسمك
الحب فى عيني يرى سحرك
الحب فى انفاسي يلثم رائحتك
الهواء فى رئتي يمتلأ بحبك
الحب فى يدي يشعر بخفقك
كانت تعيد قراءة الرسالة أكثر من عشرات المرات وتترك فى قلبها أثرا حتى شعرت ان الرسالة ليست لها
معقول كل الحاجات دي متكونش جاية ليا وجيت هنا غلط بس كاتب زهرة الياسمين
ممكن تكون كناية
تنهدت وهى تنظر الى الرسالة وتردف
لازم اتكلم مع سيف
مر يومين كاملين لم يتحدث معها أدم يقوم بتوصيلها الى جامعتها أمام الجميع ولم
تأتى الجراءة لأحد حتى يرفع عيناه
فى عيناها
قدم اليها هاتفا جولا بدون كلمة واحدة
نظرت اليه لتراه انه ليس الهاتف الذي سحبه منها منذ أخر مرة بل هاتف جديد
أخذته مرغمة فقد كانت بحاجه الى جوال معها
باقى الطلاب كانوا مصعوقين مما سمعوه لكن كلما ينظرون اليها يروا فتاة جميلة مثل الأميرات فكانت الغالبية معها يحترمونها ويقدرونها وفئة قليله بقت حاقدة بنظراتها فقط لا تعلم أهو بسبب جمالها أم تفوقها عليهم أم بسبب انها كانت
لم تعد تشعر بالخۏف لم تعد تخشي من نظرات الناس بقت تمشي رافعة الرأس لا تعرف كيف تغيرت
لا تعلم كيف أصبحت تريد أن تتفوق على الجميع لا تعلم كيف أصبحت تحب نفسها أمام مرآتها
لم يتوقف
رامي عن الذهاب الى الجامعة ولم يتوقف عن النظر اليها علمت فيما بعد أنه لم يحضر ماحدث لها من تعنيف بسبب عرض كاميرات المراقبة على الشرطة لأن عمها أثر على سجن الطلاب الذين قاموا بمهاجمتها وبالفعل لم يتركهم حتى جعلهم قامو بدفع الثمن غاليا هم وعائلاتهم
استمرت الايام تجرى كالخيل أصبح هدفها هو دراستها حتى صار التفوق مركزها وبقي اسمها يلمع فى دفعتها
اقترب الامتحان وبقت ايام قليلا على الاختبار
وعند أخر محاضرة قام رامي بايقافها وهى تسير خارج المدرج وطلب منها أن يتحدث معها ارادت أن ترفض لكن لم تستطع بسبب
فوقف الاثنان فى مواجهة بعضهما
حولت نفسك ليه ليه دخلت العالم دا
أسمع يرامي أولا أن محولتش نفسي أنا أتولدت بعيب خلقى وبسبب الظروف بقيت اسلام وبعدين صلحت نفسي
التفتت ياسمين وابتعدت عنه بعد ان قام برمى تلك الكلمة لكن أوقفها وهو يقول
عاوز فلوسي
توقفت عن الخطى والتفتت اليه وقد تحقق تخوفها
هرجعهم ليك فى اقرب وقت اصبر عليا شوية
لا مش هصبر
أنا معيش فلوس دلوقتى وبصراحة مش هعرف أكون المبلغ دا غير بعد فتره ياريت تعمل اعتبار لصحوبية اللى كانت بينا قبل كدا
التمعت عين رامي بالخبث فقال وهو يرفع حاجبا عن الاخر
انا عارف
تردهولى بسرعة ازاى
ضيقت عيناها وهى تنظر الي عيناه
الزيتونية وتتنبأ بشئ لن يعجبها
الفصل الرابع عشر
إبتسم وهو يرى نظراتها له المتحفظة التى تجيد قراءة عيناه الخبيثة وتلاعبه بالحروف ظهرت منه ضحكة خفيفة ساخرة وهو يقول
مالك بتبصيلي كدا
أنت أخر واحد ممكن أبصلك
انتبهت له بنظراتها المتفاجاة تنتظر كل كلمة تخرج من شفتاه السميكة تريد أن تفك شفرة عيناه وما بها من نوايا تعلم أنه سيد الخبث يتلوى كالأفعى عندما يريد شيئا
فاردف رامي بعيون جدية
تيجي تشرح ليا المواد لو أنا نجحت مش هطلب منك اى فلوس
لم تتوقع ابدا صدور تلك الكلمات من رامي خاصة أنه شخص غير محب لدراسة فكثير ماكان يهرب من الفصول الدراسية ولا يذهب الى الدروس الخاصة فبدأ الشك يجول داخل عقلها بتساؤلات غامضة
فقالت له وهى ترفع حاجبا وتنزل الأخر بغرور
هفكر
بكرة الساعة أتنين هستناك فى كافية الجامعة
عضت شفتاها بضيق فدائما مايضعها أمام الأمر الواقع بدون شروط فردت عليه معترضة
نعم دا معاد محاضرة
لو مجتش فى المعاد دا هاروح لعمك أطلب الفلوس